الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل الثالث: فصل التاء مع القاف

فصل التاء مع القاف

ت- أ- ق
تئق السقاء، كفرح: امتلأ. وأتأقته أنا: ملأته، كما في الصحاح، وقال رؤبة يمدح محمد ابن مروان:

صفحة : 6225

مد له المجد خليجا متأقا
سقى فأروى ورعى فأسنقا

وفي حديث علي: أتأق الحياض بمواتحه وقال النابغة:

ينضحن نضح المزاد الوفر أتأقها     شد الرواة بماء غير مشـروب ماء غير مشروب ، يعني: العرق، أراد ينضحن بماء غير مشروب نضح المزاد الوفر. ومن المجاز: تئق زيد إذا امتلأ غضبا وغيظا، كما في الصحاح، أو حزنا هكذا نقله الليث في هذا التركيب، زاد غيره: كاد يبكي، أو إذا امتلأ سرورا، كما في اللسان. وككتف ، ومنبر: السريع إلى الشر نقله الجوهري عن الأموي، واقتصر على الأول، وأما المتأق، كمنبر، فقد فسره صاحب اللسان بالحاد. ومن أمثال العرب: أنت تئق، وأنا مئق، فكيف نتفق? قال اللحياني: قيل: معناه أنت ضيق وأنا خفيف، فكيف نتفق. وقال بعضهم: أنت سريع الغضب، وأنا سريع البكاء، فكيف نتفق? وقال أعرابي من عامر: أنت غضبان وأنا غضبان، فكيف نتفق. وقال الأصمعي: يقول: أنا ممتلئ من الغيظ والحزن، وأخي سريع البكاء، فلا يقع بيننا وفاق، وقال الأصمعي: التئق: هو الحاد، والمئق: السريع البكاء، ويقال: الممتلئ من الغضب، وأنشد الجوهري لعدي بن زيد يصف كلبا:

أصمع الكعبين مهضوم الحشى     سرطم اللحيين معـاج تـئق وقال الأصمعي أيضا: تئق الرجل: إذا امتلأ غضبا وغيظا، ومئق: إذا أخذه شبه الفواق عند البكاء قبل أن يبكي، وقال في قول رؤبة:

كأنما عولتها من التأق

عولة ثكلى ولولت بعد المأق والمأق: نشيج البكاء أيضا، والتأق: الامتلاء. وقال أبو الجراح: التئق: الملآن شبعا وريا، والمئق: الغضبان وقيل: التئق هنا: الممتلئ حزنا، وقيل: النشيط، وقيل: السيئ الخلق. وقال الليث: التئق: الفرس الممتلئ نشاطا وشبابا وجريا، وهو مجاز ، وأنشد الجوهري لزهير بن مسعود الضبي يصف فرسا:

ضافي السبيب أسيل الخد مشترف      حابي الضلوع شديد أسره تـئق وقال أبو عمرو التأقة محركة شدة الغضب والسرعة إلى الشر وهو تياق وبه تأقة والمأقة شدة البكاء. وقال الليث أتأق القوس إذا شد نزعها وأغرق السهم فيها وهو مجاز.

ومما يستدرك عليه: التأق محركة ضيق الخلق وتئق الصبي وغيره تأقا وتأقة عن الليحاني فهو تئق إذا أخذه شبه الفواق عند البكاء ومن كلام تأبط شرا ولا أبته تئقا. وإناء متأق بالضم شديد الامتلاء.

ت- ر- ق

صفحة : 6226

الترياق بالكسرة دواء مركب من أجزاء كثيرة ويطلق على ماله زهرية ونفع عظيم سريع وهو الآن يطلق على العادي الذي اخترعه ماغنيس الحكيم، وتممه أندروماخس القديم بعد ألف ومائة وخمسين سنة بزيادة لحوم الأفاعي فيه وبها كمل الغرض وهو مسميه بهذا الاسم لأنه نافع من لدغ الهوام السبعية، وهي باليونانية ترياء بالكسر، ونافع أيضا من الأدوية المشروبة السمية وهي باليونانية قا آ ممدودة ثم خفف وعرب ويقال بالدال أيضا بدل التاء، وفي العباب الترياق دواء السموم، فارسي مركب، وقال غيره: لغة في الدرياق وفي حديث ابن عمر: ما أبالي ما أتيت إن شربت ترياقا إنما كرهه من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعي والخمر، وهي حرام نجسة والترياق أنواع فإذا لم يكن فيه شيء من ذلك فلا بأس به، وقيل الحديث مطلق فالأولى اجتنابه كله، وفي الحديث إن في عجوة العالية ترياقا وهو طفل إلى ستة أشهر ثم مترعرع إلى عشرين سنة في البلاد الحارة وعشرين في غيرها ثم يقف عشرا فيها وعشرين في غيرها ثم يموت ويصير كبعض المعاجين كما في نص القانون للرئيس وقال الحكيم داود وممن زاد فيه من الحكماء: أقليدس، وفلاغورس، وفرافيلس، وساغورس، ومارينوس، حتى جاء جالينوس فغير فيه أوزانا، وخالف أوضاعا، وكان الشيخ الرئيس يقول: إن جالينوس أفسده، وأما عدد مفرداته فنهايتها تسعون، وأقلها أربع وستون، ويضمحل الخلاف بعد مفردات الأقراص وعدمه، وقيل: إن النهاية ست وتسعون.

قلت: وقد سردهم الرئيس في القانون بأبسط عبارة، وأوضح إشارة، وذكر الاختلاف في عمره وخواص، فمن أراد ذلك فليراجع كتب الرئيس، فإن فيها مقنعا للطالب، والله أعلم.

وترياق: ة، بهراة منها: أبو نصر عبد العزيز بن محمد بن ثمامة الترياقي، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي المروزي، وعنه أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الكروخي في مسند صحيح مسلم. وأما لسلامة بن ناهض الترياقي المقدسي فإنه إلى عمل الترياق المعجون المشهور روى عنه أبو القاسم الطبراني. والترياق: فرس كان للخزرخ قال إبراهيم بن بشير الأنصاري:

بين القتادي والترياق نسبـتـهـا       جرداء معروقة اللحيين سرحوب والترياق: الخمر، كالترياقة هكذا كانت العرب تسميها، لأنها فيما، يزعمون تذهب بالهم، كما في الصحاح، وفي العباب: دواء للهموم. قلت: ولذا تسمى أيضا صابون الهموم، ومنه قول ابن مقبل :

سقتني بصهباء تـرياقة     متى ماتلين عظامى تلن ويروى درياقة وسيأتي. والترقوة بالفتح، ولا تضم تاؤه، كما في الصحاح: العظيم الذي بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان، تكون للناس وغيرهم ج: التراقي أنشد ثعلب في صفة قطاة:

قرت نطفة بين التراقي كأنها     لدى سفط بين الجوانح مقفل وقال الفراء: قال بعضهم: الترايق: التراقي، وأنشد يعقوب:

هم أوردوك الموت حين أتيتهـم     وجاشت إليك النفس بين الترايق وزنه: فعلوة بالفتح لقولهم ترقيته ترقاة، أي: أصبت ترقوته نقله الجوهري عن ابن السكيت وقد أعاد المصنف الترقوة أيضا في المعتل بالواو أصالة، وفي قرن استطرادا فتأمل.

ومما يستدرك عليه: الترق، محركة: شبيه بالدرج، قال الأعشى:

ومارد من غواة الجن يحرسها      ذو نيقه مستعد دونها تـرقـا دونها: يعني دون الدرة. ويقال: بلغت الروح التراقي: إذا شارف الموت.

ت- ر- ن- ق

صفحة : 6227

ومما يستدرك عليه: الترنوق، بالضم، أهمله الجماعة، وقال شمر: هو الطين الذي يرسب في مسايل المياه. وقال أبو عبيد: هو الماء الباقي في المسيل، ويفتح، كما في اللسان. قلت: وسيأتي للمصنف في رنق.

ت- ف- ق
تيفاق الكعبة، بالكسر أهمله الجماعة هنا، وقد ورد في الحديث: البيت المعمور تيفاق الكعبة وروى فيه الفتح أيضا كما سيأتي للمصنف والاقتصار على الكسر قصور، بمعنى تجاهها وحذائها وموضعه و ف ق فكأنه ذكره هنا مظنة أن التاء أصلية وليس كذلك.

ت- ف- ر- ق
التفروق كعصفور أهمله الجماعة وقال ابن عباد هو قمع التمرة لغة في الثفروق بالمثلثة والجمع بالتفريق. قلت: وأما قول العامة التفاريق لمن ثمن من المتاع فغلط صوابه التفاريج.

ت- ق- ت- ق
قرب تقتاق، وتقاتق بالضم، ومتقتق أي سريع وقد أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: التقتقة: الحركة ومنه قول العامة للمتحرك في أفعاله وأقواله وأوضاعه: تقتوق، ومتقتق. وقال الفراء: التقتقة: سير عنيف وكذلك الذوح والطمل وقال غيره: هو سرعة السير وشدته قال أبو حزام العكلي:

على قود تتقتق شطر طـنء     شأي الأخلام ماط ذي شحوط ويقال تقتق من الجيل: إذا وقع وقال ابن الأعرابي هبط وقيل التقتقة الهوى من فوق إلى أسفل على غير طريق وقد تتقتق وتقتقت عينه: إذا غارت عن أبي عبيدة وقال أبو عمرو وابن الأعرابي هو بالنون وأنشد ابن الأعرابي:

خوص ذوات أعين نقانق
جبت بها مجهولة السمالق

ومما يستدرك عليه: تتقتق في الجبل إذا انحدر فيه، عن اللحياني وتقاق كسحاب البقلة اليهودية.

ت- ق- ل- ق
تقلق كزبرج أهمله الجوهري وصاحب اللسان وقال الليث: هو من طيور الماء. قلت: والأشبه أن تكون التاء زائدة وأصله القلق ونذكره في ق ل ق والذي في العين تقلق بكسر اللام المشددة.

ت- و- ق
تاق إليه يتوق توقا وتؤوقا كقعود وتياقة بالكسر وتوقانا محركة واقتصر الجوهري على الأول والأخير: اشتاق ونزعت نفسه إليه، وتاق القدح في الميسر إذا خرج عند الإجالة نقله ابن عباد، قال: وتاق إلى الشيء إذا هم بفعله وخف إليه كما في المحيط وهو مجاز. وتاق أشفق عن ابن عباد وتاق الرجل بنفسه توقانا محركة وتوقا إذا جاد بها وقال أبو عمرو: التوق نفس النزع كالسوق. وكذلك الدموع إذا خرجت من الشؤون قيل قد تاقت وهو مجاز. وتاق القوس يتوقها توقا إذا شد نزعها وأغرق السهم فيها كأتأقها عن ابن عباد. وقال ابن الأعرابي التوقة محركة الناقهون من المرض كأنه جمع تائق. والتوق بالضم العوج في العصا وغيرها عن أبي عمرو. والتيقان من الرجال كهيبان الرجل الشديد الوثب عن ابن عباد قال وأصله تيوقان فقلبت الواو في الياء. والمتوق كمعظم المتشهى عن ابن الأعرابي.

ومما يستدرك عليه: تاقت نفسه الشيء، كتاقت إليه، قال رؤبة:

فالحمد لله على ما وفـقـا
مروان إذ تاقوا الأمور التوقا

وتتوق إلى الشيء: تشوق. والتواق: الشواق، والذي تتوق نفسه إلى كل دناءة ، يقال في المثل: المرء تواق إلى ما لم ينل. نقله الجوهري. والتواق: اسم رجل، وبه فسر قول الراجز:

جاء الشتاء وقميصي أخلاق
شراذم يضحك منه التـواق

يقال: هو ابنه، ويروى: النواق بالنون، كما في الصحاح. ومتاقة التنور: حجر في أسفله، كأنه مخرج النفس للنار، وبالنون أيضا، نقله ابن عباد. والمتوق، كمعظم: الكلام الباطل، كما في اللسان. قلت: أو هو تصحيف المبوق، بالموحدة. وفي حديث عبيد الله بن عمر رضي

صفحة : 6228

الله عنهما: كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم متوقة كذا رواه بالتاء، فقيل له: ما المتوقة. فقال: مثل قولك، فرس تئق، أي: جواد، قال الحربي: وتفسيره أعجب من تصحيفه، وإنما هي منوقة، بالنون، وهي التي قد ريضت، وأدبت. ويقال: تاق إلى الغاية: إذا أسرع وخف. وتق إلي يا فلان: أسرع، وهو مجاز.