الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل السادس: فصل الحاء مع القاف: الجزء الأول

فصل الحاء مع القاف

الجزء الأول

ح- ب- ث- ق
الحبثقة أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن دريد : هو ضيق النفس من بخل أو ضجر كما في العباب.

ح- ب- ق

صفحة : 6235

الحبق، محركة: نبات طيب الرائحة حديد الطعم، ورقه كورق الخلاف، منه سهلي ومنه جبلي، وليس بمرعى فارسيته الفوتنج. قلت: إنما فارسيته بودينه، قال أبو حنيفة: أخبرني أعرابي قال: الحبق مجفرة، يمرغ عليه الفرس فيجفره، ويجعل في المخدة فيوضع تحت رأس الإنسان فيجفره، وهو يشبه الريحانة التي تسمى النمام ويكثر نباته على الماء. وحبق الماء، وحبق التمساح هو: الفوتنج النهري لنباته على حافات الأنهار، ولأن التمساح يأكل منه كثيرا. وحبق الفتى، أو حبق الفيل هو المرزنجوش وقد ذكر في موضعه. وحبق الراعي: البرنجاسف وقد أهمله المصنف في موضعه. وحبق البقر هو: البابونج. وحبق الشيوخ هو: المرو ويسمى أيضا ريحان الشيوخ. والحبق الصعترى، والحبق الكرماني هو: الشاهسفرم وهو سلطان الرياحين، ويعرف بالريحان المطلق، وهو الذي يزرع في البيوت. والحبق القرنفلي هو: الفرنجمشك تفسيره: مسك الإفرنج. والحبق الريحاني هو: الذي يؤكل من المقل المكي.

وفاته: الحبق النبطي، وهو: ريحان الحماحم. وحبق ترنجان، وهو: الباذرنجبويه. والحبق، بالكسر هكذا في النسخ، والصواب بكسر الباء، كما في العباب واللسان والحباق كالغراب: الضراط قال خداش بن زهير العامري:

لهم حبق والسود بيني وبينهم     يدي لكم والعاديات المحصبا قال ابن بري: السود. اسم موضع ويدي: جمع يد، مثل قوله:

فإن له عندي يديا وأنعما وأضافها إلى نفسه، ورواه أبو سهل الهروي: يدي لكم وقال: يقال: يدي لك أن يكون كذا، كما تقول: على لك أن يكون كذا، ورواه الجرمي يدي لكم ساكنة الياء، والعاديات مخفوض بواو القسم. وأكثر استعماله في الإبل والغنم وقال الليث: الحبق: ضراط المعز وقد حبق يحبق حبقا بالفتح وحبقا، ككتف ، وغراب لفظ الاسم، ولفظ المصدر فيه سواء، وقد يستعمل في الناس، وأفعال الضرط كثيرا ما تجئ متعدية بحرف، كقولهم: عفق بها، وحطأ بها، ونفخ بها: إذا ضرط، وفي حديث المنكر الذي كانوا يأتونه في ناديهم: كانوا يحبقون فيه. والحبقة: الضرطة وقال ابن دريد: الضريطة الخفيفة، قال: وأخبرنا أبو حاتم -عن أبي عبيدة- قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه قال عدي ابن حاتم رضي الله عنه: لا تحبق فيه عنز فأصيبت عينه يوم صفين، وقتل ابنه طريف، فدخل على معاوية بعد قتل علي رضي الله عنهما، فقال: هل حبقت العنز في قتل عثمان. فقال: إي والله، والتيس الأعظم. ويقال للأمة: يا حباق، كقطام كما يقال لها: يا دفار. وقال الأصمعي: عذق حبيق، كزبير: تمر دقل أغبر صغير مع طول فيه، ردئ منسوب إلى ابن حبيق، ويقال له أيضا: نبيق، ويقال: حبيق، ونبيق، وذوات العنيق: لأنواع من التمر وفي الحديث: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لونين من التمر: الجعرور، ولون حبيق يعني في الصدقة. والحباق ككتاب، أو غراب وعلى الأولى اقتصر ابن دريد: أبو بطن من تميم وهو لقب له، قال أبو العرندس العوذي، من بنى عوذ بن سود:

ينادي الحباق وحمانـهـا      وقد شيطوا رأسه فالتهب والحبقى كالزمكى: سير سريع بالحاء والخاء، قال أبو عبيدة: وهو يمشي الحبقى، والدفقى، والحبقى دون الدفقى، قال:

يعدو الحبقى والدفقى منعب

صفحة : 6236

والحبقة، محركة: الجاهل عن ابن عباد ، زاد الزمخشري: السفيه، والجمع: حبقات، كشجرة شجرات ، وهو مجاز. والحبقة بكسرتين مشددة القاف: القصير نقله الصاغاني. وقال أبو عمرو: الحبق كصرد: القليل العقل، وهي بهاء كهبع، وهبعة، وأنشد:

حبقة يتبعها شيخ حبق
وإن يوفقها لخير لا تفق

والحبق بالفتح: الضرب بالجريد هكذا في النسخ، والصواب: بالجرير، كما هو نص المحيط وكذا الضرب بالحبل، وبالسوط. وأحبق القوم بما عندهم أي: سلسوا به وأذعنوا عن أبي عمرو. وحبق الرجل متاعه تحبيقا: إذا جمعه وأحكم أمره. وسلمة بن المحبق، كمحدث: صحابي رضي الله عنه، شهد حنينا، وفتح المدائن، قال أبو أحمد العسكري في كتاب التصحيف: المحبق، بكسر الباء، وأصحاب الحديث يصحفون ويفتحون الباء، وقال البخاري في التاريخ الكبير: قال لي روح بن عبد المؤمن: اسم المحبق صخر بن عتبة بن الحارث بن حصين ابن الحارث بن عبد العزيز بن دابغة ابن لحيان بن هذيل، وفي التكملة: صخر بن عبيد. وقال ابن فارس في كتاب المقاييس: الحاء والباء والقاف ليس عندي بأصل يؤخذ به، ولا معنى له، ولكنهم يقولون: حبق متاعه: إذا جمعه، ولا أدري كيف صحته.

ومما يستدرك عليه: الحبق، بالفتح: الضراط. وقال ابن خالويه: جمع الحبق محركة للمأكول: حباق، بالكسر، وأنشد:

فأتونا بدرمق وحـبـاق      وشواء مرعبل وصناب قال ابن سيده: والحباقى: الحندقوقي، لغة حيرية، وهي بالعربية الذرق وأنشد الأصمعي لبعض العباديين، كما في العباب، وفي اللسان البغداديين، وهو تحريف:

ليت شعري متى تخب بي النا    قة بينه العذيب فالصنـبـن
محقبا زكرة وخبزا رقـاقـا     وحباقى وقطعة مـن نـون

وما في النحي حبقة، محركة، أي: لطخ وضر، عن كراع، كقولك: ما في النحي عبقة.

وقال ابن خالويه: الحبيبيق، كعصيفير: السيئ الخلق، كما في اللسان، وفي العباب: هو الحبقبيق. وحبق، محركة: ناحية من خبيص من أعمال كرمان، كما في المعجم. ويقال: ظلوا يحبقون على فلان: إذا سبوه وجهلوا عليه، وهو مجاز.

ح- ب- ش- ق
ومما يستدرك عليه: الحبشقة، والحبشوقة: دويبة ، كما في التكملة،

ح- ب- ط- ق- ط- ق
ومما يستدرك عليه: حبطقطق، أهمله الجوهري، والصاغاني، والمصنف، قال الأزهري في السداسي: هو حكاية صوت قوائم الخيل إذا جرت، وأنشد المازني:

جرت الخيل فقالـت     حبطقطق حبطقطق ثم رأيت الجوهري قد استطرده في ط ق ط ق ونقله عن ابن الأعرابي، قال: ولم أره إلا في كتابه، وسيأتي.

ح- ب- ق- ن- ق
ومما يستدرك عليه: رجل حبقنيق، بالضم: سيئ الخلق، هكذا أورده في اللسان في تركيب وحده، وقد مر عن الصاغاني في حبق: حبقبيق، أو حبيبيق، كما في اللسان، فلعل أحد هؤلاء تصحيف عن الآخر، فتأمل.

ح- ب- ل- ق
الحبلق، كعملس كتبه بالأحمر، مع أن الجوهري ذكره في: ح ب ق على أن اللام زائدة ، وصوبه ابن بري، فينبغي أن يكتب بالأسود، قال الجوهري: غنم صغار لا تكبر وأنشد للأخطل:

واذكر غدانة عدانا مـزنـمة     من الحبلق يبنى حولها الصير

صفحة : 6237

قال ابن بري: غدانة: هو ابن يربوع بن حنظلة، وعدان: جمع عتود، مثل عتدان. أو قصار المعز ودمامها نقله الصاغاني، وفي اللسان: الحبلقة: غنم بجرش، وقد ذكر في: ج ر ش.

ومما يستدرك عليه: الحبلق: الصغير القصير منا، ومنه قول الشاعر:

يحابي بنا في الحق كل حبلق       لثا البول عن عرنينه يتفرق واستدرك شيخنا هنا -نقلا عن السهيلي في الروض- في أخبار فتح مكة-: الحبلق: أرض تسكنها قبائل من قيس.

ح- ث- ر- ق
ومما يستدرك عليه: الحثرقة، أهمله الجماعة، ونقل الأزهري عن ابن دريد أنها خشونة وحمرة تكون في العين، هكذا ذكره صاحب اللسان هنا، وقد تقدم للمصنف في حثرف هذا بعينه تبعا للصاغاني، فالصواب أن أحدهما تصحيف عن الآخر، فتأمل.

ح- د- ب- ق
الحدبق، كعصفر أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد : هو القصير المجتمع كما في العباب.

ح- د- ق
الحدقة، محركة: سواد العين عن ابن دريد ، وهو المستدير وسط العين، وقيل: هي في الظاهر سوادها، وفي الباطن خرزتها، وقال الجوهري: سوادها الأعظم، وقال غيره: السواد الأعظم في العين هي الحدقة، والأصغر هو الناظر، وفيه إنسان العين، وإنما الناظر كالمرآة إذا استقبلتها رأيت فيها شخصك، وقولهم: في حديث الأحنف: نزلوا في مثل حدقة البعير أي: نزلوا في خصب، وشبهه بحدقة البعير لأنها ريا من الماء، قال ابن الأثير: لأنها توصف بكثرة الماء والنداوة، ولأن المخ لا يبقى في شيء من الأعضاء بقاءه في العين كالحندوقة بالضم والحنديقة بالكسر، قال ابن دريد: ولا أدري ما صحتها، ج: حدق بحذف الهاء وأحداق، وحداق واقتصر الجوهري على الأول والثاني، وأنشد لأبي ذؤيب:

فالعين بعدهم كأن حـداقـهـا      سملت بشوك، فهي عور تدمع قال: حداقها أراد الحدقة وما حولها، كما يقال للبعير: ذو عثانين، ومثله كثير وحدقوا به يحدقون: إذا أطافوا به قال الأخطل يمدح بني أمية:

المنعمون بنو حرب وقد حدقت     بي المنية واستبطأت أنصاري كأحدقوا به، وكل شيء استدار بشيء، وأحاط به، فقد أحدق به وتقول: عليه شامة سوداء قد أحدق بها بياض. واحدودقوا بالشيء: مثل حدقوا به، وأحدقوا، نقله الصاغاني. وحدق فلان الشيء بعينه يحدقه حدقا: إذا نظر إليه وفي حديث معاوية بن الحكم: فحدقني القوم بأبصارهم أي: رموني بحدقهم. ورأيت الميت يحدق يمنة ويسرة حدوقا بالضم: إذا فتح عينيه، وطرف بهما. وحدق فلانا: إذا أصاب حدقته. ويقال للقوم المصيبين في الرماية: رماه الحدق. والحدق، محركة: الباذنجان نقله الأزهري عن ابن الأعرابي، واحدتها حدقة، شبه بحدق المها، قال:

تلقى بها بيض القطا الكدارى
توائما كالحدق الصغار

ووجد بخط علي بن حمزة: الحذق: الباذنجان، بالذال المنقوطة، ولا يعرف. والحديقة: الروضة ذات الشجر كما في الصحاح، وهي كل أرض استدارت، وأحدق بها حاجز، أو أرض مرتفعة قال عنترة:

جادت عليها كل بكر حرة      فتركن كل حديقة كالدرهم

صفحة : 6238

ويروى: كل قرارة. وقيل: الحديقة: حفرة تكون في الوادي تحبس الماء، وكل وطئ يحبس الماء في الوادي وإن لم يكن الماء في بطنه: حديقة، والحديقة أعمق من الغدير ج: حدائق وفي التنزيل العزيز: وحدائق غلبا أو الحديقة: البستان عليه الحائط، وخص بعضهم من النخل والشجر الملتف، وهو قول ابن دريد والزجاج، وخص بعضهم الشجر بالمثمر، وقال بعضهم: بل هي الجنة من نخل وعنب ، قال:

ضورية أولعت باشتهارها
ناصلة الحقوين من إزارها
يطرق كلب الحي من حذارها
أعطيت فيها طائعا أو كارها
حديقة غلباء في جدارها
وفرسا أنثى وعبدا فارها

أراد أنه أعطاها نخلا وكرما محدقا عليها، وذلك أفخم للنخل والكرم، لأنه لا يحدق عليه إلا وهو مضنون به، وإنما أراد أنه غالى بمهرها على ما هي به من الاشتهار، وخلائق الأشرار. أو كل ما أحاط به البناء: حديقة، وما لم يكن عليه حائط ، فليس بحديقة. أو الحديقة: القطعة من النخل ومنه حديث ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه: اقبل الحديقة، وطلقها تطليقة. والحديقة: ة، من أعراض المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، كانت بها وقعة بين الأوس والخزرج، وإياها أراد قيس بن الخطيم بقوله:

أجالدهم يوم الحديقة حـاسـرا     كأن يدي بالسيف مخراق لاعب وحديقة الرحمن: بستان كان لمسيلمة الكذاب بفناء اليمامة، فلما قتل عندها سميت حديقة الموت. والحديقة، كسفينة وكجهينة: ع، لبني يربوع بقلة الحزن، وضبطه في التكملة كسفينة.

وقد أحدقت الروضة. عشبا: صارت حديقة وإذا لم يكن فيها عشب فهي روضة، نقله الزجاج. والتحديق: شدة النظر نقله الجوهري.

ومما يستدرك عليه: الحديقة: القطعة من الزرع، عن كراع. والمحدق، كمحدث: الأمر الشديد تحدق منه الرجال. وتكلمت على حدق القوم، أي: وهم ينظرون إلي. ورأيت الذبيحة حادقة. وفلان أحدقت به المنية، أي: أحاطت، وهذا مجاز. ومنه أيضا قولهم: ورد على كتابك فتنزهت في بهجة حدائقه.

ح- د- ل- ق
الحدولق، كصنوبر هو مكتوب في سائر النسخ بالأحمر، وقد ذكره الجوهري في: ح د ق وذكر أن اللام. زائدة، غير أن الصاغاني وصاحب اللسان قد أفرداه بتركيب، وقلدهما المصنف، وهو غريب ، وقال ابن دريد: هو القصير المجتمع. وقال الجوهري: الحدلقة، كعلبطة: الحدقة الكبيرة وهذا يدل على أن اللام زائدة. أو شيء من الجسد لا يدرى ما هو وبه فسر أبو عبيد قولهم: أكل الذئب من الشاة الحدلقة. أو العين وبه فسر اللحياني، وكل ذلك في الصحاح، واقتصر كراع على القول الأخير، وقال ابن بري: قال الأصمعي: سمعت أعرابيا من بني سعد يقول: شد الذئب على شاة فلان، فأخذ حدلقتها، وهو غلصمتها.

ومما يستدرك عليه: عين حدلقة ، أي: جاحظة. وقال الجوهري: والحدلقة بزيادة اللام: مثل التحديق، وقد حدلق الرجل: إذا أدار حدقته في النظر.

حذرق
الحذرقة، بضم الحاء والراء، وشد القاف أهمله الجوهري، وقال أبو الهيثم: هي الجزيرة نقله الأزهري هكذا، وهكذا ضبطه الصاغاني بالذال المعجمة، وهو في العباب بالدال المهملة، قال: وقال أبو الهيثم : قالت جارية: لأمها يا أمياه أنفيتة نتخذ أم حذرقة. والحذرقة: مثل ذرق الطير في الرقة.

صفحة : 6239

ح- ذ- ق
حذق الصبي القرآن، أو العمل، كضرب، وعلم، حذقا، وحذاقا، وحذاقة ويكسر الكل، أو الحذاقة، بالكسر الاسم: إذا تعلمه كله، ومهر فيه فهو حاذق من حذاق ، وفي حديث زيد بن ثابت فما مر بي نصف شهر حتى حذقته أي: عرفته، وأتقنته، وهو مجاز ، مأخوذ كل من الحذق، وهو القطع، كما صرح به الزمخشري. ويقال: هذا يوم حذاقه بالكسر، أي: يوم ختمه للقرآن. وحذق الشيء يحذقه بالكسر حذاقة وحذقا بفتحهما: إذا قطعه، أو مده ليقطعه بمنجل ونحوه حتى لابقى منه شيء فهو حاذق: قاطع ، وأنشد الجوهري لأبي ذؤيب:

يرى ناصحا فيما بدا فإذا خلا     فذلك سكين علا الحلق حاذق وحذيق محذوق: مقطوع وأنشد ابن السكيت لزغبة الباهلي، وقال الصاغاني: هو لجزء الباهلي:

أنورا سرع ماذا يا فـروق     وحبل الوصل منتكث حذيق ومن المجاز: حذق الخل حذوقا كقعود وحذقا بالفتح ويكسر: إذا حمض فلذع باللسان، وكذلك اللبن. ومن المجاز: حذق الرباط، يد الشاة: إذا أثر فيها بالقطع، عن ابن دريد. وحذق الخل فاه: إذا حمزه عن ابن دريد وقبضه وكذلك اللبن، والنبيذ، ونحوهما. وحذاقة، كثمامة: جد لأبي دؤاد الشاعر الإيادي وأبو بطن من إياد هكذا في سائر النسخ بواو العطف، والصواب حذفها، وهو حذاقة بن زهير بن إياد بن نزار بن معد بن عدنان، وأبو دؤاد اسمه: جارية بن الحجاج بن حمران بن بحر بن عصام ابن نبهان بن منبه بن حذاقة، وأسقط ابن الكلبي الحجاج بين جارية وحمران، وكل من من العرب سواهم حذافة بالفاء، وورد في شعر أبي دؤاد حذاق بغير هاء، وهو قوله:

ورجال من الأقارب كـانـوا      من حذاق هم الرؤوس الخيار ويقال: ما عنده حذاقة أي: شيء من طعام وكذا قولهم: ما في رحله حذاقة ، وأكل الطعام فما ترك منه حذاقة وحذافة، بالقاف وبالفاء، وبالقاف رواه أصحاب أبي عبيد، كما في ح ذ ف واحتمل رحله فما ترك منه حذاقة وكل ذلك مجاز. والحذاقي، كغرابي: الجحش وبه فسر الحديث: أنه خرج على صعدة يتبعها حذاقي عليها قوصف لم يبق منها إلا قرقرها والصعدة: الأتان. ومن المجاز: الحذاقي: الرجل الفصيح اللسان، البين اللهجة، قال طرفة:

إني كفاني من أمر هممت بـه     جار كجار الحذاقي الذي اتصفا قال الجوهري: يعني أبا دؤاد الإيادي الشاعر، وكان جار كعب بن مامة. والحذاقي: السكين المحدد عن ابن عباد. ومحمد بن يوسف وأخوه إسحاق الحذاقيان من أهل صنعاء اليمن، روى محمد عن عبد الرزاق وغيره، وعنهما عبيد بن محمد الكشوري. وحذاقي بن حميد بن المستنير ابن حذاقي بالضم، القمي، روى عن آبائه، وعنه الطبراني: محدثون. ويقال: تركت الحبل حذاقا، ككتاب وغراب، أي: قطعا، الواحدة حذقة، بالكسر. ويقال حبل أحذاق : أي أخلاق، كأنه حذق، أي: قطع، جعلوا كل جزء منه حذيقا، حكاه اللحياني. وقد انحذق الحبل، أي: انقطع، ومنه قول الشاعر:

يكاد منه نياط القلب ينحذق ومما يستدرك عليه: فلان في صنعته حاذق باذق، أي: ماهر ، وهو إتباع له، وهنا نقله الجوهري، ومر للمصنف في بذق. والحاذق: الخبيث، وهو مجاز. وقال أبو حنيفة: الحاذق من الشراب: المدرك البالغ وأنشد:

يفخن بولا كالشراب الحاذق
ذا حروة يطير في المناشق

صفحة : 6240

وخل حذافي: حاذق ، وهو مجاز . وأحذق الحر: جعله حاذقا. وهو يتحذق علينا، أي: يظهر الحذق. وقال الدارقطني: وحذاقة: بطين في قضاعة، نسبوا إلى جشم قال: ومنهم من قاله بالفاء.

ح- ذ- ل- ق
حذلق الرجل، هو مكتوب في سائر النسخ بالحمرة، مع أن الجوهري قد ذكره: في حذق وأشار إلى أن اللام زائدة ، ومعناه: أظهر الحذق وهكذا هو صنيع الزمخشري في الأساس، وجعله مجازا أو ادعى أكثر مما عنده نقله الجوهري أيضا كتحذلق كما في الصحاح. وفي الأساس: فيه حذلقة، وتحذلق، وهو من المتحذلقين. وفي اللسان: الحذلقة: التصرف بالظرف. والمتحذلق: المتكيس، وقيل: هو الذي يريد أن يزداد على قدره. وإنه ليتحذلق في كلامه، ويتبلتع أي: يتظرف ويتكيس.

ومما يستدرك عليه: رجل حذلق ، كزبرج: كثير الكلام صلف، وليس وراء ذلك شيء. والحذلاق، بالكسر: الشيء المحدد، وقد حذلق.

ح- ر- ب- ق
حربق عمله: إذا أفسده، أهمله الجماعة، ونقله صاحب اللسان.

ح- ر- ز- ق
الحرزقة بتقديم الراء على الزاي أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو: هو التضييق والحبس وقال أبو زيد: هو بتقديم الزاي على الراء، وبالوجهين يروى قول الأعشى:

فذاك وما أنجى من المـوت ربـه      بساباط حتى مات وهو كل محرزق يقول: حبس كسرى النعمان بن المنذر بساباط المدائن، حتى مات وهو مضيق عليه. قلت: وهذا. الاختلاف قد أشار إليه الجوهري في ح ر ز ق فالصواب كتب هذا الحرف بالقلم الأسود، وروى ابن جني عن التوزي قال: قلت لأبي زيد الأنصاري: أنتم تنشدون قول الأعشى: حتى مات وهو محزرق وأبو عمرو الشيباني ينشده: وهو محرزق بتقديم الراء على الزاي، قال: إنها نبطية، وأم أبي عمرو نبطية ، فهو أعلم بها منا.

ح- ر- ق
حرقه أي: الحديد بالمجرد يرقه حرقا، من حد نصر: إذا برده وحك بعضه ببعض ومنه قراءة علي وابن عباس رضى الله عنهم، وأبي جعفر: لنحرقنه والنون مشددة، وعن أبي جعفر أيضا أن النون مخففة، وقال الفراء: من قرأ لنحرقنه فالمعنى: لنبردنه بالحديد بردا، من حرقته أحرقه حرقا. ويقال: حرق نابه يحرقه ويحرقه من حد نصر وضرب: إذا سحقه حتى سمع له صريف ومنه قولهم: فلان يحرق عليك الأرم غيظا، قال الراجز:

نبئت أحماء سليمى إنما
باتوا غضابا يحرقون الأرما

ويكون تهديدا ووعيدا من فحول الإبل خاصة، وقال ابن دريد: وهو من النوق زعموا من الإعياء، قال زهير:

أبي الضيم والنعمان يحرق نابه      عليه فأفضى والسيوف معاقله

صفحة : 6241

وجعل ابن دريد الفعل للناب، فقال: حرق ناب البعير يحرق، وصرف يصرف، وفي الأساس: وإنه ليحرق عليك الأرم، أي: يسحق بعضها ببعض، كفعل الحارق بالمبرد وهذا يفهم منه أن حرق الناب مأخوذ من حرق الحديد، كما هو صريح كلام الجوهري، فإنه قال: ومنه حرق نابه إلى آخره. والحارقتان: رؤوس الفخذين في الوركين، أو هما عصبتان في الورك إذا انقطعتا مشى صاحبهما على أطراف أصابعه لا يستطيع غير ذلك، عن ابن الأعرابي، قال: وإذا مشى على أطراف أصابعه اختيارا فهو مكتام، وقد اكتام الراعي، وقال غيره: الحارقة: العصبة التي تجمع بين الفخذ والورك. وقيل: هي عصبة متصلة بين وابلتي الفخذ والعضد التي تدور في صدفة الورك والكتف، فإذا انفصلت لم تلتئم أبدا، وقيل: هي في الخربة تعلق الفخذ بالورك، وبها يمشي الإنسان، وقيل: إذا زالت الحارقة عرج الإنسان. والمحروق: الذي انقطعت حارقته وقد حرق كعني، أو الذي زال وركه وأنشد الجوهري لأبي محمد الحذلمي يصف راعيا:

يظل تحت الفنن الـوريق
يشول بالمحجن كالمحروق

يقول: إنه يقوم على فرد رجل يتطاول للأفنان، ويجتذبها بالمحجن، فينفضها للإبل، كأنه محروق، وقال ابن سيده: أخبر أنه يقوم بأطراف أصابعه حتي يتناول الغصن، فيميله إلى إبله، يقول: فهو يرفع رجله ليتناول الغصن البعيد منه، فيجذبه. وقال ابن عباد: المحروق في الرجز: السفود. والحارقة: النار يقول: ألقى الله الكافر في حارقته، أي: في ناره. قال ابن دريد: وقول على كرم الله وجهه: كذبتكم الحارقة وقوله: عليكم بالحارقة قال ابن الأعرابي: هي المرأة الضيقة الملاقي ومنه الحديث الآخر: وجدتها حارقة طارقة فائقة وفي الأساس: هي التي تضم الشيء لضيقها، وتغمزه، فعل من يحرق أسنانه، وهي الرصوف والعصوف، وقال أبو الهيثم: هي التي تثبت للرجل على حارقتها، أي: شقها وجنبها، قال: وقيل: هي التي تغلبها الشهوة حتى تحرق أنيابها بعضها على بعض، إشفاقا من أن تبلغ الشهوة بها الشهيق أو النخير فتستحي من ذلك. أو: هي التي تكثر سب جاراتها عن ابن الأعرابي. وقال شمر وأبو الهيثم أيضا: الحارقة: النكاح على الجنب وبه فسر قول علي رضي الله عنه: كذبتم الحارقة ما قام لي بها إلا أسماء بنت عميس. وقال ابن سيده: عندي أن الحارقة هنا اسم لهذا الضرب من الجماع أو المراد به هنا الإبراك وقال ثعلب: الحارقة: هي التي تقام على أربع، وبه فسر قول علي رضي الله عنه. وقال ابن دريد: امرأة حاروق: نعت محمود لها عند الخلاط، أي: الجماع وهي التي تضم الشيء لضيقها وتغمزه. والحرق، بالكسر: شمراخ الفحال الذي يلقح به وذلك أنه يؤخذ الشمراخ من الفحل، فيدلس في الطلعة، وسيأتي للمصنف ذكره ثانيا قريبا. والحرق بالتحريك: النار يقال: في حرق الله، نقله الجوهري، ومنه الحديث: الحرق والغرق والشرق شهادة وقال رؤبة يصف الحمر:

تكاد أيديهن تهوى في الزهق
من كفتها شدا كإضرام الحرق

صفحة : 6242

أو لهبها عن ابن الأعرابي، وثعلب، وبه فسروا الحديث: ضالة المؤمن حرق النار أي: لهبها، قال الأزهري: أراد أن ضالة المؤمن إذا أخذها إنسان ليتملكها فإنها تؤديه إلى حرق النار، والضالة من، الحيوان الإبل والبقر وما أشبهها مما يبعد ذهابه في الأرض، ويمتنع من السباع. والحرق: أثر احتراق يصيب من دق القصار ونحوه في الثوب وقال ابن الأعرابي: الحرق: النقب في الثوب من دق القصار، جعله مثل الحرق الذي هو لهب النار، قال الجوهري: وقد يسكن، ونقله الصاغاني عن ابن دريد : ولا أدرى ما صحته، قال: وهو كلام عربي معروف. وفي الحديث: أنه دخل مكة يوم الفتح، وعليه عمامة سوداء: حرقانية قد أرخى طرفها على كتفيه، وهي محركة: التي على لون ما أحرقته النار كأنها منسوبة بزيادة الألف والنون إلى الحرق، أي: النار. وحرق شعره، كفرح حرقا: تقطع ونسل، فهو حرق الشعر وكذلك الجناح، وذلك إذا قصر ولم يطل، أو انقطع، ومنه قول أبي كبير الهذلي:

ذهبت بشاشته فأصبح واضحـا    حرق المفارق كالبراء الأعفر هكذا أنشده الجوهري وقيل: الحرق ككتف: الرجل المشقق الأطراف ومنه قول الطرماح يصف غرابا:

شنج النسا حرق الجناح كأنه      في الدار إثر الظاعنين مقيد

صفحة : 6243

هكذا أنشده الجوهري، ويروي: أدفى الجناح وهذه أشهر وأكثر. والحرق من السحاب: الشديد البرق نقله الجوهري. والحروق كشكور، وتنور، وجلولاء، وكناسة، وغراب، وتشديدهما فهي سبع لغات: الأولى والثانية عن الفراء، كما في العباب، والثالثة نقلها ابن بري، قال: حكاها أبو عبيد في المصنف في باب فعولاء عن الفراء أو تشديد الأولى من الأخيرتين لحن وفي العباب: والعامة تقول: الحراق والحراقة بالتشديد: ما يقع فيه النار عند القدح وقال ابن سيده: وقال أبو حنيفة: هي الخرق المحرقة التي يقع فيها السقط، وفي التهذيب: هو الذي تورى فيه النار. والحراق كسحاب: اسم رجل. والحراق كغراب، من المياه: الزعاق، وهو الشديد الملوحة قاله الجوهري ويشدد وكذلك الجمع، كأنما يحرق حلق الشارب، وقال ابن الأعرابي: ماء حراق وقعاع بمعنى واحد، وليس بعد الحراق شيء، وهو الذي يحرق أوبار الإبل. والحراق من الخيل: العداء وذلك إذا كان يحترق في عدوه. وقال ابن عباد: الحراق: من يفسد في كل شيء ، كالحراق بالكسر هكذا هو نص المحيط، وفي بعض النسخ: من يفيد كل شيء، والأولى الصواب. قلت: وهو قول ابن الأعرابي، ونصه: رجل حراق ، بالكسر: لا يبقى شيئا إلا أفسده، مثل بنار حراق. والحراق: الجش الذي يلقح به النخل، كالحرق والحراق بكسرهما والحرق محركة، وكصبور، ويضم فهي ست لغات، الثانية منها تقدم ذكرها. ونار حراق ، ككتاب: لا تبقي شيئا عن ابن الأعرابي، وقال أبو مالك: تحرق كل شيء، وضبطه بالكسر وبالضم. ورمى حراق بالكسر أيضا، أي: شديد. ويقال: في جوفه حرقة بالفتح عن الفراء في نوادره ويضم، وحريقة كسفينة، أي: حرارة . والحراقات، مشددة: مواضع القلايين والفحامين بلغة أهل البصرة، قاله الليث. قال: والحراقات: سفن بالبصرة، وفيها مرامي نيران يرمى بها العدو في البحر، وقيل: هي المرامى أنفسها، قاله ابن سيده، وفي الأساس: يقال: ركبوا في الحراقة، وهي سفينة خفيفة المر. قلت: ومنه قوله: عجبت لحراقة ابن الحسين... إلى آخره. والحرقة، بالضم: اسم من الاحتراق كالحريق كأمير، وقوله تعالى: فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق أي: لهم عذاب بكفرهم، وعذاب بإحراقهم المؤمنين. والحرقة: حي من قضاعة قال ابن حبيب: هو حرقة بن خزيمة ابن نهد، والذي ضبطه ابن عباد الحرقة، بضمتين، كما نقله عنه الصاغاني، والذي في التبصير للحافظ أنه كهمزة، وضبطه ابن ماكولا بالضم بالفاء، وهذا غريب ، فتأمل ذلك. والحرقة كهمزة: بنت النعمان ابن المنذر نقله الجوهري. والحرقة من السيوف: الماضية، كالحراقة. والحاروقة كرمانة وماموسة عن ابن عباد. والحرقتان: تيم وسعد ابنا قيس ابن ثعلبة بن المنذر بن عكابة بن صعب، هكذا في سائر النسخ، والصواب ثعلبة بن عكابة، بإسقاط المنذر من بينهما، كما هو نص الصحاح والعباب قال الصاغاني: والدتهما بنت النعمان ابن المنذر بن ماء السماء، ونص العباب: وحرقة: امرأة ولدت هذين، وهي بنت النعمان إلى آخره، قال ابن سيده: وهما رهط الأعشى، قال:

عجبت لآل الحرقتين كأنما     رأوني نفيا من إياد وترخم

صفحة : 6244

والعلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، مولى الحرقة بطن من جهينة كما في العباب والتبصير والثقات لابن حبان، ووقع للآخر في ترجمته أنه بطن من همدان، وكأنه غلط ، فليتنبه لذلك: تابعي صدوق ، قال ابن حبان: كان مكاتب مالك بن أوس ابن الحدثان النصري، وكانت أمه مولاة لرجل من الحرقة، يروي عن أنس بن مالك، وعبد الله بن عمرو، وعن أبيه، عداده في أهل المدينة، روى عنه مالك وكعبة والثوري، مات سنة 132، وأبوه أيضا تابعي كبير، يروي عن أبي سعيد وأبي هريرة، روى عنه ابنه العلاء بن عبد الرحمن. وفاته: أبو هند الحرقي عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود. وأبو سعيد عثمان بن عيسى الحرقي الغافقي مولاهم المصري، أول من رحل في العلم من مصر إلى العراق، مات سنة 180، روى عنه ابن وهب. وأبو الشعثاء جابر بن زيد الحرقي: تابعي مشهور، وهذا قد ذكره المصنف مرتين. والحريقة، والحروقة: طعام أغلظ من الحساء الأولى عن يعقوب والجمع الحرائق، ومنه قولهم: وجدت بني فلان مالهم عيش إلا الحريق. أو ماء حار يذر عليه دقيق قليل، فينتفخ عند الغليان ويتقافز وفيلعق، وهي النفيتة أيضا، وكانوا يستعملونها في شدة الدهر، وغلاء السعر، وعجف المال، وكلب الزمان، وروى الأزهري عن ابن السكيت: الحريقة والنفيتة: أن يذر الدقيق على ماء أو لبن حليب ، حتى ينفت ويتحسى من نفتها، فيوسع بها صاحب العيال على عياله إذا غلبه الدهر. وأحرقها أي: اتخذها. والحرقان، بالضم: المذح، وهو اصطكاك الفخذين نقله الجوهري. والحريق، كزبير: أخو حرقة ومنه قول هانئ بن قبيصة يوم ذي قار:

آليت بالله نسلم الحلقه
ولا حريقا وأخته حرقه

صفحة : 6245

والحرقوة، كترقوة: أعلى اللهاة من الحلق نقله الصاغاني، وفي اللسان: أعلى الحلق أو اللهاة. ورجل حرقريقة أي: حديد عن ابن عباد. والحارق: سن السبع هكذا في سائر النسخ، والصواب: من السبع ففي التهذيب: الحارقة من السبع: اسم له، وفي المحكم: الحارقة: السبع، وفي العباب مثل ما في التهذيب. وحرقه بالنار، يحرقه حرقا، فهو محروق وأحرقه،وحرقه تحريقا بمعنى واحد، الأخير للتكثير، وفي الحديث: نهى عن حرق النواة قيل: هو بردها بالمبرد، وقيل: إحراقها بالنار، إكراما للنخلة، أو لأنها قوت الدواجن، وقال ابن سيده: وليست حرقه مكثرة عن حرقه، كما ذهب إليه الزجاج في قوله تعالى لنحرقنه بمعنى لنبردنه مرة بعد مرة ، ورد عليه الفارسي بقوله: إن الخوهر المبرود لا يحتمل ذلك فاحترق وتحرق وهما مطاوعان، والاسم منهما الحرقة والحريق. والمحرق كمحدث: صنم لبكر بن وائل كان بسلمان. والمحرق بن النعمان بن المنذر، والشاعر اللخمي هكذا في النسخ، والصواب بإسقاط الواو، ففي العباب: والمحرق اللخمي: شاعر أيضا، وهو المحرق بن النعمان بن المنذر. والمحرق أيضا: لقب عمارة ابن عبد الشاعر المدني كذا في النسخ، والصواب المزني. وأيضا لقب عمرو بن هند، لأنه حرق مائة من بني تميم يوم أوارة، تسعة وتسعين من بني دارم، وواحدا من البراجم، كما في الصحاح ويقال له: المحرق الثاني، ويقال له أيضا: مضرط الحجارة، وقيل: لتحريقه نخل ملهم، كما في المحكم، وشأنه مشهور. وأيضا لقب الحارث بن عمر وملك الشام من آل جفنة لأنه أول من حرق العرب في ديارهم، فهم يدعون آل محرق كما في الصحاح. وأيضا: لقب امرئ القيس ابن عمرو بن عدي اللخمي، وهو المحرق الأكبر وهو المراد في قول الأسود بن يعفر النهشلي:

ماذا أؤمل بعد آل محرق      تركوا منازلهم وبعد إياد كما في الصحاح. والمحرقة، كمعظمة: ة، باليمامة قال ابن السكيت: هي قران. وحرق المرعى الإبل أي: عطشها قال أبو صالح الفزاري:

حرقها حمض بلاد فل
وغتم نجم غير مستقل

وقال آخر:

حرقها وارس عنظوان
فاليوم منها يوم أرونان

وحارقها محارقة جامعها على الجنب نقله الجوهري.

ومما يستدرك عليه: التحريق: تأثير النار في الشيء، وفي الحديث: الحرق شهيد هو بكسر الراء: الذي يقع في النار فيلتهب، وفي حديث المظاهر: احترقت أي. هلكت، ومنه حديث المجامع في رمضان احترقت أي: هلكت، شبها ما وقعا فيه من الجماع في المظاهرة والصوم بالهلاك. وأحرقه: أهلكه. والحرقة، بالضم: ما يجده الإنسان من لذعة حب أو حزن، أو طعم شيء فيه حرارة. وقال الأزهري عن الليث: الحرقة: ما تجد في العين من الرمد، وفي القلب من الوجع، أو في طعم شيء محرق. وأحرق لنا في هذه القصبة نارا، أي: أقبسنا، عن ابن الأعرابي. والحريق: ما أحرق النبات من حر أو برد أو ريح، أو غير ذلك من الآفات. وقد احترق النبات. ويقال: هو يتحرق جوعا، كقولك: يتضرم. ونصل حرق، ككتف، أي: حديد، كأنه ذو إحراق ، أراه على النسب قال أبو خراش:

فأدركه فأشرع في نساه    سنانا نصله حرق حديد وأحرقنا فلان ، أي: برح بنا، وآذانا، قال:

أحرقني الناس بتكليفهـم     ما لقي الناس من الناس

صفحة : 6246

حريق الناب: صريفه غيظا وحنقا، وكذلك الحروق بالضم. وحرق الرجل حرقا، كفرح: انقطعت حارقته، فهو حرق، وهو أكثر من محروق. وحرق البعير، كعنى، فهو محروق، وهو أكثر من حرق، واللغتان في كل واحد من هذين النوعين صحيحتان فصيحتان، وقول الشاعر:

هم الغربان في حرمات جار      وفي الأدنين حراق الوروك قال الجوهري: يقول: إذا نزل بهم جار ذو حرمة أكلوا ماله، كالغراب الذي لا يعاف الدبر ولا القذر، وهم في الظلم والجنف على أدانيهم كالمحروق الذي يمشي مجانفا، ويزهد في معونتهم، والذب عنهم. وريش حرق، ككتف: منحص. والحرق في الناصية، كالسفى. وحرقت اللحية، فهي حرقة : قصر شعر ذقنها عن شعر العارضين. وقال ابن الأعرابي: الحرق الأكل المستقصى. والحرق، بالضم: الغضابى من الناس. وحرق الرجل: ساء خلقه. وحراق، كسحاب، وحريقاء، بالضم ممدودا: اسمان. والحريقاء، بالكسر مع التشديد: المباضعة على الجنب، نقله الزمخشري. والحرقة، بالضم: قبيلتان: في يشكر، وأخرى في تميم هكذا ذكره ابن حبيب، وضبطهن ابن ماكولا بالفاء وكذلك الدارقطني كما نقله السهيلي في الروض، والسيوطي في اللب، وفيه اختلاف طويل الذيل، ليس هذا محله. والمحرقة، كمعظمة: قرية بمصر، من أعمال الفيوم، نسب إليها بعض المحدثين. والمحروقة: قريتان من أعمال بلبيس. والحرقة، كهمزة: ناحية بعمان. والحرقات: موضع. وكأمير: أبو الحسن علي بن حريق البلنسي: شاعر. وحريق: قرية بأرمينية.

ح- ز- ر- ق
الحزرقة بتقديم الزاي على الراء: التضييق والحبس عن أبي زيد، كما في الصحاح كالحرزقة بتقديم الراء على الزاي، وهو قول أبي عمرو الشيباني، كما أشار إليه الجوهري، وبهما روى قول الأعشى:

بساباط حتى مات وهو محزرق ومحرزق وقد مر الاختلاف آنفا.

ومما يستدرك عليه: حزرق الرجل: إذا نظر نظرا قبيحا، عن ابن عباد. وحزرق الرجل: انضم واجتمع وكذلك حزرق، مبنيا للمفعول، وذلك إذا خضع. والمحزرق: السريع الغضب، وأصله بالنبطية هزروقي. والحزرقة: الضيق، وقال المؤرج: النبط تسمى المحبوس المهزوق بالهاء قال: والحبس يقال له الهزروقي، وأنشد شمر:

أريني فتى ذا لوثة وهو حـازم     ذريني فإني لا أخاف المحزرقا وقال الأزهري: رأيت في نسخة مسموعة قال امرؤ القيس: ولست بحزراقة الزاي قبل الراء، أي: بضيق القلب جبان، قال: ورواه شمر: بخزراقة بالخاء معجمة، وقال: هو الأحمق.

ح- ز- ق

صفحة : 6247

حزق يحزق حزقا من حد ضرب أي: حبق ومنه قول علي رضي الله عنه في حق المارقين: حزق عير، حزق عير أي: حصاص حمار، أي ليس الأمر كما زعمتم، قال المفضل: هذا مثل يضرب للرجل المخبر بخبر غير تام ولا محصل. وحزق الرباط والوتر حزقا، أي: جذبهما شديدا وكل رباط: حزاق. وحزق الرجل يحزقه حزقا عصبه. وحزق الشيء حزقا: عصره وضغطه. وبالحبل: شده. ويقال: لا رأى لحازق، ولا حاقن ولا حاقب، وفي الحديث: لا يصلي وهو حاقن، أو حاقب، أو حازق الحازق: من ضاق عليه خفه نقله الجوهري عن ابن السكيت، زاد الصاغاني: فحزق رجله، أي: ضغطها، فاعل بمعنى مفعول ومثله في النهاية. وإبريق محزوق العنق أي: ضيقها كما في الأساس والمحيط. والحزق والحزقة بكسرهما والحازقة، والحزيق، والحزيقة، والحزاقة كسحابة، ذكرهن الجوهري ما عدا الأخيرة، ونقلها ابن سيده، وقال: هي طائية بمعنى العير: الجماعة من الناس والطير والنخل وغيرها، كما في الصحاح، وفي الحديث: كأنهما حزقان من طير صواف وقال ذو الرمة يصف حمر الوحش:

كأنه كلما ارفضت حزيقتـهـا      بالصلب من نهسه أكفالها كلب وقال ابن عباد : الحزيقة: مثل الحديقة ويقال: مررت بحدائق، رأيت فيها حزائق. وقيل: الحزيقة: القطعة من الجراد، وقيل: القطعة من كل شيء حتى الريح ج: حزائق وحزيق وحزق هكذا هو بضمتين، كسفينة وسفن، واقتصر الجوهري على الأخير، وقال: كفرقة وفرق، وأنشد لعنترة:

تأوى له قلص النعام كما أوت     حزق يمانية لأعجم طمطـم وأنشد غيره في الريح:

غير الجدة من عرفـانـهـا      حزق الريح وطوفان المطر والحزق، كعتل وعتلة: القصير الذي يقارب الخطر، نقله الجوهري، وأنشد لجامع بن عمرو الكلابي:

حزق إذا ما القوم أبدوا فكاهة     تذكر: آ إياه يعنون، أم قردا? وأنشد لامرئ القيس:

وأعجبني مشي الحزقة خالد     كمشي أتان حلئت بالمناهل

صفحة : 6248

أو هو: من يقارب خطوه لضعف بدنه عن ابن الأنباري، وبه فسر الحديث: أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يرقص الحسن أو الحسين، ويقول: حزقة حزقه ترق عين بقه. قال: فكان يرقى حتى يضع قدميه على صدر النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن الأثير: ذكرها له على سبيل المداعبة والتأنيس له، وترق: بمعنى اصعد، وعين بقه: كناية عن صغر العين، وحزقة مرفوع على خبر مبتدأ محذوف، تقديره: أنت حزقة، وحزقة الثاني كذلك، أو أنه خبر مكرر، ومن لم ينون حزقة أراد يا حزقة، فحذف حرف النداء، وهو في الشذوذ كقولهم: أطرق كرا، لأن حرف النداء إنما يحذف من العلم المضموم، أو المضاف. وقال الأصمعي: رجل حزقة، وهو: الضيق الرأي من الرجال، والنساء، وأنشد بيت امرئ القيس، وقد تقدم، وفي التهذيب: قال أبو تراب : سمعت شمرا وأبا سعيد يقولان: رجل حزقة، وحزمة: إذا كان قصيرا، وقال شمر: الحزق: الضيق القدرة والرأي، الشحيح، قال: فإن كان قصيرا دميما فهو حزقة أيضا. وقال أبو عبيدة: الحزقة: هو العظيم البطن، القصير الذي إذا مشى أدار أليتيه وفي بعض النسخ استه كالأحزقة كطرطبة، والحزقة بفتح الحاء، وضم الزاي فهي أربع لغات. أو رجل حزق وحزقة، بفتح الحاء وضم الزاي، أو بضمهما أي الحاء والزاي: قصير يقارب خطوه، لقصره أو لضعف بدنه لا يخفى أن هذا قد تقدم قريبا، فهو تكرار. أو: الرجل البخيل المتشدد على ما في يديه ضنا به والاسم الحزق، محركة وأنشد الأزهري:

فهي تعادى من حزاز ذي حزق وهو أيضا: السيئ الخلق البخيل عن ابن الأعرابي وقيل: هو الضيق الأمر عن شمر ، وقد تقدم. أو الحزقة: ضرب من اللعب أخذ من التحزق، وهو التجمع، ومنه حديث الشعبي: اجتمع جوار فأرن وأشرن، ولعبن الحزقة. وحازوق : اسم رجل خارجي رثته أي: راثيته، قال أبو محمد: هي ابنته واسمها محياة أو أخته وهو قول ابن الكلبي لا أمه، ووهم الجوهري ولكن الذي في نسخ الصحاح فجعلته امرأته حزاقا بالكسر للضرورة فإنها أرادت حازقا، أو حازوقا، فلم يستقم لها الشعر، فغيرته، ومثله كثير، ونسبة المصنف هذا القول للجوهري خطأ، فإنه إنما قال: امرأته، ومثله نص ابن سيده، والبيت هذا على ما أنشده أبو محمد بن الأعرابي في كتاب الخيل عند ذكر لاحق قالت أخته:

أقلب عيني في الفوارس لا أرى    حزاقا وعيني كالحجاة من القطر وبعده:

فلو بيدي ملك اليمامة لم تزل      قبائل تسبين العقائل من شكر وفي رواية عن أبي محمد أيضا:

تبصرت فتيان اليمامة هل أرى ورواية ابن الكلبي:

تبصرت أظعان الحجاز فلا أرى

صفحة : 6249

وقال ابن بري: هو لخرنق ترثى أخاها حازوقا، وكان بنو شكر قتلوه، وهم من الأزد، وقيل: البيت للحنفية ترثى أخاها، وقال الصاغاني: قاتل حازوق هو عبد الله بن النعمان بن عبد الله بن وهب بن سعد بن عوف ابن عامر بن عبد غنم بن غنام بن أسامة بن مالك بن عامر بن حرب بن ثعلبة، والمراد بالحجاة نفاخات الماء من شدة المطر، وقد وهم شيخنا هنا فانتصر للجوهري، ورد على المصنف بما لم يتوجه عليه، فإنه ظن أن المصنف اعترض على الجوهري بكونه جعل حازوقا حزاقا في الشعر، وهذا نصه: قلت: كلام المصنف لا يظهر وجهه، بل يتعين قبحه ونجهه، فإن الجوهري ليس هو الذي جعله، بل قال: حازوق: اسم رجل من الخوارج، فجعلته امرأته حزاقا، وقالت ترثيه، هذا كلامه، وهو في غاية الظهور، وكلام المصنف لم يستند إلى نقل، ولا اعتمد على عقل، وتغيير الأسماء في الشعر للضرورة لا يكاد ينحصر، وقد عقد له أبو حيان -وكذا ابن عصفور وغيرهما- أبوابا تخصه، كتغيير سلمان إلى سلام، وما لا يحصى، فالرد بغير ثبت لا معول عليه، ولا التفات إليه، والجوهري إنما نقل كلاما صحيحا، ولم يجعل ولم يغير، ومن قال غير ذلك في نفس الأمر فعليه البيان، والله المستعان. انتهى. قلت: فهذا من شيخنا تحامل في غير محله، وعدم فهم مراد المصنف، فإن كلامه مع الجوهري ليس في تغيير الاسم، فإنه قد صرح فيما بعد أنه للضرورة، وهو جائز، وإنما كلامه معه في بيان راثية الرجل: هل هي ابنته أو أخته? فالأول قول أبي محمد بن الأعرابي، والثاني: قول ابن الكلبي، ونقله ابن بري، ووهم الجوهري، حيث قال: إن الراثية أمه، هذا مع أنا لم نجده في نسخ الصحاح، أو امرأته، كما هو نص الجوهري، وليت شيخنا لو طالع العباب أو المحكم لاتضح له الحق المبين، ولم يحتج إلى طلب البيان، فتأمل، والله أعلم. والحزق، بالكسر: مركب شبيه بالباصر، نقله ابن عباد. قال: والحزاق ككتاب: السوار الغليظ. وقال الأزهري: أحزقه إحزاقا: إذا منعه قال أبو وجزة:

فما المال إلا سؤر حقك كلـه     ولكنه عما سوى الحق محزق والمتحزق: البخيل جدا ومنه حديث أبى سلمة: لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متحزقين ولا متماوتين.

ومما يستدرك عليه: حزق القوس حزقا: شد وترها. والحزق: التضييق، والشد البليغ. وحزقه بالحبل: إذا قوى شده. والحازقة، والحزاقة: العير، طائية، ذكره ابن سيده، وأنشد ابن بري في الحازقة- وجمعه: حوازق-:

ومنهل ليس به حوازق، قال: ويقال: هو جمع حوزقة، لغة في حازقة . والتحزق: التجمع. وانحزق: انضم. وسموا حازقا. وحزقوا به: أحاطوا به. والحزيقة: الحديقة وحزاق، كغراب وكتاب: رمل، ويقال: هو بالخاء المعجمة، كما سيأتي.

ح- ز- ل- ق
الحزولق، كفدوكس أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو القصير المجتمع الخلق كما في العباب.

ح- ف- ل- ق
الحفلق، كعملس ، وجعفر أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الضعيف الأحمق كما في العباب، ونقله ابن سيده أيضا، واقتصر في الضبط على الأول.

ح- ق- ق

صفحة : 6250

الحق: من أسماء الله تعالى، أو من صفاته قال ابن الأثير: هو الموجود حقيقة، المتحقق وجوده وإلهيته، وقال الراغب: أصل الحق: المطابقة والموافقة، كمطابقة رجل الباب في حقه، لدورانه على الاستقامة، والحق: يقال لموجد الشيء. بحسب ما تقتضيه الحكمة، ولذلك يقال: فعل الله كله حق، وللاعتقاد في الشيء التطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه، نحو: اعتقاد زند في البعث حق، وللفعل والقول الواقع بحسب ما يجب، وقدر ما يجب في الوقت الذي يجب نحو: فعلك حق، وقولك حق. والحق: القرآن قاله أبو إسحاق في قوله تعالى: ولا تلبسوا الحق بالباطل قال: الحق: أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من القرآن، وكذلك قال في قوله تعالى: بل نقذف بالحق على الباطل . والحق: خلاف الباطل جمعه: حقوق وحقاق، وليس له بناء أدنى عدد. والحق: الأمر المقتضى المفعول، وبه فسر قوله تعالى: ما ننزل الملائكة إلا بالحق ويبين ذلك قوله تعالى: ولو أنزلنا ملكا لقضى الأمر . والحق: العدل. والحق: الإسلام وبه فسر قول عمر -رضي الله عنه- لما طعن أوقظ للصلاة، فقال: الصلاة والله، إذن، ولا حق أي: لاحظ في الإسلام لمن تركها. والحق : المال. والحق: الملك بكسر الميم. والحق: الموجود الثابت الذي لا يسوغ إنكاره. والحق: الصدق في الحديث. والحق: الموت وبه فسر قوله تعالى: وجاءت سكرة الموت بالحق كما في العباب، والمعنى: جاءت السكرة التي تدل الإنسان أنه ميت بالحق، أي: بالموت الذي خلق له، قال ابن سيده: وروى عن أبي بكر رضي الله عنه: وجاءت سكرة الحق بالموت والمعنى واحد. والحق: الحزم وبه فسر الشافعي -رضي الله عنه- قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما حق امرئ مسلم أن يبيت ليلتين إلا ووصيته عنده قال معناه: ما الحرم لامرئ، وما المعروف في الأخلاق الحسنة لامرئ، ولا الأحوط إلا هذا، لا أنه واجب ، ولا هو من جهة الفرض، وفي شرح العقائد: الحق عرفا: الحكم المطابق للواقع، يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب باعتبار اشتمالها على ذلك، ويقابله الباطل، وأما الصدق، فشاع في الأقوال فقط، ويقابله الكذب، وفرق بينهما بأن المطابقة تعتبر في الحق من جانب الواقع، وفي الصدق من جانب الحكم، فمتى صدق الحكم صدق مطابقته للواقع ومعنى حقيته: حقية مطابقة الواقع إياه. والحق: واحد الحقوق، والحقة: أخص منه يقال: هذه حقتي، أي: حقي، نقله الجوهري. والحقة أيضا: حقيقة الأمر يقال: لما عرف الحقة مني هرب، نقله الجوهري. وحقيقة الأمر: ما يصير إليه حق الأمر ووجوبه، يقال: بلغ حقيقة الأمر، أي: يقين شأنه. وقولهم: كان ذلك عند حق لقاحها بفتح الحاء ويكسر، أي: حين ثبت ذلك فيها وفي الأساس: حين ثبت أنها لاقح، وهو مجاز. ويقال: سقط فلان على حق رأسه، وحاقه أي: وسطه ويقال: جئته في حاق الشتاء، أي: في وسطه. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: أنه خرج بالهاجرة إلى المسجد، فقيل له: ما أخرجك هذه الساعة? قال: ما أخرجني إلا ما أجد من حق الجوع أي: من صادقه، ويقولون: رجل والله حاق الرجل، وحاق الشجاع، وحاقتهما لا يثنيان ولا يجمعان، والمعنى: كامل فيهما أي: صادق جنسه في الرجولية والشجاعة، ويروى حديث أبي بكر بتخفيف القاف، من حاق به البلاء حيقا وحاقا: إذا أحدق به، أي: من اشتمال الجوع عليه، ويجوز أن يكون

صفحة : 6251

بمعنى الحائق، كالشال والنال. قال ابن سيده: قال سيبويه: قالوا: هذا العالم حق العالم، يريدون بذلك التناهي، وأنه قد بلغ الغاية فيما يصفه من الخصال، قال: وقالوا: هذا عبد الله الحق لا الباطل، دخلت فيه اللام كدخولها في قولهم: أرسلها العراك، إلا أنه قد تسقط منه، فتقول: حقا لا باطلا. والحاقة: النازلة الثابتة، كالحقة، وقيل: سميت القيامة حاقة لأنها تحق كل إنسان من خير وشر، قاله الزجاج، وقال الفراء: سميت حاقة لأن فيها حواق الأمور والثواب، قال الله تعالى: الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة أو لأنها تحق لكل قوم عملهم وقيل: تحق كل محاق في دين الله بالباطل، أي: كل مجادل ومخاصم وهو من قولهم: حقه، كمده يحقه حقا: إذا غلبه وخصمه، قال ابن عباد: على الحق ويقال: حاققته أحاقه حقاقا، ومحاقة، فحققته أحقه، أي: غلبته، وفلجت عليه. كأحقه إحقاقا، نقله الأزهري عن الكسائي، قال: وأنكره أبو عبيد. وحق الشيء: أوجبه وأثبته، وصار عنده حقا لا يشك فيه، ويقال: يحق عليك أن تفعل كذا، أي: يجب كأحقه، وحققه وقيل: أحقه: صيره حقا. وحق الطريق: ركب حاقه أي: وسطه، ومنه الحديث أنه قال للنساء: ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق. وحق فلانا يحقه حقا: ضربه في حاق رأسه أي: وسطه أو ضربه في حق كتفه: اسم للنقرة التي على رأس الكتف وقيل: هو رأس العضد الذي فيه الوابلة. وحق الأمر يحق بالضم وبحق بالكسر حقة، بالفتح وذكر الفتح مستدرك ، وكذلك حقا، وحقوقا، كقعود : صار حقا، وثبت، قال الأزهري: معناه: وجب وجوبا، ومنه قوله تعالى: ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين أي: وجبت وثبتت، وكذلك قوله تعالى: لقد حق القول على أكثرهم . وقال ابن دريد: حق الأمر يحق حقا، ويحق: إذا وقع بلا شك ونص الجمهرة: وضح ولم يك فيه شك لازم متعد. وحققت حذره أحقه حقا وأحققته: إذا فعلت ما كان يحذره نقله الصاغاني، وأنكره الأزهري، وقال: إنما هو أحققت حذره، لا غيره. وحققت الأمر: إذا تحققته وتيقنته أي: وصرت منه على يقين، حكاه أبو عبيد. وحققت فلانا: إذا أتيته كأحققته، حكاه أبو عبيد أيضا. وقال الكسائي: يقال: حق لك أن تفعل ذا، بالضم، وحققت أن تفعله، بمعنى واحد وحق له أن يفعل، كذا، وهو محقوق به، أي: خليق، وهم محقوقون. وقال ابن عباد، هو حقيق به، وحق أي: جدير وخليق ، وقوله تعالى: حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق أي: أنا حقيق بالصدق، وقرأ: نافع حقيق علي بتشديد الياء، أي: واجب علي، وقال شمر : تقول العرب: حق علي أن أفعل ذلك، وحق، وإني لمحقوق أن أفعل خيرا، وهو حقيق به، ومحقوق به، أي: خليق له، والجمع أحقاء، ومحقوقون، وقال الفراء: حق لك أن تفعل ذلك، وحق، وإني لمحقوق أن أفعل كذا، فإذا قلت: حق، قلت: لك، وإذا قلت: حق، قلت: عليك، قال: وتقول: يحق عليك أن تفعل كذا، وحق لك، ولم يقولوا: حققت أن تفعل، وقوله تعالى: وأذنت لربها وحقت أي: وحق لها أن تفعل، ومعنى قول من قال: حق عليك أن تفعل: وجب عليك، وقالوا: حق أن تفعل، وحقيق أن تفعل، وحقيق- في حق وحق-: فعيل بمعنى مفعول، قال الشاعر:ى الحائق، كالشال والنال. قال ابن سيده: قال سيبويه: قالوا: هذا العالم حق العالم، يريدون بذلك التناهي، وأنه قد بلغ الغاية فيما يصفه من الخصال، قال: وقالوا: هذا عبد الله الحق لا الباطل، دخلت فيه اللام كدخولها في قولهم: أرسلها العراك، إلا أنه قد تسقط منه، فتقول: حقا لا باطلا. والحاقة: النازلة الثابتة، كالحقة، وقيل: سميت القيامة حاقة لأنها تحق كل إنسان من خير وشر، قاله الزجاج، وقال الفراء: سميت حاقة لأن فيها حواق الأمور والثواب، قال الله تعالى: الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة أو لأنها تحق لكل قوم عملهم وقيل: تحق كل محاق في دين الله بالباطل، أي: كل مجادل ومخاصم وهو من قولهم: حقه، كمده يحقه حقا: إذا غلبه وخصمه، قال ابن عباد: على الحق ويقال: حاققته أحاقه حقاقا، ومحاقة، فحققته أحقه، أي: غلبته، وفلجت عليه. كأحقه إحقاقا، نقله الأزهري عن الكسائي، قال: وأنكره أبو عبيد. وحق الشيء: أوجبه وأثبته، وصار عنده حقا لا يشك فيه، ويقال: يحق عليك أن تفعل كذا، أي: يجب كأحقه، وحققه وقيل: أحقه: صيره حقا. وحق الطريق: ركب حاقه أي: وسطه، ومنه الحديث أنه قال للنساء: ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق. وحق فلانا يحقه حقا: ضربه في حاق رأسه أي: وسطه أو ضربه في حق كتفه: اسم للنقرة التي على رأس الكتف وقيل: هو رأس العضد الذي فيه الوابلة. وحق الأمر يحق بالضم وبحق بالكسر حقة، بالفتح وذكر الفتح مستدرك ، وكذلك حقا، وحقوقا، كقعود : صار حقا، وثبت، قال الأزهري: معناه: وجب وجوبا، ومنه قوله تعالى: ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين أي: وجبت وثبتت، وكذلك قوله تعالى: لقد حق القول على أكثرهم . وقال ابن دريد: حق الأمر يحق حقا، ويحق: إذا وقع بلا شك ونص الجمهرة: وضح ولم يك فيه شك لازم متعد. وحققت حذره أحقه حقا وأحققته: إذا فعلت ما كان يحذره نقله الصاغاني، وأنكره الأزهري، وقال: إنما هو أحققت حذره، لا غيره. وحققت الأمر: إذا تحققته وتيقنته أي: وصرت منه على يقين، حكاه أبو عبيد. وحققت فلانا: إذا أتيته كأحققته، حكاه أبو عبيد أيضا. وقال الكسائي: يقال: حق لك أن تفعل ذا، بالضم، وحققت أن تفعله، بمعنى واحد وحق له أن يفعل، كذا، وهو محقوق به، أي: خليق، وهم محقوقون. وقال ابن عباد، هو حقيق به، وحق أي: جدير وخليق ، وقوله تعالى: حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق أي: أنا حقيق بالصدق، وقرأ: نافع حقيق علي بتشديد الياء، أي: واجب علي، وقال شمر : تقول العرب: حق علي أن أفعل ذلك، وحق، وإني لمحقوق أن أفعل خيرا، وهو حقيق به، ومحقوق به، أي: خليق له، والجمع أحقاء، ومحقوقون، وقال الفراء: حق لك أن تفعل ذلك، وحق، وإني لمحقوق أن أفعل كذا، فإذا قلت: حق، قلت: لك، وإذا قلت: حق، قلت: عليك، قال: وتقول: يحق عليك أن تفعل كذا، وحق لك، ولم يقولوا: حققت أن تفعل، وقوله تعالى: وأذنت لربها وحقت أي: وحق لها أن تفعل، ومعنى قول من قال: حق عليك أن تفعل: وجب عليك، وقالوا: حق أن تفعل، وحقيق أن تفعل، وحقيق- في حق وحق-: فعيل بمعنى مفعول، قال الشاعر:

صفحة : 6252

قصر فإنك بالتقصير محقوق يقال للمرأة: أنت حقيقة لذلك، يجعلونه كالاسم، وأنت محقوقة لذلك، وأنت محقوقة أن تفعلي ذلك، وأما قول الأعشى:

وإن امرأ أسـرى إلـيك ودونـه     من الأرض موماة ويهماء سملق
لمحقوقة أن تستجيبي لصـوتـه      وأن تعلمي أن المعان مـوفـق

فإنه أراد: لخلة محقوقة، يعني بالخلة الخليل، ولا تكون الهاة في محقوقة للمبالغة، إنما هي في أسماء الفاعلين دون المفعولين، ولا يجوز أن يكون التقدير: لمحقوقة أنت، لأن الصفة إذا جرت على غير موصوفها لم يكن عند أبي الحسن الأخفش بد من إبراز الضمير، وهذا كله تعليل الفارسي. وفي الأساس: فإن قلت: فما وجه قولهم: أنت حقيق بأن تفعل، وأنت محقوق به، وإنك محقوقة بأن تفعلي، وحقيقة به، وحققت بأن تفعل، وحق لك أن تفعل. قلت: أما حقيق فهو من حقق في التقدير، كما قال سيبويه في فقير: إنه من فقر مقدرا، وفي شديد: من شدد، ونظيره خليق وجدير من خلق بكذا، وجدر به، ولا يكون فعيلا بمعنى مفعول، وهو محقوق، لقولهم: أنت حقيقة بكذا، وامرأة حقيقة بالحضانة، وأما حققت بأن تفعل، وأنت محقوق به، فبمعنى: جعلت حقيقا به، وهو من باب فعلته ففعل، كقبح وقبحه الله، وبرد الماء وبردته، ويجوز كونه من حققت الخبر، أي: عرفت بذلك، وتحقق منك أنك تفعله بشهادة أحوالك، وأما حق لك أن تفعل، فمن حق الله الأمر، أي: جعله حقا لك أن تفعل، أو أثبت لك ذلك، انتهى، وهو تحقيق نفيس. والحقيقة: ما أقر في الاستعمال على أصل وضعه. وقيل: هو اسم لما أريد به ما وضع له، فعيلة من حق الشيء: إذا ثبت، بمعنى فاعلة، والتاء فيه للنقل من الوصفية إلى الاسمية، كما في العلامة، لا للتأنيث، وقال بعضهم: إن ما به الشيء هو هو باعتبار حقيقته حقيقة، وباعتبار تشخصه هو به -ومع قطع النظر عن ذلك-: ماهية وهو ضد المجاز وإنما يقع المجاز ويعدل إليه عن الحقيقة لمعان ثلاثة، وهي: الاتساع، والتوكيد، والتشبيه، فإن عدم هذه الأوصاف كانت الحقيقة البتة. والحقيقة: ما يحق عليك أن تحميه يقال: فلان حامي الحقيقة، نقله الجوهري، وهو مجاز، كما في الأساس، وفي اللسان: حقيقة الرجل: ما يلزمه حفظه ومنعه، ويحق عليه الدفاع عنه من أهل بيته، وجمعها: الحقائق. ويقال: الحقيقة: الراية ومنه قول أبي المثلم يرثي صخر الغي الهذلي:

حامي الحقيقة نسال الوديقة مع      تاق الوسيقة جلد غير ثنـيان وأنشد الجوهري لعامر بن الطفيل:

لقد علمت عليا هوازن أنـنـي      أنا الفارس الحامي حقيقة جعفر قال الصاغاني: جعفر هذا أبو جده، لأنه عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب.

صفحة : 6253

وبنات الحقيق، كزبير: تمر ردئ، قيل: هو الشيص، نقله الليث وابن عباد، وكذا أبو رافع عبد الله وقيل: سلام بن أبي الحقيق اليهودي الذي قتله عبد الله بن عتيك رضي الله عنه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه مصغر أيضا. وقرب حقحاق: جاد وذلك إذا كان السير فيه شديدا متعبا، وكذلك هقهان وقهقاه، على القلب والبدل وسيأتي. والحقة بالضم: وعاء من خشب أو عاج أو غيرهما، مما يصلح أن ينحت منه، عربي معروف، وقد جاء في الشعر الفصيح. ج: حق بالضم، جعلوه من باب سدرة وسدر، وهذا أكثره إنما هو في المخلوق دون المصنوع، ونظيره من المصنوع: دواة ودوى، وسفينة وسفين، وقال عمرو بن كلثوم:

وصدرا مثل حق العاج رخصا      حصانا من أكف اللامسـينـا ويقال أيضا في جمعه: حقوق بالضم، ويقال: هو جمع الحق، فيكون جمع الجمع. وقال ابن سيده: جمع الحقة: حقق، وجمع الحق: أحقاق، وحقاق قال رؤبة -يصف حوافر حمر الوحش:

سوى مساحيهن تقطيط الحقق
تقليل ما قارعن من سفر الطرق

والحقة: الداهية لثبوتها، ويفتح نقله الأزهري. والحقة: المرأة على التشبيه. والحق بلا هاء: بيت الكهول، أي: العنكبوت ومنه حديث عمرو ابن العاص أنه قال لمعاوية في محاورات كانت بينهما: لقد رأيتك بالعراق وإن أمرك كحق الكهول، وكالحجاة في الضعف، فما زلت أرمه حتى استحكم أي: واه ، قال الأزهري: وقد روى ابن قتيبة هذا الحرف بعينه فصحفه، وقال: مثل حق الكهدل، بالدال بدل الواو، وخبط في تفسيره خبط العشواء، والصواب مثل حق الكهول والكهول: العنكبوت، وحقه: بيته، وسيأتي ذلك إن شاء الله تعالى.

والحق: أصل رأس الورك الذي فيه عظم رأس الفخذ. وقيل: هو رأس العضد الذي فيه الوابلة ونص ابن دريد في الجمهرة: رأس العضد الذي فيه عظم الفخذ، وقد تقدمت الإشارة إليه. وفي حديث يوسف بن عمر أنه قال: إن عاملا من عمالي يذكر أنه زرع كل حق ولق الحق: الأرض المستديرة، أو هي المطمئنة واللق: المرتفعة، قال الصاغاني: فأما في حديث الحجاج فالخاء معجمة مفتوحة. وقيل: الحق: مثل الجحر في الأرض. والحقي بياء النسبة: تمر نقله الصاغاني. والحق، بالكسر، من الإبل: الداخلة في الرابعة بعد استكمالها الثالثة، عن أبي عبيد وقد حقت تحق حقة، وحقا، بكسرهما وهما مصدران وأحقت، وهي حق، وحقة بينة الحقة، بالكسر أيضا، قال ابن سيده: وإنما حكمه بينة الحقاقة والحقوقة، أو غير ذلك من الأبنية المخالفة للصفة، لأن المصدر في مثل هذا يخالف الصفة ولا نظير لها في موافقة المصدر الاسم في البناء، إلا قولهم: أسد بين الأسد، وأنشد ابن دريد:

إذا سهيل مغرب الشمس طلع
فابن اللبون الحق، والحق جذع

وأنشد الجوهري للأعشى:

بحقتها ربطت في اللجـي      ن حتى السديس لها قد أسن أراد أنها ربطت في اللجين وقت أن كانت حقة إلى أن نجم سديسها، أي: نبت ج: حقق كعنب، وحقاق بالكسر، نقله الجوهري، وقال الأعشى:

وهم ما هم إذا عزت الخم     ر وقامت زقاقهم والحقاق أي: يبيعون زقا بحق، لصعوبة الزمان وجج أي: جمع الجمع بضمتين ككتاب وكتب، ومنه قول المسيب بن علس:

قد نالني منهم علـى عـدم     مثل الفسيل صغارها الحقق

صفحة : 6254

كما في الصحاح سمى حقة لأنه استحق أن يركب ويحمل عليه وأن ينتفع به، نقله الجوهري أو لأنه استحق الضراب نقله بغضهم كما في اللسان. والحق أيضا: أن تزيد الناقة على الأيام التي ضربت فيها قال ابن سيده، وبعضهم يجعل الحقة- في قول الأعشى-: الوقت، ويقال: أتت الناقة علي حقتها، أي: على وقتها الذي ضربها الفحل فيه من قابل، وهو إذا تم حملها وزادت على السنة أياما من اليوم الذي ضربت فيه عاما أول، حتى يستوفي الجنين السنة، وقيل: حق الناقة واستحقاقها: تمام حملها، قال ذو الرمة:

أفانين مكتوب لها دون حقـهـا      إذا حملها راش الحجاجين بالثكل أي: إذا نبت الشعر على ولدها ألقته ميتا، وقال الأصمعي: إذا جازت الناقة السنة ولم تلد قيل: قد جازت الحق. والحق: الناقة التي سقطت أسنانها هرما. والحقة، بالكسر: الحق الواجب يقال: هذه حقتي، وهذا حقي، يكسر مع التاء، ويفتح دونها وقد مر له آنفا أنه يفتح مع الهاء أيضا، وحينئذ يكون أخص من الحق، كما نقله الجوهري وغيره، فتأمل ذلك. وأم حقة: اسم امرأة قال معن بن أوس:

فقد أنكرته أم حـقة حـادثـا    وأنكرها ما شئت والود خادع

صفحة : 6255

والحقة بالكسر: لقب أم جرير الشاعر بن الخطفى، وذلك لأن سويد ابن كراع خطبها إلى أبيها فقال: إنها لصغيرة ضرعة، قال سويد: لقد رأيتها وهي حقة ، أي: كالحقة من الإبل في عظمها. أو في حديث أبي وجزة السعدي: حتى رأيت الأرنبة يأكلها صغار الإبل من وراء حقاق العرفط قال الصاغاني: الأرنبة: الأرنب، كالعقربة في العقرب، وقيل: هي نبت، وقال شمر : هي الأرينة، وهي: نبات يشبه الخطمي عريض الورق، قال الصاغاني: أول ما رأيت الأرينة سنة 605، دون جمرة العقبة، بينها وبين جبل حراء وحقاق العرفط: صغاره وشوابه. مستعارة من حقاق الإبل، والمعنى -فيمن جعل الأرنبة واحد الأرانب- أن السيل حملها، فتعلقت بالعرفط، ومضى السيل، ونبت المرعى، فخرجت الإبل تأكل عظام الأرانب، إحماضا بها. وفيمن فسرها بالنبات: أنه طال واكتهل، حتى أكله صغار الإبل، ونالته من وراء شجر العرفط. وفي حديث علي رضي الله عنه: إذا بلغن، أي: النساء والرواية: إذا بلغ النساء نص الحقاق، أو نص الحقائق كما في رواية أخرى فالعصبة أولى قال أبو عبيد : نص كل شيء: منتهاه، ومبلغ أقصاه أي: إذا بلغن الغاية التي عقلن فيها، وعرفن فيها حقائق الأمور، أو قدرن فيها على الحقاق، أي: الخصام وهو المحاقة أو حوق فيهن، أي: خوصم، فقال كل من الأولياء: أنا أحق بها ونص أبي عبيد: هو أن يحاق الأم العصبة في الجارية، فتقول: أنا أحق بها، ويقولون: بل نحن أحق أو المعنى: إذا بلغن نهاية الصغار، أي الوقت الذي ينتهي فيه صغرهن ويدخلن في الكبر، استعار لهن اسم الحقاق من الإبل، قال الصاغاني: هذا ونحوه مما يتمسك به من اشترط الولي في نكاح الصغيرة، وقال أبو عبيد أراد بنص الحقاق: الإدراك، لأن وقت الصغر ينتهي، فتخرج الجارية من حد الصغر إلى الكبر، يقول: ما دامت الجارية صغيرة فأمها أولى بها، فإذا بلغت فالعصبة أولى بأمرها من أمها، وبتزويجها وحضانتها إذا كانوا محرما لها، مثل الآباء والإخوة والأعمام. وقال ابن المبارك: نص الحقاق: بلوغ العقل، وهو مثل الإدراك، لأنه إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب به الحقوق والأحكام، فهو العقل والإدراك. وقيل: المراد بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها وتصرفها في أمرها، تشبيها بالحقاق من الإبل، وعند ذلك يتمكن من ركوبه وتحميله، ومن رواه نص الحقائق، أراد جمع الحقيقة، أو جمع الحقة من الإبل. ويقال: إنه لنزق الحقاق، أي: مخاصم في صغار الأشياء وهو مجاز. والأحق من الخيل: الفرس الذي يضع حافر رجله موضع يده وذلك عيب والشئيت الذي يقصر موقع حافر رجله عن موقع حافر يده، وذلك عيب أيضا. وقال الجوهوي: هو الذي لا يعرق وهو عيب أيضا، قال: وأنشد أبو عمرو لرجل من الأنصار، قلت: هو عدي ابن خرشة الخطمي:

وأقدر مشرف الصهوات ساط     كميت لا أحـق ولا شـئيت هذه رواية أبي عمرو، وأبي عبيد، وفي المحكم: وروى ابن دريد:

بأجرد من عتاق الخيل نهد      جواد لا أحق ولا شـئيت

صفحة : 6256

قلت: والذي في الجمهرة مثل رواية أبي عمرو، وأبي عبيد ومصدرهما الحقق، محركة يقال: أحق بين الحقق. وحققت عليه القضاء، أحقه حقا وأحققته أحقه إحقاقا أوجبته وهذا قد تقدم فهو تكرار، وقال أبو مالك أحقت البكرة إذا استوفت ثلاث سنين. وقال ابن عباد أحقت صارت حقة مثل حقت. ويقال: رمى فأحق الرمية إذا قتلها على المكان عن ابن عباد والزمخشري وهو مجاز. والمحق ضد المبطل، يقال: أحققت ذلك أي أثبته حقا أو حكمت بكونه حقا ومنه قوله تعالى: ويحق الله الحق بكلماته وقال الراغب: إحقاق الحق ضربان أحدهما: بإظهار الأدلة والآيات والثاني بإكمال الشريعة وبثها. والمحاق من المال يكون الحلبة الأولى والثانية منها لبأ، قاله أبو حاتم وقال ابن عباد: هي: التي لم ينتجن في العام الماضي ولم يحلبن فيه. وحققه تحقيقا: صدقه وقال ابن دريد: صدق قائله، وقيل: حقق الرجل: إذا قال هذا الشيء هو الحق، كقولك: صدق. والمحقق من الكلام: الرصين المحكم النظم، وهو مجاز، قال رؤبة:

دع ذا وراجع منطقا محققا ويروى: مذلقا. والمحقق من الثياب: المحكم النسخ الذي عليه وشى على صورة الحقق، كما يقال: برد مرجل وهو مجاز أيضا، وقال:

تسربل جلد وجه أبيك إنا      كفيناك المحققة الرقاقا والاحتقاق: الاختصام وذلك أن يقول كل واحد منهم: الحق بيدي، ومعي، ومنه حديث الحضانة: فجاء رجلان يحتقان في ولد أي: تختصان، ويطلب كل واحد منها حقه، وفي حديث آخر: متى ما تغلوا في القرآن تحتقوا يعني المراء في القرآن. ومن المجاز: طعنة محققة: إذا كانت لا زيغ فيها وقد نفذت هكذا في سائر النسخ، والصواب: طعنة محتقة، كما هو نص اللسان والأساس والعباب. واحتقا: اختصما وهذا قد ذكر قريبا، فلا حاجة لذكره ثانيا، ولعله أعاده ثانيا إشارة إلى أنه لا يقال: احتق للواحد، كما لا يقال: اختصم للواحد دون الآخر، وإنما يقال: احتق فلان وفلان. واحتق المال: سمن والذي في اللسان والأساس والعباب: احتق القوم احتقاقا: إذا سمن ما لهم، وانتهى سمنه. واحتقت به الطعنة أي: قتلته نقله أبو عمرو، وفسر به قول أبي كبير الهذلي:

وهلا وقد شرع الأسنة نحوها     من بين محتق بها ومشـرم

صفحة : 6257

وقال الأصمعي: أي حقت به الطعنة لا زيغ فيها، وهو مجاز، وفي اللسان: المحقق من الطعن: النافذ إلى الجوف، وقال في معنى بيت أبي كبير: أراد من بين طعن نافذ في جوفها، وآخر قد شرم جلدها، ولم ينفذ إلى الجوف. أو احتقت به الطعنة: إذا أصابت حق وركه وهو الموضع الذي يدور فيه، قاله ابن حبيب. واحتق الفرس ضمر هزالا. وقال ابن عباد: انحقت العقدة أي: انشدت وهو مجاز. واستحقه أي: الشيء: استوجبه وقوله تعالى: فإن عثر على أنهما استحقا إثما أي: استوجباه بالخيانة، وقيل: معناه: فإن اطلع على أنهما استوجبا إثما، أي: خيانة باليمين الكاذبة التي أقدما عليها، وإذا اشترى رجل دارا من رجل، فادعاها رجل آخر، وأقام بينة عادلة على دعواه، وحكم له الحاكم ببينته، فقد استحقها على المشتري الذي اشتراها، أي: ملكها عليه، وأخرجها الحاكم من يد المشتري إلى يد من استحقها، ورجع المشتري على البائع بالثمن الذي أداه إليه، والاستحقاق والاستيجاب قريبان من السواء، قال الصاغاني: وقول الناس: المستحق محروم فيه خللان، الأول: أنها كلمة كفر لأن من استحق شيئا أعطاه الله ما يستحقه، والثاني: أنهم يجعلونه من الأحاديث، وليس كذلك. وتحقق عنده الخبر أي: صح. وفي حديث مطرف بن عبد الله ابن الشخير أنه قال لابنه حين اجتهد في العبادة ولم يقتصد: خير الأمور أوساطها، والحسنة بين السيئتين، وشر السير الحقحقة يقال: هو أرفع السير، وأتعبه للظهر نقله الجوهري، وهو إشارة إلى الرفق في العبادة، يعني عليك بالقصد في العبادة، ولا تحمل على نفسك فتسأم، وخير العمل ما ديم وإن قل، أو اللجاج في السير حتى ينقطع به، قال رؤبة:

ولا يريد الورد إلا حقحقا أو هو: السير في أول الليل ونهى عن ذلك، نقله الجوهري، وهو قول الليث، ونصه في العين. الحقحقة: السير أول الليل، وقد نهى عنه، قال: وقال بعضهم. الحقحقة في السير: إتعاب ساعة وكف ساعة، انتهى، قال الأزهري: ولم يصب الليث في واحد مما فسر، وما قاله، إن الحقحقة: السير أول الليل، فهو باطل، ما قاله أحد، ولكن يقال. قحموا عن الليل أي: لا تسيروا فيه. أو هو: أن يلج في السير حتى تعطب راحلته أو تنقطع هذا هو الذي صوبه الأزهري، وأيده بقول العرب، ونصه: أن يسار البعير ويحمل على ما يتعبه، وما لا يطيقه، حتى يبدع براكبه، وقال ابن الأعرابي: الحقحقة: أن يجهد الضعيف شدة السير. والتحاق: التخاصم، وحاقه محاقة: خاصمه وادعى كل واحد منهما الحق، فإذا غلبه قيل: قد حقه حقا، وقد ذكر ذلك، وأكثر ما يستعملونه في الفعل الغائب، يقولون حاقني ولم يحاقني فيه أحد.

ومما يستدرك عليه: الحق: الحظ، يقال: أغطى كل ذي حق حقه، أي: حظه ونصيبه. الذي فرض له، ومنه حديث عمر رضي الله عنه لما طعن أوقظ للصلاة، فقال: الصلاة والله إذن، ولا حق أي لاحظ في الإسلام لمن تركها، ويحتمل: ولا فيها، لأنه وجد نفسه على حال سقطت عنه الصلاة فيها قال الصاغاني: وهذا أوقع. والحق: اليقين بعد الشك وحقه حقا: أحقه: صيره حقا لا شك فيه وحقه حقا: صدقه. وأحققت الأمر إحقاقا أحكمته وصححته، وهو مجاز، قال:

قد كنت أوعزت إلى العلاء
بأن يحـق وذم الـــدلاء

صفحة : 6258

وحق الأمر، وأحقه. كان منه على يقين. ويقال: ما لي فيك حق، ولا حقق، أي: خصومة. واستحقه: طلب حقه. واحتقه إلى كذا إذا أخره وضيق عليه. وهو في حاق من كذا، أي: ضيق. وما كان يحقك أن تفعله، في معنى ما حق لك. وأحق عليك القضاء فحق، أي: أثبتت فثبت. وحقيقة الإنسان. خالصه، ومحضه، وكنهه. والحقيقة: الحرمة والفناء. وأحق الرجل: قال شيئا، أو ادعى شيئا فوجب له. وقال الكسائي: حققت ظنه مثل حققته. وأنا أحق لكم هذا الخبر، أي: أعلمه لكم، وأعرف حقيقته. وقولهم: لحق لا آتيك، قال الجوهوي: هو يمين للعرب، يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد اللام، وإذا أزالوا عنها اللام قالوا: حقا لا آتيك، وفي الأساس: لحق لا أفعل، هو مشبه بالغايات، وأصله: لحق الله، فحذف المضاف إليه، وقدر، وجعل كالغاية. ولما رأى الحاقة مني هرب، كالحقة. وحققت العقدة: شددتها، عن ابن عباد، وفي الأساس: أحكمت شدها، وهو مجاز. وأتت الناقة على حقها، أي وقت ضرابها، ومعناه دارت السنة وتمت مدة حملها، وهو مجاز. وحقوق الدار: مرافقها. وحقت الحاجة: نزلت، واشتدت. وحقيقة الشيء: منتهاه، وأصله المشتمل عليه. وقوله تعالى: لشهادتنا أحق من شهادتهما يجوز أن يكون معناه أشد استحقاقا للقبول، ويكون إذ ذاك على طرح الزائد من استحق، أعني السين والتاء، ويجوز أن يكون أراد أثبت من شهادتهما، مشتق من قولهم: حق الشيء: ثبت. وفي المصباح: قولهم: هو أحق بكذا، له معنيان، أحدهما: اختصاصه بغير شريك، كزيد أحق بماله، أي: لا حق لغيره فيه، الثاني: أن يكون أفعل تفضيل، فيقتضي اشتراكه مع غيره، وترجيحه عليه، ومنه: الأيم أحق بنفسها من وليها فهما مشتركان لكن حقها آكد. والحاقة: النازلة. والحقق، بضمتين: القريبو العهد بالأمور خيرها وشرها.

وأيضا: المحقون لما ادعوا. وتجمع الحقة أيضا على الحقائق، كقولهم: امرأة غرة على غرائر وقال الجوهري: كإفال وأفائل، فهو جمع حقاق لا حقة، وأنشد لعمارة ابن طارق :

ومسد أمر من أيانـق
لسن بأنياب ولا حقائق

قال ابن سيده: وهو نادر. وهلال بن حق بالكسر: من المحدثين. وباب حقات، بالضم: من أبواب عدن أبين، وحقات: خارج هذا الباب، بينه وبين جبل ضراس، قيل: إنها مجنة.

واستحقاق الناقة: تمام حملها. وحقاق الشجر: صغارها، بصغار الإبل، قاله الأصمعي. وصبغت الثوب صبغا تحقيقا، أي: مشبعا. وأنا حقيق على كذا، أي. حريص عليه عن أبي علي، وبه فسر قوله تعالى: حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق. وحق العجوز: ثديها، وحق الكمأة: بيضها، كلاهما بالضم. وأصاب حاق عينه، أي: وسطها، قال الأزهري: سمعت أعرابيا يقول لنقبة من الجرب ظهرت ببعير، فشكوا فيها، فقال: هذا حاق صمادح الجرب. وسقط على حق القفا، أي: حاقه. ويقال: استحقت إبلنا ربيعا، وأحقت ربيعا: إذا كان الربيع تاما فرعته. وأحق القوم إحقاقا: سمن مالهم. قال ابن سيده: أحق القوم من الربيع: إذا سمنوا ة عن أبي حنيفة، يريد سمنت مواشيهم وحقت الناقة، وأحقت، واستحقت.

سمنت. واستحقت الناقة لقاحا إذا لقحت واستحقت لقاحها يجعل الفعل مرة للناقة ومرة للقاح. ويقال: لا يحق ما في هذا الوعاء رطلا أي لا يزن رطلا. وقرب محقحق: جاد. وحقتني الشمس بلغتني. ولقيته عند حاق المسجد وعند حق بابه أي بقربه وهو مجاز. والحاقاني منسوب إلى الحق كالرباني إلى الرب.