الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل السابع: فصل الخاء مع القاف: الجزء الأول

فصل الخاء مع القاف

الجزء الأول

خ- ب- ر- ق
الخبراق-، كقرطاس، أهمله الجوهري هنا، وقال ابن دريد: هو الضراط. وقال ابن دريد أيضا: خبرق الشيء خبرقة، كالثوب ونحوه، أي: شقه وكذلك خربقه، وخردله، كما سيأتي، وقال الجوهري -في خربق-: خربقت الثوب: شققته، وربما قالوا: خبرقت، وهو مثل جبذ وجذب، فالأولى كتابة هذا الحرف بالقلم الأسود. قلت: وكأنه سمى الضراط خبراقا لخروجه بالشدة، كأنه يشق الاست شقا.

خ- ب- ق
خبق يخبق من حد ضرب: حبق أي: ضرط. وخبق فلانا يخبقه: إذا صغره إلى نفسه، عن ابن عباد. وقال ابن دريد: امرأة مخبوق نعت مذموم ، وهو: أن يسمع لها خبق عند النكاح، أي: صوت مما هناك أي: من الحياء. وقال أبو عبيد: الخبق كهجت، وإن شئت كسرت الباء إتباعا للخاء، مثل فلز: الطويل عامة، أو من الرجال خاصة. ومن الفرس: السريع وفي الصحاح: ربما قيل ذلك، وهو قول ابن دريد كالخبقى، كزمكى عن ابن الأعرابي وتفتح الباء أيضا. والخبق، بلغتيه: الرجل الوثاب عن ابن الأعرابي، وكذلك الفرس. وقيل: في قولهم: فرس أشق أمق، خبق، فيما روى عن عقبة بن رؤبة: إن الخبق إتباع للأمق الأشق، بمعنى الطويل. والقول إنه يفرد بالنعت للطويل. وقال ابن دريد : وفي المثل خبقة خبقه، ترق عين بقه، بالخاء المعجمة قال وأصحاب الحديث يروونه بالحاء والزاي، وقد تقدم. وقال ابن الأعرابي: ناقة خبقة وخبق وخبقى، كزمكى أي: وساع وقال ابن سيده: هي السريعة، قال ابن الأعرابي: وكذلك ناقة دفقة ودفقى. وقال ابن عباد : امرأة خبقاء، بكسرتين مشددة القاف ممدودة أي: سيئة الخلق. والخبقى، كزمكى: مشية مثل الدفقى، وينشد:

يعدو الخبقى والدفقى منعب

صفحة : 6272

وقال أبو عبيدة: الدفقى: هو التدفق في المشي، ومثله الخبقى، وقد مر للمصنف ذلك في: خ ب ق أيضا. وخباق كسحاب: ة، بمرو، منها العابد الزاهد أبو الحسن علي ابن عبد الله الصوفي الخباقي، سمع بالشام والعراق، وروى عن أبى سعد إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني، وأبي الحسن الطوري، سمع منه أبو سعد بن السمعاني، توفي سنة 519، وتخبق الشيء: ارتفع وعلا عن ابن عباد.

ومما يستدرك عليه: الخبقة: الأرض الواسعة. وقال ابن الأعرابي: خبيق : تصغير خبق، وهو الطول. والخبقة، بكسرتين مشدد القاف: القصير.

خ- د- ر- ق
الخدرنق كسفرجل: الذكر هكذا في سائر النسخ، وهو يوهم أنه ذكر الرجل، كما هو مفهوم الإطلاق، وليس كذلك، بل الصواب أنه الذكر من العنكبوت خاصة، كما هو في العباب واللسان. وقال أبو عبيد : هو العنكبوت ولم يخص به الذكر، أو العظيم الضخم منها كما قاله أبو مالك، وأنشد أبو عبيد للزفيان:

ومنهل طام عليه الغلفق
ينير أو يسدي به الخدرنق

قال الجوهري: وإذا جمعت حذفت آخره، فقلت: الخدارن.

خ- د- ن- ق
كالخدنق، كعملس أهمله الجوهري، واستدركه ابن عباد وابن جنى، وهو ذكر العناكب.

خ- ذ- ن- ق
ومما يستدرك عليه: الخذنق، كعملس، والذال معجمة : ذكر العناكب، عن ابن جني وحده.

خ- ذ- ر- ق
والخذرنق، بالذال المعجمة، أهمله الجوهري، وقال أبو عبيد: هو ذكر العناكب. وقال الليث: رجل خذراق بالكسر ومخذرق: سلاح أي: كثير السلح، قال:

صاحب حانوت إذا ما اخرنبقا
فيه علاه سكره فـخـذرقـا

وقال ابن عباد: خذارق كعلابط : ماءة ملحة للعرب بتهامة، سميت بذلك لأنها تسلح شاربها حتى يخذرق، أي: يسلح كما في العباب.

خ- ذ- ق
خذق الطائر يخذق من حد نصر، زاد الليث ويخذق من حد ضرب: ذرق وكذلك مزق، نقله ابن دريد، وهو قول الأصمعي أو يخص البازي قال ابن سيده: الخذق للبازي خاصة، كالذرق لسائر الطير، وعم به بعضهم. وخذق الدابة: إذا نخسها بحديدة وغيرها، لتجد في سيرها. وقال ابن عباد : الخذاق، كشداد: سمكة لها ذوائب كالخيوط إذا صيدت خذقت في الماء أي: ذرقت. وخذاق: والد يزيد الشاعر العبدي والخذق: الروث ومقتضى إطلاقه أنه بالفتح، ومثله في العباب والصحاح، وقد جاء الرجز الذي أتشده الليث:

مثل الحبارى لم تمالك خذقا

صفحة : 6273

بالتحريك، فانظر ذلك، وفي الصحاح: قيل لمعاوية: أتذكر الفيل. قال: أذكر خذقه، يعنى روثه قال ابن الأثير: هكذا جاء في كتاب الهروي والزمخشري وغيرهما عن معاوية وفيه نظر، لأن معاوية يصبو عن ذلك، لأنه ولد بعد الفيل بأكثر من عشرين سنة، فكيف يبقى روثه حتى يراه? وإنما الصحيح قباث بن أشيم، قيل له: أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم? قال: هو أكبر مني، وأنا أقدم منه في الميلاد وأنا رأيت حذق الفيل أخضر محيلا، قال صاحب اللسان: ويحتمل أن يكون ما رواه الهروي والزمخشري صحيحا أيضا، ويكون معاوية لما سئل عن ذلك، قال أذكر خذقه، ويكون كنى بذلك عن آثاره السيئة، وما جرى منه على الناس، وما جرى عليه من البلاء، كما يقول الناس عن خطأ من تقدم، وزلل من مضى: هذه غلطات زيد، وهذه سقطات عمرو، وربما قالوا في ألفاظهم، نحن إلى الآن في خريات فلان، أو هذه من خريات فلان، وإن لم يكن ثم خروء، والله أعلم. والمخذقة كمرحلة: الاست هكذا في سائر النسخ، والذي في الصحاح واللسان: المخذقة بالكسر: الاست فانظر ذلك. وقال ابن فارس: الخاء والذال والقاف ليس أصلا، وإنما فيه كلمة من باب الإبدال، يقال: خذق الطائر: إذا ذرق، وأراه خزق، فأبدلت الزاي ذالا.

ومما يستدرك عليه: يقال للأمة: يا حذاق، كقطام يكنون به عن الذرق.

خ- ر- ب- ق
الخربق، كجعفر: نبات ورقه كلسان الحمل أبيض وأسود، وكلاهما يجلو ويسخن، وينفع الصرع والجنون والمفاصل والبهق والفالج، ويسهل الفضول اللزجة، وربما أورث تشنجا، وإفراطه مهلك، وهو سم للكلاب والخنازير، وإن نبت بجنب كرمة أسهلت خمرة عنبها كما في القانون للرئيس، وقال الليث: الخربق: نبت كالسم، يغشى على آكله، ولا يقتله. وأبو خربق: سلام كذا في النسخ، والصواب: سلامة بن روح ابن خالد ابن أخي خالد بن عقيل ابن خالد: محدث عن عمه عقيل. وقا ابن عباد الخربق كزبرج مصعد ونص الليث مصنعة الماء واسم الحوض. وقال ابن الأعرابي الخرباق كسربال المرأة الطويلة العظيمة وكذلك الغلفاق واللباخية أو هي السريعة المشي عن الليث. وخرباق اسم ذي اليدين الصحابي رضي الله عنه في قول وفي آخر هو عمير بن عمرو ابن نضلة السلمى. والخرباق سرعة المشي كالخربقة يقال مرت المرأة الخربقة والخرباق. ويقال جد في خرباقه وهو الضراط نقله الجوهري ومر عن ابن دريد أن لغة أهل الحوف في الضراط الخرباق والخبراق. وخربقه أي الثوب شقه كخبرقه عن الجوهري. وخربق الشيء قطعه مثل خردله. وخربق العمل: إذا أفسده نقله الجوهري. وقال الليث: خربق الغيث الأرض: إذا شققها. قال: والمخربقة للمفعول: المرأة ا لربوخ. قال والخربقة: من زجر العنز. قال: والاخرنباق: الاخرنفاق: انقماع المريب وأنشد:

صاحب حانوت إذا ما اخرنبقا
فيه علاه سكره فـخـذرقـا
مثل الحبارى لم تمالك خذقـا

والاخرنباق: اللصوق بالأرض عن أبى حاتم. والمخرنبق: المطرق الساكت الكاف، وفي المثل: مخرنبق لينباع أي: ساكت لداهية يريدها ومعنى لينباع، أي: ليثب، أو ليسطو إذا أصاب فرصة، وقال الأصمعي: يضرب في الرجل يطيل الصمت حتى يضرب فغفلا وهو ذو نكراء، وقال غيره: المحرنبق: هو المتربص بالفرصة، يثب على عدوه، أو حاجته إذا أمكنه الوثوب، ومثله: مخرنطم لينباع، وقيل: المخرنبق: الذي لا يجيب إذا كلم.

صفحة : 6274

ومما يستدرك عليه: رجل خرباق: كثير الضرط. وخربق النبت: اتصل بعضه ببعض. والأسد يخربق له، وهو مثل الزبية يمنع به.

خ- ر- د- ق
الخردق أهمله الجوهري، وقال ابن الأثير: الخرديق. هي المرقة وقول المصنف: الخردق هكذا كجعفر غلط ، والصواب ما ذكرنا، وقال أبو زيد: المرقة بالشحم، وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد كان يبيع الخرديق، فارسي معرب أصله خورديك، وأنشد الفراء:

قالت سليمى اشتر لنا دقيقا
واشتر شحيما نتخذ خرديقا

وقال ابن دريد: خرندق كسمندل اسم.

خ- ر- ف- ق
الخرفق أهمله الجوهري: الخردل الفارسي لغة شامية، وبمصر يعرف بحشيشة السلطان، وهو نوع من الحرف عريض الورق. والخرفقة، والاخرنفاق الأخير عن الليث: الاخرنباق،

خ- ر- ق
خرقه أي: السبسب والثوب يخرقه ويخرقه من حدي نصر، وضرب: جابه ومزقه لف ونشر مريب. ومن المجاز: خرق الرجل: إذا كذب. ومن المجاز أيضا: خرق: إذا قطع المفازة حتى بلغ أقصاها، وقوله تعالى: إنك لن تخرق الأرض أي: لن تبلغ أطرافها، وقرأ الجراح ابن عبد الله بن تخرق بضم الراء وهي لغة والكسر أعلى وقال الأزهري معناه لن تقطعها طولا وعرضا وقيل لن تثقب الأرض. وخرق الثوب خرقا شقه. ومن المجاز خرق الكذب واختلقه إذا صنعه واشتقه. وخرق في البيت خروقا إذا أقام فلم يبرح كخرق كفرح وهذه عن الليث. وخرق بالشيء ككرم إذا جهله ولم يحسن عمله. والخرق البعيد مستويا كان أو غير مستو. وأيضا الأرض الواسعة تتخرق فيها الرياح نقله الجوهري وقال المؤرج كل بلد واسع تتخرق به الرياح فهو خرق وقال ابن شميل يعد ما بين البصرة وحفر أبي موسى خرقا وما بين النباح وضرية خرقا قال أبو دؤاد الإيادي:

وخرق سبسب يجري      عليه موره سهـب كالخرقاء ويقال مفازة خرقاء حوقاء أي بعيدة ج: خروق قال معقل بن خويلد الهذلي:

وإنهما لجـوابـا خـروق      وشرابان بالنطف الطوامي ويقال قطعنا إليكم أرضا خرقا وخروقا. وقال ابن عباد الخرق نبت كالقسط له أوراق وخرق ع: بنيسابور. والخرق بالكسر والخريق كسكيت الرجل السخي الكريم الجواد يتخرق في السخاء يتسع فيه وهو مجاز أو قال. الظريف في سخاوة والصواب: في سماحة، كما هو نص الليث، زاد: ونجدة. وقيل: هو الفتى الحسن الكريم الخليقة وأنشد الليث:

وخرق يرى الكأس أكرومة    يهين اللجين لها النضـارا وقال البرج بن مسهر:

فلما أن تنشأ قـام خـرق     من الفتيان مختلق هضوم وأنشد الجوهري لأبي ذؤيب يصف رجلا صحبه رجل كريم:

أتيح له من الفتيان خرق     أخو ثقة وخريق خشوف قال ابن الأعرابي: لا جمع للخرق، وقال ابن دريد: ج: أخراق كسرب وأسراب. وقال ابن عباد : خراق كغراب . وقال غيرهما: جمع الخرق: خروق وجمع الخريق: خريقون، قال الأزهري: ولم نسمعهم كسروه، لأن مثل هذا لا يكاد يكسر عند سيبويه. والمخرق كمقعد: الفلاة الواسعة تتخرق فيها الرياح، قال أبو قحفان العنبري:

قد أقبلت ظوامئا م المشرق
قادحة أعينها في مخرق

والمخرق من الحوض: حجر يكون في عقره، ليخرجوا منه الماء إذا شاءوا قال أبو دؤاد الإيادي:

والماء يجري ولا نظام لـه     لو وجد الماء مخرقا خرقه

صفحة : 6275

وقال ابن الأعرابي: المخروق: المحروم الذي لا يقع في كفه غنى وهو مجاز. والخرقة، بالكسر، من الجراد دون الرجل، وهو مجاز. وكذا الحزقة، وأنشد ابن دريد:

قد نزلت بساحة ابن واصل
خرقة رجل من جراد نازل

وفي حديث مريم -عليها السلام-: فجاءت خرقة من جراد، فاصطادت وشوت. والخرقة من الثوب: القعطة منه وقيل: المزقة منه ج: خرق، كعنب. وأبو القاسم عمر بن الحسين ابن عبد الله بن أحمد الخرقي: شيخ الحنابلة ببغداد، صاحب المختصر في فقه الإمام أحمد بن حنبل، كان فقيها سديدا ورعا، قال القاضي أبو يعلى: كانت له مصنفات وتخريجات على المذهب لم تظهر، لأنه خرج من بغداد، وأودع كتبه في درب سليمان، فاحترقت، ومات هو بدمشق سنة 334، وأبو الحسيني بن عبد الله بن أحمد والد صاحب المختصر هكذا في سائر النسخ وهو غلط والصواب وأبوه الحسين عبد الله بن أحمد وهذا يعني عن قوله والد صاحب المختصر وكنيته أبو علي حدث عن أبي عمر الدوري والمنذر بن الوليد الجارودي ومحمد بن مرادس الأنصاري وغيرهم وعنه أبو بكر الشافعي وأبو علي بن الصواف وعبد العزيز بن جعفر الحنبلي وغيرهم. وأبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن عبد الحميد المعروف بابن حمدي من أهل بغداد سمع أبو القاسم بن زكريا المطرز ومحمد بن طاهر بن أبي الدميك، وعنه أبو الحسن الدارقطني وأبو بكر البرقاني، وأبو القاسم التنوخي وكان ثقة أمينا توفي سنة 375،. وعبد الرحمن بن علي وإبراهيم ابن عمرو هكذا ي سائر النسخ ولم أجدهما في كتاب ابن السمعاني ولا الذهبي ولا الرشاطي. وقال الذهبي مسند أصبهان أبو الفتح عبد الله بن أحمد بن أبي الفتح القاسمي مات سنة 554، وبلدياه: أبو طاهر عمر بن محمد ابن علي بن عمر بن يوسف الدلال روى عن أبي بكر بن المقرئ نسخة جويرية بنت أسماء، ونسخة ورقة، وعنه أبو عبد الله الخلال، توفي سنة 453، وأبو العباس أحمد بن محمد ابن أحمد بن محمد، حدث عن أبي علي الحسن بن عمر بن يونس الحافظ الأصبهاني، الخرقيون إلى بيع خرق والثياب أئمة محدثون. وذو الرق: النعمان بن راشد ابن معاوية بن عمرو بن وهب بن مرة ابن عبد الأشهل بن عوف بن إياس بن ثعلبة بن عمرو بن عبلة. ابن أنمار بن مبشر بن عميرة بن أسد بن ربيعة ابن نزار لإعلامه نفسه بخرق حمر وصفر في الحرب. وذو الخرق: خليقة بن حمل ابن عامر بن حميري بن وقدان ابن سبيع بن عوف بن مالك بن حنظلة الطهوي، لقب به لقوله:

ما بال أم حبيش لا تـكـلـمـنـا      لما افترقنا وقد نثرى فـنـتـفـق
تقطع الطرف دوني وهي عابـسة      كما تشاوس فيك الثائر الـحـنـق
لما رأت إبلي جاءت حمولـتـهـا     غرثى عجافا عليها الريش والخرق
قالت: ألا تبتغي مالا تـعـيش بـه     عما تلاقي، وشر العيشة الرنـق?
فيئي إليك، فإنا معـشـر صـبـر      في الجدب، لا خفة فينا ولا ملـق
إنا إذا حطمة حتـت لـنـا ورقـا      نمارس العيش حتى ينبت الـورق

وذو الخرق: قراط، أو هو: ذو الخرق بن قرط الطهوي أخو بني سعيدة بن عوف بن مالك بن حنظلة? وأم أبي سود وعوف ابني مالك بن حنظلة طهية بنت عبد شمس بن سعد ابن زيد مناة بن تميم الشاعر الفارس القديم أي: جاهلي. وذو الخرق: فرس عباد بن الحارث بن عدي بن الأسود بن أصرم، كان يقاتل عليه يوم اليمامة. وخرقة، بالكسر: فرس الأسود بن قردة السلولي، وهو القائل فيها:

صفحة : 6276

ثأرت يزيد من ابن الجنـي    د فاشكر يزيد ولا تكـفـر
ذبحت يزيد رئيس الخمـي     س ذبحا وخرقة بي تحضر
وعمرا طعنت فأطلعـتـه      نقيبا بنجلاء لا تـسـتـر

وخرقة: فرش معتب الغنوي. وخرقة: اسم ابن شعاث الشاعر كغراب وشعاث أمه، وأبوه بنانة كثمامة، وفي التكملة نباتة. والمخراق بالكسر: الرجل الحسن الجسم، طال أو لم يطل. وأيضا: المتصرف في الأمور وقال شمر : هو الذي لا يقع في أمر إلا خرج منه. قال: والثور البري يسمى مخراقا، لأن الكلاب تطلبه فيفلت منها، وفي الأساس: يسمى مخراق المفازة، وهو مجاز ، قال الأصمعي: لقطعه البلاد البعيدة، وهذا كما قيل له: ناشط ، ومنه قول عدي بن زيد العبادي:

وله النعجة المري تجاه الر     كب عدلا كالنابئ المخراق والمخراق: السيد هكذا في النسخ، والصواب السيف، كما في العباب واللسان والأساس، وهو مجاز، وقد ذكوه كثير في شعره، وجمع على المخاريق، قال:

عليهن شعث كالمخاريق كلهم     يعد كريما لا جبانا ولا وغلا والمخراق أيضا: السخي الجواد. والمخراق: اسم لهم. والمخراق: المنديل أو نحوه يلف ليضرب به أو يفزع، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

أجالدهم يوم الحديقة حـاسـرا     كأن يدي بالسيف مخراق لاعب وقال غيره: المخاريق واحدها مخراق : ما يلعب به الصبيان من الخرق المفتولة، قال عمرو بن كلثوم:

كأن سيوفنا منا ومنهم     مخاريق بأيدي لاعبينا وفي حديث علي رضي الله عنه: البرق مخاريق الملائكة أي: آلة يزجى بها الملائكة السحاب وتسوقه. وهو مخراق حرب أي: صاحب حروب يخف فيها، نقله الجوهري، وأنشد.

وأكثر ناشئا مخراق حرب     يعين على السيادة أو يسود ويقول لم أر معشرا أكثر فتيان حرب منهم. والخريق كأمير: المطمئن من الأرض، وفيه نبات وقال الفراء: يقال: مررت بخريق من الأرض بين مسحاوين، والخريق: الذي توسط بين مسحاوين بالنبات، والمسحاء: أرض لا نبات بها ج: خرق ككتاب وأنشد الفراء لأبي محمد الفقعسي:

ترعى سميراء إلى أهضامها
إلى الطريفات إلى أرمامها
في خرق تشبع من رمرامها

والخريق أيضا: الريح الباردة الشديدة الهبابة وفي العباب: الشديدة الهبوب، ومثله نص الصحاح، وأنشد للشاعر، وهو الأعلم الهذلي:

كأن هويها خفقان ريح     خريق بين أعلام طوال قال الجوهري: وهو شاذ، وقياسه خريقة، قال ابن بري: والذي في شعره:
كأن جناحه خفقان ريح يصف ظليما، وأوله:

كأن ملاءتي على هجف     يعن مع العشية للرئال

صفحة : 6277

وفي التهذيب: الخريق: من أسماء الريح الباردة الشديدة الهبوب، كأنها خرقت، أماتوا الفاعل بها، وفي الأساس: وكأنه خريق في خريق ، أي: ريح شديدة في متسع من الأرض وهو مجاز كالخروق كصبور. وقيل: الخريق: هي اللينة السهلة فهو ضد. أو: هي الراجعة المستمرة السير وفي اللسان: غير مستمرة السير. أو هي الطويلة الهبوب. وقال ابن عباد: الخريق: البئر كسر جبلتها من الماء، ج: خرائق، وخرق كسفائن وسفن. والخريق من الأرحام: التي خرقها الولد فلا تلقح بعد ذلك. كالمتخرقة. والخريق: مجرى الماء الذي ليس بقعير، ولا يخلو من شجر عن ابن عباد. قال: والخريق أيضا: منفسح الوادي حيث ينتهي. والخرق ككتف: الرماد، لأنه يثبت ويذهب أهله. والخرق أيضا: ولد الظبية الضعيف القوائم وقد خرق خرقا: إذا لصق بالأرض ولم ينهض. والخرق، كركع: طائر واحدته خرقة، قال ابن دريد : يخرق فيلصق بالأرض أو جنس من العصافير نقله أبو حاتم في كتاب الطير ج: خرارق عن ابن دريد. والخرق، محركة: الدهش من خوف أو حياء وقال الليث: هو شبه البطر من الفزع، كما يخرق الخشف إذا صيد أو: أن يبهت فاتحا عينيه ينظر. وقيل: الخرق: أن يفرق الغزال إذا صيد فيعجز عن النهوض ويلصق بالأرض، وقال ابن الأعرابي: الغزال إذا أدركه الكلب خرق فلزق بالأرض وكذلك الطائر إذا جزع فلا يقدر على الطيران وقد خرق كفرح: إذا دهش فهو خرق ككتف وهي خرقة وقد خالف اصطلاحه هنا، وفي حديث تزويج فاطمة عليا رضي الله عنهما: فلما أصبح دعاها فجاءت خرقة من الحياء أي: خجلة مدهوشة، ويروى أنها: أتته تعثر في مرطها من الحياء وقال أبو دواد الإيادي:

فاخلولقت للحياء مقـبـلة      وطيرها في حافاتها خرقه

صفحة : 6278

وخرق بلا لام: ة، بمرو على بريدين منها، بها سوق قائمة، وجامع كبير حسن معرب خره، منها: أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي بشر المتكلم سمع أبا بكر بن خلف الشيرازي، وأبا الحسن المديني توفي سنة 533. و أبو قابوس محمد بن موسى سمع ابن الفقري وأبو مذعور محمد بن عبيد الله بن علي بن خشرم المحدثون. وفاته: عبد الرحمن بن بشير الخرقي، لقبه مردانة، شيخ لأحمد ابن سيار الإمام، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن ثابت الخرقي، قاضيها، سمع أباه وأبا المظفر بن السمعاني، وعنه أبو سعد، وقال: مات في حدود الأربعين وخمسمائة،. وقال أبو سعد الماليني: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد يقول عن أبيه حازم بن محمد بن حمدان بن محمد بن حازم بن عبد الله ابن حازم الخرقي، بخرق، يقول: سمعت أبي أبا قطن محمد بن حازم الخرقي بخرق، يقول عن أبيه حازم ابن محمد الخرقي، وأحمد بن محمد الخرقي، كلاهما عن جده محمد بن حمدان الخرقي، عن أبيه، عن جده محمد بن حازم أنه سمع محمد بن قطن الخرقي، وكان وصى عبد الله بن حازم قال: كان لعبد الله بن حازم عمامة سوداء، فكان يلبسها في الأعياد، ويقول: كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: وأبو محمد عبد الله بن محمد ابن قطن الخرقي، كان عالما بالعربية ومسائل مالك، من قرية خرق، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي. وأما زهير بن محمد التميمي الخرقي، قيل: إنه من أهل هراة، وقيل: من أهل نيسابور، روى عن موسى بن عقبة، وعنه روح بن عبادة. والخرق، بالضم وبضمتين والحرق بالتحريك المصدر، وهو: ضد الرفق ومنه الحديث : ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه، وما كان الخرق في شيء قط إلا شانه. والخرق أيضا: أن لا يحسن الرجل العمل والتصرف في الأمور. والخرق: الحمق، كالخرقة بالهاء، خرق فهو أخرق. والخرق أيضا: جمع الأخرق، والخرقاء ومنه قول ذي الرمة:

بيت أطافت به خرقاء مهجوم

صفحة : 6279

قال المازني: امرأة غير صناع ولا لها رفق ، فإذا بنت بيتا انهدم سريعا. وقد خرق، كفرح، وكرم الأخيرة عن ابن عباد، قال الكسائي: كل شيء من باب أفعل وفعلاء سوى الألوان فإنه يقال فيه: فعل يفعل، مثل: عرج يعرج، وما أشبه، إلا ستة أحرف، فإنها جاءت على فعل منها: الأخرق والأحمق والأرعن والأعجف، والأسمن يقال: خرق الرجل يخرق، فهو أخرق، وكذلك أخواته. وخرقان، كسحبان: ة، ببسطام على طريق أستراباذ وتحريكه لحن من قرى سمرقند، منها الأديب أبو الفتح أحمد بن الحسين الخرقاني مات سنة 550، ومنها شيخ وقته أبو الحسن علي بن أحمد الخرقاني، صاحب الكرامات الظاهرة، والأحوال السنية، توفي نهار الثلاثاء يوم عاشوراء سنة 425، عن ثلاث وسبعين سنة. ومثله لكن بتشديد الراء: ة، بهمذان هكذا ذكره الصاغاني في العباب، وقلده غيره في هذه التفرقة، والذي ضبطه السمعاني وغيره من أهل النسب أن الأولى: خرقان، محركة، ومنها أبو الحسن الخرقاني المتقدم ذكره، والثانية: خرقان، بالتسكين، وهي: قرية بسمرقند بها رباط يقال له: مخرفان، ومنها القاضي أحمد ابن الحسين بن يوسف الخرقاني المعروف بماه أندرجبه، يعني القمر في الجبة كان واعظا، سمع الحديث، توفي بالفارياب سنة 499، وبكر بن عبد الله بن عبد الرحيم الخرقاني، أحد الأئمة، ذكره عمر النسفي في كتاب القند، توفي سنة 525، والسيد أبو شهاب بن أحمد بن حمزة الحسيني العلوي، الخرقاني، أخو السيد أبي شجاع روى عن الخطيب أبي القاسم الزمزمي وعنه الحافظ أبو حفص عمر بن محمد النسفي، مؤلف القند، وابنه السيد الحسين بن أبي شهاب: إمام محدث، وغير هؤلاء ممن هو مذكور في لباب الأنساب، فتأمل، والخريق كسكيت: الكثير السخاء وهذا قد تقدم، وتقدم شاهده من قول أبي ذؤيب. والزبير بن خريق الجزري كزبير: تابعي عن أبي أمامة، الباهلي وعنه غروة ابن دينار، ذكره ابن حيان في الثقات. والأخرق: الأحمق: الجاهل أو: من لا يحسن الصنعة ومنه الحديث: تعين صانعا، أو تصنيع لأخرق أي: لجاهل بما يجب أن يعمله ، ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها، وفي حديث جابر: فكرهت أن أجيئهن بخرقاء مثلهن أي: حمقاء وجاهلة، وهي تأنيث الأخرق كالخرق، ككتف وندس. والأخرق: البعير يقع منسمه على الأرض قبل خفه، يعتريه ذلك من النجابة نقله ابن عباد وصاحب اللسان. وخرقاء: امرأة سوداء كانت تقم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي عنها نقله الصاغاني، وهو اسمها، كما في المعجم. وخرقاء: امرأة من بني البكاء اسمها مية شبب بها ذو الرمة الشاعر فأكثر، وقصتها مشهورة في استطعام ذي الرمة كلامها، وأنه قدم إليها دلوا، أو إداوة فقال: اخرزيها لي، فقالت: إني خرقاء، أي: لا أحسن الخرز، وقيل: إنها غير مية، بل هي امرأة من بنى عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، رآها، فاستقاها ماء، فخجلت، وأبت أن تسقيه، فقال لأمها: قولي لها فلتسقني، فقالت لها أمها: اسقيه يا خرقاء. والخرقاء: من الغنم: التي في أذنها خرق مستدير، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يضحى بشرقاء أو خرقاء أو مقابلة أو مدابرة أو جدعاء. ومن المجاز: الخرقاء من الريح: الشديدة الهبوب، وقيل: هي التي لا تدوم على جهتها في هبوبها، وهو مجاز، قال الزمخشري: وصفت بالخرق، كما وصفت بالهوج، وبه فسر قول ذي الرمة السابق:

بيت أطافت به خرقاء مهجوم

صفحة : 6280

والخرقاء من النوق: التي لا تتعاهد وفي اللسان لا تتعهد مواضع قوائمها من الأرض، نقله ابن عباد والزمخشري. والخرقاء : ع قال أبو سهم الهذلي:

غداة الرعن والخرقاء تدعو      وصرح باطل الظن الكذوب وعذار بن خرقاء الكوفي: محدث. ومالك بن أبي الخرقاء: عقيلي وبنته كريمة بنت مالك، امرأة عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان. وفي المثل: لا تعدم الخرقاء علة يضرب في النهى عن المعاذير، أي: إن العلل كثيرة تحسنها الخرقاء فضلا عن الكيس والكيسة فلا تتشبثوا بها، ولا ترضوا بها لأنفسكم. وأخرقه: أدهشه نقله الجوهري. والتخريق: التمزيق يكون في الثوب وغيره. ومن المجاز: التخريق: المبالغة في الخرق، أي: كثرة الكذب وقرأ أبو جعفر ونافع: وخرقوا له بنين و بنات بالتشديد. والتخرق: خلق الكذب واشتقاقه، وهو مجاز أيضا. والتخرق: فطاوع التخريق، كالانخراق يقال: خرقه فانخرق، وتخرق، ومنه الحديث: إن رجلا أتاه فقال: يا رسول الله تخرقت عنا الخنف، وأحرق بطوننا التمر وقول رؤبة:

يكل وفد الريح من حيث انخرق أي: من حيث صار خرقا، أي: متسعا. ومن المجاز: التخرق: التوسع في السخاء يقال: هو متخرق الكف بالنوال، وأنشد ابن بري للأبيرد اليربوعي:

فتى إن هو استغنى تخرق في الغنى وإن عض دهر لم يضع متنه الفقر ويقال: رجل متخرق السربال، ومنخرقه: إذا طال سفره فتشققت ثيابه. واخرورق: تخرق.

قال ابن بري -عن أبي عمرو الشيباني- والمخرورق: من يدور على الإبل فيحملها على مكروهها، نقله الصاغاني عن ابن عباد، وفيه: ويخف ويتصرف وأنشد أبو عمرو:

خلف المطي رجلا مخرورقا
لم يعد صوب درعه المنطقا

ومن المجاز: اخترق الأرض: إذا مر فيها عرضا على غير طريق. ومن المجاز: اخترق الكذب: مثل اختلقه. ومخترق الرياح: مهبها وممرها، قال رؤبة:

وقاتم الأعماق خاوي المخترق
مشتبه الأعلام لماع الخفق

وأبو أمية عبد الكريم بن أبي المخارق قيس البصري المعلم: محدث من أتباع التابعين لين وقال ابن الجوزي في كتاب الضعفاء: روى عن نافع والحسن ومجاهد وعكرمة، رماه أيوب السختياني بالكذب، وقال: ليس هو بشيء، وهو شبيه المتروك، وقال السعدي: غير ثقة.

ومما يستدرك عليه: الخرق: الفرجة، وجمعه: خروق خرقه يخرقه، وخرقه، واحترقه، فتخرق، وانخرق، واخرورق. وفي التهذيب: الخرق يكون في الحائط أيضا، ويقال: في ثوبه خرق، وهو في الأصل مصدو، ومنه قولهم: اتسع الخرق على الراقع. والخرق أيضا: ما انخرق من الشيء وبان منه. وسيف خارق: قاطع، وجمعه: خرق، بضمتين، وانخرقت الريح: هبت على غير استقامة، وهو مجاز. والخرق، بالكسر: الكريم من الرماح، قال ساعدة بن جؤية:

خرق من الخطى أغمض حده     مثل الشهاب رفعته يتلهـب وأذن خوقاء: فيها خرق نافذ. ومنخرق الرياح: ههبها. واخترق الدار: جعلها طريقا لحاجته، ومنه قولهم: لا تخترق المسجد أي: لا تجعله طريقا، وهي مجاز. والخيل تخترق ما بين القرى والأرض، أي: تتخللها. والخرق، بضمتين: لغة في الخرق، بالضم: بمعنى الجهل والحمق. قال شمر: وأقرأني ابن الأعرابي لبعض الهذليين يصف طريقا:

وأبيض يهـدينـي وإن لـم أنـاده      كفرق العروس طوله غير فخرق

صفحة : 6281

فقال: غير مخرق، أي: لا أخرق فيه ولا أحار، وإن طال علي وبعد، وفي حديث مكحول: فوقع فخرق أراد أنه وقع ميتا. وخرق الرجل: إذا بقي متحيرا من هم أو شدة. وقال أبو عدنان: المخارق الملاص الذين يتخرقون الأرض، بينا هم بأرض إذا هم بأخرى، وقال الأصمعي: هم الذين يتخرقون ويتصرفون في وجوه الخير. وقد سموا مخارقا. ويقال. بلد بعيد المخترق . واخترقت القوم: مضيت وسطهم. وهم مخروق الكف بالنوال، أي: سخي، وهو مجاز. والمخرق، كمحدث: لقب عباد ابن المخرق الحضرمي الشاعر ابن الشاعر، وهو القائل:

أنا المخرق أعراض اللئام كمـا     كان الممزق أعراض اللئام أبي وباب الخرق: أحد أبواب مصر حرسها الله تعالى. وعمامة خرقانية ، بالضم، أي: مكورة ، كعمامة أهل الرساتيق، قال ابن الأثير: هكذا جاء في رواية، وقد رويت بالحاء وبالضم، وبالفتح، وغير ذلك وقد تقدم. والخرقانية، محركة: قرية بالقرب من مصر، كذا على لسان العامة، والصواب خاقانية، وهي من أعمال الشرقية. وخرق، بالفتح مشدد الراء: محلة ببيلقان، منها: شمس الدين زكي ابن الحسن بن عمران البيلقاني الخرقي قرأ على فخر الدين الرازي، وعاش بعده مدة طويلة، وحدث عن المؤيد الطوسي، ودخل اليمن، فقطعها، ومات سنة 676، قال الحافظ: وسمع منه أبو الحسن علي بن جابر الهاشمي، شيخ شيوخنا. وخرقانة: موضع. والخرق، بالفتح: نبت كالقسط له أوراق.

خ- ر- ن- ق
الخرنق، كزبرج: الفتى من الأرانب وأنشد الليث:

كأن تحتي قوما سوذانقا
وبازيا يختطف الخرانقا

أو: ولده قاله أبو زيد، وأنشد:

لينة المس كمس الخرنق، وقال الليث: يكون للذكر والأنثى، وأنشد أبو حنيفة:

فبدعت أرنبه وخرنقه
وغمل الثعلب غملا شبرقه

وقال الليث: الخرنق: مصنعة الماء والشرج، والقرى، والحافشة، وهذه مسايل الماء، ومر له في خربق مثله. والخرنق: ع وقال الليث: اسم حمة ، وأنشد:

بين عنيزات وبين الخرنق وخرنق، غير مصروف: اسم امرأة شاعرة قال أبو عبيدة: هي خرنق بنت بدر بن هفان، من بني سعد بن ضبيعة، رهط الأعشى. والخرنق: لقب سعيد بن ثابت بن سويد بن النعمان الأنصاري شاعر ، ولجده سويد صحبة ، قلت: وهو سويد بن النعمان بن عامر بن مجدعة الأوسي الحارثي، شهد أحدا، وحديثه في صحيح البخاري. والخرانق: جلد من الأرض بين الملا وأجأ، أو ماء لبلعنبر من تميم قال الفرزدق:

فقلت ولم أملك أمال بن حنظـل      متى كان مشبور أمير الخرانق. والخورنق، كفدوكس: قصر بالعراق للنعمان الأكبر الذي يقال له: الأعور، وهو الذي لبس المسوح، وساح في الأرض، قال عدي بن زيد :

وتبين رب الخورنـق إذ أش    رف يوما وللهدى تفـكـير
سره ماله وكـثـرة مـا يم     لك والبحر معرضا والسدير
فارعوى قلبه، وقال وما غب    طة حي إلى الممات يصير?

وقال الأعشى يذكر النعمان:

ويجبى إليه السيلحون ودونـهـا    صريفون في أنهارها والخورنق وقال عبد المسيح بن بقيلة الغساني:

أبعد المنـذرين أرى سـوامـا     تروح إلى الخورنق والسدير? وقال المنخل بن الحارث اليشكري:

صفحة : 6282

فإذا انتشيت فـإنـنـي     رب الخورنق والسدير
وإذا صحوت فإنـنـي     رب الشويهة والبعير

وفي اللباب: هذا القصر بحيرة الكوفة، بناه النعمان بن امرئ القيس ابن عمرو بن عدي بن نصر اللخمي، والنعمان هو ابن الشقيقة، وهي بنت أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، بناه سنمار الرومي، وقصته مشهورة، وهو معرب خورنكاه، أي: موضع الأكل والشرب. والخورنق: نهر بالكوفة. والخورنق: د، بالمغرب كذا في التكملة. والخورنق: ة ببلخ على نصف فرسخ منها، يقال لها: خبنك منها: أبو الفتح محمد بن أبي الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن نصر البسطامي الخورنقي، سمع أبا هريرة عبد الملك بن عبد الرحمن القلانسي، وأبا القاسم الخليلي، وله إجازة عن أبي علي الحسن بن علي الوخشي الحافظ، قال السمعاني: سمعت منه الكثير بالخورنق، وأخوه أبو حفص عمر بن محمد، روى عنه ابن السمعاني أيضا، وابنه أبو القاسم أحمد بن أبي الفتح الخورنقي، سمع أبا سعد أسعد بن محمد بن ظهير البلخي، سمع منه ابن السمعاني خبرا ببلخ.

ومما يستدرك عليه: أرض مخرنقة: ذات خرانق، كما في الصحاح، وفي اللسان: كثيرة الخرانق. وخرنقت الناقة: إذا رأيت الشحم في جانبي سنامها فدرا كالخرانق. وخرنق، والخرنق، جميعا: اسم أخت طرفة بن العبد. والخورنق: المجلس الذي يأكل فيه الملك ويشرب. والخورنق: نبت. وخالد بن خرنق، كعملس: رأى عليا، ذكره أبو نعيم في تاريخ أصبهان، قال ابن نقطة: نقله خط الخطيب. وخرنيق بنت الحصين الخزاعية: أسلمت وبايعت وروت، قاله ابن سعيد.

خ- ز- ر- ق
الخزرانق، بالضم أهمله الجوهري، وقال ابن عباد: ثوب أو ضرب من الثياب، فارسي معرب أو ثياب بيض والخزرنق، كسفرجل: العنكبوت أو هو ذكر العناكب، كالخذرنق، بالذال والدال.

ومما يستدرك عليه: الخزراقة، بالكسر: الضعيف. والضيق القلب الجبان. وقيل: هو الأحمق، قاله شمر، وبه فسر قول امرئ القيس:

ولست بخزراقة قال الأزهري: هكذا رأيت في نسخة مسموعة بالزاي قبل الراء. والخزريق، بالضم: طعام شبيه بالحساء أو بالحريرة.

خ- ز- ق

صفحة : 6283

خزقه يخزقه خزقا: طعنه ومنه حديث عدي: فقال: كل ما خزق، وما أصاب بعرضه فلا تأكل فانخزق. والخازق: السنان والنصل، يقال: هو أمضى من خازق ومن أمثالهم في باب التشبيه: أنفذ من خازق، يعنون السهم النافذ. والخازق من السهام: المقرطس النافذ، كالخاسق. وقد خزق يخزق خزقا، وخزوقا: أصاب الرمية، عن ابن سيده، وكذلك خسق، ومنه قول الحسن البصري: لا تأكل من صيد المعراض إلا أن يخزق معناه: ينفذ ويسيل الدم، لأنه ربما قتل بعرضه، ولا يجوز. ومن المجاز: خزق الطائر: إذا فرق عن ابن دريد. ومنه: يا خزاق أقبلي، كقطام: شتم من الخزق معدول عنه: اللذرق. ويقال: إنه لخازق ورقة: إذا كان لا يطمع فيه عن ابن الأعرابي أو يضرب مثلا لمن كان جريئا حاذقا ويقال أيضا: يوشك أن يلقى خازق ورقة. وناقة خزوق: تخزق الأرض بمناسمها فتؤثر فيها أو إذا مشت انقلب منسمها فخد في الأرض: أي أثر فيها. وقال الليث: المخزق، كمنبر: عويد في طرفه مسمار محدد يكون عند بياع البسر بالنوى، وله مخازق كثيرة فيأتيه الصبي بالنوى، فيأخذه منه، ويشرط له كذا وكذا ضربة بالمخزق، فما انتظم له من البسر فهو له، قل أو كثر، وإن أخطأ فلا شيء له، وقد ذهب نواه. والخيزقة: بقلة جمعها، خيزق. وانخزق السيف: انسل وفي نسخة اختزق.

ومما يستدرك عليه: خزقهم بالنبل خزقا: أصابهم به، نقله الجوهري والصاغاني.

وخزقه بالرمح خزقا: طعنه به طعنا خفيفا.

والمخزقة، بالكسر: الحربة.

وانخزق الشيء: ارتز في الأرض، وقال الليث: كل شيء حاد رززته في الأرض وغيرها فقد خزقته.

والخزق: ما يثبت. والخزق: ما ينفذ.

وخزقه بعينه: حددها إليه، ورماه بها، عن اللحياني، وقال ابن عباد والزمخشري: أي: حدجة بها، وهو مجاز.

وأرض خزق، بضمتين: لا يحتبس عليها ماؤها، ويخرج ترابها.

وخزق الرجل خزقا: ألقى ما في بطنه.

والمختزق، للمفعول: الصيد نفسه، قال رؤبة يصف صائدا:

ولم يفحش عند صيد مختزق وخزاق، كغراب: اسم قرية من قرى راوند، عن ابن برى، وقال ابن خلكان- في ترجمة أبي الحسين أحمد بن يحيى، الراوندي-: إنها مجاورة لقم، وأنشد ابن برى للشاعر:

ألم تعلما مالي براوند كـلـهـا     ولا بخزاق من صديق سواكما. وقد أهمله أئمة الأنساب.

خ-س-ق
خسق السهم الهدف يخسق من حد ضرب: إذا أصاب الرمية، وقرطس ونفذ، مثل خزق، كذا فى المحكم، وقال ابن فارس: أي: ثبت فيه، وتعلق، والمصدر الخسق، والخسوق.

وناقة خسوق مثل خزوق: سيئة الخلق، تخسق الأرض بمناسمها، إذا مشث انقلب منسمها فخد في الأرض.

والخيسق، كصيقل، من الآبار والقبور: القعيرة يقال: بئر خيسق، وقبر خيسق، قال السموأل بن عادياء:

ببلقعة أثبتـت حـفـرة      ذراعين في أربع خيسق وقيل: خيسق ، أي: على مقدار المدفون لا فضل فيه.

وقال بن دريد- في باب فيعل-: خيسق بلا لام: اسم. قلت: وهو رجل من بني جشم، قال الشاعر:

والخيسق الجشمى شد بطعنة     خلف الكماة أخو بني شيبان وقال غيره: خيسق: اسم لابة، أي حرة م، أي معروفة، قال أبو وجزة السعدي:

صفحة : 6284

أو الأثأب الدوح الطوال فروعه     بخيسق هزته الصبا المتنـاوح ويقال: الخساق كشداد: الكذاب.

وقال بن عباد: إنه لذو خسقات في البيع، محركة، أي يمضيه مرة، ثم يرجع فيه أخرى.

وقال بن فارس: الخاء والسين والقاف ليس أصلا، لأن السين فيه مبدلة من الزاي، وإنما تغير اللفظ لتغير المعنى.
ومما يستدرك عليه: ناقة خسوق: سيئة الخلق.

وخسق السهم: لم ينفذ نفاذا شديدا.

وقال الأزهري: رمى فخسق: إذا شق الجلد.

خ-ش-ق
ومما يستدرك عليه: الخوشق، كجوهر: ما يبقى في العذق بعد ما يلقط ما فيه، عن كراع، وقال الهجري: الخوشق من كل شيء: الردىء، كما في اللسان، وقد أهمله الجماعة، وأنا أظنه معربا عن خشك بالضم، فارسية، معناه اليابس.

خ-ش-ت-ق
الخشتق، كجعفر أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو الكتان، أو الإبريسم، أو قطعة في الثوب تحت الإبط وبه فسر أبو عمرو قول رؤبة:

أرمل قطنا أو يستى خشتقا فارسي معرب خشتجه كما في العباب.

خ-ف-ق
الخيفق، كصيقل: الفلاة الواسعة يخفق فيها السراب، نقله الجوهري والصاغاني، وأنشد الأخير للزفيان:

ودون مسراها فلاة فيهق
تيه مروراة وفيف خيفق

وصدره:

أنى ألم طيف ليلى يطرق والخيفق من الخيل، والنوق، والظلمان: السريعة يقال: فرس خيفق، أي: سريع جدا، قال ابن دريد: وأكثر ما يوصف به الإناث، وكذلك ناقة خيفق، وظليم خيفق، ولم يذكر الجوهري الناقة. وقيل: ناقة خيفق: مخطفة البطن، قليلة اللحم.

وقال الكلابي: الخيفق من النساء: الطويلة الرفغين، الدقيقة العظام، البعيدة الخطو.

وقال أبو عمرو: الخيفق: الداهية. وقال غيره: خيفق: فرس رجل من بني ضبيعة أضجم بن ربيعة بن نزار، واسمه سعد بن مشمت.

والخيفقان، كزعفران: لقب رجل اسمه سيار وهو الذي خرج يريد الشحر هاربا من عوف بن الخليل ابن سيار وكان قتل أخاه عويفا، فلقيه ابن عم له، ومعه ناقتان وزاد، فقال له: أين تريد فقال الأبغوان وفي اللسان: فقال: الشحر، كي لا يقدر على عوف، فقد قتلت أخاه عويفا فقال له: خذ إحدى الناقتين وشاطره زاده، فلما ولى عطف عليه بسيفه، فقتله وأخذ الناقة الأخرى وباقي الزاد فلما أتى البلد سمع هاتفا يهتف يقول:

ظلمك المنصف جوره
فيه للفاعل بور ورماه

بسهم فقتله، فقيل: ظلم ظلم الخيفقان وضرب مثلا، ويسمى أيضا: صريع الظلم لذلك.

ويقال أيضا: ظلم ولا كظلم الخيفقان وفيه يقول القائل:

أعلمه الرماية كـل يوم      فلما استد ساعده رماني
تعالى الله هذا الجور حقا    ولا ظلم كظلم الخيفقان

والخنفقيق، كقندفير هو بالنون، كما في الصحاح، وفي العباب بالياء التحتية، قال شيخنا: وكلاهما صحيح، وكل من النون أو الياء زائدة، كما صرحوا به لأنه مأخوذ من الخيفق: السريعة جدا من الخيل، والنوق، والظلمان عن أبي عبيد، وضبطه بالتحتية.

والخنفقيق: حكاية جرى الخيل قاله الليث، وضبطه بالتحتية، قال: تقول: جاءوا بالركض والخيفقيق، من غير فعل يقول: ليس يتصرف منه فعل وهو مشي في اضطراب.

صفحة : 6285

والخفق: تغييب القضيب فى الفرج وقيل لعبيدة السلماني: ما يوجب الغسل فقال: الخفق والخلاط، قال الأزهري: يريد بالخفق مغيب الذكر في الفرج، من خفق النجم: إذا انحط في المغرب، وقيل: من الخفق، وهو الضرب.

وقال الليث: الخفق: ضربك الشيء بدرة أو بعريض من الأشياء.

والخفق: صوت النعل ومنه حديث الميت إذا وضع فى قبره: إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا وكذلك صوت ما يشبهها، وقد خفق الأرض بنعله.

وخفقت الراية تخفق وتخفق من حدى نصر وضرب خفقا، وخفوقا وخفقانا، محركة أي: اضطربت وتحركت، وكذا الفؤاد، والبرق، والسراب والسيف، والريح، ونحوها، نقله ابن سيده، وقيل: خفقان الريح: دوي جريها، قال الشاعر:

كان هويها خفقان ريح     خريق بين أعلام طوال وفي التهذيب: الخفقان: اضطراب القلب، وهي خفة تأخذ القلب، تقول: رجل مخفوق.

كاختفق اختفاقا، عن الليث وحرك رؤبة الفاء منه في قوله:

وقاتم الأعماق خاوي المخترق
مشتبه الأعلام لماع الخفق

ضرورة نقله الجوهري.

وخفق النجم يخفق خفوقا: غاب أو انحط في المغرب، وكذلك القمر، زاد ابن الأعرابي: وكذلك الشمس، يقال: وردت خفوق النجم، أي: وقت خفوق الثريا، يجعله ظرفا، وهو مصدر، كما في الصحاح.

وخفق فلان: إذا حرك رأسه إذا نعس أي: أماله، فهو خافق، قال ذو الرمة:

وخافق الرأس فوق الرحل قلت له      زغ بالزمام وجوز الليل مركـوم وقيل: هو إذا نعس نعسة ثم تنبه، وفي الحديث: كانت رؤوسهم تخفق خفقة أو خفقتين .

وقال ابن هانىء في كتابه: خفق خفوقا: نام، وفي الحديث: كانوا ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم أي: ينامون حتى تسقط أذقانهم على صدورهم وهم قعود، وقيل: هو من الخفوق: الاضطراب كأخفق نقله الصاغاني.

وخفق الليل: ذهب أكثره وقال ابن الأعرابي: سقط عن الأفق.

والطائر: طار وهو خفاق، قال تأبط شرا:

لا شيء أسرع مني، ليس ذا عذر      وذا جناح بجنب الريد خـفـاق وقال أبو عمرو: خفقت الناقة أي: ضرطت، فهى ناقة خفوق.

ويقال: خفق فلانا بالسيف يخفقه، ويخفقه إذا ضربه به ضربة خفيفة وكذلك بالسوط والدرة. وأيام الخاققات: أيام تناثرت فيها النجوم زمن أبي العباس وأبي جعفر العباسيين.

والخافقان: عن ابن عباد.

والخافقان: المشرق والمغرب قاله أبو الهثيم، يقال: ما بين الخافقين مثله، قال أبو الهيثم: لأن المغرب يقال له: الخافق، وهو الغائب، فغلبوا المغرب على المشرق، فقالوا: الخافقان، كما قالوا: الأبوان.

أو أفقاهما كما في الصحاح، قال: وقال ابن السكيت: لأن الليل والنهار يختلفان كذا في سائر النسخ، والصواب: يخفقان فيهما كما هو نص الصحاح، وفي التهذيب: يخفقان بينهما.

أو طرفا السماء والأرض وهو قول الأصمعي وشمر.

أو منتهاهما وهو قول خالد بن جنبة، وفي الحديث: إن ميكائيل منكباه يحكان الخافقين وفي النهاية: منكبا إسرافيل يحكان الخافقين، أي: طرفي السماء والأرض، وقال خالد ابن جنبة: الخافقان: هواءان محيطان بجانبي الأرض.

صفحة : 6286

قال: وخوافق السماء: التي تخرج منها الرياح الأربع ويقال: ألحقه الله بالخافق، وبالخوافق. والمخفق، كمنبر: السيف العريض.

والمخفقة، كمكنسة: الدرة يضرب بها أو سوط من خشب قاله الليث.

والخفقة، بالكسر وضبطه في التكملة بالفتح: شيء يضرب به، نحو سير أو درة وقد خفق بها. والخفقة: المفازة الملساء ذات آل عن الليث، قال العجاج:

وخفقة ليس بها طوئي
ولا خلا الجن بها إنسي

أي: ليس بها أحد.

ورجل خفاق القدم أي: صدر قدمه عريض كما في الصحاح، وأنشد للراجز:

قد لفها الليل بسواق حطم
خدلج الساقين خفاق القدم

وقال غيره: أي: عريض باطن القدم، وأنشد ابن الأعرابي:

مهفهف الكشحين خفاق القدم وقال: معناه أنه خفيف على الأرض، ليس بثقيل ولا بطىء.

وامرأة خفاقة الحشى أي: خميصته كما في الصحاح، وفي اللسان: وقول الشاعر:

ألا يا هضيم الكشح خفاقة الحشا     من الغيد أعناقا أولاك العواتق إنما عنى بأنها ضامرة البطق خميصة، وإذا ضمرت خفقت.

والخفاقة: الدبر عن ابن دريد قال: والخفقان، محركة: اضطراب القلب: وهو خفقة تأخذ القلب فيضطرب لذلك، قال عروة ابن حزام:

لقد تركت عفراء قلبي كأنه      جناح غراب دائم الخفقان والمخفوق: ذو الخفقان عن ابن دريد.
وقال أبو عمرو: المخفوق المجنون وأنشد:

مخفوقة تزوجت مخفوقا وقال أبو عبيدة: فرس خفق وخفقة، ككتف، وفرحة.

قال: وإن شئت قلت: خفق وخفقة، مثل رطب ورطبة أي: أقب أو بمنزلته.

ج خفقات بكسر الفاء، وخفقات بضم الخاء وفتح الفاء، وخفاق بالكسر.

وربما كان الخفوق فيها خلقة، وربما كان من الضمور، وربما كان من الجهد.

وربما أفرد، وربما أضيف، وأنشد في الإفراد قول الخنساء:

ترفع فضل سابغة دلاص     على خيفانة خفق حشاها وأنشد في الإضافة:

بشنج موتر الأنساء
حابى الضلوع خفق الأحشاء

وأخفق الطائر: إذا ضرب بجناحيه نقله الجوهري، وأنشد:

كأنها إخفاق طير لم يطر وأخفق الرجل بثوبه: إذا لمع به نقله الزمخشري والصاغاني والجوهري.

وأخفقت النجوم: إذا تولت للمغيب نقله الجوهري عن يعقوب، قال الشماخ:

عيرانة كقتود الرحل ناجية     إذا النجوم تولت بعد إخفاق وقيل: هو إذا تلألأت وأضاءت.

وأخفق الرجل: إذا غزا ولم يغنم قاله أبو عبيد، وبه فسر الحديث: أيما سرية غزت فأخفقت كان لها أجرها مرتين قال ابن الاثير: وحقيقة الكلام صادفت الغنيمة خافقة غير ثابتة مستقرة، قال الصاغاني: فهو من باب: أجبنته، وأبخلته، وأفحمته، ومنه قول عنترة يصف فرسا له:

فيخفق مرة ويصيد أخـرى     ويفجع ذا الضغائن بالأريب يقول: يغزو على هذا الفرس، فيغنم مرة، ولا يغنم أخرى.

وأخفق الصائد: إذا رجع ولم يصد.

وقال أبو عمرو: أخفق فلانا: إذا صرعه.

ويقال: طلب حاجة فأخفق: إذا لم يدركها عن أبي عبيد.

ومخفق، كمحدث: ع قال رؤبة:

ولا معي مخفق فعـيهـمـه
والحجر والصمان يحبو وجمه

وجمه، أي: غلظه.

صفحة : 6287

ومما يستدرك عليه: الخوافق، والخافقات: الرايات والأعلام.

وأخفق الفؤاد، والريح، والبرق، والسيف، والراية: مثل خفق، عن ابن سيده.

ويقال: سير الليل الخفقتان، هما أوله وآخره، وسير النهار البردان، أي: غدوة وعشية.

وأرض خفاقة: يخفق فيها السراب.

وأخفقت النجوم: إذا تلألأت وأضاءت، وكأن الهمزة فيه للسلب، كفلس وأفلس.

ورأيت فلانا خافق العين، أي: خاشع العين غائرها، وهو مجاز.

وخفق السهم: أسرع.

وامرأة خنفق، وخنفقيق: سريعة جريئة.

والخنفقيق: الداهية، قال الجوهري: قال سيبويه: والنون زائدة ، وأنشد لشتيم بن خويلد:

وقد طلقت ليلة كلـهـا     فجاءت به مؤدنا خنفقيقا هكذا أنشده الجوهري، وقال ابن برى: صوابه:

زحرت بها ليلة كلـهـا    فجاءت بها مؤيدا خنفقيقا والخنفقيق أيضا: الناقص الخلق، وبه فسر البيت أيضا.

وأخفق الرجل: قل ماله.

والخافق: المكان الخالي من الأنيس، وقد خفق: إذا خلا، قال الراعي:

عويت عواء الكلب لما لقـيتـنـا     بثهلان من خوف الفروج الخوافق وخفق فى البلاد خفوقا: إذا ذهب.

والخفقة: النومة الخفيفة، وبه فسر حديث الدجال: يخرج في خفقة من الدين يعني أن الدين ناعس وسنان في ضعفه.
والمخفق، كمقعد: موضع خفق السراب، قال رؤبة:

ومخفق من لهله ولهله
في مهمه أطرافه في مهمه

 وقال الأصمعي: المخفق: الأرض التي تستوى فيكون فيها السراب مضطربا.

وأما قول الفرزدق يهجو جريرا:

غلبتك بالمفقىء والمعنى      وبيت المحتبى والخافقات فالمعنى: غلبتك بأربع قصائد، منها: الخافقات، وهي قوله:

وأين تقضى المالكان أمورها     بحق، وأين الخافقات اللوامع.