الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل الثامن: فصل الخاء مع القاف: الجزء الثاني

فصل الخاء مع القاف

الجزء الثاني

خ-ق-ق
الإخقيق، كإزميل، وأسبوع: الشق في الأرض قال الجوهري: الأخقوق: لغة في اللخقوق ج: أخاقيق ولخاقيق، ومنه الحديث: فوقصت به ناقته في أخاقيق جرذان وهي شقوق الأرض، وقال الأصمعي: هي لخاقيق، ولم يعرفه إلا باللام، قال الأزهري: وقال غيره: الأخاقيق صحيحة، كما جاء في الحديث، وهي الأخاديد، قال الليث: ومن قال: اللخقوق فإنما هو غلط من قبل الهمزة مع لام المعرفة، قال الأزهري: وهي لغة بعض العرب، يتكلم بها أهل المدينة، وقيل: الأخاقيق: كسور في الأرض في منعرج الجبل، وفي الأرض المتفقرة، وهي الأودية. كالخق وهو: شبه حفرة غامضة في الأرض، نقله ابن دريد عن أهل اللغة، قال: ولا أدري ما صحته: أخقاق، وخقوق، وقيل: جمع الجمع أخاقيق وهو قول الرياشي، ونصه: واحد الأخاقيق خق، وجمع الخق: أخقاق وخقوق، والأخاقيق: جمع الجمع.

وكتب عبد الملك بن مروان إلى عامل له: أما بعد. فلا تدع خقا من الأرض ولا لقا إلا سويته وزرعته ، ورواه ابن الأنباري بإسناده أنه زرع كل حق ولق، بالحاء المهملة المضمومة، قال: فالحق: الأرض المطمئنة، واللق: المرتفعة، وقد تقدم في موضعه.

وخق الفرج يخق خقيقا: إذا صوت عند الجماع.

صفحة : 6288

وخق القدر: غلى فصوت هكذا فى سائر النسخ، والذي في العباب واللسان: وخق القار، وما أشبهه، خقا وخققا وخقيقا: إذا غلى فسمع له صوت، قال الصاغاني: وكذلك القدر، وبالغين المعجمة أيضا، فإن أبقيت لفظة القدر فالصواب: غلت فصوتت، وإلا فهو القار بدل القدر. والخقوق. الأتان الواسعة الدبر عن الليث والتي يسمع صوت حيائها عند الجماع من الهزال والاسترخاء، وكذلك كل أنثى من الدواب، وقد خقت تخق خقيقا.

وكذا المرأة، كالخقاقة فيهما، قال ابن دريد: وهو نعت مكروه.

قال الليث: ويقال في السباب: يا ابن الخقوق، قال الشاعر:

لو نكت منهن خقوقا عردا
سمـعـت رزا ودويا إدا

وأخقت البكرة إخقاقا: إذا اتسع خرقها عن المحور، واتسعت النعامة عن موضع طرفها من الزرنوق وقال أبو زيد: إذا اتسعت البكرة، أو اتسع خرقها عنها، قيل: أخقت إخقاقا فانخسوها نخسا، وهو أن يسد ما اتسع منها بخشبة أو بحجر، أو بغيره.

وأخق الفرج فهو مخق، أي: صوت عند الجماع وحر مخق: مصوت عند النخج، قاله الليث.

ومما يستدرك عليه: الخقاق، بالكسر: صوت يكون فى ظبية الأنثى من الخيل من رخاوة خلقتها، وارتفاع ملتقاها، فإذا تحركت لعلق ونحوه احتشت رحمها الريح، فصوتت، فذلك الخقاق، قاله أبو عبيدة في كتاب الخيل، قال: ويقال للفرس من ذلك: الخاق.

والخقوق، أو الخفاقة من الاتن والنساء: الواسعة الدبر، والخقاقة: الاست: والخقيق، والخقخقة: زعاق قنب الدابة.

والخقخقة أيضا: صوت الفرج.

وقال ابن دريد: الخق: الغدير إذا يبس وتقلفع، وأنشد:

كأنما يمشين في خق يبس وخقخق القار والقدر: مثل خق.

وخق السيل في الأرض خقا: إذا حفر فيها حفرا عميقا، عن ابن شميل. وقال ابن الأعرابي: الخققة: الركوات المتلاحمات.

والخققة أيضا: الشقوق الضيقة.

وفي النوادر: يقال: استخق الفرس، وأخق، وامتخض: إذا استرخى سرمه، يقال ذلك في الذكر.

خ-ل-ق
الخلق فى كلام العرب على وجهين: الإنشاء على مثال أبدعه، والآخر: التقدير. وكل شيء خلقه الله فهو مبتدئه على غير مثال سبق إليه: ألا له الخلق والأمر و فتبارك الله أحسن الخالقين قال ابن الأنباري: معناه أحسن المقدرين، وقوله تعالى: وتخلقون إفكا أي: تقدرون كذبا، وقوله تعالى: أنى أخلق لكم من الطين خلقه: تقديره، ولم يرد أنه يحدث معدوما.

والخالق في صفاته تعالى وعز: المبدع للشيء، المخترع على غير مثال سبق وقال الأزهري: هو الذي أوجد الأشياء جميعها بعد أن لم تكن موجودة، وأصل الخلق: التقدير، فهو باعتبار ما منه وجودها مقدر، وبالاعتبار للإيجاد على وفق التقدير خالق.

ويسمون صانع الأديم ونحوه الخالق لأنه يقدر أولا، ثم يفرى.

ومن المجاز: خلق الإفك خلقا: إذا افتراه، كاختلقه وتخلقه، ومنه قوله تعالى: وتخلقون إفكا وقرىء: إن هذا إلا خلق الأولين . أي: كذبهم واختلاقهم، وقوله تعالى: إن هذا إلا اختلاق ، أي: تخرص وكذب.

وخلق الشيء خلقا: ملسه ولينه.

ومن المجاز: خلق الكلام وغيره: إذا صنعه اختلاقا.

صفحة : 6289

وتقول العرب: حدثنا فلان بأحاديث الخلق، وهي الخرافات من الأحاديث المفتعلة.

وخلق النطع والأديم، خلقا، وخلقة، بفتحهما: إذا قدره وحزره، أو قدره لما يريد قبل أن يقطعه وقاسه ليقطع منه مزادة، أو قربة، أو خفا فإذا قطعه قيل: فراه.

قال زهير يمدح هرم بن سنان:

ولأنت تفرى ما خلقت وبع     ض القوم يخلق ثم لا يفرى أي: أنت إذا قدرت أمرا قطعته وأمضيته، وغيرك يقدر مالا يقطعه، لأنه ليس بماضي العزم، وأنت مضاء على ما عزمت عليه.

وقال الليث: وهن الخالقات، ومنه قول الكميت:

أرادوا أن تزايل خالقات     أديمهم يقسن ويفترينـا يصف ابني نزار بن معد، وهما ربيعة ومضر، أراد أن نسبهم وأديمهم واحد، فإذا أراد خالقات الأديم التفريق بين نسبهم تبين لهم أنه أديم واحد لا يجوز خلقه للقطع، وضرب النساء الخالقات مثلا للنسابين الذين أرادوا التفريق بين ابني نزار، وفي حديث أخت أمية بن أبي الصلت: قالت: فدخل علي وأنا أخلق أديما أي: أقدره لأقطعه، وقال الحجاج: ما خلقت إلا فريت، وما وعدت إلا وفيت .

وخلق العود: سواه، كخلقه تخليقا، ومنه قدح مخلق، أي مستو أملس ملين، وقيل: كل ما لين وملس فقد خلق، وأنشد الجوهري للشاعر يصف القدح:

فخلقته حتى إذا تم واسـتـوى     كمخة ساق أو كمتـن إمـام
قرنت بحقويه ثلاثا فلـم يزغ    عن القصد حتى بصرت بدمام

وخلق الشيء كفرح، وكرم: املأس ولان واستوى، وقد خلقه هو، يقال: حجر أخلق أي: لين أملس مصمت، لا يؤثر فيه شيء. وصخرة خلقاء: مصمتة ملساء، وكذلك هضبة خلقاء، أي: لا نبات بها، وقيل: صخرة خلقاء بينة الخلق: ليس فيها وصم ولا كسر ، وفي الحديث: ليس الفقير فقير المال إنما الفقير الأخلق الكسب يعني الأملس من الحسنات، أراد أن الفقر الأكبر هو فقر الآخرة.

ويقال: رجل أخلق من المال، أي: عار منه، وقال الأعشى:

قد يترك الدهر في خلقاء راسية وهيا وينزل منها الأعصم الصدعا وخلق الرجل، ككرم: صار خليقا، أي: جديرا يقال: فلان خليق بكذا، أي: جدير به، وقد خلق لذلك، كأنه ممن يقدر فيه ذاك، وترى فيه مخايله.

وقال اللحياني: إنه لخليق أن يفعل ذلك وبأن يفعل ذلك، ولأن يفعل ذلك، ومن أن يفعل ذلك، قال: والعرب تقول: يا خليق ذلك، فترفع، ويا خليق بذلك فتنصب، قال ابن سيده: ولا أعرف وجه ذلك.

ويقال: إنه لخليق، أي: لحري، يقال ذلك للشيء الذي قد قرب أن يقع، وصح عند من سمع بوقوعه كونه وتحقيقه، واشتقاق خليق من الخلاقة، وهو التمرين، من ذلك أن يقول للذي قد ألف شيئا: صار ذلك له خلقا، أي: مرن عليه، ومن ذلك الخلق الحسن.

والخلاقة، والخلوقة: الملاسة.

وخلقت المرأة خلاقة: حسن خلقها.

ويقال: هذه قصيدة مخلوقة أي: منحولة إلى غير قائلها، نقله الجوهري، وهو مجاز.

وخوالقها فى قول لبيد رضي الله عنه:

والأرض تحتهم مهادا راسيا    ثبتت خوالقها بصم الجندل أي: جبالها الملس.

صفحة : 6290

والخليقة: الطبيعة يخلق بها الإنسان، وقال اللحياني: هذه خليقته التي خلق عليها، وخلقها، والتي خلق: أراد التي خلق صاحبها، وقال أبو زيد: إنه لكريم الطبيعة والخليقة والسليقة، بمعنى واحد، والجمع خلائق، قال لبيد:

فاقنع بما قسم المليلك فإنما     قسم الخلائق بيننا علامها نقله الجوهري. والخليقة: الناس، كالخلق يقال: هم خليقة الله، وخلق الله، وهو في الأصل مصدر، كما في الصحاح.

وقولهم في الخوارج: هم شر الخلق والخليقة ، قال النضر: الخليقة: البهائم.

وقال أبو عمرو: الخليقة: البئر ساعة تحفر وقال غيره: هي الحفيرة المخلوقة في الأرض، وقيل: هي البئر التي لا ماء فيها، وقيل: هي النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء، وقال ابن الأعرابي: الخلق: الآبار الحديثات الحفر.

وقال الأزهري: الخلائق: قلات بذروة الصمان تمسك ماء السماء في صفاة ملساء، خلقها الله تعالى فيها، وقد رأيته.

وخليقة، كسفينة: ع بالحجاز على اثني عشر ميلا من المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، بينها وبين ديار بنى سليم. وخليقة أيضا: ماء إلى الجادة بين مكة واليمامة لبني العجلان.

وخليقة: اسم امرأة الحجاج ابن مقلاص، محدثة عن أمها، روى عنها زوجها، ذكرها الأمير. وخلق الثوب، كنصر، وكرم، وسمع خلوقا، وخلوقة، وخلقا، محركة وخلاقة، أي: بلى، قال ابن برى: شاهد خلق قول الأعشى:

ألا يا قتل قد خلق الجديد     وحبك ما يمح ولا يبيد ويقال: هو مخلقة بذلك، كمرحلة وكذا الأمر مخلقة لك، وإنه مخلقة من ذلك، مثل مجدرة ومحراة، ومقمنة، وكذلك الاثنان والجميع، والمؤنث، قاله اللحياني.

وسحابة خلقة وخليقة كفرحة، وسفينة أي: فيها أثر المطر كما في الصحاح، وأنشد قول أبي دواد الآتي فيما بعد.

والخلق، محركة: البالي يقال: ثوب خلق، وملحفة خلق، ودار خلق، للمذكر والمؤنث، قال الجوهري: لأنه في الأصل مصدر الأخلق، وهو الأملس، وفي اللسان: قال اللحياني: قال الكسائي: لم نسمعهم قالوا: خلقة في شيء من الكلام، وجسم خلق، ورمة خلق، قال لبيد:

والنيب إن تعر مني رمة خلقا     بعد الممات فإني كنت أتـئر هكذا أنشده الصاغاني، قلت: وقد أنشدته السيدة عائشة- رضي الله عنها- أيضا، وفيه:

ارقع جديدك، إني راقع خلقي     ولا جديد لمن لا يرقع الخلقا كذا قرأته في كتاب لبس المرقعة لأبي المنصور السرنجي النصيبي، شيخ أبى طاهر السلفي ج: خلقان بالغ، وأخلاق، وأنشد ابن برى في التثنية لشاعر:

كأنهما والآل يجري عليهما     من البعد عينا برقع خلقان

صفحة : 6291

وقال الفراء: وإنما قيل له بغير هاء لأنه كان يستعمل فى الأصل مضافا، فيقال: أعطني خلق جبتك، وخلق عمامتك، ثم استعمل في الإفراد كذلك بغير هاء، قال الزجاجي في شرح رسالة أدب الكاتب: ليس ما قاله الفراء بشيء لأنه يقال له: فلم وجب سقوط الهاء في الإضافة حتى حمل الإفراد عليها? ألا ترى أن إضافة المؤنث إلى المؤنث لا توجب إسقاط العلامة منه كقوله، مخدة هند، ومسورة زينب، وما أشبه ذلك، وحكى الكسائي: أصبحت ثيابهم خلقانا، وخلقهم جددا، فوضع الواحد في موضع الجمع الذي هو خلقان.

ويقال: ملحفة خليق، كزبير صغروه بلا هاء، لأنه صفة، وإن الهاء لا تلحق تصغير الصفات وهذا كنصيف في تصغير امرأة نصف.

وقد يقال: ثوب أخلاق يصفون به الواحد: إذا كانت الخلوقة فيه كله كما قالوا: برمة أعشار، وأرض سباسب، كما في الصحاح، وكذا ثوب أكياش، وحبل أرمام، وهذا النحو كثير، وكذلك ملاءة أخلاق، عن ابن الأعرابي، وفي التهذيب: يقال: ثوب أخلاق ، يجمع بما حوله، وقال الراجز:

جاء الشتاء وقميصي أخلاق
شراذم يضحك منه التواق

وقال الفراء: إنما قيل: ثوب أخلاق لأن الخلوقة تتفشى فيه، فتكثر، فيصير كل قطعة منها خلقا. والخلوق، والخلاق، كصبور وكتاب: ضرب من الطيب يتخذ من الزعفران وغيره، وتغلب عليه الحمرة والصفوة، وإنما نهى عنه لأنه من طيب النساء، وهن أكثر استعمالا له منهم، وشاهد الخلوق ما أنشد أبو بكر:

قد علمت إن لم أجد معينا
لتخلطن بالخلوق طينا

يعنى امرأته، يقول: إن لم أجد من يعينني على سقي الإبل قامت فاستقت معي، فوقع الطين على خلوق يديها، فاكتفى بالمسبب عن السبب، وأنشد اللحياني:

ومنسدلا كقرون العـرو     س توسعه زنبقا أو خلاقا والخلاق كسحاب: الحظ، والنصيب الوافر من الخير والصلاح، يقال: لا خلاق له، أي: لا رغبة له في الخير، ولا صلاح في الدين، ومنه قوله تعالى: أولئك لا خلاق لهم في الآخرة وكذا قوله تعالى: فاستمتعوا بخلاقهم أي: انتفعوا به، وفي حديث أبي: إنما تأكل منه بخلاقك أي: بحظك ونصيبك من الدين، قال له ذلك في حق إطعام من أقرأه القرآن.

والخلق، بالضم، وبضمتين: السجية، وهو ما خلق عليه من الطبع، ومنه حديث عائشة- رضي الله عنها-: كان خلقه القرآن : أي كان متمسكا به، وبآدابه وأوامره ونواهيه، وما يشتمل عليه من المكارم والمحاسن والألطاف.

صفحة : 6292

وقال ابن الأعرابي: الخلق: المروءة، والخلق: الدين وفي التنزيل: وإنك لعلى خلق عظيم والجمع أخلاق، لا يكسر على غير ذلك، وفي الحديث: ليس شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق ، وحقيقته أنه لصورة الأنسان الباطنة، وهي نفسه وأوصافها، ومعانيها المختصه بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة، والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة. أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة، ولهذا تكررت الأحاديث في مدح حسن الخلق في غير موضع، كقوله: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وقوله: إن العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ، وقوله: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وكذلك جاءت في ذم سوء الخلق أيضا أحاديث كثيرة.

والأخلق: الأملس المصمت من كل شيء، قال رؤبة:

وبطنته بعد ما تشبرقا
من مزق مصقول الحواشي أخلقا

وقال ذو الرمة:

أخا تنائف أغفى عند سـاهـمة     بأخلق الدف من تصديرها جلب وفي حديث عمر- رضي الله عنه-: ليس الفقير الذي لا مال له، إنما الفقير الأخلق الكسب ، أراد أن الفقر الاكبر إنما هو فقر الآخرة لمن لم يقدم من ماله شيئا يثاب عليه هنالك. وفي حديث آخر: أما معاوية فرجل أخلق من المال .

والخلقة، بالكسر: الفطرة التي فطر عليها الإنسان كالخلق .

والخلق، بالضم: الملاسة، والنعومة، كالخلوقة والخلاقة بفتحهما على مقتضى إطلاقهم، والصحيح أن الخلوقة بمعنى الملاسة بالضم، مصدر خلق ككرم.

وقال أبو سعيد: الخلقة بالتحريك: السحابة المستوية المخيلة للمطر، وأنشد لأبي دواد الإيادي:

ما رعدت رعدة ولا برقت     لكنها أنشئت لنا خـلـقـه
فالماء يجرى ولا نظام لـه    لو يجد الماء مخرجا خرقه

 وأنشده الجوهري على خلقه كفرحة. والخلقاء من الفراسن: التي لا شق فيها عن ابن عباد.

وفي حديث عمر بن عبد العزيز كتب له في امرأة خلقاء تزوجها رجل، فكتب إليه: إن كانوا علموا بذلك لك يعني أولياءها، فأغرمهم صداقها لزوجها . الخلقاء هي: الرتقاء لأنها مصمتة كالصفاة الخلقاء، قال ابن سيده: هو مثل بالهضبة الخلقاء لأنها مصمتة مثلها.

كالخلق، كركع وهذه عن ابن عباد.

والخلقاء: الصخرة ليس فيها وصم، ولا كسر قال ابن أحمر الباهلي:

في رأس خلقاء من عنقاء مشرفة    لا يبتغي دونها سهل ولا جـبـل وهي بينة الخلق، محركة.

وقال بن دريد: الخلقاء من البعير وغيره: جنبه، ويقال: ضربت على خلقاء جنبه أيضا أي: صفحة جنبه.

والخلقاء من الغار الأعلى: باطنه وما املاس منه، قاله الليث.

والخلقاء من الجبهة: مستواها وما املاس منها.

كالخليقاء بالتصغير فيهما أي: في الغار والجبهة، وقيل: هما ما ظهر من الغار، وقد غلب عليه لفظ التصغير.

ويقال: سحبوا على خلقاوات جباههم، وهو مجاز.

صفحة : 6293

والخليقاء من الفرس: حيث لقيت جبهته قصة أنفه من مستدقها، وهي كالعرنين منا، قال أبو عبيدة: في وجه الفرس خليقاوان، وهما حيث لقيت جبهته قصبة أنفه، قال: والخليقان عن يمين الخليقاء وشمالها، ينحدر إلى العين، قال: والخليقاء بين العينين، وبعضهم يقول: الخلقاء. وأخلقه: كساه ثوبا خلقا كما في الصحاح، وقيل: أخلقه خلقا: أعطاه إياها.
ومضغة مخلقة، كمعظمة: تامة الخلق وغير مخلقة: هو السقط، قاله الفراء، وسئل أحمد بن يحيى عن قوله تعالى: مخلقة وغير مخلقة . فقال: الناس خلقوا على ضربين: منهم تام الخلق، ومنهم خديج: ناقص غير تام، يدلك على ذلك قوله تعالى: ونقر في الأرحام ما نشاء وقال ابن الأعرابي: مخلقة: قد بدا خلقها، وغير مخلقة: لم تصور.

والمخلق كمعظم: القدح إذا لين نقله الجوهري، وأنشد للشاعر يصفه:

فخلقته حتى إذا تم واستوى     كمخة ساق أو كمتن إمام وقد تقدم ذلك.

وخلقه بخلوق تخليقا أي: طيبه به فتخلق به: إذا تطيب به، وخلقت المرأة جسمها: إذا طلته بالخلوق، وأنشد اللحياني:

يا ليت شعري عنك يا غلاب
تحمل معها أحسن الأركاب
أصفر قد خلق بالملاب

والمختلق للمفعول: الرجل التام الخلق، المعتدله، وأنشد ابن بري - للبرج بن مسهر -:

فلما أن تنشى قام خـرق     من الفتيان مختلق هضيم وفي الأساس: رجل مختلق: حسن الخلقة، وامرأة مختلقة: ذات خلق وجسم، وهو مجاز.

وقال ابن فارس: يقال: المختلق من كل شيء: ما اعتدل منه، قال رؤبة:

في غيل قصباء وخيس مختلق ومن المجاز: تخلق بغير خلقه: إذا تكلفه، ومنه الحديث: من تخلق للناس بما يعلم الله أنه ليس من نفسه شانه الله تعالى ، قال المبرد: أي: أظهر في خلقه خلف نيته، وقال غيره: أي: تكلف أن يظهر من خلقه خلاف ما ينطوي عليه، مثل تصنع وتجمل: إذا أظهر الصنيع والجميل. وتخلق بكذا: استعمله من غير أن يكون مخلوقا فى فطرته.

وقوله: تخلق مثل تجمل، إنما تأويله الإظهار، قال سالم بن وابصة:

عليك بالقصد فيما أنت فاعله     إن التخلق يأتي دونه الخلق أراد بغير شيمته، فحذف وأوصل.

واخلولق السحاب: استوى وارتتقت جوانبه، وقيل: املاس ولان.

وقال الجوهري: يقال: صار خليقا أي: جديرا للمطر كأنه ملس تمليسا، وفي حديث صفة السحاب: واخلولق بعد تفرق أي: اجتمع وتهيأ للمطر، وهذا البناء للمبالغة، وهو افعوعل، كاغدودن، واعشوشب.

واخلولق الرسم: استوى بالأرض نقله الجوهري، ومنه قول المرقش:

ماذا وقوفي على ربع عفا      مخلولق دارس مسستعجم وأنشد ابن بري للشاعر:

هاج الهوى رسم بذات الغضا     مخلولق مستعجم مـحـول واخلولق متن الفرس: إذا املس.

ويقال: خالقهم مخالقة: إذا عاشرهم على أخلاقهم، ومنه الحديث: اتق الله حيث كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن . ويقال: خالص المؤمن، وخالق الكافر، وقال الشاعر:

صفحة : 6294

خالق الناس بخلق حـسـن     لا تكن كلبا على الناس يهر ومما يستدرك عليه: من صفات الله تعالى_ جل وعز-: الخلاق، ففي كتابه العزيز: بلى وهو الخلاق العليم ومعناه ومعنى الخالق سواء.
وخلق الله الشيء خلقا: أحدثه بعد أن لم يكن.

والخلق: يكون المصدر، ويكون المخلوق.

وفي الأساس: ومن المجاز: خلق الله الخلق: أوجده على تقدير أوجبته الحكمة.

وقوله عز وجل: فليغيرن خلق الله قيل: معناه دين الله، قاله الحسن ومجاهد، لأن الله فطر الخلق على الإسلام، وخلقهم من ظهر آدم عليه السلام كالذر، وأشهدهم أنه ربهم، وآمنوا، فمن كفر فقد غير خلق الله، وقيل: المراد به هنا الخصاء، قال ابن عرفة: ذهب قوم إلى أن قولهما حجة لمن قال: الإيمان مخلوق، ولا حجة له، لأن قولهما: دين الله أرادا حكم الله، وكذا قول تعالى: لا تبديل لخلق الله قال قتادة: أي لدين الله.

وحكى اللحياني عن بعضهم: لا والذي خلق الخلوق ما فعلت ذلك، يريد جميع الخلق.

ورجل خليق، كأمير بين الخلق، أي: تام الخلق معتدل، وهي خليقة، وقيل: خليق: تم خلقه، وقيل: حسن خلقه، وقال الليث: امرأة خليقة: ذات جسم وخلق، ولا ينعت به الرجل.

وفي حديث ابن مسعود، وقتله أبا جهل: وهو كالجمل المخلق . أي: التام الخلق.

والخليق كالخليقة، عن اللحياني، قال: وقال القناني في الكسائي:

ومالي صديق ناصح أغتـدي لـه    ببغـداد إلا أنـت بـر مـوافـق
يزين الكسـائي الأغـر خـلـيقة    إذا فضحت بعض الرجال الخلائق

وقد يجوز أن يكون الخليق جمع خليقة، كشعير وشعيرة قال: وهو السابق إلي.

والخليقة: الأرض المحفورة.

والخلق: العادة، ومنه قوله تعالى: إن هذا إلا خلق الأولين .

وخلق الثوب: بلى، وأنشد ابن بري للشاعر:

مضوا وكأن لم تغن بالأمس أهلهم     وكل جديد صـائر لـخـلـوق وقد أخلق الثوب إخلاقا، واخلولق: إذا بلى، وأخلقته أنا: أبليته، يتعدى ولا يتعدى.

ويقال: أخلق فهو مخلق: صار ذا إخلاق، وأنشد ابن بري لابن هرمة:

عجبت أثيلة أن رأتني مخلقـا     ثكلتك أمـك، أي ذاك يروع
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه     خلق وجيب قميصه مرقـوع وأنشد لي ابن بري شاهدا على أخلق الثوب لأبي الأسود الدؤلي:

نظرت إلى عنوانه فنبـذتـه     كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا وفي حديث أم خالد: قال لها: أبلى وأخلقى يروى بالقاف وبالفاء، من إخلاق الثوب وتقطيعه، والفاء بمعنى العوض والبدل، وهو الأشبه، وقد تقدم.

وحكى بن الأعرابي: باعه بيع الخلق، ولم يفسره، وأنشد:

أبلغ فزارة أني قد شريت لـهـا     مجد الحياة بسيفي بيع ذي الخلق والخلق، بالفتح: كل شيء مملس.

والخلائق: حمائر الماء، وهي: صخور أربع عظام ملس، تكون على رأس الركية، يقوم عليها النازع والماتح، قال الراعي:

فغادرن مركوا أكس عشية    لدى نزح ريان باد خلائقه وقال ابن عباد: حوض بادي الخلائق، أي: النصائب.

وسحابة خلقاء، مثل خلقة، عن ابن الأعرابي.

صفحة : 6295

والخلقاء: السماء، لملاستها واستوائها.

حكى عن الكسائي: إن أخلق بك أن تفعل كذا، قال: أرادوا إن أخلق الأشياء بك أن تفعل ذلك. وهو خليق له، أي شبيه، وما أخلقه، أي: ما أشبهه.

ويقال: أخلق به، أي: أجدر به، وأحر به، واشتقاقه من الخلاقة، وهو التمرين.

والخلاقى: من مياه الجبلين، قال زيد الخيل الطائي- رضي الله عنه-:

نزلنا بين فتك والخلاقى        بحي ذي مداراة شديد وقول ذي الرمة:

ومختلق للملك أبيض فدغم     أشم أبج العين كالقمر البدر عنى به أنه خلق خلقة تصلح للملك، وكذا قول ابن أحمر:

مستبشر الوجه للأصحاب مختلق      لا هيبان ولا في أمـره زلـل والمختلق: المملس، قال رؤبة:

فارتاز عيرى سندرى مختلق  واخلولقت السماء أن تمطر، أي قاربت وشابهت.

والخلاق، كسحاب: الدين، أو الحظ منه.

وأخلق الدهر الشيء: أبلاه.

وأخلق شبابه: ولى.

ويقال للسائل: أخلقت وجهك، وهو مجاز.

والخلقاني، بالضم: نسبة من يبيع الخلق من الثياب وغيرها، وقد انتسب هكذا بعض المحدثين، منهم: الربيع ابن سليم الأزدي، وأبو زياد إسماعيل ابن زكريا، وأبو سعيد الحسن بن خلف الأستراباذي، وأبو عبد الله موسى بن داود الضبي، الخلقانيون.

وخلوق، كصبور، أو خلوقة. بطن من العرب، منهم أبو عبد الله محمد بن يوسف الخلوقي، وله ابنان: عبد الرحمن، وعبد الواحد، حدثوا.

وأبو مروان عبد الملك بن هذيل ابن إسماعيل التميمي الخلقي، محركة الفقيه المحدث الزاهد، كان يلبس خلق الثياب، ذكره القاضي عياض في المدارك، توفي سنة 359.

وخليقى، كسميهى: هضبة ببلاد بني عقيل.

خ-م-ق
الخمق، أهمله الجماعة، وقال ابن دريد: هو الأخذ في خفية، قال: ولا أحسبه عربيا، كما في اللسان.

وخمقاباذ، بالكسر: قرية من قرى مرو، ويقال أيضا بالنون بدل الميم.

خ-ن-ب-ق

الخنبق، كقنفذ أهمله الجوهري وقال بن دريد: هو البخيل الضيق كما في العباب واللسان.

ومما يستدرك عليه: الخنبق، كزبرج: الرعناء، كما في اللسان.

قلت: والأشبه أن يكون تصحيف الجنثق، بالجيم والثاء، كما تقدم.

خ-ن-د-ق
الخندق كجعفر: حفير حول أسوار المدن، قال ابن دريد:- فارسي معرب كنده وقد، تكلمت به العرب، قال الراجز:

لا تحسبن الخندق المحفورا
يدفع عنك القدر المقدورا

والجمع الخنادق، قال عمارة بن طارق:

يحط بالعبد الشديد العـاتـق
مثل حطاط البغل في الخنادق

والخندق: محلة كبيرة بجرجان في حواليها. منها: أبو تميم كامل بن إبراهيم الخندقي الجرجاني شيخ ثقة، يروي عن أصحاب أبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد بن عدي، منهم: أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، قال بن السمعاني: روى لنا عنه عمر بن محمد الفرغولي بمرو، وأبو القاسم الرماني بالدامغان، وتوفي بعد سنة سبعين وأربعمائة.

والخندق: ة بباب القاهرة تعد من ضواحي الشرقية، وتعرف بخندق الموالي، وهو ظاهر الحسينية، منها: موسى بن عبد الرحمن.

والخندق: حفير لسابور الملك ببرية الكوفة كان حفره خوفا من العرب.

صفحة : 6296

وخندق بن إياد الدبيري: راجز وكان صديقا لكثير عزة.

وخندقه وخندق حوله: إذا حفره وجعله خندقا.

ومما يستدرك عليه: الخندق: الوادي، وهو أيضا: اسم موضع، قال القطامي:

كعناء ليلتنا التي جعلت لنا    بالقريتين وليلة بالخنـدق والخندقوق: الطويل.

خ-ن-ع-ق
خنعق، قال ابن شميل: قال أبو الوليد الأعرابي: رأيت فلانا مخنعقا، يعني ذاهبا بسرعة مشي، كذا ذكره الأزهري في رباعي التهذيب، وفي بعض النسخ: مخعنقا، بتقديم العين على النون.

خ-ن-ف-ق
الخنفقيق: الداهية، عن الليث، قال بعضهم: النون أصلية، وقد أعاده صاحب اللسان أيضا.

خ-ن-ق
خنقه يخنقه خنقا، ككتف وخنقا، بالفتح فهو خنق أيضا أي: ككتف، وخنيق كأمير ومخنوق، كخنقه تخنيقا فاختنق وانخنق.

وانخنقت الشاة بنفسها فهي منخنقة، وقيل: الانخناق: انعصار الخناق في خنقه، والاختناق فعله بنفسه.

والخانق: الشعب الضيق في الجبل، وهو مجاز.

وأهل اليمن يسمون الزقاق خانقا، كما في الصحاح، وهو مجاز. وخانق الذئب. والنمر، والكلب، والكرسنة: أربع حشائش، الأول مشرف الأوراق، مزغب يشبه الدلب، والثاني: كذنب العقرب، براق نحو شبر لا تزيد أوراقه عن خمسة، وكلاهما ربعي من أنواع السموم، يقتل سائر الحيوانات، وإنما خص النمر والذئب إسرعة الفعل فيهما، وقال الرئيس في القانون: ورق خانق النمر إذا خلط بالشحم، وخبز بالخبز، وأطعم للذئاب والكلاب والثعالب والنمر قتلها، وإذا عرفت ذلك فالصحيح أنها حشيشتان، أو حشيشة واحدة، فتأمل ذلك.

وخانقين، وخانقون: د بسواد بغداد الأولى في النصب والخفض لأن النعمان الملك خنق به عدي ابن زيد العبادي حتى قتله، قال عتبة ابن الوعل التغلبي:

ويوم بأعلى خانقين شربـتـه      وحلوان حلوان الجبال وتسترا وخانقين: د، بالكوفة، وقال ابن السمعاني: خانقين: بليدة فى طريق بغداد، وأول ما يرى النخل بها، ومنها يتكلم الناس بالعربية، وهي، أول حد العرب إلى مغرب الشمس ومنها حد العجم إلى مشرق الشمس، بت بها ليلة، وقال ابن الأثير: هي قرية كبيرة بطريق الجبل.
والخانوقة: د، على الفرات بناحية الرقة.

والخناق ككتاب: الحبل الذي يخنق به.

والخناق كغراب: داء يمتنع معه نفوذ النفس إلى الرئة والقلب.

ويقال أيضا: أخذه بخناقه، بالكسر والضم، ومخنقه كمعظم أي: بحلقه، وفي الصحاح يقال: بلغ منه المخنق، بالتشديد، وهو موضع الخنق من العنق، وأخذت بمخنقه، وكذلك الخناق بالضم، يقال: أخذ بخناقه، وأنشد ابن بري لأبي النجم:

والنفس قد طارت إلى المخنق والخناقية: داء أو ريح يأخذ في حلوق الناس والدواب وقد يأخذ الطير، في رؤوسها وحلقها. ويعترى الفرس أيضا، وأكثر ما يظهر في الحمام، فإذا كان ذلك فهو غير مشتق، لأن الخنق إنما هو في الحلق، يقال: خنق الفرس، فهو مخنوق.

وقال ابن الأعرابي: الخنق، بضمتين: الفروج الضيقة من النساء.

وخنوقاء، كجلولاء: ع وفي العباب: أرض.

والخنوقة، كتنوفة: واد بديار عقيل قال القحيف العقيلي:

تحملن من بطن الخنوقة بعدما     جرى للثريا بالأعاصير بارح

صفحة : 6297

قال الصاغاني: وجدت البيت بخط ابن حبيب فى شعر القحيف الخنوفة بالفاء المخففة، وخطه حجة.

والمخنقة، كمكنسة: القلادة الواقعة على المخنق، يقال: في جيدها مخنقة، وفى أجيادهن مخانق. والمخنق، كمعظم: موضع حبل الخنق، وهو الحلق بذاته الذى مر له قريبا، وهو قوله: أخذه بخناقه ومخنقه، فهو مكرر.

وغلام مخنق الخصر، أي: أهيف.

ومن المجاز: خنق السراب الجبال تخنيقا: كاد أن يغطي رؤوسها قال ذو الرمة:

وقد خنق الآل الشعاف وغرقت     جواريه جذعان القضاف النوابك أي: يكاد يبلغ الآل أن يغطى رؤوس الجبال.

ويقال: خنق فلان الأربعين: إذا كاد أن يبلغها وهو مجاز.

وخنق الإناء: ملأه وهو مجاز، وقال أبو سعيد: إذا شدد ملأه، وكذلك الحوض، فهو مخنق، قال أبو النجم:

ثم طباها ذو حباب مترع
مخنق بمائه مدعدع ومن المجاز: المختنق للفاعل: فرس أخذت غرته لحييه إلى أصول أذنيه، فإذا أخذ البياض وجهه وأذنيه فهو مبرنس، قاله أبو سعيد.

ومن أمثالهم: افتد مخنوق يضرب في تخليص نفسك من الشدة والأذى، قال طرفة بن العبد:

ولكن مولاي امرؤ هو خانـقـي      على الشكر والتسآل أو أنا مفتدي وخانقاه: ة بين أسفرايين وجرجان.

وخانقاه: ة أخرى بفارياب.

ثم أصل الخانقاه: بقعة يسكنها أهل الصلاة والخير، والصوفية، والنون مفتوحة، معرب: فانه كاه، قال المقريزي: وقد حدثت في الإسلام في حدود الأربعمائة، وجعلت لمتخلى الصوفية فيها لعبادة الله تعالى، فإذا عرفت ذلك فالأنسب ذكره في الهاء، لأنها أصلية، وقد اشتهر بهذه النسبة أبو العباس الخانقاهي، من أهل سرخس، وحفيده أبو نصر طاهر ابن محمد السرخسي الخانقاهي، كان واعظا، وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المذكر الخانقاهي من أهل نيسابور، كان من مشايخ الكرامية، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.

وفاته: الخانقاه: قرية عامرة من أعمال مصر، شرقيها، وتعرف الآن بالخانكة.

وخانقاه سعيد السعداء بمصر: أحد الخوانق المشهورة، وقد نسب إلى سكناها بعض المحدثين. وفي المراصد: الخانقة ثأنيث الخانق: المتعبد للكرامية بالبيت المقدس.

ومما يستدرك عليه: رجل خانق ، فى موضع خنيق: ذو خناق، قال رؤبة:

وخانقى ذي غصة جرياض والخناق، كشداد: من كان شأنه الخنق، ويقال: لعن الخانقون والخناقون، وهم الذين يخنقون الناس.

والخناق، كرمان: لغة في الخناق، كغراب، والجمع: خوانيق.

وقال أبو العباس: فلهم خناق، بالكسر، أي: ضيق.

والمختنق: المضيق، نقله الجوهري.

وخنق الوقت يخنقه: إذا أخره وضيقه، وفي حديث معاذ: سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها، ويخنقونها إلى شرق الموتى أي: يضيقون وقتها بتأخيرها.

وهم في خناق من الموت، أي: في ضيق.

وأخذ السبع بالخناقة، وهي حبالة تأخذ بحلقه، وهو مجاز.

وأخذ منه بالمخنق: إذا لزة وضيق عليه، وهو مجاز.

والخناق، كشداد: يستعمل بالأندلس، لمن يبيع السمك بالخناقة، وهي: حبالة يؤخذ بها. واشتهر به عثمان بن ناصح المحدث.

خ-ن-ل-ق

صفحة : 6298

خنليق، بضم الخاء وفتح النون وكسر اللام: مدينة بدربند خزران. منها: حكيم بن إبراهيم بن حكيم اللكزي الخنليقي، تفقه ببغداد. على أبي حامد الغزالي، وبمرو على الموفق ابن عبد الكريم الهروي، وكتب الحديث بخطه، وسمع الكثير منه، وسكن بخارى، وبها مات سنة 538.

خ-و-ق
الخوق: الحلقة، كما في الصحاح، زاد في اللسان من الذهب والفضة. وقال الليث: حلقة القرط والشنف خاصة، يقال: ما في أذنها خوق ولا خرص، قال سيار الأباني:

كأن خوق قرطها المعقوب
على دباة أو على يعسوب

وقال ثعلب: الخوق: حلقة في الأذن، ولم يقل من ذهب ولا من فضة.

وفي نوادر الأعراب: الخوق بالضم، من الفرس: جلدة ذكره الذي يرجع فيه مشواره.

والخوق بالتحريك: السعة يقال: خوق أخوق أي: واسع ، ومفازة خوقاء وبئر خوقاء، أي: واسعة ، ويقال: خوقها: طولها، وعرض انبساطها، وسعة جوفها، وقال سالم بن قحفان يصف إبلا:

تركب كل صحصحان أخوق ومفازة منخاقة. واسعة الجوف وقد انخاقت قال رؤبة:

يفضى إلى نازحة الآماق
خوقاء مفضاها إلى منخاق

والخوق: الجرب عن الأموي، نقله الجوهري، يقال: بعير أخوق، وناقة خوقاء أي: جرباء، وقيل: هو مثل الجرب.

والخوقاء من النساء: الحمقاء ج: خوق بالضم، عن ابن شميل، قال طريف بن تميم:

لقد صرمت خليلا كان يألفني     والآمنات فراقي بعده خوق وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل: خق خق، أي: حل جاريتك بالقرط كما في التكملة.

والأخوق: الأعور نقله الصاغاني. والأخوق: رجل، واسم أنشد الصاغاني:

فيا راكبا إما عرضت فـبـلـغـن     على النأي ميمونا وعمرو بن أخوقا والخاق باق مبني على الكسر، كالخازباز كما في الصحاح، زاد الصاغاني: في أحد وجوهها.

وكذا خاق باق بلا لام: اسم الفرج سمي لسعته كأنها حكاية صوت سعته، قال الراجز:

قد أقبلت عمرة من عراقها
تضرب قنب عيرها بساقها
تستقبل الريح بخاق باقهـا

قال الأزهري: جعل الراجز خاق باق فلهم المرأة، حيث يقول:

ملصقة السرج بخاق باقها أو خاق باق: صوت حركة أبي عمير أي: الذكر في زرنب الفلهم أي: في كين الفرج، قاله ابن الأعرابي، قال ابن بري: خاق باق: صوت الفرج عند النكاح، فسمي الفرج به.

وخاقها أي: الرجل المرأة: إذا فعل بها ذلك.

وخيوق، بالكسر: د، بخوارزم، معرب خيوه، ومنه: أبو الجناب نجم الدين، الطامة، الكبرى الخيوقى، أحد الأولياء المشهورين، وقد ذكر في ج-ن-ب .

وأخاق الرجل: ذهب في الأرض نقله الصاغاني.

وتخوق عنه: إذا تباعد قال رؤبة:
إذا المهارى اجتبنه تخرقـا
عن طامس الأعلام أو تخوقا

وخوقه أي: القرط تخويقا: إذا وسعه، فتخوق أي: توسع.

ومما يستدرك عليه: قال ابن الأعرابي: الحادور: القرط، وخوقه: حلقته.

والمخوق، كمعظم: الحادور العظيم الخوق.

وخاق المفازة: طولها. ومفازة خوقاء: لا ماء فيها.

وبلد أخوق: واسع بعيد قال رؤبة:

في العين مهوى ذي جداب أخوقا والخوقاء: الركية البعيدة القعر، الواسعة، بينة الخوق.

صفحة : 6299

والخوقاء من النساء: التي لا حجاب بين فرجها ودبرها، وقيل: هي المفضاة وقيل: هي الواسعة الفرج، وقيل: هي الطويلة الرقيقة.

وخاق الشيء: ذهب به واستأصله، قال جرير:

لقد خاقت بحورى أصل تيم     فقد غرقوا بمنتطح السيول ويقال: أراد وجها فتخوق عنه، أي: تركه.

وخاقان: علم جماعة، منه: خاقان ابن أسد بن سعيد، من ولد قيس بن عاصم المنقري الصحابي، من ولد أبي الطيب المطهر بن محمد بن الحسين ابن خاقان البغشوري، سمع أبا علي السرخسي، وأبا يوسف السجزي وأبو علي عبد الرحمن بن يحيى ابن خاقان الخاقاني، من أهل بغداد، عم ابن مزاحم الخاقاني.

وموسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الخاقاني، يقال: إنه مولى الأزد رهط سليمان بن حرب، وكان أبوه وزير جعفر المتوكل، حدث.

ومنية خاقان: قرية بمصر من أعمال مصر، وقد دخلتها.

وسيأتي خاقان في النون.