الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل الحادي عشر: فصل الراء مع القاف

فصل الراء مع القاف

ر-ب-ر-ق
الربرق، كجعفر أهمله الجوهري، وقال أبو حنيفة: سمعت بعض اليمانية يقول: هو عنب الثعلب قال: وهو الثلثان مثال الظربان، والثلثلان مثال الخلجلان، وهو ثعالة.

ر-ب-ق
الربق، بالكسر: حبل فيه عدة عرى، يشد به البهم الصغار من أعنقها أو يدها، لئلا ترضع. كل عروة منها ربقة، بالكسر والفتح وهذه عن اللحياني، ويروى عن حذيفة -رضي الله عنه-: من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه استعارها للإسلام، يعني ما يشد به المسلم نفسه من عرى الإسلام ج: ربق، وأرباق، ورباق كعنب، وأصحاب وجبال قال رؤبة:

وحل هيف الصيف أقران الربق

صفحة : 6324

وفي حديث عمر- رضي الله عنه-: حجوا بالذرية لا تأكلوا أرزاقها، وتذروا أرباقها في أعناقها ، ضربها مثلا لما قلدت أعناقها من وجوب الحج. وفي حديث العهد: مالم تضمروا الإماق، وتأكلوا الرباق ، شبه ما لزم أعناقهم بالربق في أعناق البهم، وشبه نقضه بأكل البهيمة ربقها وقطعه، فإنها إذا قطعته خلصت من الشد. وربقه أي: الجدي يربقه ويربقه من حدى نصر وضرب، ربقا: جعل رأسه في الربقة كما في الصحاح، وفي المحكم: شده في الربقة. وربق فلانا في هذا الأمر يربقه ربقا: أوقعه فيه فارتبق أي: وقع فيه. والربق بالفتح ويكسر: الشد وقال الأزهري: الربق: ما تربق به الشاة، وهو خيط يثنى حلقة، ثم يجعل رأس الشاة فيه، ثم يشد قال: سمعت ذلك من أعراب بني تميم. والربيقة، كسفينة: البهمة المربوقة في الربقة نقله ابن السكيت. وأربق، بضم الباء والعامة تفتحها، كما في العباب، وذكر ياقوت الوجهين، زاد وبالكاف أيضا بدل القاف: ة برامهرمز من نواحي خوزستان ينسب إليها أبو طاهر علي ابن أحمد بن الفضل الرامهرمزي الأربقي، وسيأتي في ر ب ك . والربيق كزبير: واد بالحجاز. وأم الربيق: الداهية ومنه المثل. جاءنا بأم الربيق على أريق قال الأصمعي. تزعم العرب أنه من قول رجل رأى الغول على جمل أورق، وقال ابن عباد: هي من أسماء الحرب، أو الأفعى وصوب الأخير الزمخشري، قال: لأنها قصيرة، فإذا تثنت أشبهت الربق، وقد مر تحقيقه في أرق . وقال ابن دريد: التربيق، بكسر التاء: خيط تربق فيه الشاة يشد في عنقها فهو اسم كالتنبيت والتمتين. ومن المجاز: حل ربقته، بالكسر: إذا فرج عنه كربته وكذا قطع ربقته. وقولهم: رمدت الضأن فربق ربق والترميد: هو أن تعظم ضروعها أي: هيىء لأرباق فإنها تلد عن قرب لأنها تضرع على رأس الولد وفي المعزى يقال: رنق، بالنون، أي: انتظر لأنها ترئى وتضع بعد مدة ، ويقال أيضا: رمق، بالميم أيضا ولفظة أيضا الثانية مكررة لا حاجة إليها. وتربيق الكلام: تلفيقه، وكذا ترميقه عن بن عباد. والمربقة كمعظمة: الخبرة المشحمة. وارتبق الظبي في حبالتي: إذا علق ونشب، عن اللحياني.

وقال ابن عباد: تربقته من عنقي أي: تعلقته وفي الأساس: تقلدته، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: شاة ربيق ، ومربقة، أي: مربوقة. وربقه تربيقا: شده في الرباق. وارتبقته لنفسي: ارتبطته. وفي التهذيب: الربقة: نسج من الصوف الأسود، عرضه مثل عرض التكة، وفيه طريقة حمراء من عهن، تعقد أطرافها، ثم تعلق في عنق الصبي، وتخرج إحدى يديه منها، كما يخرج الرجل إحدى يديه من حمائل السيف، وإنما تعلق الأعراب الربق في أعناق صبيانهم من العين. والمربق كالمطرق. وارتبقت في حبالته: نشبت في خديعته، وهو مجاز. ورجل ربقان، وربقانة: سيىء الخلق، وكذلك المرأة، نقله الأصمعي، ونقله المصنف في ع ب ق استطرادا. والربيقى: قرية من أعمال المنصورة.

ر-ت-ق

صفحة : 6325

الرتق: شد الفتق، وقال ابن سيده: الرتق: إلحام الفتق وإصلاحه، قال الله تعالى: كانتا رتقا ففتقناهما قال ابن عرفة: أي: كاناتا مصمتتين منضمتين لا فرجة بينهما، ففتقناهما بالمطر والنبات، وقال الأزهري: أراد كانت سماء مرتتقة وأرضا مرتتقة، ففتق الله السماء فجعلها سبعا، ومن الأرض مثلهن، وقال الليث: كانت السموات رتقا: لا ينزل منها رجع، وكانت الأرض رتقا: لا يكون فيها صدع، حتى فتقها الله بالماء والنبات رزقا للعباد، وقال الفراء: وإنما لم يقل: رتقين، لأنه أخذ من الفعل، وقال الزجاج: قيل: رتقا، لأن الرتق مصدر، المعنى كانتا ذوي رتق، فجعلتا ذواتى فتق. وقال ابن عباد: الرتق محركة: جمع رتقة محركة أيضا وهي الرتبة هكذا هو بضم الراء، في سائر النسخ، والصواب الرتبة، محركة، وهو خلل ما بين الأصابع. والرتقة أيضا هكذا في النسخ، والصواب: والرتق أيضا: مصدر قولك: رتقت المرأة رتقا، فهي امرأة رتقاء بينة الرتق، التصق ختانها فلم تنل، لارتتاق ذلك الموضع منها، فهي لا يستطاع جماعها، أو هي التي لا خرق لها إلا المبال خاصة قاله الليث، وقال أبو الهيثم: الرتقاء: المرأة المنضمة الفرج التي لا يكاد الذكر يجوز فرجها لشدة انضمامه. والرتاق ككتاب: ثوبان يرتقان بحواشيهما قاله الليث، وأنشد:

جارية بيضاء في رتاق
تدير طرفا أكحل المآقي

ورتقة السرين، بالضم: مرسى ببحر اليمن دون الشقان والسرين، بكسر السمين وفتح الراء المشددة، وقد سبق للمصنف في س ر ر أنها: قرية على الساحل بين حلى وجدة. والرتوق، بالضم: الخنعه هكذا في سائر النسخ، وقد مر له في: خ ن ع أنه الفجرة والريبة، ونص المحيط: المنصة، وهو الصواب والعز والشرف. وارتتق الشيء: التأم وقد رتقه رتقا قال أوس بن حجر:

فأصبح الروض والقيعان ممرعة     من بين مرتتق منها ومنصـاح ومما يستدرك عليه: رتقه يرتقه، من حد ضرب، فإن اقتصار المصنف يفهم أنه من حد نصر فقط، وذكر الوجهين صاحب اللسان. والرتق: المرتوق. والراتق: الملتئم من السحاب، وبه فسر أبو حنيفة قول أبي ذؤيب:

يضيء سناه راتق متكشف     أغر كمصباح اليهود دلوج وفرج أرتق: ملتزق، وقد يكون الرتق في الإبل، وبنو أرتق، كأحمد: ملوك الروم. ومن المجاز: رتق فتقهم، أي أصلح أحوالهم، أو ذات بينهم. والأرتيق، بالضم، والمشهور الفتح: كورة من أعمال حلب من جهة القبلة.

ر-ح-ق
الرحيق: من أسماء الخمر معروف، قال أبو عبيد: من أسماء الخمر الرحيق والراح أو: أطيبها وهو صفوة الخمر أو: أعتقها وأفضلها قاله ابن سيده، أو: الخالص، وقال الزجاج: هو الشراب الذي لا غش فيه، وقال غيره: هو السهل من الخمر أو الصافي قال ابن دريد: الرحق: أصل بناء الرحيق، قالوا: هو الصافي، وبكل ذلك فسر قوله تعالى: يسقون من رحيق: مختوم وفي الحديث: أيما مؤمن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم وقال، حسان بن ثابت - رضي الله عنه-:

يسقون من ورد البريص عليهم     بردى يصفق بالرحيق السلسل

صفحة : 6326

كالرحاق بالضم، قال ابن دريد: قد جاء في الشعر الفصيح في معنى رحيق ولم أسمع له شعرا متصرفا. والرحيق: ضرب من الطيب والغسل كما في العباب. ورحقان كعثمان: ع بالحجاز قرب المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. ومما يستدرك عليه: حسب رحيق: أي: خالص. ومسك رحيق: لا غش فيه وهو مجاز.

ر-د-ق
الردق، محركة أهمله الجوهري، وقال الليث: هو لغة في الردج وهو عقى الجدي، كما أن الشيرق لغة في الشيرج، وقد روى هذا البيت:

لها ردق في بيتها تـسـتـعـده     إذا جاءها يوما من الناس خاطب

ر-ذ-ق
الروذق، كجوهر أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال سعدان: هو الجلد المسلوخ وبه فسر قول جرير:

لا خير في عضب الفرزدق بعدما     سلخوا عجانك سلخ جلد الروذق وهو فارسي معرب: روذه، قال الصاغاني: كذا قال: المسلوخ وصوابه المسموط. وقال غيره: الروذق: الحمل السميط. وقال الخارزنجي: هو ما طبخ من لحم وخلط بأخلاطه، ج: رواذق قال: ولعله معرب.

ر-ر-ق
الريرق كجعفر والريزق كدرهم، أهمله الجوهري والصاغاني وقال ابن برى: هو عنب الثعلب واقتصر على الضبط الأول، كما في اللسان. قلت: وقد مر عن أبي حنيفة أنه هو الربرق بالموحدة، فلعل أحدهما تصحيف عن الآخر، فتأمل ذلك. ومما يستدرك عليه:

ر-ز-ت-ق
الرزتاق بالضم: لغة في الرستاق، عن اللحياني، وقد أهمله الجماعة، وذكره صاحب اللسان.

ر-ز-د-ق
الرزداق، بالضم: السواد والقرى: لغة في الرسداق، تعريب الرستاق، وسيأتي، والرستاق: معرب رستا وقال حمزة بن الحسن: أصله روزه فسقا ، فروزه للسطر والصف، و فسقا : اسم للحال، والمعنى أنه على التسطير والنظام، وقال ياقوت: الذي شاهدناه في زماننا في بلاد الفرس: أنهم يعنون بالرستاق. كل موضع فيه مزدرع وقرى، ولا يقال ذلك للمدن، كالبصرة وبغداد، فهو عند الفرس بمنزلة السواد عند أهل بغداد، فهو أخص من الكورة والاستان. والرزدق: الصف من الناس، والسطر من النخل وهو معرب فارسيته رسته نقله الجوهري، وأنشد لرؤبة:

والعيس يحذرن السياط المشقا
ضوابعا نرمي بهن الرزدقا

وقال الليث: تقول للذي يقول له الناس- وهو الصف-: رزدق، وهو دخيل.

ر-ز-ق
الرزق، بالكسر: ما ينتفع به، وقيل: هو ما يسوقه الله إلى الحيوان للتغذي، أي: ما به قوام الجسم ونماؤه، وعند المعتزلة: مملوك يأكله المستحق فلا يكون حراما كالمرتزق على صيغة المفعول، قال رؤبة:

وخف أنواء الربيع المرتزق وقد يسمى المطر رزقا، وذلك قوله تعالى: وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وقال تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون قال مجاهد : وهو المطر، وهذا اتساع في اللغة، كما يقال: التمر في قعر القليب، يعني به سقى النخل، وقال لبيد:

رزقت مرابيع النجوم وصابها      ودق الرواعد جودها فرهامها

صفحة : 6327

أي: مطرت ج: أرزاق. والأرزاق نوعان: ظاهرة للأبدان، كالأقوات، وباطنة للقلوب والنفوس، كالمعارف والعلوم. وقال بعضهم: الرزق بالفتح: المصدر الحقيقي وبالكسر الاسم، وقد رزق الخلق رزقا ورزقا والمرة الواحدة منه بهاء، ج: رزقات محركة، وهي أطماع الجند، يقال: رزق الأمير الجند، ويقال: رزق الجند رزقة لا غير، ورزقوا رزقتين، أي: مرتين. ورزقه الله يرزقه: أوصل إليه رزقا، وقال ابن بري: الرزق: العطاء، وهو مصدر قولك: رزقه الله، قال: وشاهده قول عويف القوافي في عمر ابن عبد العزيز:

سميت بالفاروق فافرق فرقه
وارزق عيال المسلمين رزقه

وفيه حذف مضاف تقديره: سميت باسم الفاروق، والاسم هو عمر، والفاروق هو المسمى. ورزق فلانا: شكره لغة أزدية إلى أزد شنوءة ومنه قوله تعالى: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون، ويقال: فعلت ذلك لما رزقتني، أي: لما شكوتني، وقال ابن عرفة- في معنى الآية- يقول: الله يرزقكم وتجعلون مكان الاعتراف بذلك، والشكر عليه، أن تنسبوه إلى غيره، فذلك التكذيب، وقال الأزهري وغيره: معناه تجعلون شكر رزقكم التكذيب، وهو كقوله: واسأل القرية يعنى أهلها. ورجل مرزوق: مجدود أي: مبخوت. والرازقى: الضيف من كل شيء كما في اللسان والمحيط. والعنب الرازقى: ضرب من عنب الطائف أبيض طويل الحب، وفي التهذيب: هو الملاحي كغرابي، وقد يشدد، كما تقدم في ملح -. والرازقية بهاء: ثياب كتان بيض. والرازقية: الخمر المتخذ من هذا العنب كالرازقي وبهما روى حديث الجونية: اكسها رازقيين، أو رازقيتين وقال لبيد - رضي الله عنه- يصف ظروف الخمر:

لها غلل من رازقي وكرسف     بأيمان عجم ينصفون المقاولا وأنشد ابن برى لعوف بن الخرع:

كأن الظباء بهـا والـنـعـا     ج يكسين من رازقي شعارا ومدينة الرزق بالكسر: كانت إحدى مسالح العجم أي: ثغورهم بالبصرة قبل أن يختطفها المسلمون كما في العباب.

صفحة : 6328

ورزيق كزبير، أو أمير وعلى الثاني اقتصر الصاغاني والسمعاني: نهر كان بمرو عليه محلة كبيرة ، وهو الآن خارجها، وليسن عليه عمارة، قال الصاغاني: وعليه قبر يزيد بن الخصيب الأسلمي رضي الله عنه، وإليه نسب أحمد بن عيسى بن سعيد الحمال المروزي الرزيقي: ثقة صاحب ابن المبارك، وقد حدث عن الفضل بن موسى، ويحيى بن واضح، وغيرهما. ومن هذه القريه أيضا الإمام أحمد ابن حنبل الشيباني رحمه الله تعالى. ورزيق كزبير: حصن باليمن. ورزيق. تابعيان أحدهما: مولى عمر بن الخطاب، يروى عن ابن عمر، وعنه أبو زيد ورزيق: مولى بني فزارة، كنيته أبو المقدام، يروى عن مسلم بن قرطة روى عنه ابن جابر ذكرهما ابن حبان في كتاب الثقات. ورزيق بن سوار عن الحسن ابن علي، وعنه مسافر الجصاص، تابعي أيضا. ورزيق بن عبد الله عن أنس: تابعي مجهول. ورزيق بن حكيم الأيلي: مولى بني فزارة عن سعيد بن المسيب، وعنه ابنه حكيم بن رزيق، ذكره ابن حبان في أتباع التابعين. ورزيق بن أبي سلمى عن أبي المهزم. ورزيق أبو عبد الله الألهاني الشامي عن أبي أمامة، وعنه أرطاة ابن المنذر السكوني، ذكره بن حبان في التابعين، وقال المزي في الكنى: أبو عبد الله الألهاني عن عمرو بن الأسود، وعنه إسماعيل بن عياش وغيره، فتأمل في ذك مع ما قال ابن الجوزي فيه عن ابن حبان: إنه لا يحتج به، وقال: يروى عن عمرو ابن الأسود، فالظاهر أنهما اثنان. ورزيق الثقفي: شيخ لأبي لهيعة. ورزيق الأعمى الكوفي عن أبي هريرة، قال الأزدي: متروك الحديث. ورزيق أبو جعفر حدث عنه معن بن عيسى، هكذا قاله الذهبي، وتبعه المصنف تلميذه، قال الحافظ ابن حجر: صوابه رزيق عن أبي جعفر، وكنيته أبو وهنة كما سيأتي. ورزيق بن يسار أبو بكار شيخ لإبراهيم بن حمزة الزبيري. ورزيق أبو وهبة عن أبي جعفر الباقر. ورزيق بن عبيد: مولى عبد العزيز بن مروان حدث عنه حيوة ابن شريح. ورزيق بن حيان الأيلي حدث عنه يحيى بن سعيد الأنصاري مات سنة 105. ورزيق بن حيان الفزاري أبو المقدام: شيخ ليحيى بن حمزة، وقد سبق هذا عن ابن حبان. ورزيق بن سعيد عن أبي حازم الأعرج. ورزيق بن هشام عن زياد ابن أبي عياش. ورزيق بن عمر: شيخ لأبي الربيع الزهراني. ورزيق بن مرزوق: كوفي عن الحكم بن ظهير.

ورزيق بن نجيح: شيخ لأبي عامر العقدي. ورزيق بن كريم بالتصغير، لم أجد له ذكرا في التبصير.

ورزيق بن ورد في المائة الثانية، رآه محمد بن أبي عمرو، فهؤلاء من اسمهم رزيق. وأما من أبوه رزيق فحكيم الذي تقدم ذكر أبيه، روى عن أبيه. وعبيد الله بن رزيق الأحمر عن الحسن. والهيثم بن رزيق: بصري.

صفحة : 6329

وسفيان بن رزيق عن عطاء الخراساني. وعمار بن رزيق: شيخ الأحوص ابن جواب. والحسين بن رزيق المروزي، عن القعنبي. والجعد بن رزيق عن أبي البختري وهب بن وهب. وعلي بن رزيق: مصري عن ابن لهيعة.ومحمد بن رزيق بن جامع: حدث بمصر عن ابن مصعب. وأما من جده رزيق، أو أبو جده، فسليمان بن أيوب بن رزيق الصريفيني عن ابن عيينة، وأخوه شعيب بن أيوب عن أبي أسامة. وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن رزيق الدلال البغدادي، سمع المحاملي. ويزيد بن عبد الله بن رزيق الدمشقي، عن الوليد بن مسلم. وسليمان بن عبد الجبار بن رزيق: شيخ لابن المجدر. وسعيد بن القاسم بن سلمة بن رزيق المصري عن سعيد بن أبي مريم. والأمير طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق، والد الطاهرية، وابناه: الحسين، والأمير عبد الله، الأول كتب الكثير وحدث، ومحمد وطلحة أولاد طاهر بن الحسين، وقد حدث جدهم الحسن أيضا. والحسين بن محمد بن مصعب ابن رزيق الحافظ السنجي، مات سنة 315. وأبو رزيق الراوي عن علي بن عبد الله بن عباس: حجازي روى عنه معن بن عيسى الفران. قال الحافظ: ومن الأوهام عبد الله ابن رزيق الألهاني الشامي، قاله أبو اليمان عن إسماعيل بن عياش، عن أرطاة بن المنذر، عنه عن عمرو بن الأسود العنسي، هكذا قال، فوهم في موضعين، غيره وصحفه، إنما هو أبو عبد الله رزيق بتقديم الراء وبه جزم أبو مسهر وأبو حاتم، والبخاري والدارقطني وعبد الغني، نبه على ذلك الأمير. ومحمد بن أحمد بن رزقان المصيصي بالكسر روى عن حجاج الأعور، وعنه أبو الميمون راشد. والفقيه أبو العباس أحمد بن عبد الوهاب بن رزقون، بالضم الإشبيلي المالكي المتأخر، تفقه به الشيخ أبو الوليد بن الحاج. وأبو العباس أحمد بن علي ابن أحمد بن رزقون المرسي سمع من أبي علي بن سكرة. ورزق الله الكلواذاني، ورزق الله ابن الأسود ورزق الله بن سلام، ورزق الله بن موسى. ومرزوق الحمصي ومرزوق التيمي. وفاته: مرزوق بن عوسجة عن ابن عمر. ومرزوق الثقفي عن ابن الزبير، وعنه ابنه إبراهيم بن مرزوق. كلاهما عن ثقات التابعين. ومرزوق بن إبراهم بن إسحاق عن السدي، ومرزوق بن أبي الهذيل الشامي: ضعيفان. وأبو مرزوق التجيبي الهروي، اسمه حبيب بن الشهيد، روى عن منشر الصنعاني.

وأبو مرزوق، عن أبى غالب عن أبى أمامة، وعنه أبو العدبس: محدثون وعلماء رحمهم الله تعالى، ورضي الله عنهم. وفاته: روزق بن رزق بن رزق بن منذر: شيخ لأحمد بن حنبل في كتاب الزهد. ورزق بن محمد الدباس، عن أبي نصر الزينبي. وشقير بن أبي رزق: كوفي. وأبو الحسن بن رزق: شيخ الخطيب، وهو محمد بن أحمد بن رزقويه. وأبو حازم أحمد بن محمد بن الصلت الدلال. وعبد الرزاق بن رزق بن خلف الرسعني، له تصانيف.

صفحة : 6330

وقال الذهبي وصاحبنا الشيخ علي الرزقي، بالكسر: صوفي نحوي. وارتزقوا: أخذوا أروزاقهم وهو مطاوع. رزق ألأمير الجند. ومما يستدرك عليه: الرازق، والرزاق: في صفة الله تعالى لأنه يرزق الخلق أجمعين، وهو الذي خلق الأرزاق، وأعطى الخلائق أرزاقها، وأوصلها إليهم، وفعال من أبنية المبالغة. وقوله تعالى: وجد عندها رزقا قيل: هو عنب في غير حينه. وارتزقه، واسترزقه: طلب منه الرزق. ويقال: كم رزقك في الشهر أي: جرايتك، والرزقة بهاء مثله، والجمع الرزق، كعنب. والمرتزقة: أصحاب الجرايات والرواتب الموظفة. وقال ابن بري: ويقال لتيس بني حمان: أبو مرزوق، قال الراجز:

أعددت للجار وللرفيق
والضيف والصاحب والصديق
وللعيال الدردق اللصوق
حمراء من نسل أبي مرزوق

ورواه ابن الأعرابي:

حمراء من معز أبي مرزوق والروازق: الجوارح من الكلاب والطير. ورزق الطائر فرخه يرزقه رزقا كذلك، قال الأعشى:

وكأنما تبع الصوار بشخصها     عجزاء ترزق بالسلى عيالها والروازق، والمرازقة، والرزاقلة: قبائل.

ر-س-ت-ق
الرستاق بالضم: الرزداق نقله اللحياني، فارسي معرب، ألحقوه بقرطاس، والجمع: الرساتيق، وهو السواد، وقال ابن ميادة:

تقول خود ذات طرف براق
هلا اشتريت حنطة بالرستاق
سمراء مما درس ابن مخراق

ومما يستدرك عليه: رستاق الشيخ: كورة بأصبهان. واسم الشيخ جادويه.

ر-س-د-ق
كالرسداق بالضم، أيضا عن بن السكيت، قال: ولا تقل: رستاق، وهو معرب.

ر-ش-ق
الرشق: الرمي بالنبل وغيره وقد رشقهم به يرشق رشقا، وفي حديث حسان- رضي الله عنه- لهو أشد عليهم من رشق النبل . والرشق بالكسر: الاسم، وهو الوجه من الرمي، فإذا رمى أهل النضال ما معهم من السهام كلها، ثم عادوا، فكل شوط من ذلك رشق، كذا في التهذيب، وقال أبو عبيد: إذا رموا كلهم وجها بجميع سهامهم في جهة واحدة قالوا: رمينا رشقا واحدا، قال أبو زبيد الطائي:

كل يوم ترميه منها برشـق     فمصيب أوصاف غير بعيد والجمع، أرشاق، ومنه حديث فضالة: أنه كان يخرج فيرمي الأرشاق . وقال الليث: الرشق: صوت القلم إذا كتب به ويفتح، اللغتان ذكرهما الليث والزمخشري، وفي حديث موسى- عليه السلام- قال: كأني برشق القلم في مسامعي حين جرى على الألواح بكتبه التوراة . ورجل رشيق: حسن القد لطيفه، ج: رشق، محركة كأديم وأدم وأفيق وأفق. وقد رشق، ككرم رشاقة، وفي التهذيب: يقال للغلام والجارية إذا كانا في اعتدال، زاد الزمخشري ودقة: رشيق ورشيقة، وقد رشقا رشاقة. والرشق، محركة: القوس السريعة السهم الرشيقة كما في العباب، وفي الأساس: قوس رشيقة: سريعة النبل، وهو مجاز. ويقال للقوس: ما أرشقها أي: ما أخفها وأسرع سهمها وهو مجاز. وأرشق: حدد النظر قال القطامي:

ولقد يروع قلوبهن تـكـلـمـي     وتروعني مقل الصوار المرشق

صفحة : 6331

قاله أبو عبيد، وفي اللسان: أرشقت إلى القوم، أي: طمحت ببصري فنظرت. وقال الزجاج: أرشق: إذا رمى وجها واحدا، مثل رشق. ومن المجاز. أرشقت الظبية: إذا مدت عنقها، وفي الأساس: أرشقت الظبية إلى مارابها: أحدت النظر، وفي اللسان: ولا يقال للبقر: مرشقات، لقصر أعناقهن، قال أبو دواد:

ولقد ذعرت بنـات عـم     م المرشقات لها بصابص أراد ذعرت بقر الوحش بنات عم الظباء. وأرشق، كأحمد: جبل بنواحي موقان من نواحي أذربيجان عنده البذ: مدينة بابك الخرمي، وقد ذكره أبو تمام في شعره. وراشقه مراشقة: سايره كما في المحيط، وفي الأساس: راشقني مقصدي: باراني في المسير إليه، وهو مجاز. والحسن بن رشيق، كأمير العسكري: محدث تكلم فيه عبد الغني الحافظ، وأنكر عليه الدارقطني، وقال جماعة إنه ثقة. ورشيق، كزبير: زاهد مصري. قلت: وضبطه الحافظ الذهبي بالتثقيل، وقال: وهو جد أبي عبد الله محمد ابن عبد الله بن أحمد بن رشيق المراكشي المالكي الفقيه المتاخر لأمه، سمع هذا من الوداعي وأبي تيمية ومات يوم عرفة سنة 749. قلت: ورشيق المذكور ليس هو اسمه على ما يفهم من سياق الذهبي، بل هو جد له، واسمه عبد الوهاب ابن يوسف بن محمد بن خلف الأنصاري المعروف بابن رشيق ، كان أحد المتصدرين بجامع عمرو، ومات سنة 650 وبنته فاطمة كانت عابدة حدثت، ماتت سنة 719 وكلام المصنف لا يخلو عن نظر، فتأمل.

ر-ص-ق
ارتصق الشيء، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: أي: التصق وكذلك التزق. ويقال. جوز مرصق، كمكرم ومرتصق أي: متعذر خروج لبه كذا في التهذيب. والعباب والتكملة.

ر-ع-ق
الرعيق، كأمير وغراب أهمله الجوهري، وقال الليث: صوت يسمع من بطن الدابة وفي التهذيب: في بطن الناقة، وكذلك الوعيق والوعاق، وقال ابن خالويه: الرعاق: صوت بطن الفرس إذا جرى، وقال ابن دريد. الرعاق مثل الوقيب والخضيعة، وهو الصوت الذى يسمع من جوف الفرس إذا عدا، أو صوت جردانه إذا تقلقل في تنبه وهو قول الأصمعي، وقال الليث: الرعاق: صوت يسمع من قنب الدابة الذكر، كما يسمع الوعيق من ثفر الأنثى وقد رعق، كمنع يرعق رعقا، ورعاقا، وقد فرق الليث بين الرعاق والوعيق، والصواب ما قاله ابن الأعرابي قال ابن بري: الرعيق والرعاق، والوعيق والوعاق بمعنى، عن ابن الأعرابي، وهو صوت البطن من الحجر، وجردان الفرس، وقيل: هو صوت بطن المقرف، وقال اللحياني: ليس للرعاق ولا لأخواته كالضغيب والوعيق والأزمل فعل.

ر-ف-ق

صفحة : 6332

الرفق، بالكسر: ما استعين به وقال العضد: الرفق: حسن الانقياد لما يؤدي إلى الجميل. والرفق: اللطف وهو ضد العنف، ومنه الحديث: ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، وقد رفق به، وعليه كلاهما عن أبي زيد، زاد غيره: ورفق له مثلثة اقتصر الجوهري على رفق، كنصر. وكعلم، وكرم نقلهما الصاغاني، وقال: هما لغتان، وفي الحديث: اللهم من رفق بأمتي فارفق به وقال الليث: الرفق: لين الجانب، ولطافة الفعل، وصاحبه رفيق، وقد رفق يرفق رفقا بالكسر ومرفقا كمجلس، ومرفقا مثل مقعد، ومرفقا، مثل منبر الأول والثاني والرابع عن أبي زيد، والثالث عن غيره، وقرىء قوله تعالى: ويهيىء لكم من أمركم مرفقا بالوجهين، أي: ما ترتفقون به، قرأ بفتح الميم وكسر الفاء أبو جعفر، ونافع وابن عامر، والأعمش والبرجمي عن أبي بكر عن عاصم، والباقون بكسر الميم وفتح الفاء، ولم يقرأ بفتح الميم والفاء أحد، وفي التهذيب: كسر الحسن والأعمش الميم من مرفق، ونصبها أهل المدينة، وعاصم، فكأن الذين فتحوا الميم وكسروا الفاء أرادوا أن يفرقوا بين مرفق من الأمر، وبين المرفق من الإنسان. والمرفق، كمنبر ، ومجلس: موصل الذرواع في العضد. كما في الصحاح. وقال ابن سيده: المرفق من الإنسان والدابة: أعلى الذراع، وأسفل العضد، والجمع المرافق، قال الله تعالى: وأيديكم إلى المرافق قال الأزهري: وأكثر العرب على كسر الميم للمرفق من الأمر، ومن مرفق الإنسان، قال: والعرب أيضا تفتح الميم من مرفق الإنسان، لغتان في هذا وفي هذا، وقال يونس: الذي اختاره المرفق: في الأمر، والمرفق في اليد.

ومرافق الدار: مصاب الماء ونحوها، وكان ابن سيرين إذا دخل المرفق كف كمه على كفه. وفي التهذيب: المرفق من مرافق الدار من المغتسل والكنيف ونحوه، وفي حديث أبي أيوب- رضي الله عنه-: وجدنا مرافقهم قد استقبل بها القبلة يريد الكنف والحشوش، ويروى: مراحيضهم . والمرفقة، كمكنسة: المخدة والمتكأ. والرفقة، مثلثة. والرفاقة كثمامة: جماعة ترافقهم في سفرك ج: رفاق، وأرفاق، ورفق ككتاب، وأصحاب، وصرد قال الأعشى- يصف الجمال:

قاطعات بطن العتيك كما تم      ضي رفاق أمامهن رفاق وقال تابط شرا:

سباق غايات مجد في عشيرته    مرجع الصوت هدا بين أرفاق وقال رؤبة:


حين احتذاها رفقة من الرفق والرفيق: المرافق وقيل: هو الصاحب في السفر خاصة. ج: رفقاء ككريم وكرماء، وقيل: إذا عدا الرجلان بلا عمل فهما رفيقان، فإن عملا على بعيريهما فهما زميلان، فإذا تفرقوا ذهب اسم الرفقة ولا يذهب اسم الرفيق وهو أيضا: للواحد و الجميع مثل: الصديق، والخليط، ومنه قوله تعالى: وحسن أولئك رفيقا والحديث: بل الرفيق الأعلى من الجنة أي: جماعة الأنبياء. والمصدر الرفاقة، كالسماحة وقال الفراء: سمعت رجلا بعرفات يقول: جعلكم الله في رفاق محمد صلى الله عليه وسلم. أو الرفقة بالكسر: جع رفيق، والرفقة بالضم: اسم للجمع، ج: رفق ورفاق كعنب وصرد، وجبال، قال ابن سيده: وقال ابن برى: الرفاق: جمع رفقة، كعلبة وعلاب، قال ذو الرمة:

قياما ينظرون إلـى بـلال     رفاق الحج أبصرت الهلالا

صفحة : 6333

قالوا في تفسير الرفاق: جمع رفقة، ويجمع رفق أيضا، ومن قال: رفقة قال: رفق ورفاق، وقيس تقول: رفقة، وتميم: رفقة. ورفاق أيضا: جمع رفيق، ككريم وكرام. والرفاق: مصدر رافقته. وقال الليث: الرفقة يسمون رفقة ما داموا منضمين في مجلس واحد، ومسير واحد، فإذا تفرقوا ذهب عنهم الرفقة، والرفقة: القوم ينهضون في سفر، ويسيرون معا، وينزلون معا، ولا يفترقون، وأكثر ما يسمون رفقة إذا نهضوا سيارا. والرفيق أيضا: ضد الأخرق وقد رفق، ككرم. ورفق فلان فلانا: إذا نفعه وكذلك: رفق به، كأرفقه ومنه الحديث: في إرفاق ضعيفهم، وسد خلتهم أي: إيصال الرفق إليهم. ورفقه رفقا: ضرب مرفقه كعضده، ورأسه، وصدره. ورفق الناقة يرفقها رفقا: شد عضدها بالحبل، قال الأصمعي: وذلك إذا خيف أن تنزع أي: تشتاق إلى وطنها، وذلك الحبل رفاق، ككتاب، والجمع: رفق ، بضمتين، وهو حبل يشد من الوظيف إلى العضد، وقيل: يشد في عنق البعير إلى رسغه، قال بشر بن أبي خازم:

فإنى والـشـكـاة مـن ال    لأم كذات الضغن تمشي في الرفاق

صفحة : 6334

يقول: أنا ممسك عن هجائهم كهذه الناقة التي حنت إلى وطنها، فشدت وحبست، فإن صاروا إلى ما أحب، وإلا أطلقت لساني بهجائهم. وقال ابن دريد: بعير مرفوق: إذا كان يشتكي مرفقه. وقال الليث: جمل أرفق بين الرفق، محركة أي: منفتل المرفق عن جنبه وقد رفق كفرح، وهي رفقاء، وقال الأزهري: الذي حفظته من العرب جمل أدفق، وناقة دفقاء: إذا انفتق مرفقه عن جنبه، بالدال، وقد تقدم ذكره وناقة رفقاء عن الأصمعي ورفقة كفرحة عن زيد بن كثوة أي: منسد إحليل خلفها فتحلب دما وبها رفق محركة قال -في الأخير-: وهو حرف غريب وقيل: ناقة رفقة: إذا ورم ضرعها وقيل: هي التي توضع التودية على إحليلها فيقرح. أو الرفق: فساد في الإحليل من سوء حلب الحالب أو ترك نفضه إياه فيرتد اللبن في الضرة فيعود دما أو خرطا. والمرفاق من الجمال: ما يصيب مرفقه جنبه. ومن النوق وفي العين: من الإبل: ما إذا صرت أوجعها الصرار وإذا حلبت خرج منها دم وهي الرفقة أيضا كما تقدم قاله الليث. وماء رفق محركة وكذا: مرتع رفق أي: سهل. أو ماء رفق أي قصير الرشاء ومرتع رفق: ليس بكثير. ويقال: طلبت حاجة فوجدتها رفق البغية بالتحريك: إذا كانت سهلة. ورفيق، كزبير: ابن عبيد عن وهب بن منبه، وعنه مرداس بن مافنه وأبو رافقة: محدثان. والرافقة: د متصل البناء بالرقة وهي على ضفة الفرات، قال بن الأثير: تعرف اليوم بالرقة، كان محمد بن خالد بن جبلة ينزلها، يقال: إن البخاري حدث عنه في الصحيح وقال اليعقوبي: الرافقة: مدينة جانب الرقة بناها المنصور العباسي أبو جعفر، وأتمها المهدي، ونزلها الرشيد، منها: معافى بن مدرك عن أيوب بن سواد. وقول شيخنا: فالرافقة والرقة بلد واحد لا بلدان كما يتوهم من تعداد الاسم واختلافه، فيه نظر ظاهر. والرافقة أيضا: ة، بالبحرين. وقال ابن دريد: يقال: أولى فلان فلانارافقة، وهو الرفق واللطف وحسن الصنيع. وحكى أبو زيد: أرفقه أي: رفق به، ويقال أيضا: أرفقه، أيى: نفعه وهو مجاز. ويقال: شاة مرفقة، كمعظمة أي: يداها بيضاوان إلى مرفقيها نقله الصاغاني. وارتفق الرجل: اتكأ على مرفق يده ومنه الحديث: هو الأبيض المرتفق . وبات فلان مرتفقا: أي متكئا على مرفق يده، وأنشد ابن بري لأعشى باهلة:

فبت مرتفقا والعين سـاهـرة     كأن نومي على الليل محجور أو ارتفق: إذا اتكأ على المخدة. ومنه حديث ابنا ذي يزن:

فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا وارتفق: إذا امتلأ. ومنه المرتفق من القيعان، وهو: الواقف الثابت الدائم كرب أن يمتلىء، أو امتلأ، قال شمر عن ابن الأعرابي، وبه فسر بيت عبيد بن الأبرص:

فأصبح الروض والقيعان مترعة       من بين مرتفق منها ومنصـاح وفسر المنصاح بالفائض الجاري على الأرض، ورواه أبو عبيد: من بين مرتتق ... وقد تقدم في رت ق .

وترفق به بمعنى: رفق وأرفق. ورافقه مرافقة، ورفاقا: صار رفيقه في السفر والمسيرة. وترافقا في السفر: صارا رفقاء. ومما يستدرك عليه: يقال: هذا الأمر رفيق بك، ورافق بك، ورافق عليك، أي: نافع ، نقله الليث. وأنشد:

صفحة : 6335

فبعض هذا الوجء يا عجرد     ماذا على قومك بالرافـق وهو مجاز، وكذا قولهم: هذا أرفق بك، أي: أنفع. ورفق كنصر: انتظر، عن ابن الأعرابي، ويقال للمتطبب: مترفق، ورفيق. وارتفق به: ترفق. والمرتفق: المتكأ، ومنه قوله تعالى: وحسنت مرتفقا قاله ابن السكيت، وقال الفراء: أنث الفعل على معنى الجنة. والمرفق، كمنبر: المتكأ، قاله الليث، وتمرفق: أخذ مرفقا. وناقة رفقة، كفرحه: مذعنة. وارتفقوا: ترافقوا. وقال أبو عدنان: قوله في الدعاء: اللهم ألحقني بالرفيق الأعلى ، سمعت أبا القهد الباهلي يقول: إنه تبارك وتعالى رفيق رفيق، فكان معناه ألحقني بالرفيق، أي: بالله، يقال: الله رفيق بعباده، من الرفق والرأفة، فهو فعيل بمعنى فاعل، قال الأزهري: والعلماء على أن معناه ألحقني بجماعة الأنبياء، وهو اسم جاء على فعيل ومعناه الجماعة، قال: ولا أعرف الرفيق في صفات الله. ورفيقة الرجل: امرأته، هذه عن اللحياني، قال: وقال أبو زياد، في حديثه: سألني رفيقي أراد زوجتي، قال: ورفيق المرأة: زوجها. ويقال: في ماله رفق، محركة، أي: قلة، ورواه أبو عبيد بقافين. والرفاق، ككتاب: مضمر رافقه في السفر، وأيضا بمعنى النفاق، وبه فسر حديث طهفة: ما لم تضمروا الرفاق . ومرفق، كمقعد : اسم رجل من بني بكر بن وائل قتلته بنو فقعس، قال المرار الفقعسي:

وغادر مرفقا والخيل تـردى     بسيل العرض مستلبا صريعا واسترفقة: استنفعه. وارتفق به: انتفع. والرافقة: قرية بمصر، من أعمال الشرقية.

ر-ق-ق
الرق بالفتح ويكسر رواهما الأثرم عن أبي عبيدة، وهو: جلد رقيق يكتب فيه، ومنه قوله تعالى: في رق منشور ، والفتح هى القراءة السبعية المتواترة. والرق: ضد الغليظ والثخين كالرقيق وقد رق يرق رقة، فهو رقيق. والرق: الصحيفة البيضاء. وقال الفراء: الرق: الصحائف التي تخرج إلى بني آدم يوم القيامة، قال الأزهري: وهذا يدل على أن المكتوب يسمى رقا أيضا. والرق العظيم من السلاحف، أو دويبة مائية لها أربع قوائم، وأظفار وأسنان في رأس تظهره وتغيبه، وتذبح، قاله إبراهيم الحربي، وروى بسنده إلى ابن هبيرة قال: كان فقهاء المدينة يشترون الرق ويأكلونه وقال أبو عبيد: ج: رقوق بالضم. والرق: ورق الشجر، أو: ما سهل على الماشية من الأغصان، ويروى بيت جبيهاء الأشجعي:

نفي الجدب عنه رقه فهو كالح وقال ابن دريد: الرق بالضم: الماء الرقيق في البحر أو الوادي لا غزر له، ويفتح، وهو عن غير ابن دريد.

والرقة: كل أرض إلى جنب واد ينبسط الماء عليها أيام المد، ثم ينضب أي: ينحسر، وفي بعض النسخ ينصب، والأولى الصواب، وهي مكرمة للنبات، وقال أبو حاتم: الرقة: الأرض التي نضب عنها الماء: ج رقاق بالكسر.

والرقة البيضاء منه، وهو: د، على شط الفرات بينها وبين حزان ثلاثة أيام، وهي واسطة ديار ربيعة قال عبيد الله بن قيس الرقيات:

أهلا وسهلا بمن أتاك من الر     قة يسرى إليك في سخبـه والرقة: بلد آخر غربي بغداد يعرف برقة واسط. والرقة: ة كبيرة أسفل منها بفرسخ تعرف بالرقة السوداء.

صفحة : 6336

والرقة أيضا: د، بقوهستان. والرقة: موضعان آخران من بساتين دار الخلافة ببغداد، صغرى وكبرى. والرقتان: الرقة والرافقة قال شيخنا: وقد مر له في رفق أنهما بلدة واحدة، وكلامه هنا كالمنافي لذلك، فتأمل. قلت: لا منافاة، والصحيح أنهما بلدتان لا واحدة، كما صرح به بن الأثير واليعقوبي وابن السمعاني، وتقدمت الإشارة إليه.

والرقة، بالكسر: الرحمة ومنه الحديث: اغتنموا الدعاء عند الرقة فإنها رحمة يقال: رق له قلبه، وفي حديث الحسن البصري: من رق لوالديه ألقى الله عليه محبته وقد رققت له أرق أي: رحمته. والرقة: الاستحياء يقال: رق وجهه: استحيا، وأنشد ابن الأعرابي:

إذا تركت شرب الرثيئة هاجر      وهك الخلايا لم ترق عيونها أي: لم تستحي. والرقة أيضا: الدقة ومنه حديث عثمان- رضي الله عنه-: اللهم كبرت سني، ورق عظمي، فاقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم، ورقة القلب من هذا. وقال المناوي في التوقيف: الرقة، كالدقة، لكن الدفة يقال: اعتبارا لمراعاة جوانب الشيء، والرقة: اعتبارا بعمقه، فمتى كانت الدقة في جسم يضادها الصفاقة، نحو: ثوب رقيق وصفبق، ومتى كانت في نفس يضادها الجفوة والقسوة، يقال: زيد رقيق القلب وقاسيه. وقد رق الشيء يرق رقة فهو رقيق ورقاق، كغراب وهي رقيقة ورقاقة، قال:

من ناقة خوارة رقيقه
ترميهم ببكرات روقه

ويشدد كرمان. ويقال: مشى البعير مشيا رقاقا، كغراب: إذا رقق المشي أي: مشى مشيا سهلا، وهو مجاز، قال ذو الرمة:

باق على الأين يعطي إن رفقت به     معجا رقاقا وإن تخرق به يخـد والرقاق كسحاب: الصحراء المتسعة اللينة التراب. وقيل: والأرض السهلسة المنبسطة المستوية اللينة التراب تحته صلابة وأنشد بن بري- لإبراهيم بن عمران الأنصاري-:

رقاقها ضرم وجريها خـذم     ولحمها زيم والبطن مقبوب يريد أنها إذا عدت أضرم الرقاق وثار غباره كما تضطرم النار، فيثور عثانها. أو هي: ما نضب عنها الماء وانحسر ويضم، كالرقة بالفتح، كما تقدم. أو هي: اللينة المتسعة قال لبيد - رضي الله عنه-:

ورقاق عصب ظلمانـه    كحريق الحبشيين الزجل وزاد الأصمعي: من غير رمل، وأنشد للراجز:

ذارى الرقاق واثب الجراثم أي: يذرو في الرقاق، ويثب في الجراثيم من الرمل كالرق، بالكسر، والضم الكسر عن الأصمعي والرقق، محركة ومن الأخير قؤل رؤبة:

كأنها وهي تهاوى بـالـرقـق
من ذروها شبراق شد ذي عمق

صفحة : 6337

ولكنهم صرحوا أنه مقصور من الرقاق، وإنما قصره لضرورة الشعر، فلا يكون لغة مستقلة، فتأمل. ويوم رقاق كسحاب: حار نقله الفراء. والرقاق كغراب: الخبز الرقيق المنبسط، قال ثعلب: يقال: عندي غلام يخبز الغليظ والرقيق، وإن قلت: يخبز الجردق، قلت: والرقاق، لأنهما اسمان الواحدة رقاقة، ولا يقال: رقاقة بالكسر، فإذا جمع قيل: رقاق، بالكسر، والصحيح أن الرقاق بالكسر جمع رقيق، ككريم وكرام. والمرقاق: ما يرق به الخبز يقال: حور القرص بالمرقاق. والرقى، مثال ربى من الشاة: شحمة من أرق الشحم لا يأتي عليها أحد إلا أكلها، وفي المثل وجدتني الشحمة الرقى عليها المأتي يقولها، الرجل لصاحبه إذا استضعفه نقله الصاغاني. والرقيق: المملوك بين الرق، بالكسر، للواحد والجمع فعيل بمعنى مفعول، وقد يطلق على الجماعة، كالرقيق والخليط، وقال الليث: الرق: العبودة، والرقيق: العبد، ولا يؤخذ منه على بناء الاسم، وقد رق فلان، أي: صار عبدا، وقال أبو العباس: سمي العبيد رقيقا لأنهم يرقون لمالكهم، ويذلون ويخضعون. وقد يجمع على رقاق هكذا في سائر النسخ، والصواب على أرقاء، كما في العباب واللسان، ومنه الحديث: إلا بعض من تملكون من أرقائكم أي: عبيدكم.

وزاد اللحياني: أمة رقيق ورقيقة، من إماء رقائق. وحدث الرقاق بالكسر: ع بالشام. والرقيقان: الحضنان قال مزاحم العقيلي:

أصاب رقيقـه بـمـهـو كـأنـه     شعاعة قرن الشمس ملتهب النصل والرقيقان: الأخدعان. وقال الأصمعي: هما من المنخرين: ناحيتاهما يعني نخرتي الأنف وأنشد:

سال وقد مس رقيق المنخر وأنشد أيضا:

ساط إذا ابتل رقيقاه ندى وقال غيره: رقيق الأنف: مسترقه حيث لان من جانبه. وقال أبو عمرو: الرقيقان: ما بين الخاصرة والرفغ.

وأميمة بنت رقيقة، كجهينة فيهما: صحابية رضي الله عنها، قال الحافظ: هي رقيقة بنت أبي صيفي ابن هاشم بن عبد مناف، وبنتها أميمة لها صحبة، روت عنها بنتها حكيمة بنت رقيقة، وقال ابن فهد: رقيقة هذه أم مخرمة بن نوفل، قال أبو نعيم: لا أراها أدركت الإسلام، وقال الصاغاني: أميمة وأمها رقيقة لهما صحبة. قلت: ورقيقة الثقفية: لها صحبة، وقد روت عنها بنتها حديثا في الوحدان لابن أبي عاصم ، فتأمل ذلك. ومراق البطن: ما رق منه ولان وفي الصحاح: أسفله وما حوله مما استرق، وفي التهذيب: ما سفل من البطن عند الصفاق أسفل من السرة، وفي حديث الغسل: ثم غسل مراقه بشماله أراد ما سفل من بطنه ورفغنه ومذاكيره، والمواضع التي ترق جلودها، كنى عن جميعها بالمراق، وهو جمع مرق قاله الهروي في الغريبين، أو لا واحد لها كما قاله الجوهري.

والرقق: محركة: الضعف في العظام، وهو مجاز، قال كعب بن زهير - رضي الله عنه- يصف ناقته:

خطارة بعد غب الجهد ناجـية     لا تشتكى للحفا من خفها رققا

صفحة : 6338

وفي ماله رقق أي: قلة رواه أبو عبيد هكذا، وهو مجاز، ورواه غيره بالفاء والقاف، وقد تقدم، وذكره الفراء بالنفي، فقال: يقال: ما في ماله رقق، أي: قلة. وقال الأصمعي: الرقراقة: المرأة التي كان الماء يجري في وجهها وقال غيره: جارية رقراقة البشرة: براقة البياض. والرقراق: سيف سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه، وهو القائل فيه:

فإن يكن الرقراق فلـل حـده      قراع الأعادي كابرا بعد كابر
توارثه الآباء من عهد جرهـم     وقبل بني صد بن عاد وجائر
فلست بمبتاع يد الدهر مثـلـه    أعرضه أخرى الليالي الغوابر

والرقراق: ماء فوق القادسية. وأيضا: والد ذواد الغطفاني الشاعر هكذا في العباب، والصواب أن والده أبو الرقراق، كما في التبصير. وقال ابن دريد: الرقارق، بالضم: الماء الرقيق في البحر، أو الوادي لا غزر له.

والرقارق: الشراب الرقيق وكذلك الرقراق، قال: والسيف الرقارق: الكثير الماء وقال غيره: هو البراق.

قال: ورقرقان السراب، بالضم: ما ترقرق منه، أي: تحرك قال العجاج:

ونسجت لوامع الحرور
برقرقان آلها المسجور
سبائبا كسرق الحرير

وأرقه إرقاقا: جعله رقيقا، وهو ضد غلظه تغليظا كرققة ترقيقا. وأرق المملوك: ملكه ضد أعتقه، فهو مرق، وهي مرقة كاسترقه، ويقال: استرق المملوك فرق: أدخله في الرق. ومن المجاز: أرق فلان: إذا ساءت حاله ومنه قولهم: عجبت من قلة ماله، ورقة حاله. وأرق العنب: تم نضجه، خاص بالأبيض كما في العباب. قلت: هكذا خصه أبو حنيفة، وقال: أرق: إذا رق جلده، وكثر ماؤه. وقال أبو عبيدة: فرس مرق أي: رقيق الحافر، ونص أبي عبيدة: خفيف الحافر، وبه رقق. ورققه جعله رقيقا ضد غلظه وهذا قد ذكر قريبا، فهو تكرار. ويقال: نزل رجل يقال له جابان بقوم ليلا فأضافوه وغبقوه، فلما فرغ قال: إذا صبحتموني كيف آخذ في طريقي وحاجتي? فقيل له: أعن صبوح ترقق و عن من صلة معنى الترقيق، وهو الكناية لأن الترقيق تلطيف وتزيين، وإذا كنيت عن شيء فهو ألطف من التصريح، فكانه قال: أي: تكنى عن الصبوح أي: تحسن الكلام وتزينه، كانيا عن صبوح، يضرب لمن كنى عن شيء وهو يريد غيره، كما أن الضيف، أراد بهذه المقالة أن يوجب الصبوح عليهم، نقله الصاغاني والزمخشري، وهو مجاز، ويروى عن الشعبي أنه سئل عن رجل قبل أم امرأته، فقال: أعن صبوح ترقق. حرمت عليه امرأته، كأنه أراد أن يقول: جامع أم امرأته فقال: قبل أم امرأته. واسترق الماء: نضب إلا يسيرا وهو مجاز.

ورقرق الماء وغيره: إذا صبه صبا رقيقا فترقرق. ورقرق الثريد بالسمن: إذا فعله كذلك أي: أدمه به، وقيل: كثره. وترقرق الماء: إذا تحرك وجاء وذهب ورقرقه هو، قال ذو الرمة:

طراق الخوافي واقع فوق ريعة      ندى ليله، في ريشه يترقـرق وقال رؤبة:

ألقى به الآل غديرا ويسقا
ضحلا إذا رقرقته ترقرقا

وترقرق الدمع: دار في الحملاق قال ذو الرمة:

أدارا بحزوى هجت للعين عبرة     فماء الهوى يرفض أو يترقرق

صفحة : 6339

وترقرق الشيء: لمع قال:

بمرهفة بيض إذا هي جردت      ترقرق فيهن المنايا اللوامع وترقرقت الشمس: إذا رأيتها صارت كأنها تدور، ومنه الحديث: إن الشمس تطلع ترقرق . قال أبو عبيد: يعني تدور ة تجىء وتذهب، وهي كناية عن ظهور حركتها عند طلوعها فإنها ترى لها حركة متخيلة بسبب قربها من الأفق وأبخرته المعترضة بينها وبين الأبصار، بخلاف ما إذا علت وارتفعت. ويقال: مال مترقرق للسمن، أو مترقرق للهزال ومترقرق لأن يرمد، أي: متهيىء له تراه قد دنا من ذلك الرمد، أي: الهلاك، ومنه عام الرمادة.

قال الصاغاني: والتركيب يدل على صفة تكون مخالفة للجفاء، وعلى اضطراب شيء مائع، وقد شذ عن هذا التركيب: الرق: ذكر السلاحف. قلت: ويمكن أن يكون على التشبيه بالرق الذي يكتب، كما هو ظاهر، فلا يكون شاذا عن التركيب فتأمل. ومما يستدرك عليه: ناقة رقيقة: ضعفت أنقاؤها ورقت، واتسع مجرى مخها، جمعه: رقاق ووقائق، عن ابن الأعرابي. والرق، بالكسر: الشيء الروق. ومسترق الأنف، ومرقه: حيث لان في جانبه.

ومراق الإبل: أرفاغها. وعيش رقيق الحواشي: ناعم، وهو مجاز. وفلان رقيق الدين، والحال، وهو مجاز.

والرقق محركة: رقة الطعام، وفي ألحديث: استوصوا بالمعزى، فإنه مال رقيق قال القتيبي: يعني أنه ليس له صبر الضأن على الجفاء، وفساد العطن وشدة البرد. ورجل رقيق: أي ضعيف هين. وهم أرق قلوبا، أي: ألين وأقبل للموعظة. وترققته الجارية: فتنته حتى رق، أي ضعف صبره، قال ابن هرمة:

دعته عنوة فترققـتـه     فرق ولا خلالة للرقيق وفلان رق عدده، أي سنوه التي يعدها: ذهب أكثرها، وبقي أقلها، فكان ذلك الأقل عنده رقيقا، نقله ابن الأعرابي، وهو مجاز. ورقت عظامه: إذا كبر وأسن. والمرفق، كمعظم: الرغيف الواسع الرقيق. ورقه فهو مرقوق: إذا ملكه، حكاه الأزهري وصاحب المصباح، عن ابن السكيت، ونقله الأكمل في العناية، فلا عبرة بإنكار بعضهم.

ورقرق الثوب بالطيب: أجراه فيه، قال الأعشى:

وتـبـرد بـرد رداء الـعـرو     س بالصيف رقرقت فيه العبيرا ورقراق السحاب: ما ذهب منه وجاء. وكل شيء له بصيص وتلألؤ فهو رقراق. وسراب رقرقان: ذو بصيص.

وترقرق: جرى جربا سهلا. وثوب رقارق، بالضم: رقيق. وترقرقت عينه: دمعت، ورقراقها هو. ورقراق الدمع: ما ترقرق منه، قال الشاعر:

فإن لم تصاحبها رمينا بأعـين     سريع برقراق الدموع انهلالها ورقرق الخمر: مزجها. وترقيق الكلام: تحسينه وتزيينه، وفي الحديث: فتجىء فتنة فيرقق بعضها بعضا . أي: تشوق بتحسينها وتسويلها. وأرقت بهم أخلاقهم: شحت، وهو مجاز. واسترق الليل: مضى أكثره. وترقق: مشى مشيا سهلا. ورقق بين القوم: أفسد. ولا تدري علام يتراق هرمك أي على أي شيء يتناهى رأيك، ويبلغ، آخره.

صفحة : 6340

والرقة: قريتان بمصر في الصعيد الأدنى، وقد مررت بهما. والرقيات: مسائل كان جمعها محمد ابن الحسن الشيباني- رحمه الله تعالى- حين كان قاضيا بالرقة. والرقق: موضع من ديار بني عمرو ابن كلاب. ويوم رقراق: حار، عن الفراء. ورقة باسق: بالمحول، من أعمال نهر عيسى. ورقة: مأسدة.

ر-م-ق
الرمق، محركة: بقية الحياة قاله الليث، وفي الصحاح: بقية الروح، وقال ابن دريد: باقي النفس، يقال: سد رمقه، وقال غيره: آخر النفس ج: أرماق كسب وأسباب. والرمق: القطيع من الغنم فارسي معرب رمه. وقال ابن فارس: عيش رمق، ككتف: يمسك الرمق. وقال ابن دريد: رمقه يرمقه رمقا: إذا لحظه لحظا خفيفا كذا في سائر النسخ خفيفا، وهو غلط، قال: ورجل يرموق أي: ضعيف البصر. وقال الليث: الرامق كصاحب: الطائر الذى ينصبه الصياد ليقع عليه البازي فيصيده، ويقال له أيضا: الرامج، والملواح، وهو أن يؤتى ببومة، فيشد في رجلها شيء أسود، وتخاط عيناها، ويشد في ساقيها بخيط طويل فإذا وقع عليها البازي صاده الصياد من قترته، ونقله ابن دريد أيضا، وقال: لا أحسبه عربيا محضا. ويقال: مالي في عيشه وما عيشه إلا رمقة، بالضم. ورماق ككتاب، رماق. مثل سحاب، ورمق مثل جبل الثالثة عن يعقوب أي: بلغة، أو قليل يمسك الرمق وقال رؤبة:

ما وجز معروفك بالرماق
ولا مؤاخاتك بالمذاق

قال يعقوب: ومن كلامهم: موت لا يجر إلى عار خير من عيش في رماق. وحبل أرماق أي: ضعيف خلق.

والرومقان، بالضم وفتح الميم: ع بالكوفة بل طسوج من طساسيج السواد في سمتها. وقال ابن الأعرابي: الرمق، بضمتين: الفقراء المتبلغون بالرماق: للقليل من العيش. قال: والرمق أيضا: الحسدة، واحده رامق، ورموق وهو: الذي يرمق الناس بعينه شزرا وحسدا. والرمق كركع: الضعيف من الرجال. والترميق: العمل يعمله الرجل ولا يحسنه وقد يتبلغ به وهو يرمق في الشيء-: لا يبالغ في عمله، ويقال: رمق على مزادتيك، أي: رمهما مرمة يتبلغ بها. وهو مرمق العيش، ومرمقه، كمعظم، ومحمر الأولى عن ابن دريد، وفسرها بقوله: ضيقه والثانية عن أبي عبيد، وفسرها بقوله: أو خسيسه دونه وأنشد للكميت:

نعالج مرمقا من العـيش فـانـيا     له حارك لا يحمل، العبء أجزل قال بن دريد: ومن كلامهم: أضرعت الضان فربق ربق، ورمدت المعزى فرمق رمق ونص ابن فارس: أضرعت المعزى أي: اشرب لبنها قليلا قليلا لأنها تنزل قبل نتاجها بأيام، قاله ابن فارس، وقال غيره: لأنها تضع بعد مدة، وسبق الإيماء لذلك في رب ق. وقال ابن عباد: ترميق الكلام: تلفيقه وقال الزمخشري: رمق الكلام: لفقه شيئا فشيئا. وقال الأصمعي: ارمق الإهاب، كاحمر: إذا رق، ومنه ارمقاق العيش، قال الكميت يمدح بني أمية:

ولم يدبغونا على تحلىء      فيرمق أمر ولم يغملوا وقال ابن دريد: ارمق الشيء: ضعف وكذلك ارمق الحبل: إذا ضعفت قواه. وارمقت الغنم: إذا ماتت قال رؤبة:

عرفت من ضرب الحرير عتقا
فيه إذا السهب بهـن ارمـقـا

صفحة : 6341

وترمق اللبن أي: شربه قليلا قليلا. قال: وترمق الماء وغيره: إذا حساه حسوة بعد حسوة أخرى. والمرامق: من لم يبق في قلبه من مودتك إلا قليل قال الراجز:

وصاحب مرامق داجيته
دهنته بالدهن أو طليته
على بلال نفسه طويته

وتقول: هذه النخلة ترامق بعرق، أي: لا تحيا ولا تموت. ويقال: رامق الأمر مرامقة: إذا لم يبرمه قال العجاج:

والأمر ما رامقته ملهوجا
يضويك ما لم تجن منه منضجا

والرماق، ككتاب: النفاق ومنه حديث طهفة: ما لم تضمروا الرماق وهو قريب من معنى المداراة لأن المنافق مدار بالكذب، حكاه الهروى في الغريبين، وقد تقدم أنه يروى أيضا: بالرفاق ، بالفاء. والرماق أيضا: مصدر رامقه، وهو أن تنظر إليه نظرا شزرا، نظر العداوة. والرماق من العيش: الضيق وهذا قد تقدم، فهو تكرار، ولعله إنما أعاده ثانيا، للإشارة إلى تفسير حديث طهفة على قول بعض، والمعنى: مالم تضق قلوبكم عن الحق.


وارماق هزالا: هلك وقال ابن عباد: ارماقت غنمه: إذا هلكت هزالا. وقال غيره: ارماق الحبل أي: ضعف.

ومما يستدرك عليه: رجل رامق، أي: ذو رمق، قال:

كأنهم من رامق ومقصد
أعجاز نخل الدقل المعصد

ورمقه: أمسك رمقه، وفم يرمقونه بشيء، أي: قدر ما يمسك رمقه. والمرامق: الذي بآخر رمق. وفلان يرامق عيشه: إذا كان يداريه. ورمقه ترميقا: نظر نظرا طويلا شزرا. ورمقه رمقا، ورامقه: نظر إليه. ورمقته ببصري، ورامقته: إذا أتبعته بصرك تتعهده، وتنظر إليه وترقبه. ورمق ترميقا: أدام النظر، مثل: رنق. وارمق الطريق: إذا طال وامتد. والمرمق، كمحمر: الفاسد من كل شيء. فائدة مهمة: قال أبو سعد السمعاني- في حرف الراء من الأنساب-: الرمقي محركة، وفي آخره قاف: نسبة شعيب بن شعيب بن إسحاق الرمقي، يروى عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وعنه حفص بن عمرو الأردبيلي، قال الحافظ: وهذا وهم، وقد تبع فيه ابن ماكولا فإنه ذكره هكذا أيضا، والعجب منهما كيف راج عليهما هذا، وهو تصحيف، قيل: صحفه حفص بن عمر والمذكور، ثم راج على ابن الأثير في مختصره، وكذا راج هذا الوهم على أبي محمد الرشاطي، فنقل كلام الأمير بعقبه، وزاد أنه منسوب إلى الرمق: ما بين نهاوند وهمذان، انتهى. والمذكور إنما هو دمشقي من رجال الشيخين، وقد ذكره الحافظ بن عساكر في تاريخه على الصحيح، وتبعه من صنف في رجال الكتب الستة، والكمال لله، فإن الأمر أشهر فيه من أن يحتاج إلى إقامة دليل ، فتأمل ذلك.

ر-ن-ق
رنق الماء، كفرح اقتصر عليه الصاغاني ونصر ذكره ابن سيده رنقا، ورنقا بالتحريك ورنوقا بالضم، ففيه لف ونشر غير مرتب: كدر ومنه الحديث: ليس للشارب إلا الرنق والطرق وقال زهير ابن أبي سلمى:

شج السقاة على ناجودها شبما      من ماء لينة لا طرقا ولا رنقا كترنق، فهو رنق، كعدل، وكتف، وجبل واقتصر الجوهري على الأول، قال مرداس بن أدية:

مخافة أن يرين البؤس بعدي     وأن يشربن رنقا بعد صافي

صفحة : 6342

والترنوق، ويضم، والترنوقاء بالضم مع المد، واقتصر أبو عبيد على الأول: الطين الذي في الأنهار والمسيل إذا نضب أي: انحسر عنها، وفي العباب عنه الماء قال ابن هرمة يمدح ابن حنظب:

ما زلت مفترط السجال من العلى     في حوض أبلج يمدر الترنوقـا ورونق السيف: ماؤه وحسنه، قال الأعشى يمدح المحلق:

ترى الجود يجري ظاهرا فوق وجهه     كما زان متن الهندوانـي رونـق ومنه: رونق الضحى وغيرها، وهو ماؤه وحسنه وصفاؤه، وهو مجاز، يقال: أتيته في رونق الضحى، أي: أولها، كما يقال: وجه الضحى، قال:

ألم تسمعي أي عبد في رونق الضحى      بكاء حـمـامـات لـهـن هـدير والسيف يزينه رونقه أي: ماؤه وفرنده.

وقال ابن عباد: يقال: صار الماء رونقة: إذا غلب الطين على الماء هكذا في العباب، والصواب: صار الماء رنقة واحدة، كما هو نص اللحياني في النوادر. والرنقاء من الطير: القاعدة على البيض، وفي قصة سليمان عليه السلام: احشروا الطير إلا الشنقاء والرنقاء والبلت الرنقاء عرف معناه، والبلت: ذكر في موضعه، والشنقاء: التي تزق فراخها. قال: والرنقاء: ماء لبني تيم الأدرم ابن ظالم هكذا في النسخ، والصواب تيم الأدرم بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش، قال القتال:

عفت أجلي من أهلها فقليبهـا     إلى الدوم فالرنقاء قفرا كثيبها والرنقاء من الأرض: التي لا تنبت شيئا ج: رنقاوات عن ابن عباد. قال: والريانق: جمع رنقة الماء بالفتح وهو مقلوب أصله الرنائق، والرنقة: الماء القليل الكدر يبقى في الحوض. وقال ابن الأعرابي: أرنق الرجل: إذا حرك لواءه للحملة. قال: وأرنق اللواء نفسه: تحرك. وأرنق الماء: كدره، كرنقه ترنيقا في الوجهين مثله. ورنقه أيضا: صفاه عن الكدر، فهو ضد، قال ابن الأعرابي: الترنيق يكون تصفية، ويكون تكديرا وهو من الأضداد. ويقال: رنق الله تعالى قذاتك أي: صفاها عن ابن الأعرابي. ورنق القوم بالمكان: إذا أقاموا به واحتبسوا. ويقال: رنقوا في كذا من الأمر: إذا خلطوا الرأي. ورنق الطائر: خفق بجناحيه في الهواء ورفرف ولم يطر، وفي الصحاح: وثبت فلم يطر، وقال غيره: رفرف فلم يسقط ولم يبرح، قال الراجز يصف العلم:

وتحت كل خافق مرنق
من طيىء كل فتى عشنق

وقال بعضهم: ترنيق الطائر على وجهين، أحدهما: صفه جناحيه في الهواء لا يحركهما، والآخر: أن يخفق بجناحيه، ومنه قول ذي الرمة:

إذا ضربتنا الريح رنق فوقـنـا      على حد قوسينا كما خفق النسر ورنق النوم في عينيه: إذا خالطهما نقله الصاغاني، زاد الزمخشري: ولم ينم، وهو مجاز، قال ابن الرقاع:

وسنان أقصده النعاس فرنقت     في عينه سنة وليس بنـائم والترنيق: الضغف يكون في البصر، وفي البدن، وفي الأمر، الأخير هو المشار إليه بقوله: وفي الأمر: خلطوا الرأي، فهو تكرار. والترنيق: إدامة النظر كالترميق، والتدنيق، عن ابن الأعرابي. وقال الليث: الترنيق: كسر جناح الطائر برمية أو داء يصيبه حتى يسقط، وهو مرنق الجناح، كمعظم قال:
فيهوي صحيحا أو يرنق طائره

صفحة : 6343

وأنشد بن الأعرابي:

رمدت المعزى، فرنق رنق
ورمد الضأن فربق ربق

أي: أنتظر ولادتها، فإنه سيطول إنتظارك لها، وربما قيل بالميم وبالدال أيضا، وقد سبق في: رب ق.

ومما يستدرك عليه: الرنق، بالفتح: تراب في الماء من القذى ونحوه، وقال ابن بري: وقد جمع رنق على رنائق، كانه جمع رنيقة، قال المجنون:

يغادرن بالموماة سخلا كـأنـه     دعاميص ماء نش عنها الرنائق ورنقت السفينة، فهى مرنقة: إذا دارت في مكانها، ولم تسر. ورنق: تحير. والترنيق: قيام الرجل لا يدري أيذهب أم يجىء. ورنق اللواء ترنيقا: حركه. ورنق اللواء نفسه: إذا تحرك على الرؤوس، وأنشد ابن الأعرابي:

يضربهم إذا اللواء رنقا
ضربا يطيح أذرعا وأسوقا

وكذلك الشمس إذا قاربت الغروب فقد رنقت. ومن المجاز: رنقت منه المنية: إذا دنا وقوعها، استعير من ترنيق الطائر، قال أبو صخر الهذلي:

ورنقت المنية فهي ظـل      على الأبطال دانية الجناح ورنق النظر: أخفاه. والرنق، بالفتح: الكذب. ورونق الشباب: أوله وماؤه، وهو مجاز. ولقيت فلانا مرنقة عيناه، أي: منكسر الطرف من جوع أو غيره. ويقال: رنق ولا تعجل، أي: توقف وانتظر. ورنق الأسير: مد عنقه عند القتل، كما يخفق الطائر المرنق جناحيه.والرنقاء: موضع، قال القتال الكلابي:

عفت أجلي من أهلها فقليبهـا     إلى الدوم فالرنقاء قفرا كثيبها

 ر-و-ق
الروق: القرن من كل ذي قرن، والجمع: أرواق، قال عامر بن فهيرة - رضي الله عنه-:

كالثور يحمي أنفه بروقه وسيأتي بقيته في ط و ق . ومعنى: روق من الليل أي: طائفة منه، قال ابن بري: وجمعه أروق، وأنشد:

خوصا إذا ما لليل ألفى الأروقا
خرجن من تحت دجاه مرقا

وفسره أبو عمرو الشيباني، فقال: هو جمع رواق. والروق من البيت: رواقه، أي: الشقة التي دون الشقة العليا نقله الأزهري، وأنشد لذي الرمة:

بثنتين إن تضرب ذهي تنصرف ذهيلكلتيهما روق إلى جنب مخدع قال غيره: وقد يكون الرواق من شقة وشقتين، وثلاث شقق. وقال الزمخشري: قعدوا في روق بيته، ورواق بيته، أي: مقدمه، وهو مجاز. ومن المجاز: مضى من الشباب روقه، أي: أوله وكذا: فعل ذلك في روق شبابه.

والروق: العمر، ومنه: أكل روقه وعلى روقه أي: أسن، وفي العباب: أي: طال عمره حتى تتحات أسنانه.

والروق من الخيل: الحسن الخلق يعجب الرائي، كالريق وأنشد المفضل:

على كل ريق ترى معلما      يهدر كالجمل الأجـرب

صفحة : 6344

والروق: الستر يمد دون السقف. والروق: موضع الصائد مشبه بالرواق.والروق: الرواق، وهو مقدم البيت وسيأتي قريبا. والروق: الشجاع الذي لا يطاق. والروق: الفسطاط وقال الليث: بيت كالفسطاط يحمل على سطاع واحد في وسطه، ومنه الحديث: وضرب الشيطان روقه، ومد أطنابه . والروق: عزم الرجل وفعاله وهمه، ومنه قولهم: ألقى عليه أرواقه كما سيأتي. والروق: السيد عن ابن الأعرابي، وهو مجاز.قال: والروق: الصافي من الماء وغيره.قال والروق: المعجب كالريق. والروق: نفس النزع. وقال غيره: الروق: الإعجاب بالشيء، وقد راقه يروقه: إذا أعجبه. والروق: الجماعة يقال: جاءنا روق من بني فلان، أي: جماعة منهم، كما يقال: جاءنا رأس، لجماعة القوم، نقله الأصمعي. والروق: الحب الخالص. والروق: مصدر راق عليه، أي: زاد عليه فضلا، قال ابن قيس الرقيات:

راقت على البيض الحسا     ن بحسنها وصفـائهـا وروق: جد لمحمد بن الحسن ابن عبد الله بن روق الراسبي الروقي المحدث المروزي، حدث عن يحيى ابن آدم، وعنه أبو بكر أحمد بن محمد البسطامي، مات سنة 268. وفاته: عبيد الله بن طاهر الروقي أبو البركات، وسعيد بن أسعد بن محمد بن عبيد الله، كتب عنه ابن السمعاني. والروق: البدل من الشيء عن ابن عباد. والروق: الجثة نفسها ومنه قولهم: رمونا بأرواقهم، أي: بأنفسهم. ومن المجاز: داهية ذات روقين تثنية الروق، وهو القرن، أي: عظيمة وفي شعر علي- رضي الله عنه:

تلكم قريش تمناني لتقتـلـنـي    فلا وربك ما بروا وما ظفروا
فإن هلكت فرهن ذمتي لهـم    بذات روقين لا يعفو لها أثـر

ويروى بذات ودقين ، وسيأتي للمصنف هذه الأبيات في ودق ، وقيل: أراد بها هنا الحرب الشديدة.

ويقال: رمى فلان بأرواقه على الدابة: إذا ركبها، ورمى بأرواقه عنها: إذا نزل عنها، كذا في المحيط واللسان.

وألقى عليه أرواقه: إذا عدا فاشتد عدوه حكاه أبو عبيد، ومنه قول تأبط شرا:

نجوت منها نجائي من بجيلة إذ     ألقيت ليلة جنب الجو أرواقي أي: لم أدع شيئا من العدو إلا عدوته، وأنكره شمر، وقال: لا أعرفه بهذا المعنى، ولكنه أعرفه بمعنى الجد في الشيء، وأنشد بيت تأبط شرا هذا. وربما قالوا: ألقى أرواقه: إذا أقام بالمكان مطمئنا كما يقال: ألقى عصاه كأنه ضد وفيه نظر. وألقى عليك أرواقه، وهو أن تحبه حبا شديدا حتى تستهلك في حبه، وكذلك ألقى شراشره، وقد ذكر في موضعه، وبه فسر قول رؤبة:

والأركب الرامون بالأرواق ومن المجاز: ألقت السحابة على الأرض أرواقها أي: مطرها ووبلها وقيل: ألحت بهما وثبتت بالأرض، قال:

وباتت بأرواق علينا سواريا أو ألقت السما: بأرواقها، أي: بجميع ما فيها من الماء، قاله ابن الأنباري، وقيل: مياهها الصافية من راق الماء: إذا صفا، واستبعده ابن الأنباري، قال: لأن العرب لم تستعمل ماء روق، وماءان روقان، وأمواه أرواق، وقال غيره: بأرواقها، أي: مياهها المثقلة بالسحاب، ويقال: أرخت السماء أرواقها وعزاليها. وأرواق الليل: أثناء ظلمته قال:

وليلة ذات قتام أطباق

صفحة : 6345

وذات أرواق كأثناء الطاق وهو مجاز. والأرواق من العين: جوانبها قال الطرماح:

عيناك غربا شنة أسبـلـت     أرواقها من كين أخصامها ويقال: أسبلت أرواقها أي: سالت دموعها وهو مجاز، وأما قول الأعشى:

ذات غرب ترمى المقدم بالرد    ف إذا ما تلاقـت الأرواق ففيه ثلا ثة أقوال، قيل: أراد أرواق الليل، وقيل: الأجساد إذا تدافعت في السير، وقيل: أراد بها القرون.

وروق الفرس: الرمح الذى يمدة الفارس بين أذنيه، وذلك الفرس أروق، فإن لم يفعل فارسه ذلك فهو أجم.

والرواق، ككتاب، وغراب وعلى الأول اقتصر الجوهري وغيره: بيت كالفسطاط يحمل على سطاع واحد في وسطه، قاله الليث أو سقف في مقدم البيت نقله الجوهري، وقيل: هو ستر يمد في دون السقف، وقال أبو زيد: رواق البيت: سترة مقدمه من أعلاه إلى الأرض، وكفاؤه: سترة أعلاه إلى أسفله من مؤخره، وستر البيت: أصغر من الرواق، وفي البيت في جوفه ستر آخر يدعى الحجلة، وقال بعضهم: رواق البيت: مقدمه، وكفاؤه: مؤخره، وخالفتاه: جانباه ج: أروقة، وفي الكثير: روق، بالضم قال سيبويه: لم يجز ضم الواو كراهية للضمة قبلها والضمة فيها. والرواق: حاجب العين ولها رواقان عن ابن عباد. والرواق من الليل: مقدمه وجانبه نقله ابن سيده، وأنشد:

يردن والليل مرم طائره
مرخى رواقاه هجود سامره

ويروى ملقى رواقاه . والنعجة تسمى رواقا، وتشلى للحلب فيقال: رواق رواق، قال ابن عباد: وإنما تسمى به إذا كانت الروقاء. وكشداد: رجل من عقيل هو الرواق بن مالك بن يزيد بن خفاجة ابن عقيل، من ولده: جابر بن عبد الله ابن جابر بن الحر بن الرواق، يعد في التابعين. والراووق: المصفاة، وربما سموا الباطية راووقا. وقال الليث: الراووق: ناجود الشراب الذي يروق به فيصفى والشراب يتروق منه من غير عصر. قلت: وقد تقدم في موضعه أن الناجود هي الباطية، قال العبادي:

قدمته على عقار كعين ال     ديك صفي سلافه الراووق وقال ابن الأعرابي: الراووق: الكأس بعينها قال شمر: خالف ابن الأعرابي- أي: في ذلك- جميع الناس.

وفي المحكم: ريق الشباب وغيره بالفتح، وريقه، ككيس أي: أوله قال البعيث:

مدحنا لها ريق الشباب فعارضت      جناب الصبا في كاتم السر أعجما ويقال: فعله في روق شبابه، وريق شبابه، أي: في أوله وأصله ريوق فيعل، فأدغم، وربما يخفف، كهين وهين.

وقال ابن عباد: قيل: الريق: أن يصيبك من المطر يسير وهو من الأضداد أي: مع قولهم ريق كل شيء: أوله.

وغلمان روقة، بالضم: حسان، جمع رائق كفاره وفرهة، وصاحب وصحبة، وهو من راق الشيء: إذا صفا، وقال الفراء: غلام روقة، وجمل روقة وجارية روقة أيضا وكذا ناقة روقة، وكذلك نوق روقة، قال:

ترميهم ببكرات روقه أنشده ابن الأعرابي، إلا أنه قال: روقة هنا جمع رائق، وقال ابن سيده: فأما الهاء عندي فلتأنيث الجمع.

صفحة : 6346

وقال ابن دريد: الروقة: الشيء اليسير لغة يمانية. والروقة: الجميل جدا من الناس، وكذلك الاثنان والجميع والمؤنث، وقد يجمع على روق، وربما وصفت به الخيل والإبل في الشعر، وأطلقه ابن الأعرابي، فلم يخص شعرا من غيره. والروقة بالفتح: الجمال الرائق. وروق: ة، بجرجان نقله الصاغاني. والروق، محركة: أن تطول الثنايا العليا السفلى وتشرف عليها وهو أروق وهى روقاء قال لبيد -رضي الله عنه- يصف أسهما:

رقميات عليها نـاهـض      تكلح الأروق منهم والأيل ج: روق بالضم، وأنشد ابن دريد :

فداء خالتي لـبـنـي حـيي    خصوصا يوم كس القوم روق وكذلك قوم روق، ورجل أروق وقيل: إن روقا جمع روقة، كما تقدم وقيل: جمع رائق، كبازل وبزل، ومنه قول الراجز:

من لبن الدهم الروق
حتى شتا كالذعلوق

 وتروق كتكون: اسم هضبة.

وأراقه أي: الماء، ونحوه: صبه وهراقه يهريقه- بدل- وكذا: أهراقه يهريقه- عوض -: صبه، قال الصاغاني: وسنعيد ذكره ثانيا في: ر ي ق . وقال ابن سيده: وإنما قضى على أن أصل أراق: أروق لأمرين، أحدهما: أن كون عين الفعل واوا أكثر من كونها ياء فيما اعتلت عينه، والآخر أن الماء إذا هريق ظهر جوهره وصفا، فراق رائيه يروقه، فهذا يقوي كون العين منه واوا، على أن الكسائي قد حكى راق الماء يريق: إذا انصب، وهذا قاطع بكون العين ياء، قال ابن برى: أرقت الماء منقول من راق الماء يريق ريقا: إذا تردد على وجه الأرض، فعلى هذا كان حقه أن يذكر في فصل ر ي ق لا ر و ق . والترويق: التصفية يقال: روق الشراب: إذا صفاه بالراووق، قال الأعشى:

وشاو إذا شئنا كميش بمسعر     وصهباء مزباد إذا ما تروق وقال ابن الأعرابي: الترويق: أن تبيع سلعة وتشتري أجود منها وأحسن، يقال: باع سلعته فروق وقال غيره: أطول منها وأفضل، وقال ثعلب: هو أن تبيع باليا وتشترى جديدا. ومن المجاز: بيت مروق كمعظم، أي: له رواق وهو ستر يمد دون السقف، وقد روقه، وأنشد ابن بري للأعشى:

وقد أقطع الليل الطويل بفتية      مساميح تسقى والخباء مروق وروق السكران: بال في ثيابه هذه وحدها عن أبي حنيفة، وهو مجاز. وروق الفلان في سلعته: إذا رفع له في ثمنها وهو لا يريدها عن ابن عباد. ويقال: هو مراوقي أي: رواقه بحيال رواقي أي: رواق بيته بحيال رواق بيتي، كما في العباب، وفي الأساس: هو جاري مراوقي: إذا تقابل الرواقان. وريوقان، بالكسر: ة، بمرو منها: أبو محمد عبد الله بن عقبة الريوقاني، يقال: إن إسحق بن راهويه مولاهم. ومما يستدرك عليه: حرب ذات روقين، أي: شديدة، وهو مجاز. ورماه بأرواقه: إذا رماه بثقله. وأرواق الرجل: أطرافه وجسده. وألقى علينا أرواقه: إذا غطانا بنفسه. وفي نوادر الأعراب: روق المطر والجيش والخيل: مقدمه. وروق الرجل: شبابه. وليل مروق: مرخى الرواق، قال ذو الرمة يصف الليل- وقيل الفجر-:

وقد هتك الصبح الجلى كفاءة      ولكنه جون السراة مـروق

صفحة : 6347

وربما قالوا: روق الليل: إذا مد رواق ظلمته، وألقى أروقته. وروقة المؤمنين، بالضم: خيارهم وسراتهم، جمع رائق. واستعار دكين الراووق للشباب، فقال:

أسقى براووق الشباب الخاضل وتروق الشراب: صفا من غير عصر ورجل مريق، وماء مراق. وأراق ماء ظهره، وهراقه، على البدل، وأهراقه على العوض، كما ذهب إليه سيبويه في أسطاع. والإراقة: ماء الرجل، وهي الهراقة، على البدل، والإهراقة، على العوض. وهما يتراوقان الماء: يتداولان إراقته. وروق الليل: أظلم، وكذلك: أروق. والرواق، من السحاب: ما دار منه، كرواق البيت. وسنة روقاء، وسنوات روق، وعاث فيهم عام أروق، كأنه ذئب أورق. وشراب رائق: مصفى، ومسك رائق: خالص. وروق السحاب: سيله، قال:

مثل السحاب إذا تحدر روقه     ودنا أمر وكان مما يمنـع

ر-ه-ق
رهقه، كفرح: غشيه ولحقه يرهقه رهقا، ومنه قول الله تعالى: ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة وفي الحديث: إذا صلى أحدكم إلى شيء فليرهقه أي: فليغشه. أو رهقه رهقا: إذا دنا منه، ويقال: رهق شخوص فلان، أي: دنا وأزف، وطلبت فلانا حتى رهقته، أي: حتى دنوت منه سواء أخذه أو لم يأخذه. واختلف في قوله تعالى: فزادوهم رهقا قيل: الرهق، محركة هو السفه. وقيل: هو النوك والخفة والعربدة وركوب الشر عن أبي عمرو، وأنشد في وصف كرمة وشرابها:

لها حليب كأن المسك خـالـطـه      يغشى الندامى عليه الجود والرهق وقال الفراء- في قوله تعالى- فلا يخاف بخسا ولا رهقا . إن الرهق هو الظلم.

وقيل: هو غشيان المحارم . قال الأزهرى: الرهق: اسم من الإرهاق، وهو أن تحمل الإنسان على مالا يطيقه. والرهق أيضا: الكذب وبه فسر قول الشاعر:

حلفت يمينا غير ما رهق       بالله رب محمد وبـلال قاله النضر. والرهق أيضا: العجلة قال الأخطل:

صلب الحيازيم لا هذر الكلام إذا     هز القناة ولا مستعجل رهـق وفي الحديث: إن في سيف خالد رهقا ، وقد رهق، كفرح، في الكل رهقا. ويقال: هو يغدو الرهقى، كجمزى، أي: يسرع في مشيه وفي المحكم: في عدوه حتى يرهق طالبه قال ذو الرمة:

حتى إذا هاهى به وأسدا
وانقض يعدو الرهقى واستأسدا

والرهيق كأمير: لغة في الرحيق، بمعنى الخمر كالمدح والمده. والرهوق كصبور: الناقة الوساع الجواد التي إذا قدتها رهقتك حتى تكاد تطؤك بخفيها قاله النضر، وأنشد:

وقلت لها أرخى فأرخت برأسها       غشمشمة للـقـائدين رهـوق والريهقان، بضم الهاء: الزعفران نقله ابن دريد، وأنشد:

التارك القرن على المتان
كأنما عسل بريهقان

وأنشد ابن برى، والصاغاني لحميد ابن ثور - رضي الله عنه-:

فأخلس منها البقل لونا كأنه      عليل بماء الريهقان ذهيب

صفحة : 6348

وقال أبو حنيفة: زعم بعض الرواة أن الزعفران يقال له: الريهقان، ولم أجد ذلك معروفا. قلت: ولا عبرة إلى إنكاره هذا، فقد أثبته غير واحد من الأئمة. ويقال: القوم رهاق مائة، كغراب، وكتاب أي: زهاؤها ومقدارها، حكاه ابن السكيت عن ابن دريد. وأرهقه طغيانا أي: أغشاه إياه، وألحق ذلك به، يقال: أرهقني فلان إثما حتى رهقته، أي: حملني إثما حتى حملته، وقال أبو خراش الهذلي:

ولولا نحن أرهقه صهيب      حسام الحد مطرورا خشيبا أي: أغشاه إياه. وقال أبو زيد: أرهقه عسرا أي: كلفه إياه ومنه قوله تعالى: ولا ترهقني من أمري عسرا وقيل: معناه لا تغشني شيئا. ومن المجاز: أرهق الصلاة: إذا أخرها حتى كادت أن تدنو من الأخرى عن الأصمعي، ومنه حديث ابن عمر: وقد أرهقنا الصلاة ونحن نتوضأ، فقال: ويل للأعقاب من النار . وأرهقته أن يصلي أي: أعجلته عنها، ويقال: لا ترهقني، لا أرهقك الله أي: لا تعسرني لا أعسرك الله، وهي تتمة لقول أبى زيد السابق.

والمرهق، كمكرم: من أدرك زاد الصاغاني: ليقتل، وأنشد:

ومرهق سال إمتاعا بأصـدتـه      لم يستعن وحوامي الموت تغشاه
فرجت عنه بصرعينـا لأرمـلة    أو بائس جاء معناه كمـعـنـاه

قال ابن بري: أنشده أبو علي الباهلي غيث بن عبد الكريم لبعض العرب يصف رجلا شريفا ارتث في بعض المعارك، فسألهم أن يمتعوه بأصدته، وهي ثوب صغير يلبس تحت الثياب، أي: لا يسلب، وقوله: لم يستعن، أي: لم يحلق عانته وهو في حال الموت، والصرعان: الإبلان ترد إحداهما حين تصدر الأخرى، لكثرتها، يقول: افتديته بصرعين من الإبل فأعتقته بهما، وإنما أعددتهما للأرامل والأيتام أفديهم بهما. قلت: وروى أبو عمر في اليواقيت صدر البيت الأول:

مثل البرام غدا في أصدة خلق وقد مر الإيماء إلى ذلك في ص ر ع أيضا، وقال الكميت:

تندى أكفهـم وفـي أبـياتـهـم     ثقة المجاور والمضاف المرهق والمرهق كمعظم: هو الموصوف بالرهق محركة، وهو الجهل والخفة في العقل، قاله الليث، وأنشد:

إن في شكر صالحينا لمـا يد      حض قول المرهق الموصوم وقيل: المرهق: من يظن به السوء أو يتهم ويؤبن بشر أوسفه، ومنه الحديث: أنه صلى على امرأة كانت ترهق .
والمرهق: من يغشاه الناس كثيرا، وتنزل به الأضياف قال زهير يمدح هرم بن سنان:

ومرهق النيران يطعم في ال      لأواء غير ملعـن الـقـدر وقال ابن هرمة:

خير الرجال المرهقون كما خير تلاع البلاد أوطؤهـا وراهق الغلام مراهقة: قارب الحلم فهو مراهق، والجارية مراهقة. وفي حديث سعد- رضي الله عنه: أنه كان إذا دخل مكة مراهقا خرج إلى عرفة قبل أن يطوف بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم يطوف بعد أن يرجع أي: مقاربا لآخر الوقت كأنه كان يقدم يوم التروية أو يوم عرفة، فيضيق عليه الوقت حتى كاد يفوته التعريف كذا في النهاية والعباب، وهو مجاز.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6349

الرهق، محركة: التهمة والإثم، عن قتادة. ورجل مرهق، كمعظم: موصوف به، ولا فعل له. والمرهق أيضا: الفاسد، ومن به حدة وسفه. والمتهم في دينه. وقال ابن الأعرابي: إنه لرهق نزل، أي: سريع إلى الشر، قال الكميت:

و لاية سلـغـد ألـف كـأنـه    من الرهق المخلوط بالنوك أثول والرهق، محركة: التهمة والإثم، عن قتادة، والذلة والضغف، عن الزجاج، والغي، عن ابن الكلبي، والفساد، والعظمة، والكبر، والعنت، واللحاق، والهلاك، ومن الأخير قول رؤبة يصف حمرا وردت الماء: بصبصن واقشعررن من خوف الرهق أي: من خوف الهلاك. والرهق أيضا: الهلاك. والرهقة: المرأة الفاجرة.

ورهق فلان فلانا: إذا تبعه وقارب أن يلحقه. وأرهقناهم الخيل: ألحقناهم إياها. وبه رهقة شديدة، وهي العظمة والفساد. وأرهقكم الليل فأسرعوا، أي: دنا، وهو مجاز. ورهقتنا الصلاة رهقا، أي: حانت، وهو مجاز. وأتينا في العصير المرهقة، وهو مجاز أيضا. ويقال: جارية راهقة، وغلام راهق، وذلك ابن العشرة إلى إحدى عشرة، ومنه قول الشاعر:

وفتاة راهق علقـتـهـا     في علالي طوال وظلل ورجل رهق، ككتف: معجب ذو نخوة. ورهقه الدين: غشية وركبه، وهو مجاز. ويقال: صلى الظهر مراهقا، أي: مدانيا للفوات، وهو مجاز أيضا.

ر-ي-ق
الريق: تردد الماء على وجه الأرض من الضحضاح ونحوه نقله الليث. والريق: الباطل يقال: أقصر عن ريقك، أي: عن باطلك، قال الشاعر:

حماريك سوقى وازجري إن أطعتنيولا تذهبي في ريق لب مضلل والريق من كل شيء: الأول والأفضل من المطر، والشباب، وغيرهما، وهو مخفف من الريق كسيد، وقد تقدم شاهده من قول لبيد في روق كالريوق، كتننور عن أبي عبيدة. وريق السيف: اللمعان ومنه حديث بدر: فإذا بريق سيف من ورائي هكذا ضبطه الواقدي بكسر الموحدة وفتح الراء، وقال غيره: ولو روي بفتح الباء وكسر الراء لكان وجها بينا، قاله ابن الأثير. والريق: الماء يشرب على الريق غدوة. وخبز ريق، ورائق أي: قفار بغير إدام، يقال: أكلت خبزا ريقا، ورائقا، الأول عن ابن دريد والثاني عن الأصمعي.وراق الماء يريق ريقا: انصب حكاه الكسائي. وأراقه هو إراقا- وهراقه على البدل عن اللحياني، وقال: هى لغة يمانية، ثم فشت في مضر. وراق السراب يريق ريقا: تضحضح فوق الأرض نقله الليث، وهو مجاز، قال رؤبة:
إذا جرى من آلها الرقـراق
ريق وضحضاح على القياقي

ومن سجعات الأساس: كان وعده ريق السراب، وبرق السحاب كتريق نقله الصاغاني. والريق، بالكسر: الرضاب، وهو: ماء الفم ولعابه، وقال الليث: هو ماء الفم غدوة قبل الأكل، ويؤنث في الشعر، فيقال: ريقتها.

صفحة : 6350

وقال غيره: الريقة أخص منه، ج: أرياق. والريق: القوة والرمق يقال: كان هذا الأمر وبنا ريق، ورمق، وبلة، أي: قوة ورخاء ورفق. وريقان، بالكسر: د نقله الصاغاني. قلت: وكأنه مخفف عن ريوقان. والرائق: الخالص يقال: مسك رائق، وكذا كل شيء، قاله الأصمعي. والرائق: كل ما أكل أو شرب على الريق. والرائق: من ليس في يده شيء. والرائق: من هو على الريق، كالريق، ككيس قال ابن السكيت: يقال: أتنته ريقا، وأتيته رائقا، أي: على ريق لم أطعم شيئا. قال ابن بري: ريق الشباب فيعل من راقني الشيء يروقني، أي: أعجبني، قال: فحقه أن يذكر في روق وأما قولهم: رجل ريق: إذا كان على ريقه فهو من الياء. ومن المجاز: هو يريق بنفسه ريقا، وريوقا بالضم، أي يجود بها عند الموت نقله الكسائي والزمخشري، زاد الأخير: كما يقال دفق روحه. وأراقه يريقه، إراقة: صبه وقد تقدم ذلك. والمريق، كمعظم: من لا يزال يروقه، أي يعجبه شيء قال رؤبة:

وحب أروى يشعف المريقا قال الصاغاني: وهو واوي، وقياسه المروق، ولكن هكذا الرواية. قلت: فإذن صوابه أن يذكر في: روق وينبه على ذلك. ومما يستدرك عليه: الرياق، بالكسر: جمع الريق لعاب الفم، قال القطامي:

وكان طعم مدامة عـانـية      شمل الرياق وخالط الأسنانا وهو على ريقه: إذا لم يفطر، وأتيته على ريق نفسي، أي: لم أطعم شيئا. وريق الليل، بالفتح: السراب، ومنه قول الشاعر:

ولا تذهبي في ريق ليل مضلل والترياق: تفعال من الريق، سمى به لما فيه من ريق الحيات، كذا في التهذيب، وتقدم للمصنف في ت ر ق .

والرائق: ثوب عجن بالمسك، وبه فسر قول ذي الرمة يصف ثورا:

حتى، إذا شم الصبـا وأبـردا
سوف العذارى الرائق المجسدا

وقيل: عنى به الشباب الذي يروقها حسنه وشبابه. وريقته الشراب: سقيته إياه على الريق. وذو الريقة: سيف كان لمرة بن ر بيعة، نقله الزمخشري.