الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل الثالث عشر: فصل السين مع القاف: الجزء الأول

فصل السين مع القاف

الجزء الأول

س أ ق
السأق بالهمز، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو لغة في الساق بغير الهمز ج: سؤق بالهمز كذلك وسؤوق بالضم، قال: وقرأ ابن كثير : وكشفت عن سأقيها و: فطفق مسحا بالسؤق بالهمز فيهما، كما في العباب.

س ب ق
سبقه يسبقه ويسبقه من حدي نصر وضرب، والكسر أعلى، وقرىء قوله تعالى: لا يسبقونه بالقول بالضم، أي: لا يقولون بغير علم حتى يعلمهم: تقدمه في الجري، وفى كل شيء.

وسبق الفرس في الحلبة: إذا جلى، ومنه حديث علي - رضى الله عنه-: سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى أبو بكر، وثلث عمر رضي الله عنهما، وخبطتنا فتنة فما شاء الله .

صفحة : 6369

وقوله تعالى: فالسابقات سبقا : هم الملائكة تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء عليهم السلام، وفى التهذيب: تسبق الجن باستماع الوحي، وقال الزجاج: السابقات: الخيل، وقيل: أرواح المؤمنين تخرج بسهولة، وقيل: السابقات: هي النجوم.

والسبق محركة، والسبقة، بالضم: الخطر الذي يوضع بين أهل السباق كما في الصحاح، وفي التهذيب: بين أهل النضال والرهان في الخيل، فمن سبق أخذه. ج: أسباق، وفى الحديث: لا سبق إلا في خف أو حافر ، أو نصل ، يريد أن الجعل لا يستحقانه إلا في سباق الخيل والإبل، وما في معنى الخيل والإبل، وفي النضال، وهو الرمي، وذلك لأن هذه الأمور عدة في قتال العدو، وفي بذل الجعل عليها ترغيب في الجهاد، وتحريض عليه، ويدخل في معنى الخيل البغال والحمير، لأنها كلها ذوات حافر ، وقد يحتاج إلى سرعة سيرها ونجائها، لأنها تحمل أثقال العساكر، وتكون معهم في المغازي.

ومن المجاز: له سابقة في هذا الأمر، أي: سبق الناس إليه كما في الصحاح.

وكذلك: له سبق في هذا الأمر، أي: قدمة ، كما في اللسان والأساس.

وسابق بن عبد الله البرقي المعروف بالبربري روى عن أبى حنيفة رحمه الله، وعن طبقته، مشهور عندهم.

ومن المجاز: هو سباق غايات أي: حائز قصبات السبق، قال الشماخ يمدح عرابة الأوسي:

في بيت مأثرة عزا ومكرمة     سباق غايات مجد وابن سباق وعبيد بن السباق، وابنه سعيد: محدثان معروفان.

وككتاب ، سباقا البازي وهما قيداه من سير أو غيره نقله الجوهري.

وقال ابن عباد : هما سبقان، بالكسر، أي: يستبقان ونص المحيط : إذا استبقا، وفي اللسان: وسبقك: الذي يسابقك، وهم سبقي، وأسباقي. وسبقت الشاة تسبيقا. إذا ألقت ولدها لغير تمام نقله ابن عباد ، وقال: هو بالغين المعجمة أعرف، وقد ذكر في محله.

وقال ابن الأعرابي: سبق فلان : إذا أخذ السبق.

وسبق أيضا: إذا أعطاه وهو ضد وهو نادر، وفي الحديث: أنه أمر بإجراء الخيل، وسبقها ثلاثة أعذق من ثلاث نخلات سبقها بمعنى أعطي السبق، وقد يكون بمعنى أخذ، ويكون مخففا، وهو المال المعين.

واستبقا الباب: تسابقا إليه، وابتدراه، يجتهد كل واحد منهما أن يسبق صاحبه، وفيه الاستباق من الاثنين.

واستبقا الصراط: إذا جاوزاه وخلفاه وتركاه حتى ضلا وهو مجاز، وفيه الاستباق من واحد ، وكلاهما في القرآن.

ومما يستدرك عليه: خرجوا يستبقون، أي: يتناضلون في الرمي، وهو مجاز ، وفيه الاستباق من واحد. وسابقه مسابقة فسبقه. والسباق، بالكسر: المسابقة. والسبوق: السابق من الخيل. والمسبق، كمعظم: من يسبق من الخيل، قال الفرزدق:

من المحرزين المجد يوم رهانه     سبوق إلى الغايات غير مسبق وسبقت الخيل، وسابقت بينها: إذا أرسلتها وعليها فرسانها، لتنظر أيها يسبق.

وسبق البدرة بين الشعراء، من غلب أصحابه أخذها، أي: جعلها سبقا بينهم، وهو مجاز ، نقله الزمخشري.

والسبق من النخل: المبكرة بالحمل. وأسبق القوم إلى الأمر: بادروا. واستبقوا وتسابقوا: تخاطروا. وتسابقوا: تناضلوا وخيل سوابق وسبق .

صفحة : 6370

وسبقه في الكرم: زاد عليه. وسبقت عليه: غلبت، وهو مجاز. وسبق على قومه: علاهم كرما. وسبق إليهم: مر سريعا. وله سباق عن السباق: من سباقي الطائر .

وسبقت الطائر: جعلت السباقين في رجليه، وقيدته، وهو مجاز .

وعلاء الدين بن السابق الكاتب، متأخر ، وابنه.

وشيخنا المعمر سابق بن رمضان ابن عرام الزعبلي ممن أدرك الحافظ البابلي، روينا عنه بعلو.

س ت ق
درهم ستوق، كتنور وقدوس كما في الصحاح وتستوق، بضم التاءين نقله ابن عباد ، وهو قول اللحياني، نقله عن أعرابي من كلب، أي: زيف بهرج لا خير فيه، وقوله : ملبس بالفضة إشارة إلى أنه معرب، فارسيته: سه تو، أي: ثلاثة أطباق، والواو غير مشبعة ، وقال الكرخي: الستوق عندهم: ما كان الصفر أو النحاس هو الغالب والأكثر، وفي الرسالة اليوسفية: البهرجة إذا غلبها النحاس لا تؤخذ، وأما الستوقة فحرام أخذها، لأنها فلوس . وقال الجوهري: كل ما كان على هذا المثال فهو مفتوح الأول، إلا أربعة أحرف جاءت نوادر، وهي سبوح، وقدوس، وذروح، وستوق، فإنها تضم وتفتح.
والمستقة، بضم التاء وفتحها، الفتح نقله الجوهري وغيره، وجوز ابن عباد ضمها: فروة طويلة الكم جمعه، المساتق، وقال أبو عبيد: معربة أصلها بالفارسية مشته، وأنشد ابن بري:

إذا لبست مساتقها غني     فياويح المساتق ما لقينا والمستقة أيضا: آلة يضرب بها الصنج ونحوه.

س ح ق
سحقه أي: الشيء كمنعه يسحقه سحقا: مثل سهكه سهكا، نقله الجوهري.

أو سحقه: دقه أشد الدق، أو السحق: الدق الرقيق، أو هو الدق بعد الدق، وقيل: السحق: دون الدق قاله الليث.

فانسحق: انسهك، أو اندق.

ومن المجاز: سحقت الريح الأرض تسحقها سحقا: إذا عفت آثارها وانتسفت الدقاق، كذا في المحكم أو مرت كأنها تسحق التراب سحقا، كما في العباب، وفي التهذيب والأساس: سحقت الريح الأرض، وسهكته: إذا قشرت وجه الأرض بشدة هبوبها.

وسحق الثوب يسحقه سحقا: أبلاه وهو مجاز .

وسحق الشيء الشديد: إذا لينه.

وسحق القملة: قتلها. وسحق رأسه: إذا حلقه. وسحقت العين دمعها أي: أنفدته وحمرته، فانسحق.

وسحقت الدابة: عدت شديدا أو السحق في العدو: فوق المشي، ودون الحضر كما في الصحاح، وقال آخر: دون الحضر وفوق السحج، قال رؤبة:

فهي تعاطي شده المكايلا
سحقا من الجد وسحجا باطلا

وأنشد الأزهري لآخر:

كانت لنا جارة فأزعجهـا      قاذورة تسحق النوى قدما وفي العباب: قال رؤبة في الكامل - فرس ميمون بن موسى المري-:

كيف ترى الكامل يقضي فرقا
إلى مدى العقب وشدا سحقا

والسحق: الثوب البالي نقله الجوهري، زاد غيره: يقال: ثوب سحق ، سمي بالمصدر، لأنه الذي سحقه مر الزمان سحقا، حتى رق وبلي، قال أعشى همدان:

وليس عليك إلا سحق بت      نصيبي وإلا جـرد نـيم وقد سحق، ككرم سحوقة، بالضم مثل: خلق خلوقة كأسحق وهذه عن يعقوب، نقله الجوهري.

والسحق: السحاب الرقيق شبه بالثوب الخلق.

وقال الليث: دمع منسحق: مندفع ونص الأزهري: مندفق. ج: مساحيق وهو نادر وكذلك منكسر ومكاسير، وأنشد:

طلى طرف عينيه مساحيق ذرق


صفحة : 6371

والسحق، بالضم، وبضمتين مثال خلق وخلق : البعد وقرأ حمزة والكسائي: فسحقا لأصحاب السعير أجمعوا على التخفيف، ولو قرئت فسحقا كانت لغة حسنة، وقال الزجاج: فسحقا: منصوب على المصدر، أسحقهم الله سحقا، أي: باعدهم من رحمته مباعدة، وفي حديث الحوض : فأقول لهم: سحقا سحقا أي: بعدا بعدا.

وقد سحق، ككرم وعلم، سحقا بالغ واقتصر الجوهري على اللغة الأولى، فهو سحيق .

وسحقت النخلة، ككرم طالت مع انجراد.

ومكان سحيق، كأمير : بعيد ويقال: إنه لبعيد سحيق.

وعبد الله بن سحوق ، كصبور محدث، وكأنها أمه، وأما أبوه فإسحاق وفي العباب: وابن سحوق: من أصحاب الحديث، واسمه عبد الله ابن إسحاق، وليس في هذا ما يدل على أن سحوقا أمه، ولعله من تحقير الأسماء، كما يقولون لمحمد: حموده، ولأحمد حميدان وحمد، ثم رأيت الحافظ ذكر لي التبصير فقال: عبد الله بن إسحاق، مولى غافق، يعرف بابن سحقون، مصري، روي عن حرملة، مات سنة 303 انتهى، فعلى هذا ما ذكره الصاغاني خطأ، قلده المصنف من غير مراجعة ، فتأمل، ثم رأيت في التكملة مثل ما في التبصير، ونصه: وابن سحقون: من المحدثين، واسمه عبد الله بن إسحاق.

والسحوق من النخل، والحمر، والأتن: الطويلة، ج: سحق بالضم قال لبيد - رضي الله عنه- يصف نخلا: سحق يمتعها الصفا وسريه

عم نواعم بينهن كروم وفي حديث قس: كالنخلة السحوق أي: الطويلة التي بعد ثمرها على المجتنى، قال الأصمعي: لا أدري لعل ذلك مع انحناء يكون. وقال شمر: السحوق هي الجرداء الطويلة التي لا كرب لها، وأنشد:

وسالفة كسـحـوق الـلـيا     ن أضرم فيها الغوي السعر شبه عنق الفرس بالنخلة الجرداء. وحمار سحوق : طويل ، مسن، وكذلك الأتان.
والسوحق، كجوهر: الطويل من الرجال، قال ابن بري: شاهده قول الأخطل:

إذا قلت نالته العوالي تقـاذفـت    به سوحق الرجلين سانحة الصدر وساحوق: علم .

وأيضا: ع، كانت فيه وقعة لبني ذبيان بن بغيض على عامر ابن صعصعة، وقتلوا رجالا أشرافا، كانوا يقرون الأضياف، فلما قتلوا ذهب ذلك القرى، فقال سلمة بن الخرشب الأنماري يذكر ذلك:

هرقن بساحوق جفانـا كـثـيرة       وغادرن أخرى من حقين وحازر وامرأة سحاقة : نعت سوء لها، في العباب.

وقال الأزهري: ومساحقة النساء لفظة مولدة، وفي الأساس: في المجاز: ولعن الله المساحقات.

وقال الأصمعي: السحيقة: المطر العظيم القطر، الشديد الوقع، قال: ومن الأمطار السحيفة بالفاء، وهي: المطرة العظيمة التي تجرف ما مرت به.

وقال يعقوب: أسحق خف البعير أي: مرن نقله الجوهري. قال: و أسحق الضرع: ذهب لبنه، وبلي ولصق بالبطن وأنشد للبيد - رضي الله عنه- يصف مهاة:

حتى إذا يبست وأسحق حالق     لم يبله إرضاعها وفطامها وقال الأصمعى: أسحق: يبس، وقال أبو عبيد : أسحق الضرع: ذهب وبلي.

وأسحق الله فلانا: أبعده من رحمته.

وانسحق: اتسع ومنه المنسحق للمتسع، قال رؤبة يصف حمارا وأتنه:

حتى إذا أقحمها في المنسحـق    وانحسرت عنها شقاب المختنق

صفحة : 6372

وإسحاق: علم أعجمي وهو بالكسر، وإنما أطلقه للشهرة، ولكونه يفهم فيما بعد من قوله: إن نظر إلى أنه مصدر في الأصل قال سيبويه: ألحقوه ببناء إعصار، وإسحاق: اسم رجل ، فإذا أريد ذلك لم تصرفه في المعرفة، لأنه غير عن جهته، فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب ويصرف إن نظر إلى أنه مصدر في الأصل من قولك: أسحقه الله أي: أبعده، وذلك لأنه لم يغير عن جهته، كذا في الصحاح والعباب.

ومما يستدرك عليه: السحق: أثر دبرة البعير إذا برأت وابيض موضعها.

وانسحق الثوب: سقط زئبره وهو جديد .

وجمع السحق- الثوب البالي-: سحوق ، قال الفرزدق:

فإنك إن تهجو تميما وترتشي      تبابين قيس أو سحوق العمائم وسحقه البلى سحقا، قال رؤبة:

سحق البلى جدته فأنهجا والمنسحق: الثوب الخلق، قال أبو النجم:

من دمنة كالمرجلي المنسحق والمسحق، كمنبر : ما يسحق به. وانسحقت الدلو: ذهب ما فيها.

والأسحق: البعيد، كالسحيق، قاله ابن بري، وأنشد لأبي النجم:

تعلو خناذيذ البعيد الأسحق وسحقه الله: أبعده، وأسحق هو، وانسحق: بعد.

ومكان ساحق: بعيد ، جوزوه في الشعر.

وسحق ساحق، على المبالغة.

وجنة سحق، بضمتين، كما قالوا: ناقة علط، وامرأة عطل ، ومنه قول زهير:

كأن عيني في غربي مقتـلة    من النواضح تسقى جنة سحقا ويقال: أراد نخل جنة، فحذف. واستعار بعضهم السحوق للمرأة الطويلة، وأنشد ابن الأعرابي:

تطيف به شد النهار ظعينة     طويلة أنقاء اليدين سحوق ومساحق: اسم .

وقرأت في تاريخ الخطيب، في ترجمة المتقي لله ، يقال: اجتمعت في أيامه إسحاقات، فانسحقت خلافة بني العباس في زمانه، وانهدمت قبة المنصور الخضراء التي كان بها فخرهم، وذلك أنه كان يكنى أبا إسحاق، ووزيره القراريطي كان يكنى أبا إسحاق كذلك، وكان قاضيه أبو إسحاق الخرقي، ومحتسبه أبو إسحاق بن بطحاء، وصاحب شرطته أبو إسحاق بن أحمد، ابن أمير خراسان، وكانت داره القديمة في دار إسحاق ابن إبراهيم المصيصي وكانت الدار نفسها لإسحاق بن كنداج، ودفن في دار إسحاق في تربته بالجانب الغربي. قلت: وشيخنا المعمر محمد بن إسحاق ابن أمير المؤمنين الصنعاني، ممن حدث عن عبد الله بن سالم البصري، توفى سنة 180.

ومحلة إسحاق: بالغربية، من أعمال مصر، وكذا منية إسحاق، ومن الأولى ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن عثمان بن محمد الإسحاقي المالكي، مات سنة 810 ممن اشتغل بالفقه على الشيخ خليل المالكي، وحفيده الرضي محمد بن محمد الإسحاقي لقيه السخاوي، ومنها أيضا: المؤرخ عبد الباقي بن محمد الإسحاقي المنوفي المتأخر، له تاريخ لطيف ، توفي ببلده سنة نيف وسبعين وألف. والإسحاقيون: بطن من العلويين منسوبون إلى أبي محمد إسحاق المؤتمن ابن جعفر الصادق، منهم نقباء حلب والشام، وجماعة ببعلبك.

أيضا: بطن من جعفر الطيار، منسوب إلى إسحاق العريضي الأطرف، وفيهم كثرة.
س دق

صفحة : 6373

السيداق أهمله الجوهري، وقال أبو حنيفة: شجر ذو ساق واحدة قوية لها ورق مثل ورق السعتر، ولا شوك له، و قشره حراق عجيب، ورماد حريق خشبه يحمل إلى البلاد البعيدة يبيض به غزل الكتان ثم إن إطلاقة يقتضي أنه بالفتح، كما هو قاعدته، وقد ضبطه الدينوري في كتابه بالكسر، ومثله في اللسان والتكملة.

ومما يستدرك عليه: السديق، كزبير : من أودية الطائف، عن ابن عباد .

س و د ق
السودق، كجوهر، والدال مهملة أهمله الجماعة، وهو: الصقر لغة في السوذق، بإعجام الذال عن الباهر لابن عديس.

قلت: إفراده لهذا الحرف عما قبله فيه نظر ، فإن الواو زائدة كياء السيداق، والأصل هو سدق كما هو ظاهر .

ومما يستدرك عليه: السود قاني، بالضم: الصقر، وقد جاء في قول حميد يصف ناقة:

وأظمى كقلب السودقاني نازعت     بكفي فتلاء الـذراع نـغـوق أي: بغوم، أراد بالأظمى: الزمام الأسود، وإبل ظمي، أي: سود .

س ذق
السذق، محركة: ليلة الوقود فارسي معرب نقله الجوهري، يقال: فارسيته سذه.

والسوذق كجوهر: السوار كما في الصحاح والقلب كما في تكملة العين للخارزنجي، قال الجوهري: وأنشد أبو عمرو- قلت: وهو للجلاح ابن قاسط العامري-:

ترى السوذق الوضاح فيها بمعصم     نبيل ويأبى الحجل أن يتـقـدمـا وهو معرب أيضا.

والسوذق: الصقر وقيل: الشاهين ويضم أوله عن يعقوب. كالسيذاق والسيذقان، كزعفران وريهقان وهو بالفارسية سودناه . والسوذق: حلقة الله. مشبه بالسوار، وهو معرب أيضا.

وقال ابن الأعرابي: السوذقي: النشيط الحذر المحتال هكذا بالحاء المهملة في النسخ، وفي العباب المختال بالخاء المعجمة، وهو يناسب مع النشيط، والمحتال يناسب مع الحذر، وكأنه منسوب إلى السوذق، وهو الصقر، وفيه حذر واحتيال .
ومما يستدرك عليه: السيذاق، بالكسر: نبت يبيض الغزل برماده، ذكره الأزهري هنا.

س ذن ق
السوذنيق، كزنجبيل أورده الجوهري في سذق والمصنف كتبه بالحمرة، وفيه نظر ويضم أوله وكذا السيذنوق ربما قالوا ذلك، قال الجوهري والصاغاني وأنشد النضر بن شميل:

وحاديا كالسيذنوق الأزرق قلت: الرجز لحميد الأرقط وآخره:

ليس على آثارها بمشفق والسوذانق، بضم أوله وفتحه، وكسر النون وفتحه ذكر الجوهري ضم أوله وكسر النون، وأنشد للبيد رضي الله عنه:

كأني ملجم سود انقـا     أجدليا كره غير وكل والأخيرة عن الفراء، أي: فتح السين والنون.

وكذا السذانق، بفتح النون والسين وضمه أي: السين والسوذينق بفتح السين مع كسر النون وفتحها، كلاهما عن الفراء: الصقر، أو الشاهين وقد ذكرنا آنفا أن كل ذلك معرب، وفارسيته: سودناه.

س ر د ق
السرادق كعلابط، وإنما أهمله لشهرته: الذي يمد فوق صحن البيت وفي الصحاح: صحن الدار، وقال ابن الأثير: هو كل ما أحاط بشيء: من حائط أو مضرب أو خباء ج: سرادقات قال سيبويه: جمعوه بالتاء وإن كان مذكرا حين لم يكسر، وفي التنزيل: أحاط بهم سرادقها قال الزجاج: أي: صار عليهم سرادق من العذاب، أعاذنا الله تعالى منها.

صفحة : 6374

والسرادق: البيت من الكرسف نقله الجوهري، وأنشد لرؤبة، وهكذا وقع في كتاب سيبويه، قال الصاغاني: وليس له، وإنما هو للكذاب الحرمازي:

يا حكم بن المنذر بن الجارود
أنت الجواد ابن الجواد المحمود
سرادق المجد عليك ممدود

والسرادق: الغبار الساطع نقله الأزهري، وأنشد للبيد - رضي الله عنه- يصف حمرا:

رفعن سرادقا في يوم ريح     يصفق بين ميل واعتدال وقيل: هو الدخان الشاخص المرتفع المحيط بالشيء وبه فسر أيضا قول لبيد السابق يصف عيرا يطرد عانة.

وقال الليث: بيت مسردق أي: أعلاه وأسفله مشدود كله قال سلامة بن جندل السعدي يذكر قتل كسرى للنعمان:

هو المدخل النعمان بيتا سمـاؤه      صدور الفيول بعد بيت مسردق ونسبه الجوهري للأعشى يذكر أبرويز وقتله النعمان بن المنذر تحت أرجل الفيلة.

قال شيخنا: وأغفل المصنف التنبيه على كون السرادق معربا تقصيرا، قال الجواليقي: هو معرب: سرادار أو سراطاق وقد أغفله الكرماني والحافظ بن حجر وغيرهما: الخيمة ، وفيه نظر.

س - ر - ق
سرق منه الشيء يسرق سرقا، محركة، وككتف، وسرقة محركة، وكفرحة، وسرقا بالفتح وربما قالوا: سرقه مالا، كما في الصحاح.

وتقول في بيع العبد: برئت إليك من الإباقش والسرق. واسترقه وهذه عن ابن الأعرابي، وأنشد:

بعتكها زانية أو تسترق
إن الخبيث للخبيث يتفق

وقال ابن عرفة: السارق عند العرب: من جاء مستترا إلى حزر فأخذ مالا لغيره، فإن أخذه من ظاهر، فهو مختلس، ومستلب، ومنتهب، ومحترس، فإن منع ما في يديه فهو غاضب.

والاسم السرقة بالفتح، وكفرحة، وكتف واقتصر الجوهري على الأخيرتين، والأولى نقلها الصاغن.

وقال ابن دريد: سرق الشيء كفرح: خفي هكذا يقول يونس، وأنشد:

وتبيت منتبذ القذور كـأنـمـا     سرقت بيوتك أن تزور المرفدا القذور: التي لا تبارك الإبل، والمرفد: الذي ترفد فيه.
والسرق محركة شقق الحرير قال أبو عبيد: الأبيض وأنشد للعجاج:

ونسجت لوامع الحرور
من رقرقان آلها المسجور
سبائبا كسرق الحرير أو الحرير

عامة قال أبو عبيد: أصلها بالفارسية سره، أي: جيد، فعربوه كما عرب برق للحمل، ويلمق للقباء، وهما بره ويلمه الواحدة بهاء ومنه الحديث: قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: رأيتك في المنام مرتين، أرى أنك في سرقة من حرير أتاني بك الملك أي: في قطعة من جيد الحرير.

وقال ابن دريد : سرقت مفاصله، كفرح سرقا، محركة: ضعفت وقال غيره: كانسرقت ومنه قول الأعشى:

فهي تتلو رخص الظلوف ضئيلا     فاتر الطرف في قواه انسراق أي: فتور وضعف .

والشيء: خفي هكذا في سائر النسخ، وهو مكرر.

وسرقة، محركة: أقصى ماء لضبة بالعالية كذا في التكملة.

صفحة : 6375

وأبو عائشة: مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني: تابعي كبير، والأجدع اسمه عبد الرحمن، من أهل الكوفة، رأى مسروق أبا بكر وعمر، وروى عن عبد الله، وعائشة، وكان من عباد أهل الكوفة، روى عنه أهلها، ولاه زياد على السلسلة، ومات بها سنة 163 روى عنه الشعبي والنخعي، قاله ابن حبان.

ومسروق بن المرزبان: محدث قال أبو حاتم: ليس بقوي.

وفاته: مسروق بن أوس اليربوعي: تابعي، روى عن عمرو وأبي موسى، وعنه حميد بن هلال.

وسرق كركع: ع، بسنجار بظاهر مدينتها.

وأيضا كورة بالأهواز ومدينتها دورق، قال يزيد بن مفرغ:

إلى الفيف الأعلى إلى رامهرمز     إلى قريات الشيخ من نهر سرقا وقال أنس بن زنيم يخاطب الحارث ابن بدر الغداني حين ولاه عبيد الله بن زياد سرق:

ولا تحقرن يا حار شيئا أصبتـه     فحظك من ملك العراقين سرق وسرق بن أسد الجهني نزيل الإسكندرية: صحابي رضي الله عنه، ويقال فيه أيضا: الأنصاري له حديث في التغليس، وقال ابن عبد البر: يقال: إنه رجل من بني الديل، سكن مصر وكان اسمه الحباب فيما يقولون فابتاع من بدوي راحلتين كان قدم بهما المدينة، فأخذهما، ثم هرب، وتغيب عنه، قال: وبعضهم يقول في حديثه هذا: إنه لما ابتاع من البدوي راحلتيه أتى بهما إلى دار لها بابان ثم أجلسه على باب دار ليخرج إليه بثمنهما، فخرج من الباب الآخر، وهرب بهما، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: التمسوه، فلما أتى به قال: أنت سرق في حديث فيه طول وكان سرق يقول: لا أحب أن أدعى بغير ما سماني به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأبو حامد أحمد بن سرق المروزي: إخباري حدث عن إبراهيم ابن الحسن وجماعة، قال الحافظ ابن حجر: وزعم أبو أحمد العسكري أن الصحابي بتخفيف الراء، وأن المحدثين يشددونها .

والسوارقية: ة بين الحرمين الشريفين، من مضحيات حاج العراق بالحدرة، وضبطه بعض بضم السين، وقال: تعرف بأبي بكر الصديق رضي الله عنه.

قلت: وهذا هو الصواب في الضبط، كما سمعت ذلك من أفواه أهلها، وأنكروا الفتح، ومنها: أبو بكر محمد ابن عتيق بن بحر بن أحمد البكري السوارقي، شريف فقيه شاعر، سار إلى خراسان، ومات بطوس، سنة 538 سمع منه ابن السمعاني شيئا من شعره.

والسرقين بالكسر وقد يفتح: معرب سركين معروف، ويقال أيضا بالجيم بدل القاف.

والسوارق: الجوامع، جمع سارقة قال أبو الطمحان:

ولم يدع داع مثلكم لعـظـيمة     إذا أزمت بالساعدين السوارق والمراد بالجوامع: جوامع الحديد التي تكون في القيود.

وقيل: السوارق: الزوائد في فراش القفل وبه فسر قول الراعي:

وأزهر سخي نفسه عن تلاده      حنايا حديد مقفل وسوارقـه وساروق: ة وفي العباب: بلد بالروم سمي باسم بانيه سارو، فعرب بقاف في آخره.

قلت: وفي المعجم لياقوت: أن سارو، اسم مدينة همذان ثم عرب فانظره. وسراقة، كثمامة: ابن كعب بن عمرو بن عبد العزي الأنصاري النجاري المازني، بدري، توفي في زمن معاوية. و سراقة بن عمرو بن عطية النجاري المازني، بدري، استشهد يوم مؤتة.

وسراقة بن الحارث بن عدي ابن عجلان، استشهد يوم حنين .

وسراقة بن مالك بن جعشم المدلجي الكناني، أبو سفيان، أسلم بعد الطائف.

صفحة : 6376

وسراقة بن أبي الحباب كذا في النسخ، والصواب ابن الحباب، واستشهد يوم حنين، قيل: هو وابن الحارث الذي تقدم واحد، وقيل: بل هما اثنان، كما فعله المصنف.

وسراقة بن عمرو الذي صالح أهل أرمينية، ومات هناك في خلافة عمر، ولقبه ذو النون صوابه: ذو النور، لأنه يرى على قبره نور، فلقب به: صحابيون رضي الله عنهم.

وفاته في الصحابة: سراقة بن عمير : أحد البكائين، وسراقة بن المعتمر بن أذاة ، ذكره ابن الكلبي. وسراقة بن المعتمر بن أنس ، ذكره إبراهيم بن الأمين الحافظ في ذيله على الاستيعاب، وقال ابن الأثير: سراقة بن مالك القرشي: محدث، عن محمد بن عبد الرحمن بن يونان، وعنه موسى بن يعقوب الزمعي، قتل سنة 131 .

وقول الجوهري: سراقة بن جعشم وهم، وإنما هو جده قال شيخنا: لا وهم فيه، لأنه نسبه إلى جده، فقد ذكر في الميم أنه سراقة ابن مالك بن جعشم: صحابي، فهو نظير قول المصنف نفسه: أحمد بن حنبل، ونظير قول العامة، محمد بن عبد المطلب، ووالدهما عبد الله، والشهرة كافية .

وسموا، سارقا: وسراقا كشداد ، ومسروقا، وسراقة، وأنشد سيبويه في الأخير:

هذا سراقة للـقـرآن يدرسـه      والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب والتسريق: النسبة إلى السرقة ومنه قراءة أبي البرهسم وابن أبي عبلة: إن ابنك سرق بضم السين وكسر الراء المشددة.

والمسترق: الناقص الضعيف الخلق عن ابن عباد ، يقال: هو مسترق القول، أي: ضعيف ، وهو مجاز، كما في الأساس.
ومن المجاز: المسترق: المستمع مختفيا كما يفعل السارق.

ومن المجاز: رجل مسترق العنق أي: قصيرها مقبضها، كما في المحيط والأساس.

ويقال: هو يسارق النظر إليه، أي: يطلب غفلة منه لينظر إليه وكذلك استراق النظر، وتسرقه، وهو مجاز.

وانسرق: فتر وضعف وهذا قد تقدم قريبا، فهو تكرار، وتقدم شاهده من قول الأعشى يصف الظبي:

فاتر الطرف في قواه انسراق وانسرق عنهم: إذا خنس ليذهب.

ويقال: تسرق: إذا سرق شيئا فشيئا ومنه قول رؤبة:

وهاجني جلابة تسرقا
شعري ولا يزكو له ما لزقا

والإستبرق للغليظ من الديباج معرب استبره، ذكره بعض هنا، وقد ذكره في ب رق وسبق ما يتعلق به هناك.

ومما يستدرك عليه: رجل سارق، من قوم سرقة، وسراق وسروق من قوم سرق، وسروقة ، ولا جمع له، إنما هو كصرورة.

وكلب سروق لا غير، قال:

ولا يسرق الكلب السروق نعالها وفي المثل: سرق السارق فانتحر نقله الجوهري، قال الصاغاني: أي سرق منه فنحر نفسه غما، يضرب لمن ينتزع منه ما ليس له فيفرط جزعه. والاستراق: الختل سرا، كالذي يستمع، وهو مجاز .
والتسرق: اختلاس النظر والسمع، قال القطامي:

بخلت عليك فما تجود بنـائل      إلا اختلاس حديثها المتسرق والسراقة، بالضم: اسم ما سرق، كما قيل: الخلاصة، والنقاية: لما خلص ونقي، وبها سمي سراقة. وعنده سراقات الشعر، ومنه قول ابن مقبل:

فأما سراقات الهجاء فإنها      كلام تهاداه اللئام تهـاديا وسرقه تسريقا بمعنى سرقه، قاله ابن بري، وأنشد للفرزدق:

لا تحسبن دراهما سرقتها     تمحو مخازيك التي بعمان أي: سرقتها.

صفحة : 6377

ومن المجاز: سرق صوته، وهو مسروق الصوت: إذا بح صوته، نقله الزمخشري، ومنه قول الأعشى:

فيهن مخروف النواصف مس     روق البغام شادن أكـحـل أراد أن في بغامه غنة، فكأن صوته مسروق.

ومسرقان، بضم الراء: موضع ، قال يزيد بن مفرغ الحميري وجمع بينه وبين سرق -:

سقى هزم الأوساط منبجس العرى     منازلها من مسرقـان وسـرقـا قال ابن بري: ويقال لسارق الشعر: سراقة، ولسارق النظر إلى الغلمان: شافن، ويقال: سرقت يا قوم، أي: سرقت غرفتي.

واسترق الكاتب بعض المحاسبات. إذا لم يبرزه، وهو مجاز، وسرقنا ليلة من الشهر: إذا نعموا فيها.

وسرقتني عيني: غلبتني، وهو مجاز . وقال ابن عباد: السورق بالضم داء بالجوارح.
ومحلة مسروق: قرية بمصر.
س ر ف ق
السرفقان، بضم السين والفاء: قرية بسرخس، ويقال: سلفكان أيضا، منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد السرفقاني، عن عبد الرحمن بن رجاء النيسابوري، وغيره.

س ر م ق
السرمق، كجعفر: ضرب من النبت، كما في الصحاح وقال غيره: نبات القطف وشرب درهمين ثلاثة أسابيع كل يوم من بزره مسحوقا ترياق للاستسقاء، والإكثار منه مهلك.

وسرمق بلا لام: د بإصطخر من كورتها.

وسرمقان: ة بهراة كما في التكملة والعباب.

وقرية أخرى بسرخس كما في العباب والتكملة أو هي سلمقان كما سيأتي.
وقرية أخرى بفارس.

س ع س ل ق
السعسلق أهمله الجوهري، وقال ابن بري والصاغاني: هو كصهصلق أم السعالي وأنشد أبو زياد للأعور ابن براء:

مستسعلات كسعالى سعسلق

س ع ف ق
السعفوق، كعصفور أهمله الجوهري، وقال ابن شميل: ابن طريف بن تميم وأنشد لطريف:

لا تأمنن سليمى أن أفـارقـهـا      صرمى ظعائن هند يوم سعفوق قال: سعفوق: اسم ابنه، هكذا قال بالسين، ورواه غيره بالصاد، وسيأتي، أو هو لقب والده طريف .

س ن ع ب ق
السنعبق هكذا في النسخ، والصواب: السعنبق بفتح السين والنون، وضم الباء الموحدة، وفتحها أهمله الجوهري والصاغاني هنا، وأورده فيما بعد، وقال أبو حنيفة: نبات خبيث الرائحة ينبت في أعراض الجبال العالية حبالا بلا ورق ، ولا يأكله شيء ، وله نور ، ولا يجرسه النحل البتة، وإذا قصف منه عود سال منه ماء صاف لزج ، له سعابيب. قال ابن سيده: وإنما حكمت بأنه رباعي لأنه ليس في الكلام فعللل، واورده ابن بري أيضا هكذا.

س غ ن ق
سغناق، بالضم: قرية من أعمال بخارا، منها: الإمام حسام الدين علي ابن حجاج السغناقي الحنفي مؤلف النهاية، أخذ عن ابن حافظ الدين محمد بن محمد بن نصر النسفي وعنه العلامة شمس الدين أبو عبد الله الكاشغري.

س ف س ق
سفسق الطائر وسقسق: إذا ذرق عن ابن الأعرابي، ومنه حديث ابن مسعود : كان جالسا إذ سفسق على رأسه عصفور فنكته بيده .

والسفسوقة: المحجة الواضحة، عن ابن الأعرابي.

وقال أبو عمرو: يقال: فيه سفسوقة من أبيه ودبة، أي: شبه .

وقال الفراء: السفاسق كعلابط الممتد من كل شيء.

وقال الليث: سفسقة السيف بفتحتين وبكسرتين، وزاد غيره: سفسيقته بالكسر وسفسوقته بالضم: فرنده، أو طرائقه التي فيها الفرند فارسي معرب أو شطبته، كأنها عود في متنه، أو هو ما بين الشطبتين في صفحة السيف طولا، ج: سفاسق. ومنه قول امرىء القيس:

صفحة : 6378

أقمت بعضب ذي سفاسق ميله وهو مسمط، وليس لامرىء القيس، وقد تقدم في ك ش ف وقال عمارة بن أرطأة:
ومحور أسود ذي سفاقس

جون كساق الحبشي الآبق وأما حديث فاطمة بنت قيس: إني أخاف عليكم سفاقسه قال ابن الأثير: هكذا أخرجه أبو موسى في السين والفاء، ولم يفسره، وقد ذكره العسكري بالفاء والقاف، ولم يورده في السين والقاف والمشهور المحفوظ فيه قسقاسته، بقافين قبل السينين، وهي العصإذا، وأمإذا سفاسفه، وسفاسقه، بالقاف.

والفاء فلا نعرفه، وقد تقدمضت الإشارة إليه في ق - س - س ومما يستدرك عليه: طريق واضح السفاسق، أي: الآثار. وسفاسق البيوت: شظية كأنها عمود في متنها، ممدود كالخيط.

س - ف - ق
سفق الباب سفقا: رده، كأسفقه قال أبو زيد: فانسفق، والصاد لغة، أو مضارعة، وقال الأزهري: سفق الباب، وأسفقه: أجافه.

وسفق وجهه سفقا: لطمه عن ابن دريد.

وثوب سفيق: مثل صفيق، وقد سفق، ككرم سفاقة، نقله الجوهري، وفي التهذيب: إذا لم يكن سخيفا.

ورجل سفيق الوجه: أي وقح قليل الحياء.

وقال الليث السفيقة: خشبة عريضة دقيقة طويلة، توضع ثم تلف عليها البواري فوق سطوح أهل البصرة، قال: هكذا رأيتهم يسمونها.

قال: والسفيقة أيضا: الضريبة الدقيقة الطويلة من الذهب والفضة ونحوهما من الجواهر.

وأعطاه سفقة يمينه: إذا بايعه، هكذا يروى في حديث البيعة بالسين والصاد، وخص اليمين لأن البيع والبيعة يقع بها.

واشتراهم في سفقة واحدة أي ببيعة واحدة، وفي حديث أبي هريرة: كان يشغلهم السفق في الأسواق يريد صفق الأكف عند البيع والشراء، والسين والصاد يتعاقبان مع القاف والخاء، إلا أن بعض الكليمات يكثر في الصاد، وبعضها يكثر في السين.

ومما يستدرك عليه: أسفق الحائك الثوب: جعضله سفيقا. وانسفق الباب: انطبق.

وأسفقض الغنم: لم يحلبها في اليوم إلا مرة، والصاد لغة فيه.

وسفق امرأته سفقا: أصابها.

ومما يستدرك عليه: سفلق كجعفر: موضع بأستراباذ، أضيف إليه الخور، ويقال في النسبة: خور سفلقي، وقد ذكره المصنف في خ - و- ر. استطرادا فانظره.

وسفلاق، بالكسر: قرية بمصر.

س - ف - ن - ق
السفانق، كعلابط: الشاب الحسن الجسءم، قال رؤبة:

وقد أراني لينا مبطنا
سفانقا يحسبنه مودنا

كذا في التكملة، وقد أهمله الجماعة.

س - ق - ق
السقق، بضمتين أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هم المغتابون للناس.

وقال غيره: سق الطائر أي: ذرق وقال كراع: كسقسق. ومنه حديث ابن مسعود: إذ سقسق على رأسه عصفور رواه أبو عثمان النهدي.
والمسقسق: من يصعد في دكة، ويصعد آخر في أخرى، وينشد كل منهما بيتا بالنوبة نقله الصاغاني، وقال: مولدة وفي العباب: مولد. وقال الخارزنجي: سق سق يفتحان ويكسران: زجر للثور.

ومما يستدرك عليه: سقسق العصفور: إذا صوت بصوت ضعيف، وذكره الجوهري في الششين المعجمة، كما سيأتي.
وسقاق، بالكسر: قصبة ببلاد خراسان، منها: محمد بن محمد بن علي ابن محمد العكاشي الأسدي، لقيه البقاعي بمكة.