الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل الثالث عشر: فصل السين مع القاف: الجزء الثاني

فصل السين مع القاف

الجزء الثاني

س ل ق

صفحة : 6379

سلقه بالكلام يسلقه سلقا: آذاه وهو شدة القول باللسان، وهو مجاز، ويقال: سلقه بلسانه سلقا: أسمعه ما يكره، فأكثر، وفي التنزيل: سلقوكم بألسنة حداد أي: بالغوا فيكم بالكلام، وخاصموكم في الغنيمة أشد مخاصمة قاله أبو عبيدة، وقال الفراء: معناه عضوكم، يقول: آذوكم بالكلام في الأمر بألسنة سليطة ذربة ، قال: ويقال: صلقوكم، بالصاد، ولا يجوز في القراءة.
وسلق اللحم عن العظم أي: التحاه ونحاه عنه.

وسلق فلانا: إذا طعنه ودفعه وصدمه كسلقاه يسلقيه سلقاء، يزيدون فيه الياء، كما قالوا: جعبيته جعباء، من جعبته أي: صرعته.

وسلق البرد النبات: إذا أحرقه فهو سليق : سلقه البرد فأحرقة.

وسلق فلانا: صرعه على قفاه وكذلك سلقاه، ومنه حديث المبعث: أتاني جبريل فسلقني لحلاوة القفا وفيه أيضا: فسلقاني على قفاي أي: ألقياني على ظهري، ويروى بالصاد، والسين أكثر.

وسلق المزادة سلقا: دهنها وكذلك الأديم، نقله الجوهري، وأنشد لامرىء القيس:

كأنهما مزادتا متعجـل      فريان لما يسلقا بدهان وهو قول ابن دريد.

وسلق الشيء سلقا: غلاه بالنار قاله ابن دريد، وقيل: أغلاه إغلاءة خفيفة، كما في الصحاح.

وسلق العود في العروة: أدخله، كأسلقه عن ابن الأعرابي، وقال غيره: سلق الجوالق، يسلقه سلقا: أدخل إحدى عروتيه في الأخرى، قال:

وحوقل ساعده قد انملق
يقول قطبا ونعما إن سلق

وقال أبو الهيثم: السلق: إدخال الشظاظ مرة واحدة في عروتي الجوالقين إذا عكما على البعير، فإذا ثنيته فهو القطب، قال الراجز:

يقول قطبا ونعما إن سلق
بحوقل ذراعه قد انملق

وسلق البعير بالهناء: إذا هنأه أجمع عن ابن عباد .

وسلق فلان سلقة: إذا عدا عدوة، عن ابن عباد.

وسلق سلقا: صاح لغة في صلق، ومنه الحديث: ليس منا من سلق أو حلق قال أبو عبيد : يعني رفع صوته عند موت إنسان، أو عند المصيبة، وقال ابن دريد: هو أن تصك المرأة وجهها وتمرشه، والأول أصح، وقال ابن المبارك: سلق: رفع الصوت، ومنه السالقة وهي: التي ترفع صوتها عند المصيبة.

وسلق الجارية سلقا: بسطها على قفاها فجامعها وكذا سلقاها، ومنه قول مسيلمة لسجاح- حين بنى عليها-:

ألا قومي إلى المخدع     فقد هيئ لك المضجع

فإن شئت سلـقـنـاك    وإن شئت على أربع

وإن شئت بثـلـثـيه    وإن شئت به أجمـع فقالت: بل به أجمع، فإنه أجمع للشمل.

وسلق فلانا بالسوط: إذا نزع جلده وكذلك ملقه ويفسر ابن المبارك قوله: ليس منا من سلق من هذا.

وسلق شيئا بالماء الحار: أذهب شعره ووبره وبقي أثره وكل شيء طبخ بالماء بحتا فقد سلق.

والسلق بالفتح: أثر دبرة البعير إذا برأت وابيض موضعها نقله الجوهري كالسلق محركة.

والسلق أيضا: أثر النسع في جنب البعير أو بطنه ينحص عنه الوبر والاسم السليقة كسفينة.

والسليقة: تأثير الأقدام والحوافر في الطريق وتلك الآثار مما ذكر تسمى السلائق وأما آثار الأنساع في بطن البعير فإنما شبهت بسلائق الطرقات في المحجة.

والسلق بالكسر: مسيل الماء بين الصمدين من الأرض، وقال الأصمعي: هو المستوي المطمئن من الأرض، والفلق: المطمئن بين الربوتين، وقال ابن سيده: السلق: المكان المطمئن بين الربوتين ينقاد، ج: سلقان كعثمان وأسلاق، وأسالق.

صفحة : 6380

والسلق: بقلة، م معروفة قال ابن شميل: هي الجغندر، أي: بالفارسية، وفي بعض الأصول: الجكندر وهو نبت له ورق طوال ، وأصل ذاهب في الأرض، وورقه رخص ، يطبخ. وقال ابن دريد : فأما هذه البقالة التي تسمى السلق، فما أدري ما صحتها، على أنها في وزن الكلام العربي، وقال الصاغاني: بل هو عربي صحيح، وقد جاء في حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: كان فينا امرأة تجعل على إربنا في مزرعة لها سلقا، فكانت إذا كان يوم الجمعة تنزع أصول السلق فتجعله في قدر الحديث، وهو يجلو، ويلين، و يفتح ويسر النفس، نافع للنقرس والمفاصل، وعصيره إذا صب على الخمر خللها بعد ساعتين، وإذا صب على الخل خمره بعد أربع ساعات وعصير أصله سعوطا ترياق وجع السن، والأذن والشقيقة.

وسلق الماء، وسلق البر: نباتان. والسلق الذئب، ج: سلقان كعثمان بالضم ويكسر، وهي بهاء، والذي في الجمهرة أن سلقانا بالضم والكسر: جمع سلقة .

أو السلقة: الذئبة خاصة ، ولا يقال للذكر سلق هكذا نقله عن قوم والسلق بالتحريك: جبل عال بالموصل مشرف على الزاب، وقد ضبطه الصاغاني بالفتح.

والسلق، بالتحريك : ناحية باليمامة قال:

أقوى نمار ولقـد     أقفر وادي السلق والسلق أيضا: القاع الصفصف الأملس كما في الصحاح، زاد الصاغاني الطيب الطين، وقال ابن شميل. السلق: القاع المطمئن المستوي لا شجر فيه، وقال رؤبة:

شهرين مرعاها بقيعان السلق ج أسلاق ، وسلقان بالضم والكسر كخلق، وأخلاق، وخلقان، قال أبو النجم:

حتى رعي السلقان في تزهيرها وقال الأعشى:

كخذول ترعى النواصف من تث    ليث قفرا خلالـهـا الأسـلاق ومن المجاز: خطيب مسقع مسلق كمنبر ومحراب ، وشداد أي: بليغ وهو من شدة صوته وكلامه، نقله الجوهري، وأنشد للأعشى:

فيهم الحزم والسماحة والنج      دة فيهم، والخاطب السلاق ويروى المسلاق.

وفي الحديث: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحالقة والسالقة . حالقة تقدم، والسالقة هي رافعة صوتها عند المصيبة أو عند موت أحد أو لاطمة وجهها قاله ابن مبارك، والأول أصح، ويروى بالصاد.

ومن المجاز: السلقة بالكسر: المرأة السليطة الفاحشة شبهت بالذئبة في خبثها، ج: سلقان، بالضم والكسر، ويقال: هي أسلق من سلقة ، وأنشد ابن دريد :

أخرجت منها سلقة مهزولة     عجفاء يبرق نابها كالمعول والسلقة: الذئبة وهذا قد تقدم قريبا عن ابن دريد ، ج: سلق بالكسر، وكعنب قال سيبويه: وليس سلق بتكسير ، إنما هو من باب سدرة وسدر.

والسليق كأمير: ماتحات من صغار الشجر وقيل: هو من الشجر: الذي سلقه البرد فأحرقه، وقال الأصمعي: السليق: الشجر الذي أحرقه حر أو برد ، قال جندب بن مرثد:

تسمع منها في السليق الأشهب
الغار والشوك الذي لم يخضب
معمعة مثل الضرام الملهـب

ج: سلق بالضم.

وقال ابن عباد السليق: يبيس الشبرق والذي طبخته الشمس. قال: والسليق: ما يبنيه النحل من العسل في طول الخلية.

وفى التهذيب: السليقة: شيء ينسجه النحل في الخلية طولا، ج: سلق بالضم.

والسليق من الطريق: جانبه وهما سليقان، عن ابن عباد .

صفحة : 6381

والسليقة كسفينة: الطبيعة والسجية، وقال ابن الأعرابي: السليقة طبع الرجل، وقال سيبويه: هذه سليقته التي سلق عليها وسلقها، ويقال: فلان يقرأ بالسليقة، أي: بطبيعته، لا يتعلم، وقال أبو زيد: إنه لكريم الطبيعة والسليقة، ومن سجعات الأساس: الكرم سليقته، والسخاء خليقته.

ويقال: طبخ سليقة: هي الذرة تدق وتصلح قاله ابن دريد: زاد ابن الأعرابي وتطبخ باللبن، وقال الزمخشري: هي ذرة مهروسة أو: هي الأقط قد خلط به طراثيث.

والسليقة: أيضا ما سلق من البقول ونحوها والجمع سلائق، وقال الأزهري: معناه طبخ بالماء من بقول الربيع، وأكل في المجاعات، وفي الحديث عن عمر- رضي الله عنه- ولو شئت لدعوت بصلاء وصناب وسلائق يروى بالسين وبالصاد، وسيأتي- إن شاء الله تعالى- في صلق .

وقال الليث: السليقة: مخرج النسع في دف البعير، قال الطرماح:

تبرق في دفها سلائقها      من بين فذ وتوأم جدده وقال غيره: السلائق: الشرائح ما بين الجنبين، الواحدة سليقة ، وقال الليث: اشتق من قولك: سلقت شيئا بالماء الحار، فلما أحرقته الحبال شبه بذلك، فسميت سلائق.

ويقال: فلان يتكلم بالسليقية منسوب إلى السليقة، قال سيبويه: وهو نادر أي: عن طبعه لا عن تعلم. ويقال أيضا: فلان يقرأ بالسليقية، أي: بطبعه الذي نشأ عليه.

وقال الليث: السليقي من الكلام: مالا يتعاهد إعرابه، وهو فصيح بليغ في السمع عثور في النحو.

وقال غيره: السليقي من الكلام: ما تكلم به البدوي بطبعه ولغته، وإن كان غيره من الكلام آثر وأحسن.

وقال الأزهري: قولهم: هو يقرأ بالسليقية، أي: أن القراءة سنة مأثورة لا يجوز تعديها، فإذا قرأ البدوي بطبعه ولغته، ولم يتبع سنة قراء الأمصار قيل: هو يقرأ بالسليقية، أي: بطبيعته، ليس بتعليم وفي حديث أبي الأسود الدؤلي: أنه وضع النحو حين اضطرب كلام العرب، فغلبت السليقية أي: اللغة التي يسترسل فيها المتكلم بها على سليقته من غير تعهد إعراب، ولا تجنب لحن، قال: ولست بنحوي يلوك لسانه ولكن سليقي أقول فأغرب وسلوق كصبور: أرض، وفي التهذيب : صلى الله عليه وسلم باليمن، تنسب إليها الدروع والكلاب قال القطامي في الكلاب:

معهم ضوار من سلوق كأنها     حصن تجول تجرر الأرسانا وقال الراعي:

يشلي سلوقية باتت وباتض بهـا     بوحش إصمت في أصلابها أود وقال النابغة الذبياني:

تقد السلوقي المضاعف نسجه    وتوقد بالصفاح نار الحباحب أو سلوق: د، بطرف إرمينية يعرف ببلد اللان، تنسب إليه الكلاب. أو إنما نسبت إلى سلقية محركة كملطية: د، بالروم عزاه ابن دريد إلى الأصمعي، فغير النسب قال الصاغاني: إن صح ماعزاه ابن دريد إلى الأصمعي، فهو من تغييرات النسب، لأن النسبة إلى سلقية كالنسبة إلى ملطية وإلى سلمية.
قلت: قال المسعودي: سلقتة كانت بساحل أنطاكية، وآثارها باقية إلى اليوم.

وأبو عمرو أحمد بن روح السلقي، محركة، كأنه نسبة إليه أي: إلى سلقية، وهو الذي هجاه البحتري، قاله الحافظ.

صفحة : 6382

والسلوقية: مقعد الربان من السفينة عن ابن عباد. قال: السلقاة: ضرب من البضع أي: الجماع على الظهر، وقد سلقاها سلقا: إذا بسطها ثم جامعها.

والأسالق: ما يلي لهوات الفم من داخل كذا في المحيط، وقيل أعالي باطن الفم، وفي المحكم: أعالي الفم، وزاد غيره: حيث يرتفع إليه اللسان، وهو جمع لا واحد له، ومنه قول جرير:

إني امرؤ أحسن غمز الفائق     بين اللها الداخل والأسالـق والسيلق، كصيقل: السريعة من النوق، كما في المحيط، ووقع في التكملة سليق كأمير، وهو وهم، وفي اللسان: ناقة سيلق : ماضية في سيرها، قال الشاعر:

وسيري مع الركبان كل عشية     أباري مطاياهم بأدماء سيلق والسلقلق، كسفرجل: المرأة التي تحيض من دبرها، كذا في المحيط، وفي اللسان: هي السلقلقية. والسلقلقة بهاء: المرأة الصخابة عن ابن عباد، وكأن سينه زائدة.

والسلاق كغراب : بثر يخرج على أصل اللسان، أو هو تقشر في أصول الأسنان وربما أصاب الدواب.


وقال الأطباء: سلاق العين: غلظ في الأجفان من مادة أكالة تحمر لها الأجفان وينتثر الهدب ثم تتقرح أشفار الجفن كذا في القانون. وكثمامة: سلاقة بن وهب، من بني سامة بن لؤي وعقب سامة بن لؤي على ما حققه النسابة فني، قاله ابن الجواني في المقدمة.

والسلاق كرمان : عيد للنصارى مشتق من سلق الحائط وتسلقه: صعده، لتسلق المسيح عليه السلام إلى السماء، وقال ابن دريد : هو أعجمي، وقال مرة سرياني معرب .

ويوم مسلوق: من أيام العرب: ومسلوق اسم موضع.

وقال ابن الأعرابي: أسلق الرجل: صاد سلقة أي: ذئبة. وفي الصحاح: طعنته فسلقته، وربما قالوا: سلقيته سلقاء، بالكسر يزيدون فيها الياء: إذا ألقيته على ظهره كما قالوا: جعبيته جعباء، من جعبته أي: صرعته فاستلقى على قفاه واسلنقى افعنلى، من سلق، أي: نام على ظهره عن السيرافي، ومنه الحديث: فإذا رجل مسلنق أي: على قفاه.

وتسلق الجدار: تسور ويقال: التسلق: الصعود على حائط أملس.

وقال ابن الأعرابي: تسلق على فراشه ظهرا لبطن: إذا قلق هما أو وجعا ولم يطمئن عليه، وقال الأزهري: المعروف بهذا المعنى الصاد.

وقال ابن فارس : السين واللام والقاف فيه كلمات متباينة لا تكاد تجتمع منها كلمتان في قياس واحد، وربك يفعل ما يشاء، وينطق خلقه كيف أراد.

ومما يستدرك عليه: لسان مسلق: حديد ذلق، وكذلك سلاق، وهو مجاز.

والسلق: الضرب. والسلق: الصعود على الحائط، عن ابن سيده.

وسلق ظهر بعيره سلقا: أدبره. وأسلق الرجل، فهو مسلق: ابيض ظهر بعيره بعد برئه من الدبر، يقال: ما أبين سلقه: يعني به ذلك البياض. والمسلوقة: أن يسلخ دجاج ، ويطبخ بالماء وحده، عامية.

ويقال: ركبت دابة فلان فسلقتني، أي: سحجت باطن فخذي.

والأسالق قد يكون جمع سلق، كرهط وأراهط، وإن اختلفا بالحركة والسكون، وقد يكون جمع أسلاق الذي هو جمع سلق، ومنه قول الشماخ:

إن تمس في عرفط صلع جماجمه    من الأسالق عاري الشوك مجرود كالأساليق.

والسلقة بالكسر: الجرادة إذا ألقت بيضها.

صفحة : 6383

والانسلاق في العين: حمرة تعتريها. وانسلق اللسان: أصابه تقشر، ومنه حديث عتبة بن غزوان: لقد رأيتني تاسع تسعة وقد سلقت أفواهنا من أكل ورق الشجر أي: خرج فيها بثور.

وتسلق: نام على ظهره. وسلقه الطبيب على ظهره: إذا مده. والسلوقي: السيف، أنشد ثعلب:

تسور بين السرج واللجام
سور السلوقي إلى الأجذام

والسيلقون: دواء أحمر.

وضبة مسلق: ألقت ولدها. ودرب السلقى، بالكسر: من قطيعة الربيع، هكذا ضبطه الخطيب في تاريخه، ونقله الحافظ في التبصير، وإليه نسب إسماعيل بن عباد السلقي، وذكره المصنف في سلف فأخطأ، وقد نبهنا على ذلك هناك، فراجعه. والسليق، كأمير: بطن من العلويين وهم: بنو الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر الخطيب الحسني، فيهم كثرة بالعجم، وبطن آخر من بني الحسين منهم، ينتهون إلى محمد ابن عبد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين الأصغر، لقب بالسليق، قال أبو نصر البخاري: لقب بذلك لسلاقة لسانه وسيفه.

س ل م ق
سلمق كجعفر : العجوز، عن أبي عمرو، وقد أهمله الجماعة وكذلك سملق ، ويروى بالشين فيهما، كما في اللسان.

وسلمقان بفتح السين وضم الميم: قرية بسرخس، ويقال أيضا: سلمكان بالكاف، منها: عكرمة بن طارق السلمقاني، من أصحاب الإمام أبي يوسف، تولى قضاء الجانب الشرقي ببغداد أيام المأمون.

وقال الليث: السلمقة: المرأة الرديئة عند الجماع، وقال ابن السكيت: هي التي لا أسكتان لها.

س م ح ق
السمحاق، كقرطاس ذكره الجوهري في سحق على أن الميم زائدة، وهي: قشرة رقيقة فوق عظم الرأس كما في العباب، وفي التهذيب: جلدة رقيقة فوق قحف الرأس وبها سميت الشجة إذا بلغتها سمحاقا. وقيل: السمحاق من الشجاج: التي بلغت السحاة بين العظم واللحم، وتلك السحاة تسمى السمحاق، وقيل: السمحاق: الجلدة التي بين العظم وبين اللحم فوق العظم ودون اللحم، ولكل عظم سمحاق، وقيل: هي الشجة التي تبلغ تلك القشرة حتى لا يبقى بين اللحم والعظم غيرها.
والسمحوق، كعصفور، من النخل: الطويلة كما في العباب، وقال الليث: السمحوق: الطويل الدقيق، قال الأزهري: ولم أسمع هذا الحرف في باب الطويل لغيره.

ومن المجاز: سماحيق السماء هي القطع الرقاق من الغيم على التشبيه بالقشرة الرقيقة.

وكذا قولهم: على ثرب الشاة سماحيق من شحم أي: شيء رقيق كالقشرة.

ومما يستدرك عليه: السمحاق بالكسر: أثر الختان.

س م س ق
السمسق أهمله الجوهري، وقال الليث: كجعفر وزبرج، وزاد غيره مثل قنفذ وجندب هو الياسمين، وقال أبو حنيفة: قال أبو نصر: هو المرزنجوش نقله ابن بري والصاغاني، وقال غيرهما هو السمسم، وقيل: الآس، فهو مستدرك عليه.

س م ق
سمق سموقا من حد نصر: علا وطال كما في الصحاح، وفي اللسان: السمق، سمق النبات إذا طال، سمق النبت والشجر والنخل، يسمق سمقا، وسموقا، فهو سامق، وسميق: ارتفع وعلا وطال.

والسميق كأمير : خشبة تحيط بعنق الثور من النير كالطوق، وهما سميقان نقله الجوهري، زاد الزمخشري: قد لوقي بين طرفيهما تحت غبغب الثور، وأسرا بخيط، والجمع الأسمقة.

صفحة : 6384

ويقال: الأسمقة: خشبات في الآلة التي ينقل عليها اللبن كما في اللسان والمحيط.

وكغراب: الخالص يقال: كذب سماق، أي: خالص بحت، نقله الجوهري، وكذلك حب سماق، أي: خالص، كما في العباب، قال القلاخ ابن حزن:

أبعدكن الله من نياق
إن لم تنجين من الوثاق
بأربع من كذب سماق

وإسحاق بن إبراهيم السماقي: محدث عن محمد بن الحجاج بن نذير.

والسماق كرمان وعليه اقتصر الجوهري، زاد الصاغاني: والسموق، مثل صبور وفي التكملة بالتشديد: ثمر أي معروف، وهي من شجر القفاف والجبال، وله ثمر حامض، عناقيد فيها حب صغار يطبخ، حكاه أبو حنيفة، قال: ولا أعلمه ينبت بشيء من أرض العرب، إلا ما كان بالشام، قال: وهو شديد الحمرة، وفي التهذيب: وأما الحبة الحامضة التي يقال لها: العبرب، فهو السماق، الواحدة سماقة، وقال الأطباء: هو يشهي ويقطع الإسهال المزمن، والاكتحال بنقاعته ينفع السلاق والرمد.

وأبو بكر محمد بن أحمد السماقي شيخ، حدث عن أحمد بن أبي الحواري، وعنه أبو سعيد دحيم ابن مالك.

وعبد المولى هكذا في النسخ، والصواب عبد الولي بن السماقي، حدث عن ابن اللتي وطبقته روينا عن أصحابه منهم: الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي، وغيره.

ومما يستدرك عليه: السمق، كفلز: الطويل من الرجال، عن كراع، وسيأتي للمصنف في الشين.

والقاضي أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن علي بن سماقة، كسحابة، الأشعري: حدث بمصر عن أبي زرعة المقدسي بمسند الشافعي سنة 613.

س م ل ق
السملق، كجعفر كتبه بالحمرة على أنه مستدرك على الجوهري، وليس كذلك، بل ذكره الجوهري في تركيب س ل ق على أن الميم زائدة، ويؤيده أن معناه ومعنى السلق واحد، وهو: القاع الصفصف، فالأولى كتبه بالسواد، وقال غيره: هو القفر الذي لا نبات فيه، ويقال: هو الأرض المستوية الجرداء، قال رؤبة:

وإن أثارت من رياغ سملقا
تهوى حواميها به مدققا

وقال جميل:

ألم تسال الربع القديم فينطقوهل يخبرنك اليوم بيداء سملق وقال عمارة:

يرمي بهن سملق عن سملق وفي حديث علي رضي الله عنه: ويصير معهدها قاعا سملقا .

ومما يستدرك عليه: عجوز سملق، كجعفر: صخابة، وقال أبو عمرو: سيئة الخلق، قال:

أشكو إلى الله عيالا دردقا
مقرقمين وعجوزا سملقا

والسمالق: الصحارى، وقال الواحدي هي الأرض البعيدة الطويلة، قال أبو زبيد:

فإلى الوليد اليوم حنت ناقتي     تهوى بمغبر المتون سمالق وامرأة سملق : لا تلد، شبهت بالأرض التي لا تنبت.

والسملق والسملقة: الرديئة في البضع.

والسملقة: التي لا إسكتان لها. وكذب سملق كعملس: بحت ، قال رؤبة:

يقتضبون الكذب السملقا

س ن ب ق
السنبوق، كعصفور أهمله الجماعة، وقال الصاغاني: زورق صغير يعمل في سواحل البحر، قال: وهي لغة جميع أهل سواحل بحر اليمن.

قلت: وفي أصالة نونه نظر، وقال الصاغاني في التكملة: هو فنعول، من السبق.

س ن دق
السندوق بالضم، أهمله الجماعة قال الفراء: وهي لغة في الصندوق ويجمع سناديق، وصناديق، كما في اللسان، وكذلك الزندوق، وقد تقدم.

س ن س ق

صفحة : 6385

السنسق كجعفر أهمله الجوهري، وفي رباعي التهذيب: قال المبرد: هو صغار الآس، وبه فسر قول أبي صفوان خالد بن صفوان: من بين ضميران نافح، وسنسق فائح وضبطه في التكملة كزبرج.

س ن ع ب ق
السنعبق، كسفرجل ومر له أولا بضم الباء وفتحها، أهمله الجوهري، وقال أبو حنيفة: هو نبات له رائحة خبيثة، وإذا قصف منه عود سال. ماء صاف لزج ، له سعابيب، وقد تقدم.

قال شيخنا: وقد استشكلوا إعادته هنا، لأنه لم يظهر له وجه ، وليس من عادته غالبا الإعادة بلا فائدة ، وقول بعض : لعل السابقة بالعين المهملة وهذه بالمعجمة، بعيد لو لأنه لو كان كذلك لذكره متصلا به، ولعله أعاده إشارة لاحتمال أصالة النون، والله أعلم.

قلت: وهذا الذي ذكره أخيرا هو الصواب، فإن الصاغاني ذكره هنا، وأما ابن بري فإنه جعل النون زائدة، وأن الأصل سعبق، وقال: ليس في الكلام فعللل ، كما قاله ابن سيده، وتقدم، ووافقه صاحب اللسان، فكأن المصنف وافقهما جميعا في الموضعين، ثم ظهر لي أن الصواب في الأولى السعنبق، بتقديم العين على النون، وهنا السنعبق، بتقديم النون على العين، كذا رأيت في نسخة التكملة، وبه يرتفع الإشكال، والله أعلم.

س ن ق
سنق الفصيل من اللبن، كفرح : إذا بشم واتخم يقال: شرب الفصيل حتى شق، وهو كالتخمة، وقال الليث: سنق الحمار، وكل دابة، سنقا: إذا أكل من الرطب حتى أصابه كالبشم، وهو الأحم بعينه، غير أن- الأحم يستعمل في الناس، والفصيل إذا أكثر من اللبن يكاد يمرض، قال رؤبة:

لوح منه بعد بدن وسنق وقال الأعشى:

ويأمر لليحموم كل عـشـية     بقمت وتعليق ، فقد كاد يسنق وقال شمر: والسنيق، كقبيط : بيت مجصص عن ابن عباد، وقال شمر : ج: سنيقات ، وسنانيق وهى الآكام.

وقال ابن عباد : السنيق : كوكب أبيض.

وفي التهذيب: سنيق: اسم أكمة م معروفة، قال امرؤ القيس:

وسن كسنيق سناء وسـنـمـا     ذعرت بمدلاج الهجين نهوض ولم يفسره أبو عمرو، وقال ابن الاعرابي: لا أدري ما سنيق? وقال الأزهري: جعل شمر سنيقا اسما لكل أكمة، وجعله نكرة مصروفة، قال: وإذا كان سنيق اسم أكمة بعينها، فهي عندي غير مجراة لأنها معرفة ، وقد أجراها امرؤ القيس، وجعلها كالنكرة وفى نسخة كالبقرة على أن الشاعر إذا اضطر أجرى المعرفة التي لا تنصرف. وأسنقه النعيم: إذا ترفه قال رؤ بة:

سقى فأروى ورعى فأسنقا ومما يستدرك عليه: السنق، ككتف : الشبعان، كالمتخم قاله أبو عبيد ، وقال لبيد يصف فرسا:
فهوسحاج مـدل سـنـق     لاحق البطن إذا يعدو زمل وأبو عمر وعثمان بن محمد بن بشر السقطي المعروف بابن سنقة السنقي محركة، وضبطه الحافظ بالفتح، وهو لقب جد أبيه حدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، وعنه ابن رزق البزاز توفي سنة 356. وسانقان، بكسر النون الأولى: قرية بمرو، ويقال أيضا بالصاد، ومنها أبو بشر الأشعث بن حسان السانقاني، توفي بعد الثلثمائة.

والمسانق: من ديار كلب بن وبرة.

س وق
الساق: ساق القدم، وهي من الإنسان ما بين الكعب والركبة مؤنث، قال كعب بن جعيل:

فإذا قامت إلى جاراتـهـا     لاحت الساق بخلخال زجل

صفحة : 6386

ومن الخيل والبغال والحمير والإبل: ما فوق الوظيف، ومن البقر والغنم والظباء: ما فوق الكراع، قال قيس :

فعيناك عيناها وجيدك جيدهـا     ولكن عظم الساق منك رقيق ج: سوق بالضم، مثل دار ودور ، وقال الجوهري: مثل أسد وأسد وسيقان مثل جار وجيران وأسؤق مثل كاس وأكؤس ، قال الصاغاني: همزت الواو لتحمل الضمة وفي التنزيل: فطفق مسحا بالسوق والأعناق وفي الحديث: واستشبوا على سوقكم ، وقال جزء- أخو الشماخ- يرثي عمر- رضي الله عنه-:

أبعد قتيل بالمـدينة أظـلـمـت     له الارض تهتز العضاه بأسؤق? وأنشد ابن بري لسلامة بن جندل:

كأن مناخا من قنون ومنـزلا     بحيث التقينا من أكف وأسؤق وقال رؤبة:

والضرب يذرى أذرعا وأسؤقا وقوله تعالى: يوم يكشف عن ساق أي: عن شدة كما يقال: قامت الحرب على ساق، قال ابن سيده: ولسنا ندفع مع ذلك أن الساق إذا أريدت بها الشدة فإنما هي مشبهة بالساق هذه التي تعلو القدم، وأنه إنما قيل ذلك لأن الساق هي الحاملة للجملة والمنهضة لها، فذكرت هنا لذلك تشبيها وتشنيعا، وعلى هذا بيت الحماسة لجد طرفة:

كشفت لهم عن ساقهـا     وبدا من الشر الصراح وفي تفسير ابن عباد ومجاهد: أي يكشف عن الأمر الشديد.

وقوله تعالى: التفت الساق بالساق أي: التف آخر شدة الدنيا بأول شدة الآخرة، وقيل: التفت ساقه بالأخرى إذا لفتا بالكفن.

وقال ابن الانباري: يذكرون الساق إذا أرادوا شدة الأمر، والإخبار عن هوله كما يقال: الشحيح يده مغلولة ، ولا يد ثم ولا غل، وإنما هو مثل في شدة البخل، وكذلك هذا، لا ساق هناك ولا كشف، وأصله أن الإنسان إذا وقع في شدة يقال: شمر ساعده، وكشف عن ساقه، للاهتمام بذلك الأمر العظيم، قال ابن سيده: وقد يكون يكشف عن ساق لان الإنسان إذا دهمته شدة شمر لها عن ساقيه، ثم قيل للأمر الشديد: ساق، ومنه قول دريد:

كميش الإزار خارج نصف ساقه أراد: أنه مشمر جاد، ولم يرد خروج الساق بعينها.

ومن المجاز: ولدت فلانة ثلاثة بنين على ساق واحد، كما في الصحاح، وفي العباب: واحدة، أي: متتابعة بعضهم على إثر بعض لا جارية بينهم نقله الجوهري، وهو قول ابن السكيت، وقال غيره: ولد لفلان ثلاثة أولاد ساقا على ساق، أي: واحدا في إثر واحد.

وساق الشجرة: جذعها كما في الصحاح، وهو مجاز ، وقيل: هو ما بين أصلها إلى مشعب أفنانها، وفي حديث معاوية- رضي الله عنه-: إن رجلا قال: خاصمت إليه ابن أخي، فجعلت أحجه، فقال: أنت كما قال أبو دواد :

أنى أتيح له حرباء تـنـضـبة     لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا أراد: لا تنقضي له حجة إلا تعلق بأخرى، تشبيها بالحرباء، والأصل فيه أن الحرباء يستقبل الشمس ثم يرتقي إلى غصن أعلى منه، فلا يرسل الأول حتى يقبض على الآخر.

وساق حر: ذكر القماري نقله الجوهري، وأنشد للكميت:

تغريد ساق على ساق يجاوبـهـا     من الهواتف ذات الطوق والعطل عنى بالأول الورشان، وبالثاني ساق الشجرة.
قلت: ومثله قول الشماخ:

كادت تساقطني والرحل إذ نطقت     حمامة فدعت ساقا على سـاق

صفحة : 6387

قال الأصمعي: سمي به لأن حكاية     صوته ساق حر قال- حميد رضي الله عنه-:

وما هاج هذا الشوق إلا حمامة دعت ساق حر في حمام ترنما وذكر أبو حاتم في كتاب الطير- عقيب ذكر القمري- قال: إنه يضحك، كما يضحك الإنسان، وساق حر كالقمري يضحك أيضا، وسمي بصياحه ساق حر، ولا تأنيث له ولا جمع، وقال السكري: القمري والصلصل وما أشبههما تسميها العرب الحمام، وهو ساق حر، ويعال: ساق حر أبوهن الأول، وإن أصواتهن إنما هي نوح ، ومنه قول ابن هرمة:

ولا بالذي يدعو أبـا لا يجـيبـه     كساق ابن حر والحمام المطوق وقال خديج بن عمرو- أخو النجاشي-:

سأبكي عليه ما بـقـيت وراءه     كما كان يبكي ساق حر حلائله أو الساق: الحمام، والحر فرخها نقله شمر عن بعض.

وساق: ع في قول زهير بن أبي سلمى:

عفا من آل ليلى بطن ساق     فأكثبه العجالز فالقصـيم ويقال له ساق الرجل.

وساق الفرو، أو ساق الفروين: جبل لأسد، كأنه قرن ظبي قال:

أقفر من خولة ساق الفروين     فحضن فالركن من أبانـين وساق الفريد: ع قال الحطيئة:

فتبعتهم عيني حتى تفرقتمع الليل عن ساق الفريد الحمائل والساقة: حصن باليمن من حصون أبين.

وساق الجواء: ع آخر.

وساقة الجيش: مؤخره نقله الجوهري وهو مجاز، ومنه الحديث: طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع .

والساقة: جمع سائق، وهم الذين يسوقون الجيش الغزاة، ويكونون من ورائهم، يحفظونه، ومنه ساقة الحاج.

وساق الماشية سوقا وسياقة بالكسر ومساقا وسياقا كسحاب، واستاقها وأساقها فانساقت فهو سائق وسواق كشداد ، شدد للمبالغة، قال أبو زغبة الخارجي، وقيل للحطم القيسي:

قد لفها الليل بسواق حطم     ليس براعي إبل ولا غنم وقوله تعالى: إلى ربك يومئذ المساق وقوله تعالى: معها سائق وشهيد قيل: سائق يسوقها إلى المحشر، وشهيد يشهد عليها بعملها، وأنشد ثعلب:

لولا قريش هلكت مـعـد
واستاق مال الأضعف الأشد

وفي الحديث: لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ، هو كناية عن استقامة الناس وانقيادهم له واتفاقهم عليه، ولم يرد نفس العصا، وإنما ضربها مثلا لاستيلائه عليهم، وطاعتهم له إلا أن في ذكرها دلالة على عسفه بهم، وخشونته عليهم.

ومن المجاز: ساق المريض يسوق سوقا وسياقا ككتاب: إذا شرع في نزع الروح كذا في العباب، واقتصر الجوهري على السياق، ويقال أيضا: ساق بنفسه سياقا نزع بها عند الموت، وتقول: رأيت فلانا يسوق سووقا كقعود، وقال الكسائي: هو يسوق نفسه، ويفيظ نفسه، وقال ابن شميل: رأيت فلانا بالسوق، أي: بالموت يساق سوقا، وإن نفسه لتساق وأصل السياق سواق، قلبت الواو ياء لكسرة السين.

وساق فلانا يسوقه سوقا: أصاب ساقه نقله الجوهري.

صفحة : 6388

ومن المجاز: ساق إلى المرأة مهرها وصداقها سياقا: أرسله كأساقه وإن كان دراهم أو دنانير لأن أصل الصداق عند العرب الإبل، وهي التي تساق، فاستعمل ذلك في الدرهم والدينار وغيرهما، ومنه الحديث: أنه قال لعبد الرحمن وقد تزوج بامرأة من الأنصار ما سقت إليها? أي: ما أمهرتها? وفي رواية ما سقت منها بمعنى البدل.

ونجم الدين محمد بن عثمان ابن السائق الدمشقي وأخوه علاء الدين علي، حدثا، الأخير سمع من الرشيد بن مسلمة.

ومن المجاز: السياق ككتاب: المهر، لأنهم إذا تزوجوا كانوا يسوقون الإبل والغنم مهرا، لأنها كانت الغالب على أموالهم، ثم وضع السياق موضع المهر وإن لم يكن إبلا وغنما.

والأسوق من الرجال: الطويل الساقين نقله الجوهري وقال ابن دريد: الغليظ الساقين أو حسنهما، وهي سوقاء حسنة الساقين، وقال الليث: امرأة سوقاء تارة الساقين ذات شعر والاسم السوق، محركة قال رؤبة:

قب من التعداء حقب في سوق والسيقة، ككيسة: ما استاقه العدو من الدواب مثل الوسيقة، أصلها سيوقة، وقال الزمخشري هي الطريدة التي يطردها من إبل الحي، وأنشد الجوهري للشاعر، وهو نصيب ابن رباح:

فما أنا إلا مثـل سـيقة الـعـدا     إن استقدمت نحر وإن جبأت عقر وقال ابن دريد : السيقة: الدريئة يستتر فيها الصائد، فيرمي الوحش. وقال ثعلب : السيقة: الناقة ج: سيائق.

وقال أبو زيد: السيق، ككيس: السحاب تسوقه الريح ولا ماء فيه كما في الصحاح، وقال ابن دريد: الجفل من السحاب هو الذي قد هراق ماءه، وقال الأصمعي: السيق من السحاب: ما طردته الريح كان فيه ماء أو لم يكن.

والسوق بالضم م معروفة، ولذا لم يضبطه، قال ابن سيده: هي التي يتعامل فيها تذكر وتؤنث، وقال ابن دريد : السوق معروفة، تؤنث وتذكر، وأصل اشتقاقها من سوق الناس بضائعهم إليها، مؤنثة وتذكر. وقد سبق عن الجوهري في زقق أن أهل الحجاز يؤنثون السوق والسبيل والطريق والصراط والزقاق والكلاء وهو سوق البصرة، وتميم تذكر الكل. قلت: وشاهد التذكير قول رجل أخذه سلطان فجلده وحلقه:

ألم يعظ الفتيان ما صار لمتى    بسوق كثير ريحه وأعاصره
علوني بمعصوب كأن سحيفه    سحيف قطامي حماما يطايره

وأنشد أبو زيد في التأنيث:

إني إذا لم يند حلقا ريقـه
وركد السب فقامت سوقه
طب بإهداء الخنا لبيقـه

والجمع أسواق .

وسوق الحرب: حومة القتال وكذا سوقته، أي: وسطه، يقال: رأيته يكر في سوق الحرب، وهو مجاز. وسوق الذنائب: ة، بزبيد دونها وسوق الأربعاء: د، بخوزستان. وسوق الثلاثاء: محلة ببغداد.

وسوق حكمة محركة : ع بالكوفة.

وسوق وردان: محلة بمصر نسبت إلى وردان مولى عمرو بن العاص. وسوق لزام د، بإفريقية، وسوق العطش: حلة ببغداد سميت لأنه لما بني قال المهدي: سموه سوق الري، فغلب عليه سوق العطش. وبها ولد الحسين بن علي بن الحسن ابن يوسف، جد الوزير أبي القاسم المغربي، وأصلهم من البصرة، كذا في تاريخ حلب، لابن العديم.

وسويقة، كجهينة: ع قال:

صفحة : 6389

هيهات منزلنا بنعف سويقة     كانت مباركة مـن الأيام وأنشد ابن دريد للفرزدق:

ألم تر أني يوم جو سويقة    بكيت فنادتني هنيدة ماليا وقال أبو زيد: سويقة : هضبة طويلة بحمى ضرية ببطن الريان، وإياها عنى ذو الرمة بقوله:

لأدمانة ما بـين وحـش سـويقة    وبين الجبال العفر ذات السلاسل وقال ابن السكيت: سويقة: جبل بين ينبع والمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وبه فسر قول كثير:

لعمري لقد رعتم غداة سويقة    ببينكم يا عز حـق جـزوع قال وسويقة أيضا: ع بالسيالة قريب منها، ومنه قول ابن هرمة:

عفت دارها بالبرقتين فأصبحت     سويقة منها أقفرت فنظيمهـا والسويقة: ع، ببطن مكة حرسها الله تعالى، مما يلي باب الندوة، مائلا إلى المروة.

والسويقة: ع بنواحي المدينة المنورة، يسكنه آل علي بن أبي طالب رضى الله عنه.

قلت: وأول من نزله يحيى بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، وقد أعقب من رجلين أبي حنظلة إبراهيم وأبي داود محمد، ويقال لهم: السويقيون، فيهم عدد كثير ومدد إلى الآن، وتفصيل ذلك في المشجرات.

والسويقة: ع بمرو، منه أحمد بن محمد هكذا في النسخ، والصواب أبو عمرو، ومحمد بن أحمد ابن جميل المروزي السويقي، سمع الإمام أبا داود صاحب السنن.

والسويقة: ع بواسط، منه: أبو منصور عبد الرحمن بن محمد ابن عفيف الواعظ الأديب هكذا في سائر النسخ، وهو سقط فاحش، صوابه منه أبو عمران موسى بن عمران ابن موسى القرام السويقي، روى عن أبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عفيف البوشنجي كذا حققه الحافظ في التبصير، فتأمل.

والسويقة : د بالمغرب من بجاية بالقرب من قلعة بني حماد.

والسويقة : تسعة مواضع ببغداد منها سويقة أبي الورد.

والسوقة بالضم خلاف الملك، وهم الرعية التي تسوسها الملوك، سموا سوقة، لأن الملوك يسوقونهم فينساقون لهم للواحد والجمع والمذكر والمؤنث قاله الأزهري والصاغاني، زاد صاحب اللسان: وكثير من الناس يظن أن السوقة أهل الأسواق، وأنشد الجوهري لنهشل بن حري:

ولم تر عيني سوقة مثل مالك     ولا ملكا تجبى إليه مرازبه وقالت بنت النعمان بن المنذر. قلت: واسمها حرقة:

بينا نسوس الناس والأمر أمرنا    إذا نحن فيهم سوقة نتنصـف أي نخدم الناس، قال الصاغاني: والبيت مخروم.

أو قد يجمع سوقا كصرد ومنه قول زهير بن أبي سلمى:

يطلب شأو امرأين قدما حسنا     نالا الملوك وبذا هذه السوقا كما في الصحاح.

وقال ابن عباد: السوقة: من الطرثوث: ما كان في أسفل النكعة حلو طيب، وقال أبو حنيفة: هو كأير الحمار، وليس فيه شيء أطيب من سوقته ولا أحلى، وربما طال، وربما قصر.

صفحة : 6390

ومحمد بن سوقة: تابعي هكذا في النسخ، والصواب: وسوقة تابعي، أو محمد بن سوقة من أتباع التابعين، ففي كتاب الثقات لابن حبان: في التابعين: سوقة البزاز، من أهل الكوفة، يروي عن عمرو بن حريث، روى عنه ابنه محمد، انتهى. وكان محمد لا يحسن يعصي الله تعالى نفعنا الله به، وقرأت في بعض المجاميع أن رجلا دخل عليه فرآه يعجن ودموعه تتساقط، وهو يقول: لما قل مالي جفاني إخواني.

والسويق، كأمير: م معروف ، كما في الصحاح، وهو نص ابن دريد في الجمهرة أيضا، قال: وقد قيل بالضاد أيضا، قال: وأحسبها لغة لبني تميم، وهي لغة بني العنبر خاصة والجمع أسوقة، وقال غيره: هو ما يتخذ من الحنطة والشعير، ويقال لسويق المقل: الحتي، ولسويق النبق: الفتى، وقال شيخنا: هو دقيق الشعير أو السلت المقلو، ويكون من القمح، والأكثر جعله من الشعير، وقال أعرابي يصفه: هو عدة المسافر، وطعام العجلان، وبلغة المريض، وفي الحديث: فلم يجد إلا سويقا فلاك منه .

وقال أبو عمرو: السويق: الخمر ويقال لها أيضا: سويق الكرم، وأنشد سيبويه لزياد الأعجم:

تكلفني سويق الكـرم جـرم      وما جرم وما ذاك السـويق
وما عرفت سويق الكرم جرم     ولا أغلت به مذ قام سـوق

وثنية السويق: عقيبة بين الخليص والقديد م معروفة.

والسواق كزنار: الطويل الساق عن أبي عمرو، وأنشد للعجاج:

بمخدر من المخادير ذكر
يهتد رومي الحديد المستمر
عن الظنابيب وأغلال القصر
هذك سواق الحصاد المختضر

المخدر: القاطع، والحصاد: بقلة. وقال ابن عباد: السواق: طلع النخل إذا خرج وصار شبرا.

وقيل: السواق: هو ما سوق وصار على ساق من النبت عن ابن عباد.

قال: وبعير مسوق، كمحسن والذي في التكملة: كمنبر ، للذي يساوق الصيد أي: يقاوده، وهو مجاز، والذي في اللسان: المسوق: بعير يستتر به من الصيد ليختله.

وقال الليث: الأساقة: سير ركاب السروج.

قال غيره : وأسقته إبلا: جعلته يسوقها أو ملكته إياها يسوقها، فيكون مجازا، وفي الصحاح: أعطيته إبلا يسوقها.

وسوق الشجر تسويقا: صار ذا ساق كذا في العباب، والأولى سوق النبت، ومنه قول ذي الرمة:

لها قصب فعم خدال كـأنـه     مسوق بردي على حائر غمر وقال ابن عباد: سوق فلانا أمره: إذا ملكه إياه.

قال: والمنساق: التابع والقريب أيضا.

قال: والعلم المنساق. من الجبال هو المنقاد طولا. وساوقه: فاخره في السوق أينا أشد، كما في الصحاح، قال: وهو من قولهم: قامت الحرب على ساق، وهو مجاز.

وتساوقت الإبل أي: تتابعت، وكذلك تقاودت فهي متساوقة، ومتقاودة، وأصل تساوق تتساوق كأنها- لضعفها وهزالها- تتخاذل، ويتخلف بعضها عن بعض، وهو مجاز.

وتساوقت الغنم: تزاحمت في السير وفي حديث أم معبد : فجاء زوجها يسوق أعنزا ما تساوق أي: ما تتابع.

ومما يستدرك عليه: انساقت الإبل: سارت متتابعة. وسوقها كساقها، قال امرؤ القيس:

لنا غنم نسوقهـا غـزار     كأن قرون جلتها العصي والمساوقة: المتابعة، كأن بعضها يسوق بعضا.

والسوق: المهر، وضع موضعه، وإن لم يكن إبلا أو غنما.

صفحة : 6391

وساق إليه خيرا. وساقت الريح السحاب، وكل هذه مجاز .

والسوقة، بالضم: لغة في السوق، وهو موضع البياعات.

وجاءت سويقة، أي: تجارة، وهي تصغير سوق، وقوله:

للفتى عقل يعيش بـه      حيث تهدي ساقه قدمه فسره ابن الأعرابي، فقال: معناه إن اهتدى لرشد علم أنه عاقل، وإن اهتدى لغير رشد علم أنه على غير رشد .

وذو السويقتين: رجل من الحبشة يستخرج كنز الكعبة، كما في الحديث وهما تصغير الساق، وهي مؤنثة، فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها، وإنما صغرهما لان الغالب على سوق الحبشة الدقة والحموشة.

وجمع ساق الشجرة أسوق وأسؤق، وسووق وسؤوق ، وسوق. وسوق الأخيرة نادرة ، وتوهموا ضم السين على الواو، وقد غلب ذلك على لغة أبي حية النميري، وهمزها جرير في قوله:

أحب المؤقدان إليك مؤسى وقال ابن جني: في كتاب الشواذ: همز الواو في الموضعين جميعا، لأنهما جاورتا ضمة الميم قبلهما، فصارت الضمة كأنها فيها، والواو إذا انضمت ضما لازما فهمزها جائز، قال: وعليه وجهت قراءة أيوب السختياني ولا الضألين بالهمز.

ويقال: بنى القوم بيوتهم على ساق واحد، وقام القوم على ساق : يراد بذلك الكد والمشقة على المثل. وأوهت بساق، أي: كدت أفعل، قال قرط يصف الذئب:

ولكني رميتك من بـعـيد      فلم أفعل وقد أوهت بساق والساق: النفس، ومنه قول علي رضي الله عنه في حرب الشراة: لا بد لي من قتالهم، ولو تلفت ساقي التفسير لأبي عمر الزاهد، عن أبي العباس، حكاه الهروي.

وتسوق القوم: إذا باعوا واشتروا، نقله الجوهري، وتقول العامة: سوقوا. وسوقين، بالضم وكسر القاف: من حصون الروم، قيل مات به إبراهيم ابن أدهم، رحمه الله تعالى.

ومن المجاز: هو يسوق الحديث أحسن سياق، وإليك يساق الحديث، وكلام مساقه إلى كذا، وجئتك بالحديث على سوقه، على سرده. ويقال: المرء سيقة القدر، ككيسة يسوقه إلى ما قدر له ولا يعدوه.

وقرع للأمر ساقه: إذا شمر له.

وأديم سوقي، أي: مصلح طيب، ويقال: غير مصلح، ونسب هذه للعامة، وفيه اختلاف ، والمشهور الثاني وتقدم في دهمق ما أنشده ابن الأعرابي:

إذا أردت عملا سوقيا
مدهمقا فادع له سلميا

وسوقة، بالضم: موضع من نواحي اليمامة، وقيل: جبل لقشير ، أو ماء لباهلة.

وسوقة أهوى، وسوقة حائل: موضعان، أنشد ثعلب:

تهانفت واستبكاك رسم المنازل بسوقة أهوى، أو بسوقة حائل وذات الساق: موضع. وساق: جبل لبني وهب. وساقان: موضع .

والسوق، كصرد : أرض معروفة، قال رؤبة:

ترمي ذراعيه بجثجاث السوق وسوق حمزة: بلد بالمغرب، ويقال أيضا: حائط حمزة، نسب إلى حمزة ابن الحسن الحسني، منهم ملوك المغرب الآن. وسوسقان: قرية بمرو.

ومن أمثالهم في المكأفاة: التمر بالسويق، حكاه اللحياني.

والسويقيون، بالفتح: جماعة من المحدثين.

وسويقة العربي، وسويقة الصاحب، وسويقة الآلا، وسويقة العصفور، محلات بمصر، وسويقة الريش: خارج باب النصر منها.

وسوق يحيى: بلد بفارس.

وسوق الشفا: من أعمال الشرقية بمصر.

س ه ق

صفحة : 6392

السهوق، كجرول: الكذاب عن الفراء، قال ابن فارس : سمي بذلك لأنه يعلو في الأمر ويزيد في الحديث. وقال الليث: السهوق: كل ما يروى ريا، ونص العين: كل ما تر وارتوى من سوق الشجر ونحوها لأنه إذا روى طال كالسوهق، كحوقل وقال غيره: هو الريان من كل شيء قبل النماء، وأنشد الليث لذي الرمة:

جمالية حرف سنـاد يشـلـهـا     وظيف أزج الخطو ريان سهوق أزج الخطو: بعيد ما بين الطرفين مقوس .

وقال الليث: قال بعضهم: السهوق: الطويل من الرجال، ويروى قول الشماخ:

كأني كسوت الرحل أحقب سهوقا      أطاع له من رامـتـين حـديق بالوجهين سهوقا وسوهقا، وقيل: السهوق في هذا البيت: الطويل الساقين، ويستعمل في غير الرجال، قال المرار الأسدي:

كأنني فوق أقـب سـهـوق      جأب إذا عشر صاتي الإرنان وقال رؤبة:

أو أخدريا بالثماني سهوقا وأنشد يعقوب:

فهي تباري كل سار سهوق

أبد بين الأذنين أفرق والسهوق: الريح الشديدة التي تنسج العجاج أي تسفى، عن الفراء.

والسهوق، كعملس: البعيد الخطو- نقله ابن عباد.

ومما يستدرك عليه: السوهق، كجوهر : الريح الشديدة، عن كراع وشجرة سهوق : طويلة الساق. والسهوق: الضخم الطويل من الرجال، كالسوهق، والقهوس، كالسهوق، كعملس، الأخير عن الهجري، وأنشد:

منهن ذات عنق سهوق وساهوق: موضع .