الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل الرابع عشر: فصل الشين المعجمة مع القاف: الجزء الأول

فصل الشين المعجمة مع القاف

الجزء الأول

ش ب رق
الشبرق، كزبرج: رطب الضريع نقله الجوهري، قال الفراء: والشبرق: نبت ، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، وغيرهم يسميه الشبرق، وقال الزجاج: الشبرق: جنس من الشوك، إذا كان رطبا فهو شبرق ، فإذا يبس فهو الضريع، وقال أبو زيد: الشبرق يقال له: الحلة، ومنبته بنجد وتهامة، وثمرتها حسكة صغار، ولها زهرة حمراء، وقال غيره: هو نبات غض، وقيل: شجر ثمرته شاكة صغيرة الجرم حمراء مثل الدم، منبتها السباخ والقيعان قال أبو حنيفة: واحدته بهاء وبها سمي الرجل، وهى عشبة ذكروا أن لها أطرافا كأطراف الأسل، فيها حمرة، ولذلك قال مالك ابن خالد الخناعي:

ترى القوم صرعى جثوة اضجعوا معا     كأن بأيديهـم حـواشـي شـبـرق شبه الدماء التي بهم بحواشي الشبرق لقصره، قال الراجز، ووصف غيثا:

فبدعت أرنبه وخرنقه
وعمل الثعلب عملا شبرقه

عمله: غطاه، أي: طال من الخصب حتى خفي الثعلب، وهذا حين أفرط في تطويله، وبدعت: أكلت من الخصب حتى سمنت.

والشبرق: مرعى سوء غير ناجع في راعيته، ولا نافع، ومنابته الرمل قال امرؤ القيس:

فأتبعتهم طرفي وقد حال دونهم      غوارب رمل ذي ألاء وشبرق وقال ابن عباد: الشبرق: ولد الهرة.

وعوذ بن شبرق كذا في النسخ، والصواب: عون بن شبرق، وضبطه الحافظ كدرهم، روى عن أبي بكر الهذلي، وعنه موسى بن سعيد الراسبي. وعاصم بن شبرقة روى عنه حماد ابن سلمة : محدثان.

وقال ابن دريد : شبرق: اسم عربي، ولا أعرفه.

والشبارق، والشباريق: القطع يقال: صار الثوب شباريق، أي: قطعا،

صفحة : 6393

أو يقال: ثوب شبرق، كجعفر وعلابط وعنادل وقرطاس وقناديل الثانية والرابعة عن ابن دريد ، وكذا: ثوب مشبرق ، أي: مقطع كله وممزق، وقال اللحياني: ثوب شبارق وشمارق ومشبرق ومشمرق، وأنشد ابن بري للأسود بن يعفر:

لهوت بسربال الشباب مـلاوة     فأصبح سربال الشباب شبارقا والشبراق كقرطاس، من كل شيء: شدته عن ابن عباد .

والشبراق من الثياب: المتخرق عن ابن عباد، وقد تسقط هذه من بعض النسخ.

والشبارق، كعلابط وعنادل: شجر عال له ورق أحرش مثل ورق التوت، وعود صلب جدا يكل الحديد ويقلد الخيل وغيره، كالبقر والغنم وكل ما خيف عليه بعوده عوذة للعين. قال أبو حنيفة: وربما أهدى للرجل القطعة منه فأثاب عليه البكر، وإذا قدر عليه اتخذت منه الأرعوة، وهي نير البقر، لصلابته.

وشبارق، بالفتح : ة بزبيد وإليها يضاف باب من أبواب زبيد، وهكذا ضبطه الصاغاني، وهو المشهور. وسياق المصنف يقتضي أن يكون بالضم، بدليل قوله فيما بعد وكعنادل: ما اقتطع من اللحم صغارا وطبخ عن ابن دريد ، قال: وهذا معرب وقال الجوهري: والشبارق معرب ألحقوه بعذافر، فهذا يدل على أنه بالضم، فانظر ذلك.

والشبارق: الجماعة من الناس. والشبرقة: نهش البازي الصيد وتمزيقه قاله الليث.

والشبرقة: قطع الثوب، وقد شبرقه شبرقة وشبراقا وشربقه شربقة: إذا مزقه، قال امرؤ القيس يصف الكلاب والحمار:

فأدركنه يأخذن بالساق والنـسـا     كما شبرق الولدان ثوب المقدسي المقدسي: الذي أتى من بيت المقدس، كما في الصحاح، ويروى المقدس وهو الراهب ينزل من صومعته إلى بيت المقدس، فيمزق الصبيان ثيابه تبركا به، وقد ذكر في السين.

والشبرقة: عدو الدابة وخدا وقد شبرقت، وهو شدة تباعد قوائمه.

وقال الليث: ثوب مشبرق : إذا أفسد نسجا وسخافة، قال ذو الرمة:

فجاءت بنسج العنكبوت كأنـه    على عصويها سابري مشبرق وقال غيره: المشبرق من الثياب: الرقيق الرديء النسج، ويقال للثوب من الكتان مثل السبنية مشبرق .

ومما يستدرك عليه: شبرقت اللحم: قطعته، مثل شربقته، نقله الجوهري.

والشبراق، بالكسر: شدة تباعد ما بين القوائم، قال رؤبة:

كأنها وهي تهادى في الرقـق
من ذروها شبراق شد ذي عمق

والشبرقة، كزبرجة: الشيء السخيف القليل من النبات والشجر، هكذا حكاه أبو حنيفة مؤنثا بالهاء، ويقال: في الأرض شبرقة من نبات، وهي المنتثرة. وقال ابن شميل: الشبرق: الشيء السخيف من نبت، أو بقل، أو شجر، أو عضاه.

والشبرقة من الجنبة، وليس في البقل شبرقة.

والمشبرق من الثياب. المقطوع عن أبي عمرو.

والشبرقة، كزبرجة : القطعة من الثوب.

ش ب ز ق
الشبزق كجعفر أهمله الجوهري وقال أبو الهيثم: من يتخبطه الشيطان

صفحة : 6394

من المس قال الأزهري: وفسره أبو الهثيم بالفارسية ديو كد خزيده كرده هكذا سمعت المنذري يقول: سمعت أبا علي يقول: سمعت أبا الهيثم، وهكذا نقله الصاغاني في العباب، وأما صاحب اللسان فإنه قال: هكذا وجدته في الأصل، فنقلته على صورته، وأوهمني فيه نقطة على الراء في لفظة الشبرق فلست أدري أهو سهو من الناسخ أو أن تكون اللفظة شبزق بالزاي، والله أعلم.

قلت: وديو: هو الجن، وخزيده كرده، أي: مسه وخبطه.

ونصر الله بن موسى بن شبزق الموصلي: محدث ظاهر سياقه أنه كجعفر، والصواب أنه كزبرج، كما ضبطه الحافظ، روى عن أبي جعفر السراج، وابنه أبو البركات عبد الله روى عن ابن الحصين، والدينوري، وكذا أخوه عبد الرحمن روى عنهما، مات الأخير سنة 593.

ش ب ق
شبق، كفرح شبقا: اشتدت غلمته قال رؤبة:

لا يترك الغيرة من عهد الشبق كما في الصحاح، والمراد بشدة الغلمة طلب النكاح، والمرأة كذلك وقد يكون في غير الإنسان، كما في قول رؤبة، فإنه يصف حمارا، وهو شبق، وهي شبقة.

وقال ابن عباد : شبق من اللحم: إذا بشم منه.

قال غيره: وذات الشبق بالكسر: ع هكذا نقله الصاغاني، وأنشد للبريق الهذلي يرثي أخاه أبا زيد:

كأن عجوزي لم تلد غير واحد      وماتت بذات الشبق غير عقيم قال: والرواية الصحيحة بذات الشرى.

قلت: راجعت البيت هذا في أشعار البريق، فوجدته مضبوطا بذات الشيق بالياء التحتية، هكذا، وذكر السكري في شرحه روايتين: هذه، والثانية وهي بذات الشري فالذي ذكره الصاغاني تصحيف تبيينه عليه.

والشوبق، بالضم: خشبة الخباز عن ابن عباد ، وهو معرب جوبه.

ش د ق
الشدق، بالكسر عن الجوهري ويفتح عن ابن سيده، وقال الليث: هما لغتان والدال مهملة وهو: طفطفة الفم من باطن الخدين وهما شدقان، يقال: نفخ في شدقيه. قال ابن سيده: وشدقا الفرس، مشق فمه إلى منتهى اللجام.

والشدق من الوادي بالكسر والفتح: عرضاه وناحيتاه وكذلك شدقاه كشديقه كأمير، وهو مجاز ج: أشداق، وحكى اللحياني إنه لواسع الأشداق، وهو من الواحد الذي فرق فجعل كل واحد منه جزءا، ثم جمع على هذا، وقال ذو الرمة:

أشداقها كصدوع النبع في قـلـل     مثل الدحاريج لم ينبت بها الزغب وفي الحديث: كان يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه أي بجوانب الفم، وإنما يكون ذلك لرحب شدقيه، والعرب تمتدح بذلك.

وشديق كزبير: واد بالطائف ويقال له: نخب أيضا، كما في العباب، وضبطه غيره كأمير، وبإعجام الدال.

والشدق، محركة: سعة الشدق كما في الصحاح، وفي التهذيب: سعة الشدقين.

وخطيب أشدق بين الشدق، أي: بليغ مجيد، وقد شدق شدقا.

وامرأة شدقاء واسعة الشدق: ج شدق بالضم.

ويقال: رجل أشدق، ورجال شدق، أي: متفوه ذو بيان.

وتشدق لوي شدقه للتفصح كما في الصحاح، ويقال: هو متشدق في منطقه، ومتفيهق: إذا كان يتوسع فيه.

ومما يستدرك عليه: الشدوق، بالضم: جمع الشدق. وشفة شدقاء: واسعة مشق الشدقين.

والأشدق: العريض الشدق، الواسعه، المائله، أي ذلك كان.

صفحة : 6395

ولقب سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص، لفصاحته، وولده عمرو بن سعيد الأشدق: أحد خطباء العرب.

والمتشدق أيضا: المتوسع في الكلام من غير احتياط واحتراز، وقد نهى عن ذلك، وقيل: هو المستهزىء بالناس، يلوي شدقه بهم وعليهم. وتشدق في كلامه: فتح فمه واتسع.

والشداق، ككتاب : من سمات الإبل وسم على الشدق، عن ابن حبيب في تذكرة أبي علي.

والشدقم، والشدقمي: الأشدق، زادوا فيه الميم كزيادتهم لها في فسحم وستهم، وجعله ابن جني رباعيا من غير لفظ الشدق.

وشدق شدقم : عريض، وفي حديث جابر رضى الله عنه: حدثه رجل بشيء، فقال: ممن سمعت هذا? فقال: من ابن عباس، قال: من الشدقم? أي: الواسع الشدق، ويوصف به البليغ المنطيق، والمفوه، والميم زائدة . وشدقم: اسم فحل، ومنه الشدقميات.

وبنو شدقم: بطن من الحسنيين بالمدينة، على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

والشدق، محركة: العوج في الوادي قال رؤبة:

مشرعة ثلماء من سيل الشدق ذكره الصاغاني في لمق .

ش ذ ق
الشوذق، كجوهر، والذال معجمة أهمله الجوهري، وقال الأزهري: هو السوار لغة في السودق، بالدال، قاله أبو عمرو.


والشيذق، والشيذقان، والشيذاق، والشوذانق: الصقر قاله أبو تراب أو الشاهين قاله الفراء، الثانية حكاها ثعلب، وأنشد:

كالشيذقان خاضب أظـفـاره     قد ضربته شمأل في يوم طل والأخيرة عن يعقوب، كما في المحكم، وعن أبي تراب، كما في التهذيب.

ومر ضبط لغاتها في السين المهملة.

وفي نوادر الأعراب: الشوذقة والتزخيف: أن تاخذ بأصابعك البشيذق من صاحبك شيئا، كالصقر قال الأزهري: أحسب الشوذقة معربة، أصلها البشيذقة.

ش رب ق
شربق الثوب شربقة، وشبرقه شبرقة: مزقه، قاله الفراء، وكتبه المصنف بالحمرة، مع أن الجوهري ذكره في شبرق استطرادا، فالأولى كتبه بالسواد.

ش رش ق
الشرشق، كزبرج أهمله الجوهري، وفي اللسان: طائر، زاد الصاغاني: يقال له: الشقراق وسيأتي قريبا.

ومما يستدرك عليه: شرشيق، بكسر الشينين: لقب حسام الدين أبي الفضل محمد بن محمد بن عبد العزيز بن عبد القادر الجيلاني، ويعرف بالحيالي، وولده شمس الدين أبو الكرم محمد بن شرشيق، عرف بالأكحل، في بلاد الجزيرة، توفي سنة 739 بالحيال، من أعمال سنجار، ودفن عند أبيه وجده.

ش رق
الشرق: الشمس حين تشرق، ورواه عمرو عن أبيه، ورواه ثعلب عن ابن الأعرابى ويحرك عن ابن السكيت، يقال: طلعت الشرق، ولا يقال: غربت الشرق.

والشرق: إسفارها. و الشرق : حيث تشرق الشمس يقال: آتيك كل يوم طلعة شرقه، نقله ابن السكيت.

والشرق: الشق يقال: ما دخل شرق فمي شيء ، أي: شق فمي، نقله الزمخشري.

والشرق المشرق كما في الصحاح، وجمعه أشراق ، قال كثير عزة:

إذا ضربوا يوما بها الآل زينوا     مساند أشراق بها ومغـارب وقال أبو العباس: الشرق: الضوء الذي يدخل من شق الباب رواه ثعلب عن ابن الأعرابي، ومنه حديث ابن عباس: وقد رد فلم يبق إلا شرقه ويكسر.

صفحة : 6396

وقال شمر: الشرق: طائر بين الحدأة والصقر وفي العباب: والشاهين، ولونه أسود، قال شمر: وأنشد أعرابي في مجلس ابن الأعرابي:

انتفجي يا أرنب القيعان

وأبشرى بالضرب والهوان

أو ضربة من شرق شاهيان وهكذا فسره، وجمعه شروق ، وهو من سباع الطير، قال الراجز:

قد أغتدي والصبح ذو بريق

بملحم أحمر سوذنيق

أجدل أو شرق من الشروق والشرق: إقليم بإشبيلية أو إقليم بباجة صوابه وإقليم بباجة، كما في التكملة، وتقدم له في الفاء أن الشرف من أعمال إشبيلية، فهو شديد الملابسة بهذا.

وشرقت الشمس شرقا، وشروقا: طلعت، كأشرقت وقيل: أشرقت: أضاءت وانبسطت على الأرض، وشرقت: طلعت.

وشرق الشاة شرقا: إذا شق أذنها نقله الجوهري.

وشرق النخل: أزهى أي: لون بحمرة كأشرق قال أبو حنيفة: هو ظهور ألوان البسر.

وشرق الثمرة: قطفها نقله الأزهري.

وقال ابن الأنباري: يقال في النداء علي الباقلا-: شرق الغداة طري، قال أبو بكر: معناه: قطع الغداة، أي: ما قطع بالغداة والتقط، قال الأزهري: وهذا في الباقلا الرطب يجنى من شجره.

والمشرق: جبل بالمغرب هكذا في النسخ، وهو غلط ، صوابه ببلاد العرب، ففي العباب: والمشرق: جبل من جبال العرب، بين الصريف والقصيم، وقال نصر : هو جبل من الأعراف بين الصريف والقصيم، من أرض ضبة، وجبل آخر هناك، فتنبه لذلك.

ومخلاف المشرق باليمن، وإليه نسب الضحاك بن شراحيل المشرقي: تابعي يروي عن أبي سعيد ، وعنه الزهري، وحبيب بن أبي ثابت ، قاله ابن حبان، هكذا ضبطه الدارقطني أو صوابه كسر الميم وفتح الراء، نسبة إلى مشرق كمنبر : بطن من همدان.

قلت: ومن هذا البطن يزيد المشرقي شيخ للشعبي، وعباس بن الوليد المشرقي، عن علي بن المديني، ذكرهما ابن ماكولا، وعريب بن يزيد المشرقي، روى عنه عبد الجبار الشامي.

وقوله تعالى: شرقية ولا غربية أي: هذه الشجرة لا تطلع عليها الشمس عند شروقها فقط أو وقت غروبها فقط، ولكنها شرقية غربية تصيبها الشمس بالغداة والعشي، فهو أنضر لها، وأجود لزيتونها، وهو قول الفراء وغيره من أهل التفسير، قال الحسن: المعنى أنها ليست من شجر أهل الدنيا، أي: هي من شجر أهل الجنة، قال الأزهري: والقول الأول أولى وأكثر.

والشرقة، بالفتح كما في الصحاح والمشرقة مثلثة الراء واقتصر الجوهري على الضم والفتح، ونقل الصاغاني الكسر عن الكسائي.

والمشراق كمحراب ومنديل: ذكر الجوهري منها أربعة ما عدا الأخيرة: موضع القعود في الشمس حيث تشرق عليه، وخصه بعضهم بالشتاء قال:

تريدين الفراق وأنت مني     بعيش مثل مشرقة الشمال ويقال: الشرقة بالفتح، وبالتحريك موضع الشمس في الشتاء، فأما في الصيف فلا شرقة لها، والمشرق: موقعها في الشتاء على الأرض بعد طلوعها، وشرقها: دفاؤها. وتشرق: قعد فيه.

والمشريق كمنديل، من الباب: الشق الذي يقع فيه ضح الشمس عند شروقها، ومنه حديث وهب: فيقع على مشريق بابه وقد ذكر في قرقف وفي قندع .

صفحة : 6397

وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: باب للتوبة في السماء يقال له: المشريق وقد رد. حتى ما بقي إلا شرقه أي: ضوءه الداخل من شق الباب، قاله أبو العباس.

والشارق: الشمس حين تشرق يقال: آتيك كل شارق ، أي: كل يوم طلعت فيه الشمس، وقيل الشارق: قرن الشمس، يقال: لا آتيك ما ذر شارق كالشرقة بالفتح، والشرقة كفرحة وكأمير ويقال أيضا: الشرقة، محركة.

والشارق: الجانب الشرقي وهو الذي تشرق فيه الشمس من الأرض، وبه فسر قول الحارث بن حلزة:

آية شارق الشقيقة إذ جا     ءت معد لكل حي لواء قال المنذري، عن أبي الهيثم: قوله: شارق الشقيقة أي: من جانبها الشرقي الذي يلي المشرق، فقال: شارق، والشمس تشرق فيه هذا مفعول ، فجعله فاعلا، ويقال لما يلي المشرق من الأكمة والجبل: هذا شارق الجبل، وشرقيه، وهذا غارب الجبل وغربيه، وقال العجاج:

والفنن الشارق والغربي وإنما جاز أن يفعله شارقا لأنه جعله ذا شرق، كما يقال: سر كاتم : ذو كتمان، وماء دافق: ذو دفق .

ج: شرق كقفل مثل بازل وبزل، ومنه حديث. أتتكم الشرق الجون وهي الفتن كأمثال الليل المظلم، ويروى بالفاء، وقد تقدم. وقال ابن دريد: الشارق: صنم كان في الجاهلية وبه سموا عبد الشارق.

والشارق: لقب لقيس بن معديكرب، وبه فسر بعضهم قول الحارث السابق، وأراد بالشقيقة قوما من بني شيبان جاءوا ليغيروا على إبل لعمرو بن هند، وعليها قيس بن معديكرب، فردتهم بنو يشكر، وسماه شارقا لأنه جاء من قبل المشرق.
وعبد الشارق بن عبد العزي الجهني: شاعر من شعراء الحماسة. والشرقية: كورة بمصر بل كور كثيرة تعرف بذلك، منها: شرقية بلبيس، وهي التي عناها المصنف، وتعرف بالحوف، وشرقية المنصورة، وشرقية إطفيح، وشرقية منوف، وشرقية سيلين، وشرقية العوام، وشرقية أولاد يحيى، وشرقية أولاد مناع.

والشرقية: محلة ببغداد بين باب البصرة والكرخ، شرقي مدينة المنصورة. منها: أبو العباس أحمد ابن الصلت بن المغلس الحماني ابن أخي جبارة بن المغلس، ضعيف وضاع.

والشرقية: محلة بواسط، منها عبد الرحمن بن محمد بن المعلم.

والشرقية: محلة بنيسابور، منها: الحافظ أبو حامد محمد هكذا في النسخ وصوابه أحمد بن محمد ابن الحسن بن الشرقي النيسابوري، تلميذ مسلم، وعنه ابن عدي وأبو أحمد الحاكم، وأخوه أبو عبد الله محمد، وآخرون.

والشرقية أيضا: ة ببغداد خربت الآن.

وشرقي بالفتح: روى عن أبي وائل بن سلمة الأسدي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وشرقي بن القطامي ضبطه الحافظ بتحريك الراء، وهو مؤدب المهدي، راوية أخبار عن مجالد اسم شرقي الوليد ضعفه الساجي، وفاته: شرقي الجعفي عن سويد بن غفلة وشارقة: حصن بالأندلس، من أعمال بلنيسة. وشرقت المشاة، كفرح: انشقت أذنها طولا ولم يبن فهي شرقاء وقيل: هي التي يشق باطن أذنها شقا بائنا ويترك وسط أذنها صحيحا، وقال أبو علي في التذكرة: الشرقاء التي شقت أذناها شقين نافذين، فصارت ثلاث قطع متفرقة، ومنه الحديث: نهى أن يضحي بشرقاء أو خرقاء أو جدعاء وقال الأصمعي: الشرقاء في الغنم: والمشقوقة الأذن باثنين، كأنه زنمة، والشرق محركة الشجا والغصة، يقال شرق الرجل بريقه: إذا غص به وكذلك بالماء ونحوه كالغصص بالطعام فهو شرق ككتف قال عدي بن زيد:

صفحة : 6398

لو بغير الماء حلـقـي شـرق     كنت كالغصان بالماء اعتصاري وهو مجاز ومن المجاز لطمه فشرق الدم في عينه إذا احمرت ومنه حديث الشعبي: سئل عن رجل لطم عين آخر فشرقت بالدم ولما يذهب ضوءها فقال:

لها أمرها حتى إذا ما تبوأت      بأخفافها مأوى تبوأ مضجعا الضمير في لها للإبل يهملها الراعي حتى إذا جاءت إلى الموضع الذي أعجبها فأقامت فيه مال الراعي إلى مضجعه، ضربه مثلا للعين، أي: لا يحكم فيها بشيء ، حتى يأتي على آخر أمرها وما يؤول إليه، فمعنى شرقت بالدم أي: ظهر فيها ولم يجر منها. ومن المجاز: شرقت الشمس: ضعف ضوءها وقيل شرقت الشمس إذا اختلطت بها كدورة ثم قلت أو إذا دنت للغروب، وأضافه صلى الله عليه وسلم إلى الموتى فقال: لعلكم ستدركون أقواما يؤخرون الصلاة إلى شرق الموتى فصلوا الصلاة للوقت الذي تعرفون، ثم صلوها معهم لأن ضوءها عند ذلك الوقت ساقط على المقابر، فلذلك أضافه إلى الموتى، وسئل الحسن بن محمد ابن الحنيفة عن شرق الموتى، فقال: ألم تر إلى الشمس إذا ارتفعت عن الحيطان، وصارت بين القبور كأنها لجنة فذلك شرق الموتى. أو أراد أنهم يصلونها أي: الصلاة، هكذا هو في الصحاح والعباب، من غير تقييد، وقيدها بعضهم بصلاة الجمعة، ولم يبق من النهار إلا بقدر ما يبقي من نفس المحتضر إذا شرق بريقه عند الموت، أراد فوت وقتها، قال الصاغاني: ومنه قول ذي الرمة يصف الحمر:

فلما رأين اللـيل والـشـمـس حـية      حياة الذي يقضي حـشـاشة نـازع

نحـاهـا لـثـاج نـحـوة ثـم إنـه    توخى بها العينين عيني متالعليه السلام وقال أبو زيد: تكره الصلاة بشرق الموتى حين تصفر الشمس، وفعلت ذلك بشرق الموتى: عند ذلك الوقت، ، وفي الحديث: انه ذكر الدنيا فقال: إنما بقي منها كشرق الموتى له معنيان: أحدهما: أنه أراد به آخر النهار، لأن الشمس في ذلك الوقت إنما تلبث قليلا، ثم تغيب، فشبه ما بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة، والآخر: من قولهم: شرق الميت بريقه: إذا غص به، فشبه قلة ما بقي من الدنيا بما بقي من حياة الشرق بريقه إلى أن يخرج نفسه. وقال ابن عباد : الشرقة. محركة: السمة التي توسم بها الشاة الشرقاء وهي المقطوعة الأذن، وهو قول الأصمعي. والشريق كأمير: المرأة الصغيرة الجهاز أي: الفرج، عن ابن عباد أو هي المفضاة. وشريق: اسم رجل. وشريق: اسم ع باليمن، والشريق: الغلام الحسن الوجه ج: شرق بضمتين، و هم الغلمان الروق. وأشرق الرجل: دخل في وقت شروق الشمس كما تقول: أفجر، وأضحى، وأظهر، وفي التنزيل: فأخذتهم الصيحة مشرقين أي: مصبحين، وكذلك قوله تعالى: فأتبعوهم مشرقين ومنه أيضا قوله: أشرق ثبير، كيما نغير، يريد ادخل أيها الجبل في الشرق، وهو ضوء: الشمس، كما تقول: أجنب: إذا دخل في الجنوب، وأشمل: دخل في الشمال. وأشرقت الشمس إشراقا: أضاءت وانبسطت على الأرض. وقيل: شرقت وأشرقت كلاهما: طلعت، وقد تقدم، وكلاهما صحيح ، وفى حديث ابن عباس: نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس، فإن أراد الطلوع فقد جاء في الحديث الآخر: حتى تطلع الشمس وإن أراد الإضاءة فقد ورد في حديث آخر: حتى ترتفع الشمس، والإضاءة مع الارتفاع، قال شيخنا: وجوز بعضهم تعدى أشرق، كقوله:

ثلاثة تشرق الدنيا بـبـهـجـتـهـا      شمس الضحى، وأبو إسحق، والقمر

صفحة : 6399

ولا حجة فيه، لاحتمال فاعلية الدنيا، كما هو الظاهر، ولذا قيل: إن تعديته من كلام المولدين، وإن حكاه صاحب الكشاف، فإن الشائع المعروف استعماله لازما، كما حققته في تخليص التلخيص لشواهد التلخيص، وأشار إلى بعضه أرباب الحواشي السعدية، انتهى.

ومن المجاز أشرق الثوب في الصبغ، وفي المحيط والأساس: بالصبغ، فهو مشرق حمرة: إذا بالغ في صبغه، وفى اللسان: بالغ في حمرته. وأشرق عدوه. إذا أغصه قال الكميت:

حتى إذا اعتزل الزحام أذقـنـه     جرع العداوة بالمغص المشرق وقال الزمخشري: أشرقت فلانا بريقه: إذا لم تسوغ له ما يأتي من قول أو فعل ، وهو مجاز وقال شمر وابن الأعرابي: التشريق: الجمال، وإشراق الوجه وأشراق الوجه وأنشدا للمرار بن سعيد الفقعسي:

ويزينهن مع السلام الجمال ملاحة    والدل والـتـشـريق والـعـذم قال الصاغاني: العذم: العض من اللسان بالكلام والتشريق. الأخذ في ناحية الشرق ومنه قوله:

سارت مغربة وسرت مشرقأ     شتان بين مشرق ومغـرب وقد شرقوا: إذا ذهبوا إلى الشرق، أو أتوا الشرق، وفي الحديث: ولكن شرقوا أو غربوا هذا أمر لأهل المدينة، ومن كانت قبلته على ذلك السمت ممن هو في جهتي الشمال والجنوب، فأما من كانت قبلته في جهة الشرق أو الغرب فلا يجوز له أن يشرق أو يغرب، إنما يجتنب ويشتمل. والتشريق: تقديد اللحم، ومنه سميت أيام التشريق وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر لأن لحوم الأضاحي تشرق فيها، أي تشرر في الشمس حكاه يعقوب وقيل سميت بذلك لقولهم أشرق ثبير كيما نغير أو لأن الهدى لا ينحر حتى تشرق الشمس قاله ابن الأعرابي قال أبو عبيد وكان أو حنيفة يذهب بالتشريق إلى التكبير ولم يذهب إلى غيره وفي الحديث أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله ورواه أبو عبيدة شرب شرب وبعال والأول صحيح ذكره مسلم والثاني منقطع واه قال الصاغاني وفي الحديث من ذبح قبل التشريق فليعد أي قبل أن يصلي صلاة العيد وهو من شروق الشمس وإشراقها لأن ذلك وقتها كأنه على شرق إذا صلى وقت الشروق كما يقال صبح ومسى إذا أتى في هذين الوقتين. ومنه المشرق كمعظم مسجد الخيف. وكذلك المصلى وفي حديث على رضي الله عنه لا جمعة ولا تشريق إلا في مصر جامع وفي حديث مسروق انطلق بنا إلى مشرقكم يعني المصلى وسأل أعرابي رجلا فقال أين منزل المشرق يعني الذي يصلى فيه العيد وقيل المشرق مصلى العيد بمكة وقيل مصلى العيد مطلقا وقيل مصلى العيدين وقيل المصلى مطلقا كما جنح إليه المصنف وروى شعبة عن سماك بن حرب أنه قال له يوم العيد اذهب بنا إلى المشرق يعني المصلى وفي ذلك يقول الأخطل:

وبالهدايا إذا احمرت مذارعها    في يوم ذبح وتشريق وتنحار وأما قول أبي ذؤيب الهذلي:

حتى كأني للحوادث مـروة    بصفا المشرق كل يوم تقرع فإنه اختلف فيه فقيل: المشرق جبل لهذيل بسوق الطائف قاله الأخفش وأبو عبيد وقال أبو عبيدة: هو سوق الطائف نفسها وقال الباهلي: هو جبل البرام وروى ابن الأعرابي: بصفا المشقر وهو حصن بالبحرين بهجر وابن أبي ذؤيب من المشقر من البحرين قال ابن الأعرابي: وهو الذي ذكره امرؤ القيس فقال:

دوين الصفا اللائي يلين المشقرا ومن المجاز: المشرق الثوب المصبوغ بالحمرة وقال ابن عباد شرقته صفرته وفي اللسان: التشريق الصبغ بالزعفران مشبعا ولا يكون بالعصفر والمشرق من الحصون المطين بالشاروق اسم للصاروج كما في المحيط وهو المكلس وانشرقت القوس أي انشقت عن ابن عباد واشرورق بالدمع إذا غرق فيه عن ابن عباد وهو مجاز ومما يستدرك عليه: المشرق موضع شروق الشمس ، وكان القياس المشرق ولكنه أحد ما ندر من هذا القبيل

صفحة : 6400

والمشرقان: مشرق الشتاء والصيف، والمشرقان المشرق والمغرب، كما يقال: القمران للشمس والقمر. وعمرو بن منصور المشرقي، إلى بلاد المشرق، روى عن الشعبي، وعنه وكيع . وجمع المشرقي مشارقة. وكل ما طلع من المشرق فقد شرق، ويستعمل في الشمس والقمر والنجوم. ومكان شرقي: تشرق فيه الشمس من الأرض. وأشرق وجهه، ولونه: أسفر وأضاء وتلألأ حسنا. والمشريق: المشرق، عن السيرافي. ومكان شرق ومشرق، وقد شرق شرقا وأشرق: أشرقت عليه الشمس فأضاء. وأشرقت الأرض: أنارت بإشراق الشمس وضحها عليها، وقوله أنشده ابن الأعرابي:

قلت لسعد وهو بـالأزارق      عليك بالمحض وبالمشارق فسره فقال: معناه عليك بالشمس في الشتاء فانعم بها، ولذا قال ابن سيده: وعندي أن المشارق جمع لحم مشرق، وهو هذا المشرور في الشمس، يقوي ذلك قوله بالمحض، لأنهما مطعومان، يقول: كل اللحم واشرب اللبن المحض. والشرق، من اللحم، ككتف: الأحمر الذي لا دسم له، وفى الأساس: عليه، وهو مجاز. والشرق، محركة: دخول الماء الحلق حتى يغص به حتى عي، وقيل: شرق بريقه حتى لم يقدر على إساغته وابتلاعه. وشرق الموضع بأهله، كفرح: امتلأ فضاق، وهو مجاز. وشرق الجسد بالطيب كذلك، ويقال ثوب شرق بالجادي، قال المخبل:

والزعفران على ترائبها     شرقا به اللبات والنحر وشرق الشيء شرقا: إذا اختلط، قال المسيب بن علس:

شرقا بماء الذوب أسلمه    للمبتغية معاقل الدبـر ويقال: شرق الشيء شرقا: إذا اشتدت حمرته بدم أو بحسن لون أحمر، قال الأعشى:

وتشرق بالقول الذي قد أذعتـه     كما شرقت صدر القناة من الدم وصريع شرق بدمه، أي: مختضب. وشرق لونه شرقا: احمر من الخجل. والشرقي: صبغ أحمر. وشرقت عينه، واشرورقت: احمرت وهو مجاز. ونبت شرق: ريان، قال الأعشى:

يضاحك الشمس منها كوكب شرق    مؤزر بعميم النبت مـكـتـهـل والشارق: الكلس، عن كراع. ورجل مشراق ، كمحراب: عادته أن يغص عدوه بريقه، نقله الزمخشري. والشريق، كأمير : اسم صنم. ومشريق، بالكسر: موضع. وشرقت الأرض تشريقا: أجدبت، وذلك إذا لم يصبها ماء، ومنه الشراقي، بلغة مصر. وتشرقوا: نظروا من مشريق الباب، نقله الزمخشري. وأشرق كأحمد: موضع بالحجاز من ديار بني نصر بن معاوية. وذو أشرق: بلد باليمن قرب ذي جبلة، منها: أحمد بن محمد الأشرقي، مادح الملك المعز إسماعيل بن سيف الإسلام طغتكين بن أيوب، ومنها أيضا: الفقيه القاضي مسعود بن علي ابن مسعود الأشرقي، ولي القضاء باليمن بعد صفي الدين أحمد بن علي بن أبي بكر العرشاني، مات بذي أشرق في حدود سنة 590. وأبو بكر محمد بن عثمان بن مشرق، كمحسن تفرد بالسماع من التقى بن العز بن الحافظ عبد الغني ومشرق بن عبد الله الفقيه الحنفي،، سمع منه ابن الري بحلب، وأبو المكارم عبد الكريم بن بدر المشرقي، إلى مشرق مولى السامانية، كتب منه السمعاني وتكلم فيه. وشريقان، كأمير: جبلان أحمران لبني سليم. و مشرق، كمحسن: موضع. وأبو الطمحان حنظلة بن شرقي القيني: شاعر.

ش- ر- م- ق
شرمقان. بلدة قريبة من أسفرايين، منها: أبو سعيد أحمد بن محمد بن ربيخ عن أبي بكر بن خزيمة.

ش- ر- ن- ق

صفحة : 6401

شرنق شرنقة، أهمله الجوهري وقال الصاغاني عن بعضهم: أي قطع قلت: وهو مصحف عن شربق، بالموحدة والشرانق سلخ الحية إذا ألقته قال الأزهري: هكذا سمت بعض العرب يقول وقال أبو عمرو: الشرانق من الثياب المخترقة لا واحد له وأنشد.

منه وأعلى جلده شرانق ومما يستدرك عليه: الشرانق هو الشهدانج

ش- ف-ش- ل- ق
الشفشليق كزنجبيل أهمله الجوهري وقال ابن دريد: هي العجوز المسنة المسترخية يقال: عجوز شفشليق: إذا استرخى لحمها. وقال الليث: الجنفليق من النساء: العظيمة، وكذلك الشفشليق.

ش- ف- ق
الشفق، محركة: الحمرة التي في الأفق من الغروب إلى العشاء الآخرة. ونص الخليل التي بين غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء الأخيرة. فإذا ذهب قيل: غاب الشفق وقال ابن دريد الشفق: الندأة التي ترى في السماء عند غيوب الشمس وهي الحمرة وقال غيره الشفق: بقية ضوء الشمس وحمرتها في أول الليل، ترى في المغرب إلى صلاة العشاء أو إلى قريبها أو إلى قريب من العتمة وقال الراغب: الشفق اختلاط ضوء النهار بسواد الليل عند غروب الشمس قال الله تعالى فلا أقسم بالشفق وقال ابن الأثير الشفق من الأضداد يقع على الحمرة التي بعد مغيب الشمس وبه أخذ الشافعي وعلى البياض الباقي في الأفق الغربي بعد الحمرة المذكورة وبه أخذ أبو حنيفة وفي الصحاح قال الفراء سمعت بعض العرب يقول عليه كأنه الشفق وكان أحمر قلت فهذا شاهد الحمرة. وقال الليث: الشفق الردئ من الأشياء قلما يجمع، يقال: هذه ملحفة شفق ، سواء في الذكر والأنثى، ويقال أيضا: ثوب شفق ، وهو مجاز، وضبطه الجوهري بكسر الفاء. وقال مجاهد في قوله تعالى أفلا اقسم بالشفق : النهار ونقله الزجاج أيضا هكذا. والشفق: الخوف من شدة النصح، وقد شفق شفقا: خاف، قاله ابن دريد ،وأنشد:

فإني ذو محافظة لـقـومـي     إذا شفقت على الرزق العيال وفي الصحاح: الشفقة: الاسم من الإشفاق، وكذلك الشفق، قال ابن المعلى:

تهوى حياتي أهوى موتها شفقـا     والموت أكرم نزالي على الحرم وقال غيره: رجل شفق ، ككتف: خائف، والجمع شفقون. والشفق: الناحية، ج: أشفاق وفي النوادر: أنا في أشفاق من هذا الأمر أي: في نواح منه، ومثله: أنا في عروض منه، وفي أعراض منه، أي: نواح. ومن المجاز: الشفق والشفقة حرص الناصح على صلاح المنصوح يقال: لي عليه شفقة، أي: رحمة ورقة وخوف من حلول مكروه به، مع نصح، وقد أشفق عليه أن يناله مكروه. وهو مشفق وشفيق وهو أحد ما جاء على فعيل بمعنى مفعل ، قاله ابن دريد، قال حميد بن ثور رضي الله عنه:

حمى ظلها شكس الخليفة خائف     عليها عرام الطائفين شـفـيق وفي المثل. إن الشفيق بسوء ظن مولع يضرب في خوف الرجل على صاحبه الحوادث لفرط الشفقة. والشفيقة، كسفينة: بئر عند أبلى بالقرب من معدن بني سليم. و قال ابن دريد : شفق، أشفق حاذر بمعنى واحد، زعم ذلك قوم أو لا يقال إلا أشفق فهو مشفق وشفيق، وهى اللغة العالية. وقال الراغب: الإشفاق: عناية مختلطة بخوف لأن المشفق يحب المشفق عليه ويخاف، ما يلحقه قال الله عز وجل: وهم من الساعة مشفقون فإذا عدى بمن فمعنى الخوف فيه أظهر، وإذا عدى بعلى فمعنى العناية فيه أظهر، وأنشد الصاغاني لتأبط شرا:

ولا أقول إذا ما خلة صرمـت     يا ويح نفسي من شوق وإشفاق والتشفيق: التقليل، كالإشفاق، يقال: عطاء مشفق ومشفق ، أي: مقلل وأنشد الجوهري للكميت:

صفحة : 6402

ملك أغر من الملوك تحلبت      للسائلين يداه غير مشفـق وهو مجاز. والتشفيق: رداءة النسج عن الليث، يقال: شفق النساج الملحفة تشفيقا: إذا نسجها سخيفا وهو مجاز.

ومما يستدرك عليه: أشفق منه: جزع، وشفق لغة. قال ابن سيده: وشفق عليه، كفرح بخل به وضن، عن ابن دريد. وقال أبو عمرو: الشفق: الثوب المصبوغ بالحمرة، وهو مجاز. والشفيقيون: جماعة محدثون، منهم: أبو الحسن محمد بن علي عن إبراهيم، حدث سنة 315، ذكره ابن السمعاني وأبو طاهر بن ياسين صاحب الرازي يقال له الشفيقي قيده الرشيد العطار نسبة إلى جامع شفيق الملك.

ش- ف- ل- ق
الشفلقة كعملسة أهمله الجوهري وقال ابن الأعرابي: هي لعبة للحاضرة وهو أن يكسع إنسانا من خلفه فيصرعه وهو الأسن عند العرب قال: ويقال ساناه: إذا لعب معه الشفلقة كما في اللسان والعباب.

ش- ق- ر- ق
الشقراق بفتح السين وكسر القاف وتشديد الراء وفي بعض نسخ العباب ويكر الشين أيضا أي مع كسر القاف والشقران كقرطاس والشرقراق وبالفتح والكسر والشرقرق كسفرجل فهي ست لغات ذكر الجوهري والصاغاني منها الأولى والثانية والخامسة طائر م معروف قال الفراء: الأخيل عند العرب: الشقراق بكسر الشين وروى ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال: الأخطب: هو الشقراق عند العرب بفتح الشين وقال اللحياني: شقراق ذكره في باب فعلال وقال الليث: الشقراق والشرقراق لغتان: طائر مرقط بخضرة وحمرة وبياض وسواد ويكون بأرض الحرم هكذا في النسخ والصواب بأرض الجرم بالجيم كما هو نص الليث في منابت النخيل كقدر الهدهد وفي الصحاح والعباب: هو الأخيل والعرب تتشاءم به ثم إن الجوهري والصاغاني قد ذكرا الشرقراق في هذا التركيب وكان المناسب إفراده في شرقرق كما فعله صاحب اللسان

ش- ق- ق

صفحة : 6403

شقه يشقه شقا: صدعه فانشق وشق ناب البعير يشق شقوقا: طلع وهو لغة في شقا إذا فطر نابه، وهو مجاز، وكذلك ناب الصبي. ومن المجاز: شق فلان العصا إذا فارق الجماعة، وأصل ذلك في الخوارج، فإنهم شقوا عصا المسلمين أي اجتماعهم وائتلافهم أي فرقوا جمعهم ووقع الخلاف وذلك لأنه لا تدعى العصا حتى تكون جميعا فإذا انشقت لم تدعى عصا وقال الليث الخارجي يشق عصا المسلمين ويشاقهم خلافا، قال الأزهري جعل شقهم العصا والمشاقة واحدا وهما مختلفان على ما يأتي تفسيرها وشق عليه الأمر يشق شقا ومشقة إذا صعب عليه وثقل وشق عليه إذا أوقعه في المشقة والاسم الشق بالكسر قال الأزهري ومنه الحديث لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة المعنى لولا أن أثقل على أمتي من المشقة وهي الشدة قلت وكذا الآية وما أريد أن أشق عليك وشق بصر الميت شقوقا: شخص ونظر إلى شيء لا يرتد إليه طرفه وهو الذي حضره الموت ولا تقل: شق الميت بصره ومنه الحديث ألم تروا إلى الميت إذا شق بصره أي انفتح قال ابن الأثير وضم الشين فيه غير مختار والشق واحد الشقوق وهو الخرم الواقع في الشيء قاله الراغب وفي اللسان هو الصدع البائن وقيل هو الصدع عامة وفي التهذيب الشق الصدع في عود أو حائط أو زجاجة ومن المجاز الشق الصبح وقد شق يشق شقا إذا طلع كأنه شق موضع طلوعه وخرج منه وفي الحديث: فلما شق الفجران أمر بإقامة الصلاة. والشق: الموضع المشقوق كأنه سمى بالمصدر، وجمعه شقوق . والشق: جوبة ما بين الشفرين من جهاز المرأة أي: حياها كالمشق. والشق: التفريق، ومنه شق الخارجي عصا المسلمين أي: فرق جمعهم وكلمتهم، ومنه شق العصا: إذا فارق الجماعة، كما تقدم. وقال أبو عبيد: الشق: المشقة والجهد والعناء، زاد الراغب: والانكسار الذي يلحق النفس والبدن، ومنه قوله تعالى: ألم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس ويكسر وأكثر القراء على كسر الشين، معناه إلا بجهد الأنفس أو بالكسر اسم، وبالفتح مصدر قاله اللحياني، قال ابن سيده: لا أعرفها عن غيره، وقرأ أبو جعفر وجماعة: إلا بشق الأنفس بالفتح، قال ابن جنى: وهما بمعنى واحد، وأنشد لعمرو بن ملقط ، وزعم أنه في نوادر أبي زيد:

والخيل قد تجشم أربابها الش     ق وقد تعتسـف الـراوية قال: ويجوز أن يذهب في قوله إن الجهد ينقص من قوة الرجل ونفسه حتى يجعله قد ذهب بالنصف من قوته فيكون الكسر على أنه كالنصف، قال ابن بري: شاهد الكسر قول النمر بن تولب:

وذي إبل يسعى ويحسبها لـه     أخي نصب من شقها ودؤوب وقول العجاج:

وأصبح مسحول يوازي شقا

صفحة : 6404

مسحول يعني بعيره، ويوازي: يقاسي. قال ابن سيده: وحكى أبو زيد فيه: الشق، بالفتح، شق عليه يشق شقا. ومن المجاز الشق: استطالة البرق إلى وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا وشمالا، ولو قال: من غير اعتراض كان أخصر، وقد شق يشق شقا، قاله أبو عبيد ، ومنه الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم- سئل عن سحائب مرت، وعن برقها، فقال: أخفوا، أم وميضا، أم يشق شقا فقالوا: بل شق شقا، فقال: جاءكم الحيا. ومن المجاز: الشق: بالكسر: الشقيق يقال: هو أخي وشق نفسي، كما في الصحاح، قال الراغب: أي كأنه شق مني، لمشابهة بعضنا بعضا. والشق: الجانب وجانبا الشيء: شقاه، قاله الليث، وقيل: الشق: الناحية من الجبل. و قال الليث: الشق: اسم لما نظرت إليه. والشق: بخيبر، أو واد به، ويفتح. قلت: وهي من قرى فدك، تعمل فيها اللجم، قال ابن مقبل:

ينازع شقيا كأن عـنـانـه     يفوت به الإقداع جذع منقح وقال أبو الندى:

من عجوة الشق نطوف بالودك
ليس من الوادي ولكن من فدك

أو الصواب الفتح في اللغة وفي الحديث، وهو عليه السلام بعينه قيل: ومنه الحديث قائله أبو عبيد، والمراد بالحديث حديث أم زرع وجدني في أهل غنيمة بشق كما في الصحاح، يروى بالفتح، وبالكسر أو معناه مشقة وهذا على رواية الفتح، يقال: هم بشق من العيش: إذا كانوا في جهد، أو من الشق بمعنى الفصل في الشيء، كأنها أرادت أنهم في موضع حرج ضيق كالشق في الجبل.

وشق: كاهن قديم م معروف، قاله ابن دريد، وحديثه مستوفي في الروض للسهيلي، وإنما سمي به لأنه ولد شقا واحدا، وكان في زمن كسرى أنوشروان.

وقال ابن عباد: الشق: جنس من أجناس الجن. وقال غيره: الشق من كل شيء: نصفه إذ شق، والعرب تقول: خذ هذا الشق لششقة الشاة، ومنه الحديث: تصدقوا ولو بشق تمرة أي: نصفف تمرة، يريد أن لا تستقلوا من الصدقة شيئا ويفتح. ويقال: المال بيني وببنك شق الشعرة بالكسر ويفتح أي: نصفان سواء، وكذا قولهم: المال بينهم شق الأبلمة، أي الخوصة، أي: متساوون فيه، وقال الراغب: أي مقسوم كقسمتها. والشق بالضم: جمع الأشق والشقاءش من الخيل، على ما يأتي بيانه قريبا.

والشقة بالكسر: شظية أو قطعة مشقوقة من لوح أو خشب وغيره. وقال ابن دريد: الشقة من العصا والثوب وغيره من الخشب: ما شق مستطيلا. وقال: القطعة المشقوقة من كل شيء، كالنصف، والجمع شقق، قال رؤبة يصف الحمر:
وانصاع باقيهن كالبرق الشقق وقال أبو حنيفة: الشقة: نصف الشيء إذا شق يقال: أخذت شق الشاة، وششقة الشاة، أي: نصفها، والعامة تفتح الشين. والشقة: ع.

وقال ابن عباد: الشقيه بالكسر: ضرب من الجماع وهو أن يجامعها على شقها. والشقة بالضم والكسر: البعد وقال الأزهري: بعد مسير الأرض البعيدة، قال الله تعالى: ولكن بعدت عليهم الشقة وفي حديث وفد عبد القيس: إنا نأتيك من شقة بعيدة أي: مسافة بعيدة. وقيل: الشقة: الناحية التي يقصدها المسافر، وقال ابن عرفة في تفسير الآية: أي: الناحية التي ندبوا إليها، وقال الراعب: الشقة: الناحية التي تلحقك الشقة في الوصول إليها.

صفحة : 6405

وفي الصحاح: الشقة: السفر البعيد زاد غيره الطويل، يقال: شقة شاقة، وربما قالوه بالكسر، انتهى.

وقال اليزيدي: إن فلانا لبعيد الشقذة، أي بعيد السفر، والمراد من الآية غزوة تبوك. والشقة أيضا: المشقة تلحق الإنسان من السفر، قال الفراء ج: شقق كصرد، وحكى عن بعض قيس شقق مثل عنب.

وقال ابن دريد: الشقة بالضم: السبيبة من الثياب المستطيلة قال الراغب: وهي في الأصل نصف ثوب، ثم سمي الثوب كما هو شقة، والجمع شقاق وشقق، ومنه حديث عثمان رضي الله عنه: أنه أرسل إلى امرأة بشقيقة. هي تصغير الشقة من الثوب.

والأشق: عز وجل قال الأخطل يصف سحابا.

في مظلم غدق الرباب كأنما     يسقي الأشق وعالجا بدوالي والأشق من الخيل: ما يشتق في عدوه يمينا وشمالا، كأنما يميل على أحد شقيه، قاله الليث، وأنشدك

وتباريت كما يمشي الأشق أو هو البعيد ما بين الفروج. والأشق: الطويل من الخيل والرجال، والاسم الشقق، محركة. وقال الأزهري: فرس أشق: له معنيان، فالأصمعي يقول: الأشق: الطويل قال: وسمعت عقبة بن رؤبة يصف فرسا، فقال: هو أشق أشق خبق، فجعله كله طولا، وروى ثعلب عن ابن الأعرابي: الأشق من الخيل: الواسع ما بين الرجلين، والشقاء للمؤنث وهي الواسعة الأرفاغ. قال ابن دريد: وصفت امرأة من العرب فرسا فقالت: شقاء مقاء، طويلة الأنقاء، قال جابر ابن حنى التغلبي:

فيوم الكلاب استنزلت أسلاتنـا     شرحبيل إذ آلى ألية مقـسـم
لينتزعن أرماحنـإذا فـأزالـه     أبو حنش عن ظهر شقاء صلدم

ويروى عن سرج يقول: حلف عدونا لينتزعن أرماحنا من أيدينا، فقتلناه. والشقاء: فرس لبني ضبيعة ابن نزار نقله الصاغاني. والشقاء: الواسعة الفرج قال ابن الأعرابي: سمعت أعرابيا يسب أمة، فقال لها: ياشقاء يا مقاء، فسألته عن تفسيرهما، فأشار إلى سعة مشق جهازها. ومن المجاز: الشقيق كأمير : الأخ من الأب والأم، قال ابن دريد: كأنه شق نسبة من نسبه، قال أبو زبيد يرثي ابن أخته الجلاح فصغره:

يا ابن أمي ويا شقيق نفسي     أنت خليتني لأمر شـديد هكذا رواه الجوهري، قال الصاغاني. والرواية الصحيحة:

يا ابن حسناء ويا شق نفسي

يالجلاح خلفتني وجمع الشقيق أشقاء، ومنه الحديث: أنتم إخواننا وأشقاؤنا، وفى حديث آخر: النساء شقائق الرجال أي: نظائرهم وأمثالهم في الأخلاق والطباع، كأنهم شققن منهم، ولأن حواء خلقت من آدم عليهما السلام. ويسمى العجل إذا استحكم شقيقا، وبذلك سمى الرجل شقيقا، قال:

أبوك شقيق ذو صياص مدرب     وإنك عجل في المواطن أبلق وكل ما انشق نصفين، فكل واحد منهما شقيق الآخر، ومنه فلان شقيق فلان ، أي: أخوه، كما في الصحاح. والشقيق: ماء لبني أسيد مصغرا مثقلا، وهو ابن عمرو بن تميم قال عوف بن عطية:

أمن آل مي عرفت الديارا     بجنب الشقيق خلاء قفارا ويروى بجنب الكثيب. والشقيق: سيف عبد الله بن الحارث بن نوفل أراده معاوية رضي الله عنه على بيعه، وأثمن له، فأبى، وقال:

آليت لا أشري الشقيق برغبة    معاوي إني بالشقيق ضنين

صفحة : 6406

والشقيقة كسفينة: الفرجة بين الجبلين من حبال الرمل تنبت العشب. وقال أبو حنيفة: الشقيقة: لين من غلظ الأرض يطول ما طال الجبل، وفى التهذيب: الشقيقة: قطعة غليظة بين كل حبلى رمل، وهي مكرمة للنبات ج شقائق الأزهري: هكذا فسره لي أعرابي قال: وسمعته يقول في صفة الدهناء وشقائقها، وهي سبعة أحبل، بين كل حبلين شقيقة، وعرض كل حبل ميل، وكذلك عرض كل شيء شقيقة، وأما قدرها في الطول فما بين يبرين إلى ينسوعة القف، قال شمعلة بن الأخضر:

ويوم شقيقة الحسنين لاقت     بنو شيء بان آجالا قصارا الحسنان: نقوان م، رمل بني سعد، وقال لبيد رضي الله عنه:

خنساء ضيعت الفرير فلـم يرم    عرض الشقائق طوفها وبغامها وقال ذو الرمة:

جماد وشرقيات رمل الشقائق قال أبو حنيفة: وقال لي أعرابي: الشقيقة: ما بين الأميلين يعني بالأميل الحبل، وفي حديث ابن عمر: وفي الأرض الخامسة حيات كالخطائط بين الشقائق . قال بعضهم: قيل هي الرمال نفسها.

والشقيقة: طائر، كالشقوقة، والشقيقة تصغيره، قال أبو حاتم: الشقوقة: هنية صغيرة زريقاء لون الرماد، تجتمع فيها العشرة والخمسة عشر، وأظنها الشقيقة، قال والشقيقة دخلة من الدخل، كديراء، وهيأتها هيأتهن إلا أنها أصغر منهن، وإنما سميت شقيقة من صغرها، اشتقت من شيء قليل.

وقال ابن دريد في باب فعيعل: الشقيق: ضرب من الطير. والشقيقة: المطر الوابل المتسع سمي به؛ لأن الغيم انشق عنه والجمع شقائق، قال عبد الله بن الدمينة:

ولمح بعينيها كـأن ومـيضـه     وميض الحيا تهدى لنجد شقائقه وقال الأزهري: الشقائق: سحائب تبعجت بالأمطار الغدقة، قال:

فقلت لهم ما نعم إلا كروضة دميث الربا جادت عليها الشقائق قال مليح بن الحكم الهذلي:

من كل عراص النشاص راتق
داني الرباب لثق الغرانق
ويسحل ماء المزن البوارق
غادر فيه حلب الشقائق

وقال أبو سعيد: الشقيقة من البرق وعقيقته: ما انتشر في الأفق. والشقيقة: وجع يأخذ نصف الرأس والوجه كما في الصحاح، وفي التهذيب صداع بدل وجع، وقال ابن الأثير: هو نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس، وإلى جانبيه، ومنه الحديث: احتجم وهو محرم من شقيقة .

والشقيقة: جدة النعمان بن المنذر، وضبطه الجوهري بالضم، قال: وقال ابن الكلبي: هي بنت أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان قلت: وهي أم النعمان بن امرئ القيس صاحب قصر الخورنق، وقد تقدمت الإشارة إليه في خ - و - ر- ن - ق وأنشد الجوهري للنابغة الذبياني يهجو النعمان.

حدثوني ني الشقيقة ما يم     نع فقعا بقرقر أن يزولا وقال ابن الأعرابي: القطعة التي منها هذا البيت لعبد قيس بن خفاف البرجمي.

والشقيقة: بنت عباد بن زيد بن عمرو بن ذهل بن شيبان.

قال قريط بن أنيف العنبري:

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي      بنو الشقيقة من ذهل بن شيبانا

صفحة : 6407

قال الصاغاني: وهذه الرواية أصح من بنو اللقيطة. وشقائق النعمان: م معروف للواحد والجمع وقال أبو حنيفة: قال أبو عمرو، وأبو نصر ، وغيرهما: شقائق النعمان هي الشقرة، وواحدة الشقائق، شقيقة سميت بذلك لحمرتها، تشبيها بشقيقة البرق، وقيل: النعمان: اسم الدم، وشقائقه: قطعه، فشبهت حمرتها بحمرة الدم، ويقال: إنما أضيف إلى ابن المنذر لأنه جاء إلى موضع وقد اعتم نبته من أصفر وأحمر وإذا فيه من هذه الشقائق ما راقه ولم ير مثله، فقال: ما أحسن هذه الشقائق: احموها، وكان أول من حماها فسميت شقائق النعمان بذلك، وأخصر من ذلك عبارة الجوهري ما نصه: وإنما أضيف إلى النعمان لأنه حمى أرضا كثر فيها ذلك، وقال غيره. لأن النعمان بن المنذر نزل على شقائق رمل وقد أنبتت الشقر الأحمر، فاستحسنها، وأمر أن تحمى، فقيل للشقر: شقائق النعمان بمنبتها، لا أنها اسم للشقرة ، قال أبو حنيفة: وأنشد بعض الرواة:

من صفرة تعلو البياض وحمرة      نصاعة كشقائق النـعـمـان وقال الليث: الشقائق. نور أحمر، وأنشد:

ولقد رأيتك في مجاسد عصفر     كالورد بين شقائق النعمـان وفي حديث أبي رافع، إن في الجنة شجرة تحمل كسوة أهلها أشد حفرة من الشقائق. قال ابن الأثير: هو هذا الزهر الأحمر المعروف. والشقاق ، كرمان : اسم ما بين السرين إلى جدة نقله الصاغاني. والشقاق، كغراب: كل شق في جلد عن داء، جاءوا به على عامة أبنية الأدواء كالسعال، والزكام، والسلاق، وقال الجوهري: هو تشقق يصيب أرساغ الدواب وحوافرها، يكون فيها منه صدوع ، وربما ارتفع إلى أوظفتها، عن يعقوب، وقد شق الحافر أو الرسغ: إذا أصابه ذلك، وقال الجوهري: وبيد فلان ورجله شقوق ، ولا يقال: شقان، وقال الأزهري. الشقاق: تشقق الجلد من برد أو غيره في اليدين والوجه، وقال الأصمعي: الشقاق في اليد والرجل من بدن الإنس والحيوان، فتأمل ذلك. والشقشقة بالكسر: لهاة البعير، لما فيه ملأ الشق، قاله الراغب، وقال الجوهري: هو شيء كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج ومثله في العباب، زاد الجوهري: وإذا قالوا للخطيب: ذو شقشقة فإنما يشبه بالفحل، وأنشد الصاغاني للأعشى يهجو علقمة بن علاثة:

فارغم فإني طبن عـالـم     أقطع من شقشقة الهادر. وقال النضر: الشقشقة: جلدة في حلق الجمل العربي ينفخ فيها الريح، فتنتفخ، فيهدر فيها قال ابن الأثير: الشقشقة: الجلدة الحمراء التي يخرجها الجمل من جوفه، ينفخ فيها، فتظهر من شدقه، ولا تكون إلا للجمل العربي، قال: كذا قال الهروي: وفيه نظر ، والجمع الشقاشق. وفى حديث عمر رضي الله عنه أن رجلا خطب فأكثر، فقال عمر: إن كثيرا من الخطب من شقاشق الشيطان، أي: مما يتكلم به الشيطان، لما يدخل فيه من الكذب والباطل، هكذا هو في كتاب أبي عبيد وغيره عن عمر، وأخرجضه الهروي عن علي رضي الله عنهما وقال الأزهري شبه الذي يتفيهق في كلام ويسرده سردا، لا يبالي ما قال من صدق أو كذب بالشيطان وإسءخاطه ربه، والعرب تقول للخطيب الجهير الصوت، الماهر بالكلام: هو أهرت الشقشقة، وهريت الشدق.

صفحة : 6408

والخطبة الشقشقية: هي الخطبة العلوية، نسبت إلى علي رضي الله عنه سميت بذل: لقوله لابن عباس رضي الله عنهم لما قال له عند قطعه كلامه: يا أمير المؤمنين لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت، فقال: يا ابن عباس هيهات، وتلك شقشقة هدرت ثم قرت ويروى له في شعر:

لسانا كشقشقة الأرحبـي     أو كالحسام اليماني الذكر وتقدم ذكره مع ما قبله وبعده في أ - م - ع.

وشقق الحطب وغيره: إذ شقه شقا فتشقق. ومن المجاز: شقق الكلام تشقيقا: أخرجه أحسن مخرج، ومنه حديث البيعة: تشقيق الكلام عليكم شديد، أي: التطلب فيه، ليخرجه أحسن مخرج. والمشقق، كمعظم: واد أو ماء له ذكر في غزوة تبوك. ومن المجاز: انشقت العصا إذا تفرق الأمر وأصل هذا في الخوارج، فإنهم شقوا عصا المسلمين كما تقدم، قال الشاعر:

إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا     فحسبك والضحاك سيف مهنـد والاشتقاق: أخذ شق الشيء وهو نصفه، كما في العباب. والاشتقاق: ب،يان الشيء من المرتجل. وفي الصحاح: الاشتقاق: الأخذ في الكلام وفي الخصومة يمينا وشمالا مع ترك القصد، وهو مجاز، قال: ومنه سمي أخذ الكلمة من الكلمة اشتقاقا، وهو على قسمين: صغير، وكبير.

والمشاقة والشقاق ككتاب: الخلاف والعداوة نقله الجوهري، زاد الراغب بكونك في شق غير شق صاحبك، أو من شق العصا بين: وبينه، فيكون مجازا، ومنه قوله تعالى: فإن خفتم شقاق بينهما وقوله تعالى: فإنما هم في شقاق وقوله تعالى: ومن يشاقق الله ورسوله أي: صار في شق غير شق أوليائه. وشقشق الفحل شقشقة: هدر. نقله الجوهري وذلك لما يهيج وبه يشبه البليغ الجهوري الصوت.

وشقشق العصفور: صوت قال الجوهري: والعصفور يشقشق في صوته.

ومما يستدرك عليه: شق النبت يشق شقوقا، وذلك أول ما تنفطر عنه الأرض.

وانشق البرق، وتشقق: انعق. والشواق من الطلع: ما طال فصار مقدار الشبر، لأنها تشق الكمام، واحدتها شاقة. وحكى ثعلب عن بعض بن سواءة: أشق النخل: طلعت شواقه.

ويقال للإنسان عند الغضب: احتد فطارت منه شقة في الأرض وششقة في السماء، وهو مبالغة في الغضب والغيظ. يال: قد انشق فلان من الغضب، كأنه امتلأ باطنه به حتى انشق. وشق أمره يشقه شقا فانشق: انفرق وتبدد اختلافا.

وتشققت عصاهم بالبين، مثل انشقت إذا تفرق أمرهم، قاله الليث. والمشقة: الشدة والحرج، وجمعه مشاق، ومشقات.

وهذا شقيقه، أي: نظيره، ومثله، كأنه شق منه. وتشقق الفرس تشققا: إذا ضمر، نقله أبو عبيد، وأنشد:

وبالجلال بعد ذاك يعلين
حتى تشققن ولما يشقين

وهو مجاز. واشتق الخصمان، وتشاقا: تلاحا وأخذا في الخصومة يمينا وشمالا، وهو الاشتقاق. و الشققة، محركة: الأعداء، ويقال: فلان شقشقه قومه، أي: شريفهم وفصيحهم، قال ذو الرمة:

كأن أباهم نهشـل أو كـأنـهـم     بشقشقة من رهط قيس بن عاصم

صفحة : 6409

وأهل العراق يقولون للمطرمذ الصلف: شقاق ، وليس من كلام العرب ولا يعرفونه، كما في اللسان، وفي الأساس: ورجل شقان: مطرمذ يتنفج ويقول: كان وكان، ويتبجح بصحبة السلطان، ونحوه، وهو مجاز. واستشق بالجوالق: حرفه على أحد شقيه حتى يتعدى الباب. واشتق الطريق في الفلاة: إذا مضى فيها وهو مجاز. والشقوق بالضم: منهل من مناهل الحاج، ومنزل من منازلهم بين واقصة والثعلبية. والشقوق أيضا: من مياه بني ضبة بأرض اليمامة. وفرس أشق المنخرين، أي: واسعهما، قاله الليث. وقوله تعالى: وانشق القمر قيل في تفسيره: وضح الأمر، نقله الراغب. وأبو وائل: شقيق بن سلمة الأسدي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وليست له صحبة ، سكن الكوفة، وكان من زهادها، روى عن عمر، وعبد الله، وعنه منصور، والأعمش، وكان مولده سنة إحدى من الهجرة. وشقيق بن ثور السدوسي، وشقيق ابن الفراء الكوفي، وشقيق بن أبي عبد الله مولى الحضرميين، وشقيق ابن عقبة العبدي: تابعيون ثقات. والعباس بن أحمد بن محمد الشقاني بالفتح، حدث عن أبي عثمان الصابوني. وأبو شقوق : قرية من أعمال الشرقية بمصر. وابن شق الليل: محدث، ذكره المصنف استطرادا في ش وق. والشق: موضع من أعمال البحيرة. وأبو الشقاق: ترع بالبحيرة.