الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل الرابع عشر: فصل الشين المعجمة مع القاف: الجزء الثاني

فصل الشين المعجمة مع القاف

الجزء الثاني

ش- ل- ق
الشلق أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الضرب بالسوط وغيره يقال: شلقته أشلقه شلقا. والشلق: الجماع وليس بعربي محض، قاله الليث، قال الصاغاني: هي لغة الشام، يقال: شلقها شلقا. والشلق أيضا: خرق الأذن طولا عن ابن عباد. والشلق بالكسر، أو ككتف: سمكة صغيرة، أو على خلقة السمكة، لها رجلان عند الذنب كرجلي الضفدع، لا يدان لها، تكون في أنهار البصرة، وقيل: هي من سمك البحرين وليست بعربية، أو هي الأنكليس من السمك، وهو الجري، والجريث، عن ابن الأعرابي. وقال الليث : الشولقي: من يتتبع الحلاوة بلغة ربيعة، زاد الزمخشري: ويتولع بها. وقال ابن عباد المشليق كمنديل: من يفتح فاه إذا ضحك وكذلك بالمجليق بالجيم نقله الزمخشري، وقد تقدم. والشلاق كشداد: شبه مخلاة تكون للفقراء والسؤال، وهو مولد ، نقله الصاغاني ومنه قول الحريري في المقامة الصورية: وشلاقا وعكازا وقال أبو عمرو الشلقة محركة: الراضة. قال: والشلقاء، كحرباء: السكين وقال عمرو بن بحر الجاحظ: الشلقة بالكسر: بيض الضب المكون إذا رمته يفهم من هذا أن الشلقة: اسم لبيضها ونص الجاحظ لا يؤدي إلى ذلك فإنه قال الضب المكون إذا باضت البيضة قيل: سرأت وبيضها سرء وإذا ألقت بيضها فهي شلقة قلت وقد تقدم أيضا في السين أن السلقة هي الجرادة إذا رمت بيضها فتأمل وشلقان محركة: قريتان بمصر على شاطئ النيل من أعمال الضواحي وهي القرية المشهورة الآن وقد دخلت فيها مرارا وهي على ملتقى بحري رشيد ودمياط وقول المصنف قريتان كأنه عد جزيرتها قرية أخرى وعلى هذا فينبغي كسر نونها لأنها نون التثنية فتأمل ومما يستدرك عليه: امرأة شلاقة أي زانية، نقله الزمخشري. وأمرأة شلقة، محركة لاعبة بالعقول، لغة يمانية.

ش- ل- م- ق
الشملق كجعفر أهمله الجوهري وقال أبو عمرو: هي العجوز الكبيرة ،السين لغة فيه، وقد تقدم كما في العباب واللسان.

ش- م- ر-ق
ثوب شماوق وشماريق، ومشمرق أهمله الجوهري، وقال اللحياني: أي قطع كشبارق وشباريق ومشبرق ، وقال ابن سيده: وعندي أنه بدل، وقد تقدم ذلك ش- م- ش- ق

صفحة : 6410

الشمشقة بالكسر أهمله الجوهري، قال شمر: هي الشقشقة، وقال الأزهري. وسمعت غير واحد من العرب يقول ذلك، أورده صاحب اللسان في ش ق ق استطرادا، وذكره ابن عباد كذلك

ش- م- ش- ل- ق
الشمشليق، كزنجبيل أهمله الجوهري، وقال ابن دريد هي العجوز المسترخية كالشفشليق وقال الأزهري: هي السريعة المشي وأنشد:

بضرة تشل في وسيقها
نأجة العدوة شمشليقها
صليبة الصيحة صهصليقها

قلت: أنشده ابن بري للعليكم هكذا، وكذلك الأصمعي ومما يستدرك عليه: الشمشليق: الطويل السمين، وقيل. الخفيف، قال أبو محيصة:

وهبته ليس بشمشليق
ولا دحوق العين حندقوق
ولا يبالي الجور في الطريق

ش- م- ق
الشمق، محركة: النشاط عن ابن الأعرابي، وقال الليث: هو مرح الجنون وفي التهذيب: شبه مرح الجنون، قال رؤبة:
كأنه إذ راح مسلوس الشمق
نشر عنه أو أسير قد عتق

وقد شمق كفرح يشمق شمقا: إذا نشط أو مرح. وقال ابن الأعرابي: الأشمق اللغام، وفي التهذيب: لغام الجمل المختلط بالدم قال الراجز:

ينفخن مشكول اللغام أشمقا يعني جمالا يتهادرن. وقال الفراء: الشمق، كفلز هو الطويل زاد الأزهري: الجسيم من الرجال، وهي بهاء. وتشمق: إذا تنشط قال رؤبة:

زيرا أماني ود من تومقا
رأدا إذا ذو هزة تشمقا

وتشمق أيضا: إذا غار قال رؤبة أيضا:

حبا وإلفا طال ما تعسقا
ومشذبا عنها إذا تشمقا

و الشمقمق كسفرجل : الطويل من الرجال، عن الفراء. و قيل: هو النشيط. وأبو الشمقمق: مروان بن محمد شاعر، ومن قوله في الممزق يهجوه:

كنـت الـمـمـزق مـرة      فاليوم قد صرت الممـزق
لما جـريت مـع الـضـلا    ل غرقت في بحر الشمقمق

ومما يستدرك عليه: الشماقة، كسحابة: الجنون والنشاط. وثوب شمق، كفلز: مخرق.

ش م ل ق
الشملق كجعفر أهمله الجوهري وقال أبو عمرو: هي العجوز الكبيرة الهرمة وأنشد:

أشكو إلى الله عيالا دردقا
مقرقمين وعجوزا شملقا

وقيل هي بالسين المهملة، وإن أبا عبيد صحفه. قلت: والصواب أن كل ذلك جائز.

ومما يستدرك عليه: امرأة شملق: سيئة الخلق.

ش- ن- ت- ق
الشنتقة، كقنفذة أهمله الجوهري وقال الفراء: هي الشبكة التي يجعلون فيها القطن تكون على رأس المرأة تقي بها الخمار من الدهن. ومما يستدرك عليه:

ش- ن- د-ق
شندق، كجعفر: اسم أعجمي معرب، كما في اللسان، وضبطه ابن دريد كقنفذ ، وحكم بزيادة النون.

ش- ن- ف- ل- ق
الشنفليق، كزنجبيل: الضخمة من النساء كما في اللسان.

ش- ن- ق

صفحة : 6411

شنق البعير يشنقه ويشنقه من حدى نصر وضرب: جذب خطامه و كفه بزمامه وهو راكبه من قبل رأسه حتى ألزق ذفراه بقادمة الرحل، أو شنقه: إذا مده بالزمام حتى رفع رأسه وهو راكبه، كأشنقه، وفي حديث علي رضي الله عنه: إن أشنق لها خرم ، أي: إن بالغ في إشناقها خرم أنفها، فأشنق البعير بنفسه رفع رأسه، يتعدى ولا يتعدى، وهو نادر، قال ابن جنى: شنق البعير، وأشنق هو، جاءت فيه القضية معكوسة مخالفة للعادة، وذلك أنك تجد فيها فعل متعديا، وأفعل غير متعد، قال: وعلة ذلك عندي أنه جعل تعدى فعلت وجمود أفعلت كالعوض لفعلت من غلبة أفعلت لها على التعدي، نحو جلس وأجلست، كما جعل قلب الياء واوا في البقوى والرعوى عوضا للواو من كثرة دخول الياء عليها. وقال ابن دريد: شنق القربة يشنقها شنقا: إذا وكأها ثم ربط طرف وكائها بيديها، وقال غيره: شنقها: إذا علقها. ومن المجاز: شنق رأس الفرس يشنقه شنقا: إذا شده إلى شجرة ، أو وتد مرتفع حتى يمتد عنقه وينتصب. وشنق الناقة أو البعير شنقا شده بالشناق ككتاب ، وسيأتي معناه قريبا. وشنق الخلية يشنقها شنقا: جعل فيها شنيقا كأمير، كشنقها تشنيقا وهو أي الشنيق: عود يرفع عليه قرصة عسل و يثبت في أسفل القرصة، ثم يقام في عرض الخلية، فربما شنق في الخلية القرصين والثلاثة، إنما يفعل ذلك إذا أرضعت النحل أولادها. وفي قصة سليمان عليه السلام: احشروا الطير إلا الشنقاء والرنقاء والبلت، الشنقاء من الطير: التي تزق فراخها، والرنقاء، والبلت ذكرا في موضعهما. والشناق ، ككتاب : الطويل، للمذكر، والمؤنث، والجمع، يقال: رجل شناق ، وامرأة شناق ، وقال ابن شميل: ناقة شناق ، وامرأة شناق، وجمل شناق ، لا يثنى ولا يجمع، وفي حديث الحجاج: أنه أتى بيزيد بن المهلب يرسف في حديد ، فأقبل يخطر بيده، فغاظ ذلك الحجاج، فقال:
جميل المحيا بختري إذا مشى وقد ولى فالتفت إليه، فقال:

وفي الدرع ضخم المنكبين شناق والشناق أيضا: سير أو خيط يشد به فم القربة، وفي حديث ابن عباس: أنه بات عند النبي صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة، فقام من الليل يصلي، فحل شناق القربة، قال أبو عبيد: شناق القربة هو الخيط والسير الذي تعلق به القربة على الوتد، قال الأزهري: وقيل في الشناق إنه الخيط الذي يوكأ به فم القربة أو المزادة، قال: والحديث يدل على هذا، لأن العصام: الذي تعلق به القربة لا يحل، إنما يحل الوكاء، ليصب الماء، إنما حله النبي صلى الله عليه وسلم لما قام من الليل ليتطهر من ماء تلك القربة. والشناق أيضا: الوتر أي: وتر القوس، لأنه مشدود في رأسها. والشنق محركة: الأرش، وحاكم رجل إلى شريح قصارا في حرق ، فقال شريح: خذ منه الشنق، أي: أرش الحرق في الثوب، والجمع أشناق ، وهي الأروش، أرش السن، وأرش الموضحة والعين القائمة واليد الشلاء، لا يزال يقال له أرش حتى تكون تكملة دية كاملة والشنق: العمل وبه فسر بعض قول رؤبة يصف صائدا:

سوى لها كبداء تنزو في الشنق
نبعية ساورها بـين الـنـيق

صفحة : 6412

والشنق هو ما بين الفريضتين من الإبل والغنم في الزكاة، جمعه أشناق ، وخص بعضهم بالأشناق الإبل، فإذا كانت من البقر فهي الأوقاص، ففي الغنم: ما بين أربعين ومائة وعشرين، وقس في غيرها، قال أبو عمرو الشيباني: الشنق في خمس من الإبل شاة وفي عشر شاتان، وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين أربع شياه ، فالشاة شنق ، والشاتان شنق ، والثلاث شياه شنق ، والأربع شياه شنق ، وما فوق ذلك فهو فريضة، وروى عن أحمد بن حنبل أن الشنق: ما دون الفريضة مطلقا، كما دون الأربعين من الغنم. وقيل: الشنق: ما دون الدية، وذلك أن يسوق ذو الحمالة الدية كاملة، فإذا كانت معها ديات جراحات فتلك هي الأشناق، كأنها متعلقة بالدية العظمى، ومنه قول الكميت:

فرهن ما يداي لكم وفـاء     بأشناق الديات إلى الكمول وقال الأخطل يمدح مصقله بن هبيرة الشيباني: قرم تعلق أشناق الديات به إذ المئون أمرت فوقه حملا روى شمر عن ابن الأعرابي قال: يقول: يحتمل الديات وافية كاملة زائدة. وقال الأصمعي: الشنق: الفضلة تفضل وبه فسر قول الكميت السابق، يقول: فهذه الأشناق عليه مثل العلائق على البعير، لا يكترث بها، وإذا أمرت المئون فوقه حملها، وأمرت: شدت فوقه بمرار، والمرار: الحبل. و قال ابن عباد: الشنق : الحبل. قال: والشنق: العدل وهما شنقان. أو الشنق في قول الكميت شنقان: الأعلى والأسفل، فالأعلى في الديات عشرون جذعة، والأسفل عشرون بنت مخاض ، وفي الزكاة: الأعلى تجب بنت مخاض في خمس وعشرين، والأسفل تجب شاة في خمس من الإبل، ولكل مقال، لأنها كلها أشناق، ومعنى البيت: أنه يستخف الحمالات وإعطاء الديات، فكأنه: إذا غرم دياب كثيرة غرم عشرين بعيرا بنات مخاض ، لاستخفافه إياها، وقيل في قول الأخطل السابق أشناق الديات: أصنافها، فدية الخطأ المحض: مائة من الإبل تحملها العاقلة أخماسا: عشرون ابنة مخاض وعشرون ابنة لبون، وعشرون ابن لبون، وعشرون حقة، وعشرون جذعة، وهي أشناق أيضا، وقال أبو عبيد: الشناق: ما بين الفريضتين، قال: وكذلك أشناق الديات، ورد عليه ابن قتيبة، وقال: لم أر أشناق الديات من أشناق الفرائض في شيء لأن الديات ليس فيها شيء يزيد على حد من عددها، أو جنس من أجناسها، وأشناق الديات: اختلاف أجناسها، نحو: بنات المخاض وبنات اللبون، والحقاق، والجذاع، كل جنس منها شنق، قال أبو بكر : والصواب ما قال أبو عبيد ، لأن الأشناق في الديات بمنزلة الأشناق في الصدقات إذا كان الشنق في الصدقة ما زاد على الفريضة من الإبل، وقال ابن الأعرابي، والأصمعي، والأثرم: كان السيد إذا أعطى الدية زاد عليها خمسا من الإبل، ليبين بذلك فضله وكرمه، فالشنق من الدية بمنزلة الشنق في الفريضة إذا كان فيها لغوا، كما أنه في الدية لغو، ليس بواجب ، إنما تكرم من المعطى.وشنق الرجل، كفرح وضرب: هوى شيئا فصار معلقا به كما في المحكم، ونصه: فبقى معلقا به، واقتصر صاحب المحيط على الأول، وقال:. شنق قلبه شنقا. وقلب شنق، ككتف: مشتاق ، هكذا في سائر النسخ، والصواب قلب شنق مشناق ككتف ومحراب، كما هو نص اللسان والعباب، وأصله في العين، قال الليث: قلب شنق مشناق: طامح إلى كل شيء وأنشد:

يا من لقلب شنق مشناق

صفحة : 6413

وقال ابن عباد: الشنيقة، كسكينة : المرأة المغازلة. قال: والشنيق كسكين: الشاب المعجب بنفسه وفي اللسان: هو السيئ الخلق. قال: وشنقناق ، كسرطراط: رئيس للجن، وقيل: الداهية. وأشنق القربة إشناقا: شدها بالشناق وهو الخيط، وقيل: علقها بالوتد. وقال ابن الأعرابي: أشنق الرجل: أخذ الشنق، وهو الأرش، أو أشنق وجب عليه الأرش نقله ابن الأعرابي أيضا في موضع آخر. وقال رجل من العرب: منا من يشنق، أي: يعلى الأشناق، وهو ما بين الفريضتين من الإبل، وهو ضد، قال أبو سعيد الضرير: أشنق الرجل، فهو مشنق: إذا وجب عليه شاة في خمس من الإبل، فلا يزال مشنقا إلى أن تبلغ إبله خمسا وعشرين، ففيها بنت مخاض وقد زالت أسماء الأشناق، ويقال للذي تجب عليه ابنة مخاض، معقل أي: مؤد للعقال، فإذا بلغت إبله ستا وثلاثين إلى خمس وأربعين فقد أفرض، أي: وجبت في إبله فريضة. وأشنق عليه: إذا تطاول. والتشنيق: التقطيع. والتشنيق أيضا: التزيين. و قال الكسائي: المشنق من اللحوم كمعظم: المقطع، وهو مأخوذ من أشناق الدية، كما في الصحاح. وقال الأموي: العجين المقطع المعمول بالزيت يقال له مشنق، كما في الصحاح، وقال ابن الأعرابي: إذا قطع العجين كتلا على الخوان قبل أن يبسط فهو الفرزدق والمشنق و العجاجير. وقال أبو سعيد الضرير: شانقه مشانقة وشناقا بالكسر: إذا خلط ماله بماله ونقله أيضا صاحب المحيط هكذا، وفي اللسان: الشناق: أن يكون على الرجل والرجلين أو الثلاثة أشناق إذا تفرقت أموالهم، فيقول بعضهم لبعض : شانقني، أي: اخلط مالي ومالك فإنه إن تفرق وجب محلينا شنقان، فإن اختلط خف علينا، فالشناق: المشاركة في الشنق، والشنقين. والشناق بالكسر: أخذ شيء من الشنق، ومنه الحديث: كتب النبي صلى الله عليه وسلم لوائل بن حجر : لا خلاط ولاوراط ولاشناق ولا شغار، قال أبو عبيد: قوله: ولا شناق فإن الشنق: ما بين الفريضتين، وهو ما زاد من الإبل من الخمس إلى العشر، وما زاد على العشر إلى خمس عشرة، يقول: لا يؤخذ من الشنق حتى يتم، وكذلك جميع الأشناق، قال أبو سعيد الضرير: قول أبي عبيد: الشنق: ما بين الخمس إلى العشر محال ، إنما هو إلى تسعليه السلام، فإذا بلغ العشر ففيها شاتان، وكذلك قوله: ما بين العشرة إلى خمس عشرة كان حقه أن يقول: إلى أربع عشرة، لأنها إذا بلغت خمس عشرة ففيها ثلاث شياه، قال أبو سعيد: وإنما سمى الشنق شنقا لأنه لم يؤخذ منه شيء ، وأشنق إلى ما يليه مما أخذ منه، أي: أضيف وجمع، قال: ومعنى قوله: لا يشنق، أي: لا يشنق الرجل غنمه وإبله إلى غنم غيره ليبطل عن نفسه ما يجب عليه من الصدقة، وذلك أن يكون لكل واحد منهما أربعون شاة، فتجب عليهما شاتان، فاذا أشنق أحدهما غنمه إلى غنم الآخر، فوجدها المصدق في يده أخذ منها شاة، وقيل: لا تشانقوا فتجمعوا بين متفرق ، قال أبو سعيد: وللعرب ألفاظ في هذا الباب لم يعرفها أبو عبيد، يقولون إذا وجب على الرجل شاة في خمس من الإبل فقد أشنق الرجل إلى آخر ما ذكره، كما سقناه عند قول المصنف: أو وجب عليه الأرش، ثم قال: قال الفراء الكسائي عن بعض العرب: الشنق إلى خمس وعشرين، قال: والشنق: ما لم تجب فيه الفريضة، يريد ما بين خمس إلى خمس وعشرين. قال محمد بن المكرم مؤلف

صفحة : 6414

اللسان، رضي الله عنه: قد أطلق أبو سعيد الضرير لسانه في أبي عبيد ، وندد بما انتقده عليه بقوله أولا: إن قوله: الشنق: ما بين الخمس إلى العشر محال إنما هو إلى تسع، وكذلك قوله: ما بين العشر إلى خمس عشرة، وكان حقه أن يقول: أربع عشرة، ثم يقول ثانيا: إن للعرب ألفاظا لم يعرفها أبو عبيد، وهذه مشاححة في اللفظ، واستخفاف بالعلماء. وأبو عبيد رحمه الله لم يخف عنه ذلك، وإنما قصد ما بين الفريضتين، فاحتاج إلى تسميتهما، ولا يصح له قول الفريضتين إلا إذا سماهما، فيضطر أن يقول: عشر أو خمس عشرة، وهو إذا قال تسعا أو أربع عشرة فليس هناك فريضتان، وليس هذا الانتقاد بشيء، ألا ترى إلى ما حكاه الفراء عن الكساني عن بعض العرب: الشنق إلى خمس وعشرين، وتفسيره بأنه يريد ما بين الخمس إلى خمس وعشرين، وكان على زعم أبي سعيد يقول: الشنق إلى أربع وعشرين، لأنها إذا بلغت خمسا وعشرين ففيها بنت مخاض ، ولم ينتقد هذا القول على الفراء ولا على الكسائي ولا على العربي المنقول عنه، وما ذاك إلا لأنه قصد حد الفريضتين وهذا انحمال من أبي سعيد على أبي عبيد، والله أعلم. ومما يستدرك عليه:سان، رضي الله عنه: قد أطلق أبو سعيد الضرير لسانه في أبي عبيد ، وندد بما انتقده عليه بقوله أولا: إن قوله: الشنق: ما بين الخمس إلى العشر محال إنما هو إلى تسع، وكذلك قوله: ما بين العشر إلى خمس عشرة، وكان حقه أن يقول: أربع عشرة، ثم يقول ثانيا: إن للعرب ألفاظا لم يعرفها أبو عبيد، وهذه مشاححة في اللفظ، واستخفاف بالعلماء. وأبو عبيد رحمه الله لم يخف عنه ذلك، وإنما قصد ما بين الفريضتين، فاحتاج إلى تسميتهما، ولا يصح له قول الفريضتين إلا إذا سماهما، فيضطر أن يقول: عشر أو خمس عشرة، وهو إذا قال تسعا أو أربع عشرة فليس هناك فريضتان، وليس هذا الانتقاد بشيء، ألا ترى إلى ما حكاه الفراء عن الكساني عن بعض العرب: الشنق إلى خمس وعشرين، وتفسيره بأنه يريد ما بين الخمس إلى خمس وعشرين، وكان على زعم أبي سعيد يقول: الشنق إلى أربع وعشرين، لأنها إذا بلغت خمسا وعشرين ففيها بنت مخاض ، ولم ينتقد هذا القول على الفراء ولا على الكسائي ولا على العربي المنقول عنه، وما ذاك إلا لأنه قصد حد الفريضتين وهذا انحمال من أبي سعيد على أبي عبيد، والله أعلم. ومما يستدرك عليه: الشنق، محركة: طول الرأس، كأنما يمد صعدا، قال:

كأنها كبداء تنزو في الشنق هكذا في اللسان، وهو لرؤبة يصف صائدا، والرواية: سوى لها كبداء .. .. وبعده:

نبعية ساورها بين النيق وقيل: الشنق هنا: وتر القوس، وقال ابن شميل: هو الجيد من الأوتار، وهو السمهري الطويل، وقيل: العمل، وقد ذكره المصنف، ففيه ثلاثة أقوال. والشناق، بالكسر: حبل يجذب به رأس البعير والناقة، والجمع أشنقة وشنق وقد أشنق: إذا أعطى الشنق، وهي الحبال، قاله ابن الأعرابي. وقال ابن سيده: عنق أشنق: طويل ، وفرس أشنق ومشنوق: طويل الرأس، وكذلك البعير، والأنثى شنقاء، وشناق، وفي التهذيب: ويقال للفرس الطويل: شناق ومشنوق، وأنشد:

يممته بأسيل الخـد مـنـتـصـب      خاظى البضيع كمثل الجذع مشنوق وقال ابن شميل: ناقة شناق: طويلة سطعاء، وجمل شناق: طويل في دقة. وقلب شنق: هيمان. ورجل شنق : حذر، قال الأخطل:

صفحة : 6415

وقد أقول لثور هل ترى ظعنا     يحدو بهن حذاري مشفق شنق وكل خيط علفت به شيئا شناق. والإشناق: أن تغل اليد إلى العنق، قاله أبو عمرو وابن الأعرابي، وأنشد الأول لعدي بن زيد:

ساءها ما بنا تبين في الأي     دي وإشناقها إلى الأعناق وقال أبو سعيد: أشنقت الشيء، وشنقته: إذا علقته، قال المتنخل الهذلي يصف قوسا ونبلا:

شنقت بها معابل مرهفات    مسالات الأغرة كالقراط قال: شنقت: جعلت الوتر في النبل، والقراط: شعلة السراج. قلت: ومنه قولهم: قتل مشنوقا، أي: معلقا. ومغارة المشنوق: موضع من أعمال مصر. والتشانق: المشانقة. والشنق، بالفتح: الضرب المثخن الكاف للمرمى . وبنو شنوق ، كصبور : حي من العرب، عن ابن دريد . وقال ابن عباد: الشنقة من النساء، كفرحة، وتجمع شنقات ، وشنقها: استنانها من الشحم. والشنيق، كأمير: الدعي، قال الشاعر:

أنا الداخل الباب الذي لا يرومه    دنى ولا يدعى إليه شـنـيق وشنوقة: قرية بمصر من أعمال المنوفية.

ومما يستدرك عليه: شنواقي: قرية بمصر من أعمال الغربية.

ش- و- ق
الشوق: نزاع النفس إلى الشيء بالاشتياق، يقال: برح بي الشوق. وقال ابن الأعرابي: الشوق: حركة الهوى ج: أشواق يقال: بلغت مني الأشواق. وقد شاقني حبها شوقا، وكذلك ذكرها وحسنها: هاجني فهو شائق، وذلك مشوق ، قال لبيد -رضي الله عنه-:

شاقتك ظعن الحي حين تحملوا     فتكنسوا قطنا تصر خيامهـا كشوقني تشويقا، أي: هيج شوقي. والشوق بالضم: العشاق عن ابن الأعرابي، وهو جمع شائق. وأيضا جمع الأشوق بمعنى الطويل، كما سيأتي قريبا للمصنف. وقال الليث: الشوق: مثل النوط، يقال: شاق الطنب إلى الوتد يشوقه شوقا: إذا ناطه به، أي: شده وأوثقه به، ونقله الزمخشري أيضا، وهو مجاز. وقال ابن بزرج: شاق القربة شوقا نصبها مسندة إلى الحائط، وهي مشوقة وهو مجاز. ويونس بن أحمد بن شوقة الأندلسي بضم الشين، كما ضبطه الحافظ روى عنه ابن شق الليل كما في التبصير. وشق شق فلانا بالضم شوقه إلى الآخرة، ونص ابن الأعرابي: إذا أمرته أن يشوق إنسانا إلى الآخرة. والأشوق: الطويل من الرجال، نقله ابن دريد، قال: وليس بثبت. وقال الليث: الشياق، ككتاب: الذي يمد به الشيء ليشد إلى شيء كالنياط، انقلبت الواو فيها ياء للكسرة. والشيق ككيس: المشتاق وأصله شيوق، على فيعل. واشتاقه، واشتاق إليه بمعنى واحد، يتعدى بالحرف تارة، وبنفسه أخرى، وأما قول الشاعر:

يا دار سلمى بد كاديك البرق
صبرا فقد هيجت شوق المشتئق

إنما أراد المشتاق، فأبدل الألف همزة، قال سيبويه: همز ما ليس بمهموز ضرورة . وتشوق الرجل أظهره أي: الشوق تكلفا.

ومما يستدرك عليه: أشاقه: وجده شائقا، وأنشد ابن الأعرابي:

إلى ظعن للمالكـية غـدوة     فيالك من مرأى أشاق وأبعدا فسره فقال: معناه وجدناه شائقا. والتشوق: مطاوع شاقه، وشوقه، فتشوق. والشيق، بالكسر: الشياق، وأصله شوق. وقال الليث: التشويق من القراءة والقصص، كقولك شوقنا يا فلان، أي: اذكر الجنة وما فيها بقصص أو قراءة لعلنا نشتاق إليها، فنعمل لها. وأم شوق العبدية، روى عنها مسلم ابن إبراهيم. وما أشوقني إليك. وشوق، بالفتح: موضع بالحجاز، وقيل: جبل.

صفحة : 6416

ش- ه- ب- ذ- ق
شهبيذق بفتح فسكون ففتح الموحدة وسكون التحتية، وقبل القاف ذال معجمة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو اسم د، وأنشد لعبد الله بن أوفى الخزاعي في امرأته:

نكحت بشهبـيذق نـكـحة     على الكره ضرت ولم تنفع وقد تصحف ذلك على ابن القطاع، فقال: شهشذق، بشينين، مثال فعفلل، وكأنه في غير كتاب الأبنية، فإني قد تصفحته فلم أجده تعرض له فانظره، ثم إن هذه اللفظة أبقاها من غير ضبط، ولم يبين ما أصلها أعربية أم معربة، وما معناها، وهو قصور بالغ، أما الضبط فقد تقدم، وهي معربة، وأصلها بالفارسية شه بياده، والمعنى سلطان الرجالة، ويعنون به بيذق الشطرنج إذا تفرزن، ثم سمى البلد بذلك، فتأمل ذلك.

ش- ه- ق
شهق، كمنع وضرب وسمع شهيقا، وشهوقا، وشهاقا بالضم فيهما وتشهاقا بالفتح: إذا تردد البكاء في صدره كما في العباب، وفي اللسان: ردد البكاء في صدره. ومن المجاز: شهقت عين الناظر عليه: إذا أصابته بعين، وفي الأساس: أعجبه فأدام النظر إليه وهو مجاز، وأنشد الأصمعي لمزاحم العقيلي:

إذا شهقت عين عليه عزوته      لغير أبيه أو نسيت تراقـيا كما في العباب، وفي اللسان أو تسنيت راقيا، أخبر أنه إذا فتح إنسان عينه عليه فخشيت أن يصيبه بعينه قلت: هو هجين لأرد عين الناظر عنه، وإعجابه به. والشاهق: المرتفع الطويل العالي الممتنع من الجبال، وكذا من الأبنية وغيرها: ما ارتفع منها وطال، والجمع الشواهق. ومن كلام الأطباء: العرق الشاهق هو الضارب إذا كان إلى فوق نقله الصاغاني، وهو مجاز. ومن المجاز: هو شاهق ، أي لا يشتد غضبه هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، صوابه إذا كان يشتد غضبه، كما في الصحاح والعباب واللسان والأساس، زاد الأخير: وكذلك ذو صاهل، وفي اللسان: رجل ذو شاهق : شديد الغضب. وشهيق الحمار، وتشهاقه: نهاقه، قال الجوهري: شهيق الحمار: آخر صوته، وزفيره: أوله. ويقال: الشهيق: رد النفس، والزفير: إخراجه، قلت: وهو قول الليث، وقال الزجاج: الزفير والشهيق: من أصوات المكروبين، قال: والشهيق: الأنين المرتفع جدا، قال: وزعم بعض أهل اللغة من البصريين والكوفيين أن الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمار من النهيق، والشهيق في الصدر، وشاهد التشهاق قول أبي الطمحان:

بضرب يزيل الهام عن سكناتـه      وطعن كتشهاق العفا هم بالنهق وشهاق كغراب: جبل بالقرب من بيلة، عن ابن عباد. ومما يستدرك عليه: الشهوق، بالضم: الارتفاع. والشهقة كالصيحة، يقال: شهق فلان شهقة فمات، نقله الجوهري. ويقال: ضحك تشهاق، قال ابن ميادة:

تقول خود ذات طرف براق
مزاحة تقطع هم المشـتـاق
ذات أقاويل وضحك تـشـاق
هلا اشتريت حنطة بالرستاق
سمراء مما درس ابن مخراق
أو كنت ذا بز وبغل دقـداق

وفحل ذو شاهق ، وذو صاهل: إذا هاج وصال فسمعت له صوتا، فيخرج من جوفه، وهو مجاز.

ومما يستدرك عليه: ش- ه- ر- ق الشهرق، كجعفر : القصبة التي يدير حولها الحائك الغزل، كلمة فارسية قد استعملها العرب، قال رؤبة:

رأيت في جنب القتام الأبرقا،

كفلكة الطاوى أدار الشهرقا وكذلك شهرق الخارط والحفار، كله عن أبي حنيفة، وقد أهمله الجماعة، وذكره صاحب اللسان.

ش- ي- ق

صفحة : 6417

الشيق، بالكسر: أعلى الجبل قاله السكري، وقال ابن الأعرابي: هو الجبل نقله الجوهري، أو هو أصعب مواضعه نقله الجوهري أيضا، قال وينشد:

شغواء توطن بين الشيق والنيق أو الشيق: سقع مستو دقيق في لهب الجبل لا يرتقى، أي: لا يستطاع ارتقاؤه، نقله الليث، وأنشد الجوهري قول أبى ذؤيب :

تأبط خافة فيهـا مـسـاب     وأضحى يفتري مسدا بشيق أراد: يقتري شيقا بمسد، فقلبه. قلت: وإذا أريد أنه يتتبع هذا الحبل المربوط في الشيق عند نزوله إلى موضع تعسيل النحل، فيكون، شيق في موضع الصفة لمسد، ولا يحتاج إلى أن يجعل مقلوبا، وأنشد الليث:

إحليلها شق كشق الشيق وقال ابن الأعرابي: الشيق: رأس الأداف، أي: الذكر. قال: والشيق: ضرب من السمك. وقال السكري: الشيق: الجانب يقال: امتلأ من الشيق إلى الشيق. والشيق: شعر ذنب الفرس عن ابن الأعرابي واحدته بهاء. والشيق: البرك: اسم لطائر مائي واحدته شيقة. والشيق: الشق الضيق في الجبل، أو في رأسه، أو هو الشق بين صخرتين، وبكل ذلك فسر قول أبي ذؤيب أيضا. وقيل: هو الجبل الطويل، وبه فسر قول أبي ذؤيب أيضا. والشيق: ع بعينه، وبه فسر قول بشر بن أبي خازم:

دعوا منبت الشيقين إنهما لـنـا      إذا مضر الحمراء شبت حروبها وقيل: المراد بالشيق هنا الجانب. وقيل: الشيقان، بالكسر: جبلان في قول بشر المذكور، أو ماء في ديار أسد أو: ع، قرب المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وبه فسر السكري قول القتال الكلابي:

إلى ظعن بين الرسيس فعاقل     عوامد للشيقين أو بطن خنثل وذو الشيق، بالكسر: ع وهو في قول المتنخل الهذلي ذات الشيق:

كأن عجوزي لم تلد غير واحد     وماتت بذات الشيق وهي عقيم ومما يستدرك عليه: الشيق بالكسر: ما جذب. والشيق: ما لم يزل. وشاق الطنب إلى الوتد شيقا، مثل شاقه شوقا. وقال ابن عباب: الشياق، ككتاب : النياط.