الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل السابع عشر: فصل الطاء مع القاف: الجزء الأول

فصل الطاء مع القاف

الجزء الأول

ط ب ق
الطبق، محركة: غطاء كل شيء لازم عليه، يقال: وضع الطبق على الحب، وهو قناعه ج: أطباق، وأطبقة. الأخير غريب لم أجده في أمهات اللغة، ولعل الصواب: وأطبقه وطبقه تطبيقا: غطاه فانطبق وقد يقال: لو كان كذا ما احتاج الى إعادة قوله: وأطبقه فتطبق إلا أن يقال: إنه إنما أعاده ليعلم أن الانطباق مطاوع الإطباق والتطبيق، والتطبق مطاوع الإطباق وحده، وفيه تأمل. ومنه قولهم: لو تطبقت السماء على الأرض ما فعلت كذا. والطبق أيضا من كل شيء: ما ساواه والجمع أطباق. وقوله:

وليلة ذات جهام أطباق

صفحة : 6437

معناه أن بعضه طبق لبعض، أي: مساو له، وجمع لأنه عنى الجنس، وقد يجوز أن يكون من نعت الليلة، أي: بعض ظلمها مساو لبعض، فيكون كجبة أخلاق، ونحوها. وقد طابقه مطابقة وطباقا: وافقه وساواه. والطبق: وجه الأرض وهو مجاز. والطبق: الذي يؤكل عليه وفيه، وأيضا لما توضع عليه الفواكه كما في المفردات. ومن المجاز: الطبق: القرن: من الزمان. ومنه قول العباس - رضي الله عنه - يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:

تنقل من صالب الى رحم      إذا مضى عالم بدا طبق

صفحة : 6438

أي: إذا مضى قرن بدا قرن. وقيل للقرن: طبق؛ لأنهم طبق للأرض، ثم ينقرضون، ويأتي طبق آخر. وقال ابن عرفة: يقال: مضى طبق، وجاء طبق، أي: مضى عالم وجاء عالم. وقال ابن الأعرابي: الطبق: الأمة بعد الأمة. أو الطبق: عشرون سنة والذي في كتاب الهجري عن ابن عباس: الطبقة: عشرون سنة. والطبق من الناس، ومن الجراد: الكثير، أو الجماعة، كالطبق بالكسر. قال الأصمعي: الطبق، بالكسر: الجماعة من النآس. وقال ابن سيده: الطبق: الجماعة من الناس يعدلون جماعة مثلهم. وفي الحديث: أن مريم عليها السلام جاعت، فجاءها طبق من جراد، فصادت منه أي: قطيع من الجراد. ومن المجاز: الطبق: الحال على اختلافها، عن ابن الأعرابي. ومنه قوله تعالى: )لتركبن طبقا عن طبق( أي: حالا بعد حال، ومنزلة بعد منزلة، كما في الأساس. وفي الصحاح حالا عن حال يوم القيامة. قلت: ويقع عن موقع بعد كثيرا مثل قولهم: ورثه كابرا عن كابر، أي: بعد كابر، قاله أبو علي. وقال أبو بكر: معناه لتركبن السماء حالا بعد حال؛ لأنها تكون في حال كالمهل، ثم كالفرس الورد، وفي حال كالدهان. قال الصاغاني: وإنما قيل للحال: طبق؛ لأنها تملأ القلوب، أو تشارف ذلك. وقال الراغب: معنى الآية: أي ترقى منزلا عن منزل، وذلك إشارة الى أحوال الإنسان من ترقيه في أحوال شتى في الدنيا، نحو ما أشار إليه بقوله: )والله خلقكم من تراب ثم من نطفة( وأحوال شتى في الآخرة: من النشور والبعث، والحساب، وجواز الصراط الى حين المستقر في أحد الدارين. ونقل شيخنا عن ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ما نصه: الطبق: المشقة، ومنه: )لتركبن طبقا عن طبق( انتهى. قلت: هذا قد نقله الأزهري عن ابن عباس، وقال: المعنى لتصيرن الأمور حالا بعد حال في الشدة. قال: والعرب تقول: وقع فلان في بنات طبق: إذا وقع في الأمر الشديد. وقرأ ابن كثير والكوفيون غير عاصم: لتركبن، بفتح الباء، أي لتركبن يا مفحمد طبقا من أطباق السماء، نقله الزجاج والصاغاني، وقرأ ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم لتركبن بكسر التاء، وهي لغة تميم وقيس وأسد، وربيعة، يكسرون أول حرف من حروف المستقبل، إلا أن يكون أوله ياء، فإنهم لا يكسرونها. قال ابن مسعود: والمعنى: لتركبن السماء حالا بعد حال، وقد تقدم ذلك عن أبي بكر. وقال مسروق: لتركبن حالا بعد حال، زاد الزجاج: حتى تصيروا الى الله من إحياء وإماتة وبعث. وقرأ عمر رضي الله عنه: ليركبن بالياء وفتح الباء وفيه وجهان: أحدهما: أن يكون المراد به النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ الإخبار عنه. والثاني: أن يكون الضمير راجعا على لفظ قوله تعالى: )وأما من أوتي كتابه وراء ظهره( الى قوله: بصيرا على الإفراد. كذلك ليركبن السماء طبقا عن طبق، يعني هذا المذكور، ليكون اللفظ واحدا والمعنى الجمع. وقال الزجاج على قراءة أهل المدينة: لتركبن طبقا يعني الناس عامة، والتفسير الشدة، والجمع أطباق. ومنه حديث عمرو بن العاص: إني كنت على أطباق ثلاث أي: أحوال. والطبق: عظم رقيق يفصل بين كل فقارين، قال الشاعر:

ألا ذهب الخداع فلا خلاعـا     وأبدى السيف عن طبق نخاعا

صفحة : 6439

ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه: وتبقى أصلاب المنافقين طبقا واحدا أي تصير الفقر كلها فقرة واحدة، نقله أبو عبيد عن الأصمعي، وقيل: الطبق: فقار الصلب أجمع، وقيل: الفقرة حيث كانت. ومن المجاز: الطبق من المطر: العام نقله الصاغاني والأصمعي، وإنما سمي طبقا لأنه غشاء للأرض، ومنه حديث الاستسقاء: اللهم اسقنا غيثا مغيثا طبقا أي مالئا للأرض، مغطيا لها، يقال: غيث طبق، أي: عام واسع، وقال امرؤ القيس:

ديمة هطلاء فيها وطـف     طبق الأرض تحرى وتدر والطبق: ظهر فرج المرأة عن ابن عباد، وهو مجاز. والطبق من الليل، ومن النهار: معظمهما. يقال: مضى طبق من الليل، وطبق من النهار، أي: بعض منهما. وفي المفردات: طبق الليل والنهار: ساعاته المطابقة. ومن المجاز: هذه بنت طبق، وإحدى بنات طبق وهي الدواهي وفي المثل: إحدى بنات طبق، وأصلها من الحيات، وذكر الثعالبي أن طبقا حية صفراء. وقال غيره: قيل للحية: أم طبق، وبنت طبق، لترحيها وتحويها، وأكثر الترحي للأفعى، وقيل: إنما قيل للحيات: بنات طبق لإطباقها على من تلسعه، وقيل: لأن الحواء يمسكها تحت أطباق الأسفاط المجلدة. وقال الزمخشري: لأنها تشبه الطبق إذا استدارت. وتزعم العرب أن بنت طبق: سلحفاة تبيض تسعا وتسعين بيضة كلها سلاحف، وتبيض بيضة تنقف عن حية وفي الصحاح: عن أسود. وطبقة محركة: امرأة عاقلة تزوج بها رجل عاقل من دهاة العرب، ولهما قصة ذكرها الصاغاني في العباب. قال: قال الشرقي بن القطامي: كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم يقال له: شن، فقال: والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي، فأتزوجها، فبينما هو في بعض مسيره إذ رافقه رجل في الطريق، فسأله شن: أتحملني أم أحملك? فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني?، فسكت عنه شن، وسار حتى إذا قربا من القرية إذا هما بزرع قد استحصد، فقال شن: أترى هذا الزرع أكل أم لا? فقال له الرجل: يا جاهل ترى مستحصدا فتقول: أكل أم لا? فسكت عنه شن، حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة، فقال شن: أترى صاحب هذا النعش حيا أو ميتا? فقال له الرجل: ما رأيت أجهل منك ترى جنازة تسأل عنها: أميت صاحبها أم حي? فسكت عنه شن، فأراد مفارقته فأبى ذلك الرجل أن يتركه حتى يسير به الى منزله، فمضى معه، وكان للرجل بنت يقال لها: طبقة، فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه، فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جهله، وحدثها بحديثه، فقالت: يا أبت، ما هذا بجاهل. أما قوله: أتحمثلني أم أحملك? فأراد أتحدثني أ مأحدثك حتى نقطع طريقنا، وأما قوله: أترى هذا الزرع أكل أم لا? فإنما أراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا، وأما قوله في الجنازة: فأراد هل ترك عقبا يحيا بهم ذكره أم لا، فخرج الرجل، فقعد مع شن، فحادثه ساعة، ثم قال: أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه? قال: نعم، ففسره، فقال شن: ما هذا من كلامك، فأخبرني عن صاحبه. فقال: ابنة لي، فخطبها إليه وزوجها له، وحملها الى أهله. ومنه قوله: وافق شن طبقة وكذا: صادف شن طبقة. أو هم قوم كان لهم وعاء أدم فتشنن، فجعلوا له طبقا، فوافقه فقيل ذلك، قاله الأصمعي، ونقله أبو عبيد هكذا، وفسره. أو طبق: قبيلة من إياد كانت لا تطاق وكانت شن لا يقام لها فأوقعت بها شن وهو ابن أفصى بن عبد القيس، فانتصفت منها، وأصابت فيها فضربت مثلا للمتفقين في الشدة وغيرها، وقيل: وافق شن طبقه، وافقه فاعتنقه قاله ابن الكلبي. وقال الشاعر:

لقيت شن إيادا بالقنـا     طبقا وافق شن طبقه

صفحة : 6440

قال ابن سيده: وليس الشن هنا القربة، لأن القربة لا طبق لها. وقيل: يضرب لكل اثنين - أو أمرين - جمعتهما حالة واحدة اتصف بها كل منهما، وقيل: هما حيان اتفقوا على أمر، فقيل لهما ذلك، لأن كل واحد منهما قيل له ذلك لما وافق شكله ونظيره. وطابق بين قميصين: لبس أحدهما فوق الآخر وكذلك صافق بينهما، وطارق. والسموات طباق، ككتاب في قوله تعالى: )ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا( سميت بذلك لمطابقة بعضها بعضا أي: بعضها فوق بعض، وقيل: لأن بعضها مطبق على بعض، وقيل: الطباق: مصدر طوبقت طباقا. وقال الزجاج: أي: مطبق بعضها على بعض. قال: ونصب طباقا علي وجهين، أحدهما: مطابقة طباقا، والآخر: من نعت سبع، أي: خلق سبعا ذات طباق. وقال الليث: السموات طباق بعضها على بعض، وكل واحد من الطباق طبقة، ويذكر، فيقال: طبق. وطبق الشيء تطبيقا: عم. وطبق السحاب الجو: إذا غشاه. ومنه سحابة مطبقة. وطبق الماء وجه الأرض: إذا غطاه. ويقال: هذا مطر طبق الأرض: إذا عمها. والطباق، كزنار: شجر. قال أبو حنيفة: أخبرني بعض أزد السراة قال: هو نحو القامة، ينبت متجاورا، لا تكاد ترى منه واحدة منفردة، وله ورق طوال دقاق خضر تتلزج إذا غمزت، يضمد بها الكسر فيجبر، وله نور أصفر مجتمع، ولا تأكله الإبل، ولكن الغنم، ومنابته الصخر مع العرعر، والنحل تجرسه، والأوعال أيضا ترعاه، وأنشد:

وأشعث أنسته الـمـنـية نـفـسـه     رعى الشث والطباق في شاهق وعر انتهى كلام أبي حنيفة. وقال تأبط شرا:

كأنما حثحثوا حصا قـوادمـه     أو أم خشف بذي شث وطباق وفي حديث محمد بن الحنفية - رحمه الله تعالى - وذكر رجلا يلي الأمر بعد السفياني، فقال: حمش الذراعين والساقين، مصفح الرأس، غائر العينين، يكون بين شث وطباق وهما شجرتان معروفتان بنواحي جبال مكة. أراد أن مقامه أو مخرجه يكون بالحجاز، نافع للسموم شربا وضمادا، ومن الجرب والحكة والحميات العتيقة، والمغص، واليرقان وسدد الكبد، شديد الإسخان. ومن المجاز: جمل طباقاء انطبق عليه، فهو عاجز عن الضراب. ورجل طباقاء معجم، ينطبق، أي: ينعجم عليه الكلام وينغلق، وقيل: هو الذي لا ينكح. أو الطباقاء: ثقيل يطبق على المرأة بصدره لثقله، أو عيي ثقيل يطبق على الطروقة أو المرأة بصدره لصغره، قال جميل بن معمر:

طباقاء لم يشهد خصوما ولم ينخ     قلاصا الى أكوارها حين تعكف ويروى: عياياء وهما بمعنى. قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

طباقاء لم يشهد خصوما ولم يعش     حميدا ولم يشهد حلالا ولا عطرا

صفحة : 6441

وفي حديث أم زرع: فقالت: زوجي عياياء طباقاء، وكل داء له داء قال الأصمعي: الطباقاء: الأحمق الفدم. وقال ابن الأعرابي: هو المطبق عليه حمقا. وقيل: هو الذي أموره مطبقة عليه، أي مغشاة. وقيل: هو الذي يعجز عن الكلام فتطبق شفتاه. والطابق، كهاجر وصاحب هكذا حكاه اللحياني عن الكسائي بكسر الباء وفتحها: الآجر الكبير فارسي معرب تابه كالطاباق، وهذه عن الفراء. وقال ثعلب: الطابق والطابق: العضو من أعضاء الإنسان، كاليد، والرجل، ونحوهما. وفي حديث علي رضي الله عنه: إنما أمر في السارق بقطع طابقه أي: يده. وفي حديث عمران بن حصين رضي الله عنه: أن غلاما له أبق فقال: لئن قدرت عليه لأقطعن منه طابقا يريد عضوا. أو الطابق: نصف الشاة أو مقدار ما يأكل منه اثنان أو ثلاثة، ومنه الحديث: فخبزت خبزا، وشويت طابقا من شاة. والطابق، بفتح الباء: ظرف من حديد، أو نحاس، يطبخ فيه فارسي معرب تابه ج: طوابق وطوابيق قال سيبويه: أما الذين قالوا طوابيق فإنما جعلوه تكسير فاعال، وإن لم يكن في كلامهم، كما قالوا: ملامح. والعمة الطابقية: هي الاقتعاط. وقال ابن الأعرابي: جاء فلان مقتعطا أي جاء متعمما طابقيا، وقد نهي عنها. وقال ابن دريد: الطبق، بالكسر في بعض اللغات: الدبق الذي يصاد به ومثله عن ابن الأعرابي. وهو أيضا: حمل شجر بعينه. وكل ما ألزق به شيء فهو طبق. والطبق: من حبائل الطير، مثل الفخاخ كالطبق كعنب، واحدهما طبقة، بالكسر نقله ابن عباد. قال: والطبق: الساعة من النهار، كالطبقة بالكسر: يقال: أقمت عنده طبقا من النهار، وطبقة. والطبيق كأمير: الساعة من الليل. وفي اللسان: يقال: أتانا بعد طبق من الليل، وطبيق، أي: بعد حين. وكذلك من النهار ج: طبق بالضم. وقال ابن عباد: طبقا بالكسر وطبيقا كأمير، أي: مليا عن ابن عباد. وقال ابن الأعرابي: يقال: هذا الشيء طبقه، بالكسر، والتحريك، وطباقه، ككتاب وأمير، أي: مطابقه وكذلك وفقه ووفاقه، وطابقه ومطبقه، وقالبه وقالبه، كل ذلك بمعنى واحد، كذا في النوادر. ويقال: ما أطبقه لكذا، أي: ما أحذقه عن ابن عباد. قال: ويقولون: طبق يفعل كذا، كفرح: في معنى طفق. ومن المجاز: طبقت يده طبقا بالفتح ويحرك فهو من حدي نص وفرح فهي طبقة كفرحة: إذا لزقت بالجنب ولا تنبسط. وأطبقه إطباقا: غطاه وجعله مطبقا عليه، فانطبق، وهذا قد تقدم له في أول التركيب، فهو تكرار. ومنه الجنون المطبق كمحسن الذي يغطي العقل، وقد أطبق عليه الجنون. والحمى المطبقة: هي الدائمة التي لا تفارق ليلا ولا نهارا، وقد أطبقت عليه، وهو مجاز. ومن المجاز: أطبق القوم على الأمر: إذا أجمعوا عليه. وأطبقت النجوم: كثرت وظهرت كأنها لكثرتها طبقة فوق طبقة. والحروف المطبقة أربعة: الصاد الى الظاء تجمعها أوائل: صل ضريرا طال ظلمه. وما سوى ذلك فمفتوح غير مطبق. والإطباق: أن ترفع ظهر لسانك الى الحنك الأعلى مطبقا له. ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا، والصاد سينا، والظاء ذالا، ولخرجت الضاد من الكلام، لأنه ليس من موضعها شيء غيرها، تزول الضاد إذا عدم الإطباق البتة. والتطبيق في الصلاة: جعل اليدين بين الفخذين في الركوع وكذلك في التشهد، كما رواه المنذري عن الحربي، وكان ذلك في أول الأمر، ثم نهوا عن ذلك، وأمروا بإلقام الكفين رأس الركبتين. وكان ابن مسعود مستمرا على التطبيق، لأنه لم يكن علم الأمر الآخر. والتطبيق: إصابة السيف المفصل حتى يبين العضو. قال الفرزدق يمدح الحجاج ويشبهه

صفحة : 6442

بالسيفيف:

وما هو إلا كالحسام مجردا     يصمم أحيانا وحينا يطبق والتصميم: أن يمضي في العظم. ويقال: طبق السيف: إذا وقع بين عظمين. والتطبيق: تقريب الفرس في العدو. وقال الأصمعي: هو أن يثب البعير فتقع قوائمه بالأرض معا، ومنه قول الراعي يصف ناقة نجيبة:

حتى إذا ما استوى طبقت     كما طبق المسحل الأغبر يقول: لما استوى الراكب عليها طبقت. قال الأصمعي: وأحسن الراعي في قوله:

وهي إذا قام في غرزها     كمثل السفينة أو أوقـر لأن هذا من صفة النجائب، ثم أساء في قوله: طبقت لأن النجيبة يستحب لها أن تقدم يدا ثم تقدم الأخرى، فإذا طبقت لم تحمد. قال: وهو مثل قوله:

حتى إذا ما استوى في غرزها تثب والتطبيق: تعميم الغيم بمطره الأرض، وقد طبق، وهذا قد تقدم آنفا، فهو تكرار، ومنه: سحابة مطبقة. ومن المجاز: المطبق كمحدث من يصيب الأمور برأيه. ومنه قول ابن عباس لأبي هريرة - رضي الله عنهم - حين بلغه فتياه في المطلقة ثلاثا غير مدخول بها. إنها لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره. فقال له: طبقت. قال أبو عبيد: أي أصبت وجه الفتيا؛ وأصله إصابة السيف المفصل. وقيل: ويقال للذي يصيب الحجة: إنه يطبق المفصل. وقال أبو زيد: يقال للبليغ من الرجال: قد طبق المفصل، ورد قالب الكلام، ووضع الهناء مواضع النقب. والمطابقة: الموافقة، وقد طابقه مطابقة وطباقا. وقال الراغب: المطابقة: من الأسماء المتضايفة؛ وهو أن يجعل الشيء فوق آخر بقدره، ومنه: طابقت النعل، قال الشاعر:

إذا لاوذ الظل القصير بخفـه     فكان طباق الخف أو قل زائدا ثم يستعمل الطباق في الشيء الذي يكون فوق الآخر تارة، وفيما يوافق غيره تارة، كسائر الأشياء الموضوعة لمعنيين، ثم يستعمل في أحدهما من دون الآخر، كالكأس والراوية، ونحوهما. ومن المجاز: المطابقة: مشي المقيد، وهو مقاربة الخطو. وهو مأخوذ من قولهم: المطابقة هو وضع الفرس رجليه موضع يديه وهو الأحق من الخيل، وكذلك البعير، كما في الأساس. ومما يستدرك عليه: تطابق الشيئان: تساويا واتفقا. وطابقت بين الشيئين: إذا جعلتهما على حذو واحد، وألزقتهما. وهذا الشيء مطبقه كمكرم، وطابقه كهاجر، أي: وفقه عن ابن الأعرابي. وأصبحت الأرض طبقا واحدا: إذا تغشى وجهها بالماء. وطباق الأرض، وطلاعها سواء، بمعنى ملئها. وفي الحديث: قريش الكتبة الحسبة ملح هذه الأمة، علم عالمهم طباق الأرض كأنه يعم الأرض فيكون طبقا لها. وفي رواية: علم عالم قريش طبق الأرض. وفي حديث آخر: لله مائة رحمة كل رحمة منها كطباق الأرض أي: تغشي الأرض كلها. وفي حديث أشراط الساعة: توصل الأطباق وتقطع الأرحام يعني بالأطباق البعداء والأجانب. وطابقه على الأمر: جامعه ومالأه. وقيل: عاونه. وطابقت المرأة زوجها: إذا واتته. وطابق على العمل: مارن. وطابقت الناقة والمرأة: انقادت لمريدها. والطبق بالكسر، والمطبق كمعظم: شيء يلصق به قشر اللؤلؤ فيصير مثله. وجاءت الإبل طبقا واحدا، بالتحريك، أي: على خف واحد. ويقال: بات يرعى طبق النجوم، أي: حالها في مسيرها، وهو مجاز. والطبقة: الحال، والجمع الطبقات. والمطبقات: الدواهي والشدائد، عن أبي عمرو. ويقال للسنة الشديدة: المطبقة، وهو مجاز. قال الكميت:

وأهل السماحة في المطبقات     وأهل السكينة في المحفـل

صفحة : 6443

ويكون المطبق بمعنى المطبق. وولدت الغنم طبقا وطبقا: إذا نتج بعضها بعد بعض. وقال الأموي: إذا ولدت الغنم بعضها بعد بعض قيل: قد ولدتها الرجيلاء، وولدتها طبقا وطبقة. والطبقات: المنازل والمراتب. والطبقة من الأرض: شبه المشارة. وقال الأصمعي: كل مفصل طبق، والجمع أطباق. والطبق: الدرك من أدراك جهنم، أعاذنا الله منها. وقال ابن الأعرابي: الطبق، بالفتح: الظلم بالباطل. وقال ابن شميل: يقال: تحلبوا على فلان طباقاء، بالمد، أي: تجمعوا كلهم عليه. وأطباق الرأس: عظامه؛ لتطابقها مع بعضها واشتباكها. وقال ابن عباد: بئر ذات طابق إذا كانت فيها حروف نادرة. قال: وكتبه لي طبقة، أي: متواترة. والمطبق عليه، بفتح الباء: المغمى عليه. وطابق لي بحقي: إذا أذعن وأقر. وهذا جواب يطابق السؤال. وأطبقت الرحى: إذا وضعت الطبق الأعلى على الأسفل. وجراد مطبق: عام. وأطبق شفتيك: أي اسكت. وأطبق الغيم السماء، كطبقها. والمطبق، كمحسن: سجن تحت الأرض. وبيت مطبق: انتهى عروضه في وسط الكلمة. ولامية عبيد كلها مطبقة إلا بيتا واحدا، نقله الزمخشري. وأطبق الراكع: مثل طبق. وطبقت الإبل الطريق: قطعته غير مائلة عن القصد، وهو مجاز. والإطباقة: قرية بمصر من أعمال الغربية.

ط ر ق
الطرق: الضرب هذا هو الأصل. أو الضرب بالمطرقة بالكسر للحداد والصائغ يطرق بها، أي: يضرب بها، وكذلك عصا النجاد التي يضرب بها الصوف. والطرق: الصك وقد طرقه بكفه طرقا: إذا صكه به. ومن المجاز: الطرق: الماء أي: ماء السماء الذي خوضته الإبل، وبالت فيه وبعرت، كالمطروق نقله الجوهري. عن أبي زيد، وأنشد لعدي بن زيد:

ثم كان المزاج ماء سحاب     لاجو آجن ولا مطـروق قلت: وأوله:

ودعوا بالصبوح يوما فجاءت    قينة في يمينـهـا إبـريق
قدمته على عقار كعـين ال     ديك صفى سلافها الراووق
مزة قبل مزجها فـإذا مـا     مزجت لذ طعمها من يذوق
وطفا فوقها فقاقيع كـالـيا     قوت حمر يزينها التصفيق

ثم كان المـزاج... الـخ قال الجوهري: ومنه قول إبراهيم النخعي: الوضوء بالطرق أحب إلي من التيمم. وأنشد الصاغاني لزهير بن أبي سلمى:

شج السقاة على ناجودها شبما     من ماء لينة لا طرقا ولا رنقا وقد طرقت الإبل الماء: إذا بالت فيه وبعرت، وهو مجاز، كذا في الصحاح والأساس. وفي المفردات: طرق الدواب الماء بالرجل حتى تكدره، حتى سمي الماء الرنق طرقا. وقال الراغب: الطرق في الأصل كالضرب، إلا أنه أخص؛ لأنه وقع بضرب كطرق الحديد بالمطرقة، ومنه استعير ضرب الكاهن بالحصى. وقال أبو زيد: الطرق: أن يخط الرجل في الأرض بإصبعين، ثم بإصبع ويقول: ابني عيان، أسرعا البيان. وفي الحديث: الطيرة والعيافة والطرق من الجبت، قال ابن الأثير: الطرق: الضرب بالحصى الذي تفعله النساء، وقيل: هو الخط بالرمل. وقد استطرقته أنا: طلبت منه الطرق بالحصى، وأن ينظر لك فيه، وأنشد ابن الأعرابي:

خط يد المستطرق المسئول والطرق: نتف الصوف أو الشعر أو ضربه بالقضيب لينتفش، قال رؤبة:

عاذل قد أولعت بالترقيش
إلي سرا فاطرقي وميشي

صفحة : 6444

قال الأزهري: ومن أمثال العرب للذي يخلط في كلامه، ويتفنن فيه قولهم: اطرقي وميشي. فالطرق: ضرب الصوف بالعصا. والميش: خلط الشعر بالصوف، وقد تقدم في محله. وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه خرج ذات ليلة يحرس، فرأى مصباحا في بيت، فدنا منه، فإذا عجوز تطرق شعرا لتغزله. واسمه أي: القضيب الذي ينفش به الصوف المطرق، والمطرقة بكسرهما. وإنما أطلقه اعتمادا على الشهرة، أو لكونه سبق له ضبطه في أول التركيب. وفي الحديث: أنزل مع آدم عليه السلام المطرقة، والميقعة والكلبتان وفي المثل: ضربك بالمغنطيس خير من المطرقة. ومن المجاز: الطرق: الفحل الضارب جمعه: طروق، وطراق سمي بالمصدر. وأصل الطرق: الضراب، ثم يقال للضارب: طرق بالمصدر. والمعنى: أنه ذو طرق. ومنه قول عمر رضي الله عنه: إن الدجاجة لتفحص في الرماد فتضع لغير الفحل، والبيضة منسوبة الى طرقها أي الى فحلها. قال الراعي يصف إبلا:

كانت هجائن منذر ومحرق     أماتهن وطرقهن فحـيلا أي: كان ذو طرقها فحلا فحيلا، أي: منجبا. والطرق: الإتيان بالليل، كالطروق فيهما أي: في الضراب والإتيان بالليل. يقال: طرق الفحل الناقة يطرقها طرقا وطروقا، أي: قعا عليها وضربها. وفي الحديث: نهى المسافر أن يأتي أهله طروقا أي: ليلا. وكل آت بالليل: طارق، وقيل: أصل الطروق من الطرق، وهو الدق، وسمي الآتي بالليل طارقا لحاجته الى دق الباب. وطرق القوم يطرقهم طرقا وطروقا: جاءهم ليلا فهو طارق. وفي المفردات الطارق: السالك للطريق، لكن خص في التعارف بالآتي ليلا، فقيل: طرق أهله طروقا. والطرق: ضرب من أصوات العود. وقال الليث: كل صوت. زاد غيره: أو نغمة من العود ونحوه طرق على حدة. يقال: تضرب هذه الجارية كذا وكذا طرقا. والطرق أيضا: ماء الفحل قال الأصمعي: يقول الرجل للرجل: أعرني طرق فحلك العام، أي: ماءه وضرابه، وقيل: أصل الطرق الضراب، ثم سمي به الماء. قال ابن سيده: وقد يستعار للإنسان، كما قال أبو السماك - حين قال له النجاشي: ما تسقيني? -: قال: شراب كالورس، يطيب النفس ويكثر الطرق، ويدر في العرق، يشد العظام، ويسهل للفدم الكلام. وقد يجوز أن يكون الطرق وضعا في الإنسان فلا يكون مستعارا. ومن المجاز الطرق: ضعف العقل واللين، وقد طرق، كعني فهو مطروق، وسيأتي. وقال الليث: الطرق: أن يخلط الكاهن القطن بالصوف إذا تكهن. وقال الأزهري: وقد ذكرنا في تفسير الطرق أنه الضرب بالحصى. والطرق: النخلة لغة طائية عن أبي حنيفة، وأنشد:

كأنه لـمـا بـدا مـخـايلا
طرق يفوت السحق الأطاولا

صفحة : 6445

والمرة من المرات طرق كالطرقة. وفي بعض النسخ والمرأة وهو غلط. وقد اختضبت المرأة طرقا أو طرقين، وطرقة أو طرقتين بهاء، أي: مرة أو مرتين. ومن المجاز: أتيته في النهار طرقين وطرقتين، ويضمان أي: مرتين، وكذا طرقا وطرقة، أي: مرة. ومن المجاز: يقال: هذا النبل طرقة رجل واحد أي: صنعته. والطرق: الفخ عن ابن الأعرابي أو شبهه. وقال الليث: حبالة يصاد بها الوحش، تتخذ كالفخ ويكسر. وطرق: ة بأصفهان وقد نسب إليها المحدثون. والطارق: النجم الذي يقال له: كوكب الصبح نقله الجوهري. ومنه قوله تعالى: )والسماء والطارق( أي: ورب السماء ورب الطارق، سمي به لأنه يطرق بالليل. وقال الراغب: وعبر عن النجم بالطارق لاختصاص ظهوره بالليل. قال الصاغاني: وتمثلت هند بنت عتبة بن ربيعة رضي الله عنها يوم أحد بقول الزرقاء الإيادية، قالت يوم أحد تحض على الحرب:

نحن بنات طارق
لا ننثني لوامق
نمشي على النمارق
المسك في المفارق
والدر في المخانق
إن تقبلوا نعانق
أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق

أي: نحن بنات سيد، شبهته بالنجم شرفا وعلوا. قال ابن المكرم مؤلف اللسان: ما أعرف نجما يقال له: كوكب الصبح، ولا سمعت من يذكره في غير هذا الموضع، وتارة يطلع مع الصبح كوكب يرى مضيئا، وتارة لا يطلع معه كوكب مضيء، فإن كان قاله متجوزا في لفظه، أي: أنه في الضياء مثل الكوكب الذي يطلع مع الصبح إذا اتفق طلوع كوكب مضيء في الصبح، وإلا فلا حقيقة له. وقيل: كل نجم طارق؛ لأن طلوعه بالليل، وكل ما أتى ليلا فهو طارق. ومن المجاز: طروقة الفحل: أنثاه. يقال: ناقة طروقة الفحل وهي التي بلغت أن يضربها الفحل، وكذا المرأة يقال للزوج: كيف طضروقتك? أي: امرأتك، ومنه الحديث: كان يصبح جنبا من غير طروقة أي زوجة. وكل امرأة طروقة زوجها، وكل ناقة طروقة فحلها، نعت لها من غير فعل لها. قال ابن سيده: وأرى ذلك مستعارا للنساء، كما استعار أبو السماك الطرق في الإنسان كما تقدم. وفي حديث الزكاة في فرائض الإبل: فإذا بلغت الإبل كذا ففيها حقة طروقة الفحل المعنى: فيها ناقة حقة يطرق الفحل مثلها، أي: يضربها ويعلو مثلها في سنها، وهي فعولة بمعنى مفعولة، أي: مركوبة للفحل، ويقال للقلوص التي بلغت الضراب وأربت بالفحل، فاختارها الشول: هي طروقته. والمطرق، كمنبر: اسم ناقة أو بعير والأسبق أنه اسم بعير قال:

يتبعن جرفا من بنات المطرق وأبو لينة بكسر اللام وسكون التحتية، وفي بعض الأصول بالموحدة، والأولى الصواب: النضر بن مطرق أبي مريم محدث كوفي، روى عنه مروان بن معاوية الفزاري، أورده الحافظ، هكذا في التبصير في مطرق. وقال مرة في لينة أبو لينة النضر بن أبي مريم، شيخ وكيع. والطارقة: سرير صغير يسع الواحد، عن ابن دريد. والطارقة: عشيرة الرجل وفخذه. قال عمرو بن أحمر الباهلي:

شكوت ذهاب طارقتي إليه    وطارقتي بأكناف الدروب وقال الليث: الطارقية: قلادة، ونص العين: ضرب من القلائد. وقال الأصمعي: رجل مطروق: فيه رخاوة قال غيره: ضعف ولين، وهو مجاز. قال ابن أحمر يخاطب امرأته:

ولا تصلي بمطـروق إذا مـا     سرى في القوم أصبح مستكينا

صفحة : 6446

وقال الراغب: رجل مطروق: فيه لين واسترخاء، من قولهم: هو مطروق أي: أصابته حادثة كنفته، أو لأنه مصروف، كقولك: مقروع أو مدوخ، أو من قولهم: ناقة مطروقة تشبيها بها في الذلة. والمطروق من الكلأ: ما ضربه المطر بعد يبسه كذا في المحيط واللسان. وقال النضر: نعجة مطروقة وهي التي وسمت بالنار على وسط أذنها من ظاهر. وذلك الطراق، ككتاب وهما طراقان وإنما هو خط أبيض بنار كأنما هو جادة. وقد طرقناها نطرقها طرقا. والميسم الذي في موضع الطراق له حروف صغار، فأما الطابع فهو ميسم الفرائض. والطرق، بالكسر: الشحم هذا هو الأصل. وقد يكنى به عن القوة لأنها أكثر ما تكون عنه. ومنه قولهم: ما به طرق، أي: قوة. وجمع الطرق أطراق، قال المرار الفقعسي:

وقد بلغن بالأطراق حتـى     أذيع الطرق وانكفت الثميل وقال أبو حنيفة: الطرق: السمن. يقال: هذا بعير ما به طرق، أي: سمن وشحم. وأما الحديث: لا أرى أحدا به طرق فيتخلف فقيل: القوة، وقيل: الشحم. وأكثر ما يستعمل في النفي. وفي حديث ابن الزبير: وليس للشارب إلا الرنق والطرق. والطرق بالضم: جمع طريق وطراق كأمير وكتاب، ويأتي معناهما قريبا. وقال ابن عباد: الطرقة، بالضم: الظلمة يقال: جئته في طرقة الليل. قال: والطرقة أيضا الطمع ونص المحيط: المطمع. يقال: إنه لطرقة: ما يحسن يطاق من حمقه. قال ابن الأعرابي: ويقال: في فان توضيع وطرقة: إذا كان فيه تخنيث، وهو قريب من قول ابن عباد: المطمع. والطرقة: الأحمق. والطرقة أيضا: حجارة مطارقة بعضها فوق بعض. قال رؤبة:

سوى مساحيهن تقطيط الحقق
تفليل ما قارعن من سمر الطرق

والطرقة: العادة. يقال: مازال ذلك طرقتك، أي: دأبك. وأنشد شمر قول لبيد:

فإن تسهلوا فالسهل حظي وطرقتي      وإن تحزنوا أركب بهم كل مركب والطرقة: الطريق. والطرقة: الطريقة الى الشيء والطرقة أيضا: هي الطريقة في الأشياء المطارقة بعضها على بعض ويكسر. والطرقة: الأسروع في القوس، أو الطرائق في القوس شيء واحد، فأو هنا ليست للتنويع. ج: كصرد مثل: غرفة وغرف. والطرق، محركة: ثني القربة والجمع أطراق، وهي أثناؤها إذا تخنثت وتثنت. وقال الفراء: الطرق: ضعف في ركبتي البعير. وقال غيره: في الركبة واليد، يكون في الناس والإبل. أو الطرق: اعوجاج في ساقه أي: البعير من غير فحج، وهذا قول الليث. وقد طرق كفرح، فهو أطرق بين الطرق وهي طرقاء. وقول بشر:

ترى الطرق المعبد في يديها     لكذان الإكام به انتـضـال يعني بالطرق المعبد المذلل، يريد لينا في يديها، ليس فيه جسو ولا يبس. وقال أبو عبيد: الطرق: أن يكون ريش الطائر بعضها فوق بعض. وأنشد أبو حاتم في كتاب الطير للفضل بن عبد الرحمن الهاشمي، أو ابن عباس، على الشك، وقال ابن الكلبي في الجمهرة: الشعر للعباس بن يزيد بن الأسود بن سلمة بن حجر بن وهب:

أما القطاة فإني سوف أنعتـهـا       نعتا يوافق نعتي بعض ما فيها
سكاء مخطومة في ريشها طرق      سود قوادمها كدر خـوافـيهـا
تمشي كمشي فتاة الحي مسرعة      حذار قرم الى شـر يوافـيهـا
تسقي الفراخ بـأفـواه مـزينة       مثل القوارير شدت في أعاليها

ويقال: طائر في ريشه طرق، أي: لين واسترخاء، كما في الأساس. والطرق: مناقع المياه تكون في حجائر الأرض، وبه فسر قول رؤبة:

قواربا من واحف بعد العبق
للعد إذ أخلفها ماء الطـرق

صفحة : 6447

والطرق: ماء قرب الوقبى على خمسة أميال منه. والطرق جمع طرقة محركة أيضا لحبالة الصائد ذات الكفف، نقله الجوهري. قال: والطرقة: آثار الإبل بعضها في إثر بعض. يقال: جاءت الإبل على طرقة واحدة، وعلى خف واحد، أي: على أثر واحد. وروى أبو تراب عن بعض بني كلاب: مررت على عرقة الإبل وطرقتها، أي: على أثرها. وأطراق البطن: ما ركب بعضه على بعض وتغضن، جمع طرق بالتحريك. والأطراق من القربة: أثناؤها إذا تثنت وتخنثت. وهذا قد تقدم مفرده قريبا، والتفريق بين المفرد وجمعه ليس من دأب الكمل، فتأمل. وقال الليث: الطراق ككتاب: الحديد الذي يعرض، ثم يدار فيجعل بيضة ونحوها كالساعد، ونحوه. وكل خصيفة، وفي العباب: كل خصفة يخصف بها النعل، ويكون حذوها سواء طراق. قال الشماخ يصف الحمر:

حذاها من الصيداء نعلا طراقهـا      حوامي الكراع المؤيدات العشاوز وكل صيغة على حذو: طراق، هكذا في النسخ. وفي الصحاح: وكل خصيفة. والذي في اللسان. وكل طبقة على حدة طراق. وفي العباب: وكل قبيلة من البيضة على حيالها طراق. وجلد النعل: طراقها إذا عزل عنها الشراك. قال الحارث بن حلزة اليشكري:

وطراق من خلفهن طـراق     ساقطات أودت بها الصحراء يعني أنها قد سقطت هذه النعال عنها، يعني نعال الإبل، فأنت ترى القطعة بعد القطعة قطعتها الصحراء. والطراق أيضا: أن يقور جلد على مقدار الترس، فيلزق بالترس ويطرق. والطريق: السبيل م معروف، يذكر ويؤنث. يقال: الطريق الأعظم، والطريق العظمى، وكذلك السبيل. قال شيخنا: وظاهره أن التذكير هو الأصل، والتأنيث مرجوح، والصواب العكس؛ فإن المشهور في الطريق هو التأنيث، والتذكير مرجوح خلاف ما يوهمه المصنف. قلت: والذي صرح به الصاغاني أن التذكير أكثر، فتأمل ذلك. قال الراغب: وقد استعير عن الطريق كل مسلك يسلكه الإنسان في فعل، محمودا كان أو مذموما، وشاهد التذكير قوله تعالى: )فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا( وقولهم: بنو فلان يطؤهم الطريق. قال سيبويه: إنما هو على سعة الكلام، أي: أهل الطريق، وقيل: الطريق هنا السابلة، فعلى هذا ليس في الكلام حذف. وأنشد ابن بري لشاعر:

يطأ الطريق بيوتهم بعـيالـه     والنآر تحجب، والوجوه تذال فجعل الطريق يطأ بعياله بيوتهم، وإنما يطأ بيوتهم أهل الطريق. ج: أطرق كيمين وأيمن، هذا على التأنيث، وطرق بضمتين كنذير ونذر، وأطرقاء كنصيب وأنصباء وأطرقة كرغيف وأرغفة وهذا على التذكير. ومنه قول الأعشى:

فلما جزمت به قربتـي    تيممت أطرقة أو خليفا وفي الحديث: أن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقة. وجج: جمع الجمع طرقات بضمتين جمع طرق. وقال ابن السكيت: الطريقة بهاء: النخلة الطويلة بلغة أهل اليمامة. وقيل: هي الملساء منها، وقيل: التي تنال باليدى ج: طريق. قال الأعشى:

طريق وجبار رواء أصوله     عليه أبابيل من الطير تنعب

صفحة : 6448

والطريقة: الحال. تقول: فلان على طريقة حسنة، وعلى طريقة سيئة. والطريقة: عمود المظلة والخباء. ومن المجاز: الطريقة: شريف القوم وأمثلهم، للواحد والجمع. يقال: هذا رجل طريقة قومه، وهؤلاء طريقة قومهم. وقد يجمع طرائق فيقال: هؤلاء طرائق قومهم للرجال الأشراف، حكاه يعقوب عن الفراء. وفي اللسان قوله تعالى: )ويذهبا بطريقتكم المثلى( جاء في التفسير أن الطريقة: الرجال الأشراف، معناه بجماعتكم الأشراف، أي: هذا الذي يبتغي أن يجعله قومه قدوة، ويسلكوا طريقته. وقال الزجاج: عندي - والله أعلم - أن هذا على الحذف، أي: ويذهبا بأهل طريقتكم المثلى. وقال الأخفش: بطريقتكم المثلى، أي: بسنتكم ودينكم وما أنتم عليه. وقال الفراء: )كنا طرائق قددا( أي: فرقا مختلفة أهواؤنا. وقوله تعالى: )وأن لو استقاموا على الطريقة( قال الفراء: على طريقة الشرك. وقال غيره: على طريقة الهدى. وجاءت معرفة بالألف واللام على التفخيم، كما قالوا: العود للمندل، وإن كان كل شجرة عودا. وقال الليث: الطريقة: كل أحدورة من الأرض، أو صنفة من الثوب، أو شيء ملزق بعضه على بعض وكذلك من الألوان. والسموات سبع طرائق بعضها فوق بعض. والطريقة: الخط في الشيء وطرائق البيض: خطوطه التي تسمى الحبك. والطريقة: نسيجة تنسج من صوف أو شعر في عرض ذراع أو أقل، وطولها أربعة أذرع أو ثمان أذرع على قدر عظم البيت وصغره فتخيط في ملتقى الشقاق من الكسر الى الكسر، وفيها تكون رؤوس العمد، وبينها وبين الطرائق ألباد تكون فيها أنوف العمد، لئلا تخرق الطرائق. وقال اللحياني: ثوب طرائق ورعابيل، أي: خلق. قال: والطريقة كسكينة: الرخاوة واللين. ومنه المثل: إن تحت طريقتك عندأوة أي إن تحت سكوتك لنزوة وطماحا. يقال ذلك للمطرق المطاول ليأتي بداهية، ويشد شدة ليث غير متق، وقيل: معناه: إن في لينه وانقياده أحيانا بعض العسر. والعندأوة: أدهى الدواهي. وقيل: هو المكر والخديعة. وقد ذكر في: ع ن د. وقال شيخنا: هو من الإحالات الغير الصحيحة؛ فإنه إنما ذكر في عند أن عندأوة تقدم في باب الهمزة، ولا ذكر المثل هناك ولا تعرض له؛ نعم ذكره في باب الهمزة، فتأمل ذلك. والطريقة: السهلة من الأراضي كأنها قد طرقت، أي: ذللت وديست بالأرجل. ومطراق الشيء، كمحراب: تلوه ونظيره. ويقال: هذا مطراق هذا، أي: مثله وشبهه. وأنشد الأصمعي:

فات البغاة أبو البيداء محتزمـا     ولم يغادر له في الناس مطراقا والمطاريق: القوم المشاة لا دواب لهم، واحدهم مطرق. هذا قول أبي عبيد، وهو نادر، إلا أن يكون جمع مطراق. وقال خالد بن جنبة: المطرق من الطرق، وهو سرعة المشي. قال الأزهري: ومن هذا قيل للراجل: مطرق، وجمعه مطاريق. والمطاريق: الإبل يتبع بعضها بعضا إذا قربت من الماء. يقال: جاء القوم مطاريق: إذا جاءوا مشاة. وجاءت الإبل مطاريق يا هذا: إذا جاء بعضها في إثر بعض، والواحد مطراق. وقال الراغب: وباعتبار الطريق قيل: جاءت الإبل مطاريق، أي: جاءت في طريق واحد. وطرق كسمع: شرب الماء المطروق، أي: الكدر نقله الصاغاني. وأم طريق، كقبيط: الضبع إذا دخل الرجل عليها وجارها قال: أطرقي أم طريق، ليست الضبع ها هنا، هكذا قيده الصاغاني، ونقله عن الليث. والذي في العين: أم الطريق، كأمير، وأنشد قول الأخطل:

يغادرن عصب الوالقي وناصح     تخص به أم الطريق عيالهـا

صفحة : 6449

وفسره بالضبع، وذكر العبارة التي أسلفناها، وقد أخطأ الصاغاني في الضبط، وقلده المصنف على عادته. والطريق كسكيت: الكثير الإطراق من الرجال، نقله الليث. وفي التهذيب: الكروان الذكر يقال له: طريق، لأنه إذا رأى الرجل سقط وأطرق. وفي العين: يقال له: أطرق كرا، فيسقط مطرقا، فيؤخذ. وزعم أبو خيرة أنهم إذا صادوه فرأوه من بعيد أطافوا به. ويقول أحدهم: أطرق كرا، إنك لا ترى حتى يتمكن منه فيلقى عليه ثوبا فيأخذه. وفي المثل: أطرق كرا، إن النعامة في القرى يضرب مثلا للمعجب بنفسه كما يقال: فغض الطرف. والأطيرق والطريق كأحيمر وزبير: نخلة حجازية تبكر بالحمل، صفراء الثمرة والبسرة، حكاه أبو حنيفة. وقال مرة: الأطيرق: ضرب من النخل، وهو أبكر نخل الحجاز كله، وسماها بعض الشعراء الطريقين والأطيرقين قال:

ألا ترى إلى عطايا الرحمن
من الطريقين وأم جرذان

قال أبو حنيفة: يريد بالطريقين جمع الطريق. وأطرق الرجل إطراقا: إذا سكت، وخص بعضهم إذا كان عن فرق. وقال ابن السكيت: إذا سكت ولم يتكلم وفي حديث نظر الفجأة: أطرق بصرك هو أن يقبل ببصره الى صدره ويسكت ساكنا. وفي حديث آخر: فأطرق ساعة أي: سكت. وقيل: أطرق: أرخى عينيه ينظر الى الأرض وقد يكون ذلك خلقة. قال أبو عبيد: ويكون الإطراق الاسترخاء في الجفون، كقول أخي الشماخ يرثي سيدنا عمر رضي الله عنه:

وما كنت أخشى أن تكون وفاتـه     بكفي سبنتى أزرق العين مطرق وقال الراغب: أطرق فلان: أغضى كأنه صارت عينه طارقة للأرض، أي: ضاربة لها كالضرب بالمطرقة، وأطرق فلانا فحله: أعاره إياه ليضرب في إبله. يقال: أطرقني فحلك. وفي الحديث: ومن حقها إطراق فحلها أي: إعارتها للضراب، وكذلك أضربه فحله. ومن المجاز: أطرق الى اللهو إطراقا: مال إليه عن ابن الأعرابي. وأطرق الليل عليه: ركب بعضه بعضا هكذا في سائر النسخ. والصواب اطرق عليه الليل، على افتعل، كما في العباب واللسان. وكذا قوله: اطرقت الإبل على افتعل: إذا تبع بعضها بعضا كما يفهم من سياق العباب واللسان، على أن في عبارة الصحاح ما يوهم أنه أطرقت الإبل، كأكرمت. وأطرقا، كأمر الاثنين من أطرق كأكرم: د نقله الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء. قال نرى أنه سمي بقوله: أطرق، أي: اسكت. وذلك أنهم كانوا ثلاثة نفر بأطرقا، وهو موضع، فسمعوا صوتا فقال أحدهم لصاحبيه: أطرقا، أي: اسكتا، فسمي به البلد. وفي التهذيب فسمي به المكان. ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي:

على أطرقا باليات الخيا     م إلا الثمام وإلا العصي وصرح أبو عبيد البكري في معجم ما استعجم أن أطرقا: موضع بالحجاز، ويدل لذلك أيضا قول عبد الله بن أمية بن المغيرة المخزومي يخاطب بني كعب بن عمرو من خزاعة، وكان يطالبهم بدم الوليد بن المغيرة أبي خالد بن الوليد:

إني زعيم أن تسيروا وتـهـربـوا    وأن تتركوا الظهر أن تعوي ثعالبه
وأن تتركوا ماء بجزعة أطـرقـا     وأن تسلكوا أي الأراك أطـايبـه

صفحة : 6450

فإنه ذكر الظهران، وهو من ضواحي مكة، وهناك منازل كعب من خزاحة، فيكون أطرقا أيضا من منازلهم بتلك النواحي. أو هو هناك من منازل هذيل؛ لأنه جاء ذكره في شعرهم. وقال ابن بري: من روى الثمام بالنصب جعله استثناء من الخيام؛ لأنها في المعنى فاعله، كأنه قال: باليات خيامها إلا الثمام لأنهم كانوا يظللون به خيامهم، ومن رفع جعله صفة للخيام، كأنه قال: بالية خيامها غير الثمام على الموضع. وأفعلا مقصور بناء قد نفاه سيبويه، حتى قال بعضهم: إن أطرقا في هذا البيت أصله أطرقاء: جمع طريق بلغة هذيل، ثم قصر الممدود، واستدل بقول الآخر:

تيممت أطرقة أو خليفا ذهب هذا المعلل الى أن العلامتين يعتقبان. وقال الصاغاني: وروي: علا أطرقا: جمع طريق، أي: علا السيل أطرقا. وقال ياقوت في معجمه: وللنحويين كلام لهم فيه صناعة - قال أبو الفتح: ويروى: علا أطرقا، فعلا: فعل ماض، وأطرق: جمع طريق، فمن أنث جمعه على أطرق، مثل: عناق وأعنق، ومن ذكر جمعه على أطرقاء، كصديق وأصدقاء، فيكون قد قصره ضرورة. ويقال: لا أطرق الله عليه: أي لا صير الله له ما ينكحه وهو مجاز. والمطرق كمحسن: اسم واد وأنشد أبو زيد:

حيث تحجى مطرق بالفالق وقال امرؤ القيس:

على إثر حي عامدين لنـية     فحلوا العقيق أو ثنية مطرق والمطرق: الرجل، الوضيع أي: في النسب أو الحسب، وهو مجاز. وأبو مريم مطرق: والد النضر الكوفي المحدث، وهو أبو لينة الذي قدك ذكره في أول التركيب، وهو تكرار مخل، فليتنبه لذلك. والمجان المطرقة، كمكرمة: التي يطرق بعضها على بعض، كالنعل المطرقة المخصوفة. ويقال: أطرقت بالجلد والعصب، أي: ألبست، وترس مطرق. والذي جاء في الحديث: كأن وجوههم المجان المطرقة أي: التراس التي ألست العقب شيئا فوق شيء، أراد أنهم عراض الوجوه غلاظها. ويروى: المطرقة بالتشديد كمعظمة للتكثير، والأول أشهر. وقال الأصمعي: طرقت القطاة خاصة تطريقا قال أبو عبيد: لا يقال ذلك في غير القطاة: إذا حان خروج بيضها. قال الممزق العبدي، واسمه شأس بن نهار:

وقد تخذت رجلي الى جنب غرزها     نسيفا كأفحوص القطاة المطـرق أنشده أبو عمرو بن العلاء. قال: وطرقت الناقة بولدها: إذا نشب ولم يسهل خروجه، وكذلك المرأة قال أوس بن حجر:

لها صرخة ثم إسكـاتة     كما طرقت بنفاس بكر وقال الراجز:

إن بني فزارة بن ذبيان
قد طرقت ناقتهم بإنسان

قد تقدم في حدب. وحكي أن قائلة قالت عند ولادة امرأة يقال لها سحاب:
أيا سحاب طرقي بخير
وطرقي بخصية وأير
ولا ترينا طرف البظير

وقال الليث: طرقت المرأة، وكل حامل تطرق: إذا خرج من الولد نصفه ثم نشب، فيقال: طرقت ثم خلصت. قال الأزهري: وغيره يجعل التطريق للقطاة: إذا فحصت للبيض، كأنها تجعل له طريقا، قاله أبو الهيثم وجائز أن يستعار فيجعل لغير القطاة، ومنه قوله:

قد طرقت ببكرها أم طبق

صفحة : 6451

يعني: الداهية. ومن المجاز: طرق فلان بحقي: إذا كان قد جحده ثم أقر به بعد ذلك. ويقال: طرق الإبل تطريقا: إذا حبسها عن الكلأ أو غيره، ولا يقال في غير ذلك إلا أن يستعار، قاله أبو زيد. قال شمر: لا أعرف ما قال أبو زيد في طرقت بالقاف: وقال ابن الأعرابي: طرفت بالفاء إذا طرده. وطرق لها: إذا جعل لها طريقا. ويقال: طرق طريقا: إذا سهله حتى طرقه الناس بسيرهم، وقولهم: لا تطرقوا المساجد أي: لا تجعلوها طرقا. ومن المجاز: استطرقه فحلا إذا طلبه منه ليطرق، أي: ليضرب في إبله وكذلك استضربه. واطرقت الإبل، كافتعلت: إذا ذهب بعضها في إثر بعض، كتطارقت. وقيل: اطرقت: إذا تفرقت على الطرق، وتركت الجواد. وأنشد الأصمعي يصف الإبل:

جاءنا معا واطرقت شتيتا
وتركت راعيها مسبوتا
قد كاد لما نام أن يموتا
وهي تثير ساطعا سختيتا

يقول: جاءت مجتمعة وذهبت متفرقة. قلت: وهو قول رؤبة. ويقال: تطارقت الإبل: إذا جاءت على خف واحد. وطارق الرجل بين ثوبين: إذا طابق بينهما. وظاهر ذلك إذا لبس أحدهما على الآخر. وطارق بين نعلين: إذا خصف إحداهما على الأخرى. وقال الأصمعي: طارق الرجل نعليه: إذا أطبق نعلا على نعل، فخرزتا، وهو الطراق. ونعل مطارقة: مخصوفة. والطرياق، كجريال، وهذه عن أبي حنيفة والطراق مشددا مع كسر أوله: لغتان في الترياق، وكذلك الدرياق، وقد تقدم في محله. ومما يستدرك عليه: الطراق: المتكهنون، وهن الطوارق. قال لبيد:

لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى     ولا زاجرات الطير ما الله صانـع كما في الصحاح. وضربه بالمطارق، جمع مطرقة، وهي عصا صغيرة. وطرق الباب طرقا: دقه وقرعه. ومنه سمي الآتي بالليل طارقا. وطارق الكلام، وماشه، ونفشه: إذا تفنن فيه، وهو مجاز. واستطرقه: طلب منه الطريق في حد من حدوده. والمستطرق: مجاز السكة. والطرق، بالفتح: المني، وهو مجاز. وناقة مطراق: قريبة العهد بطرق الفحل إياها. والطراق، بالكسر: الضراب. قال شمر: ويقال للفحل: مطرق، وأنشد:

يهب النجيبة والنجيب إذا شتـا     والبازل الكوماء مثل المطرق وقال تيم:

وهل تبلغني حيث كانت ديارها    جمالية كالفحل وجناء مطرق? قال: ويكون المطرق من الإطراق، أي: لا ترغو ولا تضج. وقال خالد بن جنبة: مطرق من الطرق وهو سرعة المشي. وفي حديث علي رضي الله عنه: إنها حارقة طارقة أي: طرقت بخير. وجمع الطارقة الطوارق، وجمع الطارق أطراق، كناصر وأنصار، وقال ابن الزبير:

أبت عينه لا تذوق الرقاد      وعاودها بعض أطراقها
وسهدها بعد نوم العشـاء     تذكر نبلي وأفواقـهـا

كنى بنبله عن الأقارب والأهل. ويقال: طرقه الزمان بنوائبه، ونعوذ بالله من طوارق السوء. وقال الراغب: كنى عن الحوادث ليلا بالطوارق. وطرق فلان: قصد ليلا بالطوارق، قال الشاعر:

كأني أنا المطروق دونك بالذي     طرقت به دوني وعيني تهمل ورجل طرقة، كهمزة: إذا كان يسري حتى يطرق أهله ليلا، وهو مجاز. والطرقة، بالفتح، والطراق، ككتاب، والطريقة، كسكينة: الاسترخاء والتكسر والضعف في الرجل. والطرق، محركة: المذلل. وأيضا: الماء المجتمع قد خيض فيه وبيل فكدر، والجمع أطراق. وامرأة مطروقة، ضعيفة ليست بمذكرة. وطائر طراق الريش: إذا ركب بعضه بعضا، قال ذو الرمة يصف بازيا:

طراق الخوافي واقع فوق ريعه    ندى ليله في ريشه يتـرقـرق

صفحة : 6452

واطرق جناح الطائر، على افتعل: لبس الريش الأعلى الريش الأسفل. ويقال: أطرق، أي: التف. واطرقت الأرض: ركب التراب بعضه بعضا، وذلك إذا تلبدت بالمطر، قال العجاج:

واطرقت إلا ثلاثا عطفا ورجل مطرق، ومطراق: كثير السكوت. وأطرق رأسه: إذا أماله. وكل ما وضع بعض على بعض فقد طورق، واطرق. وطراق بيضة الرأس: طبقات بعضها فوق بعض. وطارق بين الدرعين، تشبيها بطراق النعل في الهيئة. والطرائق: طبقات السماء، سميت لتراكبها، وكذلك طبقات الأرض. وبنات الطريق: التي تفترق وتختلف، فتأخذ في كل ناحية. قال أبو المثنى الأسدي:

إذا الطريق اختلفت بناته وتطرق الى الأمر: ابتغى إليه طريقا. وقال الراغب: تطرق الى كذا، مثل توسل. والتطارق: التقاطر. والطريق، كأمير: ما بين السكتين من النخل. قال أبو حنيفة: يقال له بالفارسية: الراشوان. قال الراغب: تشبيها بالطريق في الامتداد. والطريقة: السيرة والمذهب، وكل مسلك يسلكه الإنسان في فعل، محمودا كان أو مذموما. وطرائق الدهر: ما هو عليه من تقلبه. قال الراعي:

يا عجبا للدهر شتى طرائقه      وللمرء يبلوه بما شاء خالقه والطرائق: الفرق المختلفة الأهواء. وطريقة الرمل والشحم: ما امتد. وكل لحمة مستطيلة طريقة. والطريقة التي على أعلى الظهر. ويقال للخط الذي يمتد على متن الحمار: طريقة. قال لبيد يصف حمار وحش:

فأصبح ممتد الطريقة نافلا وإذا وصفت القناة بالذبول قيل: قناة ذات طرائق. قال ذو الرمة يصف قناة:

حتى يئضن كأمثال القنا ذبلت     فيها طرائق لدنات على أود والطرائق: آخر ما يبقى من عفوة الكلأ. والطرقة، محركة: صف النخل، نقله الجوهري عن الأصمعي. واطرق الحوض، على افتعل: وقع فيه الدمن، فتلبد فيه. والطرق كصرد، وبضمتين: الجواد. وآثار المارة تظهر فيها الآثار، واحدتها طرقة بالضم. يقال: هذه طرقة الإبل، وطرقاتها، أي: آثارها متطارقة. ويقال: ضربه حتى طرق بجعره - نقله الجوهري -: إذا اختضب. وطرقة الطريق، بالفتح: شركتها. والطريق: ضرب من النخل. قال الأعشى:

وكل كميت كجذع الطري      ق يجري على سلطات لثم

صفحة : 6453

وعنده طروق من الكلام، واحده طرق، عن كراع، قال ابن سيده: وأراه يعني ضروبا من الكلام. وأطرق الرجل الصيد: إذا نصب له حبالة. وأطرق فلان لفلان: إذا محل به ليلقيه في ورطة، أخذ من الطرق، وهو الفخ. ومن ذلك قيل للعدو: مطرق، وللساكت مطرق. وطارق: اسم. وقبيلة من إياد. وجبل طارق: من بلاد الأندلس، يقابل الجزيرة الخضراء. واشتهر بجبل الفتح، منسوب الى طارق، مولى موسى بن نصير، والعامة تقول: جبل الطار. وطارق بن عبد الرحمن، وطارق بن قرة، وطارق بن مخاشن، وطارق بن زياد: تابعيون. واختلف في طارق بن أحمر، فقيل: تابعي، وهو قول الدارقطني، وأورده ابن قانع في معجم الصحابة، والأول أصح. وطارق بن أشيم الأشجعي، وطارق بن زياد، وطارق بن سويد الحضرمي، وطارق بن شريك، وطارق بن شهاب، وطارق بن شداد، وطارق بن عبيد، وطارق بن علقمة، وطارق بن كليب: صحابيون، والأخير قيل: هو ابن مخاشن الذي ذكر. وأما طارق بن المرقع فالأظهر أنه تابعي، وأورده المصنف في ر ق ع استطرادا. وأبو طارق السعدي البصري، روى عن الحسن البصري، وعنه جعفر بن سليمان الضبعي. وناقة مطرقة، كمعظمة: مذللة. وذهب مطرق: مسكوك. وريش مطرق، كمكرم: بعضه فوق بعض. ووضع الأشياء طرقة طرقة، وطريقة طريقة: بعضه فوق بعض. وطرق لي تطريقا: اخرج. وطرقني هم، وطرقني خيال، وطرق سمعي كذا، وطرقت مسامعي بخير. وأخذ فلان في الطرق والتطريق: احتال وتكهن. وهو مطروق: إذا كان يطرقه كل أحد. وتطارق الظلام والغمام: تتابع. وطارق الغمام الظلام كذلك. وتطارقت علينا الأخبار. ويقال: هو أخس من فلان بعشرين طرقة، كما في الأساس. والمنطرقات: هي الأجساد المعدنية. وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة المطرقي، بالضم: محدث مشهور، وهو ابن أخي موسى بن عقبة، صاحب المغازي.

ط ر م ق
الطرموق، كعصفور أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الخفاش وقال الليث: هو الطمروق، بتقديم الميم على الراء، وسيأتي في موضعه.

ط س ق
الطسق، بالفتح قال الصاغاني: ويلحن البغاددة فيكسرون: قال الليث: وهو مكيال معروف. أو ما يوضع من الخراج المقرر على الجربان جمع جريب. وكتب عمر الى عثمان بن حنيف رضي الله عنهما في رجلين من أهل الذمة أسلما: ارفع الجزية عن رؤوسهما، وخذ الطسق من أرضيهما. أو شبه ضريبة معلومة كما نقله الصاغاني عن الأزهري، ونص التهذيب: الطسق: شبه الخراج، له مقدار معلوم وكأنه مولد هو مفهوم عبارة التهذيب، فإنه قال: ليس بعربي خالص، أو معرب عن فارسي، كما قاله الليث.