الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل السابع عشر: فصل الطاء مع القاف: الجزء الثاني

فصل الطاء مع القاف

الجزء الثاني

ط ف ق

صفحة : 6454

طفق يفعل كذا، كفرح طفقا: جعل يفعل، وأخذ، وهو من أفعال المقاربة. قال الليث: ولغة رديئة طفق، مثل ضرب طفقا، وطفوقا، وعزاه الجوهري الى الأخفش. وقال ابن سيده: وهي لغة عن الزجاج والأخفش. وقال أبو الهيثم: طفق، وعلق، وجعل، وكاد، وكرب لابد لهن من صاحب يصحبهن يوصف بهن، فيرتفع، ويطلبن الفعل المستقبل خاصة، كقولك: كاد زيد يقول ذلك، فإن كنيت عن الاسم قلت: كاد يقول ذاك. ومنه قوله تعالى: )فطفق مسحا بالسوق والأعناق( أراد: طفق يمسح مسحا. وقوله: إذا واصل الفعل قال شيخنا: هو مثل نقل الحافظ بن حجر في فتح الباري: طفق يفعل كذا: إذا شرع في فعل واستمر فيه. قلت: المعروف في أفعال الشروع هو الدلالة على الشروع فيه مع قطع النظر عن الاستمرار والمواصلة أم لا، ولذلك منعوا خبرها من دخول أن عليه، لما فيها من معنى الاستقبال، فدلالتها على الاستمرار كيف يتصور فتأمل. وقال ابن دريد: خاص بالإثبات يقال: طفق يفعل كذا، ولا يقال: ما طفق يفعل كذا وكذا. وقال أبو سعيد: الأعراب يقولون: طفق فلان بمراده: إذا ظفر. وأطفقه الله به أي: أظفره به، ولئن أطفقني الله به لأفعلن به. وطفق الموضع، كفرح: إذا لزمه، نقله ابن سيده.

ط ق ق
طق: حكاية صوت، قال ابن دريد: وقد ألحقوه بالرباعي، فقالوا: طقطقة، وقال غيره: صوت الحجارة، والاسم الطقطقة يقال: سمعت طقطقة الحجارة، أي: وقع بعضها على بعض إذا تدهدهت من جبل، مثل الدقدقة سواء. وقال ابن سيده: طق: حكاية صوت الحجر والحافر، والطقطقة فعله، مثل الدقدقة. وطق، بالكسر: صوت الضفدع يثب من حاشية النهر. يقال: لا يساوي طق. ومما يستدرك عليه: قال ابن الأعرابي: الطقطقة: صوت قوائم الخيل على الأرض الصلبة، وربما قالوا: حبطقطق، كأنهم حكوا صوت الجري، وأنشد المازني:

جرت الخيل فقالـت     حبطقطق حبطقطق قال الجوهري: لم أر هذا الحرف إلا في كتابه. قلت: يعني المازني، وأنشد الليث:

خيل من ذي خيل جعفر     كيف تجري حبطقطق والعجب من المصنف كيف أهمل هذا، مع أنه في كتابي الصحاح والعباب، وسبحان من لا يسهو، والكمال لله وحده. ومن كلام العامة: الطقطقة: الخفة في الكلام. وهو طقطوق، ومطقطق: للخفيف الذات والكلام. ويكون عن الطقطقة أيضا بالموت عن طعن الجن، فتأمل ذلك.

ط ل ق
طلق ككرم طلوقة وطلوقا وهو طلق الوجه مثلثة الطاء، الأخيرتان عن ابن الأعرابي، وجمع الطلق طلقات. قال ابن الأعرابي: ولا يقال: أوجه طوالق إلا في الشعر. وطلق الوجه، ككتف، وأمير أي: ضاحكه مشرقه وهو مجاز. قال رؤبة:

واري الزناد مسفر البشيش
طلق إذا استكرش ذو التكريش

وفي الحديث: أن تلقاه بوجه طلق. وفي حديث آخر: أفضل الإيمان أن تكلم أخاك وأنت طليق أي مستبشر منبسط الوجه. وقال أبو زيد: رجل طليق الوجه: ذو بشر حسن. وطلق الوجه: إذا كان سخيا. ورجل طلق اليدين، بالفتح وعليه اقتصر الجوهري. وطلق اليدين بالضم، نقله الصاغاني وأغفله المصنف قصورا. وطلق اليدين بضمتين نقله الصاغاني أيضا، وكذا طليقهما، نقله صاحب اللسان، أي: سمحهما، وكذلك المرأة، وقال حفص بن الأخيف الكناني:

نفرت قلوصي من حجارة حرة      بنيت على طلق اليدين وهوب

صفحة : 6455

يعني قبر ربيعة بن مكدم. وليس الشعر لحسان رضي الله عنه، كما وقع في الحماسة والعين. قال الصاغاني: ورجل طلق اللسان، بالفتح والكسر، وطليقه كأمير أي: فصيحه وهو مجاز، وكذلك طلق، كصرد. ولسان طلق ذلق، فيه أربع لغات ذكرهن الجوهري: بالفتح، وطليق ذليق كأمير، وطلق ذلق، بضمتين، طلق ذلق كصرد وأنكره ابن الأعرابي. وقال الكسائي: يقال ذلك. وقال أبو حاتم: وسئل الأصمعي في طلق أو طلق، فقال: لا أدري لسان طلق أو طلق. وزاد الصاغاني: لسان طلق ذلق، مثل كتف أي: ذو انطلاق وحدة منه حديث الرحم تكلم بلسان طلق ذلق روي بكل ما ذكر من اللغات، وفي رواية بألسنة طلق ذلق. ومن المجاز: فرس طلق اليد اليمنى أي: مطلقها ليس فيها تحجيل. ومن الحديث خير الخيل الأدهم الأقرح المحجل الأرثم طلق اليد اليمنى. فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الصفة، وضبطه الجوهري بضمتين. وتقييد المصنف اليد اليمنى ليس بشرط بل أي قائمة من قوائمها كانت، وكأنه أراد بيان لفظ الحديث، فتأمل. وقال ابن عباد: الطلق بالفتح: الظبي، سميت لسرعة عدوها ج: أطلاق. والطلق أيضا: كلب الصيد لكون مطلقا، أو لسرعة عدوه على الصيد. والطلق: الناقة الغير المقيدة، وكذا البعير، والمحبوس كذا في العباب. والذي في الصحاح: بعير طلق، وناقة طلق بضم الطاء واللام أي: غير مقيد. والجمع أطلاق. وهكذا ضبطه الصاغاني أيضا ففي سياق المصنف محل نظر، ويشهد لذلك أيضا قول أبي نصر: ناقة طالق وطلق: لا قيد عليها، وطلق أكثر مما سيأتي. ومن المجاز: يوم طلق بين الطلاقة: مشرق لا حر فيه ولا قر يؤذيان، وقيل: لا مطر، وقيل: لا ريح، وقيل: هو اللين القر، من أيام طلقات، بسكون اللام أيضا. قال رؤبة:

ألا نبالي إذ بدرنا الشرقا
أيوم نحس أم يكون طلقا

وقال أبو عمرو: ليلة طلق: لا برد فيها. قال أوس بن حجر:

خذلت على ليلة سـاهـره    بصحراء شرج الى ناظره
تزاد ليالي فـي طـولـه     فليست بطلق ولا ساكـره

أي: ساكنة الريح. وقال ابن دريد: ليلة طلقة، قال: وربما سميت الليلة القمراء طلقة. وقيل: ليلة طلقة وطالقة أي: ساكنة مضيئة. وليال طوالق: طيبة لا حر فيها ولا برد. قال كثير:

يرشح نبتا ناضرا ويزينـه     ندى وليال بعد ذاك طوالق

صفحة : 6456

وزعم أبو حنيفة أن واحدة الطوالق طلقة، وقد غلط لأن فعلة لا تكسر على فواعل إلا أن يشذ شيء. وقد طلق فيهما أي: في اليوم والليلة ككرم طلوقة بالضم وطلاقة بالفتح. وطلق بن علي بن طلق بن عمرو، ويقال: ابن قيس الربعي الحنفي السحيمي: والد قيس بن طلق، له وفادة وعدة أحاديث، وعنه ولداه: قيس وخلدة وغيرهما. وطلق بن خشاف قاله مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا سوادة بن أبي الأسود القيسي عن أبيه أنه سمع طلقا، وخشاف، كرمان: تقدم ذكره في محله، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: إنه من بني بكر بن وائل بن قيس بن ثعلبة، يروي عن عثمان، وعائشة، وعنه سواد بن مسلم بن أبي الأسود، فتأمل ذلك. وطلق بن يزيد أو يزيد بن طلق، روى عنه مسلم بن سلام في مسند أحمد. وطليق، كزبير، ابن سفيان بن أمية بن عبد شمس: صحابيون رضي الله عنهم. والأخير من المؤلفة قلوبهم، كما قاله الذهبي وابن فهد، وكذلك ابنه حكيم بن طليق. وقد أغفل المصنف ذكر طليق في المؤلفة قلوبهم في أ ل ف وذكر ابنه حكيما فقط، وقد نبهنا على ذلك هناك. وفاته: علي بن طلق بن حبيب العنزي يروي عن جابر وابن الزبير وأنس، وعنه عمرو بن دينار. وطليق بن محمد، وطليق بن قيس: تابعيان. وطلقة: فرس صخر بن عمرو بن الحارث بن الشريد. ويقال: طلقت المرأة كعني تطلق في المخاض طلقا، وكذلك طلقت بضم اللام، وهي لغية: أصابها وجع الولادة. والطلقة: المرة الواحدة، ومنه الحديث: أن رجلا حج بأمه، فحملها على عاتقه، فسأله: هل قضى حقها? قال: ولا طلقة واحدة. وامرأة مطلوقة: ضربها الطلق. ومن المجاز: طلقت المرأة من زوجها، كنصر، وكرم، طلاقا: بانت قال ابن الأعرابي: طلقت من الطلاق أجود، وطلقت، بفتح اللام جائز، ومن الطلق طلقت بالضم. وقال ثعلب: طلقت بالفتح تطلق طلاقا، وطلقت، والضم أكثر. وقال الأخفش: لا يقال: طلقت بالضم. قال ابن الأعرابي: وكلهم يقول: فهي طالق بغير هاء ج: طلق كركع. وقال الأخفش: طالق وطالقة غدا. قال الليث: وكذلك كل فاعلة تستأنف لزمتها الهاء. قال الأعشى:

أيا جارتي بيني فإنك طالـقـه     كذاك أمور الناس غاد وطارقه

صفحة : 6457

وقال غيره: قال: طالقة على الفعل؛ لأنها يقال لها: قد طلقت، فبنى النعت على الفعل، ج: طوالق. وفي العباب: طلاق المرأة يكون بمعنيين: أحدهما: حل عقدة النكاح، والآخر: بمعنى الترك والإرسال. وفي اللسان: في حديث عثمان وزيد: الطلاق بالرجال، والعدة بالنساء هذا متعلق بهؤلاء، وهذه متعلقة بهؤلاء، فالرجل يطلق، والمرأة تعتد. وقيل: أراد أن الطلاق يتعلق بالزوج في حريته ورقه، وكذلك العدة بالمرأة في الحالتين. وفيه بين الفقهاء خلاف، فمنهم من يقول: إن الحرة إذا كانت تحت العبد لا تبين إلا بثلاث، وتبين الأمة تحت الحر باثنتين. ومنهم من يقول: إن الحرة تبين تحت العبد باثنتين، ولا تبين الأمة تحت الحر بأقل من ثلاث. ومنهم من يقول: إذا كان الزوج عبدا وهي حرة، أو بالعكس، أو كانا عبدين فإنها تبين باثنتين. وأما العدة فإن المرأة إن كانت حرة اعتدت للوفاة أربعة أشهر وعشرا، وبالطلاق ثلاثة أطهار، أو ثلاث حيض تحت حر كانت أو عبد، فإن كانت أمة اعتدت شهرين وخمسا، أو طهرين، أو حيضتين تحت عبد كانت أو حر. وأطلقها بعلها وطلقها إطلاقا وتطليقا فهو مطلاق ومطليق كمحراب ومسكين. ومنه حديث علي رضي الله عنه: إن الحسن مطلاق فلا تزوجوه?. ورجل طلقة وطليق كهمزة وسكيت: كثير التطليق للنساء، وقد روي في حديث الحسن: إنك رجل طليق. والطالقة من الإبل: ناقة ترسل في المرعى، قاله ابن الأعرابي. وقال الليث: ترسل في الحي ترعى من جنابهم حيث شاءت لا تعقل إذا راحت، ولا تنحى في المسرح. وأنشد لأبي ذؤيب الهذلي:

غدت وهي محشوكة طالق وأنشد في تركيب ح ش ك:

غدت وهي محشوكة حافل      فراح الذئار عليها صحيحا قال الصاغاني: لم أجد البيت في قصيدته المذكورة في ديوان الهذليين، وهي ثلاثة وعشرون بيتا. أو هي التي يتركها الراعي لنفسه، فلا يحتلبها على الماء، كما في العباب. وقال الشيباني: هي التي يتركها الراعي بصرارها، وأنشد للحطيئة:

أقيموا على المعزى بدار أبـيكـم     تسوف الشمال بين صبحى وطالق قال: الصبحى: التي يحتلبها في مبركها يصطبحها. والطالق: التي يتركها بصرارها فلا يحتلبها في مبركها. ومن المجاز: طلق يده بخير وبمال، وكذا في خير، وفي مال يطلقها بالكسر طلقا: فتحها كأطلقها. قال الشاعر:

أطلق يديك تنفعاك يا رجل

بالريث ما أرويتها لا بالعجل ويروى: أطلق، وهكذا أنشده ثعلب. نقله أبو عبيد، ورواه الكسائي في باب فعلت وأفعلت. ويده مطلوقة ومطلقة، أي: مفتوحة، ثم إن ظاهر سياقه أنه من باب ضرب؛ لأنه ذكر الآتي على ما هو اصطلاحه. والجوهري جعله من باب نصر، فإنه قال - بعد ما أورد البيت -: يروى بالضم والفتح، فتأمل. وقال ابن عباد: طلق الشيء، أي: أعطاه. قال: وطلق كسمع: إذا تباعد. والطليق كأمير: الأسير الذي أطلق عنه إساره وخلي سبيله. قال يزيد بن مفرغ:

عدس ما لعباد عليك إمارة     نجوت وهذا تحملين طليق وقدتقدم قصت في ع د س. وطليق الإله: الريح، نقله الصاغاني، وهو مجاز، وأنشد سيبويه:

طليق الله لم يمنن عليه    أبو داود وابن أبي كبير

صفحة : 6458

ومن المجاز: الطلق، بالكسر: الحلال وهو المطلق الذي لا حصر عليه. يقال: أعطيته من طلق مالي، أي: من صفوه وطيبه. وهو لك طلقا. ويقال: هذا حلال طلق، وحرام غلق. وفي الحديث: الخيل طلق يعني أن الرهان على الخيل حلال. ويقال: أنت طلق منه أي: خارج منه. وقيل: بريء. وطلق الإبل: ظاهر سياقه أنه بالكسر، والذي في الصحاح والعباب بالتحريك، ونصهما - بعد ذكر قوله: عدا طلقا أو طلقين -: والطلق أيضا: سير الليل لورد الغب؛ وهو أن يكون بينهما أي: الإبل وبين الماء ليلتان. فالليلة الأولى الطلق هكذا ضبطاه بالتحريك، قالا: لأن الراعي يخليها الى الماء، ويتركها مع ذلك ترعى في سيرها، فالإبل بعد التحويز طوالق، وفي الليلة الثانية قوارب. ونقل أبو عبيد عن أبي زيد: أطلقت الإبل الى الماء حتى طلقت طلقا وطلوقا، والاسم الطلق بفتح اللام. وقال الأصمعي: طلقت الإبل فهي تطلق طلقا، وذلك إذا كان بينها وبين الماء يومان، فاليوم الأول الطلق، والثاني القرب. وقال: إذا خلى وجوه الإبل الى الماء، وتركها في ذلك ترعى ليلته فهي ليلة الطلق، وإن كانت الليلة الثانية فهي ليلة القرب، وهو السوق الشديد. وقال غيره: ليلة الطلق: الليلة الثانية من ليالي توجهها الى الماء. وقال ثعلب: إذا كان بين الإبل والماء يومان، فأول يوم يطلب فيه الماء هو القرب. والثاني هو الطلق. وقيل: ليلة الطلق: أن يخلي وجوهها الى الماء، عبر عن الزمان بالحدث. قال ابن سيده: ولا يعجبني. والطلق بالتحريك: المعى. وقالوا: الطلق: القتب في بعض اللغات ج: أطلاق كسبب وأسباب قاله ابن دريد. وقال أبو عبيدة: في البطن أطلاق، واحدها طلق، بالتحريك وهو طرائق البطن، وقال غيره: طلق البطن: جدته، والجمع أطلاق، وأنشد:

تقاذفن أطلاقا وقارب خطوه     عن الذود تقريب وهن حبائبه قلت: وهذا أيضا يخالف سياق المصنف، فإن ظاهره أن يكون بالكسر، وهذا يدلك على أن طلق الإبل بالتحريك كما صوبناه، فتأمل. والطلق: الشبرم، نقله ابن عباد، وضبطه بالفتح، أو نبت يستعمل في الأصباغ نقله ابن عباد أيضا. وقال الأصمعي: يقال لضرب من الدواء، أو نبت: طلق، محرك اللام، نقله الأزهري. وقال غيره: هو نبت تستخرج عصارته فيتطلى به الذين يدخلون النار أو هذا وهم أي ما نقله ابن عباد والأصمعي. وقال الصاغاني في ابن عباد: لم يعمل الصاحب شيئا، وهو ليس بنبت، إنما هو من جنس الأحجار واللخاف، ولعله سمع أن الطلق يسمى كوكب الأرض، فتوهم أنه نبت، ولو كان نبتا لأحرقته النار، وهي لا تحرقه إلا بحيل، وهو معرب تلك. والطلق: النصيب نقله ابن عباد، وضبطه بالتحريك. وفي الأساس: أصبت من ماله طلقا، أي: نصيبا، وهو مجاز، وأصله من طلق الفرس. والطلق أيضا: الشوط الواحد في جري الخيل، ضبطه الجوهري والصاغاني وابن الأثير بالتحريك. وقد عدا الفرس طلقا أو طلقين أي: شوطا أو شوطين. ولم يخصص في التهذيب بفرس ولا غيره. وفي الحديث: فرفعت فرسي طلقا أو طلقين. قال ابن الأثير: هو بالتحريك: الشوط والغاية التي يجري إليها الفرس. والطلق، بالتحريك: قيد من جلود، نقله الجوهري. وفي المحكم: قيد من أدم، قال رؤبة يصف حمارا:

محملج أدرج إدراج الطلق وفسر بالحبل الشديد الفتل حتى يقوم. وقال الراجز:

عود على عود على عود خلق
كأنها والليل يرمي بالغـسـق
مشاجب وفلق سقب وطلـق

صفحة : 6459

شبه الرجل بالمشجب؛ ليبسه وقلة لحمه، وشبه الجمل بفلق سقب. والسقب: خشبة من خشبات البيت. وشبه الطريق بالطلق، وهو قيد من أدم. وفي حديث حنين: ثم انتزع طلقا من حقبه فقيد به الجمل. وفي حديث ابن عباس: الحياء والإيمان مقرونان في طلق وهو حبل مفتول شديد الفتل، أي: هما مجتمعان لا يفترقان، كأنهما قد شدا في حبل أو قيد. والطلق: النصيب عن ابن عباد، وهو أصاب في ذكره هنا، وقد أخطأ المصنف حيث ذكره مرتين. والطلق: سير الليل لورد الغب نقله الجوهري والصاغاني، وهو طلق الإبل الذي تقدم، وهو تفسير عن هذا، وقد أخطأ المصنف في التفريق بينهما. ويقال: حبس فلان في السجن طلقا، ويضم، والصواب بضمتين أي: بلا قيد ولا وثاق ولا كبل. والطلق: دواء إذا طلي به أي بعصارته بعدما تستخرج منه منع من حرق النار كما تقدم، والمشهور فيه سكون اللام نقله الصاغاني، أو هو لحن والصواب التحريك، كما نقله الأزهري وغيره. قال الصاغاني: وهو معرب تلك. وحكى أبو حاتم عن الأصمعي: طلق بالكسر، كمثل. قال الصاغاني: وهو من جنس الأحجار واللخاف، وليس بنبت. وقال الرئيس: هو حجر براق يتشظى إذا دق صفائح وشظايا، يتخذ منها مضاوي للحمامات بدلا عن الزجاج، وأجوده اليماني، ثم الهندي، ثم الأندلسي. وقالوا: من عرف حل الطلق استغنى عن الخلق. والحيلة في حله: أن يجعل في خرقة مع حصوات، ويدخل في الماء الفاتر، ثم يحرك برفق حتى ينحل، ويخرج من الخرقة في الماء، ثم يصفى عنه الماء، ويشمس ليجف. وناقة طالق: أي بلا خطام عن ابن دريد. وقال غيره: بلا عقال، وأنشد:

معقلات العيس أو طوالق أي قد طلقت عن العقال، فهي طالق: لا تحبس عن الإبل. أو طالق: متوجهة الى الماء، وقال أبو نصر: الطالق، هي التي تنطلق الى الماء كالمطلاق والجمع أطلاق، ومطاليق، كصاحب وأصحاب، ومحراب ومحاريب. أو هي التي تترك يوما وليلة ثم تحلب، وأنشد ابن بري لابن هرمة:

تشلى كبيرتها فتحلب طالقا     ويرمقون صغارها ترميقا والجمع: طلقة، ككاتب وكتبة. وقال أبو عمرو: الطلقة من الإبل: التي تحلب في المرعى. وأطلق الأسير: إذا خلاه وسرحه، فهو مطلق وطليق، وفي الحديث: أطلقوا ثمامة، وكذلك أطلق عنه. قال عبد يغوث بن وقاص الحارثي:

أقول وقد شدوا لساني بنسعة     أمعشر تيم أطلقوا عن لسانيا وقال ابن الأعرابي: أطلق عدوه: إذا سقاه سما. قال: وأطلق نخله وذلك إذا كان طويلا فألقحه فهو مطلق، أي: ملقح، قال: كطلقه تطليقا وهو مجاز. وأطلق القوم فهم مطلقون: طلقت إبلهم، وفي المحكم: إذا كانت إبلهم طوالق في طلب الماء. وطلق السليم، بالضم تطليقا: إذا رجعت إليه نفسه، وسكن وجعه بعد العداد، وفي المفردات: طلق السليم: خلاه الوجع، قال النابغة الذبياني:

تناذرها الراقون من سوء سمها     تطلقه طورا وطورا تراجـع وقال رجل من ربيعة:

تبيت الهموم الطارقات يعدنـنـي    كما تعتري الأهوال رأس المطلق

صفحة : 6460

أراد تعتريه. والمطلق كمحدث: من يريد يسابق بفرسه سمي به لأنه لا يدري: أيسبق أم يسبق? ومن المجاز قولهم: انطلق يفعل كذا، مثل قولك: ذهب يقدم. وقال الراغب: انطلق فلان إذا مر منخلعا. ومنه قوله تعالى: )فانطلقوا وهم يتخافتون(، )انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون(، وقال ابن الأثير: الانطلاق: سرعة الذهاب في أصل المحنة. ومن المجاز: انطلق وجهه أي: انبسط. وانطلق به مبنيا للمفعول: إذا ذهب به قال الجوهري: كما يقال انقطع به. قال: وتصغير منطلق مطيلق، وإن شئت عوضت من النون وقلت: مطيليق. وتصغير الانطلاق نطيليق؛ لأنك حذفت ألف الوصل، لأن أول الاسم يلزم تحريكه بالضم للتحقير، فتسقط الهمزة لزوال السكون الذي كانت الهمزة اجتلبت له، فبقي نطلاق، ووقعت الألف رابعة، فلذلك وجب فيه التعويض، كما تقول: دنينير؛ لأن حرف اللين إذا كان رابعا ثبت البدل منه، فلم يسقط إلا في ضرورة الشعر، أو يكون بعده ياء، كقولهم في جمع أثفية: أثاف، فقس على ذلك، هكذا هو نص الجوهري والصاغاني. وسوق هذه العبارة الكثيرة الفائدة أولى من سوق الأمثال والقصص مما حشى بها كتابه وأخرجه من حد الاختصار. وسيأتيك قريبا بعد هذا التركيب في الطوق ما لم يحتج إليه من التطويل، والكمال لله سبحانه. ثم إن قول الجوهري، فبقي نطلاق هكذا هو مضبوط بالفتح، والصواب كسر نونه؛ لأنه ليس في الكلام نفعال. واستطلاق البطن: مشيه وخروج ما فيه، وهو الإسهال، ومنه الحديث: إن رجلا استطلق بطنه. وتصغير الاستطلاق: تطيليق. وتطلق الظبي: إذا استن في عدوه فمضى ومر لا يلوي على شيء وهو تفعل، قاله الجوهري. وقال أبو عبيد: تطلق الفرس: إذا بال بعد الجري وهو مجاز. وأنشد:

فصاد ثلاثا كجزع النظا     م لم يتطلق ولم يغسل معنى لم يغسل: لم يعرق. ويقال: ما تطلق نفسه لهذا الأمر، كتفتعل أي: لا تنشرح نقله الجوهري، قال: وتصغير الاطلاق طتيليق بقلب الطاء تاء؛ لتحرك الطاء الأولى، كما تقول في تصغير اضطراب: ضتيريب، تقلب الطاء تاء، لتحرك الضاد. وطالقان، كخابران: د، بين بلخ ومرو الروذ مما يلي الجبل، منه أبو محمد محمود بن خداش الطالقاني سكن ببغداد، وروى عن يزيد بن هارون، وابن المبارك، والفضل، وعنه إبراهيم الحربي وأبو يعلى الموصلي، مات في شعبان سنة 250 عن تسعين سنة. وطالقان أيضا: د، أو كورة بين قزوين وأبهر، منه الصاحب إسماعيل بن أبي الحسن بن عباد بن العباس بن عباد، مؤلف كتاب المحيط في اللغة، وقد جمع فيه فأوعى، ووالده كان من المحدثين، سمع من جعفر الفريابي، وعنه أبو الشيخ، وتوفي سنة 335 وكان وزيرا لدولة آل بويه. ومن طالقان هذه أيضا: أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني الشافعي، أحد المدرسين في النظامية ببغداد، سمع بنيسابور أبا عبد الله الفزاري، ومات بقزوين سنة 550. ومما يستدرك عليه: رجل طلاق، كشداد: كثير الطلاق نقله الزمخشري. وطلق البلاد: تركها، عن ابن الأعرابي وهو مجاز، وأنشد:

مراجع نجد بعد فـرك وبـغـضة    مطلق بصرى أشعث الرأس جافله قال: وقال العقيلي، وسأله الكسائي فقال: أطلقت امرأتك? فقال: نعم والأرض من ورائها. وطلقت القوم: تركتهم، وأنشد لابن أحمر:

غطارفة يرون المجد غنما     إذا ما طلق البرم العـيالا

صفحة : 6461

أي: تركهم كما يترك الرجل المرأة. ويقال للإنسان إذا عتق: طليق، أي: صار حرا. وأطلق الناقة من عقالها، وطلقه فطلقت هي، بالفتح. ونعجة طالق: مخلاة ترعى وحدها. وفي الحديث: الطلقاء من قريش، والعتقاء من ثقيف. كأنه ميز قريشا بهذا الاسم، حيث هو أحسن من العتقاء. وقال ثعلب: الطلقاء: الذين أدخلوا في الإسلام كرها. واستطلق الراعي ناقة لنفسه: حبسها. والإطلاق: الحل والإرسال. والمطلق من الأحكام: ما لا يقع فيه استثناء. والماء المطلق: ما سقط عنه القيد. وأطلق الناقة، فهو مطلق: ساقها الى الماء. قال ذو الرمة:

قرانا وأشتاتا وحـاد يسـوقـهـا     الى الماء من حور التنوفة مطلق وإذا خلى الرجل عن ناقته قيل: طلقها، والعير إذا حاز عانته، ثم خلى عنها قيل: طلقها، وإذا استعصت العانة عليه ثم انقدن له قيل: طلقنه، قال رؤبة:

طلقنه فاستورد العداملا والإطلاق في القائمة: أن لا يكون فيها وضح. وقوم يجعلون الإطلاق: أن يكون يد ورجل في شق محجلتين، ويجعلون الإمساك أن يكون يد ورجل ليس بهما تحجيل. وبعير طلق اليدين: غير مقيد. وقال الكسائي: رجل طلق: ليس عليه شيء. وقول الراعي:

فلما علته الشمس في يوم طلقة يريد: يوم ليلة طلقة ليس فيها قر ولا ريح، يريد يومها الذي بعدها والعرب تبدأ بالليل قبل اليوم. قال الأزهري: وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال - في بيت الراعي وبيت آخر أنشده لذي الرمة:

لها سنة كالشمس في يوم طلقة قال: والعرب تضيف الاسم الى نعته، قال: وزادوا الهاء في الطلق للمبالغة في الوصف، كما قالوا: رجل داهية. وقال ابن الأعرابي: يقال: هو طليق، وطلق، ومطلق: إذا خلى عنه، وأطلق رجله. واستطلقه: استعجله. وأطلق الدواء بطنه: مشاه. واستطلق الظبي: مثل تطلق. وتطلقت الخيل: مضت طلقا لم تحتبس الى الغاية. وأطلق خيله في الحلبة: أجراها. ورجل منطلق اللسان، ومتطلقه: فصيح، وهو مجاز. وشرف الدين بن المطلق، كمحدث من شيوخ أبي الفتوح الطاوسي، وكان في عصر المصنف. وطالق: من مدن أشبيلية، منها أبو القاسم عبدس بن محمد بن عبد العظيم السليجي الأشبيلي الطالقي، روى عن بقي بن مخلد توفي سنة 325 ذكره ابن الفرضي. ومما يستدرك عليه:

ط م ر ق
الطمروق كعصفور: من أسماء الخفاش، نقله الليث. وقال ابن دريد: هو الطمروق، وقد تقدم كما في اللسان والعباب.

ط و ق
الطوق: حلي يجعل للعنق. وكل ما استدار بشيء فهو طوق، كطوق الرحى الذي يدير القطب، ونحو ذلك. ج: أطواق. وتطوق: لبسه هو مطاوع طوقه تطويقا: إذا ألبسه الطوق. والطوق: الوسع والطاقة، وأنشد الليث:

كل امرئ مجاهد بطوقه
والثور يحمي أنفه بروقه

يقول: كل امرئ مكلف ما أطاق. وقال غيره: الطوق: الطاقة، أي: أقصى غايته، وهو اسم لمقدار ما يمكن أن يفعله بمشقة منه. وقال ابن دريد: الطوق: حابول النخل، وهو الكر الذي يصعد به الى النخلة، ويقال له: البروند بالفارسية، قال الشاعر يصف نخلة:

وميالة في رأسها الشحم والنـدى    وسائرها خال من الخير يابـس
تهيبها الفتيان حتى انبرى لـهـا     قصير الخطا في طوقه متقاعس

صفحة : 6462

ومالك بن طوق بن عتاب بن زافر بن مرة بن شريح بن عبد الله بن عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب: كان في زمن الخليفة هارون الرشيد رحمه الله تعالى، وهو صاحب رحبة مالك المضافة إليه على الفرات. قلت: ومن ولده محمد بن هارون بن إبراهيم بن الغنم بن مالك الذي قدم اليمن قاضيا، صحبة محمد بن زياد الذي اختط مدينة زبيد - حرسها الله تعالى - وله ذرية بها طيبة يأتى ذكرهم في ع م ق إن شاء الله تعالى. وفي المثل: كبر عمرو عن الطوق هكذا في العباب، والأمثال لأبي عبيد. والمشهور: شب عمرو عن الطوق كما في أكثر كتب الأمثال يضرب لملابس ما هو دون قدره. قال المفضل: أول من قال ذلك جذيمة الأبرش. وعمرو هذا هو عمرو بن عدي بن نصر ابن أخته. وكان خاله جذيمة ملك الحيرة قد جمع غلمانا من أبناء الملوك يخدمونه، منهم عدي بن نصر وكان جميلا وسيما فعشقته رقاش أخت جذيمة، فقالت له: إذا سقيت الملك، فسكر، فاخطبني إليه، فسقى عدي جذيمة ليلة وألطف له في الخدمة، فأسرعت الخمر فيه فلما سكر قال له: سلني ما أحببت، فقال: زوجني رقاش أخت، قال: ما بها عنك رغبة قد فعلت، فعلمت رقاش أنه سينكر ذلك إذا أفاق، فقالت للغلام ادخل على أهلك الليلة ففعل أي: دخل بها وأصبح في ثياب قد لبسها جدد، وتطيب من طيب، فلما رآه جذيمة قال: يا عدي ما هذا الذي أرى? قال: أنكحتني أختك رقاش البارحة، فقال: ما فعلت، ثم وضع يده في التراب وجعل يضرب وجهه ورأسه، وأقبل على رقاش، وقال:

حدثيني وأنت غير كذوب      أبحر زنيت أم بهجـين
أم بعبد، وأنت أهل لعبـد      أم بدون وأنت أهل لدون

وفي نسخة: فأنت أهل. قالت بل زوجتني كفؤا كريما من أبناء الملوك، فأطرق جذيمة ساكتا، فلما أخبر عدي بذلك خاف على نفسه فهرب منه ولحق بقومه وبلاده ومات هنالك، وعلقت منه رقاش، فأتت بابن سماه جذيمة عمروا، وتبناه أي: اتخذه ابنا له، وأحبه حبا شديدا، وكان جذيمة لا يولد له، فلما ترعرع وبلغ ثماني سنين كان يخرج مع عدة من الخدم يجتنون للملك الكمأة، فكانوا إذا وجدوا كمأة خيارا أكلوها، وأتوا بالباقي الى الملك، وكان عمرو لا يأكل منه أي مما يجتني، ويأتي به جذيمة كما هو فيضعه بين يديه، ويقول:

هذا جناي وخياره فـيه     إذ كل جان يده الى فيه

صفحة : 6463

فذهبت كلمته مثلا. ثم إنه خرج يوما وعليه حلي وثياب، فاستطير ففقد زمانا، فضرب في الآفاق فلم يوجد، وأتى على ذلك ما شاء الله، ثم وجده مالك وعقيل ابنا فارج كذا في العباب، ويقال: ابنا فالج أيضا باللام، كما في شرح الدريدية لابن هشام اللخمي: رجلان من بلقين أي بني القين كانا متوجهين الى جذيمة بهدايا وتحف، فبينما هما نازلان بواد من الأودية في السماوة انتهى إليهما عمرو بن عدي وقد عفت أظفاره وشعره فسألاه: من أنت? فقال: ابن التنوخية فلهيا عنه، فقالا لجارية معهما: أطعمينا، فأطعمتهما، فأشار عمرو إليها أن أطعميني، فأطعمته، ثم سقتهما فقال عمرو: اسقيني، فقالت الجارية: لا تطعم العبد الكراع فيطمع في الذراع فأرسلتها مثلا، ثم إنهما حملاه الى جذيمة، فعرفه ونظر الى فتى ما شاء من فتى وضمه وقبله، وقال لهما: حكمكما، فسألاه منادمته فلم يزالا نديميه حتى فرق الموت بينهم، وصارت تضرب باجتماعهم ومنادمتهم الأمثال الى الآن. وبعث عمرا الى أمه، فأدخلته الحمام، وألبسته ثيابه وطوقته طوقا كان له من ذهب، فلما رآه جذيمة قال: كبر عمرو عن الطوق فأرسلها مثلا. والأطواق: لبن النارجيل. قال أبو حنيفة: وهو مسكر جدا سكرا معتدلا، ما لم يبرز شاربه للريح، فإن برز أفرط سكره، وإذا أدامه من ليس من أهله، لم يعتده، أفسد عقله ولبس فهمه فإن بقي الى الغد كان أثقف خل. وفي اللسان: شراب الأطواق: حلب النارجيل، وهو أخبث من كل شراب يشرب، وأشد إفسادا للعقل. وقال ابن دريد: الطوقة: أرض تستدير سهلة بين أرضين غلاظ في بعض شعر الجاهلية قال: ولم أسمعه من أصحابنا. والطاق: ما عطف من الأبنية، ج: طاقات وطيقان فارسي معرب، كما في الصحاح. وقال غيره: هو عقد البناء حيث كان. والجمع: أطواق، وطيقان. والطاق: ضرب من الثياب. قال الراجز:

يكفيك من طاق كثير الأثمان
جمازة شمر منها الكمان

كما في الصحاح. وقال ابن الأعرابي: الطاق: الطيلسان، أو هو الطيلسان الأخضر عن كراع. قال رؤبة:

ولو ترى إذا جبتي من طاق
ولمتي مثل جناح غاق

وأنشد ابن الأعرابي:

لقد تركت خزيبة كل وغد     تمشى بين خاتام وطـاق والجمع: الطيقان، كساج وسيجان. قال مليح الهذلي:

من الريط والطيقان تنشر فوقهم     كأجنحة العقبان تدنو وتخطف والطاق: د، بسجستان من نواحيها. والطاق: حصن بطرستان. وبه سكن محمد بن النعمان، شيطان الطاق، وإليه نسبت الطائفة الشيطانية: من غلاة الشيعة. والطاق: ناشز ينشز، أي: يندر من الجبل كالطائق. وقال الليث: طائق كل شيء: ما استدار به من جبل، أو أكمة، وجمعه أطواق. وكذلك ما نشز في جال البئر قال عمارة بن أرطاة يصف غربا:

موقر من بقر الرساتق
ذي كدنة على جحاف الطائق
أخضر لم ينهك بموسى الحالق

أي ذو قوة على مكاوحة تلك الصخرة، وقال في جمعه:

على متون صخر طوائق قال أبو عبيد: وفيما بين كل خشبتين زاد غيره من السفينة، وقيل: الطائق: إحدى خشبات بطن الزورق. وقال أبو عمرو الشيباني: الطائق: وسط السفينة، وأنشد للبيد:

فالتام طائقها القديم فأصبحت     ما إن يقوم درأها ردفـان وقال الأصمعي: الطائق: ما شخص من السفينة، كالحيد الذي ينحدر من الجبل. قال ذو الرمة:

قرواء طائقها بالآل محزوم

صفحة : 6464

قال: وهو حرف نادر في القنة. والطاقة: شعبة من ريحان أو شعر، وقوة من الخيط، أو نحو ذلك. ويقال: طاق نعل، وطاقة ريحان أي: شعبة منه، كما في الأساس. وطائقان: ة ببلخ. وطوقتكه أي: كلفتكه. وقوله تعالى: )سيطوقون ما بخلوا به( أي: يلزمونه في أعناقهم. وفي الحديث: من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه الله من سبع أرضين هذا يفسر على وجهين: أحدهما: أن يخسف الله به الأرض، فتصير البقعة المغصوبة منها في عنقه كالطوق. والآخر: أن يكون من طوق التكليف لا من طوق التقليد، وهو أن يطوق حملها يوم القيامة. ويقال: طوقني الله أداء حقه أي قواني عليه كما في الصحاح. وطوقت له نفسه: لغة في طوعت أي: رخصت وسهلت، حكاها الأخفش، كما في الصحاح. قال ابن سيده: وقرئ شاذا )وعلى الذين يطوقونه(. قال ابن جني في كتاب الشواذ: هي قراءة ابن عباس بخلاف، وعائشة، وسعيد بن المسيب، وطاوس بخلاف، وسعيد بن جبير، ومجاهد بخلاف، وعكرمة، وأيوب السختياني، وعطاء أي يجعل كالطوق في أعناقهم. ووزنه يفعلونه، وهو كقولك: يجشمونه ويكلفونه. يطوقونه، وهي قراءة مجاهد، ورويت عن ابن عباس وعن عكرمة. أصله يتطوقونه، قلبت التاء طاء، وأدغمت في الطاء بعدها، كقولهم: اطير يطير، أي: تطير يتطير. قال ابن جني: وتجيز الصنعة أن يكون يتفوعلونه ويتفعولونه، إلا أن يتفعلونه الوجه؛ لأنه أظهر وأكثر. يطيقونه وهي قراءة ابن عباس بخلاف. أصله يطيوقونه قلبت الواو ياء كما قلبت في سيد وميت، وقد يجوز أن يكون القلب على العاقبة، كتهور وتهير، على أن أبا الحسن قد حكى: هار يهير، فهذا يؤنس أن ياء تهير وضع، وليست على المعاقبة، قال: ولا تحملن هار يهير على الواو، قياسا على ما ذهب إليه الخليل في تاه يتيه، وطاح يطيح، فإن ذلك قليل يطيقونه جاز أن يكون يتفيعلونه كما هو ظاهر لفظا أصله يتطيوقونه قلبت الواو ياء كما تقدم في سيد وميت، ويجوز أن يكون يطوقونه بالواو وصيغة ما لم يسم فاعله يفضوعلونه، إلا أن بناء فعلت أكثر من بناء فوعلت. وقال ابن جني: وقد يمكن أن يكون يتطيقونه يتفعلونه لا يتفيعلونه، ولا يتفعولونه، وإن كان اللفظ بهما كاللفظ بيتفعل لقلتهما وكثرته. ويؤنس كون يتطيقونه يتفعلون قراءة من قرأ يتطوقونه، وكذلك يؤنس كون يطيقونه يتفعلونه لا يتفيعلونه قراءة من قرأ: يطوقونه والظاهر من بعد أن يكون يتفيعلونه. هذا آخر نص الشواذ لابن جني. والمطوقة: الحمامة ذات الطوق في عنقها. قال ذو الرمة:

ألا ظعنت مي فـاتـيك دارهـا     بها السحم تردي والحمام المطوق

صفحة : 6465

قال الصاغاني: وأهل العراق يسمون القارورة الكبيرة التي لها عنق مطوقة كما في العباب. والإطاقة: القدرة على الشيء، وقد طاقه طوقا، وأطاقه إطاقة. وأطاق عليه، والاسم الطاقة. قال الأزهري: طاق يطوق طوقا، وأطاق يطيق إطاقة وطاقة، كما يقال: طاع يطوع طوعا، وأطاع يطيع إطاعة وطاعة والطاعة والطاقة: اسمان يوضعان موضع المصدر. قال سيبويه: وقالوا: طلبته طاقتك، أضافوا المصدر وإن كان في موضع الحال، كما أدخلوا فيه الألف واللام حين قالوا: أرسلها العراك. وأما طلبته طاقتي فلا يكون إلا معرفة، كما أن سبحان الله لا يكون إلا كذلك. وقال شيخنا: الطاقة والإطاقة لا يختص بالإنسان كما زعم قوم، بل هي عامة بخلاف الطاعة والاستطاعة، فلها خصوص. ومما يستدرك عليه: طوقه بالسيف وغيره، وطوقه إطاه: جعله له طوقا. وطوقني نعمة. وتطوقت منه أيادي، وهو مجاز. وكذلك قولهم: تقلدتها طوق الحمامة. وتقول: في عنقي من نعمته طوق، ما لي بأداء شكره طوق. كما في الأساس. وقال بعض: طوقه تطويقا، خاص بالذم، والصواب العموم. ومنه قول المتنبي:

أقامت في الرقاب لـه أياد     هي الأطواق والناس الحمام وطوقه، بالضم: جعل داخلا في طاقته، ولم يعجز عنه. وتطوقت الحية على عنقه: صارت عليه كالطوق، وكذا طوقت، وهو مجاز. والطوائق: جمع الطاق الذي يعقد بالآجر، وأصله طائق، وجمعه: طوائق على الأصل، كحاجة وحوائج؛ لأن أصلها حائجة، قاله الأزهري وأنشد لعمرو بن حسان يصف قصرا:

أجدك هل رأيت أبا قبيس       أطال حياته النعم الركـام
بنى بالغمر أرعن مشمخرا     يغني في طوائقه الحمـام

وأراد بأبي قبيس أبا قابوس أحد الملوك دون الجبل، كما في أول إصلاح المنطق، وقد مر تحقيقه في حرف السين. قال ابن بري: والطوق: العنق، ومنه قول عمرو بن أمامة:

لقد عرفت الموت قبل ذوقه
إن الجبان حتفه من فوقـه
كل امرئ مقاتل عن طوقه
كالثور يحمي أنفه بروقـه

قلت: وعزاه الصاغاني الى عامر بن فهيرة رضي الله عنه، وأنشده الليث خلاف ما ذكرنا، وقد تقدم. وقال ابن بري: الطاق: الكساء. والطاق: الخمار. أنشد ابن الأعرابي:

سائلة الأصداغ يهفو وطاقها
كأنما ساق غراب ساقـهـا

وفسره وقال: أي خمارها يطير، وأصداغها تتطاير من مخاصمتها. ويقال: رأيت أرضا كأنها الطيقان إذا كثر نباتها، وهو مجاز. وطاق القوس: سيتها. وقال ابن حمزة: طائقها لا غير، ولا يقال طاقها. وذات الطوق، كصرد: أرض معروفة. قال رؤبة:

ترمي ذراعيه بجثجاث الـسـوق
ضرحا وقد أنجدن من ذات الطوق

وطاقات الحبل: قواه، كما في الأساس. والأطواق: الإفريز. وجنس من الناس بالسند. والكساء، كذا في المحيط. قال الصاغاني: أقمت بالسند سنين وليس يعرف ثم هذا الجنس أحد من الناس. قلت: ومؤلف المحيط كان أبوه ممن تولى بتلك النواحي فلا بدع أنه أدرك ما لم يدركه الصاغاني، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ.

ط ه ق
الطهق، كالمنع أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو سرعة المشي لغة يمانية، وكذلك الهقط، وقد ذكر في موضعه، والهطق، كما سيأتي للمصنف. ومما يستدرك عليه.