الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل التاسع عشر: فصل العين مع القاف: الجزء الأول

فصل العين مع القاف

الجزء الأول

ع ب ق

صفحة : 6466

عبق به الطيب، كفرح عبقا محركة وعباقة كسحابة وعباقية كثمانية: لزق به وبقي، وكذلك عسق به، وكذا عبق الردع بالجسم والثوب. وقولهم: فاح وانتشر، إنما هو تفسير باللازم، وأنشد الليث:

أترجة عبق العبير بـهـا     عبق الدهان بدرة الصدف وقال المرار بن منقذ:

عبق العنبر والمسـك بـهـا     فهي صفراء كعرجون العمر وقال طرفة بن العبد:

ثم راحوا عبق المسك بـهـم    يلحفون الأرض هداب الأزر وعبق بالمكان: إذا أقام به. وعبق به: أولع وهو مجاز. ورجل عبق، وامرأة عبقة كفرح وفرحة: إذا تطيبا بأدنى طيب لم يذهب عنهما أياما نقله الليث. وقال ابن دريد: العبقة محركة: وضر السمن في النحي وكذا عمقة وعبكة. وزعم اللحياني أن ميم عمقة دل من باء عبقة. ويقال: ما في النحي عبقة وعمقة، أي: لطخ وضر من السمن. وعبق، محركة: جد لأبي إسحاق إسماعيل بن عمر بن عبق العبقي البخاري المحدث. وضبطه الحافظ في التبصير بالفتح. ورجل عباقاء: إذا كان يلزق بك، نقله الصاغاني. والعباقية كثمانية: الرجل المكار. وفي الصحاح: هو الداهية زاد غيره: ذو شر ونكر. وأنشد الليث:

أطف لها عباقية سـرنـدى     جريء الصدر منبسط اليمين ويقال: به شين عباقية، أي: له أثر باق. وفي الصحاح: وهي أثر جراحة يبقى في حر الوجهه. والعباقية: شجرة شائكة تؤذي من علق بشوكها. قال أبو حنيفة: هي من العضاه. وأنشد لساعدة بن العجلان يخاطب حصينا:

غداة شواحط فنجوت شدا     وثوبك في عباقية هريد ويروى: عماقية، وهي شجرة العمقى. وقال ابن شميل: العباقية: اللص الخارب الذي لا يحجم عن شيء. وعقاب عبنقاء، وعبنقاة، كقعنباة وبعنقاة، وعقنباة، أي: ذات مخالب حداد. وقال ابن دريد: أي: صلبة قوية شديدة. وقال الأصمعي: رجل عبقان ربقان بكسر فتشديد وبهاء كذلك: إذا كان سيئ الخلق، وهي بهاء قضيته أنه لا يقال فيها إلا بالهاء. ونص الأصمعي يخالف ذلك: رجل عبقان وعبقانة والمرأة كذلك، فتأمل. واعبنقى الغلام، فهو معبنق: إذا صار داهية، أو ساء خلقه وكذلك ابعنقى. والتعبيق: التذكية. قال عدي بن زيد العبادي يصف خمرا:

صانها التاجر اليهودي حولي     ن فأذكى من نشرها التعبيق ومما يستدرك عليه: عبق الشيء بقلبي: لصق، وهو مجاز. وامرأة عبقة لبقة: يشاكلها كل لباس وطيب. قال الخزاعيون - وهم من أعرب الناس -: رجل عبق لبق، وهو الظريف. وما بقيت لهم عبقة، محركة، أي: بقية من أموالهم. ومما يستدرك عليه:

ع ب ش ق
العبشوق، بالضم: دويبة من أحناش الأرض. وعبشق: اسم كما في الأساس، وأهمله الجماعة. ومما يستدرك عليه:

ع ب ه ق
العبهقة: النشاط. أهمله الجماعة، وأورده ابن القطاع في كتاب الأفعال هكذا. قلت: وهو مصحف العيهقة، بالتحتية، وسيأتي للمصنف.

ع ت ق

صفحة : 6467

العتق، بالكسر: الكرم. يقال: ما أبين العتق في وجه فلان، أي: الكرم. والعتق: الجمال. ومنه قولهم: فلان عتيق الوجه، أي: جميله. والعتق: النجابة. والعتق: الشرف. والعتق: خلاف الرق، وهو الحرية. والعتق، بالضم: جمع عتيق كأمير. وعاتق للمنكب وسيأتي كل منهما. والعتق: الحرية. يقال: عتق العبد يعتق من حد ضرب عتقا بالكسر ويفتح، أو بالفتح المصدر، وبالكسر الاسم، وعتاقا وعتاقة، بفتحهما. قال شيخنا: وما في بعض الفروع اليونينية من البخاري من كسر عين عتاقة فهو سبق قلم بلا شك، لا تجوز القراءة به كأكثر ما غلط فيه اليونيني وسبقه القلم، أو غير ذلك فليحذر ذلك وليقرأ بالصواب: خرج عن الرق. هذا هو المشهور من أن عتق، كضرب لازم. فما يوجد في كلام الفقهاء وبعض المحدثين من قولهم: عبد معتوق، وعتقه ثلاثي غير معروف، ولا قائل به، فلا يفعتد به، بل المتعدي رباعي، والثلاثي لازم أبدا فهو عتيق وعاتق، ج: عتقاء. وأعتقه إعتاقا فهو معتق وعتيق والجمع كالجمع. وأمة عتيق وعتيقة ج: عتائق. ويقال: هو مولى عتاقة، ومولى عتيقة من نساء عتائق، وذلك إذا أعتقن. والبيت العتيق: الكعبة شرفها الله تعالى قال الله تعالى: )وليطوفوا بالبيت العتيق( قيل: سمي به لقدمه لأنه أول بيت وضع بالأرض كما في القرآن أيضا، وهو قول الحسن أو لكونه أعتق من الغرق أيام الطوفان. ودليله قوله تعالى: )وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت( وهذا دليل على أن البيت رفع، وبقي مكانه. أو أعتق من الجبابرة فلم يظهر عليه جبار قط، وهذا قد رواه ابن الزبير في حديث مرفوع. أو من الحبشة نقله الصاغاني، وفي تخصيص بعد تعميم، إشارة الى قصة الفيل. أو لأنه حر لم يملكه أحد من الملوك، ولم يدعه منهم أحد، وهو مجاز. والعتيق: فحل من النخل معروف لا تنفض نخلته. والعتيق: الماء. وقيل: الطلاء. والخمر. وقال أبو حنيفة: العتيق: التمر، علم له. قيل: هو التمر الشهريز؛ جمعه عتق. وأنشد قول عنترة:

كذب العتيق وماء شن بـارد    إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي قيل: إنه أراد بالعتيق التمر الذي قد عتق، خاطب امرأته حين عاتبته على إيثار فرسه بإلبان إبله، فقال لها: عليك بالتمر والماء البارد، وذري اللبن لفرسي الذي أحميك على ظهره. وقيل: هو الماء نفسه. وقال ابن خالويه: هذه الأبيات لخزز بن لوذان السدوسي:

كذب العتيق وماء شـن بـارد    إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي
لا تنكري فرسي وما أطعمتـه     فيكون لونك مثل لون الأجرب
إني لأخشى أن تقول حليلتـي     هذا غبار ساطع فتـلـبـب
إن الرجال لهم إلـيك وسـيلة     إن يأخذوك تكحلي وتخضبـي
ويكون مركبك القلوص وظله      وابن النعامة يوم ذلك مركبي

صفحة : 6468

وقيل: العتيق: اللبن. والعتيق: الخيار من كل شيء التمر، والماء، والبازي، والشحم. والعتيق: لقب الصديق أبي بكر عبد الله بن عثمان رضي الله تعالى عنه. قيل: لقب به لجماله، وهو قول جعفر الصادق رحمه الله، أو لقوله صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر الى عتيق من النار فلينظر الى أبي بكر. وروت عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار فمن يومئذ سمي عتيقا. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: أنه سمي عتيقا لأنه أعتق من النار. أو سمته به أمه، وهذا قول موسى بن طلحة. وعتيق ب يعقوب بن صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير، كنيته أبو يعقوب: محدث مشهور، وتقدم ذكر جده في ص د ق. وعتيق بن سلمة، وعتيق بن هشام، وعتيق بن عبد الله المصري، وعتيق بن محمد بن هارون، وعتيق بن عبد الرحمن، وعتيق بن موسى بن هارون المصري روى الموطأ عن أبي الرقراق، وعتيق بن محمد القيرواني، وابنه: محدثون. وأبو عتيق: محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق والد عبد الله. وأبو عتيق: عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله الأنصاري، عداده في أهل المدينة، روى عنه سليمان بن يسار، وعاصم بن عمر بن قتادة: تابعيان. وكزبير: عتيق بن محمد الحرشي النيسابوري. وعتيق بن أحمد بن حامد بن منصور السعدي البخاري، عن عبيد الله بن واصل. وعتيق بن عامر بن المنتجع خراساني، حدث عن البخاري وحفيده أبو أحمد محمد بن عتيق بن عامر، روى عنه غنجار. وبكير بن عتيق: كوفي، عن سعيد بن جبير، وابنه إسماعيل بن بكير حدث أيضا، ونصر بن عتيق كتب عنه المستغفري ومات سنة 384، والغضور بن عتيق عن مكحول، وعلي بن عتيق عن أبي بفردة، وعنه الثوري، وأحمد ومحمد ابنا عتيق بن حم النخشبيان مات محمد سنة 342 ومات أحمد بعد الستين وثلثمائة: محدثون. والعتقيون، كزفر: نسبة الى العتقاء وهم: عبد الله بن بشر الصحابي هكذا في النسخ بشر بالشين المعجمة وليس في الصحابة من اسمه عبد الله بن بشر، وإنما فيهم عبد الله بن بسر المازني، أحد من صلى الى القبلتين، وعبد الله بن بسر النضري شامي، فتأمل ذلك. ومنهم الحارث بن سعيد المحدث عن عبد الله بن منين، وعنه نافع بن يزيد، وابن لهيعة. ومنهم عبد الرحمن ب الفضل: قاضي تدمر، وعبد الرحمن بن القاسم بن خالد أبو عبد الله صاحب الإمام مالك بن أنس، فقيه مصر، روى عن مالك وبكر بن نصر وعبد الرحمن بن شريح، وعنه أصبغ وسحنون وعيسى بن شرود، صدوق، وله مسجد العتقاء بمصر معروف، كان مجاب الدعوة، كثير التفكر، توفي سنة 190. وفي الحديث: الطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف، بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة. وفي رواية: بعضهم أولى ببعض. وفي حديث حنين: خرج إليها ومعه الطلقاء وهم الذين خلى عنهم يوم فتح مكة، وأطلقهم، فلم يسترقهم. واحدهم طليق. قال ابن الأثير: وإنما ميز قريشا بهذا الاسم، حيث هو أحسن من العتقاء، وقد تقدم البحث فيه في ط ل ق. والعتقاء: جماع، فيهم من حجر حمير، ومن سعد العشيرة، ومن كنانة مضر، ومن غيرهم فمن حجر حمير: زبيد بن الحارث العتقي، وأبو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العتقي صاحب تاريخ المغاربة، كتب عنه عبد الغني بن سعيد. وراح عتيق بلا هاء. قال الأعشى:

وكسرى شهنشاه الذي سار ذكره    له ما اشتهى راح عتيق وزنبق وقال أيضا:

وكأن الخمر العتيق من الإس      فنط ممزوجة بمـاء زلال

صفحة : 6469

قال أبو حنيفة: فعيل هنا بمعنى مفعول، كما تقول: عين كحيل. وراح عتيقة وعاتق: لم يفض أحد ختامها، أو قديمة، أو شابة أول ما أدركت، وهذه عن الزمخشري، أو حبست زمانا في ظرفها، كما في اللسان. قال حسان رضي الله عنه:

كالمسك تخلطه بماء سحابة     أو عاتق كدم الذبيح مـدام وقال لبيد:

أغلي السباء بكل أدكن عاتـق     أو جونة قدحت وفض ختامها وفرس عتيق أي: رائع كريم، وسيأتي أيضا للمصنف قريبا. أو العتق، بالكسر، ويضم للموات كالخمر والتمر، والقدم للموات والحيوان جميعا. هذا قول بعض حذاق اللغويين، نقله صاحب اللسان. والعتاق، ككتاب، من الطير: الجوارح منها، الواحد عتيق. والعتاق من الخيل، ومن الإبل: النجائب منهما. ويقال: الأرحبيات العتاق، قال طرفة يصف ناقته:

تباري عتاقا ناجيات وأتبعـت     وظيفا وظيفا فوق مور معبد وإنما قيل: قنطرة عتيقة بالهاء وقنطرة جديد بلا هاء لأن العتيقة بمعنى الفاعلة والجديد بمعنى المفعولة، ليفرق بين ما له الفعل، وبين ما الفعل واقع عليه. والعتائق: قريتان إحداهما ة بنهر عيسى، والأخرى ة شرقي الحلة المزيدية. ويقال: عتق فلان بعد استعلاج، كضرب وكرم، فهو عتيق أي: رقت بشرته بعد الجفاء والغلظ نقله الجوهري. واقتصر على حد ضرب. وعتقت اليمين عليه تعتق: سبقت وتقدمت، وكذلك عتقت، ككرم، أي: قدمت ووجبت كأنه حفظها فلم يحنث. قال أوس بن حجر:

علي ألية عتقت قـديمـا     فليس لها وإن طلبت مرام أي: لزمتني. وقيل: أي: ليست لها حيلة - وإن طلبت - لا بكفارة ولا تحلة. وقال الفراء: عتق المال: صلح، حكاه عنه أبو عبيد في المصنف. وعتق الفرس: سبق فنجا عن ثعلب، فهو عاتق. وقالابن دريد: عتق الفرس ككرم: صار عتيقا. وعتق الشيء عتاقة، أي: قدم وصار عتيقا كعتق يعتق كنصر فهو عاتق. وفي اللسان: العتيق: القديم من كل شيء، حتى قالوا: رجل عتيق، أي: قديم. وفي الحديث: عليكم بالأمر العتيق أي: القديم الأول، ويجمع على عتاق، كشريف وشراف. ومنه حديث ابن مسعود: إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي أراد السور اللاتي أنزلت أولا بمكة، وأنها من أول ما تعلمه من القرآن. وعتقت الخمر: حسنت وقدمت، فهي عاتق وعتيق وعتاق كغراب وقد تقدم شاهد الأولين. والعاتق: الزق الواسع الجيد، كما في المحيط واللسان، وبه فسر بعضهم قول لبيد السابق. قال الأزهري: جعل العاتق زقا لما رآه نعتا للأدكن، وإنما أراد بالعاتق جيد الخمر وهو كقوله: أو جونة قدحت وإنما قدح ما فيها. وقال الجوهري: هو الزق الذي طابت رائحته، وقيل: هي المزادة الواسعة. والعاتق: الجارية أول ما أدركت وبلغت فخدرت في بيت أهلها، وقد عتقت تعتق فهي عاتق، مثل: حاضت فهي حائض. وقيل: هي التي لم تتزوج. وقال أبو حاتم: لم تبن الى زوج، وهو من البينونة، أي: لم تبن من أهلها الى زوج، قيل: سميت بذلك لأنها عتقت عن خدمة أبويها، ولم يملكها زوج بعد. قال الفارسي: وليس بقوي قال الشاعر:

أقيدي دما يا أم عمرو هرقته      بكفيك يوم الستر إذ أنت عاتق

صفحة : 6470

وقيل: هي التي قد بلغت أن تدرع، وعتقت من الصبا والاستعانة بها في مهنة أهلها. أو هي التي بين الإدراك والتعنيس. ويحكى أن جارية قالت لأبيها: اشتر لي لوطا أغطي به فرغلي قد عتقت عن الصبا، وبلغت أن أتزوج. والعاتق: موضع الرداء من المنكب ومنه قولهم: رجل أميل العاتق: إذا كان معوج موضع الرداء منه. أو ما بين المنكب والعنق مذكر لا غير، وهما عاتقان، قاله اللحياني وقد يؤنث، وليس بثبت. قال أبو عامر جد العباس بن مرداس:

لا صلح بيني فاعلموه ولا     بينكم ما حملت عاتقـي
سيفي، وما كنا بنجد ومـا    قرقر قمر الواد بالشاهق

هكذا أنشده الصاغاني، وأولهما:

لا نسب اليوم ولا خـلة     اتسع الفتق على الراتق وزعم بعضهم أن هذا البيت مصنوع وأنشده ابن بري هكذا، واستدل به على التأنيث قال: ومن روى البيت الأول:

اتسع الخرق على الراقع فهو لأنس بن العباس بن مرداس. وقال ابن فارس: العاتق: القوس التي قد تغير لونها. وقال غيره: هي القديمة المحمرة كالعاتقة والعاتكة. والعاتق من فرخ الطائر: فوق الناهض؛ وهو الذي يتحسر من ريشه الأول، وينبت له ريش جلذي، أي: شديد، يقال: أخذت فرخ قطاة عاتقا وذلك إذا طار واستقل. قال أبو عبيد: نرى أنه من السبق، كأنه يعتق، أي: يسبق. أو هو من فرخ القطا أو الحمام ما لم يسن ولم يستحكم، جمع الكل عواتق. ومنه حديث أم عطية رضي الله عنها: أمرنا أن نخرج العواتق وذوات الخدور تعني في العيد. وفي رواية الحيض والعتق، فهو مستدرك على المصنف. وعتقه بفيه عتقا إذا عضه. وعتق المال يعتقه عتقا: أصلحه فعتق هو أي صلح لازم متعد. وعتق الفرس عتقا: تقدم في السير، فهو عاتق وعتيق وهو من حد ضرب كما تقدم. وظاهر سياقه على ما هو اصطلاحه عند الإطلاق أنه من حد نصر. وأعتق فرسه: أعجلها وأنجاها ذكر الضمير الراجع الى الفرس أولا، ثم أنثها ثانيا تفننا. وقال أبو عمرو: أعتق قليبه: إذا حفرها وطواها وأجادها. وأعتق المال: إذا أصلحه عن الفراء. وأعتق موضعه: إذا حازه فصار له. والتعتيق: ضد التجديد. يقال: عتقت الشيء تعتيقا. والتعتيق: العض كما في اللسان. والمعتقة، كمعظمة: عطر وفي اللسان: ضرب من العطر. والمعتقة: الخمر القديمة التي عتقت زمانا. قال الأعشى:

وسبيئة مما تعتق بـابـل     كدم الذبيح سلبتها جريالها أي شربتها حمراء، وبلتها بيضاء، قاله أبو الدقيش. وابن أبي عتيق، كأمير: ماجن م معروف. قلت: واسمه عبد الرحمن، وقد روى عن أبيه عتيق، عن عائشة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. والعتق، بالكسر، وبضمتين: شجر للقسي العربية، عن أبي حنيفة، قال: يراد به كرم القوس لا العتق الذي هو القدم. وقال مرة - عن أبي زياد -: العتق: الشجر التي تعمل منها القسي. قال: كذا بلغني عنه. والذي نعرفه العثق، أي: بالثاء المثلثة. كما سيأتي. ومما يستدرك عليه: يقال: حلف بالعتاق، كسحاب، أي: الإعتاق. وقال أبو زيد: أعتق يمينه، أي: ليس لها كفارة. وفرس عاتق: سابق. ورجل معتاق الوسيقة: إذا طرد طريدة سبق بها. قال أبو المثلم يرثي صخرا:

حامي الحقيقة نسال الوديقة مع     تاق الوسيقة جلد غير ثنـيان ويروى: معناق بالنون وسيأتي. وكل شيء بلغ إناه فقد عتق. وعتيق الطير: البازي. قال لبيد رضي الله عنه:

فانتضلنا وابن سلمى قاعـد     كعتيق الطير يغضي ويجل

صفحة : 6471

والعتيق: الشحم. وامرأة عتيقة: جميلة كريمة. وقال ابن الأعرابي: كل شيء بلغ النهاية في جودة أو رداءة أو حسن أو قبح فهو عتيق، جمعه: عتق. ودنانير عتق: قديمة. وبكرة عتيقة: نجيبة كريمة. وقال أعرابي: لا نعد البكرة بكرة حتى تسلم من القرحة والعرةث، فإذا برئت منهما فقد عتقت. وعتق السمن وعتق، يعني: قدم، عن اللحياني. وجمع عاتق الإنسان: عتق وعتق وعواتق. ويقال: ثوب عتيق، أي: جيد الحبكة. والعواتق: النواحي، عن ابن عباد. وأعتق ديوانه: إذا استقام له. وأخذ منه شيئا. وعتيق بن علي: حدث عن أزدشير العبادي الواعظ الملقب بالأمير، المتوفى بعد التسعين وأربعمائة. وأبو سعيد عثمان بن عتيق الحرقي الغافقي، مولاهم المصري، أول من رحل في العلم من مصر الى العراق.

ع ث ق
العق، محركة أهمله الجوهري. وقال أبو زياد: شجر نحو القامة، وورقه شبه ورق الكبر، إلا أنه كثيف غليظ، ينبت في الشواهق. واحدته بهاء. وقال الفراء: العثق من الطريق: جادته. ويقال: أمست الأرض عثقة، محركة أي: مخصبة، نقله الصاغاني. وفي لغات هذيل: أعثقت الأرض: إذا أخصبت وقال أبو عمرو: سحاب متعثق ومنعثق: إذا اخلط بعضه ببعض كما في اللسان.

ع د س ق
العيدسوق أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن دريد: هي دويبة أي: من أحناش الأرض، هكذا هو في النسخ بالسين المهملة، والذي في العباب بالمعجمة، وهو الصواب.

ع د ق
عدقه يعدقه عدقا، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: أي: جمعه. وقال غيره: عدق بظنه عدقا: رجم به موجها رأيه الى ما لا يستيقنه. قال الليث: كعدق به تعديقا. وعدق يده عدقا: أدخلها في نواحي البئر والحوض، كطالب شيء ولا يراه. يقال: أعدق يدك بالماء فاطلبه كعدق، كفرح فيهما، وكذلك: أعدق بيده، وعودق نقله الصاغاني. والعودقة، والعودق: حديدة ذات شعب ثلاث يستخرج بها الدلو من البئر كالعدوقة بتقديم الدال على الواو ج: عدق، ككتب. والعدقة، محركة، وهذه عن ابن الأعرابي ج: عدق قال: وهي الخطاطيف التي يخرج بها الدلاء. ورجل عادق الرأي: ليس له صيور يصير إليه. أو العودقة هي اللبجةف، وهي حديدة لها خمسة مخالب تنصب للذئب، ويجعل فيها لحم، فتنشب في حلقه إذا اجتذبه، وهي مصيدة السباع. وقال ابن فارس: العين والدال والقاف ليس بشيء، وذكر العودقة، وعدق بظنه. وقال: ما أحسب لذلك شاهدا من شعر صحيح. ومما يستدرك عليه: العودق: طوق الكلب، وله شعب أيضا، نقله ابن عباد.

ع ذ ق

صفحة : 6472

العذق بالفتح: النخلة بحملها عند أهل الحجاز، ومنه الحديث: فلم يلبث أن جاء أبو الهيثم يحمل الماء في قربة يرعبها، ثم رقا عذقا له، فجاء بقنو فيه زهوه ورطبه، فأكلوا منه وشربوا من ماء الحسي. وفي حديث آخر: لا والذي أخرج العذق من الجريمة أي: النخلة من النواة. وفي الصحاح: ومنه: أنا عذيقها المرجب، وجذيلها المحكك وهو مصغر عذق، تصغير تعظيم. ج: أعذق وعذاق كأفلس وكتاب. ومن الأخير حديث أنس: فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أمي عذاقها أي: نخلاتها. والعذق، بالكسر: الكباسة وهي القنو منها وهي العرجون بما فيه من الشماريخ. ومنه الحديث: كم من عذق معلق لأبي الدحداح في الجنة وفي حديث عمر: لا قطع في عذق معلق. والعذق: العنقود من العنب نقله الليث، أو هو إذا أكل ما عليه، نقله ابن عباد ج: أعذاق وعذوق. وعذق: أطم بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام لبني أمية بن زيد من الأنصار. ومن المجاز: العذق: العز. يقال: في بني فلان عذق كهل، أي: عز قد بلغ غايته، وكذلك عذق يانع. قال ابن مقبل:

وفي غطفان عذق صدق ممنع     على رغم أقوام من الناس يانع وأصله الكباسة إذا أينعت، ضربت مثلا للعز القديم. وقال الليث: العذق من النبات: ذو الأغصان. وكل غصن له شعب. وخبراء العذق، كعنب هكذا ضبطه الأصمعي أو محركة: ع، بناحية الصمان، كثير السدر والماء. قال رؤبة:

للعد إذ أخلفها ماء الطرق
من القريين وخبراء العذق

يروى بالوجهين. وعذق الفحل عن الإبل يعذقها عذقا: إذا دفع عنها وحواها كما في العباب. وعذق الشاة يعذقها من حد نصر: إذا وسمها بالعذقة بالفتح، عن الليث ويكسر: اسم لعلامة تعلق على الشاة تجعل على لون تخالف لونها لتعرف بها، قاله الليث كأعذقها، وذلك إذا ربط في صوفها صوفة تخالف لونه يعرفها بها، وخص بعضهم به المعز. ومن المجاز: عذق فلانا بشر، أو قبيح: إذا رماه به ووسمه به، حتى عرف به، وهو من ذلك، كأنه جعله له علامة. وعذقه الى كذا: نسبه إليه عن ابن عباد. قال: وعذق البعير: إذا ثلط. قال: وعذق الإذخر: ظهرت ثمرته، كأعذق. وفي الحديث: قد أحجن ثمامها، وأعذق إذخرها، وأشر سلمها يعني مكة. قال ابن الأثير: والمعنى: صارت له عذوق وشعب، وقيل: أعذق: أزهر. واعتذق الرجل: إذا أسبل لعمامته عذبتين من خلف عن ابن الأعرابي، وكذلك اعتذب، وهو مما يعتقب فيه القاف والباء. واعتذق فلانا بكذا: إذا اختصه به. واعتذق بكرة من إبله: إذا أعلم عليها ليقبضها والعلامة عذقة، نقله الأزهري عن غير واحد سماعا. وقال ابن الفرج: العذقانة من النساء: السليطة البذية، وكذلك العقذانة، والشقذانة، والسلطانة. وفي نوادر الأعراب: رجل عذق بالقلوب ككتف أي: لبق. وطيب عذق أي: ذكي الريح. ومما يستدرك عليه: عذق بن طاب، سموا النخلة باسم الجنس، فجعلوه معرفة، ووصفوه بمضاف الى معرفة، فصار كزيد بن عمرو، وهو تعليل الفارسي. وقال ابن الأعرابي: عذق السخبر إذا طال نباته، وثمرته عذقه. والعذق: إبدا الرجل إذا أتى أهله. ويقال للذي يقوم بأمور النخل وتأبيره، وتسوية عذوقه وتذليلها للقطاف: عاذق. قال كعب بن زهير يصف ناقته:

تنجو وتقطر ذفراها على عنق     كالجذع شذب عنه عاذق سعفا

صفحة : 6473

وفي الصحاح: عذق عنه عاذق سعفا. وعذقت النخلة: قطعت سعفها. وعذقت، شدد للكثرة. وقال ابن الفرج: سمعت عراما يقول: كذبت عذاقته، وعذانته، وهي استه. ويقال: هو معذوق بالشر: أي موسوم به. وقال ابن عباد: نعجة عذقة: حسنة الصوف، ولا يقال: عنز عذقة. وأعذق الرجل: كثرت عذوقه، أي نخله. وأعذقت النخلة: كثرت أعذاقها.

ع ذ ل ق
تعذلق الرجل في مشيه أهمله الجوهري. وقال ابن عباد: إذا مشى مشيا متحركا. ونقل الأزهري عن ابن الأعرابي قال: العذلوق، كعصفور: الغلام الخفيف الروح، الحاد الرأس، وكذلك العسلوج، والغيذان، والشميذر لغة في الذعلوق وقد تقدم.

ع ر ق
العرق، محركة: رشح جلد الحيوان، وقيل: هو ما جرى من أصول الشعر من ماء الجلد، اسم للجنس لا يجمع، وهو في الحيوان أصل ويستعار لغيره قال الليث: لم أسمع للعرق جمعا، فإن جمع كان قياسه على فعل وأفعال، مثل جدث وأجداث. وفي حديث أهل الجنة: وإنما هو عرق يجري من أعراضهم وقد عرق، كفرح. ورجل عرق، كصرد: كثيره أي: العرق. وأما عرقة، كهمزة فبناء مطرد في كل فعل ثلاثي كضحكة وهزأة، وربما غلط بمثل هذا ولم يشعر بمكان اطراده، فذكر كما يذكر ما يطرد، فقد قال بعضهم: رجل عرق وعرقة: كثير العرق، فسوى بينهما، وعرق غير مطرد، وعرقة مطرد، كما ذكرنا. والعرق: ندى الحائط، وقد عرق عرقا: إذا ندي، وكذلك الأرض الثرية إذا نتح فيها الندى حتى يلتقي هو والثرى. وقال شمر: العرق: هو النفع والثواب. تقول العرب: اتخذت عنده يدا بيضاء، وأخرى خضراء، فما نلت منه عرقا، أي: ثوابا. وأنشد للحارث بن زهير العبسي يصف سيفا:

سأجعله مكان النون منـي     وما أعطيته عرق الخلال يقول: لم أعطه للمخالة والمودة كما يعطي الخليل خليله، ولكني أخذته قسرا، والنون: اسم سيف مالك ابن زهير، وكان حمل بن بدر أخذه من مالك يوم قتله، وأخذه الحارث من حمل بن بدر يوم قتله، وظاهر بيت الحارث يقضي بأنه أخذ من مالك سيفا غير النون، بدلالة قوله: سأجعله مكان النون أي: سأجعل هذا السيف الذي استفدته مكان النون. والصحيح في إنشاده:

ويخبرهم مكان النون مني لأن قبله:

سيخبر قومه حنش بن عمرو     إذا لاقاهـم وابـنـا بـلال والعرق في البيت بمعنى الجزاء. وقال غيره: عرق الخلال: ما يرشح لك الرجل به، أي: يعطيك للمودة. ومعنى البيت، أي: لم يعرق لي بهذا السيف عن مودة، وإنما أخذته منه غصبا، وفي بعض النسخ والتراب وهو غلط. أو العرق: قليله أي: القليل من الثواب، شبه بالعرق. والعرق: اللبن، سمي به لأنه عرق يتحلب في العروق، حتى ينتهي الى الضرع. قال الشماخ:

تغدو وقد ضمنت ضراتها عـرقـا     من ناصع اللون حلو الطعم مجهود

ورواه بعضهم: تصبح وقد ضمنت، وذلك أن قبله:

إن تمس في عرفط صلع جماجمه     من الأسالق عاري الشوك مجرود
تصبـح وقـد ضـمـنـت...

صفحة : 6474

فهذا شرط وجزاء. ورواه بعضهم: تضح وقد ضمنت على احتمال الطي. والرواية المعروفة غرقا جمع غرقة، وهي القليل من اللبن والشراب. وقيل هو القليل من اللبن خاصة، ويقال: إن بغنمك لعرقا من لبن، قليلا كان أو كثيرا، ويقال: عرقا من لبن، وهو الصواب. والعرق: كل صف من اللبن والآجر في الحائط. ويقال: قد بنى الباني عرقا وعرقين، وعرقة وعرقتين أي: صفا وصفين، والجمع أعراق. والعرق: الطرق في الجبال، كالعرقة بفتح فسكون. وقيل: العرق: آثار اتباع الإبل بعضها بعضا، واحدته عرقة. قال:

وقد نسجن بالفلاة عرقا وعرق التمر: دبسه لأنه يتحلب منه. والعرق: الزبيب نادر. والعرق: نتاج الإبل. يقال: ما أكثر عرق إبله. وقال أبو زيد: يقال: ما أكثر عرق غنمك: إذا كثر لبنها عند نتاجها. والعرق: النقع هكذا هو بالقاف في سائر النسخ، والصواب النفع بالفاء، وهو قول شمر، كما تقدم عند قوله والثواب، ولو ذكرهما في محل واحد كان أحسن. والعرق: السطر من الخيل، ومن الطير وهو الصف، الواحدة منهما عرقة. قال طفيل الغنوي يصف الخيل:

كأنهن وقد صدرن من عرق      سيد تمطر جنح الليل مبلول هكذا أنشده الصاغاني. وقال ابن بري: صدر الفرس فهو مصدر: إذا سبق الخيل بصدره. والعرق: الصف من الخيل ورواه ابن الأعرابي صدرن من عرق أي: صدرن بعد ما عرقن، يذهب الى العرق الذي يخرج منهن إذا أجرين، يقال: فرس مصدر: إذا كان يعرق صدره. وكل مضفور مصطف عرق، وعرقة. والعرق: السفيفة المنسوجة من الخوص وغيره قبل أن يجعل منه الزنبيل، أو الزنبيل نفسه. ومنه حديث المظاهر: فأتى بعرق فيه تمر وفي رواية: بعرق من تمر. قال الأزهري: هكذا رواه أبو عبيد بالتحريك ويسكن عن بعض المحدثين. والعرق: الشوط والطلق. يقال: جرى الفرس عرقا، أو عرقين، أي: شوطا أو شوطين. وفي المثل: لقيت منه عرق القربة، وهو كناية عن الشدة. قال الأصمعي: ولا أدري ما أصله، وزاد غيره: والمجهود والمشقة. قال ابن دريد: أي لقيت منه المجهود وأنشد لابن أحمر:

ليست بمشتمة تعـد وعـفـوهـا      عرق السقاء على القعود اللاغب

صفحة : 6475

أراد عرق القربة، فلم يستقم له الشعر؛ لأن القربة إذا عرقت خبث ريحها، أو لأن القربة ما لها عرق، فكأنه تجشم محالا قاله أبو عبيد، وبه فسر حديث عمر رضي الله تعالى عنه: لا تغالوا صدق النساء فإن الرجال تغالي بصداقها حتى تقول: جشمت إليك عرق القربة، أو علق القربة. والمعنى تكلفت إليك ما لم يبلغه أحد حتى تجشمت ما لا يكون؛ لأن القربة لا تعرق، وهذا مثل قولهم: حتى يشيب الغراب، ويبيض الفأر. أو عرق القربة: منقعتها أي: سيلان مائها، كأنه نصب وتكلف وتجشم وتعب حتى عرق كعرق القربة، قاله الكسائي. وقيل: أراد بعرق القربة عرق حاملها من ثقلها. وقيل: أراد أنه قصده وسافر إليه حتى احتاج الى عرق القربة، وهو ماؤها، يعني السفر إليها. أو عرق القربة: سفيفة يجعلها حامل القربة على صدره. وقال ابن الأعرابي: عرق القربة وعلقها واحد، وهو معلاق تحمل به القربة، وأبدلوا الراء من اللام، كما قالوا: لعمري ورعملي. وقال أيضا: أما عرق القربة فعرقك بها عن جهد حملها؛ وذلك لأن أشد الأعمال عندهم السقي. وأما علقها فما شدت به ثم علقت. القول الأول نقله عنه الصاغاني، والثاني صاحب اللسان، فتأمل. وقال غيره: معناه جشمت إليك النصب والتعب والغرم والمؤونة، حتى جشمت إليك عرق القربة أي: عراقها الذي يخرز حولها. ومن قال: علق القربة، أراد السيور التي تعلق بها. أو معناه: تكلف مشقة كمشقة حامل قربة يعرق تحتها من ثقلها. وقال الجوهري: العرق إنما هو للرجل لا للقربة، وأصله أن القرب إنما تحملها الإماء الزوافر، ومن لا معين له، وربما افتقر الرجل الكريم، واحتاج الى حملها بنفسه، فيعرق لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس، فيقال: تجشمت لك عرق القربة. ولبن عرق، ككتف: فسد طعمه عن عرق البعير المحمل عليه، وذلك أنه يحقن في السقاء ويعلق على البعير ليس بينه وبين جنب البعير وقاء، فيعرق البعير، ويفسد طعمه من عرقه، فتتغير رائحته، وقيل: هو الخبيث الحمض، وقد عرق عرقا. وعرق كفرح عرقا: إذا كسل. وحبان بن العرقة بكسر الحاء والراء وقد تفتح الراء عن الواقدي وهي أي: العرقة أمه ابنة سعيد بن سهم، واسمها قلابة والعرقة لقبها لقبت به لطيب ريحها. قال ذلك ابن الكلبي وهو حبان بن أبي قيس بن علقمة بن عبد مناف بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن بغيض بن عامر بن لؤي. وحبان هو الذي رمى سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه يوم الخندق وقال: خذها وأنا ابن العرقة، كما في كتب السير. والعرقة، محركة: الخشبة التي تعرض أي توضع معترضة بين سافي الحائط كما في الصحاح. ومنه حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: أنه رأى في المسجد عرقة، فقال: غطوها عنا قال الحربي: أظنها خشبة فيها صورة. والعرقة: الدرة التي يضرب بها. والعرقة: النسعة يشد بها الأسير، ج: عرق، وعرقات. قال أبو كبير الذلي:

نغدو فنترك في المزاحف من ثوى      ونقر في العرقات من لم يقـتـل وعرق العظم يعرقه عرقا، ومعرقا، كمقعد: إذا أكل ما عليه من اللحم نهشا بأسنانه. قال الشاعر:

أكف لساني عن صديقي فإن أجأ      إليه فإني عارق كل مـعـرق كتعرقه. ومنه الحديث: فناولته العضد، فأكلها حتى تعرقها، وهو محرم. واستعار بعضهم التعرق في غير الجواهر. أنشد ابن الأعرابي في صفة إبل وركب:

يتعرقون خلالهن وينثنـي      منها ومنهم مقطع وجريح

صفحة : 6476

أي: يستديمون حتى لا تبقى قوة ولا صبر، فذلك خلالهن، وينثني، أي: يسقط منها، ومنهم أي: من هذه الإبل. وعرق فلان في الأرض يعرق عرقا وعروقا أي ذهب. وظاهره أنه من حد نصر كما هو مقتضى اصطلاحه، وصرح الصاغاني أنه من حد ضرب، ومثله في الصحاح، حيث قال: عرق فلان في الأرض يعرق عروقا مثال جلس يجلس جلوسا. وعرق المزادة وكذلك السفرة يعرقها عرقا فهي معروقة: جعل لها عراقا بالكسر، وسيأتي معناه قريبا. والعرق بالفتح. والعراق كغراب: العظم الذي أكل لحمه، وقيل: أخذ معظم اللحم وهبره وبقي عليها لحوم رقيقة طيبة، فتكسر وتطبخ، وتؤخذ إهالتها من طفاحتها، ويؤكل ما على العظام من لحم رقيق وتتمشش العظام، ولحمها من أطيب اللحمان عندهم. وفي الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم دخل على أم سلمة وتناول عرقا، وصلى ولم يتوضأ وروى عن أم إسحاق الغنوية: أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة، وبين يديه ثريدة، قالت: فناولني عرقا وقيل: العرق، الفدرة من اللحم. ج أي: جمع العرق عراق ككتاب، حكاه ابن الأعرابي قال: وهو أقيس، وأنشد:

يبيت ضيفي في عراق ملس
وفي شمول عرضت للنحس

أي: ملس من الشحم. والنحس: الريح التي فيها غبرة. ويجمع العرق أيضا على عراق، مثل غراب وهو من الجمع العزيز. وقال ابن الأثير: نادر. ونقل الجوهري عن ابن السكيت: لم يجئ شيء من الجمع على فعال إلا أحرف منها: تؤام جمع توأم، وشاة ربى وغنم رباب، وظئر وظؤار، وعرق وعراق، ورخل ورخال، وفرير وفرار. قال: ولا نظير لها. قال الصاغاني: بل لها نظائر: نذل ونذال، ورذل ورذال، وبسط وبساط، وثني وثناء ذكرها ابن خالويه في كتاب ليس. قلت: وزاد ابن بري: وظهر وظهار. وبريء وبراء، فصارت الجملة اثنى عشر حرفا. أو العرق: العظم بلحمه، فإذا أكل لحمه فعراق. قال أبو القاسم الزجاجي: وهذا هو الصحيح، وكذلك قال أبو زيد في العراق، واحتج بقول أبي زبيد:

حمراء تبري اللحم عن عراقها أي: تبري اللحم عن العظم أو كلاهما لكليهما. والعراق والعراقة كغراب وغرابة: النطفة كما في العباب، زاد غيره من الماء، كالعرقاة وفي اللسان أن العراق جمع عراقة بهذا المعنى. والعراقة: المطرة الغزيرة. وقال ابن عباد: عراق الغيث: نباته في أثره. وفي الأساس: هو ما خرج من النبات على أثر الغيث. ورجل معرق العظام كمعظم، ومعروقها أي: قليل اللحم وكذلك معترقها، وسيأتي للمصنف قريبا، واقتصر الجوهري على المعروق والمعترق. ويقال: عظم معروق: إذا ألقي عنه لحمه، وأنشد أبو عبيد لبعضهم يخاطب امرأته:

ولا تهدي الأمر وما يليه     ولا تهدن معروق العظام وقد عرق، كعني، عرقا بالفتح. وقال ابن بري: معروق العظام، مثل العراق. والعرق بالفتح: الطريق يعرقه الناس من حد نصر، أي: تسلكه وتذهب فيه حتى يستوضح ويبين سمي بالمصدر. والعرق، بالكسر للشجر معروف، وهو أطناب تشعب منه. وعرق البدن من الحيوان م وهو الأجوف الذي يكون فيه الدم، والعصب غير الأجوف. وفي الحديث: إن ماء الرجل يجري من المرأة إذا واقعها في كل عرق وعصب. ج: عروق، وأعراق، وعراق، الأخيرة بالكسر. يقال: تداركه أعراق خير، وأعراق شر. قال الشاعر:

جرى طلقا حتى إذا قيل سابق     تداركه أعراق سوء فبـلـدا

صفحة : 6477

وفي الحديث: من أحيا أرضا ميتة فهي له، وليس لعرق ظالم حق أي: لذي عرق ظالم حق، وهو الذي يغرس فيها غرسا على وجه الاغتصاب ليستوجبها بذلك. ويروى: لعرق ظالم بالإضافة: قال أبو علي: هذه عبارة اللغويين، وإنما العرق المغروس، أو الموضع المغروس فيه، وفي حديث عكراش بن ذؤيب: فقدمت بإبل كأنها عروق الأرطى قال الأزهري: عروق الأرطى طوال حمر ذاهبة في ثرى الرمال الممطورة في الشتاء، تراها إذا انتثرت واستخرجت من الثرى حمرا ريانة مكتنزة ترف يقطر منها الماء، فشبه الإبل في حمرة ألوانها وسمنها واكتناز لحومها وشحومها بعروق الأرطى. وفي حديث آخر: انظر في أي نصاب تضع ولدك، فإن العرق دساس. والعرق: أصل كل شيء وما يقوم عليه. والعرق: الأرض الملح التي لا تنبت، وسيأتي قريبا ما يخالفه. والعرق: الجبل والجمع العروق. وقيل: هو الجبل الغليظ المنقاد في الأرض يمنعك من علوه ولا يرتقى لصعوبته وليس بطويل. وقيل: الجبل الصغير المنفرد فهو ضد. قال الشماخ:

ما إن تزال لها شـأو يقـدمـهـا      مجرب مثل طوط العرق مجدول ويقال: إنه لخبيث العرق، أي: الجسد وكذلك السقاء. والعرق: ع على فراسخ من هيت، كان به عيون ماء. والعرق: اللبن يقال: ناقة دائمة العرق، أي: الدرة، وقيل: دائمة اللبن. والعرق أيضا: النتاج الكثير عن ابن الأعرابي. يقال: ما أكثر عرق إبلك وغنمك، أي: لبنها ونتاجها. والعرق: لقب الحسين. وفي التبصير: الحسن بن عبد الجبار حكى عنه قاسم النوشجاني. والعرق: السبخة تنبت الطرفاء. ونص أبي حنيفة: تنبت الشجر، وهذا مع قوله آنفا: الأرض الملح لا تنبت، ضد، وكان ينبغي أن ينبه على ذلك. والعرق: الحبل الرقيق من الرمل المستطيل مع الأرض، أو: هو المكان المرتفع، ج: عروق. وذات عرق: موضع بالبادية كان يقال له قبل الإسلام: عرق، وهو ميقات العراقيين، وهو الحد بين نجد وتهامة. ومنه الحديث: أنه وقت لأهل العراق ذات عرق وهو منزل من منازل الحاج، يفحرم أهل العراق بالحج منه، سمي به لأن فيه عرقا، وهو الجبل الصغير، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يسلمون ويحجون، فبين ميقاتهم، قال:

ألا يا نخلة من ذات عرق     عليك ورحمة الله السلام وقال ابن السكيت: ما دون الرمل الى الريف من العراق، يقال له: عراق وما بين ذات عرق الى البحر: غور وتهامة، وطرف تهامة من قبل الحجاز مدارج العرج، وأولها من قبل نجد مدارج ذات عرق. وعرق: واد لبني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، قال جرير:

نهوى ثرى العرق إذ لم نلق بعدكم    كالعرق عرقا ولا السلان سلانا السلان: واد لبني عمرو بن تميم. والعرقان: موضعان بالبصرة وهما عرق ناهق، وعرق ثادق. قال شظاظ الضبي اللص:

من مبلغ الفتيان عـنـي رسـالة     فلا يهلكوا فقرا على عرق ناهق

صفحة : 6478

وعرقة، بهاء: د، بالشام، وهو حصن شرقي طرابلس، وهي آخر أعمال دمشق، وسيأتي للمصنف أيضا قريبا ذلك. والعروق الصفر: نبات للصباغين نقله الجوهري فارسيته: زرد جوبه أي: الخشب الأصفر. أو هو الهرد. أو هو الماميران الصيني. أو الكركم الصغير وكل ذلك متقارب. والعروق البيض: نبات آخر مسمنة للنساء، وتسمى المستعجلة. والعروق الحمر: الفوة يصبغ بها. والعرق، بضمتين: جمع عراق بالكسر لشاطئ البحر على طوله، نقله الليث، وهو ككتاب وكتب، قال: وبه سمي العراق عراقا، كما سيأتي. والعروق: تلال حمر قرب سجا وسجا بالجيم: ماء بنجد في ديار بني كلاب، قاله أبو عمرو. والعراق ككتاب: جوف الريش. قال النظار:

وكف أطراف العراق الخرج
كمثل خط الحاجب المزجج

وقال أيضا: العراق: مياه لبني سعد بن مالك وبني مازن. والعراق: شاطئ الماء أو شاطئ البحر خاصة، زاد الليث طولا أي على طول البحر. والعراق: الخرز المثني في أسفل المزادة والراوية، نقله الليث، والجميع: العرق، والأعرقة، وهو من أوثق خرز في المزادة. قال عمرو بن أحمر يصف قطاة سقت فرخها:

من ذي عراق نيط في جوزها     فهو لطيف طيه مضطمـر وقال أبو زيد: إذا كان الجلد أسفل الإداوة مثنيا، ثم خرز عليه، فهو عراق، والجمع عرق. وقيل: عراق القربة: الخرز الذي في وسطها. وقال يونس: رأيت أعرابيا يرقص ابنه، ويقول:

يربوع ذا القنازع الدقاق
والودع والأحوية الأخلاق
بي بي أرياقك من أرياق
وحيث خصياك الى المآق
وعارض كجانب العراق

قال: شبه أسنانه في حسن نبتتها واصطفافها على نسق واحد بعراق المزادة؛ لأن خرزه متسرد مستو. وقال الأصمعي: العراق: الطبابة، وهي الجلدة التي تغطى بها عيون الخرز، وقيل: هو الذي يجعل على ملتقى طرفي الجلد إذا خرز في أسفل القربة، فإذا سوي ثم خرز عليه غير مثني فهو طباب. والعراق: قطر الجبل وحده عن ابن عباد. والعراق: بقايا الحمض، كالعرق بالكسر فيهما أي: في المعنيين ومنه إبل عراقية ترعى بقايا الحمض. وأورد الأزهري - بعد قوله: العراق: مياه بني سعد بن مالك وبني مازن - ويقال: هذه إبل عراقية ولم يفسر، وظاهر سياقه أنه منسوبة الى تلك المياه، ويقرب من ذلك تفسير قول الشاعر، أنشده ابن الأعرابي:

إذا استنصل الهيف السفا برحت به      عراقية الأقياظ نجد الـمـرابـع وهي التي تطلب الماء في القيظ. وقيل: هي منسوبة الى العراق الذي هو شاطئ الماء، ونجد هنا جمع نجدي، كفارسي وفرس. وقال أبو زيد: كل ما اتصل بالبحر من مرعى فهو عراق. وإبل عراقية: منسوبة الى العراق، على غير قياس. والعراق من الظفر: ما أحاط به من اللحم. والعراق من الأذن: كفافها. وقال ابن بري: العراق من الدار: فناؤها، ومنه قول الشاعر:

وهل بلحاظ الدار والصحن معلم    ومن آيها بين العراق تـلـوح

صفحة : 6479

اللحاظ هنا: فناء الدار أيضا. والعراق من السفرة: خرزها المحيط بها، وقد عرقها فهي معروقة: جعل لها عراقا. والعراق من الركيب، أي: النهر: الذي يدخل منه الماء الحائط، حاشيته من أدناه الى منتهاه. والعراق من الحشا: ما فوق السرة معترضا بالبطن. جمع الكل: أعرقة، وعرق بالضم وبضمتين. والعراق: بلاد، م معروفة من فارس، حدها من عبادان الى الموصل طولا، ومن القادسية الى حلوان عرضا. وقال الجوهري: تذكر وتؤنث. قال ابن دريد: ذكروا أن أبا عمرو بن العلاء كان يقول: سميت بها لتواشج عراق هكذا في النسخ، وصوابه عروق النخل والشجر فيها كأنه أراد عرقا ثم جمع عراقا، أو لأنه استكف أرض العرب. قال ابن دريد: زعموا، وهكذا يقول الأصمعي، أو سمي بعراق المزادة لجلدة تجعل على ملتقى طرفي الجلد إذا خرز في أسفلها؛ لأن العراق بين الريف والبر، أو لأنه على عراق دجلة والفرات عداء أي: شاطئهما تتابعا حتى يتصل بالبحر، قاله الليث. أو هي معربة إيران شهر، ومعناه كثيرة النخل والشجر فعربت فقيل عراق، هكذا نقلوه. وعندي في معناه نظر. وقال الأزهري: قال أبو الهيثم: زعم الأصمعي أن تسميتهم العراق اسم أعجمي معرب، إنما هو إيران شهر، فأعربته العرب، فقالت: عراق، وإيران شهر: موضع الملوك. قال أبو زبيد:

مانعي بابة العراق من النا      س بجرد تغدو بمثل الأسود والعراقان: الكوفة والبصرة نقله الجوهري. وعرقوة الدلو بفتح العين كترقوة، ولا يضم أوله قال الجوهري: وإنما تضم فعلوة إذا كان ثانيها نونا مثل عنصوة، وكذا عرقاتها بفتح فسكون بمعنى واحد، وهي الخشبة المعروضة عليها، وشاهد الأخير قول الشاعر:

احذر على عينيك والمشافر
عرقاة دلو كالعقاب الكاسر

شبهها بالعقاب في ثقلها. وقيل: في سرعة هويها.والعرقوتان: خشبتان يعرضان عليها أي: على الدلو كالصليب، نقله الأصمعي. وأيضا هما خشبتان تضمان ما بين واسط الرحل والمؤخرة. وقال الليث: للقتب عرقوتان، وهما خشبتان على عضديه من جانبيه ج: العراقي. قال رؤبة:

سجلك سجل مترع الأتآق
رحب الفروغ مكرب العراقي

وقال عدي بن زيد العبادي يصف مهرا:

فهي كالدلو بكف المستقـي     خذلت منها العراقي فانجذم أراد بقوله: منها: الدلو، وبقوله: انجذم: السجل؛ لأن السجل والدلو واحد. وفي الحديث: رأيت كأن دلوا دلي من السماء فأخذ أبو بكر بعراقيها فشرب. قال الجوهري: وإن جمعت بحذف الهاء قلت: عرق، وأصله عرقو، إلا أنه فعل به ما فعل بثلاثة أحق في جمع حقو. وفي اللسان بعد قوله: وأصله عرقو، إلا أنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم، إنما تخص بهذا الضرب الأفعال، نحو: سرو، وبهو، ودهو. هذا مذهب سيبويه وغيره من النحويين، فإذا أدى قياس الى مثل هذا في الأسماء رفض، فعدلوا الى إبدال الواو ياء، فكأنهم حولوا عرقوا الى عرقي، ثم كرهوا الكسرة على الياء، فأسكنوها، وبعده النون ساكنة، فالتقى ساكنان، فحذفوا الياء، وبقيت الكسرة دالة عليها وثبتت النون إشعارا بالصرف، فإذا لم يلتق ساكنان ردوا الياء، فقالوا: رأيت عرقيها، كما يفعلون في هذا الضرب من التصريف. أنشد سيبويه:

حتى تقضي عرقي الدلي وذات العراقي: الداهية، لأن ذات العراقي هي الدلو، والدلو من أسماء الداهية، يقال: لقيت منه ذات العراقي. قال عوف بن الأحوص:

لقيتم من تدرئكم عـلـينـا     وقتل سراتنا ذات العراقي

صفحة : 6480

ويقال: هي مأخوذة من عراقي الآكام، وهي التي غلظت جدا لا ترتقى إلا بمشقة. وقال الليث: العرقوة: كل أكمة منقادة في الأرض كأنها جثوة قبر مستطيلة. وقال ابن شميل: العرقوة: أكمة تنقاد ليست بطويلة من الأرض في السماء، وهي على ذلك تشرف على ما حولها، وهو قريب من الأرض أو غير قريب، وهي مختلفة؛ مكان منها لين، ومكان منها غليظ، وإنما هي جانب من الأرض مستوية مشرف على ما حوله. وقال غيره: العراقي: ما اتصل من الآكام وآض كأنه جرف واحد طويل على وجه الأرض. وأما الأكمة فإنها تكون ملمومة. والعرقاة بالفتح ويكسر، وكذلك العرقة، بالكسر: الأصل. قال أوس بن حجر:

تكنفها الأعداء من كل جانب     لينتزعوا عرقاتنا ثم يرتعوا أو: أصل المال، أو: أرومة الشجر التي تتشعب منها العروق، وهي التي تذهب في الأرض سفلا من عروق الشجر في الوسط. وقولهم: استأصل الله عرقاتهم أي: شأفتهم إن فتحت أوله فتحت آخره، وهو الأكثر، وإن كسرته كسرته أي: آخره على أنه جمع عرقة بالكسر قال الليث: ينصبون التاء رواية عنهم، ولا يجعلونه كالتاء الزائدة في جمع التأنيث. وقال الأزهري: عرقاتهم بالكسر جمع عرق كأنه عرق وعرقات، كعرس وعرسات؛ لأن عرسا أنثى، فيكون هذا من المذكر الذي جمع بالألف والتاء، كسجل وسجلات، وحمام وحمامات. ومن قال: عرقاتهم أجراه مجرى سعلاة، وقد يكون عرقاتهم جمع عرق وعرقة، كما قال بعضهم: رأيت بناتك، شبهوها بهاء التأنيث التي في فتاتهم وقناتهم؛ لأنها للتأنيث، كما أن هذه له. والذي سمع من العرب الفصحاء عرقاتهم بالكسر. قال: ومن كسر التاء في موضع النصب، وجعلها جمع عرقة فقد أخطأ. قال ابن جني: سأل أبو عمرو أبا خيرة عن قولهم هذا، فنصب أبو خيرة التاء من عرقاتهم فقال له أبو عمرو: هيهات أبا خيرة، لان جلدك، وذلك لأن أبا عمر استضعف النصب بعدما كان سمعها منه بالجر، قال: ثم رواها أبو عمر فيما بعد بالجر والنصب، فإما أن يكون سمع النصب من غير أبي خيرة ممن ترضى عربيته، وإما أن يكون قوي في نفسه ما سمعه من أبي خيرة من النصب، ويجوزأن يكون أقام الضعف في نفسه، فحكى النصب على اعتقاده ضعفه. وعريق كزبير: ع، بين البصرة والبحرين. قال:

يا رب بيضاء لهـا زوج حـرض
حلالة بـين عـريق وحـمــض
ترميك بالطرف كما يرمى الغرض

وعرقة، بالكسر: د، بالشام وقد تقدم أنه شرقي طرابلس، وأنه حصن، وفيه تكرار، كما أشرنا إليه. منه عروة بن مروان العرقي المسند، روى عن زهير بن معاوية، وموسى بن أعين. وواثلة بن الحسن عن كثير بن عبيد وغيره العرقيان نسبا الى هذا الحصن. وعبد الرحمن بن عرق، بالكسر الحمصي اليحصبي وابنه محمد: تابعيان، روى محمد عن عبد الله بن بشر وعن بقية وجماعة، وثق. وإبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي: محدث قلت: ووالده محمد هذا هو ابن عبد الرحمن المذكور، ولكن عبارة المصنف توهم أنه رجل آخر، بل هو حفيد عبد الرحمن. وفاته - مع ذلك -: أحمد بن محمد بن الحارث بن محمد المذكور، روى عن أبيه، وعنه الطبراني، قاله ابن الأثير. وأحمد بن يعقوب المقرئ البغدادي، عرف بابن أخي العرق، روى عن داود بن رشيد، عن حفص بن غياث، مات سنة 301. وعريقة كجهينة: ع، وله يوم نقله الصاغاني. قال ابن الأعرابي: عريقة: بلاد باهلة بيذبل والقعاقع. وأعرق الرجل: أتى العراق وفي الصحاح: صار الى العراق، وأنشد للممزق العبدي:

صفحة : 6481

فإن تتهموا أنجد خلافـا عـلـيكـم     وإن تعمنوا مستحقبي الحرب أعرق وأنشد الصاغاني للأعشى:

أبا مالك سار الذي قد صنعتم      فأنجد أقوام بذاك وأعرقـوا وأعرق الرجل: صار عريقا، وهو الذي له عرق في الكرم، وكذلك الفرس. يقال ذلك في اللؤم وفي الكرم جميعا، وقد عرق فيه أعمامه وأخواله، وفي حديث عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: إن امرأ ليس بينه وبين آدم أب حي لمعرق له في الموت. أي: يصير له عرق فيه، يعني أنه أصيل، كما يقال: إنه لمعرق له في الكرم، أي: له عرق في ذلك يموت لا محالة. قالت قتيلة بنت النضر بن الحارث، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قتل أباها صبرا:

أمحمد ولأنت ضنء نـجـيبة     في قومها والفحل فحل معرق وأعرق الشجر: اشتدت، هكذا في سائر النسخ ومثله في العباب، والصواب: امتدت عروقه كذا في المحكم، وزاد الأزهري: في الأرض. وأعرق الشراب: جعل فيه عرقا من الماء بالكسر، أي: قليلا ليس بالكثير، فهو طلاء معرق ومعرق كمعظم ومكرم فيه لف ونشر غير مرتب ومعروق مثله، وسيأتي ذكر فعل الثاني، ولم يذكر للثالث فعلا، قال البرج بن مسهر:

رفعت برأسه وكشفت عنه     بمعرقة ملامة من يلـوم وأنشد ابن الأعرابي للقطامي:

ومصرعين من الكلال كـأنـمـا      شربوا الغبوق من الطلاء المعرق وقال اللحياني: أعرقت الكأس: ملأتها. وأعرق في الدلو إعراقا: جعل الماء فيها دون الملء، قاله أبو صفوان كعرق فيهما تعريقا أي: في الشراب والدلو، قال ابن الأعرابي: أعرقت الكأس وعرقتها: إذا أقللت ماءها. وعرقت في السقاء والدلو وأعرقت: جعلت فيهما ماء قليلا، وأنشد:

لا تملأ الدلو وعرق فيهما
ألا ترى حبار من يسقيها

حبار: اسم ناقته. وقال غيره: عرقت الكأس: مزجتها، فلم يعين بقلة ماء ولا كثرة. والمعرقة، كمحسنة هكذا ضبطه أبو سعيد، وضبطه أهل الحديث مثل محدثة، وصوب ابن الأثير التخفيف: طريق الى الشأم على ساحل البحر كانت قريش تسلكها إذا سارت الى الشأم، وفيه سلكت عير قريش حين كانت وقعة بدر، ومن هذا قول عمر لسلمان رضي الله عنهما: أين تأخذ إذا صدرت? أعلى المعرقة، أم على المدينة?. ورجل معترق ومعروق ومعرق، كمعظم: قليل اللحم مهزول، وكذلك فرس معروق ومعترق: إذا لم يكن على قصبه لحم، ويستحب من الفرس أن يكون معروق الخدين، قال:

قد أشهد الغارة الشعواء تحملنـي     جرداء معروقة اللحيين سفرحوب ويروى: معروقة الجنبين. وإذا عري لحياها من اللحم فهو من علامات عتقها. واستغرق: تعرض للحر كي يعرق قاله ابن فارس: قال الزمخشري: وذلك إذا نام في المشرقة واستغشى ثيابه. والعوارق: الأضراس صفة غالبة. والعوارق: السنون، لأنها تعرق الإنسان، وقد عرقته تعرقه: أخذت منه، قال:

أجارتنا كل امرئ ستصـيبـه     حوادث، إلا تبتر العظم تعرق وصارعه فتعرقه: إذا أخذ رأسه فجعله تحت إبطه فصرعه بعد. وابن عرقان، بالكسر: رجل من العرب. والعرقان: ع قريب من البصرة، وينبغي أن تكسر نونه فإنه مثنى عرق. وعارق: لقب قيس بن جروة الأجئي الطائي، لقب بذلك لقوله:

فإن لم نغير بعض ما قد صنعتم     لأنتحين العظم ذو أنا عارقـه

صفحة : 6482

ويروى: فإن لم تغير بعض ويروى: لأنتحين للعظم. وذو بمعنى الذي في لغتهم. والأعراق: ع نقله صاحب اللسان وغيره، وقد أهمله ياقوت في معجمه. ومما يستدرك عليه: أعرقت الفرس وعرقته: أجريته ليعرق، وفرس معرق: إذا كان مضمرا يقال: عرق فرسك تعريقا، أي: أجره حتى يعرق ويضمر، ويذهب رهل لحمه. ومعارق الرمل: آباطه على التشبيه بمعارق الحيوان. والعرب تقول: إن فلانا لمعرق له في الكرم، وقد عرق فيه أعمامه وأخواله، كأعرق. وإنه لمعروق له في الكرم على توهم حذف الزائد. والعريق من الخيل: الذي له عرق في الكرم. وغلام عريق: نحيف الجسم، خفيف الروح. والعرق، بضمتين: أهل السلامة في الدين، عن ابن الأعرابي. وعرق الشجر وتعرق: امتدت عروقه في الأرض، كما في المحكم والعباب. وكذلك اعترق. واستعرق: إذا ضرب بعروقه في الأرض، كما في الأساس. وعروق الأرض: شحمتها، وأيضا مناتح ثراها. وقول امرئ القيس:

الى عرق الثرى وشجت عروقي قيل: يعني بعرق الثرى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. ويقال فيه: عرق من حموضة وملوحة، أي: شيء يسير. واستعرقت إبلكم: أتت العرق، وهي السبخة تنبت الشجر، قاله أبو حنيفة. وقال أبو زيد: استعرقت الإبل: إذا رعت قرب البحر. وكل ما اتصل بالبحر من مرعى فهو عراق. وعمل رجل عملا، فقال له بعض أصحابه: عرقت فبرقت. فمعنى برقت لوحت بشيء لا مصداق له، ومعنى عرقت: قللت. وفي النوادر: تركت الحق معرقا وصادحا وسانحا، أي: لائحا بينا. ويقال: ما هو عندي بعرق مضنة، أي: ما له قدر، والمعروف علق مضنة، إنما يستعمل في الجحد وحده. قال ابن الأعرابي: هما بمعنى واحد. يقال ذلك لكل ما أحبه. واعترق العظم، مثل تعرقه: أكل ما عليه. وتعرقته الخطوب: أخذت منه، وأنشد سيبويه:

إذا بعض السنين تعرقتنا     كفى الأيتام فقد أبي اليتيم أنث لأن بعض السنين سنون، كما قالوا: ذهبت بعض أصابعه. والعرقة، بالفتح: الفدرة من اللحم. والمعرق، كمنبر: حديدة يبرى بها العراق من العظام. يقال: عرقت ما عليه من اللحم بمعرق، أي: بشفرة. وأعرقه عرقا: أعطاه إياه، ويقال: ما أعرقته شيئا، وما عرقته، أي: ما أعطيته. وأنشد ثعلب:

أيام أعرق بي عام المعاصيم فسره فقال معناه: ذهب بلحمي. قال: وقال: عام المعاصيم ضرورة. وقال أبو عمرو: العراق ككتاب: تقارب الخرز، يضرب مثلا للأمر، يقال: لأمره عراق: إذا استوى. واعترقوا: أخذوا في بلاد العراق، حكاه ثعلب. وعرقيت الدلو عرقاة: جعلت له عرقوة، وشددتها عليها، نقله الجوهري. واعترق الناقة: أخذها، وزم على خطامها. ويقال: تعرق في ظل ناقتي، أي: امش في ظلها، وانتفع به قليلا قليلا. وقال ابن عباد، والزمخشري: يقال للفرس عند استلال العرق والصنعة: احمله على المعراق الأعلى، والمعراق الأسفل، أي: الشدين، الشديد والدون. وعرقوة: علم لحزيز أسود في رأسه طمية. وعريقية: من مياه بني العجلان. وأعرق ليلة في السنة: أكثرها لبنا. واتخذت ثوبي هذا معرقا، أي: شعارا ينشف العرق لئلا ينال ثياب الصينة. وعرقت إليه بخير، أي: نديت. والعراقي: التراقي بلغة اليمن، كما في اللسان. والعراقة، مشددة: ما يوضع تحت كلة السرج والبرذعة. والعرقية، محركة: ما يلبس تحت العمامة والقلنسوة، مولدة. وابن العريق، كما مر هو جعفر بن محمد الإسكندراني، ذكره السلفي في تعاليقه، وضبطه.