الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل التاسع عشر: فصل العين مع القاف: الجزء الثاني

فصل العين مع القاف

الجزء الثاني

 ع ز ق

صفحة : 6483

عزق الأرض خاصة هكذا قيده أبو عبيد، قال: ولا يقال ذلك لغير الأرض يعزقها عزقا: شقها وكربها. والمعزق، والمعزقة، كمنبر، ومكنسة: آلة كالقدوم، أو أكبر منها لعزق الأرض. قال ابن بري: المعزقة: ما تعزق به الأرض، فأسا كانت أو مسحاة أو شكة، قال: وهي البيلة المعفقة. وقال بعضهم: المعازق هي الفؤوس، واحدها معزقة، وهي فأس لرأسها طرفان. وأنشد المفضل:

يا كف ذوقي نزوان المعزقه وقال ذو الرمة:

نثير بها نقع الكـلاب وأنـتـم     تثيرون قيعان القرى بالمعازق وأنشده ابن دريد ولم يعزه. وقال ابن الأعرابي: المعزقة: المذراة التي يذرى بها الطعام، وأنشد الليث:

إني ورثت أبي سلاحا كاملا     وورثت معزقة وجرد سلاح والعزق، بضمتين: مذرو الحنطة. والعزق أيضا: السيئو الأخلاق واحدهم عزق، ككتف. وعزق به: كفرح: لصق مثل عسق به. وعزق كنصر عزقا: أسرع في العدو. وعزق الخبر عني عزقا: حبسه عني. وعزقته ضربا: أثخنته. وقال ابن دريد: العزيق كأمير: المطمئن من الأرض لغة يمانية. والعزاقة، كجبانة: الاست عن ابن دريد. والعزوق، كجرول وصبور: حمل الفستق في السنة التي لا ينعقد لبه، وهو دباغ، قاله الليث، وأنشد:

ما تصنع العنز بذي عزوق     يثيبها في جلدها العـزوق وذلك أنه يدبغ جلدها بالعزوق. وقال ابن الأعرابي: العزوق الفستق: أو حمل شجر فيه بشاعة الطعم، نقله ابن دريد. قال: وربما سمي الفستق الفارع عزوقا، هكذا يقوله الخليل. والعزق ككتف: العسر الخلق كالمتعزق. يقال: رجل عزق ومتعزق: فيه شدة وبخل وعسر في خلقه، قاله الليث. ويقال: هو عزق زنق زعق نزق. وقال ابن فارس: العين والزاي والقاف ليس فيه كلام أصل، وذكر العزق، والمتعزق، وبيتا أنشده ابن دريد، ثم قال: وكل هذا في الضعف قريب بعضه من بعض. قال: وأعجب منه اللغة اليمانية التي يدلسها أبو بكر الدريدي، قال: ولا نقول تمنيا إلا جميلا، رضي الله عنهم أجمعين. ومما يستدرك عليه: رجل عزوق، كجرول: بخيل متعسر. والعزوقة: التقبض. وأرض معزوقة: شقت للزراعة. وعزقه عزقا: حفره حتى خرج الماء منها. وأعزق: عمل بالمعزقة. وفي الحديث: لا تعزقوا أي: لا تقطعوا. وعزقت القوم تعزيقا: إذا هزمتهم وقتلتهم. والعزق: كناية عن الأكل، مولدة.
ع س ب ق
العسبق، كزبرج أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: شجر مر الطعم. وقال غيره: طوله مثل قعدة الرجل تداوى به الجراحات، ولم يذكره الدينوري أيضا.
ع س ق
عسق به، كفرح عسقا: لصق به ولزمه. ويقال: أولع به، كما في الصحاح. ويقال: عسق عليه جعل فلان: إذا ألح عليه فيما يطلبه به، وفي اللسان: فيما يطالبه كتعسق به في الكل. قال رؤبة:

إلفا وحبا طالما تعسقا وعسقت الناقة على الفحل ونص الخليل فيما نقله الجوهري بالفحل: إذا أربت عليه، وكذلك الحمار بالأتان. قال رؤبة:

فعف عن أسرارها بعد العسق
ولم يضعها بين فرك وعشـق

والعسق محركة: الالتواء وعسر الخلق وضيقه. يقال: في خلقه عسق: أي التواء، هذا إذا وصف بسوء الخلق وضيق المعاملة. والعسق: الظلمة مثل الغسق عن ثعلب، وأنشد:

إنا لنسمو للعدو حنـقـا
بالخيل أكداسا تثير عسقا

صفحة : 6484

كنى بالعسق عن ظلمة الغبار. والعسق: العرجون الرديء قاله الليث، وهي لغة بني أسد. وقال ابن الأعرابي: العسق بضمتين: عراجين النخل. قال: والعسق: المتشددون على غرمائهم في التقاضي. قال: والعسق: اللقاحون. وقال أبو حنيفة العسيقة، كسفينة: شراب رديء كثير الماء. وفي المحكم: فأما قول سحيم:

فلو كنت وردا لونه لعسقنني     ولكن ربي شانني بسـواديا فليس بشيء، إنما قلب الشين سينا لسواده، وضعف عبارته عن الشين، وليس ذلك بلغة، إنما هو كاللثغ. قال صاحب اللسان: هذا قول ابن سيده، والعجب منه كونه لم يعتذر عن سائر كلماته بالشين، وعن شانني في البيت نفسه، أو يجعلها من عسق به، أي: لزمه. قال: ومن الممكن أن يكون - رحمه الله - ترك الاعتذار عن كلماته بالشين عن لفظة شانني في البيت لأنها لا معنى لها، واعتذر عن لفظة عسقنني لإلمامها بمعنى لزق ولزم. فأراد أن يعلم أنه لم يقصد هذا المعنى، وإنما هو قصد العشق لا غير، وإنما عجمته وسواده أنطقاه بالسين في موضع الشين، والله أعلم.

ع س ل ق
العسلق، كجعفر، وزبرج، وعلابط، وعملس أهمله الجوهري. وقال أبو عمرو بالضبط الأول، هو: السراب بالسين المهملة. وقال ابن دريد، وابن بري: بالضبط الأول والثاني، هو: الذئب، وقيل: الأسد، وبالضبط الأخير قيل: هو الظليم. وبه فسر ثعلب قول الأعشى:

وأرحلنا بالجو عنـد حـوارة    بحيث يلاقي الآبدات العسلق وقيل: هو هنا الذئب، وقيل: الأسد. وقال الليث: كل سبع جريء على الصيد يقال له: عسلق بالضبط الأول والأخير. وقال ابن عباد: هو بالضبط الأخير المشوه الخلق. وبالضبط الثالث والأخير: هو الخفيف، وقيل: الطويل العنق، ويروى بالضبط الثاني أيضا، نقله ابن بري. وبالضبط الأخير هو الثعلب، أنثى الكل بهاء. قال أوس يصف النعامة:

عسلقة ربداء وهو عسلق ج: عسالق.

ع س ن ق
العسنق، كقنفذ أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الأصمعي: هو التام الحسن وأنشد لرؤبة:

من حسن جسمي والشباب العسنق
إذ لمتي سوداء لم تمرق

كما في العباب.

ع ش ر ق
العشرق، كزبرج: شجر، وقيل: نبت. وقال أبو حنيفة: العشرق من الأغلاث ينفرش على وجه الأرض، عريض الورق، وليس له شوك، ولا يكاد يأكله شيء إلا أن يصيب المعزى منه شيئا قليلا. قال الأعشى:

تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت     كما استعان بريح عشرق زجـل

صفحة : 6485

قال أبو زياد: وأخبرني أعرابي من ربيعة أن العشرقة ترتفع على ساق قصيرة، ثم تنتشر شعبا كثيرة، وتثمر ثمرا كثيرا، وثمره سنفة، وهي خرائط طوال عراض، في كل سنفة سطران من حب مثل عجم الزبيب سواء. فيؤكل مادام رطبا، وإذا هبت الريح فلقت تلك السنفة، وهي معلقة بالشجر بعلائق دقاق، فتخشخشت، فسمعت للوادي الذي يكون به زجلا ولجة تفزع الإبل، قال: ولا تأوي الحيات بوادي العشرق، تهرب من زجله. وحبه أبيض طيب هش دسم حار نافع للبواسير، زاد غيره: وتوليد اللبن، وورقه مثل ورق العظلم شديد الخضرة يسود الشعر وينبته إذا امتشط به. ومثله قول أبي عمرو. وقال الأزهري: العشرق من الحشيش ورقه شبيه بورق الغار، إلا أنه أعظم منه وأكبر، وله حمل كحمل الغار، إلا أنه أعظم منه، وحكى عن ابن الأعرابي: العشرق: نبات أحمر طيب الرائحة، يستعمله العرائس. وحكى ابن بري عن الأصمعي، العشرق: شجرة قدر ذراع لها حب صغار، إذا جف صوتت بمر الريح. قال أبو زياد: وزعم بعض الرواة أن منابت العشرق الغلظ. وقال أبو حنيفة: واحدته بهاء. وأما قول الراجز:

كأن صوت حليها المناطق
تهزج الرياح بالعشارق

إما أن يكون جمع عشرقة، وإما أن يكون جمع الجنس الذي هو العشرق وهذا لا يطرد. وقال ابن عباد: عشرق النبت والأرض أي: اخضرا. وعشارق بالضم: اسم، أو: ع، الأخير عن ابن دريد.

ع ش ق
العشق بالكسر، وإنما أهمله لشهرته. والمعشق، كمقعد، قال الأعشى:

وما بي من سقم وما بي معشق عجب المحب بمحبوبه. أو هو: إفراط الحب. وسئل أبو العباس أحمد بن يحيى عن الحب والعشق: أيهما أحمد? فقال: الحب؛ لأن العشق فيه إفراط، ويكون العشق في عفاف الحب وفي دعارة، أو هو عمى الحس عن إدراك عيوبه، أو مرض وسواسي يجلبه الى نفسه بتسليط فكره على استحسان بعض الصور. قال شيخنا رحمه الله تعالى: وقد ألف الرئيس ابن سينا في العشق رسالة، وبسط فيها معناه، وقال: إنه لا يختص بنوع الإنسان، بل هو سار في جميع الموجودات: من الفلكيات، والعنصريات، والنباتات، والمعدنيات والحيوانات، وأنه لا يدرك معناه ولا يطلع عليه، والتعبير عنه يزيده خفاء، وهو كالحسن لا يدرك، ولا يمكن التعبير عنه، وكالوزن في الشعر، وغير ذلك مما يحال فيه على الأذواق السليمة، والطباع المستقيمة. عشقه، كعلمه هذا هو الصواب، ومثله في الصحاح والعباب واللسان. وفي المصباح أنه كضرب، وهو غير معروف، فلا يعتد به، أشار له شيخنا عشقا، بالكسر، وعشقا أيضا بالتحريك عن الفراء. قال رؤبة يذكر الحمار والأتن:

ولم يضعها بين فرك وعشق قال الجوهري: وقال ابن السراج النمري في كتاب الحلى: إنما حركه ضرورة ولم يحركه بالكسر إتباعا للعين، كأنه كره الجمع بين كسرتين؛ لأن هذا عزيز في الأسماء. وقال زهير بن أبي سلمى:

قامت تبدى بذي خال لتحزنني     ولا محالة أن يشتاق من عشقا

صفحة : 6486

فهو عاشق من قوم عشاق، وهي عاشق أيضا. قال الفراء: يقولون: امرأة محب لزوجها وعاشق لزوجها. وقال ابن فارس: حملوه على قولهم: رجل بادن، وامرأة بادن. وقد يقال: عاشقة كطالقة، وسمي العاشق عاشقا لأنه يذبل من شدة الهوى، كما تذبل العشقة إذا قطعت. وتعشقه: تكلفه، نقله الجوهري. ورجل عشيق كسكيت: كثيره أي: العشق، نقله الجوهري عن ابن السكيت. وعشق به كفرح بالشين والسين: لصق، ولذلك قيل للكلف: عاشق؛ للزومه هواه. والعشقة، محركة: شجرة تخضر، ثم تدق وتصفر عن الزجاج، وزعم أن اشتقاق العاشق منه ج: عشق. وقال كراع: هي عند المولدين اللبلاب. وقال ابن دريد زعم ناس أن العشقة اللبلابة، قالوا: ومنه اشتق اسم العاشق لذبوله وهو كلام ضعيف. وفي الأساس: واشتقاق العشق من العشق وهو اللبلاب؛ لأنه يلتوي على الشجر ويلزمه. والمعشوق: كل محبوب. واسم قصر بسر من رأى بالجانب الغربي منه، بناه المعتمد على الله. وأيضا: ع بمقياس مصر له ذكر في ديوان ابن الفارض، وقد امحى أثره الآن. وقال ابن الأعرابي: العشق، بضمتين: المصلحون غروس الرياحين ومسووها. ومما يستدرك عليه: تعشقه بمعنى عشقه. والعشق، محركة: الأراك. وقال أبو عمرو: يقال للناقة إذا اشتدت ضبعتها: قد هدمت، وهوست، وبلمت، وتهالكت، وعشقت. وقال ابن الأعرابي: العشق، بضمتين من الإبل: الذي يلزم طروقته، ولا يحن الى غيرها. والعشيق، كأمير: يكون بمعنى الفاعل ويكون بمعنى المفعول. ومعشوقة برغوث: قريتان بمصر.

ع ش ن ق
العشنق، كعملس كتبه بالحمرة على أنه أهمله الجوهري، وليس كذلك، بل ذكره في ع ش ق على أن النون زائدة، ومثل هذا لا يكون مستدركا عليه. زاد في العباب: والعشانق، مثل علابط هو: الطويل. زاد الجوهري عن الأصمعي: الذي ليس بضخم ولا مثقل، وهي بهاء، ج: عشانقة. وأنشد للراجز:

وتحت كل خافق مرنق
من طيئ كل فتى عشنق

وفي حديث أم زرع أن إحدى النساء قالت: زوجي العشنق، إن أنطق أطلق، وإن أسكت أعلق قالوا: العشنق: هو الطويل الممتد القامة. أرادت أن له منظرا بلا مخبر؛ لأن الطول في الغالب دليل السفه. وقيل: هو السيئ الخلق. قال الأزهري: تقول: ليس عنده أكثر من طوله بلا نفع، فإن ذكرت ما فيه من العيوب طلقني وإن سكت تركني معلقة لا أيما ولا ذات بعل. وفي اللسان: العشنقة: الطول. والعشنق: الطويل الجسم. وامرأة عشنقة: طويلة العنق، ونعامة عشنقة كذلك. والجمع: العشانق والعشانيق والعشنقون. ونقل شيخنا - عن أهل الغريب -: أنه الطويل المذموم الطول، وقيل: هو القصير أيضا، وأنه من الأضداد. وقيل: المقدام الجريء الشرس. وقيل: الطويل النحيف. وقيل: النجيب الذي يملك أمر نفسه، قاله في التوشيح، ولا يخفى ما في سياق المصنف من القصور عند التأمل، والله أعلم.

ع ص ق
العصاقية، والعصاقياء أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الخارزنجي في تكملة العين هو: الجلبة واللغط بين القوم، كما في العباب.

ع ط ر ق
العطرق، كجعفر أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن عباد: هو اسم رجل، وضبطه بعض كعملس.

ع ف ق

صفحة : 6487

عفق يعفق عفقا: غاب نقله الجوهري. وفي اللسان: ركب رأسه فمضى. وعفق يعفق عفقا: ضرط ويقال: عفق بها، وخبج بها: إذا حبق كما في الصحاح. وعفقه بالسوط عفقا: ضربه به كثيرا. وعفق فلان عفقا: نام قليلا ثم استيقظ ثم نام. وعفق العمل عفقا: لم يحكمه، نقله الصاغاني. وعفق الحمار الأتان: سفدها وأكثر ضرابها وأتاها مرة بعد مرة، وكذلك باكها بوكا. وعفقت الإبل تعفق عفقا: ترددت الى الماء كثيرا. وفي الصحاح: إذا كانت ترجع الى الماء كل يوم. وعفق الشيء يعفقه عفقا: جمعه. وعفقه عن الأمر عفقا: حبسه عنه ومنعه، نقله الصاغاني. وعفقت الريح الشيء: فرقته وضربته. قال سويد:

وإن تك نار فهي نار بملتقـى     من الريح تمريها وتعفقها عفقا وعفقت الإبل تعفق عفقا وعفوقا: أرسلت في المرعى، فمرت على وجوهها. وعفقت عن المرعى الى الماء: رجعت. وكل راجع مختلف كما في الصحاح، زاد غيره: كثير التردد فهو عافق. وفي اللسان: وكل ذاهب راجع عافق، وكل وارد صادر راجع مختلف: كذلك. ورجل معفاق الزيارة: كثير الزيارة. لا يخفى أن قوله: كثير الزيارة حشو. والذي في الصحاح والعباب: رجل معفاق الزيارة، أي: لا يزال يجيء ويذهب زائرا، فلو اقتصر عليه كان أحسن. أو كان يقول: كثيرها؛ ليسلم من التكرار، فتأمل. ومنه قول الشاعر:

ولا تك معفاق الزيارة واجتنب     إذا جئت إكثار الكلام المعقبا وفي الصحاح: الكلام المعيبا. ويقال: هو يعفق العفقة: إذا كان يغيب الغيبة، نقله الجوهري في الصحاح. ويقال: إنك لتعفق، أي: تكثر الرجوع. قال الراجز:

ترعى الغضى من جانبي مشقق
غبا، ومن يرع الحموض يعفق

أي: من يرع الحمض تعطش ماشيته سريعا، فلا يجد بدا من العفق. ويروى: يغفق بالغين المعجمة. والعفق، والعفاق ككتاب: كثرة حلب الناقة. قال ذو الخرق الطهوي يخاطب الذئب:

عليك الشاء شاء بني تميم     فعافقها، فإنك ذو عفاق والعفق والعفاق: السرعة في الذهاب. ومنه قول لقمان بن عاد في حديث فيه: خذي مني أخي ذا العفاق، صفاق أفاق، يعمل البكرة والساق. يصفه بالسير في آفاق الأرض راكبا وماشيا على ساقه، وقد عفق عفقا وعفاقا: إذا ذهب ذهابا سريعا. وعفاق، ككتاب: ابن مري بن سلمة بن قشير أخذه الأحدب بن عمرو بن جابر الباهلي في قحط أصابهم وشواه وأكله، هكذا ذكره ابن الكلبي في نسب باهلة. وقرأت في كتاب الأنساب لأبي عبيد القاسم بن سلام في نسب باهلة ما نصه: فمن ولد قتيبة بن معن عمارة بن عبد العزيز الذي قتل عبد الدار بن قصي. من ولده حاتم بن النعمان بن عمرو بن جابر الذي أخذ ابن مري بن سلمة بن قشير، فشواه وأكله انتهى. وفيه يقول الشاعر:

فلو كان البكاء يرد شـيئا      بكيت على يزيد أو عفاق
هما المرآن إذ ذهبا جميعا      لشأنهما بحزن واحتراق

قال ابن بري: البيتان لمتمم بن نويرة. وصوابه: بكيت على بجير وهو أخو عفاق. ويقال: غفاق بالمعجمة، وهو ابن مليك، ويقال: ابن أبي مليك، وهو عبد الله بن الحارث بن عاصم. وكان بسطام بن قيس أغار على بني يربوع فقتل عفاقا، وقتل بجيرا أخاه بعد قتله عفاقا في العام الأول، وأسر أباهما أبا مليك، ثم أعتقه، وشرط عليه ألا يغير عليه قال ابن بري: ويقوي قول من قال: إن باهلة أكلته قول الراجز:

إن عفاقا أكلته باهله
تمشوا عظامه وكاهله

صفحة : 6488

وتركوا أم عفاق ثاكله قلت: وهذا هو الصواب، وهو قول ابن الكلبي، وذكر أيضا في كتاب النسب ما نصه: وناس من بني فرير بن عنين من طيئ جاورتهم امرأة من بني تميم، فأصابتهم سنة فأكلوها. وقوم من هذيل أكلوا جارا لهم، قال: وأكل بنو عذرة أمة لهم. والعفقة: لعبة لهم يجمع فيها التراب، مأخوذ من عفق الشيء: إذا جمعه. والعيفقان بفتح الفاء: نبت كالعرفج. وقال ابن الأعرابي: أعفق الرجل: أكثر الذهاب والمجيء في غير حاجة. قال: والعفق، بضمتين: الذئاب التي لا تنام ولا تنيم من الفساد. والفرع هكذا في النسخ بالراء الساكنة، والصواب بالزاي المحركة، وهو ابن عفيق المازني كزبير: تابعي روى عن ابن عمر، وعنه يونس بن عبيد، وقد تقدم ذكره في فزع. وعن ابن الأعرابي: عفق الغنم بعضها على بعض تعفيقا: إذا ردها على وجوهها. وفي الصحاح: عن وجهها. والمنعفق بفتح الفاء وكسرها: المنعطف، أو المنصرف عن الماء بكسر الطاء والراء وفتحهما. قال رؤبة:

فما اشتلاها صفقة للمنصفق
حتى تردى أربع في المنعفق

يعني عيرا أورد أتنه الماء، فرماها الصياد، فصفقها العير لينجو بها، فرماها الصياد في منعفقها، أي: مكان عفق العير إياها. وانعفقوا في حاجتهم أي: مضوا فيها، وأسرعوا، نقله الجوهري. وعافقه معافقة، وعفاقا: عالجه وخادعه، وبه فسر ابن سيده قول ذي الخرق السابق. وعافق الذئب الغنم معافقة، وعفاقا: عاث فيها ذاهبا وجائيا. ويقال: تعفق فلان بفلان إذا لاذ به. ومنه تعفق الوحشي بالأكمة: إذا لاذ بها من خوف كلب أو طائر. قال علقمة بن عبدة:

تعفق بالأرطى لها وأرادها     رجال فبذت نبلهم وكليب أي: تعوذ بالأرطى من المطر والبرد. واعتفق الأسد فريسته: عطف عليها فافترسها، قال:

وما أسد من أسود العري    ن يعتفق السابلين اعتفاقا واعتفق القوم بالسيوف أي: اجتلدوا. ومعفق، كمنبر: اسم رجل. ومما يستدرك عليه: العفق: سرعة الإيراد، وكثرته، نقله الجوهري. والاعتفاق: انثناء الشيء بعد اتلئبابه. والعفق: العطف. والعفق: الإقبال والإدبار. والعفوق، والعفاق: شبه الخنوس والارتداد. وعفقه عفقات: ضربه ضربات. والعفق، بضمتين: الضراطون في المجالس. والعفاق، ككتان: الفرج؛ لكثرة لحمه. واسم، وهو عفاق بن العلاق بن قيس في الجاهلية. وقال الأزهري: سمعت العرب تقول للذي يثير الصيد: ناجش، وللذي يثني وجهه ويرده: عافق. يقال: اعفق علي الصيد، أي: اثنها واعطفها. وعفق الرجل جاريته: إذا جامعها. وكذبت عفاقته: إذا حبق. وقال ابن فارس: العفق: سرعة رجع أيدي الإبل وأرجلها، وأنشد:

يعفقن في الأرجل عفقا صلبا وككتاب: عفاق بن شرحبيل بن أبي رهم التيمي، له ذكر في حروب علي رضي الله عنه.
ع ف ل ق
العفلق، كجعفر وعملس: الفرج الواسع الرخو، نقله ابن سيده، وأنشد:

كل مشان ما تشد المنطقا
ولا تزال تخرج العفلقـا

المشان: السليطة. وقال الجوهري: العفلق بتسكين الفاء: الضخم المسترخي، وربما يسمى الفرج الواسع بذلك. وقال آخر في العفلق:

ويا ابن رطوم ذات فرج عفلق وقد رواه قوم: غفلق بالغين معجمة. قال الجوهري: وكذلك المرأة الخرقاء السيئة المنطق والعمل، واللام زائدة كالعفلقة. يقال: امرأة عفلقة، وعضنكة: ضخمة الركب. وقال ابن دريد: العفلوق، كزنبور: الأحمق ومثله لابن سيده.

ع ق ق

صفحة : 6489

العقيق، كأمير: خرز أحمر تتخذ منه الفصوص، يكون باليمن بالقرب من الشحر. يتكون ليكون مرجانا، فيمنعه اليبس والبرد. قال التيفاشي: يؤتى به من اليمن من معادن له بصنعاء، ثم يؤتى به الى عدن، ومنها يجلب الى سائر البلاد. قلت: وقد تقدم للمصنف في ق ر أ أن معدن العقيق في موضع قرب صنعاء يقال له: مقرأ. وبسواحل بحر رومية منه جنس كدر، كماء يجري من اللحم المملح، وفيه خطوط بيض خفية. قلت: وهو المعروف بالرطبي، قاله التيفاشي. وأجود أنواعه الأحمر، فالأصفر، فالأبيض، وغيرها رديء. وقيل: المشطب منه أجود، وهي أصلية لا منقلبة بالطبخ، كما ظن. حققه داود في التذكرة. ومن خواص الأحمر منه أن: من تختم به سكنت روعته عند الخصام وزال عنه الهم والخفقان، وانقطع عنه الدم من أي موضع كان ولاسيما النساء اللواتي يدوم طمثهن، وشربه يذهب الطحال ويفتح السدد. ونحاتة جميع أصنافه تذهب حفر الأسنان. ومحروقه يثبت متحركها ويشد اللثة. وقد ورد في بعض الأخبار: تختموا بالعقيق فإنه بركة. وقال صاحب اللسان: ورأيت في حاشية بعض نسخ التذيب الموثوق بها. قال أبو القاسم: سئل إبراهيم الحربي عن الحديث: لا تختموا بالعقيق? فقال: هذا تصحيف، إنما هو لا تخيموا بالعقيق أي: لا تقيموا به؛ لأنه كان خرابا الواحدة بهاء، ج: عقائق. والعقيق: الوادي، ج: أعقة وعقائق. والعقيق: كل مسيل شقه ماء السيل فأنهره ووسعه، والجمع كالجمع. والعقيق: ع بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فيه عيون ونخيل، وهو الذي ورد ذكره في الحديث: أنه واد مبارك كأنه عق، أي: شق، غلبت الصفة عليه غلبة الاسم، ولزمته الألف واللام؛ لأنه جعل الشيء بعينه، على ما ذهب إليه الخليل في أسماء الأعلام التي أصلها الصفة كالحارث والعباس. وأيضا: موضع باليمامة وهو واد واسع مما يلي العرمة، تتدفق فيه شعاب العارض، وفيه عيون عذبة الماء. وأيضا: موضع بتهامة ومنه الحديث: وقت لأهل العراق بطن العقيق. قال الأزهري: أراد العقيق الذي بالقرب من ذات عرق قبلها بمرحلة أو مرحلتين. وهو الذي ذكره الشافعي رحمه الله في المناسك، وهو قوله: ولو أهلوا من العقيق كان أحب إلي. وأيضا: موضع بنجد يقال له: عقيق القنان، تجري إليه مياه قلل نجد وجباله. والعقيق: ستة مواضع أخر وهي أودية شقتها السيل عادية، منها العقيقان: بلدان في بلاد بني عامر من ناحية اليمن، فإذا رأيت هذه اللفظة مثناة فإنما يفعنى بها ذانك البلدان، وإذا رأيتها مفردة فقد يجوز أن يعنى بها العقيق الذي هو واد بالحجاز، وأن يعنى بها أحد هذين البلدين؛ لأن مثل هذا قد يفرد، كأبانين. والعقيق: شعر كل مولود يخرج على رأسه في بطن أمه من الناس. قال أبو عبيد: وكذلك من البهائم، كالعقة بالكسر، والعقيقة كسفينة. وأنشد الأزهري للشماخ:

أطار عقيقه عنه نـسـالا      وأدمج دمج ذي شطن بديع أراد شعره الذي يولد عليه أنه أنسله عنه. وأنشد أبو عبيد لابن الرقاع يصف العير:

تحسرت عقة عنه فأنـسـلـهـا      واجتاب أخرى جديدا بعدما ابتقلا يقول: لما تربع وأكل بقول الربيع أنسل الشعر المولود معه، وأنبت الآخر، فاجتابه، أي: اكتساه. وفي الحديث: كل مولود مرتهن بعقيقته أي: العقيقة لازمة له، لابد له منها. قال الليث: وإذا سقط عنه الشعر مرة ذهب ذلك الاسم منه. قال امرؤ القيس:

يا هند لا تنكحي بوهة      عليه عقيقته أحسبـا وقد مر تمام الأبيات في ر س ع يصفه باللؤم والشح، أي: لم يحلق عقيقته في صغره حتى شاخ. وقال زهير:

صفحة : 6490

أذلك أم أقب البطن جأب     عليه من عقيقته عفـاء وفي الحديث: إن انفرقت عقيقته فرق أي شعره، سمي عقيقة تشبيها بشعر المولود. أو العقة بالكسر في الحمر والناس خاصة ولم تقل في غيرهما، قال أبو عبيد. قال عدي بن زيد العبادي يصف حمارا:

صيت التعشير رزام الضحى     ناسل عقته مثل الـمـسـد ج: عقق كعنب. قال رؤبة:

كالهروي انجاب عن ليل البرق
طير عنها النسر حولي العقق

النسر: السمن. والعقيقة أيضا: صوف الجذع كما أن الجنيبة: صوف الثني. وسميت الشاة التي تذبح عند حلق شعر المولود عقيقة؛ لأنه يحلق عنه ذلك عند الذبح، ولذا جاء في الحديث: فأهريقوا عنه دما، وأميطوا عنه الأذى يعني بالأذى ذلك الشعر الذي يحلق عنه، وهذا من الأشياء التي ربما سميت باسم غيرها إذا كانت معها، أو من سببها. وفي الحديث: أنه سئل عن العقيقة فقال: لا أحب العقوق ليس فيه توهين لأمر العقيقة، ولا إسقاط لها، وإنما كره الاسم، وأحب أن تسمى بأحسن منه، كالنسيكة، والذبيحة، جريا على عادته في تغيير الاسم القبيح. وجعل الزمخشري الشعر أصلا، والشاة المذبوحة مشتقة منه. والعقيقة من البرق: ما يبقى في السحاب من شعاع، قاله الليث. وقال غيره: عقيقة البرق: ما انعق منه، أي: تسرب في السحاب كالعقق، كصرد. وقيل: العقيقة والعقق: البرق إذا رأيته وسط السحاب كأنه سيف مسلول قال الليث: وبه تشبه السيوف فتسمى عقائق. قال عنترة:

وسيفي كالعقيقة فهو كمعي    سلاحي لا أفل ولا فطارا وأنشد الليث لعمرو بن كلثوم:

بسمر من قنا الخطي لدن     وبيض كالعقائق يجتلينا

صفحة : 6491

وفي الأساس: ما أدري شمت عقيقة أم شمت عقيقة؛ أي: سللت سيفا أم نظرت الى برق. وهي البرقة التي تستطيل في عرض السحاب، وقد أكثروا استعارتها للسيف، حتى جعلوها من أسمائه، فقالوا: سلوا عقائق كالعقائق. وقال ابن الأعرابي: العقيقة: المزادة. والعقيقة: النهر. والعقيقة: العصابة ساعة تشق من الثوب. وقال أبو عبيدة، وابن الأعرابي أيضا: العقيقة: غرلة الصبي إذا ختن. والأصل في كل ذلك عق يعق عقا: إذا شق وقطع، فهو معقوق وعقيق. ومنه تسمية شعر المولود عقيقة، لأنه إن كان على رأس الإنسي حلق وقطع، وإن كان على البهيمة فإنها تنسله. والذبيحة تسمى عقيقة لأنها تذبح، فيشق حلقومها ومريئها وودجاها قطعا، كما سميت ذبيحة بالذبح، وهو الشق. وعق عن المولود يعق ويعق: حلق عقيقته، أو ذبح عنه شاة. وفي التهذيب والصحاح: يوم أسبوعه، فقيده بالسابع. قال الليث: تفصل أعضاؤها، وتطبخ بماء وملح، فيطعمها المساكين. وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين رضي الله عنهما. وعق بالسهم: إذا رمى به نحو السماء، وذلك السهم يسمى عقيقة وهو سهم الاعتذار، وكانوا يفعلونه في الجاهلية، فإن رجع السهم ملطخا بالدم لم يرضوا إلا بالقود، وإن رجع نقيا مسحوا لحاهم، وصالحوا على الدية. وكان مسح اللحى علامة للصلح، كما في العباب. وفي اللسان: أصله أن يقتل رجل من القبيلة، فيطالب القاتل بدمه، فتجتمع جماعة من الرؤساء الى أولياء القتيل، ويعرضون عليهم الدية، ويسألون العفو عن الدم، فإن كان وليه قويا حميا أبى أخعذ الدية، وإن كان ضعيفا شاور أهل قبيلته، فيقول للطالبين: إن بيننا وبين خالقنا علامة للأمر والنهي، فيقول لهم الآخرون: ما علامتكم? فيقولون: نأخذ سهما فنركبه على قوس، ثم نرمي به نحو السماء، فإن رجع إلينا ملطخا بالدم فقد نهينا عن أخذ الدية، ولم يرضوا إلا بالقود، وإن رجع نقيا كما صعد فقد أمرنا بأخذ الدية، وصالحوا، فما رجع هذا السهم قط إلا نقيا، ولكن لهم بهذا عذر عند جهالهم. وقال شاعر من أهل القتيل - وقيل: من هذيل. وقال ابن بري: هو للأشعر الجعفي - وكان غائبا عن هذا الصلح:

عقوا بسهم ثم قالوا صـالـحـوا      يا ليتني في القوم إذ مسحوا اللحى قال الأزهري: وأنشد الشافعي للمتنخل الهذلي:

عقوا بسهم ولم يشعر به أحـد     ثم استفاءوا وقالوا حبذا الوضح أخبر أنهم آثروا إبل الدية وألبانها على دم قاتل صاحبهم. والوضح هاهنا: اللبن. ويروى عقوا بسهم بفتح القاف، وهو من باب المعتل. وعق والده يعق عقا، وعقوقا بالضم ومعقة: شق عصا طاعته، وهو ضد بره وقد يعم بلفظ العقوق جميع الرحم. وفي الحديث: أكبر الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. وأنشد لسلمة المخزومي:

إن البنين شرارهم أمثالـه     من عق والده وبر الأبعدا وقال زهير:

فأصبحتما فيها على خير موطن     بعيدين فيها من عقوق ومأثـم وقال آخر، وهو النابغة:

أحلام عاد وأجسام مطهرة     من المعقة والآفات والأثم فهو عاق وعق. ومنه قول الزفيان واسمه عطاء بن أسيد:

أنا أبو المرقا عقا فظـا
لمن أعادي مدسرا دلنظى

 هكذا أنشده الصاغاني، ورواية ابن الأعرابي هكذا:

أنا أبو المقدام عقا فظـا
بمن أعادي ملطسا ملظا
أكظه حتى يموت كظـا
ثمت أعلي رأسه الملوظا

صاعقة من لهب تلظى

صفحة : 6492

قيل: أراد بالعق هنا العاق، وقيل: المر من الماء العقاق، كما سيأتي، وعقق، محركة هكذا في سائر النسخ، والصواب: عقق، كعامر وعمر، معدول من عاق للمبالغة، كغدر من غادر، وفسق من فاسق. ومنه قول أبي سفيان يوم أحد لحمزة - رضي الله عنه - حين رآه مقتولا: ذق عقق أي: ذق جزاء فعلك يا عاق، كما في الصحاح. ويروى أيضا: رجل عقق بضمتين أي: عاق، كما في اللسان جمع الأولى: عققة، محركة ككافر وكفرة، كما في الصحاح، زاد الصاغاني: وعقق، مثال سكر. وأنشد لرؤبة:

من العدا والأقربين العققا وعقاق، كقطام: اسم من العقوق كما في العباب. ونقله ابن بري أيضا، وأنشد لعمرة بنت دريد ترثيه:

لعمرك ما خشيت على دريد      ببطنث سميرة جيش العناق
جزى عنا الإله بني سـلـيم     وعقتهم بما فعلوا عـقـاق

وماء عق وعقاق، بضمهما أي: مر شديد المرارة، أو مر غليظ، الواحد والجمع سواء مثل قع وقعاع. وفرس عقوق، كصبور: حائل، أو حامل، وذلك إذا انفتق بطنها واتسع للولد ضد. قال أبو حاتم في الأضداد: زعم بعض شيوخنا أن الفرس الحامل يقال لها: عقوق، ويقال أيضا للحائل: عقوق. وفي الحديث: أتاه رجل معه فرس عقوق، أي: حائل أو هو على التفاؤل كما ظنه أبو حاتم قال: كأنهم أرادوا أنها ستحمل إن شاء الله تعالى. قال الأزهري: وهذا يفروى عن أبي زيد ج: عقق، بضمتين كقلوص وقلص، كما في العباب. ونظره الجوهري برسول ورسل. قال رؤبة يصف صائدا:

وسوس يدعو مخلصا رب الفلق
سرا وقد أون تأوين العقق

يروى أون على وزن فعل، يريد الواحد من الحمير، والأون: العدل، أي: شرب حتى صار كأنه فرس حامل، ويروى: أون على وزن فعلن يريد بذلك الجماعة منهم، أي شربن حتى كأن كل واحدة منهن عقوق، أي: حامل، فشبه بطونها بالأعدال. جج أي جمع الجمع: عقاق ككتاب مثل قلص وقلاص. وقد عقت تعق من حد ضرب، ومنه الحديث: من أطرق مسلما، فعقت له فرسه، كان له كأجر كذا عقت أي: حملت عقاقا كسحاب وعققا محركة وأعقت، وسيأتي قريبا في كلام المصنف أو العقاق، كسحاب، وكتاب: الحمل بعينه. قال أبو عمرو: أظهرت الأتان عقاقا، بفتح العين: إذا تبين حملها. ويقال للجنين: عقاق. قال:

جوانح يمزعن مزع الظبا     ء لم يتركن لبطن عقاقا أي: جنينا. هكذا قال الشافعي: العقاق بهذا المعنى في آخر كتاب الصرف. وأما الأصمعي فإنه يقول العقاق مصدر العقوق. قوله: والعقق، محركة: الانشقاق هكذا في سائر النسخ، والصواب كالعقق محركة، أي: بمعنى الحمل، كما في اللسان والصحاح والعباب. يقال: أظهرت الأتان عققا، أي: حملا. وأنشدوا لعدي بن زيد العبادي:

وتركت العير يدمى نحـره     ونحوصا سمحجا فيها عقق وأما العقق، محركة، بمعنى الانشقاق فخطأ ينبغي التنبه لذلك، والله أعلم. وفي المثل: أعز من الأبلق العقوق:

طلب الأبلق العقوق فلما     لم ينله أراد بيض الأنوق ومن أمثالهم أيضا في الرجل يسأل ما لا يكون، وما لا يقدر عليه: كلفتني الأبلق العقوق. ومثله: كلفتني بيض الأنوق. وقيل: الأبلق العقوق: الصبح؛ لأنه ينشق. وقد مر ما يتعلق به في: ب ل ق وأ ن ق فراجعه. ويقال: أهش من نوى العقوق وهو نوى هش أي رخو لين الممضغة تأكله العجوز أو تلوكه، تعلفه الناقة العقوق إلطافا لها، فلذلك أضيف إليها. قال الليث: وهو من كلام أهل البصرة، ولا تعرفه الأعراب في باديتها. وعقة: بطن من النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن بعمي بن جديلة قال الأخطل:

صفحة : 6493

وموقع أثر السفار بخطمـه    من سود عقة أو بني الجوال الموقع: الذي أثر القتب على ظهره. وبنو الجوال في بني تغلب. وقال ابن الكلبي في الجمهرة: فمن بني هلال عقة بن البشر بن هلال بن البشر بن قيس بن زهير بن عقة بن جشم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة الذي كان على بني النمر يوم عين التمر، لقيهم خالد بن الوليد، فقتله خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه، وصلبه. قلت: والذي في أنساب أبي عبيد القاسم بن سلام ما نصه: وكانت أوس مناة من النمر بن قاسط أبيدوا يوم لقيهم خالد بن الوليد في زمن أبي بكر رضي الله عنهما، ورئيسهم يومئذ لبيد بن عتبة، يقال: هو رئيس أوس خاصة، ثم قال: ومن بني تيم الله من النمر الضحيان، واسمه عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم الله، وأخوه عوف بن سعد، من ولده عقة بن قيس بن بشر: كان على بني النمر يوم لقيهم خالد بن الوليد بعين التمر، فقتله وصلبه. وقال ابن دريد: العقة: البرقة المستطيلة في السماء. وفي الأساس: في عرض السحاب. زاد غيره: كأنه سيف مسلول. والعقة: حفرة عميقة في الأرض والجمع عقات كالعق، بالكسر. هكذا في النسخ، والصواب بالفتح، وهو حفر في الأرض مستطيل، سمي بالمصدر، كما في اللسان. والعقة، بالضم: التي يلعب بها الصبيان كما في اللسان. وفي الصحاح: عقان النخيل والكروم، بالكسر: ما يخرج من أصولهما. وفي الصحاح والعباب: من أصولها، وإذا لم تقطع العقان فسدت الأصول. وقد أعقتا إعقاقا: أخرجتا عقانهما. وعواق النخل: روادفه، وهي فسلان تنبت معه كما في العباب. والعقعق كجعفر: طائر معروف في حجم الحمام أبلق بسواد وبياض أذنب، وهو نوع من الغربان، والعرب تتشاءم به، كما في المصباح، يعقعق بصوته عقعقة: يشبه صوته العين والقاف إذا صات، وبه سمي، وقد عقعق الطائر بصوته: إذا جاء وذهب، قال رؤبة:

ومن بغى في الدين أو تعمقا
وفر مخذولا فكان عقعقا

قال ابن بري: وروى ثعلب عن إسحاق الموصلي أن العقعق يقال له الشججى. وفي حديث النخعي: يقتل المحرم العقعق. قال ابن الأثير: وإنما أجاز قتله لأنه نوع من الغربان. وهذا ماء أعقه الله، أي: أمره وكذلك: أقعه الله. وأعقت الأرض الماء: أمرته. وقال الجعدي:

بحرك بحر الجود ما أعقه
ربك والمحروم من لم يسقه

أي: ما أمره. وأعقت الفرس والأتان: إذا حملت وانفتق بطنها. والإعقاق في الخيل والحمر بعد الإقصاص. وقيل: عقت: إذا حملت، وأعقت إذا نبتت العقيقة في بطنها على الولد الذي حملته. وهي عقوق على غير القياس، ولا يقال: معق، وهذا نادر، أو يقال ذلك في لغية رديئة ومنه قول رؤبة:

قد عتق الأجدع بعد رق
بقارح أو زولة معق

وكان أبو عمرو يقول: عقت، فهي عقوق، وأعقت فهي معق. واللغة الفصيحة أعقت فهي عقوق. وفي نوادر الأعراب: اعتق السيف من غمده، واهتلبه، وامترقه، واختلطه: إذا استله. قال الجرجاني: الأصل اخترطه، وكأن اللام مبدلة منه، وفيه نظر. واعتق السحاب: انشق واندفع ماؤه. قال أبو وجزة:

حتى إذا أنجدت أرواقه انهزمت     واعتق منبعج بالوبل مبـقـور وانعق الغبار: انشق وسطع عن ابن فارس، قال رؤبة:

إذا العجاج المستطار انعقا

صفحة : 6494

وانعقت العقدة: انشدت واستحكمت. وانعقت السحابة: تبعجت بالماء وانشقت. وكل انشقاق فهو انعقاق. يقال: انعق الثوب، أي: انشق، عن ثعلب. وانعق البرق: تشقق. والتركيب يدل على الشق، وإليه ترجع فروع الباب بلطف نظر. ومما يستدرك عليه: العقيق، كأمير: البرق، وبه فسر بعضهم قول الفرزدق:

قفي ودعينا يا هـنـيد فـإنـنـي     أرى الحي قد شاموا العقيق اليمانيا أي: شاموا البرق من ناحية اليمن. وعق البرق: انشق. ويقال: الانعقاق: تشققه. والتبوج: تكشفه، وعقيقته: شعاعه. وانعق الوادي: عمق. والعقائق: النهاء والغدران في الأخاديد المنعقة، حكاه أبو حنيفة. وأنشد لكثير بن عبد الرحمن الخزاعي يصف امرأة:

إذا خرجت من بيتها راق عينها    معوذه وأعجبتها الـعـقـائق أراد معوذ النبت حول بيتها. وقيل: العقائق: الرمال الحمر. وعقت الريح المزن تعقه عقا: إذا استدرته كأنها تشقه شقا. قال الهذلي يصف غيثا:

حار وعقت مزنه الريح وان     قار به العرض ولم يشمل حار: تحير وتردد، واستدرته ريح الجنوب، ولم تهب به الشمال فتقشعه. وانقار به العرض، أي: عرض السحاب وقعت منه قطعة. وسحابة معقوقة: إذا عقت فانعقت. وسحابة عقاقة: إذا دفعت ماءها وقد عقت. قال عبد بني الحسحاس يصف غيثا:

فمر على الأنهاء فانثج مزنـه     فعق طويلا يسكب الماء ساجيا ومنه قول ابنة المعقر البارقية: أرى سحابة سحماء عقاقة، كأنها حولاء ناقة، ذات هيدب دان، وسير وان. رواه شمر. وما أعقه لوالده. وأعق فلان: إذا جاء بالعقوق. كما يقال: أحوب: إذا جاء بالحوب. ومنه قول الأعشى - أنشده ابن السكيت -:

فإني وما كلفتموني بجهلكم     ويعلم ربي من أعق وأحوبا وفي المثل: أعق من ضب. قال ابن الأعرابي: إنما يريد به الأنثى. وعقوقها: أنها تأكل أولادها. والعقق، بضمتين: البعداء من الأعداء. وأيضا: قاطعو الأرحام. ويقال: عاققت فلانا أعاقه عقاقا: إذا خالفته. وفي الحديث: مثلكم ومثل عائشة مثل العين في الرأس تؤذي صاحبها ولا يستطيع أن يعقها إلا بالذي هو خير لها. هو مستعار من عقوق الوالدين. ويقال للصبي إذا نشأ مع حي حتى شب وقوي فيهم: عقت تميمته في بني فلان. ومنه قول الشاعر:

بلاد بها عق الشباب تميمتـي     وأول أرض مس جلدي ترابها والأصل في ذلك أن الصبي مادام طفلا تعلق أمه عليه التمائم تعوذه من العين، فإذا كبر قطعت عنه. قلت: ووقع في خطبة المطول للسعد:

بلاد بها نيطت علي تمائمي وما ذكرنا هو الأصح. وكل شق وخرق في الرمل وغيره فهو عق. والعقوق، كصبور: موضع، وبه فسر قول الشاعر، أنشده ابن السكيت:

ولو طلبوني بالعقوق أتيتهـم      بألف أؤديه الى القوم أقرعا ويقال: المراد به الأبلق، والوجهان ذكرهما الجوهري. ويقال للمعتذر إذا أفرط في اعتذاره: قد اعتق اعتقاقا. ويقال للدلو إذا طلعت من البئر ملأى: قد عقت عقا. ومن العرب من يقول: عقت تعقيبة. وأصلها عققت فلما اجتمعت ثلاث قافات قلبوا إحداها ياء، كما قالوا: تظنيت من الظن، وأنشد ابن الأعرابي:

عقت كما عقت دلوف العقبان

صفحة : 6495

شبه الدلو وهي تشق هواء البئر طالعة بسرعة بالعقاب تدلف في طيرانها نحو الصيد. والعقعقة: حركة القرطاس والثوب الجديد، كالقعقعة. والعقيقيون: جماعة من الأشراف. منهم أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العدوي، صاحب كتاب النسب. روى عن جده يحيى بن الحسن. وأبو القاسم أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد بن جعفر العقيقي، من كبار الدمشقيين في أثناء المائة الرابعة، وهو صاحب الدار التي صارت المدرسة الظاهرية بدمشق، مات سنة 378. ومنية عقيق: قرية بمصر. والأعقة: رمل. وبه فسر السكري قول أبي خراش:

ومن دونهم أرض الأعقة والرمل

ع ل ق
العلق، محركة: الدم عامة ما كان أو هو الشديد الحمرة، أو الغليظ، أو الجامد قبل أن ييبس، قال الله تعالى: )خلق الإنسان من علق( وفي حديث سرية بني سليم: فإذا الطير ترميهم بالعلق أي: بقطع الدم. وقال رؤبة:

ترى بها من كل مرشاش الورق
كثامر الحماض من هفت العلق

القطعة منه العلقة بهاء. وفي التنزيل: )ثم خلقنا النطفة علقة( وفي حديث ابن أبي أوفى: أنه بزق علقة، ثم مضى في صلاته أي قطعة دم منعقد. والعلق: كل ما علق. وأيضا: الطين الذي يعلق باليد. وأيضا: الخصومة والمحبة اللازمتان، وقد علق به علقا: إذا خاصمه، وعلق به علقا: إذا هويه، وسيأتي. وذو علق: اسم جبل عن أبي عبيدة كما في الصحاح. قال غيره: لبني أسد ويقال: هو وراء عرفة، وقيل: جبل نجدي لهم فيه يوم م معروف على بني ربيعة بن مالك. وأنشد أبو عبيد لعمرو بن أحمر:

ما أم غفر على دعجاء ذي علـق     ينفي القراميد عنها الأعصم الوقل والعلق: دويبة، وهي دويدة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم، وهي من أدوية الحلق والأورام الدموية؛ لامتصاصها الدم الغالب على الإنسان. وفي حديث عامر: خير الدواء العلق والحجامة. والعلق: ما تتبلغ به الماشية من الشجر كما في الصحاح، قال:

وأكتفي من كفاف الزاد بالعلق كالعلقة بالضم، وكذلك العلاق والعلاقة كسحاب وسحابة. وأكثر ما يستعمل في الجحد، يقال: ما ذقت علاقا. وما في الأرض علاق ولا لماق، أي: ما فيها ما يتبلغ به من عيش. ويقال: ما فيها مرتع. قال الأعشى:

وفلاة كأنها ظهـر تـرس     ليس إلا الرجيع فيها علاق يقول: لا تجد الإبل فيها علاقا إلا ما تردده من جرتها. وقال ابن عباد: العلق: معظم الطريق. والعلق: الذي تعلق به البكرة من القامة. يقال: أعرني علقك، أي: أداة بكرتك، قال رؤبة:
قعقعة المحور خطاف العلق وقيل: البكرة نفسها والجمع أعلاق، قال:

عيونها خزر لصوت الأعلاق الأعلاق أو العلق: الرشاء، والغرب، والمحور والبكرة جميعا، نقله اللحياني. قال: يقال: أعيرونا العلق فيعارون ذلك كله. وقال الأصمعي: العلق: اسم جامع لجميع آلات الاستقاء بالبكرة، ويدخل فيها الخشبتان اللتان تنصبان على رأس البئر ويلاقى بين طرفيهما العاليين بحبل، ثم يوتدان على الأرض بحبل آخر يمد طرفاه للأرض، ويمدان في وتدين أثبتا في الأرض، وتعلق القامة - وهي البكرة - في أعلى الخشبتين، ويستقى عليها بدلوين، ينزع بهما ساقيان، ولا يكون العلق إلا السانية وجملة الأداة من: الخطاف، والمحور، والبكرة، والنعامتين، وحبالها، كذلك حفظته عن العرب. أو هو الحبل المعلق بالبكرة، وأنشد ابن الأعرابي:

كلا زعمت أنني مكفي
وفوق رأسي علق ملوي

وقيل: هو الحبل الذي في أعلى البكرة، وأنشد ابن الأعرابي أيضا:

بئس مقام الشيخ بالكرامه

صفحة : 6496

محالة صرارة وقامه
وعلق يزقو زقاء الهامه

قال: لما كانت القامة معلقة في الحبل جعل الزقاء له، وإنما الزقاء للبكرة. والعلق: الهوى والحب اللازم للقلب. وقال اللحياني: العلق: الهوى يكون للرجل في المرأة. وإنه لذو علق في فلانة، كذا عداه بفي. وقالوا في المثل: نظرة من ذي علق يضرب في نظرة المحب. قال ابن الدمينة:

ولقد أردت الصبر عنك فعاقني     علق بقلبي من هـواك قـديم وقد علقه، كفرح، وعلق به. وفي الصحاح، والعباب: علقها، وبها، وعلق حبها بقلبه علوقا بالضم وعلقا، بالكسر، وعلقا بالتحريك، وعلاقة بالفتح، أي: هويها. قال المرار الأسدي:

أعلاقة أم الوليد بـعـدمـا     أفنان رأسك كالثغام المخلس وقال كعب بن زهير رضي الله عنه:

إذا سمعت بذكر الحب ذكرني     هندا فقد علق الأحشاء ما علقا وقال ذو الرمة:

لقد علقت مي بقلبـي عـلاقة    بطيئا على مر الليالي انحلالها وقال اللحياني، عن الكسائي: لها في قلبي علق حب، وعلاقة حب، وعلاقة حب، قال: ولم يعرف الأصمعي: علق حب، ولا علاقة حب، إنما عرف علاقة حب، بالفتح، علق حب، بالتحريك. والعلق من القربة، كعرقها، وهو سير تعلق به، وقيل: علقها: ما بقي فيها من الدهن الذي تدهن به. وقيل: علق القربة: الذي تشد به ثم تعلق. وعرقها أن تعرق من جهدها، وقد تقدم. وعلق يفعل كذا مثل طفق، وأنشد الجوهري للراجز:

علق حوضي نغر مكب
وحمرات شربهن غب
إذا غفلت غفلة يعب

أي: طفق يرده، ويقال: أحبه واعتاده. وفي الحديث: فعلقوا وجهه ضربا أي: طفقوا، وجعلوا يضربونه. وعلق أمره أي: علمه. وقولهم في المثل:

علقت معالقها وصر الجندب تقدم في حرف الراء. لم أجده في ص ر ر وكم من إحالات للمصنف غير صحيحة. وفي الصحاح: أصله أن رجلا انتهى الى بئر، فأعلق رشاءه برشائها ثم سار الى صاحب البئر، فادعى جواره، فقال له: وما سبب ذلك? قال: علقت رشائي برشائك، فأبى صاحب البئر، وأمره أن يرتحل، فقال: هذا الكلام، أي: جاء الحر ولا يمكنني الرحيل. زاد الصاغاني: يضرب في استحكام الأمر وانبرامه. وقال غيره: يقال ذلك للأمر إذا وقع وثبت، كما يقال ذلك للأمر إذا وقع وثبت، كما يقال: جف القلم فلا تتعن. وقال ابن سيده: يضرب للشيء تأخذه فلا تريد أن يفلتك. وقال الزمخشري: الضمير للدلو، والمعالق يأتي ذكرها. وعلقت المرأة علقا، أي: حبلت، نقله الجوهري. وعلقت الإبل العضاه، كنصر وسمع تعلق علقا: إذا تسنمتها، أي: رعتها من أعلاها كما في الصحاح، واقتصر على الباب الأول. ونقل الفراء عن الدبيريين: تعلق كتسمع. وقال اللحياني: العلق: أكل البهائم ورق الشجر، علقت تعلق علقا. وقال غيره: البهم تعلق من الورق، أي: تصيب، وكذلك الطير من الثمر. ومنه الحديث: أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تعلق من ثمار الجنة يروى بضم اللام وفتحها، الأخير عن الفراء. قلت: ويروى تسرح وقد رواه عبيد بن عمير الليثي. وأورده أبو عبيد له في أحاديث التابعين. قال الأصمعي: تعلق، أي: تتناول بأفواهها. يقال: علقت تعلق علوقا، وأنشد للكميت يصف ناقته:

أو فوق طاوية الحشى رملية     إن تدن من فنن الألاءة تعلق

صفحة : 6497

يقول: كأن قتودي فوق بقرة وحشية. قال ابن الأثير: هو في الأصل للإبل إذا أكلت العضاه، فنقل الى الطير. وعلقت الدابة، كفرح: شربت الماء فعلقت بها العلقة كما في الصحاح أي: لزمتها وقيل: تعلقت بها. والعلقة، بالضم: كل ما يتبلغ به من العيش. ومنه حديث أبي مالك - وكان من علماء اليهود - يصف النبي صلى الله عليه وسلم عن التوراة، فقال: من صفته أنه يلبس الشملة، ويجتزئ بالعلقة، معه قوم صدورهم أناجيلهم، قربانهم دماؤهم. يقال: ما يأكل فلان إلا علقة. وقال الأزهري: العلقة من الطعام والمركب: ما يتبلغ به وإن لم يكن تاما. وقال أبو حنيفة: العلقة: شجر يبقى في الشتاء تعلق به الإبل حتى تدرك الربيع. ونص كتاب النبات: تتبلغ به الإبل. وقال غيره: العلقة: نبات لا يلبث. وقد علقت الإبل تعلق علقا وتعلقت: أكلت من علقة الشجر. والعلقة: اللمجة وهو ما فيه بلغة من الطعام الى وقت الغداء كالعلاق، كسحاب وقد تقدم الاستشهاد له. ويقال: لم يبق عنده علقة أي: شيء. ويقال: أي بقية. وعلقة - محركة - ابن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث: بطن من بجيلة. ومن ولده جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي العلقي الصحابي الجليل رضي الله عنه، نزل الكوفة والبصرة. وعلقة بن عبيد أبو قبيلة في الأزد. وعلقة بن قيس: أبو بطن آخر. وأما محمد بن علقة التيمي الأديب الشاعر فبالكسر، حكى عنه ابن الأعرابي في نوادره، وسمع منه الأصمعي، فرد، ضبطه هكذا أبو أحمد العسكري في كتاب التصحيف وذكر المرزباني أباه علقة، وقال: كان أحد الرجاز المتقدمين. وكقبرة: علقة بن الحارث في بني ذبيان من قيس، صوابه بالفاء كما ضبطه أئمة النسب والحافظ. وعقيل بن علقة المري: شاعر له أخبار، روى عن أبيه، وأبوه أدرك عمر رضي الله عنه. ولعقيل أيضا ابن شاعر اسمه كاسم جده، والصواب في كل منهما بالفاء، كما ضبطه أئمة النسب والحافظ. وهلال بن علقة التيمي: قاتل رستم بالقادسية، والصواب فيه أيضا بالفاء، وقد أخطأ المصنف في إيراد هذه الأسماء في القاف، مع أنه ذكرها في الفاء على الصواب، فقد تصحفت عليه هنا، فليتنبه لذلك. وعلق، كعني: نشب العلق في حلقه عند الشراب فهو معلوق من الناس والدوا. وقال ابن دريد: يقال: علاق يا هذا كقطام أخرجوه مخرج نزال وما أشبهه، وهو أمر، أي: تعلق به. وقال غيره: يقال: جاء بعلق فلق، كصرد غير مصروفين، أي: بالداهية، حكاه أبو عبيد عن الكسائي ولو قال: لا يجريان كعمر، كان أحسن. والعلق أيضا: الجمع الكثير. وبه فسر بعض قولهم هذا. قال ابن دريد: ورجل ذو معلقة، كمرحلة: إذا كان مغيرا يتعلق بكل ما أصابه. قال:

أخاف أن يعلقها ذو معلقه
معودا شرب ذوات الأفوقه

والمعلاقان: معلاق الدلو وشبهها عن ابن دريد. ورجل معلاق، وذو معلاق أي: خصم شديد الخصومة يتعلق بالحجج ويستدركها، ولهذا قيل في الخصيم الجدل:

لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا أي: لا يدع حجة إلا وقد أعد أخرى يتعلق بها. والمعلاق: اللسان البليغ. قال مهلهل:

إن تحت الأحجار حزما ولينا     وخصيما ألد ذا مـعـلاق

صفحة : 6498

ويروى: ذا مغلاق أي: الذي تغلق على يده قداح الميسر، كذا أنشده ابن دريد. وهو لعدي بن ربيعة يرثي أخاه مهلهلا. قال الزمخشري، عن المبرد قال: من رواه بالعين المهملة فمعناه: إذا علق خصما لم يتخلص منه، وبالغين المعجمة فتأويله يغلق الحجة على الخصم. وكل ما علق به شيء فهو معلاقه كالمعلوق، بالضم أي: بضم الميم لا نطير له إلا مغرود، ومغفور ومغثور، ومغبور، ومزمور، عن كراع. قال الليث: أدخلوا على المعلوق الضمة والمدة كأنهم أرادوا حد المنخل والمدهن، ثم أدخلوا عليه المدة. قلت: وسيأتي المغلوق في غ ل ق. ومعاليق: ضرب من النخل عن ابن دريد. قال أخو معمر بن دلجة:

لئن نجوت ونجت معاليق
من الدبى إني إذن لمرزوق

والعلقى، كسكرى: نبت. قال سيبويه: يكون واحدا وجمعا وألف للتأنيث، فلا ينون. قال العجاج يصف ثورا:

فحط في علقى وفي مكور
بين تواري الشمس والذرور

وقال غيره: ألفه للإلحاق، وينون، الواحدة علقاة، كما في الصحاح. وقال ابن جني: الألف في علقاة ليست للتأنيث؛ لمجيء هاء التأنيث بعدها، وإنما هي للإلحاق ببناء جعفر وسلهب، فإذا حذفوا الهاء من علقاة قالوا علقى غير منون؛ لأنها لو كانت للإلحاق لنونت كما تنون أرطى. ألا ترى أن من ألحق الهاء في علقاة اعتقد فيها أن الألف للإلحاق ولغير التأنيث، فإذا نزع الهاء صار الى لغة من اعتقد أن الألف للتأنيث فلا ينونها، كما لم ينونها، ووافقهم بعد نزعه الهاء من علقاة على ما يذهبون إليه من أن ألف علقى للتأنيث. وقال أبو نصر: العلقى: شجرة تدوم خضرتها في القيظ، ومنابت العلقى الرمل والسهول. قال جران العود:

بوعساء من ذات السلاسل يلتقي     عليها من العلقى نبات مؤنـف وأنشد أبو حنيفة:

أودى بنبلي كل نـياف شـول
صاحب علقى ومضاض وعبل

صفحة : 6499

قال: وهذه كلها من شجر الرمل. قال: وأراني بعض الأعراب نبتا زعم أنه العلقى قضبانه دقاق عسر رضها وورقه لطاف يسمى بالفارسية خلوام، تتخذ منه المكانس، وزعم بعض الأطباء أنه يشرب طبيخه للاستسقاء. وقال بعض العرب الأوائل: العلقاة: شجرة تكون في الرمل خضراء ذات ورق، ولا خير فيها. والعالق: بعير يرعاه أي العلقى. وهو أيضا بعير يعلق العضاه أي: ينتف منها، وإنما سمي عالقا لأنه يتعلق بالعضاه لطوله، كما في الصحاح والعباب. والعليق، كقبيط، وربما قالوا العليقى مثل قبيطى: نبت يتعلق بالشجر يقال له بالفارسية: سرند، كما قال الجوهري. وقال أبو حنيفة: يسمى بالفارسية دركة. قال: وهو من شجر الشوك، لا يعظم، وإذا نشب فيه الشيء لم يكد يتخلص من كثرة شوكه، وشوكه حجز شداد، وله ثمر شبيه الفراد، وأكثر منابتها الغياض والأشب. وقال غيره: مضغه يشد اللثة ويبرئ القلاع، وضماده يبرئ بياض العين ونتوها والبواسير، وأصله يفتت الحصى في الكلية. وعليق الجبل، وعليق الكلب: نبتان. والعولق، كجوهر: الغول. وأيضا الكلبة الحريصة كما في الصحاح. وقولهم: هذا حديث طويل العولق أي الذنب. وقال كراع: إنه لطويل العولق، أي: الذنب لم يخص به حديثا ولا غيره. والعولق: الذئب، وبينه وبين الذنب مجانسة. ويكنى بالعولق عن الجوع. والعوالق: قوم باليمن بواد لهم يقال له: الحنك بالتحريك، كما في العباب. والعلاقة، ويكسر: الحب اللازم للقلب، وقد تقدم أن الأصمعي أنكر فيه الكسر، وتقدم الاستشهاد به. أو هو بالفتح في المحبة ونحوها، وقد علقها علاقة: إذا أحبها. وقال ابن خالويه في كتاب ليس: أنشدني أعرابي:

ثلاثة أحباب فحـب عـلاقة     وحب تملاق وحب هو القتل فقلت له: زدني، فقال: البيت يتيم، أي: فرد. والعلاقة، بالكسر، في السوط ونحوه كالسيف والقدح والمصحف والقوس، وما أشبه ذلك. وعلاقة السوط: ما في مقبضه من السير. ورجل علاقية، كثمانية: إذا علق شيئا لم يقلع عنه كما في العباب. وفي اللسان: علقت نفسه الشيء، فهي علقة، وعلاقية، وعلقنة: لهجت به، وقال:

فقلت لها والنفس مني علقنة     علاقية يهوى هواها المضلل وأصاب ثوبه علق، بالفتح وبالتحريك أي: خرق من شيء علقه وذلك أن يمر بشجرة أو شوكة فتعلق بثوبه فتخرقه. وبالوجهين روي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أنه رئي وعليه إزار فيه علق، وقد خيطه بالأسطبة. الأسطبة: مشاقة الكتان. والعلق، بالفتح: ع بالجزيرة. والعلق: شجر للدباغ. والعلق: الشتم، وقد علقه بلسانه: إذا لحاه مثل سلقه عن اللحياني. وقال غيره: سلقه بلسانه، وعلقه: إذا تناوله، وهو معنى قول الأعشى:

نهار شراحيل بن قيس يريبني     وليل أبي عيسى أمر وأعلق والعلقة بالفتح: الجذبة تكون في الثوب وغيره إذا مر بشجرة أو بشوكة. ويقال: لي في هذا المال علقة، بالضم، وعلق بالكسر، وعلوق كقعود وعلاقة كسحابة ومتعلق، بالفتح أي بفتح اللام، كله بمعنى واحد، أي: بلغة. والعليق كأمير: القضيم يعلق على الدابة. وحبان بن عليق، كزبير: شاعر طائي قديم. والعليقة، والعلاقة، كسفينة وسحابة، واقتصر الجوهري على الأول: البعير توجهه مع قوم يمتارون، فتعطيهم دراهم وعليقة ليمتاروا لك عليه، وأنشد الجوهري:

وقائلة لا تركـبـن عـلـيقة     ومن لذة الدنيا ركوب العلائق يقال: علقت مع فلان عليقة، وأرسلت معه عليقة. قال الراجز:

أرسلها عليقة وقد علم

صفحة : 6500

أن العليقات يلاقين الرقم لأنهم يودعون ركابهم ويركبونها، ويخففون من حمل بعضها عليها، كما في الصحاح. وقال الراجز:

إنا وجدنا علب العلائق
فيها شفاء للنعاس الطارثق

والعلائق يصلح أن يكون جمعا لعليقة، وجمعا لعلاقة، كسفينة وسفائن، وسحابة وسحائب. وقال ابن الأعرابي: العليقة والعلاقة البعير - أو البعيران - يضمه الرجل الى القوم يمتارون له معهم. والعلاقة كسحابة: الصداقة والحب، وقد تقدم شاهده. وأيض الخصومة، وقد علق به علقا: إذا خاصمه أو صادقه. ويقال: لفلان في أرض فلان علاقة، أي: خصومة، وهو ضد. وفي الصحاح: والعلاقة، بالفتح: علاقة الخصومة، وعلاقة الحب. وأنشد للمرار الأسدي ما أسلفنا ذكره، ولا يظهر من كلامه وجه الضدية، فتأمل. والعلاقة: ما تعلق به الرجل من صناعة وغيرها. والعلاقة: ما يتبلغ به من عيش كالعلقة، بالضم، وقد تقدم. والعلاقة من المهر: ما يتعلقون به على المتزوج قاله شمر ج: علائق ومنه الحديث: أدوا العلائق، قالوا: وما العلائق يا رسول الله? قال: ما تراضى عليه أهلوهم. ومعناها التي تعلق كل واحد بصاحبه، كما يعلق الشيء بالشيء يتصل به. وعلاقة: والد أبي مالك زياد الثعلبي الكوفي الغطفاني التابعي، وهو زياد بن علاقة بن مالك، يروي عن أسامة بن شريك وجرير بن عبد الله والمغيرة بن شعبة، وعمه قطبة بن مالك، روى عنه الثوري وشعبة وناس، ذكره ابن حبان في الثقات. وقضية سياق المصنف في والده أنه بالفتح، وهو خطأ، صوابه بالكسر، كما صرح به الحافظ وغيره. والعلاقة: المنية، كالعلوق، كصبور وسيأتي ذكر العلوق قريبا، والشاهد عليه. وأما العلاقة التي ذكرها فإنه خطأ، والصواب علاقة، بالتشديد كما ضبطه غير واحد من الأئمة، وبه فسروا قول الشاعر:

عين بكي أسامة بن لؤي     علقت مل أسامة العلاقه أي: المنية. وقيل: عنى بها الحية، لتعلقها؛ لأنها علقت زمام ناقته، فلدغته، فتأمل ذلك، وستأتي قصته في فوق قريبا. والعلق، بالكسر: النفيس من كل شيء، سمي به لتعلق القلب به ج: أعلاق، وعلوق بالضم. ومنه حديث حذيفة: فما بال هؤلاء الذين يسرقون أعلاقنا أي: نفائس أموالنا. وقال تأبط شرا:

يقول أهلكت مالا لو قنعـت بـه    من ثوب صدق ومن بز وأعلاق وقال ابن عباد: العلق: الجراب قال: ويفتح فيهما أي: في النفيس والجراب. والعلق: الخمر لنفاستها أو عتيقها أي: القديمة منها، قال الشاعر:

إذا ذقت فاها قلت علق مدمس     أريد به قيل فغودر في ساب والعلق: الثوب الكريم، أو الترس، أو السيف عن اللحياني. قال: وكذا الشيء الواحد الكريم من غير الروحانيين. ويقال: فلان علق علم، وطلب علم، وتبع علم أي: يحبه ويطلبه ويتبعه. والعلق: المال الكريم، يقال: علق خير، وقد قالوا: علق شر كذلك والجمع أعلاق. والعلقة بهاء: ثوب صغير وهي أول ثوب يتخذ للصبي نقله الصاغاني. أو قميص بلا كمين، أو ثوب يجاب أي: يقطع ولا يخاط جانباه تلبسه الجارية مثل الصدرة تبتذل به وهو الى الحجزة. قال الطماح بن عامر بن الأعلم بن خويلد العقيلي وأنشده سيبويه لحميد بن ثور، وليس له، وأنشده ابن الأعرابي في نوادره، لمزاحم العقيلي، وليس له:

وما هي إلا في إزار وعـلـقة     مغار ابن همام علي حي خثعما

صفحة : 6501

ويروى: إلا ذات إتب مفرج. وفي كتاب الجيم لأبي عمرو: في إزار وشوذر. وقال ابن بري: العلقة: الشوذر، وأنشد البيت. أو العلق، والعلقة: الثوب النفيس يكون للرجل. ويقال: ما عليه علقة: إذا لم يكن عليه ثياب لها قيمة والعلقة: شجرة يدبغ بها. وعلقة بلا لام: اسم والد محمد المذكور قريبا، راجز، وقد سبقت الإشارة إليه. وقولهم: استأصل الله علقاتهم، لغة في عرقاتهم بالراء. قال ابن عباد: أي: أصلهم. وقيل: هي جمع علق للنفيس، وكسر التاء لغة. والعلاق، كزنار: نبت عن ابن عباد. والعلوق كصبور: الغول، والداهية، والمنية. قال ابن سيده: صفة غالبة. قال المفضل النكري:

وسائلة بثعلبة بـن سـير     وقد علقت بثعلبة العلوق وقد تقدم في س ي ر. والعلوق: ما تعلقه، أي: ترعاه الإبل، وأنشد الجوهري للأعشى:

هو الواهب المائة المصطفا     ة لاط العلوق بهن احمرارا يقول: رعين العلوق حتى لاط بهن الاحمرار من السمن والخصب. قال ابن بري والصاغاني: الذي في شعر الأعشى:

بأجود منـه بـأدم الـركـا      ب لاط العلوق بهن احمرارا
هو الواهب المائة المصطفـا     ة إما مخاضا وإما عشـارا

والعلوق: شجر تأكله تحمر منه الإبل العشار. قال الصاغاني: ويروى:

وبالمائة الكوم ذات الدخي     س... قال الجوهري: ويقال: أراد بالعلوق الولد في بطنها، وأراد بالأحمر حسن لونها عند اللقح. والعلوق: ما يعلق بالإنسان، نقله الجوهري. قال: والعلوق: الناقة التي تعطف على غير ولدها، فلا ترأمه، وإنما تشمه بأنفها، وتمنع لبنها، ونص اللحياني: هي التي ترأم بأنفها، وتمنع درتها. وأنشد ابن السكيت للنابغة الجعدي - رضي الله عنه -:

ومانحني كمناح العـلـو     ق ماتر من غرة تضرب

صفحة : 6502

وقال الليث: العلوق من النساء: المرأة التي لا تحب غير زوجها. ومن النوق: ناقة لا تألف الفحل، ولا ترأم الولد وكلاهما على الفأل. قال: وإذا كانت المرأة ترضع ولد غيرها فهي علوق أيضا. وقولهم: عاملنا معاملة العلوق، يقال ذلك لمن تكلم بكلام لا فعل معه. والعلق، كصرد: المنايا والدواهي، هكذا في النسخ، والصواب فيها، وفيما بعدها أن يكون بضمتين، فإنها جمع علوق، فتأمل. والعلق أيضا: الأشغال. وأيضا: الجمع الكثير، وهذا قد تقدم. والعلاقي، كرباني: حصن في بلاد البجة جنوبي أرض مصر، به معدن التبر، نقله ابن عباد. والعلاقى كسكارى: الألقاب، واحدتها علاقية كثمانية، وهي أيضا: العلائق، واحدتها علاقة، ككتابة؛ لأنها تعلق على الناس كما في اللسان. والعلائق من الصيد: ما علق الحبل برجلها جمع علاقة. وأعلق الرجل: أرسل العلق على الموضع لتمص الدم. ومنه الحديث: اللدود أحب إلي من الأعلاق. وأعلق: صادف علقا من المال أي: نفيسا، نقله ابن عباد. وأعلق وأخلق: جاء بالداهية. وأعلق بالغرب بعيرين: إذا قرنهما بطرف رشائه نقله ابن فارس. وأعلق القوس: جعل لها علاقة، وعلقها على الوتد، وكذلك السوط والمصحف والقدح. وأعلق الصائد: علق الصيد في حبالته. ويقال له: أعلقت فأدرك. وقال اللحياني: الإعلاق: وقوع الصيد في الحبل. يقال: نصب له فأعلقه. وعلقه على الوتد تعليقا: إذا جعله معلقا وكذا علق الشيء خلفه كما تعلق الحقيبة وغيرها من وراء الرحل كتعلقه. ومنه قول عبيد الله بن زياد لأبي الأسود الدؤلي: لو تعلقت معاذة لئلا تصيبك عين. وفي الحديث: من تعلق شيئا وكل إليه أي: من علق على نفسه شيئا من التعاويذ والتمائم وأشباهها معتقدا أنها تجلب إليه نفعا، أو تدفع عنه ضرا. وقال الشاعر:

تعلق إبريقا، وأظهر جعبة ليهلك حيا ذا زهاء وجامل وعلق الباب تعليقا: أرتجه. يقال: علق الباب وأزلجه بمعنى. وعلق فلان - بالضم - امرأة أي: أحبها وهو من علاقة الحب. قال الأعشى:

علقتها عرضا وعـلـقـت رجـلا    غيري، وعلق أخرى غيرها الرجل
وعلقتـه فـتـاة مـا يحـاولـهـا     من أهلها ميت يهذي بهـا وهـل
وعلقتني أخـرى مـا تـلائمـنـي    وأجمع الحب حبا كـلـه خـبـل

وقال عنترة:

علقتها عرضا وأقتل قومهـا     زعما لعمر أبيك ليس بمزعم وووعلق بها علوقا، وتعلقها، وتعلق بها، وعلق بها بمعنى واحد. قال أبو ذؤيب:

تعلقه منهـا دلال ومـقـلة     تظل لأصحاب الشقاء تديرها أراد تعلق منها دلالا ومقلة، فقلب كاعتلق به اعتلاقا. وقولهم: ليس المتعلق كالمتأنق، أي: ليس من يقتنع كذا في النسخ، والصواب: ليس من يتبلغ باليسير كمن يتأنق في المطاعم يأكل ما يشاء كما في الصحاح والعباب. قال الزمخشري: ومنها قولهم: علقوا رمقه بشيء، أي: أعطوه ما يمسك رمقه. ويقال: ما طعامه إلا التعلق، والعلقة. وعلاق - كشداد - ابن أبي مسلم، وعثمان بن حسين بن عبيدة بن علاق: محدثان. وعلاق بن شهاب بن سعد بن زيد مناة: جاهلي. وفاته: علاق بن مروان بن الحكم بن زنباع، هكذا ضبطه المرزباني بالمهملة، وكذا ابن جني في المنهج. والتركيب يدل على نوط الشيء بالشيء العالي، ثم يتسع الكلام فيه. ومما يستدرك عليه: علق بالشيء علقا وعلقه: نشب فيه. قال جرير:

صفحة : 6503

إذا علقت مخالبـه بـقـرن     أصاب القلب أو هتك الحجابا وفي الحديث: فعلقت الأعراب به أي: نشبوا وتعلقوا. وقيل: طفقوا. وقال أبو زبيد:

إذا علقت قرنا خطاطـيف كـفـه     رأى الموت رأي العين أسود أحمرا وهو عالق به، أي: نشب فيه. وقال اللحياني: العلق: النشوب في الشيء يكون في جبل أو أرض، أو ما أشبههما. ونفس علقنة به: لهجة، وقد ذكر شاهده. وفي المثل:
علقت مراسيها بذي رمرام يقال ذلك حين تطمئن الإبل وتقر عيونها بالمرتع، يضرب لمن اطمأن وقرت عينه بعيشه. ويقال للشيخ: قد علق الكبر معالقه، جمع معلق. وفي الحديث: فعلقت منه كل معلق أي: أحبها وشغف بها. وكل شيء وقع موقعه فقد علق معالقه. وأعلق أظفاره في الشيء: أنشبها. وعلق الشيء بالشيء، ومنه، وعليه تعليقا: ناطه. وتعلق الشيء: لزمه. ويقال: لم تبق لي عنده علقة، أي: شيء. ويقال: ارض من المركب بالتعليق يضرب مثلا للرجل يؤمر بأن يقنع ببعض حاجته دون تمامها، كالراكب عليقة من الإبل ساعة بعد ساعة. ويقال: هذا الكلام لنا فيه علقة، أي: بلغة. وعندهم علقة من متاعهم، أي: بقية. وعلق علاقا وعلوقا: أكل. وما بالنآقة علوق، كصبور، أي: شيء من اللبن. وما ترك الحالب بالناقة علاقا: إذا لم يدع في ضرعها شيئا. والصبي يعلق: يمص أصابعه. وقال أبو الهيثم: العلوق: ماء الفحل؛ لأن الإبل إذا علقت وعقدت على الماء انقلبت ألوانها، واحمرت فكانت أنفس لها في نفس صاحبها. وبه فسر قول الأعشى السابق. وإبل عوالق، ومعزى عوالق: جمع عالق، وقد ذكر، نقله الجوهري. والعلوق من الدواب: هي العليقة. والتعليق. إرسال العليقة مع القوم. وقال شمر: العلاقة، بالفتح: النيل. وقال أبو نصر: هو التباعد. وبهما فسر قول امرئ القيس:

بأي علاقتـنـا تـرغـبـو      ن عن دم عمرو على مرثد وعلى الأخير الباء مقحمة. والعلاقة، بالكسر: المعلاق الذي يعلق به الإناء. ويقال: لفان في هذه الدار علاقة، بالفتح، أي: بقية نصيب. والمعالق - بغير ياء - من الدواب هي العلوق عن اللحياني. وفي بيته معاليق التمر والعنب، جمع معلاق. ومعاليق العقود والشنوف: ما يجعل فيها من كل ما يحسن، وفي المحكم: ومعاليق العقد: الشنوف يجعل فيها من كل ما يحسن فيه. والأعاليق كالمعاليق، كلاهما ما علق، ولا واحد للأعاليق. ومعلاق الباب: شيء يعلق به، ثم يدفع المعلاق فينفتح، وهو غير المغلاق بالمعجمة. وفي الأساس: ما لبابه معلاق ولا مغلاق، أي: ما ىفتح بمفتاح أو بغيره، وسيأتي. وقد أعلق الباب مثل علقه. وتعليق الباب أيضا: نصبه وتركيبه. وعلق يده وأعلقها قال:

وكنت إذا جاورت أعلقت في الذرى     يدي فلم يوجد لجنبـي مـصـرع والمعلقة: بعض أداة الراعي، عن اللحياني. والعلق، بضمتين: الدواهي. وما بينهما علاقة، بالفتح، أي: شيء يتعلق به أحدهما على الآخر، والجمع علائق. قال الفرزدق:

حملت من جرم مثاقيل حاجتي     كريم المحيا مشنقا بالعـلائق

صفحة : 6504

أي: مستقلا بما يعلق به من الديات. ولي في الأمر علوق، ومتعلق، أي: مفترض. والعلاقة كجبانة: الحية. والمعلقة من النساء: التي فقد زوجها، قال تعالى: )فتذروها كالمعلقة( وقال الأزهري: هي التي لا ينصفها زوجها ولم يفخل سبيلها، فهي لا أيم ولا ذات بعل. وفي حديث أم زرع: إن أنطق أطلق، وإن أسكت أعلق أي: يتركني كالمعلقة، لا ممسكة ولا مطلقة. وعلق الدابة: علق عليها. والعليق: الشراب، على المثل. وأنشد الأزهري لبعض الشعراء، وأظن أنه لبيد، وإنشاده مصنوع:

اسق هذا وذا وذاك وعلق     لا تسم الشراب إلا عليقا ويقال: علق فلان راحلته: إذا فسخ خطامها عن خطمها، وألقاه عن غاربها ليهنئها. ويقال: هذا الشيء علق مضنة، أي: يضن به، وكذا عرق مضنة، وقد ذكر في موضعه. وتعلقت الإبل: أكلت من علقة الشجر. وقال اللحياني: العلائق: البضائع. والإعلاق: رفع اللهاة ومعالجة عذرة الصبي، وهو وجع في حلقه، وورم تدفعه أمه بإصبعها هي أو غيرها. يقال: أعلقت عليه أمه: إذا فعلت ذلك، وغمزت ذلك الموضع بإصبعها ودفعته. وقال أبو العباس: أعلق: إذا غمز حلق الصبي المعذور، وكذلك دغر. وحقيقة أعلقت عنه: أزلت عنه العلوق، وهي الداهية. ومنه حديث أم قيس: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بابن وقد أعلقت عليه. قال الخطابي: هكذا يرويه المحدثون، وإنما هو أعلقت عنه، أي: دفعت عنه. ومعنى أعلقت عليه: أوردت عليه العلوق، أي: ما عذبته به من دغرها. ومنه قولهم: أعلقت علي: إذا أدخلت يدي في حلقي أتقيأ. وفي الحديث: علام تدغرن أولادكن بهذه العلق وفي رواية: بهذا الإعلاق. ويروى: العلاق على أنه اسم. وأما العلق فجمع علوق. والإعلاق: الدغر. والمعلق: العلبة إذا كانت صغيرة، ثم الجنبة أكبر منها، تعمل من جنب الناقة، ثم الحوأبة أكبرهن، والمعلق أجودهن، وهو قدح يعلقه الراكب معه، وجمعه معالق. قال الفرزدق:

وإنا لنمضي بالأكف رماحنا     إذا أرعشت أيديكم بالمعالق والعلقات: بطن من العرب، وهم رهط الصمة. وذو علاق، كسحاب: جبل. وعلقه: اتصل به ولحقه. وعلقه: تعلمه وأخذه. وأعلاق أنعم: من مخاليف اليمن. وقال ابن عباد: إبل ليس بها علقة، أي: آصرة. قال: والعلقة: الترس. قال: والعلوق، كصبور: الثؤباء. وقال الزمخشري: يقال: فلان أمره معلق: إذا لم يصرمه ولم يتركه، ومنه تعليق أفعال القلوب. وعلق فلان دم فلان: إذا كان قاتله. وعالقت فلانا: فاخرته بالأععلاق فعلقته، أي: كنت أحسن علقا منه. وخالد بن علاق، كشداد: شيخ للحريري، قيل بالمهملة، وقيل بالمعجمة. وبقاء بن أبي شاكر الحريمي عرف بالعليق، كقبيط، سمع ابن البطي، مات سنة 601. وفضال بن أبي نصر بن العليق، وابناه الأعز وحسن، سمعا من شهدة. وعلقة، محركة: قرية على باب نيسابور، نسب إليها جماعة من المحدثين. وأبو علي الحسين بن زياد العلاقي، بكسر العين مخففة، المروزي عن الفضيل بن عياض، مات 220. ومما يستدرك عليه.