الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل التاسع عشر: فصل العين مع القاف: الجزء الثالث

فصل العين مع القاف

الجزء الثالث

ع ل ف ق
العلفوق، بالضم، أهمله الجوهري. وقال ابن سيده: هو الثقيل الوخم، كما في اللسان.
ع م ق

صفحة : 6505

العمق، بالفتح، وبالضم، وبضمتين: قعر البئر والفج والوادي ونحوها، وقيل: هو البعد الى أسفل وقد عمق الركي، ككرم عماقة، ومعق، وبئر عميقة، ومعيقة، على القلب، أي: بعيدة القعر. وبئار عمق بضمتين، وعمق كعنب، وعمائق، وعماق بالكسر. ويقال: ما أبعد عماقتها، وما أعمقها وما أمعقها. وذكر ابن الأعرابي عن بعض فصحاء العرب: رأيت خليقة فما رأيت أعمق منها. الخليقة: البئر الحديثة الحفر. وقوله تعالى: )وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق( قال الفراء: لغة أهل الحجاز عميق. وبنو تميم يقولون: معيق. قال مجاهد: أي من كل طريق بعيد، وقال الليث: العميق أكثر من المعيق في الطريق، أو طويل، وهذا إذا لم يرد بالفج الطريق، كما يفهم من سياق ابن الأعرابي الآتي ذكره في آخر التركيب. وقد عمق ككرم وسمع عماقة وعمقا بالضم فيه لف ونشر غير مرتب. والعمق: ما بعد من أطراف المفازة البعيدة ويضم، ج: أعماق ويقال: الأعماق: النواحي والأطراف، ولم يقيد. ومنه قول رؤبة:

وقاتم الأعماق خاوي المخترق
مشتبه الأعلام لماع الخفق

وقال أيضا:

في سبسب منجرد الأخلاق
غير الفجاج عمق الأعماق

والعمق: البسر الموضوع في الشمس ليجف وينضج، عن أبي حنيفة، قال: وأنا فيه شاك. والعمق: واد بالطائف، نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حاصرها، وفيه بئر ليس بالطائف أطول رشاء منها. والعمق: ع أو ماء ببلاد مزينة قرب المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، قال عبيد الله بن قيس الرقيات:

يوم لم يتركوا على ماء عمق     للرجال المشيعين قلـوبـا ومنه قول ساعدة بن جؤية الهذلي:

لما رأى عمقا ورجع عرضـه     هدرا كما هدر الفنيق المصعب والعمق: كورة بنواحي حلب وقد يجمع فيقال أعماق، كما سيأتي قريبا. والعمق: عين بوادي الفرع لقبيلة من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما، وفي ذلك تقول امرأة منهم جلت من بلدها الى ديار مضر:

أقول لعيوق الثـريا وقـد بـدا      لنا بدوة بالشام من جانب الشرق
جليت مع الجالين أم لست بالذي
     تبدى لنا بين الخشاشين من عمق

والعمق: حصن على الفرات، وقد خرب من زمان. منه المؤيد خليل بن إبراهيم. والعمق كصرد، وبضمتين: منزل لحاج الكوفة على جادة طريق مكة بين ذات عرق وبين النقرة، وهو معدن بني سليم، أو بضمتين خطأ ونسبه الجوهري والأزهري للعامة، وفي العباب: قال الفراء: العامة تقول: العمق بضمتين، وهو خطأ. ويقال: إياه عنى ساعدة بن جؤية في قوله السابق. والعمقى كذكرى: نبت. وقال أبو نصر: العمقى مؤنثة. وقال الدينوري: لم أجد من يحليها. وقال الجوهري: هو من شجر الحجاز وتهامة. وقال ابن بري: يقال: العمقى أمر من الحنظل، وأنشد:

وأقسم أن العيش حـلـو إذا دنـت    وهو إن نأت عني أمر من العمقى ويقال لها أي: لتلك الشجرة: العماقية، كثمانية. قال ساعدة ابن العجلان:

غداة شواحط فنجوت شدا     وثوبك في عماقية هريد ويروى: في عباقية وهي شجرة ذات شوك، وقد ذكر في موضعه. وبعير عامق: يرعاها نقله الجوهري، وإبل عامقة كذلك. والعمقى: أرض قتل بها صاحب أبي ذؤيب الهذلي الذي رثاه بقوله:

لما ذكرت أخا العمقى تأوبنـي    هم وأفرد ظهري الأغلب الشيح

صفحة : 6506

قال الصاغاني: فيه ثلاث روايات: بالكسر، وبالضم، وبالنون بدل الميم. قلت: أما الكسر فهي رواية الباهلي. ورواه الأخفش بفتح العين، وقال: هو اسم واد، فتكون الروايات أربعة. أو الرواية في البيت بالضم، وهو واد والأول قول الأصمعي. وعماق ككتاب: ع عن ابن دريد. وأعامق بالضم: واد. قال الأخطل:

وقد كان منها منزلا نستلذه     أعامق برقاواته فأجاوله وقال عدي بن الرقاع:

عشقت رياض أعامق حتى إذا    لم يبق من شمل النهار شميل
بسطت هواديها بها فتمكثـت
    وله على كينانهـن صـلـيل

والأعماق: د، بين حلب وأنطاكية قرب دابق، وقد جاء ذكره في فتح القسطنطينية قال: فتنزل الروم بالأعماق أو بدابق، وهو مصب مياه كثيرة لا تجف إلا صيفا، وهو العمق بعينه الذي مر ذكره، وكأنه جمع بأجزائه كما جمعوا خناصرات وغيرها. والعمقة، محركة: وضر السمن في النحي عن اللحياني. يقال: ما في النحي عمقة ولا عيقة، أي: لطخ ولا وضر، ولا لعوق من رب ولا سمن. وله فيه عمق، محركة أي: حق عن ابن شميل. وأعمق البئر، وأمعقها، وعمقها تعميقا، واعتمقها واقتصر الجوهري على الأولين: جعلها عميقة أي: بعيدة القعر. وعمق النظر في الأمور تعميقا: بالغ فيها. وتعمق في كلامه أي: تنطع، نقله الجوهري. قال رؤبة:

ومن بغى في الدين أو تعمقا والتركيب يدل على أصل ذكره ابن الأعرابي قال: العمق: إذا كان صفة للطريق فهو البعد، وإن كان صفة للبئر فهو طول جرابها. ومما يستدرك عليه: عمقين، تثنية عمق بالفتح: واد يسيل في وادي الفرع. وأعماق الأرض: نواحيها. ورجل عمقي الكلام، بالضم، أي: لكلامه غور. وتعمق في الأمر: تنوق فيه. والمتعمق: المبالغ في الأمر، المتشدد فيه، الذي يطلب أقصى غايته. والعمق، محركة: واد في ديار بني نمير، لهم به ماءة يقال لها: العمقة. والعمق، بالفتح: موضع بالجزيرة. وموضع بنواحي اليمامة لباهلة. وناحية بمرعش. ومما يستدرك عليه:

ع م ش ق

العمشوق، بالضم: العنقود يؤكل ما عليه ويترك بعضه، أهمله الجماعة، ونقله الأزهري في ع م ش.

ع م ل ق

صفحة : 6507

العماليق، والعمالقة: قوم من عاد تفرقوا في البلاد وانقرض أكثرهم، وهم من ولد عمليق، كقنديل، أو عملاق مثل قرطاس الأخير عن الليث ابن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، كما في الصحاح. وفي المقدمة الفاضلية أن لاوذ أخو إرم وأرفخشذ بني نوح عليه السلام. وقال الليث: وهم الجبابرة الذين كانوا بالشام على عهد موسى عليه السلام، وقال ابن الأثير: هم الجبابرة الذين كانوا بالشام من بقية قوم عاد. وقال ابن الجواني: عمليق: أبو العمالقة والفراعنة والجبابرة بمصر والشام، وكانوا فبانوا منقرضين. وقال السهيلي: من العماليق ملوك مصر الفراعنة، منهم الوليد بن مصعب بن اشمير بن لهو بن عمليق، وهو صاحب موسى عليه السلام، والريان بن الوليد صاحب يوسف عليه السلام. والعملقة: البول والسلح أو الرمي بهما عن ابن عباد. وقال ابن الأثير: العملقة: التعميق في الكلام. ومنه حديث خباب: أنه رأى ابنه مع قاص، فأخذ السوط، وقال: أمع العمالقة? هذا قرن قد طلع، فشبه القصاص بهم، لما في بعضهم من الكبر والاستطالة على الناس. والعملاق كقرطاس: من يخدعك بظرفه، ونص المحيط: من يخدع الناس بظرفه. وفي النهاية: يقال لمن يخدع الناس ويخلبهم: عملاق، وقد شبه القصاص بالذين يخدعونه بكلامهم، وهذا أشبه. ومما يستدرك عليه: العملق: الجور والظلم. والعملقة: اختلاط الماء في الحوض وخثورته. وحكى ابن بري عن ابن خالويه: العملق: الاختلاط والخثورة، ولم يقيده بماء ولا غيره. وعملق ماؤهم: إذا قل. والعملاق: الطويل، والجمع عماليق وعمالقة، وعمالق، بغير ياء، الأخيرة نادرة. وقد سموا عملقا كجعفر، وزبرج، وقرطاس.

ع ن د ق
العندقة، كبندقة أهمله الجماعة. وقال ابن عباد: موضع في أسفل البطن عند السرة، كأنها ثغرة النحر كما في العباب. وقال غيره: هي ثغرة السرة. ويقال ذلك في العنقود من العنب، وفي حمل الأراك والبطم، ونحوه، كما في اللسان. ومما يستدرك عليه:

ع ن ب ق
العنبقة، بالضم: مجتمع الماء والطين. ورجل عنبق، كقنفذ: سيئ الخلق، كما في اللسان. ومما يستدرك عليه:

ع ن ز ق
العنزق، كجعفر: السيئ الخلق. يقال: عنزق عليه عنزقة أي ضيق عليه، كما في اللسان. ومما يستدرك عليه:

ع ن س ق
عنسق. قال في النوادر: العنسق - مثال عنسل - من النساء: الطويلة المعرقة. قال:

حتى رميت بمزاق عنسق
تأكل نصف المد لم يلبـق

المزاق: التي يكاد يتمزق عنها جلدها من سرعتها، كما في العباب. ومما يستدرك عليه:

ع ن ش ق
عنشق، كجعفر: اسم، كما في اللسان.

ع ن ف ق
العنفق كجعفر، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو خفة الشيء وقلته، ومنه اشتقاق العنفقة. قال الليث: اسم لشعيرات بين الشفة السفلى والذقن. وقال غيره: هي ما بين الشفة السفلى والذقن، لخفة شعرها، وقيل: هي ما بين الذقن وطرف الشفة السفلى، كان عليها شعر أو لم يكن. وقيل: هي ما نبت على الشفة السفلى من الشعر. وقال الأزهري: هي شعرات من مقدمة الشفة السفلى. ورجل بادي العنفقة: إذا عري موضعها من الشعر. وفي الحديث: أنه كان في عنفقته شعرات بيض والجمع عنافق، قال:

أعرف منكم جدل العواتق
وشعر الأقفاء والعنافـق

ع ن ق

صفحة : 6508

العنق، بالضم، وقال سيبويه: هو مخفف من العنق بضمتين. وقوله: كأمير وصرد لم يذكرهما أحد من أئمة اللغة فيما رأيت، غير أني وجدت في العباب قال - في أثناء التركيب -: والعنيق: العنق، فظن المصنف أنه العنق بضمتين، وليس كذلك، بل هو العنق، محركة، بمعنى السير، ولكن المصنف ثقة فيما ينقله، فينبغي أن يكون ما يأتي به مقبولا: الجيد، وهو وصلة ما بين الرأس والجسد، وقد فرق بين الجيد والعنق بما هو مذكور في شرح الشفاء للخفاجي فراجعه، يذكر ويؤنث. قال ابن بري: ولكن قولهم: عنق هنعاء، وعنق سطعاء يشهد بتأنيث العنق. والتذكير أغلب، قاله الفراء وغيره. وقال بعضهم: من خفف ذكر ومن ثقل أنهث. وقال سيبويه: ج أي: جمعهما أعناق لم يجاوزوا هذا البناء. ومن المجاز: العنق: الجماعة الكثيرة، أو المتقدمة من النآس مذكر. وقيل: هم الرؤساء منهم والكبراء والأشراف. وبهما فسر قوله تعالى: )فظلت أعناقهم لها خاضعين( أي: فتظل أشرافهم أو جماعاتهم. والجزاء يقع في الماضي في معنى المستقبل، كما في العباب. وقيل: أراد بالأعناق هنا: الرقاب، كقولك: ذلت له رقاب القوم وأعناقهم. ويقال: جاء القوم عنقا عنقا، أي: طوائف. وقال الأزهري: أي فرقا، كل جماعة منهم عنق. وقيل: رسلا رسلا، وقطيعا قطيعا. وقال الأخطل:

وإذا المئون تواكلت أعناقهـا     فاحمل هناك على فتى حمال قال ابن الأعرابي: أعناقها: جماعاتها. وقال غيره: ساداتها. وفي الحديث: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا أي: جماعات منهم. وقيل: أراد بهم الرؤساء والكبراء، كما تقدم. والعنق من الكرش: أسفلها. قال أبو حاتم: هو والقبة شيء واحد. والعنق من الخبز: القطعة منه كذا في النسخ، والصواب من الخير كما هو نص ابن الأعرابي. قال: يقال: لفلان عنق من الخير، أي: قطعة قال: ومنه الحديث: المؤذنون أطول النآس أعناقا يوم القيامة أي: أكثرهم أعمالا. ويشهد لذلك قول من قال: إن العنق هو القطعة من العل خيرا كان أو شرا. أو أراد أنهم يكونون رؤساء يومئذ لأنهم أي: الرؤساء عند العرب يوصفون بطول العنق، قاله ابن الأثير. ولو قال بطول الأعناق كان أحسن. قال الشمردل بن شريك اليربوعي:

يشبهون سيوفا في صرامتهم     وطول أنضية الأعناق واللمم وروي إعناقا بكسر الهمزة، أي: أكثر إسراعا الى الجنة وأعجلهم إليها. وفي الحديث: لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما أي: مسرعا في طاعته منبسطا في عمله. وفيه أقوال أخر ستة: أحدها: أنهم سباق الى الجنة من قولهم: له عنق في الخير، أي: سابقة، قاله ثعلب. الثاني: يغفر لهم مد صوتهم. الثالث: يزادون على الناس. الرابع: أن الناس يومئذ في الكرب وهم في الروح والنشاط متطلعون؛ لأن يؤذن لهم بدخول الجنة. وغير ذلك، كما في الفائق والنهاية وشروح البخاري. ومن المجاز: كان ذلك على عنق الإسلام، وعنق الدهر، أي: قديم الدهر وقديم الإسلام. وقولهم: هم عنق إليك، أي: مائلون إليك ومنتظروك. قال الجوهري: ومنه قول الشاعر يخاطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

أبلغ أمير الـمـؤمـن     ين أخا العراق إذا أتينا
أن العـراق وأهـلـه
     عنق إليك فهيت هيتا

صفحة : 6509

وقال الأزهري: أراد أنهم أقبضوا إليك بجماعتهم. يقال: جاء القوم عنقا عنقا. وذو العنق: فرس المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه. أورده ابن الكلبي في أنساب الخيل. وذو العنق: لقب يزيد بن عامر بن الملوح بن يعمر، وهذا الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث الليثي. وذو العنق: شاعر جذامي. وذو العنق: لقب خويلد بن هلال بن عامر بن عائذ بن كلب بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أخمس بن الغوث بن أنمار البجلي الكلبي؛ لغلظ رقبته، وابن الحجاج بن ذي العنق جاهلي، وكان قد رأس. قال ضرار بن الخطاب الفهري:

إن كنتم منشدي فـوارسـكـم      فأتوا الحصينين وابن ذي العنق ومن المجاز: أعناق الريح: ما سطع من عجاجها. والمعنقة، كمكنسة: القلادة كما في الصحاح والتهذيب، وخصصه ابن سيده فقال: توضع في عنق الكلب. وقال ابن شميل: المعنقة: الحبل الصغير بين أيدي الرمل. قال الصاغاني: والقياس معناقة، لقولهم في الجمع: معانيق الرمال، كذا روي عن ابن شميل. قال الصاغاني: أو معانق الرمل. وذو العنيق، كزبير: ع. وذات العنيق: ماءة قرب حاجر. والمعنقة، كمرحلة: ما انعطف من قطع الصخور. نقله الصاغاني. قال: ويقال: بلد معنقة أي: لا مقام به لجدوبته، هكذا ذكره. والذي في النوادر يخالفه، كما سيأتي. ويوم عانق: م معروف من أيام العرب. والأعنق: الطويل العنق الغليظه، وقد عنق عنقا، وهي عنقاء بينة العنق. وحكى اللحياني: ما كان أعنق، ولقد عنق عنقا، يذهب الى النقلة. والأعنق: فحل من خيلهم معروف ينسب إليه يعني بنات أعنق فإنهن ينسبن إليه، كما سيأتي قريبا. والكلب الأعنق: من في عنقه بياض كما في العباب والمفردات. وإبراهيم بن أعنق: محدث كما في العباب. وبنات أعنق: بنات دهقان متمول من الدهاقنة. قال الأصمعي: هن نساء كن في الدهر الأول، يوصفن بالحسن، أسرجن دوابهن، لينظرن الى هذه الدرة من حسنها. وقال أبو العباس: بنات أعنق: نسوة كن بالأهواز، وقد ذكرهن جرير للفرزدق يهجوه:

وفي ماخور أعنق بت تزني     وتمهر ما كدحت من السؤال وأيضا الخيل المنسوبة الى أعنق الذي تقدم ذكره. وبالوجهين فسر قول عمرو بن أحمر الباهلي الذي أنشده ابن الأعرابي:

تظل بنات أعنق مسرجات     لرؤيته يرحن ويغتـدينـا قال أبو العباس: من جعل أعنق رجلا رواه مسرجات بكسر الراء، ومن جعله فرسا رواه بفتحها. وطارت به العنقاء أي: الداهية قال:

يحملن عنقاء وعنقفيرا
وأم خشاف وخنشفيرا
والدلو والديلم والزفيرا

وكلهن دواه، ونكر عنقاء وعنقفيرا، وإنما هما باللام، وقد تحذف منهما اللام، وهما باقيان على تعريفهما. وقال الجوهري: أصل العنقاء طائر عظيم معروف الاسم، مجهول الجسم. وقال أبو حاتم في كتاب الطير: وأما العنقاء المغربة فالداهية، وليست من الطير علمناها. وقال ابن دريد: عنقاء مغرب: كلمة لا أصل لها. يقال: إنها طائر عظيم لا يرى إلا في الدهور، ثم كثر ذلك حتى سموا الداهية عنقاء مغربا ومغربة، قال:

ولولا سليمان الخليفة حلـقـت     به من يد الحجاج عنقاء مغرب

صفحة : 6510

وقيل: سميت عنقاء لأنه كان في عنقها بياض كالطوق. وقال كراع: العنقاء فيما يزعمون: طائر يكون عند مغرب الشمس. وقال الزجاج: هو طائر لم يره أحد. وقيل في قوله تعالى: )طيرا أبابيل(: هي عنقاء مغربة، وقيل: هو العقاب. وقد ذكر في: غ ر ب شيء من ذلك فراجعه. والعنقاء: لقب رجل من العرب، وهو ثعلبة بن عمرو وعمرو هو مزيقياء بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن. وقال ابن الكلبي: قيل له ذلك لطول عنقه. وقال الشاعر:

أو العنقاء ثعلبة بن عمرو     دماء القوم للكلبي شفاء قلت: والى ثعلبة يرجع نسب الأنصار، وهم بنو الأوس والخزرج ابني ثعلبة العنقاء هذا. والعنقاء: أكمة فوق جبل مشرف، قاله أبو مالك، وقدتقدم ذلك للمصنف في غ ر ب. وأما قول ابن أحمر:

في رأس خلقاء من عنقاء مشرفة     لا يبتغى دونها سهل ولا جـبـل فإنه يصف جبلا، يقول: لا ينبغي أن يكون فوقها سهل ولا جبل أحصن منها. وعنقاء: ملك من قضاعة، والتأنيث عند الليث للفظ العنقاء. وابن عنقاء: شاعر كما في العباب. وعنقى، كبشرى: أرض، أو واد وبه روي قول أبي ذؤيب الهذلي المذكور في ع م ق. والعنيق كأمير: المعانق. قال الشاعر:

وبات خيال طيفك لي عنيقـا     الى أن حيعل الداعي الفلاحا كما في الصحاح، وأنشد أبو حنيفة:

وما راعني إلا زهاء معانقي     فأي عنيق بات لي لا أبا ليا والعنق، محركة: ضرب من السير، وهو سير مسبطر منبسط للإبل والدابة. ومنه الحديث: أنه كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص. وقال أبو النجم:

يا ناق سيري عنقا فسيحا
إلى سليمان فنستريحا

والعنق: طول العنق، وقد عنق كفرح. والعناق كسحاب: الأنثى من أولاد المعز، زاد الأزهري: إذا أتت عليها سنة. وقال ابن الأثير: ما لم يتم له سنة. وأنشد ابن الأعرابي لقريط يصف الذئب:

حسبت بغام راحلتي عنـاقـا     وما هي ويب غيرك بالعناق
فلو أني رميتك من قـريب
       لعاقك عن دعاء الذئب عاق

ج في أقل العدد ثلاث أعنق وأربع أعنق. قال الفرزدق:

دعدع بأعنقك القوائم إنـنـي     في باذخ يا بن المراغة عال والجمع الكثير عنوق. قال الأزهري: هو نادر. قال أوس بن حجر:

يصوع عنوقها أحوى زنـيم     له ظأب كما صخب الغريم وأنشد ابن السكيت:

أبوك الذي يكوي أنوف عنوقه    بأظفاره حتى أنس وأمحقـا

صفحة : 6511

وقال سيبويه: أما تكسيرهم إياه على أفعل فهو الغالب على هذا البناء من المؤنث. وأما تكسيرهم له على فعول، فلتكسيرهم إياه على أفعل؛ إذ كانا يعتقبان على باب فعل. وفي المثل: العنوق بعد النوق يضرب في الضيق بعد السعة. وفي حديث الشعبي: نحن في العنوق ولم نبلغ النوق قال ابن سيده: وفي المثل: هذه العنوق بعد النوق يقول: مالك العنوق بعد النوق، يضرب للذي يكون على حالة حسنة، ثم يركب القبيح من الأمر، ويدع حاله الأولى، وينحط من علو الى سفل. قال الأزهري: يضرب للذي يحط عن مرتبته بعد الرفعة. والمعنى أنه صار يرعى العنوق بعد ما كان يرعى الإبل، وراعي لشاء عند العرب مهين ذليل، وراعي الإبل عزيز شريف. وعناق الأرض: دابة صيادة، يقال لها: التفة، والعنجل، وهي أصغر من الفهد الطويل الظهر. وقال الأزهري: فوق الكلب الصيني، يصيد كما يصيد الفهد، ويأكل اللحم، وهو من السباع. يقال: إنه ليس شيء من الدواب يؤبر، أي: يعفي أثره إذا عدا غيره وغير الأرنب، وجمعه عنوق أيضا عجميته سياه كوش قال: وقد رأيته بالبادية، وهو أسود الرأس، أبيض سائره. والعناق أيضا: الداهية. يقال: لقي فلان عناق الأرض، وأذني عناق، أي: داهية. وقيل: الأمر الشديد. قال:

إذا تمطين على القيافي

لاقين منه أذني عناق أي: من الحادي، أو من الجمل. ويقال: رجع فلان بالعناق: إذا رجع خائبا، يوضع العناق موضع الخيبة، قال:

أمن ترجيع قارية تركتم      سباياكم وأبتم بالعنـاق وصفهم بالجبن. وقارية: طير أخضر ينذر بالمطر. يقول: فزعتم لما سمعتم ترجيع هذا الطائر فتركتم سباياكم، وأبتم بالخيبة. كالعناقة. والعناق: الوسطى من بنات نعش الكبر وقد ذكر في: ق و د تفصيلا، وأشرنا له هناك. وفي شرح الخطبة: والعناق: زكاة عامين، قيل: ومنه قول أبي بكر رضي الله عنه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين حارب أهل الردة: لو منعوني عناقا مما كانوا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. ويروى: عقالا، وهو زكاة عام. وقال ابن الأثير: في الرواية الأولى دليل على وجوب الصدقة في السخال، وأن واحدة منها تجزئ عن الواجب في الأربعين منها إذا كانت كلها سخالا، ولا يكلف صاحبها مسنة. قال: وهو مذهب الشافعي. وقال أبو حنيفة: لا شيء في السخال، وفيه دليل على أن حول النتاج حول الأمهات، ولو كان يستأنف لها الحول لم يوجد السبيل الى أخذ العناق. والعناق: فرس مسلم بن عمرو الباهلي من نسل الحرون بن الخزز بن الوثيمي بن أعوج. والعناق: ع، قال ذو الرمة:

عناق فأعلى واحفـين كـأنـه     من البغي للأشباح سلم مصالح وقيل: العناق: منارة عادية بالدهناء، ذكرها ذو الرمة في شعره، وبه فسر البيت الذي تقدم له. وقال أيضا يصف ناقته:

مراعاتك الآجال مـا بـين شـارع     الى حيث حادت من عناق الأواعس قال الأزهري: رأيت بالدهناء شبه منارة عادية مبنية بالحجارة، وكان القوم الذين أنا معهم يسمونها عناق ذي الرمة، لذكره إياها في شعره. والعناق: واد بأرض طيئ بالحمى، عن الأصمعي، كما في العباب. وأنشد للراعي:

تبصر خليلي هل ترى من ظعائن     تحملن من وادي العناق فثهمـد

صفحة : 6512

ويروى: من جنبي فتاق. وفي اللسان: قال الأصمعي: العناق بالحمى، وهو لغني، وقيل: وادي العناق بالحمى في أرض غني. وأنشد قول الراعي. قلت: فهذا هو الصواب. وقول المصنف: بأرض طيئ تصحيف تبع فيه الصاغاني، والصواب بأرض غني، ويدلك على أنه خطأ أنه ليس لطيئ بالحمى أرض، فتأمل ذلك. والعناقان: ع. قال كثير يصف الظعن:

قوارض حضني بطن ينبع غدوة      قواصد شرقي العناقين عيرها والعناقة: كسحابة: ماءة لغني. قال أبو زياد: إذا خرج عامل بني كلاب مصدقا من المدينة فأول منزل ينزله ويصدق عليه أريكة، ثم العناقة. قال ابن هرمة:

فإنك لاق بالعناقة فارتـحـل     بسعد أبي مروان أو بالمخصر وقال ابن الأعرابي: العانقاء: جحر من جحرة اليربوع يملؤها ترابا، فإذا خاف اندس فيه الى عنقه. وقال غيره: يكون للأرنب كذلك. وقال المفضل: يقال لجحرة اليربوع: الناعقاء، والعانقاء، والنافقاء، والراهطاء، والداماء. وتعنقه، وتعنق بها: إذا دخلها، وكذلك الأرنب إذا دس رأسه وعنقه في جحره تعنق، والأرنب تذكر وتؤنث. والتعانيق: ع. قال زهير بن أبي سلمى:

صحا القلب عن سلمى وقد كان لا يسلو      وأقفر من سلمى التعانيق فالـثـجـل والتعانيق أيضا: جمع تعنوق، بالضم للسهل من الأرض، وكأنه من ذلك يسمى الموضع. والمعناق: الفرس الجيد العنق أي: السير، وقد أعنق إعناقا ج: معانيق. وأعنق الكلب، جعل في عنقه قلادة، نقله الجوهري. وأعنق الزرع: طال، وطلع سنبله، كأنه صار ذا عنق. ومن المجاز: أعنقت الثريا أي: غابت قال:

كأني حين أعنقت الـثـريا     سقيت الراح أو سما مدوفا وقيل: أعنقت النجوم: إذا تقدمت للمغيب. وأعنقت الريح أي: أذرت التراب وهو مجاز. والمعنق، كمحسن: ما صلب وارتفع من الأرض وحواليه سهل، وهو منقاد نحو ميل وأقل من ذلك، والجمع معانيق. توهموا فيه مفعالا لكثرة ما يأتيان معا، نحو: متئم ومتئام ومذكر ومذكار. ومربأة معنقة: مرتفعة طويلة. قال أبو كبير الهذلي يصفها:

عنقاء معنقة يكون أنـيسـه     ورق الحمام جميعها لم يؤكل

صفحة : 6513

وعنق عليه تعنيقا: مشى وأشرف. وعنقت كوافير النخل جمع كافور: طالت ولم تفلق. وعنقت استه: خرجت. وعنقت البسرة: بقي منها حول القمع مثل الخاتم، وذلك إذا بلغ الترطيب قريبا من قمعها. وعنق فلانا أي: خيبه، من العناق بمعنى الخيبة. والمعنقة، كمحدثة: دويبة هكذا في النسخ، والصواب بكسر الميم، والجمع معانق، قال أبو حاتم: المعانق: هي مقرضات الأساقي، لها أطواق في أعناقها ببياض. والمعنقات كمحدثات: الطوال من الجبال هكذا في النسخ، وصوابه الحبال بالحاء المهملة. وقوله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضي الله عنها حين دخلت شاة لجار لها، فأخذت قرصا من تحت دن لها، فقامت إليها فأخذتها من بين لحييها، فقال: ما كان ينبغي لك أن تعنقيها إنه لا قليل من أذى الجار أي: تأخذي بعنقها وتعصريها، أو معناه: تخيبيها، من عنقه إذا خيبه كما ذكر قريبا وروي: تعنكيها بالكاف، والتعنيك: المشقة والتعنيف، كما سيأتي. قال الصاغاني: ولو روي تعنفيها بالفاء من العنف لكان وجها قريبا إذا وافقت الرواية. وتعانقا واعتنقا بمعنى واحد. وقيل: عانقا في المحبة معانقة وعناقا، وقد عانقه إذا التزمه فأدنى عنقه من عنقه. وقال الجوهري: العناق: المعانقة، وقد عانقه: إذا جعل يديه على عنقه وضمه الى نفسه. واعتنقا في الحرب ونحوها. وقد يجوز الافتعال في موضع المفاعلة، فإذا خصصت بالفعل واحدا دون الآخر لم تقل إلا عانقه في الحالين. قال الأزهري: وقد يجوز الاعتناق في المودة كالتعانق، وكل في كل جائز. والمعتنق على صيغة اسم المفعول: مخرج أعناق الجبال صوابه الحبال بالحاء المهملة من السراب قال رؤبة يصف الآل والسراب:

تبدو لنا أعلامه بعد الغرق
في قطع الآل وهبوات الدقق
خارجة أعناقها من معتنق
تنشطته كل مغلاة الوهق

أي: اعتنقت فأخرجت أعناقها. والتركيب يدل على امتداد في شيء إما في ارتفاع، وإما في انسياح. ومما يستدرك عليه: رجل معنق، وامرأة معنقة: طويلا العنق. وهضبة عنقاء: مرتفعة طويلة. والتعنق: العصر بالعنق. واعتنقت الدابة: وقعت في الوحل، فأخرجت عنقها. وعنق الصيف والشتاء: أولهما ومقدمتهما على المثل، وكذلك عنق السن. قال ابن الأعرابي، قلت لأعرابي: كم أتى عليك? قال: أخذت بعنق الستين، أي: أولها، والجمع أعناق. وعنق الرحم: ما استدق منها مما يلي الفرج. وفي الحديث: يخرج عنق من النار أي: تخرج قطعة من النار. وقال ابن شميل: إذا خرج من النهر ماء فجرى فقد خرج عنق. وهم عنق عليه، كقولهم: هم إلب عليه. والعنق: القطعة من المال. وسير عنيق، كأمير: مثل عنق، وهما اسمان من أعنق إعناقا. ودابة معنق، وعنيق: مثل معناق. وفي الحديث: فانطلقنا معانيق الى النس نبشرهم قال شمر: أي مسرعين. وفي حديث أصحاب الغار: فانفرجت الصخرة فانطلقوا معانقين أي مسرعين، من عانق، مثل أعنق: إذا سارع وأسرع، ويروى: معانيق. ورجل معنق، وقوم معنقون ومعانيق. وقال ذو الرمة:

أشاقتك أخلاق الرسـوم الـدوائر     بأدعاص حوضى المعنقات النوادر المعنقات: المتقدمات منها. وفي نوادر الأعراب: بلاد معنقة ومعلقة: بعيدة، وقد أعنقت، وأعلقت. ويقال: عنقت السحابة: إذا خرجت من معظم الغيم تراها بيضاء لإشراق الشمس عليها. قال:

ما الشرب إلا نغبات فالصدر
في يوم غيم عنقت فيه الصبر

وقال ابن بري: ناقة معناق: تسير العنق. قال الأعشى:

صفحة : 6514

قد تجاوزتها وتحتي مروح
    عنتريس نعابة معـنـاق وفي الحديث: أعنق ليموت أي: أن المنية أسرعت به، وساقته الى مصرعه. والعناق، كسحاب: الحرة. والعنق، بضمتين: جمع عناق للسخلة. وأنشد ابن الأعرابي:

لا أذبح النازي الشبوب ولا     أسلخ يوم المقامة العنقـا
لا آكل الغث في الشتاء ولا
    أنصح ثوبي إذا هو انخرقا وشاة معناق: تلد العنوق، قال:

لهفي على شاة أبي السباق
عتيقة من غنم عتاق
مرغوسة مأمورة معناق

وقال علي بن حمزة: العناق: المنكر، وبه فسر قول الشاعر السابق: وأبتم بالعناق أي: بالمنكر. وجاء بأذني عناق أي بالكذب الفاحش. وقول أبي المثلم يرثي صخر الغي:

حامي الحقيقة نسال الوديقة مع     ناق الوسيقة جلد غير ثنـيان أي: يعنق في أثر طريدته. ويروى: معتاق بالتاء، وقد ذكر في محله. ويقال: الكلام يأخذ بعضه بأعناق بعض، وبعنق بعض، وهو مجاز. واعتنق الأمر: لزمه. واعتنقت الريح بالتراب، من العنق، وهو السير الفسيح. وعوج بن عنق، يأتي في الحرف الذي بعده. والمعنقة، كمحدثة: حمى الدق، مولدة. والمعانق: خيول منسوبة للعرب. يقولون في الواحد: معنقى، بكسر الميم.

ع و ق
العوق: الحبس والصرف. يقال: عاقه عن كذا يعوقه: إذا حبسه وصرفه وأصل عاق عوق، ثم نقل من فعل الى فعل، ثم قلبت الواو في فعلت ألفا، فصارت عاقت، فالتقى الساكنان: العين المعتلة المقلوبة ألفا، ولام الفعل، فحذفت العين؛ لالتقائهما، فصار التقدير عقت، ثم نقلت الضمة الى الفاء؛ لأن أصله قبل القلب فعلت فصار عقت، فهذه مراجعة أصل إلا أن ذلك الأصل الأقرب لا الأبعد، ألا ترى أن أول أحوال هذه العين في صيغة المثال إنما هو فتحة العين التي أبدلت منها الضمة، وهذا كله تعليل ابن جني. والعوق أيضا: التثبيط كالتعويق والاعتياق يقال: عاقه عن الوجه الذي أراده عائق وعقاه وعوقه واعتاقه كله بمعنى، وفي التنزيل: )قد يعلم الله المعوقين منكم( وهم قوم من المنافقين كانوا يثبطون أنصار النبي صلى الله عليه وسلم عن نصرته صلى الله عليه وسلم - وقال رؤبة:

فسكن الله القلوب الخفقا
واعتاق عنه الجاهلين العوقا
من العدا والأقربين العققا

والعوق: الرجل الذي لا خير عنده. قال رؤبة:

فداك منهم كل عوق أصلد ويضم نقله الصاغاني ج: أعواق. والعوق أيضا: من يعوق الناس عن الخير، كالعوقة بالهاء. ولا يكون ذلك آخر عوق أي: آخر دهر. ويقال: عاقني عن الأمر الذي أردت عائق وعقاني عائق. وعوق، بالفتح، والضم، وككتف بمعنى واحد، أي: صارف ومثبط وشاغل. ويعوق: صنم كان لكنانة عن الزجاج، وقيل: كان لقوم نوح عليه السلام، كما في الصحاح أو كان رجلا من صالحي أهل زمانه، فلما مات جزعوا عليه، فأتاهم الشيطان في صورة إنسان، فقال: أمثله لكم في محرابكم، حتى تروه كلما صليتم، ففعلوا ذلك به، وبسبعة من بعده من صالحيهم، ثم تمادى بهم الأمر الى أن اتخذوا تلك الأمثلة أصناما يعبدونها من دون الله، تعالى الله علوا كبيرا. ومنه قوله تعالى: )ولا يغوث ويعوق ونسرا( قال الليث: كذا بلغنا، ونقله الأزهري أيضا، وليس في نص الليث: وبسبعة من بعده. وعوائق الدهر: الشواغل من أحداثه يكون جمع عائقة، أو عوق على غير القياس. قال أبو ذؤيب الهذلي:

ألا هل أتى أم الحويرث مرسل     نعم خالد إن لم تعقه العـوائق وقال أمية بن أبي الصلت:

صفحة : 6515

تعرف هذي القلوب حقا إذا
    همت بخير عاقت عوائقها وقال أبو عمرو: هو لمولى لخزاعة يقال له: ابن الوارش. وقيل: لسابق البربري. وقولهم: ضيق ليق عيق: إتباع وقيل: عيق بمعنى ذي تعويق، وليس بإتباع، كما يأتي للمصنف قريبا. ورجل عوق، كصرد، وعنب، وهمزة، واقتصر الجوهري على الأولى والأخيرة. والثانية عن ابن الأعرابي، وضبطه بعض ككتف وعيق، ككيس وعيق بالفتح أي: بفتح الياء المشددة: ذو تعويق للناس عن الخير وترييث لأصحابه، لأن علل الأمور تحبسه عن حاجته، وأنشد ابن بري للأخطل:

موطأ البيت محمود شمائلـه     عند الحمالة لا كز ولا عوق وقال ابن دريد: رجل عوق كقبر: إذا كان يثبط الناس عن أمورهم شدد الواو الأرزني، وأبو سهل الهروي في الجمهرة. أو رجل عوق: جبان بلغة هذيل خاصة، نقله ابن دريد أيضا. وقيل: رجل عوق: تعتاقه الأمور عن حاجته. قال الهذلي:

فدى لبني لحيان أمي فإنـهـم     أطاعوا رئيسا منهم غير عوق والعوق أيضا: جمع عائق. قال رؤبة:

واعتاق عنه الجاهلين العوقا قال: وأما العوق كصرد فإنه بمعنى العائق مثل: غدر بمعنى غادر. والعوق أيضا: الجبان، هكذا ضبطه غير ابن دريد. قال ابن عباد: العوق: من لا يزال يعوقه أمر، ونص المحيط: تعوقه أمور عن حاجته، ومن إذا هم بالشيء فعله، قال: وكأنه من الأضداد وأغفله المصنف. ويشدد فيهما في الأخير عن ابن عباد، وفي الجبان فقد تقدم أنها لغة هذلية، فإعادته تكرار. والعوق، بالفتح: منعرج الوادي. وبلا لام: ع، بالحجاز. وقال ابن سيده: موضع لم يعين. وقال غيره: قيل: هو أرض من ديار غطفان بين خيبر ونجد. قال طرفة بن العبد:

عفا من آل حبى السه    ب فالأملاح فالغمر
فعوق فرماح فـال
      لوى من أهله قفـر

أو بالضم، أو غلط من ضمه. وقيل: بالضم: موضع من أرض الشام. أو هو كصرد فقط هكذا جاء في شعر رؤبة. وعوقة كهمزة هكذا في النسخ، والصواب عوقة، بالفتح، كما هو في العباب: ة باليمامة يسكنها بنو عدي بن حنيفة. والعوقة بالتحريك: بطن من عبد القيس. قلت: وهم بنو عوق بن لديد بن عمرو بن وديعة لكيز بن أفصى بن عبد القيس، ووقع في بعض كتب الحديث أنهم حي من الأزد، والأولى الصواب. وقال المغيرة بن حبناء:

إني امرؤ حنظلي في أرومتهـا     لا من عتيك ولا أخوالي العوقه

صفحة : 6516

منهم: أبو نضرة المنذر بن مالك بن قطنة العبدي، من أهل البصرة، روى عن ابن عمرو أبي سعيد رضي الله عنهما، وكان من فصحاء الناس، فلج في آخر عمره، روى عنه قتادة وسلمان التيمي، ومات سنة ثمان أو تسع ومائة، وأوصى أن يصلي عليه الحسن، فصلى عليه، ومحمد بن سنان شيخ البخاري العوقيان. وقال الغساني: إن الأخير نزل العوقة، فنسب إليهم. وقال ابن قرقول: ومنهم من يسكن الواو، وهما صحيحان. وفاته: محمد بن محمد بن حكيم العوقي البصري، عن ابن خليفة، ذكره الماليني. والعوق، محركة: الجوع. يقال: عوق وعولق. وقال ابن الأعرابي: رجل عوق لوق، كخجل فيهما، مثل ضيق عيق. وقال اللحياني: يقال: سمعت: عاق عاق وغاق غاق: حكاية صوت الغراب، قال: وهو نعاقه ونغاقه، بمعنى واحد. وعوق كنوح: اسم، وهو والد عوج الطويل المشهور، قاله الأزهري. ومن قال: عوج بن عنق فقد أخطأ، هذا الذي خطأه هو المشهور على الألسنة. قال شيخنا: وزعم قوم من حفاظ التواريخ أن عنق هي أم عوج، وعوق أبوه، فلا خطأ ولا غلط. وفي شعر عرقلة الدمشقي المذكور في بدائع البدائه المتوفى سنة 567:

أعور الدجال يمشـي     خلف عوج بن عناق وهو ثقة عارف. والعواق كغراب: صوت يخرج من بطن الدابة إذا مشى كالوعاق، وقيل: هو الصوت من كل شيء، قال:

إذا ما الركب حل بدار قـوم     سمعت لها إذا هدرت عواقا وما عاقت المرأة ولا لاقت عند زوجها أي: لم تلصق بقلبه كما في الصحاح. زاد ابن القطاع. وما حبسته عن فراقها، أو نكاح غيرها وقال غيره: أي ما حظيت عنده. وقيل: عاقت: إتباع للاقت؛ لأنه يقال: لاقت الدواة: إذا لصقت. قال ابن سيده: وإنما حملناه على الواو وإن لم نعرف أصله؛ لأن انقلاب الألف عن الواو عينا أكثر من انقلابها عن الياء. والعيوق كتنور: نجم أحمر مضيء في طرف المجرة الأيمن، يتلو الثريا، لا يتقدمها ويطلع قبل الجوزاء، سمي بذلك لأنه يعوق الدبران عن لقاء الثريا. قال أبو ذؤيب الهذلي يصف الحمر:

فوردن والعيوق مقعد رابئ الض    ضرباء خلف النجم لا يتتـلـع

وأنشد الليث:

تراعي الثريا وعيوقـهـا     ونجم الذراعين والمرزما قال سيبويه: لزمته اللام لأنه عندهم الشيء بعينه، وكأنه جعل من أمة كل واحد منها عيوق. قال: فإن قلت: هل هذا البناء لكل ما عاق شيئا? قيل: هذا بناء خص به هذا النجم كالدبران والسماك. وقال ابن الأعرابي: هذا عيوق طالعا، فحذف الألف واللام وهو ينويهما، فلذلك يبقى على تعريفه الذي كان عليه. وقال الأزهري: عيوق فيعول، يحتمل أن يكون بناؤه من عوق ومن عيق؛ لأن الواو والياء في ذلك سواء، وأنشد:

وعاندت الثريا بعد هدء     معاندة لها العيوق جارا قال الجوهري: أصله فيعول، فلما التقى الياء والواو، والأولى ساكنة صارتا ياء مشددة. وقال ابن عباد: يقال: أعوق بي الدابة أو الزاد أي: قطع. قال: والمعوق؛ كمحسن: المخفق. والمعوق أيضا: الجائع. وفي الصحاح: تعوق: تثبط. ومما يستدرك عليه: تعوقه إذا حبسه وصرفه، عن ابن جني. وروى شمر عن الأموي: ما في سقائه عيقة من الرب. قال الأزهري: كأنه ذهب به الى قوله: ما لاقت ولا عاقت. وقال غيره: ما في نحيه عيقة ولا عمقة، هكذا ذكره صاحب اللسان، وهو غريب، فإنه قد تقدم ذلك بعينه في ع ب ق ونقلنا هناك عن ابن سيده أن باء عبقة منقلبة عن ميم عمقة، فتأمل ذلك. والوعيق والعويق: صوت قنب الفرس.

ع ه ق
العوهق: الطويل: للمذكر والمؤنث. وأنشد الجوهري للزفيان:

صفحة : 6517

وصاحبي ذات هباب دمشق
خطباء ورقاء السراة عوهق

وقال آخر يصف قوسا:
إنك لو شاهدتنا بالأبرق
يوم نصافي كل عضب مخفق
وكل صفراء طروح عوهق

وزعم الخليل أن العوهق: اسم فحل كان في الزمن الأول تنسب إليه كرائم النجائب. وأنشد لرؤبة في وصف ناقة:
جاذبت أعلاه بعنس دمشق
خطارة مثل الفنيق المحنق
قرواء فيها من بنات العوهق

ضرب وتصفيح كصفح الرونق والعوهق: الثور الذي لون الى السواد ما يكون، وبه فسر قول معروف بن عبد الرحمن الأسدي:

يتبعن خرقاء كلون العوهق
بهن جن وبها كالأولق
لاحقة الرحل عنود المرفق

قلت: وينسب أيضا الى سالم بنث قحفان، وأنشده شمر، فقال: بيون المرفق. وقيل: العوهق في قوله هذا هو الخطاف الجبلي الأسود. وقال ابن الأعرابي: الغققة: العواهق؛ وهي الخطاطيف الجبلية. ويقال: هو الغراب الأسود. ويقال: هو اللازورد الذي يصبغ به أو صبغ يشبهه قال ابن دريد وابن خالويه. ويقال: لون كلون السماء مشرب سوادا قاله الليث. ويقال: هو البعير الأسود. والجسيم. وقيل لأعرابي من بني سليم: ما العوهق? فقال: الطويل من الربد، وأنشد:

كأنني ضمنت هقلا عوهقا
أقتاد رحلي، أو كدرا محنقا

وهذه الأقوال كلها نقلها الجوهري ما عدا الذي نقلناه عن ابن دريد والليث. والعوهق: خيار النبع ولبابه. وبه فسر قول الراجز المتقدم:

وكل صفراء طروح عوهق قال: وكذا فسره يعقوب. وقال ابن فارس: عوهق: اسم روضة، وأنشد لابن هرمة:

فكأنما طـرقـت بـريا روضة     من روض عوهق طلة معشاب وقال الليث: العوهقان: كوكبان الى جنب الفرقدين على نسق، طريقاهما مما يلي القطب، وأنشد:

بحيث بارى الفرقدان العوهقا
عند مسك القطب حيث استوسقا

وقيل: هما كوكبان يتقدمان بنات نعش. قال: والعيهق: عيهقة النشاط والاستنان، وأنشد:

إن لريعان الشباب عيهقا قال الأزهري: الذي سمعناه من الثقات الغيهق، بالغين المعجمة، بمعنى النشاط، وأنشد:

كأن ما بي من إراني أولق
وللشباب شرة وغيهق

قال: هذا هو المحفوظ الصحيح. وأما العين المهملة فإني لا أحفظها لغير الليث، ولا أدري أهي محفوظة عن العرب، أو تصحيف. والعيهقة بهاء: طائر عن الليث، وليس بثبت. وقال أبو عمرو: العيهاق ظاهره أنه بفتح العين، والصواب بكسرها، وقد مر في ع ه ب على الصواب: الضلال. ولا أدري ماذا عوهقك أي: ما الذي رمى بك في العيهاق أي: في الضلال. ومما يستدرك عليه: العيهق: الأسود من كل شيء. والعوهق: الطائر الذي يسمى الأخيل، ولونه أخضر أورق. وقال شمر: هو الشقراق. والعوهق: لون الرماد. والعوهق: شجر. وقوس العوهق: قوس قزح؛ لأن لونها كلون اللازورد. وناقة عوهق: طويلة العنق. والعوهق من النعام: الطويل. وعوهقه: ضلله، عن أبي عمرو، مثل عوهبه. وبرقة عوهق: إحدى براق العرب، وقد تقدم ذكرها.

ع ي ق
العيقة: ساحل البحر، وناحيته، ذكره أبو عبيد في المصنف، والجمع عيقات. قال ساعدة بن جؤية:

ساد تجرم في البضيع ثمانيا    يلوي بعيقات البحار ويجنب

صفحة : 6518

والعيق: العوق؛ وهو الصرف والحبس. والعيق: النصيب من الماء كما في اللسان. وقال ابن عباد: عيق، بالكسر: زجر. وعيق تعييقا: صوت يقال: هو يعيق في صوته. وقال الليث: العيوق يائي واوي وقد تقدم تعليله في ع و ق. ومما يستدرك عليه: قولهم: ما في سقائه عيقة، أي: وضر من سمن، قاله شمر. وقال غيره: إنما هو عبقة، بالباء الموحدة، وقد تقدم ذلك. والعيقة: الفناء من الأرض. وقيل: الساحة. والعيقة: موضع، وسيأتي في الغين المعجمة. قال أبو محمد الأسود: إذا أتاك عيقة في شعر هذيل فهو بالعين المهملة، وإذا أتاك في شعر كثير فهو بالغين المعجمة.