الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل العشرون: فصل الغين المعجمة مع القاف

فصل الغين المعجمة مع القاف

غ ب ر ق
امرأة غبرقة العينين، بالضم أهمله الجوهري. وقال أبو ليلى الأعرابي: أي واسعتهما شديدة سواد سوادهما نقله الصاغاني والأزهري. ومما يستدرك عليه: الغبارق، كعلابط: الذي ذهب به الجمال كل مذهب. قال:

يبغض كل غزل غبارق

غ ب ق
الغبوق، كصبور: ما يشرب بالعشي خلاف الصبوح، وخص بعضهم به اللبن المشروب في ذلك الوقت. وقيل: هو ما أمسى عند القوم من شرابهم فشربوه، وأنشد الليث:

يشربن رفها بالنهار والليل
من الصبوح والغبوق والقيل

وغبقه من حد نصر، وعليه اقتصر الجوهري والنووي والفيومي: سقاه ذلك. قال الراجز:
يا رب مهر مزعوق
مقيل أو مغبوق

وقال بعض العرب لصاحبه: إن كنت كاذبا فشربت غبوقا باردا، أي: لا كان لك لبن حتى تشرب الماء القراح، فسماه غبوقا على المثل، أو أراد قام لك مقام الغبوق. قال أبو سهم الهذلي:


ومن تقلل حلوبته وينكـل    عن الأعداء يغبقه القراح فاغتبق اغتباقا: شربه، ومنه الحديث: ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا وأنشد الليث:

أيها المرء خلفك الموت إلا    يك منك اصطباحة فاغتباقه والمغتبق: يكون موضعا ومصدرا قال رؤبة:

ناء من التصبيح نائي المغتبق ورجل غبقان، وامرأة غبقى: شربا الغبوق، كلاهما بنيا على غير الفعل؛ لأن افتعل وتفعل لا يبنى منهما فعلان. وقال ابن دريد: الغبقة، محركة: خيط يشد في الخشبة المعترضة على سنام البعير. وفي التهذيب: على سنام الثور إذا كرب أو سنا؛ لتثبت الخشبة على سنامه. قال الأزهري: ولم أسمع الغبقة بهذا المعنى لغير ابن دريد. وتغبق: حلب بالعشي عن اللحياني. ومما يستدرك عليه: التغبق: الشرب بالعشي. وغبقه يغبقه من حد ضرب غبقا. وغبقه تغبيقا: سقاه غبوقا. وغبق الإبل والغنم: سقاها، أو حلبها بالعشي. ويقال: هذه الناقة غبوقي، وغبوقتي، أي: أغتبق لبنها، وجمعها الغبائق، على غير قياس، وكذلك صبوحي وصبوحتي. ويقال: هي قيلته، وهي الناقة التي يحتلبها عند مقيله، قال:

ما لي لا أسقى على علاتي
صبائحي غبائقي قـيلاتـي

وقال اللحياني: الغبوق والغبوقة: الناقة التي تحلب بعد المغرب، قال: واغتبقها: حلبها في ذلك الوقت، وفي حديث أصحاب الغار: لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا هكذا ضبطه اليونيني في فرعه بكسر الباء من حد ضرب، وصححه، أي: ما كنت أقدم عليهما أحدا في شرب نصيبهما من اللبن الذي يشربانه. وفي حديث المغيرة: لا تحرم الغبقة هكذا جاء في رواية. وهي المرة من الغبوق، ويروى بالعين المهملة والياء والفاء، وقد تقدم. ويقال: لقيته ذا غبوق، وذا صبوح، أي: بالغداة والعشي، لا يستعملان إلا ظرفا.


غ د ق

صفحة : 6519

الغدق محركة: الماء الكثير وإن لم يك مطرا. وقيل: هو المطر الكثير العام. وقوله تعالى: )وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه( قال ثعلب: أي طريقة الكفر لفتحنا عليهم باب اغترار، كقوله تعالى: )لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة( وقال الفراء: أي لزدنا في أموالهم فتنة عليهم وبلية. وقال غيرهما: أي على طريقة الهدى لأسقيناهم ماء كثيرا. ودليل هذا قوله تعالى: )ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء(. والحسن بن بشر بن إسماعيل بن غدق: محدث، وهو شيخ لعبد الغني المصري الحافظ. وغدقت العين، كفرح: غزرت وعذبت، فهي غدقة. وبئر غدق، محركة مضافة معروفة بالمدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وعندها أطم البلويين الذي يقال له القاع. وشاب غيدق، وكذا شباب غيدق، وغيدقان، وغيداق أي: ناعم رخص. وأنشد الليث:

بعد التصابي والشباب الغيدق وأنشد أيضا:

رب خليل لي غيداق رفل وأنشد أيضا:

جعد العناصي غيدقانا أغيدا وقيل: الغيداق من الغلمان: الذي لم يبلغ. والغيداق: الرجل الكريم نقله الجوهري، الجواد الواسع الخلق الكثير العطية، وبه سمي أحد عمومته صلى الله عليه وسلم غيداقا؛ لكثرة عطائه. والغيداق: ولد الضب. قال أبو زيد: أول حسل، ثم غيداق، ثم مطبخ، ثم يكون ضبا مدركا. قال الجوهري: ولم يذكر الخضرم بعد المطبخ، وذكره خلف الأحمر. وقال غيره: هو الضب بين الضبين، وقيل: هو الضب المسن العظيم. والغيداق: الطويل من الخيل ذكره صاحب الأبنية، وهو قول السيرافي. والغيدقان: الناعم، وهذا قد تقدم، ففيه تكرار. وقيل: هو الكريم الواسع الخلق الكثير العطية. وقيل: الكثير الواسع من كل شيء. والغياديق: الحيات. كما في اللسان والعباب. وأغدق المطر إغداقا، فهو مغدق. واغدودق: كثر قطره. ومطر مغدودق، وماء مغدودق: كثير. ومنه الحديث: اللهم اسقنا غدقا مغدقا، أكده به. وغيدق الرجل: كثر بزاقه كذا نص المحيط. وفي اللسان: لعابه، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: غيدق المطر: كثر، عن أبي العميثل الأعرابي. وقال الزجاج: الغدق المصدر، والغدق اسم الفاعل. يقال: غدق يغدق غدقا، فهو غدق: إذا كثر الندى في المكان أو الماء. قال: ويقرأ )ماء غدقا( قلت: ورويت عن عاصم بن أبي النجود. وأرض غدقة: في غاية الري، وهي الندية المبتلة الريا الكثيرة الماء. وعشب غدق بين الغدق: ريان مبتل رواه أبو حنيفة، وعزاه الى النضر. وغدقت الأرض غدقا وأغدقت: أخصبت. وماء غيداق: غزير. وعام غيداق: مخصب، وكذلك السنة بغير هاء. وقال أبو عمرو: غيث غيداق: كثير الماء. وعيش غيدق وغيداق: واسع مخصب، وهم في غدق من العيش، وغيداق. وفي الحديث: إذا نشأت السحابة من قبل العين فتلك عين غديقة أي: كثيرة الماء، هكذا جاءت مصغرة، وهي من تصغير التعظيم. وإنه لغيداق الجري والعدو: واسعهما. قال تأبط شرا:

حتى نجوت ولما ينزعوا سلبي      بواله من قنيص الشد غيداق وشد غيداق، وهو الحضر الشديد. وشباب غداقي: ناعم.

غ ر ق
غرق في الماء كفرح غرقا: رسب فيه، فهو غرق، وغارق، وغريق ومنه الحديث: الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله. وقال أبو النجم:

فأصبحوا في الماء والخنادق
من بين مقتول وطاف غارق

صفحة : 6520

ويقال: الغرق في الأصل: دخول الماء في سمي الأنف حتى تمتلئ منافذه، فيهلك. والشرق في الفم حتى يغص به لكثرته من قوم غرقى وهو جمع غريق، فعيل بمعنى مفعل؛ أغرقه الله إغراقا فهو غريق، وكذلك مريض أمرضه الله فهو مريض من قوم مرضى. والنزيف: السكران وجمعه نزفى. والنزيف فعيل بمعنى مفعول أو مفعل؛ لأنه يقال: نزفته الخمر، وأنزفته، ثم يرد مفعل أو مفعول الى فعيل، فيجمع فعلى. وقيل: الغرق: الراسب في الماء. والغريق: الميت فيه. وقال أبو عدنان: الغرق: الذي قد غلبه الماء ولما يغرق، فإذا غرق فهو الغريق. قال الشاعر:

أتبعتهم مقلة إنسـانـهـا غـرق     هل ما أرى تارك للعين إنسانا? يقول: هذا الذي أرى من البين والبكاء غير مبق للعين إنسانها. وفي الحديث: اللهم إني أعوذ بك من الغرق والحرق وفيه أيضا: يأتي على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغرق كأنه أراد إلا من أخلص الدعاء لأن من أشفى على الهلاك أخلص في دعائه طلب النجاة. وفي حديث وحشي: أنه مات غرقا في الخمر، أي: متناهيا في شربها والإكثار منه، مستعار من الغرق. وقال امرؤ القيس يصف سيلا:

كأن السباع فيه غرقى عـشـية     بأرجائه القصوى أنابيش عنصل وقال ابن فارس: الغرقة، كفرحة: أرض تكون في غاية الري وفي الأساس: بلغت الغاية في الري. والغاروق: مسجد الكوفة؛ لأن الغرق في زمان نوح عليه السلام كان منه. وفي زاوية له فار التنور، وفيه: هلك يغوث ويعوق. ومنه سير جبل الأهواز، ووسطه على روضة من رياض الجنة. وفيه ثلاث أعين أنبتت بالضغث، تذهب الرجس، وتطهر المؤمنين: عين من لبن، وعين من دهن، وعين من ماء، ولو يعلم الناس ما فيه لأتوه حبوا، كذا في حديث علي رضي الله عنه. وقال أبو عبيد: الغرقة، بالضم مثل الشربة من اللبن ونحوه ونص المصنف له: وغيره من الأشربة. ج: غرق كصرد. وأنشد للشماخ:

تصبح وقد ضمنت ضراتها غرقا     من طيب الطعم حلو غير مجهود

صفحة : 6521

هكذا رواه الصاغاني وابن القطاع. ويروى عرقا بالعين المهمل وقد تقدم. ومنه الحديث: فتكون أصول السلق غرقة. وفي أخرى بالعين المهملة. ورواه بعضهم بالفاء، أي: مما يغرف. وغرق، كفرح: شربها أي: تلك الشربة، عن ابن الأعرابي. وغرق زيد: استغنى. عنه أيضا. وغرق كزفر: د، باليمن لهمدان نقله الصاغاني. وقوله تعالى: )والنازعات غرقا( قال الفراء: ذكر أنهما الملائكة. والنزع: نزع الأنفس من صدور الكفار، وهو كقولك: والنازعات إغراقا، كما يغرق النازع في القوس. قال الأزهري: أقيم الغرق مقام المصدر الحقيقي، أي: إغراقا. قال ابن شميل: نزع في قوسه فأغرق وسيأتي. وغرق بالفتح: ة، بمرو، وليس تصحيف غزق، بالزاي محركة. نبه على ذلك ابن السمعاني، وتبعه الصاغاني وسيأتي الكلام عليه في غ ز ق منها جرموز بن عبد الله. وفي التبصير: عبيد الله الغرقي المحدث روى عن أبي تميلة. والغرقئ كزبرج: قشر البيض الذي تحت القيض. ونظر أبو الغوث الأعرابي الى قرطاس رقيق فقال: غرقئ تحت كرفئ. وقال الفراء: همزته زائدة لأنه من الغرق، ووافقه الزجاج، واختاره الأزهري، وهذا موضعه. ووهم الجوهري. قال شيخنا: لا وهم فيه؛ لأنه نبه هناك على زيادة الهمزة، على أن المصنف قد ذكره هناك، وتابع الجوهري بلا تنبيه عليه، فأوهم أصالته، وأعاده هنا للاعتراض المحض. قلت: وقال ابن جني: ذهب أبو إسحاق ال أن همزة الغرقئ زائدة، ولم يعلل ذلك باشتقاق ولا غيره، قال: ولست أرى للقضاء بزيادة هذه الهمزة وجها من طريق القياس؛ وذلك أنها ليست بأولى فيقضى بزيادتها، ولا نجد فيها معنى الغرق، اللهم إلا أن يقول: إن الغرقئ يحتوي على جميع ما يخفيه من البيضة ويغترقه. قال: وهذا عندي فيه بعد، ولو جاز اعتقاد مثله على ضعفه لجاز لك أن تعتقد في همزة كرفئة أنها زائدة، وتذهب الى أنها في معنى كرف الحمار: إذا رفع رأسه لشم البول، وذلك لأن السحاب أبدا - كما تراه - مرتفع، وهذا مذهب ضعيف. وغرقأت الدجاجة بيضتها: إذا باضتها، وليس لها قشر يابس. وغرقأت البيضة: خرجت وعليها قشرة رقيقة. والغريق، كزبير: واد لبني سليم. وقال ابن عباد: غرقت من اللبن غرقة، أي: أخذت منه كثبة. قال: وإنه لغرق الصوت ككتف أي: منقطعه مذور. وقال ابن دريد: الغرياق، كجريال: طائر زعموا، وليس بثبت. وأغرقه في الماء إغراقا مثل غرقه تغريقا، فهو مغرق وغريق. قال تعالى: )ثم أغرقنا بعد الباقين( وقال تعالى: )وإن نشأ نغرقهم( وقال تعالى: )فكان من المغرقين(. وأغرق الكأس إذا ملأها وهو مجاز. وأغرق النازع في القوس أي: استوفى مدها. وهو مجاز. قال ابن شميل: الإغراق: الطرح، وهو أن تباعد السهم من شدة النزع. يقال: إنه لطروح. وقال أسيد الغنوي: الإغراق في النزع: أن ينزع حتى يشرب بالرصاف، وينتهي الى كبد القوس، وربما قطع يد الرامي. وشرب القوس الرصاف: أن يأتي النزع على الرصاف كله الى الحديدة، يضرب مثلا للغلو والإفراط. كغرق تغريقا. يقال: غرق النبل: إذا بلغ به غاية المد في القوس. ولجام مغرق بالفضة، كمعظم ومكرم أي: محلى بها. وقيل: إذا عمته الحلية، وقد غرق. وتقول: فلان جفن سيفه مغرق، وجفن ضيفه مؤرق، وهو مجاز. والتغريق: القتل وهو مجاز، وأصله من الغرق. يقال: غرقت القابلة الولد؛ وذلك إذا لم ترفق به حتى تدخل السابياء أنفه، فتقتله. قال الأعشى، يعني قيس بن مسعود الشيباني:

أطورين في عام غزاة ورحلة     ألا ليت قيسا غرقته القوابـل

صفحة : 6522

ويقال: إن القابلة كانت تغرق المولود في ماء السلى عام القحط، فيموت ذكرا كان أو أنثى، ثم جعل كل قتل تغريقا. ومنه قول ذي الرمة:

إذا غرقت أرباضها ثني بكرة     بتيهاء لم تصبح رؤوما سلوبها الأرباض: الحبال. والبكرة: الناقة الفتية. وثنيها: بطنها الثاني. وإنما لم تعطف على ولدها لما لحقها من التعب. وفي الأساس: غرقت القابلة المولود: لم تمخطه عند ولادته، فوقع المخاط في خياشيمه، فقتله، وهو مجاز. وفي التهذيب: العشراء من النوق إذا شد عليها الرحل بالحبال ربما غرق الجنين في ماء السابياء، فتسقطه. وأنشد قول ذي الرمة السابق. واستغرق: استوعب ومنه قول النحويين: لا: لاستغراق الجنس، وهو مجاز. واستغرق في الضحك مثل استغرب وهو مجاز. ومن المجاز: اغترق الفرس الخيل إذا خالطها ثم سبقها قاله الليث. وقال أبو عبيدة: يقال للفرس إذا سبق الخيل: قد اغترق حلبة الخيل المتقدمة. وفي حديث ابن الأكوع: وأنا على رجلي فأغترقها حتى آخذ بخطام الجمل ويروى أيضا بالعين المهملة، وقد تقدم. واغترقت النفس: استوعبت في الزفير هكذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب: اغترق النفس، محركة: استوعب في الزفير. وإنما قلنا: إنه أراد النفس بالتسكين لأنه أنث الضمير، فلو أراد التحريك لذكره، فتأمل. ومن المجاز: اغترق البعير التصدير أو البطان: إذا أجفر جنباه وضخم بطنه فاستوعب الحزام حتى ضاق عنه، كاستغرقه، نقله الصاغاني والزمخشري. وفي اللسان: حتى ضاق عنهما، أي: عن الجنبين. ومن المجاز: فلانة تغترق نظرهم، أي: تشغلهم بالنظر إليها عن النظر الى غيرها؛ لحسنها. ومنه قول قيس بن الخطيم:

تغترق الطرف وهي لاهية كأنما شف وجهها نـزف ورواه ابن دريد بالعين المهملة ذاهبا الى أنها تسبق العين، فلا يقدر على استيفاء محاسنها، ونسب في ذلك الى التصحيف، فقال فيه المفجع البصري:

ألست قدما جعلت تعترق ال   طرف بجهل مكان تغترق
وقلت: كان الخباء مـن أدم    وهو خباء يهدى ويصطدق

والطرف: هنا النظر لا العين. يقال: طرف يطرف طرفا: إذا نظر. أراد أنها تستميل نظر النظار إليها بحسنها وهي غير محتفلة ولا عامدة لذلك، ولكنها لاهية، وإنما يفعل ذلك حسنها. وقوله: كأنما شف وجهها نزف، أي: أنها رقيقة المحاسن، وكأن دمها ودم وجهها نزف، والمرأة أحسن ما تكون غب نفاسها؛ لأنه ذهب تهيج الدم. واغرورقت عيناه بالدموع: امتلأتا ولم تفيضا، نقله الأزهري عن ابن السكيت. وقال غيره: دمعتا كأنها غرقت في دمعها، وهو افعوعلت من الغرق. وغاريقون، أو أغاريقون بالألف: لفظة يونانية أصل نبات، أو شيء يتكون من الأشجار المسوسة، ترياق للسموم مفتح مسهل للخلط الكدر كلها، مفرح للقلب صالح للنسا والمفاصل. ومن خواصه أن من علق عليه لا يلسعه عقرب. والتركيب يدل على انتهاء شيء يبلغ أقصاه. وقد شذ عن هذا التركيب الغرقة من اللبن. ومما يستدرك عليه: الغرق: الرسوب في الماء، وقد غرق كفرح. ورجل غرق، ككتف، وغريق: ركبه الدين، وغمرته البلايا، وهو مجاز. والمغرق: الذي قد أغرقه قوم، فطردوه، وهو هارب عجلان، وهو مجاز. وأغرقه الناس: كثروا عليه فغلبوه، وأغرقته السباع كذلك، عن ابن الأعرابي. وأغرق في القول، وغيره: جاوز الحد، وبالغ، وأطنب، وهو مجاز، وأصله من إغراق السهم. وقول لبيد - رضي الله عنه -:

صفحة : 6523

يغرق الثعلب فـي شـرتـه     صائب الجذمة في غير فشل فيه قولان: أحدهما: أنه يعني الفرس يسبق الثعلب بحضره في شرته، أي: نشاطه، فيخلفه وذلك إغراقه. والثاني: أن الثعلب هنا ثعلب الرمح، فأراد أنه يطعن به حتى يغيبه في المطعون؛ لشدة حضره. والمغرق من الإبل: التي تلقي ولدها لتمام أو لغيره، فلا تظأر، ولا تحلب وليست مرية ولا خلفة. وأغرق أعماله: أضاعها بارتكاب المعاصي. وغرقأ البيضة: أزال غرقئها. ويقال: أنا غريق أياديك، أي: نعمك، وهو مجاز. ويقال: خاصمني فاغترقت حلقته أي: خصمته. وغارقني كذا: دانى وشارف. وغارقته المنية، وغارقت الوقفة. وجئت ورمضان مغارق، وكل ذلك مجاز، كما في الأساس. وغرق عجلان: قرية بالفيوم. ومنية الغرقة: أخرى بالغربية، بالقرب من جوجر القديمة، وقد دخلتها مرارا. والغراقة: أخرى بها. والغراق، كغراب: موضع باليمن. واسم مدينة ببلاد الترك. وأبو الحسين بن المهتدي بالله العباسي المسند المشهور، يعرف بابن الغريق، كأمير.

غ ر د ق
الغردقة أهمله الجوهري. وقال أبو عمرو: هو إلباس الغبار الناس، وأنشد:

إنا إذا قسطل يوم غردقا ولا يخفى ما في الناس وإلباس من المجانسة. أو: هو إلباس الليل يلبس كل شيء. وهو أيضا: إرسال الستر ونحوه. يقال: غردقت المرأة سترها، نقله الأزهري عن الليث. ومما يستدرك عليه: الغردقة: ضرب من الشجر، نقله الجوهري.

غ ر ن ق
الغرنوق لا يذكر في غ ر ق ووهم الجوهري، وهذا بناء على القول بأصالة النون. وقد صرح الشيخ أبو حيان بأنها زائدة في جميع لغاتها، والمسألة خلافية، فلا يصح الجزم فيها بالتغليط، أشار له شيخنا. قلت: وقال ابن جني وذكر سيبويه: الغرنيق في بنات الأربعة، وذهب الى أن النون فيه أصل لا زائدة، فسألت أبا علي عن ذلك، فقلت له: من أين له ذلك، ولا نظير له من أصول بنات الأربعة يقابلها? فلم يزد في الجواب على أن قال: قد ألحق به العليق، والإلحاق لا يوجد إلا بالأصول، وهذه دعوى عارية من الدليل؛ وذلك أن العليق وزن فعيل، وعينه مضعفة، وتضعيف العين لا يوجد للإلحاق، ألا ترى الى قلف، وإمعة، وسكين، وكلاب، ليس شيء من ذلك بملحق؛ لأن الإلحاق لا يكون من لفظ العين، والعلة في ذلك أن أصل تضعيف العين إنما هو للفعل، نحو: قطع وكسر، فهو في الفعل مفيد للمعنى، وكذلك هو في كثير من الأسماء، نحو: سكير، وخمير، وشراب، وقطاع، أي: يكثر ذلك منه. وفيه: فلما كان أصل تضعيف العين إنما هو للفعل على التكثير لم يمكن أن يجعل للإلحاق؛ وذلك أن العناية بمفيد المعنى عند العرب أقوى من العناية بالملحق؛ لأن صناعة الإلحاق لفظية لا معنوية، فهذا يمنع أن يكون العليق ملحقا بغرنيق، وإذا بطل ذلك احتاج كون النون أصلا الى دليل، وإلا كانت زائدة. قال: والقول فيه عندي أن هذه النون قد ثبتت في هذه اللفظة أنى تصرفت ثبات بقية أصول الكلمة، وثبتت أيضا في التكسير، ولذا حكم بكونها أصلا، فتأمل ذلك كزنبور وفردوس: طائر مائي، طويل القوائم والعنق، أسود. وقيل: أبيض عن أبي عمرو. وخصه ابن الأنباري بالذكور منها كالغرنيق، بالضم مع فتح النون. وأنشد الجوهري لأبي ذؤيب الهذلي يصف غواصا:

أجاز إليها لجة بـعـد لـجة     أزل كغرنيق الضحول عموج أو الغرنوق والغرنيق: الكركي قاله الأصمعي: أو طائر يشبهه قاله ابن السكيت. والجمع الغرانيق، وأنشد:

صفحة : 6524

أو طعم غادية في جـوف ذي حـدب     من ساكب المزن يجري في الغرانيق أراد بذي حدب سيلا له عرق، وفي الغرانيق، أي: مع الغرانيق. وفي الحديث: تلك الغرانيق العلا هي الأصنام، وهي في الأصل: الذكور من طير الماء. وقال ابن الأنباري: الغرانيق: الذكور من الطير، واحدها غرنوق وغرنيق. قال أبو خيرة: سمي به لبياضه. وقيل: هو الكركي، شبهت الأصنام بالطيور التي تعلو وترتفع في السماء على حسب زعمهم. والغرنيق، بالضم وفتح النون وكزنبور، وقنديل، وسموأل، وفردوس، وقرطاس، وعلابط فهي سبع لغات. اقتصر الجوهري منها على الثانية والخامسة، وذكر صاحب اللسان الثالثة والرابعة والسادسة والسابعة، ذكرهن ابن جني، وفاته الغرنيق بكسر الغين وفتح النون. أورده الجوهري وابن جني: الشاب الأبيض الناعم الحسن الشعر الجميل. أنشد شمر:

فلي الفتاة مفارق الغرناق وقال آخر:

إذ أنت غرناق الشباب ميال
ذو دأيتين ينفحان السربال

وفي حديث علي رضي الله عنه: فكأني أنظر الى غرنوق من قريش يتشحط في دمه أي: شاب ناعم. وقال أعرابي:

وكل غرنوق إذا صال حكم ج: الغرانيق أنشد أعرابي:

لهفي على البيض الغرانيق اللمم
فوارس الخيل وأرباب النعم

والغرانقة. قال الأعشى:

ولم تعدمي من اليمامة منكحـا      وفتيان هزان الطوال الغرانقه والغرانق قال ابن الأنباري: يجوز أن يكون جمع الغرانق بالضم، وقد جاءت حروف لا يفرق بين واحدها وجمعها إلا بالفتح والضم. فمنها: عذافر وعذافر، وعراعر وعراعر، وقناقن وقناقن، وعجاهن وعجاهن، وقباقب وقباقب، وقال جنادة بن عامر:

بذي ربد تخال الأثـر فـيه مدب غرانق خاضت نقاعا وقيل: أراد غرانيق، فحذف. وقال ابن شميل: الغرنوق كزنبور: الخصلة من الشعر المفتلة ومثله قول الليث. وقال ابن الأعرابي: جذب غرنوقه، وهي ناصيته. وجذب نغروقه وهي شعر قفاه. وقال أبو زياد: الغرنوق: شجر، ج: الغرانق. كذا قال. أو الغرنوق والغرانق بضمهما: الذي يكون في أصل العوسج اللين النبات ج: الغرانيق قاله أبو عمرو، شبه لطراوته ونضارته بالشاب الناعم. ونص أبي حنيفة: وهو لين النبات. قال ابن ميادة:

سقى شعب الممدور يا أم جحدر     ولا زال يسقى سدره وغرانقه وقال شمر: لمة غرانقة وغرانقية بضمهما، أي: ناعمة تفيئها الريح. وقال ابن عباد: الغرنقة: غزل بالعينين. وقال غيره: الغرنق كجندب موضع بالحجاز. وقيل: ماء بألى، وقيل: واد لبني سليم بين السوارقية ومعدن بني سليم المعروف بالنقرة. أو الغرنوق: الناعم المستتر، وفي نسخة المنتشر من النبات حكاه أبو حنيفة. وشاب غرانق كعلابط: تام وكذا شباب غرانق. قال الشاعر:

ألا إن تطلاب الصبا منك ضـلة     وقد فات ريعان الشباب الغرانق وامرأة غرانق، وغرانقة: شابة ممتلئة. أنشد ابن الأعرابي:

قلت لسعد وهو بالأزارق
عليك بالمحض وبالمشارق
واللهو عند بادن غرانـق

غ ز ق

صفحة : 6525

غزق، محركة أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وهي: ة بمرو قال الصاغاني: وليس تصحيف غرق بالفتح التي سبق ذكرها. قلت: هكذا ضبطها ابن ماكولا بفتح الزاي، وتعقبه ابن السمعاني بأنه وهم، وإنما هي بإسكان الزاي، ثم ذكر أن الذي بفتح الزاي قرية من أعمال فرغانة، منها القاضي أبو نصر منصور بن أحمد بن إسماعيل الغزقي، كان فقيها فاضلا، نزل سمرقند، وحدث عنه أولاده، مات سنة خمس وستين وأربعمائة. قال الحافظ بن حجر: وقد ذكر الماليني هاتين النسبتين، وقال - في كل منهما -: قرية من قرى مرو، فلعل إحداهما وافقت التي ن فرغانة، وذكر من التي بمرو سهل بن منصور الغزقي، يروى عن الحسن بن علوان.

غ س ق
الغسق، محركة: ظلمة أول الليل. وقوله تعالى: )الى غسق الليل( قال الفراء: هو أول ظلمته. وقال ابن شميل، دخول أوله، وقيل: حين يطخطخ بين العشاءين، وذلك حين يعتكر ويسد المناظر. وقال الأخفش: غسق الليل: ظلمته. وقال غيره: إذا غاب الشفق. والغسق: شيء من قماش الطعام، كالزؤان ونحوه. قال الفراء: يقال في الطعام: زوان وزوان وزؤان، بالهمز، وفيه غسق وغفا، مقصور، وكعابير ومريراء وقصل، كله من قماش الطعام. وغسقت عينه، كضرب وسمع تغسق غسقا، بالفتح، وغسوقا كقعود وغسقانا، محركة: أظلمت، أو دمعت أو انصبت، وهو مجاز. وغسق الجرح غسقا وغسقانا: سال منه ماء أصفر. وأنشد شمر في الغاسق بمعنى السائل:

أبكي لفقدهم بـعـين ثـرة     تجري مساربها بعين غاسق أي: سائل، وليس من الظلمة في شيء. وقال أبو زيد: غسقت العين تغسق غسقا، وهو هملان العين بالعمش والماء. وغسقت السماء تغسق من حد ضرب غسقا بالفتح وغسقانا محركة: انصبت وأرشت. وغسق اللبنغسقا: انصب من الضرع. وغسق الليل من حد ضرب غسقا بالفتح، ويحرك، وغسقانا بالتحريك، وأغسق عن ثعلب، قال الزمخشري: هي لغة بني تميم، ومثله: دجا الليل، وأدجى، أي: انصب واشتدت ظلمته ومنه قول ابن قيس الرقيات:

إن هذا الليل قد غسقا     واشتكيت الهم والأرقا

صفحة : 6526

وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: حين غسق الليل على الظراب أي: انصب على الجبال الصغار، وغشى عليها بظلمته. والغسقان، محركة: الانصباب عن ثعلب. والغاسق: القمر إذا كسف فاسود، وبه فسرت الآية، كما سيأتي. وقال ابن قتيبة: سمي القمر غاسقا لأنه يكسف فيغسق، أي: يذهب ضوؤه ويسود ويظلم، غسق يغسق غسوقا: إذا أظلم. أو الليل المظلم، وذلك إذا غاب الشفق. واختلف في قوله تعالى: )ومن شر غاسق إذا وقب( فقال الحسن: أي الليل إذا دخل، نقله الجوهري. زاد غيره: في كل شيء. وروى عن الحسن أيضا أن الغاسق أول الليل. وقال الزجاج: يعني بالغاسق الليل. وقيل له ذلك لأنه أبرد من النهار. والغاسق: البارد. وقال الجوهري. ويقال: إنه القمر. قال ثعلب: وفي الحديث: أن عائشة رضي الله عنها قالت: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لما طلع القمر ونظر إليه فقال: هذا الغاسق إذا وقب، فتعوذي بالله من شره أي: إذا كسف. أو معناه الثريا إذا سقطت، روى ذلك، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا، لكثرة الطواعين والأسقام عند سقوطها وارتفاعها عند طلوعها، لما ورد في الحديث: إذا طلع النجم ارتفعت العاهات. قال السهيلي، وابن العربي، وقال الإمام ترجمان القرآن الحبر ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة من المفسرين: أي من شر الذكر إذا قام وهو غريب، وتقدم للمصنف في و ق ب نقله عن الإمام أبيحامد الغزالي، وغيره كالإمام التيفاشي، وجماعة عن ابن عباس. ومجموع ما ذكر هنا من الأقوال في الغاسق ثلاثة: الليل، والثريا، والذكر. وسبق له أولا تفسيره بمعنى القمر أيضا كما أشرنا إليه، وهو المفهوم من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها. وقيل: الشمس إذا غربت، أو النهار إذا دخل في الليل، أو الأسود من الحيات. ووقبه: ضربه، أو انقلابه، أو إبليس، ووقبه: وسوسته، نقله ابن جزي عن السهيلي، فصار الجميع ثمانية أقوال، وقد سردناها في و ق ب فراجعه، فإن المصنف قد ذكر بعض الأقوال هنا وأعرض عن بعض، وذكر هناك بعضها وأعرض عن بعض مع تكراره في القول الغريب المحكي عن ابن عباس، فتأمل. والغسوق بالضم والإغساق: الإظلام، وقد غسق الليل غسوقا، وأغسق، وهذا فيه تكرار، غير أنه لم يذكر في مصادر غسق الليل الغسوق، وقد ذكره الزمخشري وغيره. وأما الإغساق فقد تقدم عن ثعلب، وأنه لغة بني تميم. والغساق، كسحاب، وشداد: ما يغسق من جلود أهل النار من الصديد والقيح، أي: يسيل ويقطر. وقيل: من غسالتهم. وقيل: من دموعهم. وفي التنزيل: )هذا فليذوقوه حميم وغساق(. قرأه أبو عمرو بالتخفيف وقرأه الكسائي بالتشديد. ثقلها يحيى بن وثاب، وعامة أصحاب عبد الله، وخففها الناس بعد. واختار أبو حاتم التخفيف. وقرأ حفص وحمزة والكسائي. وغساق بالتشديد، ومثله في )عم يتساءلون(. وقرأ الباقون: وغساقا خفيفا في السورتين. وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنهما قرآ بالتشديد، وفسراه بالزمهرير. وقيل: إذا شددت السين فالمراد به ما يقطر من الصديد، وإذا خففت فهو البارد الشديد البرد الذي يحرق من برده كإحراق الحميم. وقال الليث: الغساق: المنتن، ودل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: )لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا(. وأغسق: إذا دخل في الغسق أي: في أول الظلمة. ومنه حديث عامر بن فهيرة: فكان يروح بالغنم عليهما مغسقا أي: في الغار. وأغسق المؤذن: إذا أخر المغرب الى غسق الليل كأبرد بالظهر. وفي حديث الربيع بن خثيم أنه قال لمؤذنه يوم الغيم: أغسق أغسق أي: أخر المغرب حتى يغسق الليل، وهو

صفحة : 6527

إظلامه. وقال ابن الأثير: لم نسمع ذلك في غير هذا الحديث. ومما يستدرك عليه: الغاسق: البارد. والأسود من الحيات. وإبليس. والغساق كالغاسق، وكلاهما صفة غالبة. والغسيقات: الشديدات الحمرة، وبه فسر السكري قول أبي صخر الهذلي:امه. وقال ابن الأثير: لم نسمع ذلك في غير هذا الحديث. ومما يستدرك عليه: الغاسق: البارد. والأسود من الحيات. وإبليس. والغساق كالغاسق، وكلاهما صفة غالبة. والغسيقات: الشديدات الحمرة، وبه فسر السكري قول أبي صخر الهذلي:

هجان فلا في اللون شام يشـينـه     ولا مهق يغشى الغسيقات مغرب وقال صاحب المفردات في تفسير قوله تعالى: )ومن شر غاسق إذا وقب( عبارة عن النائبة بالليل كالطارق. ويزاد هذا على ما ذكر، فتصير الوجوه تسعة.

غ ش ق
الغشق أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، والليث. وقال الخارزنجي: هو الضرب على ما كان لينا كاللحم يقال: غشقه غشقا: إذا ضربه، كما في العباب.

غ ص ل ق
الغصلقة أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن دريد: هو في اللحم: إذا لم يملح، ولم ينضج، ولم يطيب كما في العباب.

غ ف ق
غفق يغفق غفقا: خرجت منه ريح عن أبي عمرو. قال: والعين المهملة لغة فيه، وقد تقدم. وقال الأصمعي: غفق فلانا بالسوط غفقا: ضربه كثيرا قال: وهو أشد من العفق بالعين المهملة، وكذلك بالعصا والدرة. وغفقت الإبل غفقا: وردت كل ساعة نقله الجوهري عن ابن الأعرابي، وأنشد للراجز:

ترعى الغضى من جانبي مشفق
غبا ومن يرع الحموض يغفق

قال الفراء: شربت الإبل غفقا، وهي تغفق: إذا شربت مرة بعد أخرى، وهو الشرب الواسع. وغفق الحمار الأتان: أتاها مرة بعد مرة مثل عفقها بالعين المهملة. وغفق القوم غفقة من الليل، أي: ناموا نومة. والغفق بالفتح: المطر ليس بالشديد. وأيضا: الهجوم على الشيء. وأيضا الإياب من الغيبة فجأة. قال الصاغاني: وكأنه نقيض العفق، بالعين المهملة. وقال الأصمعي: التغفيق: النوم وأنت تسمع حديث القوم. والتغفيق: أن تعالج السليم وتسهده. قال مليح الهذلي:

وداوية ملساء تمسي سباعها     بها مثل عواد السليم المغفق أو جملة التغفيق: نوم في أرق. والمغفق، كمنزل: المرجع. قال رؤبة:

من بعد مغزاي وبعد المغفق كما في الصحاح. وتغفق الشراب: إذا شربه يومه أجمع نقله الجوهري عن ابن الأعرابي، وقيل: شربه ساعة بعد أخرى. وتقول: رأيته يتغفق الصبوح، كما يتفوق الفصيل اللقوح. وقال ابن الأعرابي: إذا تحسى ما في إنائه فقد تمززه، وساعة بعد ساعة فقد تفوقه، فإذا أكثر الشرب فقد تغفق. والمنعفق: للمنصرف، بالعين المهملة. وغلط الجوهري في اللغة وفي الرجز. نص الجوهري في الصحاح: قال ابن الأعرابي: والمنغفق: المنصرف. وقال الأصمعي: المنعطف، وأنشد لرؤبة:
حتى تردى أربع في المنغفق
بأربع ينزعن أنفاس الرمـق

صفحة : 6528

انتهى. وقد مر أيضا في ع ف ق مثل هذا، فأورده أولا هناك مستوفى، وأنشد الرجز هناك. ولم ينقل عن أحد لاتفاق أئمة اللغة عليه. ثم أعاده هنا نقلا عن ابن الأعرابي والأصمعي وهما هما، وأنشد الرجز، وزيادة الثقة مقبولة اتفاقا، فلا غلط ولا وهم، وإنما هو بمنزلة لفظة فيها لغتان، فتأمل ذلك. وغافق، كصاحب: حصن بالأندلس من أعمال فحص البلوط، قال الشهاب المقري: إن بينه وبين قرطبة مرحلتين، ومر في س ق ف أنه قصبة من رستاق أسقفة بالأندلس. واغتفق به: أحاط. وكل شيء أحاط بشيء فقد اغتفق به. ومما يستدرك عليه: الغيفقة: الإهراق، عن أبي عمرو. وكذلك الدغرقة. وغافق: قبيلة من الأزد. وهو ابن الشاهد بن عك بن عدثان بن عبد الله بن الأزد. وإليهم نسب الحصن، ولهم خطة بمصر أيضا. ويقال: بل هو غافق بن الحارث بن عك بن الحارث بن عدثان. وغافق أيضا: قصر قرب طرابلس الغرب، ذكره البجاني في رحلته.

غ ف ل ق
الغفلقة كعملسة أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: هي المرأة العظيمة الركب. وقال ثعلب: إنما هي العفلقة بالعين المهملة. قال الصاغاني: وبالمهملة أفصح وقد تقدم.

غ ق ق
غق القار وما أشبهه يغق غقا وغقيقا أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: إذا غلى فسمع صوته، وكذلك القدر، وخق خقا وخقيقا مثله، وقد تقدم. وغق الصقر غقا: صوت. وقال الليث: الصقر يغق في ضرب من أصواته كغقغق غقغقة، وهذا عن غير الليث. وقيل: الغق والغقغقة: ترقيق الصوت. وامرأة غقاق، كشداد هكذا في النسخ، والصواب غقاقة، كجبانة. وغقوق، مثل صبور كما هو نص الجمهرة والعباب واللسان. وكذلك خفاقة وخفوق: إذا كان يسمع لفرجها صوت عند الجماع، وذلك لسعة متاعها أو من الهزال والاسترخاء، وقد مر ذلك في خ ق ق. وغق الماء وغقيقه: صوته إذا صار من سعة الى ضيق أو من ضيق الى سعة، نقله الأزهري. وقال ابن دريد: الغق: حكاية صوت الغراب إذا غلظ. وفي التهذيب: إذا بح صوته. وقال ابن الأعرابي: الغققة، محركة: العواهق، وهي الخطاطيف الجبلية. وفي الحديث المروي عن سلمان رضي الله عنه رفعه أن الشمس لتقرب من رؤوس الناس. وفي رواية: الخلائق يوم القيامة حتى إن بطونهم تقول: غق غق، بالكسر وهي حكاية صوت الغليان، قاله إبراهيم الحربي، وفي رواية: حتى إن بطونهم تغق غقا، وقد غق بطنه يغق غقا وغقيقا: إذا صوت. وقال ابن فارس: الغين والقاف ليس بشيء، إنما يحكى به صوت الشيء يغلي، يقال: غق.

غ ل ف ق
الغلفق، كجعفر: الخضرة على رأس الماء، وهو الطحلب، أو هو نبت ينبت في الماء ورقه عراض. قال الزفيان:

ومنهل طام عليه الغلفق
ينير أو يسدي به الخدرنق

والغلفق من العيش: الرخي. والغلفق من القسي: الرخوة اللينة جدا، ولا خير فيها. قال الراجز:

تحمل فرع شوحط لم تمحق
لا كزة العود ولا بغلـفـق

صفحة : 6529

وقال الليث: الغلفق: الخلب، والخلب: الليف. وقال ابن شميل: الغلفق: ورق الكرم مادام على شجره. وقال ابن عباد: الغلفق: المرأة الخرقاء السيئة المنطق والعمل. قال: وامرأة غلفاق المشي، بالكسر أي: سريعته. وقال ابن الأعرابي: الغلفاق بالكسر: المرأة الطويلة العظيمة الجسم. وغلافقة بالضم: ة بساحل زبيد، وهي فرضة زبيد مما يلي جدة، وفرضتها - مما يلي عدن - الأهواز، وقد ضعفت حالهما الآن. وقال ابن عباد: غلفق: أعسر. قال: وغلفق الكلام: أساءه. ومما يستدرك عليه: الغلفق من النساء: الرطبة الهن. والغلفقيق: الداهية: وقيل: السريع، مثل به سيبويه، وفسره السيرافي. ودلو غلفق: كبيرة.

غ ل ق
الغلقة بالفتح، وهو الأكثر، كذا سمعه أبو حنيفة، عن البكري ويكسر كذا سمعه عن أعرابي من ربيعة. ويقال: غلقى كسكرى عن غير أبي حنيفة: شجيرة تشبه العظلم مرة جدا، لا يأكلها شيء، تجفف، ثم تدق، وتضرب بالماء، وتنقع فيها الجلود، فلا تبقى عليها شعرة ولا وبرة إلا أنقتها منها، وذلك إذا أرادوا طرح الجلود في الدباغ، بقرية كانت أو غنمية، أو غير ذلك، وهي تدق وتحمل في البلاد لهذا الشأن، تكون بالحجاز وتهامة. وقال ابن السكيت: يعطن بها أهل الطائف. وقال أبو حنيفة: وهي شجرة لا تطاق حدة، يتوقع جانيها على عينيه من بخارها أو مائها غاية للدباغ. وقال الليث: وهي سم يغلث بورقها للذئاب والكلاب فيقتلها، ويدبغ بها أيضا. قال مزرد: هكذا نسبه الأزهري له، وقيل للمرار:

جربن فلا يهنأن إلا بغـلـقة     عطين وأبوال النساء القواعد قال أبو حنيفة: والحبشة تسم بها السلاح، وذلك أنهم يطبخونها ثم يطلون بمائها السلاح، فيقتل من أصابه. وإهاب مغلوق: دبغ به. وقال ابن السكيت: إذا جعلت فيه الغلقة حين يعطن، كما في الصحاح. وغلق الباب يغلقه من حد ضرب غلقا، نقلها ابن دريد، وعزاها الى أبي زيد: لثغة أو لغية رديئة متروكة في أغلقه فهو مغلق، أو نادرة، وقد جاء ذلك في قول الشاعر:

لعرض من الأعراض يمسي حمامه    ويضحي على أفنائه الغين يهتـف
أحب الى قلبـي مـن الـديك رنة     وباب إذا ما مال للغلـق يصـرف

وهي لغة متروكة، كما قاله الجوهري. قال أبو الأسود الدؤلي:

ولا أقول لقدر القوم قد غليت     ولا أقول لباب الدار مغلوق
لكن أقول لبابي مغلق، وغلت     قدري وقابلها دن وإبـريق

وأما غلق الباب فهي لغة فصيحة. وربما قالوا: أغلقت الأبواب، يراد بها التكثير، نقله سيبويه، قال: وهو عربي جيد. وأنشد الجوهري للفرزدق:

مازلت أفتح أبوابا وأغلقـهـا      حتى أتيت أبا عمرو بن عمار

صفحة : 6530

قال أبو حاتم السجستاني: يريد أبا عمرو بن العلاء. وغلق في الأرض يغلق غلقا، مثل: فلق يفلق يفلق فلقا: أمعن فيها، عن ابن عباد، وهو مجاز. ورجل غلق أو جمل غلق، بالفتح فيهما، أي: كبير أعجف، وكذلك جمل غلقة: إذا هزل وكبر. ونص النوادر: شيخ غلق. أو رجل غلق، أي: أحمر، وكذلك سقاء غلق، وأدم غلق، نقله ابن عباد. ويقال: باب غلق، بضمتين أي: مغلق، وهو فعل بمعنى مفعول، مثل: قارورة فتح، وباب فتح: واسع ضخم، وجذع قطل. والغلق بالتحريك: المغلاق، وهو ما يغلق به الباب وهو المرتاج أيضا. قال الراغب: وقيل: ما يفتح به، لكن إذا عبر بالإغلاق يقال: مغلق، ومغلاق، وإذا عبر بالفتح، يقال: مفتح ومفتاح. كالمغلوق بالضم. نقله الجوهري وضبطه، وأهمل المصنف ضبطه، فاقتضى اصطلاحه فتح الميم، مع أن هذه من جملة النوادر التي تقدم ذكرها في ع ل ق فكان واجب الضبط، كما لا يخفى. والمغلق، كمنبر: سهم في الميسر، أو هو السهم السابع في مضعف الميسر لاستغلاقه ما يبقى من آخر الميسر، قاله الليث وصاحب المفردات. ج مغاليق، وأنشد الليث للبيد:

وجزور أيسار دعوت لحتفها      بمغالق متشابه أجرامـهـا أو غلط الليث في تفسير قوله: بمغالق. والمغالق: من نعوت القداح التي يكون لها الفوز، وليست المغالق من أسمائها، وهي التي تغلق الخطر، فتوجبه للقامر الفائز، كما يغلق الرهن لمستحقه. ومنه قول عمرو بن قميئة:

بأيديهم مقرومة ومغـالـق      يعود بأرزاق العيال منيحها كذا في التهذيب، وهو مجاز. ومن المجاز: غلق الرهن، كفرح غلقا: استحقه المرتهن، وذلك إذا لم يفتكك في الوقت المشروط. وفي الحديث: لا يغلق الرهن هذا نص الجوهري. وقال سيبويه: وغلق الرهن في يد المرتهن غلقا وغلوقا، فهو غلق: استحقه المرتهن؛ وذلك إذا لم يفتك في الوقت المشروط. وفي لحديث: لا يغلق الرهن بما فيه. وقال أبو عبيد في تفسير هذا الحديث أي: لا يستحقه المرتهن إذا لم يرد الراهن ما رهنه فيه، وكان هذا من فعل الجاهلية فأبطله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لا يغلق الرهن. قال شيخنا: أي: لابد من نظر مالك الرهن وبيعه إياه بنفسه، أو أخذه وإعطاء ما رهن به وإن أبى ألزمه القاضي بذلك. وفي العباب: في الحديث: لا يغلق الرهن بما فيه، لك غنمه، وعليك غرمه. وسئل إبراهيم النخعي عن غلق الرهن، فقال: لا يستحقه المرتهن إذا لم يؤد الراهن ما عليه في الوقت المعين، ونماؤه وفضل قيمته للراهن، وعلى المرتهن ضمانه إن هلك قال زهير يذكر امرأة:

وفارقتك برهن لا فـكـاك لـه     يوم الوداع فأمسى الرهن قد غلقا يعني أنها ارتهنت قلبه، ورهنت به. وأنشد شمر:

هل من نجاز لموعود بخلـت بـه     أو للرهين الذي استغلقت من فادي وقال عمارة بن صفوان الضبي:

أجارتنا من يجتمع يتـفـرق      ومن يك رهنا للحوادث يغلق

صفحة : 6531

وقال ابن الأعرابي: غلق الرهن يغلق غلوقا إذا لم يوجد له تخلص، وبقي في يد المرتهن لا يقدر راهنه على تخليصه. ومعنى الحديث أنه لا يستحقه المرتهن إذا لم يستفكه صاحبه. وكان هذا من فعل الجاهلية أن الراهن إذا لم يؤد ما عليه في الوقت المعين ملك المرتهن الرهن، فأبطله الإسلام. ومن المجاز: غلقت النخلة غلقا، فهي غلقة: إذا دودت أصول سعفها، فانقطع حملها. وأغلقت عن الإثمار. ومن المجاز: غلق ظهر البعير غلقا، فهو غلق: إذا دبر دبرا لا يبرأ، وهو أن ترى ظهره أجمع جلبتين آثار دبر قد برأت فأنت تنظر الى صفحتيه تبرقان. وقال ابن شميل: الغلق: شر دبر البعير، لا يقدر أن تعادى الأداة عنه، أي: ترفع عنه حتى يكون مرتفعا، وقد عاديت عنه الأداة، وهو أن تجوب عنه القتب والحلس. وقال ابن شميل: يقال استغلقني فلان في بيعته نص ابن شميل في بيعي إذا لم يجعل لي خيارا في رده. قال: واستغلقت علي بيعته: صار كذلك، وهو مجاز. ومن المجاز: استغلق عليه الكلام إذا أرتج عليه فلا يتكلم وفي الأساس: إذا ضيق عليه وأكره. وكلام غلق، ككتف أي: مشكل وهو مجاز. وغلاق كشداد: رجل من بني تميم، نقله الجوهري. وقال غيره: هو أبو حي، وأنشد ابن الأعرابي:

إذا تجليت غـلاقـا لـتـعـرفـهـا     لاحت من اللؤم في أعناقها الكـتـب
إني وأتي ابـن غـلاق لـيقـرينـي     كغابط الكلب يرجو الطرق في الذنب

وأيضا: شاعر، وهو غلاق بن مروان بن الحكم بن زنباع، له أشعار جيدة، أورده المرزباني، ولكنه ضبطه بالعين المهملة. وخالد بن غلاق: محدث وهو شيخ للجريري أو هو بالمهملة، وقد أشرنا إليه، وذكره الحافظ بالوجهين. وعين غلاق، كقطام: ع نقله الصاغاني. وغولقان: ة بمرو نقله الصاغاني. والإغلاق: الإكراه قال ابن الأعرابي: أغلق زيد عمرا على شيء يفعله: إذا أكرهه عليه. وفي الحديث: لا طلاق ولا عتاق في إغلاق أي: في إكراه، لأن المغلق مكره عليه في أمره ومضيق عليه في تصرفه، كأنه يغلق عليه الباب، ويحبس، ويضيق عليه حتى يطلق. والإغلاق: ضد الفتح. يقال: فتح بابه وأغلقه، وقد تقدم شاهده. والاسم الغلق بالفتح، نقله الجوهري، وتقدم شاهده. والإغلاق: إدبار ظهر البعير بالأحمال المثقلة. ومنه حديث جابر رضي الله عنه: شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أوثق نفسه، وأغلق ظهره. شبه الذنوب التي أثقلت ظهر الإنسان بثقل حمل البعير. وقيل: الإغلاق: عمل الجاهلية، كانوا إذا بلغت إبل أحدهم مائة أغلقوا بعيرا؛ بأن ينزعوا سناسن فقره، ويعقروا سامه، لئلا يركب، ولا ينتفع بظهره، ويسمى ذلك البعير المعنى، كما سيأتي في عني. والمغالقة: المراهنة، وأصلها في الميسر. ومنه الحديث: ورجل ارتبط فرستا ليغالق عليها. ومما يستدرك عليه: غلقت الأبواب. قال سيبويه: شدد للتكثير. قال الأصبهاني: وذلك إذا أغلقت أبوابا كثيرة، أو أغلقت بابا مرارا، أو أحكمت إغلاق باب، وعلى هذا )وغلقت الأبواب( وغلق الباب. وانغلق، واستغلق: عسر فتحه. وجمع الغلق، محركة: الأغلاق. قال سيبويه: لم يجاوزوا به هذا البناء، واستعاره الفرزدق، فقال:

فبتن بجانبي مصرعـات      وبت أفض أغلاق الختام

صفحة : 6532

قال الفارسي: أراد ختام الأغلاق، فقلب. وفي حديث أبي رافع: ثم علق الأغاليق على ود. هي المفاتيح، واحدها إغليق. والغلاق، كسحاب: المغلاق. وإغلاق القاتل: إسلامه الى ولي المقتول، فيحكم في دمه ما شاء. يقال: أغلق فلان بجريرته، وقال الفرزدق:

أسارى حديد أغلقت بدمائها والاسم منه الغلاق، قال عدي بن زيد:

وتقول العداة أودى عدي     وبنوه قد أيقنوا بالغلاق والمغلاق: لغة في المغلق لسهم القداح. ورجل غلق، ككتف: سيئ الخلق. وقال أبو بكر: كثير الغضب. وقيل: الضيق الخلق، العسر الرضا. وقد أغلق فلان: إذا أغضب، فغلق: غضب واحتد. وقال الليث: يقال: احتد فلان فغلق في حدته، أي: نشب، وهو مجاز. وغلق قلبه في يد فلانة كذلك. ويقال: حلال طلق، وحرام غلق. وفلان مفتاح للخير، مغلاق للشر، والجمع مغاليق. وأنشد ابن الأعرابي لأوس بن حجر:

على العمر واصطادت فؤادا كأنه      أبو غلق في ليلتـين مـؤجـل وفسره فقال: أبو غلق، أي: صاحب رهن غلق أجله ليلتان أن يفك. وقوم مغاليق: يغلق الرهن على الأيديهم. وغلق غلقا: ذهب. وأغلق الرهن: أوجبه، عن ابن الأعرابي. وقال أبو عمرو: الغلق: الضجر. ومكان غلق، أي: ضيق، يقال: إياك والغلق. والغلق أيضا: الهلاك. وقال المبرد: الغلق: ضيق الصدر، وقلة الصبر. وأغلق عليه الأمر: إذا لم ينفسح له. وغلق الأسير والجاني، فهو غلق: إذا لم يفد. قال أبو دهبل:

مازلت في الغفر للذنوب، وإط     لاق لعان بجرمـه غـلـق وقال شمر: يقال لكل شيء نشب في شيء فلزمه: قد غلق في الباطل، وأنشد شمر للفرزدق:

وعرد عن بنيه الكسب منه     ولو كانوا أولي غلق سغابا أولي غلق، أي: قد غلقوا في الفقر والجوع. وقال أبو عمرو: الغلق، بالفتح: السقاء النغل.
غ م ق

صفحة : 6533

الغمق، محركة: ركوب الندى الأرض، وقد غمقت الأرض من حد: نصر، وعلم، وكرم مثلثة، فهي غمقة، كفرحة. واقتصر الجوهري والصاغاني على حد فرح، أي: ذات ندى وثقل. زاد غيرهما: ووخامة. وفي الأساس: كثيرة الأنداء وبئة. أو قريبة من المياه والخضر والنزوز، فإذا كانت كذلك قاربت الأوبئة، والغمق في ذلك فساد الريح وخمومه من كثرة الأنداء، فيحصل منها الوباء، ومنه الحديث: أنه كتب عمر بن الخطاب الى أبي عبيدة رضي الله عنهما وهو بالشام حين وقع بها الطاعون: إن الأردن أرض غمقة. أي قريبة من المياه. وقال ابن شميل: أرض غمقة: لا تجف بواحدة، ولا يخلفها المطر. وقال أبو حنيفة: قال أبو زياد: مكان غمق: قد روي حتى لا يسوغ فيه الماء. وقال أيضا: إذا زاد الندى في الأرض حتى لا يجد مساغا فهي غمقة. قال وليس ذلك بمفسدها ما لم تقئه. ونبات غمق، ككتف: إذا كان لريحه خمة وفساد؛ لكثرة الندى عن ابن شميل. ونصه: من كثرة الأنداء عليه، وقد غمق غمقا. وقال أبو زيد: غمق الزرع غمقا: إذا أصابه ندى فلم يكد يجف. قال ابن عباد: وإذا غم البسر ليدرك وينضج فهو مغموق. وقال الزمخشري: بسر مغموق، وهو الذي مس بخل أو ملح، ثم ترك في الشمس حتى يلين. قال ابن عباد: والغمقة، محركة: داء يأخذ في الصلب مستترا وقد غمق البعير، كعني فهو بعير مغموق. ومما يستدرك عليه: غمق البحر، محركة: هو مده في الصفرية، نقله الأزهري. يقال: أصابنا غمق البحر، فمرضنا. وبلد غمق، ككتف: كثير المياه، رطب الهواء. وقال الأصمعي: الغمق: الندى. وليلة غمقة لثقة، نقله الجوهري، وقد غمق يومنا، وعشب غمق: كثير الماء، لا يقلع عنه المطر. وأما الغامق، والغميقة، بمعنى الثقل في الألوان، فعامية. ومن سجعات الأساس: لا يترك الرطب الى المغمق، إلا كل محمق.

غ ه ق
الغهق، ككتف، وصيقل أهمله الجوهري: وقال ابن دريد: هو الطويل من الإبل وغيرها. ويقال: عيهق بالعين المهملة. هذا نص ابن دريد، وليس فيه الغهق، ككتف، ولا في العباب واللسان. وأنا أخشى أن يكون المصنف صحف عبارة ابن دريد، فانظر ذلك. وقال أبو عبيدة: الغيهق كصيقل: النشاط، وأنشد:

كأن ما بي من إراني أولق
وللشباب شرة وغـيهـق

الأران: النشاط. والأولق: الجنون. قال الأزهري: فالغيهق، بالغين بمعنى النشاط محفوظ صحيح. وأما العيهقة بالعين فلا أحفظها لغير الليث، ولا أدري: أهي لغة محفوظة عند العرب، أو تصحيف. وقال ابن عباد: الغيهق: الجنون، وروي ذلك عن أبي عبيدة أيضا كالغوهق. وبه روي قول الراجز السابق. قال أبو عبيدة: ويوصف به أي: بالغيهق العظم والترارة نقله عنه الرياشي. وقال ابن دريد: غيهق الظلام عينه: إذا أضعف بصره، فغيهقت عينه أي: ضعفت هكذا نقله الصاغاني عنه، ونصه في الجمهرة: غيهق الظلام: اشتد. وغيهقت عينه: ضعف بصرها، فتأمل ذلك. والوهق: الغراب فيما رواه أبو تراب عن النضر. وأنشد لمعروف بن عبد الرحمن الأسدي:

يتبعن ورقاء كلون الغوهق
بهن جن وبـهـا الأولـق

لغة في العين المهملة. قال الأزهري: الثابت عندنا لابن الأعرابي وغيره: العوهق: الغراب بالعين، ولا أنكر أن تكون الغين لغة، ولا أحقه. ومما يستدرك عليه: غيهق الرجل غيهقة: إذا تبختر، رواه ابن بري عن ابن خالويه.

غ و ق
الغاق: طائر مائي كالغاقة، نقله الليث. ويقال: صوت الغاق، وهو الغراب. قال ابن سيده: وربما سمي الغراب به لصوته. قال:

ولو ترى إذ جبتي من طاق

صفحة : 6534

ولمتي مثل جناح غاق أي مثل جناح غراب. وغاق بالكسر: حكاية صوته، فإن نكر نون. قال ابن جني: إذا قلت حكاية صوت الغراب غاق غاق، فكأنك قلت: بعدا بعدا، وفراقا فراقا، وإذا قلت: غاق غاق، فكأنك قلت: البعد البعد، فصار التنوين علم التنكير، وتركه علم التعريف. وأنشد الليث للقلاخ بن حزن:

معاود للجوع والإملاق
يغضب إن قال الغراب غاق
أبعدكن الله من نياق وأنشد شمر:
عنه ولا قول الغراب غاق
ولا الطبيبان ذوا الترياق

وقال المفضل: غيق ماله تغييقا: إذا أفسده. قال: وغيق الشيء بصره: إذا حيره. قال العجاج:

آذي أوراد يغيقن النظر وقال ابن فارس: غيق في رأيه: إذا اختلط فيه فلم يثبت على شيء فهو يموج. قال رؤبة:

غيقن بالمكحولة السواجي
شيطان كل مترف سداج

قالالأصمعي: غيقن: أي موجن، والمعنى ضللن. وقالابن دريد: تغيقت عينه: إذا اسمدرت وأظلمت. وغيقة: ة، قرب تنيس هكذا في سائر النسخ، وفيه تصحيف وتحريف. أما التصحيف ففي غيقة، فإن الصواب فيها غيفة، بالفاء، وقد ذكرها المصنف في الفاء على الصواب. وأما تحريف ففي تنيس، فإن الصواب فيه بلبيس، وقد مر له ذلك أيضا في الفاء على الصواب. منها: الحسين وأخوه عمر صوابه عمرو، وكنيته أبو الطيب ابنا إدريس بن عبد الكريم، روى الحسين عن سلمة بن شبيب، وأخوه عمرو مات بعد العشرين والثلثمائة بسنة. وعبد الكريم بن الحسين بن إدريس المذكور راوي الحديث الغيقيون صوابه الغيقيون المحدثون. وفي الحديث ذكر غيقة، وهو: ع، بظهر حرة النار، لبنى ثعلبة بن سعد بن ذبيان، قال كثير:

فلما بلغت المنتضى دون غيقة     ويليل مالت واحزألت صدوره وقيل: بلد بتهامة لبني ضمرة بن كنانة، وقيل: من بلاد غفار. وقال كثير أيضا:

عفت غيقة من أهلها فجنوبها     فروضة حسمى قاعها فكثيبها وقال قيس بن ذريح:

فغيقة فالأخياف أخياف ظبية    بها من لبينى مخرف ومرابع وقال أبو محمد الأسود: إذا أتاك غيقة في شعر هذيل فهو بالعين المهملة، وإذا أتاك في شعر كثير فهو بالغين، وقد تقدم ذلك. ومما يستدرك عليه: الغويق: الصوت من كل شيء، والعين أعلى. وغيق ذلك الأمر بصري: فتحه، فجاء به وذهب، ولم يدعه فيثبت. وغيق بصره: عطفه. وغيق الطائر: رفرف على رأسه فلم يبرح.