فصل الفاء مع القاف
الجزء الثاني
ف ش ق
الفشق: الكسر عن ابن دريد، وهو من حد ضرب. وقال الليث: هو ضرب من الأكل في
شدة. وقال ابن فارس: فشقوا الدنيا: إذا كثرت عليهم، فلعبوا بها. وقال غيره:
الفشق، بالتحريك: النشاط نقله الجوهري. وقال أبو عمرو: هو الحرص وانتشار
النفس وقيل: انتشار النفس من الحرص، قال رؤبة يذكر القانص:
فبات والحرص
من النفس الفشـق
في الزرب لو يمضغ شريا ما بصق
ويروى: والنفس من الحرص الفشق. وقد فشق بالكسر فشقا وقيل: هو شدة الحرص. والفشق أيضا: العدو. والهرب. وقال أبو عمرو: الفشق: تباعد ما بين القرنين. وأيضا: تباعد ما بين التوأبانيين، وهما قادمة الخلف وآخرته. وفي العباب: هما خلفا ضرع الناقة. وقال أبو حاتم في كتاب البقر: من قرون البقر الأفشق، أي: المتباعد ما بين القرنين. وقال غيره: ظبي أفشق: بعيد ما بين القرنين، وأنشد أبو عمرو:
له توأبانيان
لم يتفلفلا
صفحة : 6551
وتفشق الرجل: توشح بثوب نقله الصاغاني. وفاشوق: ة ببخارى. وفشقه يفشقه:
كسره عن ابن دريد، وهذا قد تقدم ذكر مصدره في أول التركيب. وفاشقه مفاشقة:
باغته، وبه فسر أيضا قول رؤبة السابق. قال الليث: معناه أنه يباغت الورد
لئلا يفطن له الصياد. وقال ابن فارس: الفاء والشين والقاف ليس هو عندي أصلا،
وذكر فشق، وفاشق. ومما يستدرك عليه: الفشق، ككتف: الحريص، والذي يترك هذا،
ويأخذ هذا رغبة، فربما فاتاه جميعا. والفشقاء من الغنم والظباء: المنتشرة
القرنين.
ف ق ق
فققته فقا: فتحته عن ابن دريد. قال: ورجل فقاق، كسحاب إذا كان كثير الكلام
قليل الغناء. وقال غيره: رجل فقاقة، مثل سحابة، وكذلك فقفاق عن الفراء
وفقفاقة أي: أحمق هذرة مخلط، والأنثى كذلك، وليست الهاء فيها لتأنيث
الموصوف بما هي فيه، وإنما هي أمارة لما أريد من تأنيث الغاية والمبالغة.
وفقفق الرجل: افتقر فقرا مدقعا أي: ملصقا بالتراب. وفقفق الكلب: نبح فرقا،
نقله الجوهري. وفي التهذيب: الفقفقة: حكاية عواءات الكلاب. وفقفق في كلامه:
إذا تقعر وهو مثل الفيهقة فيه. وقيل: إذا خلط في كلامه. والفقفاق: السقط من
الكلام عن ابن عباد. قال: والفقفوق بالضم: العقل، والذهن. وقال أبو حاتم:
الفقاقة كسحابة: طائر من العصافير بقعاء، وليست من الدخل، قصيرة الرجلين
والعنق، وهي أصغر من الفقار ج: فقاق بحذف الهاء، وتصغيره: الفقيقة،
بالتشديد. والفققة، محركة: الحمقى عن ابن الأعرابي. وانفق الشيء انفقاقا أي:
انفرج عن ابن دريد. وفي المحكم: الانفقاق: انفراج عواء الكلب، والفقفقة
حكاية ذلك ويقال: انفقت عوة الكلب، أي: انفرجت. والفقفقة: حكاية صوت الماء.
يقال: سمعت فقفقة الماء: إذا سمعت صوت تدارك قطره أو سيلانه عن ابن دريد.
ومما يستدرك عليه: فق النخلة يفقها فقا: فرج سعفها، ليصل الى طلعها،
فيلقحها، عن ابن دريد. وفق الشيء فقا: انفرج. وتفقفق في كلامه، مثل فقفق.
وقال شمر: رجل فقاقة، كسحابة، أي: أحمر. والفقق، محركة: قرية باليمامة بها
منبر، وأهلها ضبة والعنبر.
ف ل ق
فلقه يفلقه فلقا: شقه، كفلقه فانفلق، وتفلق. وهما مطاوعان للفعلين. وفي
رجله فلوق أي: شقوق كما في الصحاح، قاله الأصمعي، واحدها فلق، بالتحريك،
وقال أبو الهيثم: بالتسكين، قال: وهو أصوب. وقوله تعالى: )فالق الحب والنوى(
أي: خالقه، أو شاقه بإخراج الورق الأخضر منه وفي الحديث: يا فالق الحب
والنوى وكان علي رضي الله عنه كثيرا ما يقسم بقوله: والذي فلق الحبة، وبرأ
النسمة. والفالق: الشاقق. ومنه قول عائشة رضي الله عنها: إن البكاء فالق
كبدي، وقوله تعالى: )فالق الإصباح( أي: شاق الصبح، وهو راجع الى معنى خالق،
قاله الزجاج. وفالق، وفي المحكم: الفالق: ع، لبني أبي بكر بن كلاب بنجد،
قاله الأصمعي، وهو مكان مطمئن بين حزمين، به مويهة يقال لها: ماء الفالق.
قال عمارة بن طارق:
حيث تحجى مطرق
بالفالق
صفحة : 6552
والفالق: النخلة المنشقة عن الطلع والكافور، وقد فلقت، والجمع فلق، بالضم.
ومن سمات الإبل الفلقة، وهي هذه السمة حلقة في وسطها عمود يفلقها، هكذا...،
تكون تحت أذن البعير. ويقال: هو مفلوق وعليه الفلقة. والفلق: نزع صوف الجلد
إذا أصل، كالمرق وسيأتي في م ر ق أن المرق: هو نتف الصوف والشعر. وقال
اللحياني: يقال: كلمني من فلق فيه، بالكسر وكذا: سمعته من فلق فيه ويفتح أي
من شقه، والفتح أعرف. والفلق، بالكسر: الداهية. يقال: جاء بالفلق عن
اللحياني، وقال سويد بن كراع العكلي، وكراع أمه:
إذا عرضت داوية مدلهـمة وصوت حادينا فعلن بنا فلقا هكذا رواه الصاغاني، وأنشده ابن السكيت، فقال:
إذا عرضت داوية مدلهـمة وغرد حاديها فرين بها فلقا قال ابن الأنباري: أراد عملن بها سيرا عجبا. والفلق: العجب، أي: عملن بها داهية من شدة سيرها. والفري: العمل الجيد الصحيح. والإفراء: الإفساد. وغرد: طرب في حدائه، وعرد: جبن عن السير. قال القالي: رواية ابن دريد غرد بغين معجمة، ورواية ابن الأعرابي: عرد بعين مهملة، وأنكر ابن دريد هذه الرواية كالفلقة بزيادة الهاء. والفليق، والفليقة كأمير وسفينة والمفلقة كمحمدة عن ابن دريد، والفلقى كسكرى، وضبطه بعض بالتحريك، وبهما يفروى قول أبي حية النميري:
وقالت إنها الفلقى فـأطـلـق على النقد الذي معك الصرارا ويقولون: يا للفليقة، يعنون الداهية. والفلق: ة باليمامة. والفلق: الأمر العجب. وبه فسر أيضا قول سويد السابق. والفلق: قوس تتخذ من نصف عود، وذلك أن تشق من العود فلقة مع أخرى، فكل واحدة من القوسين فلق. وقوس فلق، وصف بذلك، عن اللحياني. وفي الصحاح: الفلق: القضيب يشق باثنين فيعمل منه قوسان. فكل شق فلق. وقال أبو حنيفة: من القسي الفلق، وهي التي شقت خشبتها شقتين، أو ثلاثا، ثم عملت. والفلقة بهاء: الكسرة من الجفنة، أو من الخبز. ويقال: الفلقة من الجفنة: نصفها. يقال: أعطني فلقة الجفنة، وقيل: أحد شقيها إذا انفلقت. والفلق، محركة: الصبح بعينه. وأنشد الجوهري لذي الرمة يصف الثور الوحشي:
حتى إذا ما انجلى عن وجهه فلق هاديه في أخريات الليل منتصب قال ابن بري: والرواية الصحيحة:
حتى إذا ما جلا عن وجهه شفق وبه فسر أيضا قوله تعالى: )قل أعوذ برب الفلق( قال الفراء: أو هو ما انفلق من عموده يقال: هو أبين من فلق الصبح ومن فرقه، وهو الضياء الممتد كالعمود. وقال الزجاج: الفلق: بيان الصبح، وفي الحديث: أنه كان يرى الرؤيا فتأتي مثل فلق الصبح وهو ضوؤه وإنارته، أي: مبينة مثل مجيء الصبح. وقال رؤبة يصف صائدا:
وسوس يدعو
مخلصا رب الفلق
سرا وقد أون تأوين العقق
أو الفلق: الفجر وكله راجع الى معنى الشق. ويقال: الفلق: الخلق كله نقله الزجاج. والفلق: جهنم، أو جب فيها، قاله السدي، نعوذ بالله منها. وقال الأصمعي: الفلق: المطمئن من الأرض بين ربوتين وأنشد لأوس بن حجر:
وبالأدم تحدى
عليها الـرحـا ل وبالشول في الفلق العاشب
صفحة : 6553
ج: فلقان، بالضم مثل: خلق وخلقان، وحمل وحملان، ويجمع أيضا على أفلاق، ومنه
حديث الدجال: فأشرف على فلق من أفلاق الحرة، كالفالق والفالقة. وقال أبو
حنيفة: قال أبو خيرة، أو غيره من الأعراب: الفالقة بالهاء، تكون وسط الجبال
تنبت الشجر، وتنزل، ويبيت بها المال في الليلة القرة، فجعل الفالق من جلد
الأرض، وكلا القولين ممكن. أو الفالق: الفضاء بين شقيقتين من رمل والجمع:
فلقان، بالضم، كحاجر وحجران. والفلق أيضا: مقطرة السجان؛ وهي خشبة فيها
خروق على قدر سعة الساق، يحبس فيها الناس أي: اللصوص والدعار على قطار.
ومنه قول الزمخشري: بات فلان في الشفق والفلق، من الشفق الى الفلق، أي: في
الخوف والمقطرة. والفلق: ما يبقى من اللبن في أسفل القدح، ومنه يقال في
السب: يا ابن شارب الفلق ينسبونه الى اللؤم. والفلق: الشق في الجبل والشعب،
الأولى كالفالق عن اللحياني. والفلق من اللبن: المنقطع حموضة، كالمتفلق.
وقد تفلق الرائب: إذا تقطع وتشقق من شدة الحموضة. قال الأزهري: وسمعت بعض
العرب يقول: إذا حقن فأصابه حر الشمس، فتقطع قد تفلق وامزقر، وهو أن يصير
اللبن ناحية، وهم يعافون شرب اللبن المتفلق. والفلق: ة باليمن من نواحيه
بعثر نقله الصاغاني. وأفلق فلان اليوم، وهو يفلق: إذا جاء بعجب، ومنه أفلق
الشاعر وهو مفلق: إذا أتى بالعجيب في شعره. وقد جاء بالفلق، أي: الأمر
العجيب. وتقول: أقل الشعراء مفلق، وأكثرهم مقلق كافتلق نقله الجوهري. وجاء
بعلق فلق، كزفر أي: التركيب، كخمسة عشر وينونان أيضا عن ابن عباد أي:
الداهية، هذا على القول الأول، أو بعجب عجيب على القول الثاني. تقول منه:
أعلق وأفلق وقد تقدم له ذلك في ع ل ق وكذلك افتلق، عن اللحياني. والفليق
كأمير: الأمر العجب. وأيضا: ة بالطائف بل مخلاف من مخاليفه. والفليق: عرق
ينتأ في العنق، وعرق في العضد يجري على العظم الى نغض الكتف، وهو عرق
الواهنة، ويقال له: الجائف. أو هو الموضع المطمئن في جران البعير عند مجرى
الحلقوم كما في الصحاح. وفي العين: هو ما انفلق من باطن عنق البعير. وأنشد
الأصمعي لأبي محمد الفقعسي:
فليقه أجرد
كالرمح الضلع
جد بإلهاب كتضريم الضرع
وقال الشماخ:
وأشعث وراد الثـنـايا كـأنـه إذا اجتاز في جوف الفلاة فليق وقيل: الفليق: ما بين العلباوين، وهو أن ينفلق الوبر بين العلباوين، ولا يقال في الإنسان. والفليق، كالقبيط: خوخ يتفلق عن نواه، نقله الجوهري. قال: والمفلق منه، كمعظم: المجفف. قال: والفيلق، كصيقل: الجيش. قال الزفيان:
فصبحتهم ذات
رز فيلق
ملمومة يضل فيها الأبلق
صفحة : 6554
ج فيالق. وفي حديث: رأيت الدجال فإذا رجل فيلق أعور، كأنه شعره أغصان الشجر،
أشبه من رأيت به عبد العزى بن قطن الخزاعي. الفيلق: الرجل العظيم، وأصله
الكتيبة العظيمة، والياء زائدة، هكذا رواه القتيبي في كتابه بالقاف. وقال:
لا أعرف الفيلق إلا الكتيبة العظيمة. قال: فإن كان جعله فيلقا لعظمه، فهو
وجه إن كان محفوظا، وإلا فهو الفيلم بالميم، يعني العظيم من الرجال. وصحح
الأزهري الفيلق والفيلم وقال: هما العظيم من الرجال. ومنه تفيلق الغلام،
وتفيلم، وحثر: إذا ضخم وسمن، كذا في النوادر. وتفيلق الرجل: إذا اجتهد في
العدو، حتى أعجب من شدته، كتفلق، وافتلق. يقال: مر يتفلق في عدوه ويفتلق
إذا أتى بالعجب من شدته، كما في العباب واللسان. ورجل مفلاق بالكسر، أي:
دنيء رذل قليل الشيء عن الليث. والجمع مفاليق، وهم المفاليس. ومنه قول
الشعبي، وسئل عن مسألة: ما يقول فيها هؤلاء المفاليق? وهم الذين لا مال لهم،
شبه إفلاسهم من العلم وعدمه عندهم بالمفاليس من المال. وفلق كعنب: ة
بنيسابور. ولبن فلاق، كغراب، وفلوق، مثل صبور أي: متجبن كما في العباب.
وفلاق اللبن، بالكسر: أن يخثر ويحمض، حتى يتفلق أي: يتشقق، عن ابن الأعرابي،
وأنشد:
وإن أتاها ذو
فلاق وحشن
تعارض الكلب إذا الكلب رشن
وجمعه فلوق. وفلاق البيضة: ما تفلق منها. وصار البيض فلاقا، بالكسر، والضم، وأفلاقا، أي: متفلقا متشققا. ويقال: فلان كأنه فلاقة آجر، كثمامة أي: قطعة منه عن اللحياني ج: فلاق. وشاة فلقاء الضرة أي: واسعتها عن ابن عباد. قال: والفليقة كسفينة: القليلة من الشعر، نقله الصاغاني. ويقال: كان ذلك بفالق كذا، يريدون المكان المنحدر بين الربوتين نقله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: يقال: جاء بالفلقان، كعثمان أي: الكذب الصراح، وجاء فلان بالسماق مثله. ومما يستدرك عليه: الفلق: الشق. والجمع الفلوق. يقال: حرة ذات فلوق. والفلق أيضا: الصبح، لغة في المحرك، نقله الزمخشري في المستقصى، والزركشي في التنقيح، والشهاب في العناية. والفليقة، كسفينة: قدر تطبخ، ويثرد فيها فلق الخبز، وهي كسره، وقيل: هي الفريقة لا غير، عن أبي عمرو، أورده إبراهيم في غريب الحديث. والفليق كأمير: القوس شقت خشبتها شقتين، عن أبي حنيفة، وأنشد للكميت:
وفليقا ملء الشمال من الشو حط تعطي وتمنع التوتيرا وفلقة القوس، بالكسر: قطعتها. وفلق الله الفجر: أبداه وأوضحه. والفلق، محركة: بيان الحق بعد إشكال. وضربه على فلق رأسه، بالفتح أي: مفرقه ووسطه. والفلقة، محركة، وبالفتح: الخشبة، عن اللحياني. والفيلق، كصيقل: الداهية. والأمر العجب. ورماهم بفيلق شهباء، أي: كتيبة منكرة. وبلي فلان بامرأة فيلق، أي: داهية منكرة صخابة. قال الراجز:
قلت تعلق
فيلقا هوجلا
عجاجة هجاجة تـألا
وأفلق في الأمر: إذا كان حاذقا به. وقتل فلان أفلق قتلة، أي: أشد قتلة. وما رأيت سيرا أفلق من هذا، أي: أبعد، كلاهما عن اللحياني. وتفلق الغلام: ضخم وسمن، كذا في النوادر. وخليته بفالقة الوركة، وهي الرملة. وفي التهذيب: خليته بفالق الوركاء. وتفلق الصبح: تشقق. ورجل مفلاق بالمنكرات. والفالق، وجمعه الفوالق، وهي العروق المتفلقة في الإنسان. والفليقة: العجيبة، وزنا ومعنى، وفي المثل:
يا عجبي لهذه
الفليقـه
هل تغلبن القوباء الريقه
صفحة : 6555
قال أبو عمرو: معناه أنه يعجب من تغير العادات؛ لأن الريقة تذهب القوباء
على العادة فتفل على قوبائه فما برأت، فتعجب مما تعهده، وجعل القوباء على
الفاعلة، والريقة على المفعولة. وإفلاقة، بالكسر: كورة صغيرة من أعمال
البحيرة، بالديار المصرية.
ف ن ت ق
الفنتق، كقنفذ أهمله الجوهري وقال ابن عباد: هو خان السبيل لغة في الفندق
بالدال، وأنكره الخفاجي في شفاء الغليل. قلت: وهو غير متجه، فقد قال الفراء:
سمعت أعرابيا من قضاعة يقول: فنتق للفندق، وهو الخان.
ف ن د ق
الفندق، كقنفذ أهمله الجوهري وقال الليث: حمل شجرة مدحرج، وهو البندق يقشر
عن حب كالفستق. وقد تقدم ذكره. قال: والفندق بلغة أهل الشام: الخان السبيل
من هذه الخانات التي ينزلها الناس مما يكون في الطرق والمدائن، وهو فارسي،
حكاه سيبويه، والجمع الفنادق. وفي الأبيات المشهورة في القربة وعظمها:
يا صاح سكن الفنادق وفندق: ع قرب المصيصة. وفندق: لقب محدث. وفندق الحسين: ع. والفنيدق بالتصغير: ع بحلب. وقال الليث: الفنداق، بالضم: صحيفة الحساب. وقال الأصمعي: أحسبه معربا. قلت: والمشهور بالقاف، وسيأتي.
ف ن ق
الفنيق، كأمير: ع قرب المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. والفنيق:
الفحل المكرم الذي لا يؤذى، لكرامته على أهله، ولا يركب. قال عنترة بن شداد:
ينباع من ذفرى غضوب جسرة زيافة مثل الفنيق المـكـرم وقال عمرو بن الأهتم:
بأدماء مرباع النتاج كـأنـهـا إذا عرضت دون العشار فنيق وقيل: جمل فنيق: مودع للفحلة. قال أبو زيد: هو اسم من أسمائه، وذكر في كتابالإبل. ج: فنق ككتب، جج جمع الجمع: أفناق كطنب وأطناب، الأول عن أبي زيد، والثاني عن ابن دريد، كما في الصحاح. وقال الأعشى:
وندامى بيض الوجوه كأن ال شرب منهم مصاعب أفناق وقال أبو عمرو: الفنيقة: الغرارة الصغيرة. وقال غيره: وعاء أصغر من الغرارة، ج: فنائق، وأنشد أبو عمرو:
كأن تحت العلو
والفنائق
من طوله رجما على شواهق
جارية فنق، بضمتين، ومفناق بالكسر، واقتصر الجوهري على الأول: جسيمة حسنة فتية منعمة. وقال الأصمعي: امرأة فنق: قليلة اللحم. وقال شمر: لا أعرف، ولكن الفنق المنعمة، وأنشد قول الأعشى:
هركولة فنق درم مرافقهـا كأن أخمصها بالشوك منتعل قال: لا تكون درم مرافقها وهي قليلة اللحم. وقال ابن الأعرابي: فنق كأنها فنيق، أي: جمل فحل. وقال الأعشى:
وأثيث جثل النبات تروي ه لعوب غريرة مفناق وناقة فنق: فتية سمينة لحيمة ضخمة. قال رؤبة:
تنشطته كل
مغلاة الوهق
مضبورة قرواء هرجاب فنق
مائرة الضبعين مصلاب العنق
وأفنق الرجل: إذا تنعم بعد بؤس. والتفنيق: التنعيم، وهو مفنوق منعم. قال رؤبة:
وقد تراني
مرحا مفنقا
زيرا أماني ود من تومقا
وقال غيره:
لا ذنب لي كنت
امرأ مفنقا
أبيض نوام الضحى غرونقا
وتفنق الرجل: إذا تنعم كما يفنق الصبي المترف أهله. وعيش مفانق: ناعم. قال عدي بن زيد العبادي يصف الجواري بالنعمة:
زانهن الشفوف
ينضحن بالمس ك وعيش مفانـق وحـرير
صفحة : 6556
هكذا أنشده الجوهري، يروى بكسر النون وفتحها. ومما يستدرك عليه: الفنق:
محركة، والفناق، كغراب: النعمة في العيش. وفانقه فناقا: نعمه، نقله الجوهري.
وتفنقت في أمر كذا، أي: تأنقت، وتنطعت. وجمل فنق، مثل: فنيق.
ف و ق
فوق: نقيض تحت، يكون اسما وظرفا، مبني، فإذا أضيف أعرب. وحكى الكسائي: أفوق
تنام أم أسفل?، بالفتح على حذف المضاف، وترك البناء. وقال الليث: من جعله
صفة كان سبيله النصب، كقولك: عبد الله فوق زيد؛ لأنه صفة، فإن صيرته اسما
رفعته، فقلت: فوقه رأسه، صار رفعا ههنا، لأنه هو الرأس نفسفه، ورفعت كل
واحد منهما بصاحبه، الفوق بالرأس، والرأس بالفوق. وتقول فوقه قلنسوته، نصبت
الفوق؛ لأنه صفة عين القلنسوة، وقوله تعالى: )فخر عليهم السقف من فوقهم( لا
تكاد تظهر الفائدة في قوله من فوقهم لأن عليهم قد تنوب عنها. قال ابن جني:
قد يكون قوله: من فوقهم هنا مفيدا، وذلك أنه قد تستعمل في الأفعال الشاقة
المستثقلة على تقول: قد سرنا عشرا، وبقيت علينا ليلتان، وقد حفظت القرآن
وبقيت علي منه سورتان، وكذا يقال في الاعتداد على الإنسان بذنوبه، وقبح
أفعاله: قد أخرب علي ضيعتي وأعطب علي عواملي، فعلى هذا لو قيل: فخر عليهم
السقف، ولم يقل: من فوقهم لجاز أن يظن به أنه كقولك: قد خربت عليهم دارهم،
وقد هلكت عليهم مواشيهم وغلالهم، فإذا قال: من فوقهم زال ذلك المعنى
المحتمل، وصار معناه أنه سقط وهم من تحته، فهذا معنى غير الأول، الى آخر ما
قال، وهو تحقيق نفيس جدا. وقوله تعالى: )لا تأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم(
أراد تعالى لأكلوا من قطر السماء ومن نبات الأرض، وقيل: قد يكون هذا من جهة
التوسعة. كما تقول: فلان في خير من فرقه الى قدمه، وقوله تعالى: )إذ جاءوكم
من فوقكم ومن أسفل منكم( عنى الأحزاب، وهم قريش، وغطفان، وبنو قريظة. وكانت
قريظة قد جاءتهم من فوقهم، وجاءت قريش وغطفان من ناحية مكة من أسفل منهم.
وقوله تعالى: )إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها(. قال أبو
عبيدة أي: في الصغر أي: فما دونها، كما تقول: إذا قيل لك فلان صغير، تقول:
وفوق ذلك، أي: أصغر من ذلك، وقيل في الكبر أي: أعظم منها يعني الذباب
والعنكبوت، وهو قول الفراء، كما في الصحاح. وفاق أصحابه يفوقهم فوقا،
وفواقا أي: علاهم بالشرف وغلبهم وفضلهم، وفي الحديث: حبب إلي الجمال، حتى
ما أحب أن يفوقني أحد بشراك نعل يقال: فقت فلانا، أي: صرت خيرا منه وأعلى
وأشرف، كأنك صرت فوقه في المرتبة، ومنه حديث حنين:
فما كان حصن لا حابـس يفوقان مرداس في مجمع وفاق الرجل يفوق فواقا، بالضم: إذا شخصت الريح من صدره. وفاق بنفسه يفوق فؤوقا، وفواقا بضمهما: إذا كانت نفسه على الخروج مثل: يريق بنفسه. أو فاق بنفسه: مات. أو فاق بنفسه: جاد بها. وقال ابن الأعرابي: الفوق: نفس الموت. وفاقت الناقة تفوق فواقا: اجتمعت الفيقة في ضرعها. وفيقتها، بالكسر: درتها، كما سيأتي. والفائق: الخيار من كل شيء والجيد الخالص في نوعه. والفائق: موصل العنق والرأس. وفي العباب: في الرأس، فإذا طال الفائق طال العنق، ومثله في اللسان. وقال ابن الأعرابي: الفوقة محركة: الأدباء الخطباء. وقال الليث: الفاق: الجفنة المملوءة طعاما، وأنشد:
ترى الأضياف ينتجعون فاقي كذا في التهذيب. والفاق: الزيت المطبوخ. قال الشماخ يصف شعر امرأة:
امت تريك أثيث
النبت منسدلا مثل الأساود قد مسحن بالفاق
صفحة : 6557
وقيل: أراد الأنفاق، وهو الغص من الزيت. ورواه أبو عمرو: قد شدخن بالفاق.
وقال: الفاق هو الصحراء. وقال مرة: هي أرض واسعة. وقوله: الفاق: الطويل
المضطرب الخلق، كالفوق والفوقة بضمهما. والفيق بالكسر. والفواق والفياق،
بضمهما الى هنا الصواب فيه بقافين، كما سيأتي له أيضا هناك، ولم يذكر أحد
من أئمة - اللغة هذه الألفاظ بهذا المعنى. وكذا قوله: الفاق: طائر مائي
طويل العنق فإنه أيضا بقافين على الصحيح، كما سيأتي له أيضا، وقد تصحف على
المصنف في هذه الألفاظ فليتنبه لذلك. والفاقة: الفقر والحاجة ولا فعل لها.
وروى الزجاجي في أماليه بسنده عن أبي عبيدة قال: خرج سامة بن لؤي بن غالب
من مكة، حتى نزل بعمان، وأنشأ يقول:
بلغا عامرا
وكعبـا رسـولا إن نفسي إليهما مشتـاقـه
إن تكن في عمان داري فإني غالبي خرجت من غير فاقه
ويروى:
ماجد ما خرجت من غير فاقه ثم خرج يسير حتى نزل على رجل من الأزد، فقراه وبات عنده، فلما أصبح قعد يستن، فنظرت إليه زوجة الأزدي، فأعجبها، فلما رمى سواكه أخذتها فمصتها، فنظر إليها زوجها فحلب ناقة، وجعل في حلابها سما، وقدمه الى سامة، فغمزته المرأة، فهراق اللبن، وخرج يسير، فبينا هو في موضع يقال له: جوف الخيلة، هوت ناقته الى عرفجة، فانتشلتها، وفيها أفعى، فنفحتها، فرمت بها على ساق سامة، فنهشتها، فمات، فبلغ الأزدية، فقالت ترثيه:
عين بكي لسامة
بـن لـؤي علقت ساق سامة العلاقـه
لا أرى مثل سامة بن لـؤي حملت حتفه إليه النـاقـه
رب كأس هرقتها ابن لؤي حذر الموت لم تكن
مهراقه
وحدوس السرى تركت رديئا بعد جد وجرأة ورشـاقـه
وتعاطيت مفرقا بـحـسـام وتجنبت قالة الـعـواقـه
ومحالة فوقاء: إذا كان لكل سن منها فوقان كفوقي السهم. والفوقاء: الكمرة المحددة الطرف كالحوقاء. وقال النضر: فوق الذكر، بالضم: أعلاه يقال: كمرة ذات فوق، وأنشد:
يا أيها الشيخ
الطويل الموق
اغمز بهن وضح الطريق
غمزك بالحوقاء ذات الفوق
بين مناطي ركب محلوق
وقال أبو عمرو: الفوق: الطريق الأول وهو مجاز. ويقال: رمينا فوقا واحدا، أي: رشقا واحدا، وهو مجاز. ويقال للرجل إذا ولى: ما ارتد على فوقه أي: مضى ولم يرجع. والفوق: طائر مائي، صوابه بقافين، كما سيأتي، وقد تصحف على المصنف. والفوق: الفن من الكلام جمعه فوق كصرد. قال رؤبة:
كسر من عينيه
تقويم الفوق
وما بعينيه عواوير البخق
وفي الأساس: يقال للرجل إذا أخذ في فن من الكلام: خذ في فوق أحسن منه، وهو مجاز. وقال ابن عباد: الفوق: فرج المرأة. وقال الأصمعي: هو بالقاف وسيأتي. وقيل: هو طرف اللسان. أو هو مخرج كذا في النسخ، والصواب: مفرج الفم وجوبته كما في نص المحيط. والفوق: موضع الوتر من السهم، كالفوقة. وقال الليث: هو مشق رأس السهم حيث يقع الوتر. وحرفاه: زنمتاه. أو الفوقان: الزنمتان في لغة هذيل. قال عمرو بن الداخل الهذلي: قاله الجمحي وأبو عمرو وأبو عبد الله. وقال الأصمعي: هو الداخل بن حرام أحد بني سهم بن معاوية:
كأن الريش والفوقين منـه خلال النصل سيط به مشيج منه، أي: من السهم. وقال أبو عبيدة: أراد فوقا واحدا، فثناه. ج: فوق، وأفواق كصرد وأصحاب، ومنه قول رؤبة:
كسر من عينيه
تقويم الفوق وقال غيره:
صفحة : 6558
فأقبل على أفواق سهمك إنمـا تكلفت مل أشياء ما هو ذاهب
وذهب بعضهم الى أن فوقا جمع فوقة. وقال ابن السكيت. يقال: فوقة وفوق وأفواق،
وأنشد بيت رؤبة أيضا، وقال: هذا جمع فوقة. ويقال: فقوة، وفقا، مقلوبة قال
الفند الزماني:
ونبلي وفقـاهـا ك عراقيب قطا طحل وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: فأمرنا عثمان ولم نأل عن خيرنا ذا فوق يقول: إنه خيرنا سهما تاما في الإسلام والفضل والسابقة. وذو الفوق: سيف مفروق أبي عبد المسيح. قال عبد المسيح بن مفروق: أضربهم بذي الفوق، سيف أبينا مفروق، بالوتر غير مسبوق، أخلص لابن مطروق. وفوق: ملك للروم، نسب إليه الدنانير الفوقية، أو الصواب بالقافين قلت: والذي صوبه هو الصواب، وسيأتي ذكره في موضعه، والرواية الثانية هي بالقاف والفاء من القوف: الإتباع. وأما بالفاء والقاف الذي أورده المصنف هنا فإنه غلط محض، وتصحيف، فليتنبه لذلك. وفقت السهم أفوقه: كسرت فوقه، فهو سهم أفوق مكسور الفوق، والجمع فوق، وهو مجاز. قال ابن الأعرابي: الفوق: السهام الساقطات النصول. وفاق الشيء يفوقه: كسره. قال أبو الربيس:
يكاد يفوق الميس ما لـم يردهـا أمين القوى من صنع أيمن حادر أمين القوى: الزمام. وأيمن: اسم رجل. وحادر: غليظ. والفوق، محركة: ميل وانكسار في أحد زنمتي الفوق. أو فعله فاق السهم يفاق فاقا وفوقا بالفتح مثل خاف يخاف خوفا، ثم حرك الواو، وأخرج مخرج الحذر؛ لأن هذا الفعل على فعل يفعل بكسر العين في الماضي، وفتحها في المضارع. والفواق، كغراب: الذي يأخذ المحتضر عند النزع. وفي الصحاح الإنسان بدل المحتضر. ومن المجاز: الفواق: الريح التي تشخص من الصدر. ومن المجاز: الفواق أيضا: ما بين الحلبتين من الوقت، لأنها تحلب، ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر، ثم تحلب. يقال: ما أقام عنده إلا فواقا ويفتح. وقرأ الكوفيون غير عاصم: )ما لها من فواق( بالضم، والباقون بالفتح. قال أبو عبيدة: من قرأ بالفتح، أراد مالها من إفاقة ولا راحة، ذهب بها الى إفاقة المريض، ومن ضمها جعلها من فواق الناقة، يريد ما لها من انتظار. وقال قتادة: ما لها من مرجوع ولا مثنوية ولا ارتداد. وقال ثعلب: أي ما لها من فترة. ويقال: فواق الناقة وفواقها: رجوع اللبن في ضرعها بعد حلبها. يقال: لا تنتظره فواق ناقة، وأقام فواق ناقة، جعلوه ظرفا على السعة، وهو مجاز. وفي حديث علي رضي الله عنه: قال له الأسير: أنظرني فواق ناقة أي أخرني قدر ما بين الحلبتين. وفي الحديث المرفوع: أنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق يضم ويفتح، أي: قسمها في قدر فواق ناقة من الراحة، وقيل: أراد التفضيل في القسمة، كأنه جعل بعضهم أفوق من بعض على قدر غنائمهم وبلائهم. القول الأول مال إليه الأزهري، والثاني مال إليه ابن سيده. أو فواق الناقة: ما بين فتح يدك وقبضها على الضرع أو إذا قبض الحالب على الضرع، ثم أرسله عند الحلب. ج: أفوقة كجواب وأجوبة، وغراب وأغربة، وآفقة نقله الصاغاني. وقال الفراء: يجمع الفواق أفيقة. والأصل أفوقة، فنقلت كسرة الواو لما قبلها، فقلبت ياء، لانكسار ما قبلها، ومثله: أقيموا الصلاة. الأصل أقوموا، قال: وهذا ميزان واحد ومثله مصيبة. ويجمع الأفوقة على أفوقات، ومنه قول الراجز:
ألا غلام شب
من لداتها
معاود لشرب أفوقاتها
والفيقة،
بالكسر: اسم اللبن يجتمع في الضرع بين الحلبتين، والأصل، فوقة، صارت الواو
ياء لكسرة ما قبلها. قال الأعشى يصف بقرة:
صفحة : 6559
حتى إذا فيقة في ضرعها اجتمعـت جاءت لترضع شق
النفس لو رضعا وفي بعض روايات حديث أم زرع: وتشبعه ذراع الجفرة وترويه فيقة
اليعرة. ج: فيق بالكسر، وفيق كعنب، وفيقات، ويجمع أيضا أفواق كشبر وأشبار،
ثم جج جمع الجمع أفاويق. قال عبد الله بن همام السلولي:
يذمون دنيانا وهم يرضعونها أفاويق حتى ما يدر لها ثعل وقال ابن بري: قد يجوز أن يجمع فيقة على فيق، ثم يجمع فيق على أفواق، فيكون مثل شيعة، وشيع، وأشياع. وشاهد أفواق قول الشاعر:
تعتاده زفرات حين يذكرهـا يسقينه بكؤوس الموت أفواقا ومن المجاز: الأفاويق: ما اجتمع في السحاب من ماء، فهو يمطر ساعة بعد ساعة. قال الكميت يصف ثورا وحشيا:
اتت تـثـج
أفـاويقـهـا سجال النطاف عليه غزارا قال ابن سيده: أراهم
كسروا فوقا على أفواق، ثم كسروا أفواقا على أفاويق. ومن المجاز: الأفاويق
من الليل: أكثره. يقال: خرجنا بعد أفاويق من الليل، أي: بعد ما مضى عامة
الليل، قاله اللحياني. وقيل: هو كقولك بعد أقطاع من الليل، رواه ثعلب.
وأفيق، كأمير: ة باليمن من نواحي ذمار، وقد ذكرها المصنف أيضا في أ ف ق،
وأفله ياقوت والصاغاني. وأفيق: د بين دمشق وطبرية من أعمال حوران. ولعقبته
ذكر في أخبار الملاحم، وهي عقبة طويلة نحو ميلين، والبلد المذكور في أول
العقبة ينحدر منها الى غور الأردن، ومنها يشرف على طبرية ولا تقل فيق
كالعامة. نبه عليه الصاغاني وياقوت، وقد ذكره المصنف في أ ف ق ومعنى قول
حسان بن ثابت رضي الله عنه هناك. وفي المعجم ما نصه: وفي كتاب الشام عن
سعيد بن هاشم بن مرثد قال: أخبرونا عن منخل المشجعي قال: رأيت في المنام
قائلا يقول لي: إن أردت أن تدخل الجنة فقل كما يقول مؤذن أفيق، قال: فسرت
الى أفيق، فلما أذن المؤذن قمت إليه فسألته عما يقول، فقال: لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يفحيي ويميت وهو حي لا يموت،
بيده الخير وهو على كل شيء قدير، أشهد بها مع الشاهدين، وأحملها مع
المجاهدين، وأعدها الى يوم الدين، وأشهد أن الرسول كما أرسل، والكتاب كما
أنزل، وأن القضاء كما قدر، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من
في القبور، عليها أحيا وعليها أموت وعليها أبعث إن شاء الله تعالى. ومن
المجاز: أتيته فيقة الضحى بالكسر. قال ابن عباد: ارتفاعها. وقال الزمخشري:
ميعتها، أي: أولها. وأفقت السهم أي: وضعت فوقه في الوتر لأرمي به كأوفقته
كما في الصحاح، وكذا أوفقت به، كلاهما على القلب. وفي التهذيب: فإن وضعته
في الوتر لترمي به قلت: فقت السهم، وأفوقته. وقيل: يقال: فقت السهم. وأما
أفوقته فنادر. وأفاقت الناقة تفيق إفاقة، أي: اجتمعت الفيقة في ضرعها، فهي
مفيق، ومفيقة: در لبنها. وقال الأصمعي: أفاقت الناقة فاحلبها. وقال ابن
الأعرابي: أفاقت الناقة تفيق إفاقة وفواقا: إذا جاء حين حلبها. وقال ابن
شميل: الإفاقة للناقة: أن ترد من الرعي وتترك ساعة، حتى تستريح وتفيق. وقال
زيد بن كثوة: إفاقة الدرة: رجوعها. وغرارها: ذهابها. ج: مفاويق، نقله
الجوهري ومفاوق. أيضا، عن الأخفش. وأفاق من مرضه ومن غشيته يفيق إفاقة،
وفواقا، أي: رجعت الصحة إليه، أو رجع الى الصحة، ومنه قوله تعالى: )فلما
أفاق( وكل مغشي عليه أو سكران معتوه إذا انجلى ذلك عنه قيل: قد أفاق
كاستفاق وقيل: أفاق العليل، واستفاق: إذا نقه. والاسم الفواق. قال عدي بن
زيد:
صفحة : 6560
بكر العاذلون في وضح الصب ح يقولون لي: ألا تستفيق?
وقالت الخنساء:
هريقي من دموعك واستفيقـي وصبرا وإن أطقت، ولن تطيقي ومن المجاز: أفاق الزمان أي: أخصب بعد جدب. قال الأعشى:
المهينين ما لهم في الزمان السو ء حتـى إذا أفـاق أفـاقـوا يقول: إذا أفاق الزمان بالخصب أفاقوا من نحر إبلهم. وقال نصير: يريد: إذا أفاق الزمان سهمه ليرميهم بالقحط أفاقوا له سهامهم بنحر إبلهم. وقال بعضهم: الإفاقة: الراحة من الفواق. وهو الراحة بين الحلبتين. وسياق المصنف يقتضي أن الإفاقة هي الراحة بين الحلبتين، والصحيح أنه من معنى الفواق، ومنه الإفاقة. وفوق السهم تفويقا: جعل له فوقا كما في العباب، وهو قول الأصمعي. وفي الأساس: أي جعل الوتر في فوقه عند الرمي. ومنه قولهم: لازلت للخير موفقا، وسهمك في الكرم مفوقا. وفوق الراعي الفصيل تفويقا: إذا سقاه اللبن فواقا فواقا. وقال ابن الأعرابي: المفوق كمعظم: ما يؤخذ قليلا قليلا من مأكول ومشروب وهو مجاز. وتفوق على قومه: ترفع عليهم. وتفوق الفصيل: شرب اللبن فواقا فواقا كما في الصحاح. وتفوق زيد ناقته: حلبها كذلك أي: فواقا بعد فواق. قال الجوهري: ومنه حديث أبي موسى: أنه تذاكر هو ومعاذ - رضي الله عنهما - قراءة القرآن، فقال أبو موسى: أما أنا فأتفوقه تفوق اللقوح أي: لا أقرأ جزئي بمرة، ولكن أقرأ منه شيئا بعد شيء في ليلي ونهاري، وهو مجاز: قال الشاعر:
تفوقت مالي من طريف وتالـد
فوقي الصهباء من حلب الكرم وقد ذكر سيبويه: يتجرعه ويتفوقه فيما ليس معالجة للشيء بمرة، ولكنه عمل بعد عمل في مهلة. وفي حديث علي رضي الله عنه: إن بني أمية ليفوقونني تراث محمد تفويقا، أي يعطونني من المال قليلا قليلا كاستفاقها إذا نفس حلبها حتى تجتمع درتها. ويقال: استفق الناقة أي: لا تحلبها قبل الوقت. ورجل مستفيق: كثير النوم عن ابن الأعرابي: وهو غريب. وفلان ما يستفيق من الشراب أي ما يكف عنه، أو لا يشربه في الوقت، وقيل: لا يجعل لشربه وقتا، وإنما يشربه دائما، ومنه قول الحريري:
لا يستفيق غراما لها وفرط صبابه وانفاق الجمل انفياقا: هزل، انفعال من فاق الشيء: إذا كسره. وقيل: هلك، ومن ذلك انفاق السهم: إذا تكسر فوقه أو انشق. وافتاق الرجل: إذا افتقر افتعال من الفقة، ولا يقال: فاق فإنه لا فعل للفاقة، قاله الجوهري. أو افتاق: إذا مات بكثرة الفواق نقله الصاغاني. وشاعر مفيق ومفلق بالياء واللام بمعنى واحد، رواه السلمي، وهو أبو تراب. ومما يستدرك عليه: جارية فائقة: فاقت في الجمال. ورجع فلان الى فوقه، بالضم، أي: مات، عن أبي عمرو، وأنشد:
ما بال عرسي
شرقت بريقها
ثمت لا يرجع لها في فوقها
أي: لا يرجع ريقها الى مجراه. وفاق فؤوقا وفواقا: أخذه البهر. والفواق: ترديد الشهقة العالية. وحكى كراع: فيقة الناقة، بالفتح. قال ابن سيده: ولا أدري كيف ذلك. وفوق الناقة أهلها تفويقا: نفسوا حلبها؛ لتجتمع إليها الدرة. وحكى أبو عمرو في الجزء الثالث من نوادره بعد أن أنشد لأبي الهيثم التغلبي يصف قسيا:
لنا مسائح زور
في مراكضها لين وليس بها وهي ولا رقق
شدت بكل صهابي تـئط بـه كما تئط إذا ما ردت الفـيق
صفحة : 6561
قال: الفيق: جمع مفيق، وهي التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب. قال ابن بري:
قوله: الفيق جمع مفيق، قياسه جمع ناقة فيوق، وأصله فووق، فأبدل من الواو
ياء، استثقالا للضمة على الواو، ويروى الفيق وهو أقيس. والفواق، كسحاب:
ثائب اللبن بعد رضاع أو حلاب. وتفوق شرابه: شربه شيئا بعد شيء، وهو مجاز.
وأعلاهم فوقا، بالضم، أي: أكثرهم حظا ونصيبا من الدين، وهو مستعار من فوق
السهم. وفي المثل رددته بأفوق ناصل: إذا أخسست حظه. ورجع فلان بأفوق ناصل:
إذا خس حظه، أو خاب. ومثل للعرب يضرب للطالب لا يجد ما طلب: رجع بأفوق ناصل
أي: بسهم منكسر الفوق لا نصل له. ويقال: له من كذا سهم ذو فواق، أي: حظ
كامل. وفوقه تفويقا: فضله. ويقال: فوقني الأماني تفويقا. وأرضعني أفاويق
بره، وهو مجاز. ويقولون: أقبل على فوق نبلك، أي: على شأنك وما يعنيك. وفوق
الرحم: مشقه، على التشبيه. والفاق: البان. وأيضا المشط، عن ثعلب، وبيت
الشماخ الذي تقدم ذكره محتمل لهما. ويقال: ارجع إن شئت في فوقي، أي: لما
كنا عليه من المؤاخاة والتواصل، عن ابن عباد والزمخشري، وهو مجاز. وكان
فلان لأول فوق، أي: أول مرمي وهالك، وهو مجاز. وفائق الساماني: محدث، روى
عن عبد الله بن محمد بن يعقوب الساماني. والفوقاني: ما يلبسه الإنسان فوق
شعاره، مكية مولدة.
ف ه ق
فهق الإناء، كفرح فهقا بالفتح على غير قياس ويحرك على القياس، وقد ذكرهما
الجوهري: امتلأ حتى يتصبب، وكذلك الغدير. وأنشد الجوهري للأعشى:
تروح على آل المحلق جفنة كجابية الشيخ العراقي تفهق ويروى السيح يريد دجلة. قال الصاغاني: ومن روى الشيخ أراد أنه يجمع في جابيته الماء لأنه يضعف عن الاستقاء. والفهقة: عظم عند مركب العنق، وهو أول الفقار كما في الصحاح. زاد غيره: يلي الرأس. أو عظم عند فائق الرأس، مشرف على اللهاة قاله الليث، وأنشد:
وتضرب الفهقة حتى تندلق قلت: وهو قول القلاخ. وفهقه، كمنعه فهقا: أصاب فهقته نقله الجوهري. والفاهقة: الطعنة التي تفهق بالدم أي: تتصبب. والفاهقة: كية على الفهقة عن ابن عباد. وقال الليث: الفهق: اتساع كل شيء ينبع منه ماء أو دم. قال: والفيهق كصيقل: الواسع من كل شيء حتى يقال مفازة فيهق. وناقة فيهق، وهي: الصفي من النوق. ويقال: بئر مفهاق أي: كثيرة الماء. قال حسان رضي الله عنه:
على كل مفهاق خسيف غروبهـا تفرغ في حوض من الماء أسجلا الغروب هنا: ماؤها. وأفهقه أي: السقاء: ملأه كأفحقه على البدل. وفي حديث جابر رضي الله عنه فنزعنا في الحوض حتى أفهقنا. وأفهق البعير: كواه الفاهقة، نقله الصاغاني. وأفهق البرق وغيره: اتسع، كتفهق عن ابن الأعرابي. وانفهق. وفي حديث علي رضي الله عنه: في هواء منفتق، وجو منفهق وأنشد ابن السكيت لأعرابي اختلعت منه امرأته، واختارت زوجا غيره، فأضرها، وضيق عليها في المعيشة، فبلغه ذلك، فقال يهجوها، ويعيبها بما صارت إليه من الشقاء:
رغما وتعسا
للشريم الصهصلق
كانت لدينا لا تـبـيت ذا أرق
ولا تشكى خمصا في المرتزق
تضحي وتمسي في نعيم وفنق
لم تخش عندي قط ما إلا السنق
فالرسل در، والإناء منفـهـق
الشريم:
المفضاة، وما هنا زائدة. أراد لم تخش عندي قط إلا السنق، وهو شبه البشم
يعتري من كثرة شرب اللبن، وإنما عيرها بما صارت إليه بعده. وفي الحديث:
فإذا دنا منها انفهقت له الجنة، أي: اتسعت. وقال رؤبة:
صفحة : 6562
وانشق عنها صحصحان المنفهق وتفيهق في كلامه: إذا تنطع وتوسع فيه، قاله
الفراء. وأصله الفهق، وهو الامتلاء كأنه ملأ به فمه. وفي الحديث: وأبعدكم
مني مجالس يوم القيامة الثرثارون المتفيهقون، قيل: يا رسول الله وما
المتفيهقون? قال: المتكبرون. وقال الفرزدق:
تفيهق بالعراق أبو المثنى وعلم قومه أكل الخبيص ومما يستدرك عليه: الفهاق، بالكسر: جمع الفهقة لآخر خرزة في العنق، عن ابن الأعرابي. وفهق الصبي كعني: سقطت فهقته عن لهاته. وقال ابن الأعرابي: أرض فيهق وفيحق وهي الواسعة. وأنشد لرؤبة:
وإن علوا من
فيف خرق فيهقا
ألقى به الآل غديرا ديسـقـا
وقال الأزهري: هي أرض تنفهق مياها عذابا. ويقال: هو يتفيهق علينا بمال غيره. وتفيهق في مشيته: تبختر. وقال قرة بن خالد: سئل عبد الله بن غني عن المتفيهق، فقال: هو المتفخم المتفتح المتبختر.
ف ي ق
الفيق أهمله الجوهري، وهو صوت الدجاج وهو تصحيف، وصوابه القيق بقافين عن
ابن الأعرابي، كما في العباب، وسيأتي. والفيق بالكسر: الجبل المحيط بالدنيا،
وهذا أيضا تصحيف، والمنقول عن ابن الأعرابي بقافين، كما سيأتي أيضا. والفيق:
الرجل الطويل، وهذا أيضا تصحيف، والصواب بقافين مع أنه تقدم له أيضا في ف و
ق مثل ذلك بعينه، وهو غلط، كما سيأتي أيضا. وفيق بلا لام: ع، وهو البلد
الذي بين دمشق وطبرية الذي نسب إليه العقبة وقد سبق له في ف و ق أنه من
كلام العامة، فإن كان هو هو فكيف يقول للبلد إنه موضع? أو كيف ينكره أولا
ثم يثبته ثانيا، فتأمل فإنه عجب. وإن أراد به موضعا آخر فهو تصحيف، والصواب
بقافين، كما سيأتي. وقال ابن الأعرابي: فاق الرجل يفيق: جاد بنفسه لغة في
يفوق. وأفيق الشاعر: أفلق عن أبي تراب السلمي، وقد مر ذكره في ف و ق أيضا،
وقيل: هو إتباع له، كما صرح به الصاغاني. وعقبة أفيق، كأمير، يائي واوي أي:
له مدخل في التركيبين، وكذلك الفيقة للذي يجتمع في الضرع بين الحلبتين يائي
واوي.