الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل الخامس والعشرون: فصل الميم مع القاف

فصل الميم مع القاف

م أ ق
مأق العين، ومؤقها مهموزان، عن أبي الهيثم. ويقال أيضا: مؤقيها ناقص الآخر وماقيها بكسر القاف، وسكون التحتية، قال معقر البارقي:

وماقي عينها حذل نطوف وقال مزاحم العقيلي في تثنيته:

أتحسبها تصوب مأقييهـا     غلبتك والسماء وما بناها ويروى:

أتزعمها يصوب ماقياها وفي الحديث: كان يمسح المأقيين. وقال الشاعر:

كأن اصطفاق المأقيين بطرفها    نثير جمان أخطأ السلك ناظمه وماقها بترك الهمزة في اللغة الأولى، عن أبي الهيثم، قالت الخنساء:

ما إن يجف لها من عبرة ماقي قال: ويقال أيضا: موقئها، ويهمز في اللغة الرابعة، فيقال: هذا مأقيها وليس لهذا نظير في كلام العرب، فيما قال نصير النحوي؛ لأن ألف كل فاعل من بنات الأربعة مثل داع وقاض ورام وعال لا يهمز. وحكى الهمز في المأقي خاصة. وموقها بترك الهمز في اللغة الثانية عن أبي الهيثم وأمقها ومقيتها، بضمهما أي: بضم هذين الأخيرين. أما أمق فقال اللحياني: القلب في مأق فيمن لغته مأق، ومؤق: أمق العين؛ لأنهم وجدوه في الجمع كذلك، وقد تقدم ذكره للمصنف في أ م ق. وأما المقية فموضع ذكره المعتل، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى. فهذه عشر لغات: خمسة منها ذكرها أبو الهيثم، والسابعة الفراء وابن السكيت ونصير، والسادسة والثامنة والتاسعة اللحياني. ثم شرع المصنف في ضبط هذه اللغات بقوله: كمعق، ومعق بالفتح والضم ومعط، وقاض، ومال، وموقع على صيغة اسم الفاعل ومأوي الإبل بكسر الواو وسوق. وفاته: ماقئ كضارب وموقئ كمعسر ذكرهما اللحياني وابن بري الأولى بالهمز في اللغة الرابعة، والثانية بالهمز في اللغة السادسة، فصارت اللغات اثنتي عشرة. وأنشد أبو زيد في تثنية اللغة الأولى:


يا من لعين لم تذق تغميضا
وماقئين اكتحلا مضيضـا

صفحة : 6578

وقد ذكر المصنف هاتين اللغتين في تركيب م ق أ من باب الهمز، وقال هناك: هذا موضع ذكرهما لا القاف، كما وهم الجوهري. وذكرنا هناك أن ابن القطاع صرح بزيادة همزتها أو الياء، مع أن الجوهري رحمه الله تعالى لم يذكر هاتين اللغتين هنا، وإنما ذكر المؤق والمأق والمأقى فتأمل ذلك. وقال أبو علي: من قال ماق فالأصل ماقئ، ووزنه فالع، وكذلك جمعه مواق، ووزنه فوالع، فأخرت الهمزة وقلبت ياء، والدليل على ذلك ما حكي عن أبي زيد أن قوما يحققون الهمزة، فيقولون: ماقئ العين، قال الجوهري: مأقي العين لغة في مؤق العين، وهي فعلي، وليس بمفعل؛ لأن الميم من نفس الكلمة، وإنما زيد في آخره الياء للإلحاق، فلم يجدوا له نظيرا يلحقونه به؛ لأن فعلي، بكسر اللام نادر، لا أخت لها فألحق بمفعل، فلهذا جمعوه على مآق على التوهم، كما جمعوا مسيل الماء أمسلة ومسلانا، وجمعوا المصير مصرانا تشبيها لهما بفعيل على التوهم. وقال ابن السكيت: ليس في ذوات الأربعة مفعل، بكسر العين، إلا حرفان: مأقي العين، ومأوي الإبل. قال الفراء سمعتهما، والكلام كله مفعل، بالفتح نحو: رميته مرمى، ودعوته مدعى، وغزوته مغزى، وظاهر هذا القول - إن لم يتأول على ما ذكرناه - غلط، انتهى نص الجوهري. قلت: ونص الفراء في باب مفعل ما نصه: ما كان من ذوات الياء والواو من دعوت وقضيت فالمفعل فيه مفتوح اسما كان أو مصدرا، إلا المأقي من العين، فإن العرب كسرت هذا الحرف قال: وروي عن بعضهم أنه قال: في مأوى الإبل مأوي. فهذان نادران لا يقاس عليهما. قال ابن بري - عند قوله: وإنما زيد في آخره الياء للإلحاق قال - الياء في مأقي العين زائدة لغير إلحاق، كزيادة الواو في عرقوة وترقوة، وجمعها مآق كعراق وتراق، ولا حاجة الى تشبيه مأقي العين بمفعل في جمعه، كما ذكر في قوله فلهذا جمعوه على مآق على التوهم لما قدمت ذكره، فيكون مأق بمنزلة عرق جمع عرقوة، وكما أن الياء في عرقي ليست للإلحاق كذلك الياء في مأقي ليست للإلحاق. وقد يمكن أن تكون الياء في مأقي بدلا من واو بمنزلة عرق، والأصل عرقو، فانقلبت الواو ياء؛ لتطرفها وانضمام ما قبلها. وقال أبو علي: قلبت ياء لما بنيت الكلمة على التذكير. وقال ابن بري أيضا - بعد ما حكاه الجوهري عن ابن السكيت: إنه ليس في ذوات الأربعة الى آخره -: قال: وهذا وهم من ابن السكيت؛ لأنه قد ثبت كون الميم أصلا في قولهم: مؤق، فيكون وزنها فعلي، على ما تقدم. ونظير مأقي معدي فيمن جعله من معد، أي: أبعد، ووزنه فعلي. وقال ابن بري: يقال في المؤق: مؤق ومأق، وتثبت الياء فيهما مع الإضافة والألف واللام. قال أبو علي: وأما مؤقي فالياء فيه للإلحاق ببرثن وأصله مؤقو بزيادة الواو للإلحاق، كعنصوة، إلا أنها قلبت كما قلبت في أدل. وأما مأقي العين، فوزنه فعلي زيدت الياء فيه لغير إلحاق، كما زيدت الواو في ترقوة وقد يحتمل أن تكون الياء فيه منقلبة عن الواو، فتكون للإلحاق بالواو، فيكون وزنه في الأصل فعلو كترقو، إلا أن الواو قلبت ياء لما بنيت الكلمة على التذكير. انتهى كلام أبي علي. طرفها مما يلي الأنف، وهو مجرى الدمع من العين واللحاظ طرفها مما يلي الأذن، كما في الصحاح أو مقدمها أو مؤخرها هذه إشارة الى قول الليث، فإنه قال: مؤق العين: مؤخرها ومأقها: مقدمها، رواه عن أبي الدقيش، قال: وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان يكتحل من قبل مؤقه مرة، ومن قبل مأقه مرة يعني مقدم العين ومؤخرها. قال الأزهري: وأهل اللغة مجمعون على أن المؤق والمأق: حرف العين الذي يلي الأنف، وأن الذي يلي الصدغ يقال له: اللحاظ. والحديث الذي

صفحة : 6579

استشهد به غير معروف. ج: آماق، وأمآق مثل آبار وأبآر، وهما جمعان للمؤق والمأق. والموق والماق، والأخيران. قد يجمعان أيضا على أمواق إلا في لغة من قلب، فقال: آماق. وأنشد ابن بري شاهدا على الأول قول الخنساء:شهد به غير معروف. ج: آماق، وأمآق مثل آبار وأبآر، وهما جمعان للمؤق والمأق. والموق والماق، والأخيران. قد يجمعان أيضا على أمواق إلا في لغة من قلب، فقال: آماق. وأنشد ابن بري شاهدا على الأول قول الخنساء:

... ترى آماقها الدهر تدمع وشاهد الثاني قول الشاعر:

فارقت ليلى ضلة      فندمت عند فراقها
فالعين تذري دمعها    كالدر من أمآقهـا

ومن قال: ماقي قال في جمعه: مواق ومواقي. قال الشاعر:

فظل خليلي مستكينا كـأنـه     قذى في مواقي مقلتيه يقلقل ومن قال: موقي، كموقع، قال في جمعه: مواقي، قاله اللحياني، وقد أغفله المصنف. ومن قال: مؤق، كمعط، ومأقي كمأوي، وبالهمز أيضا، قال في جمعه: مآق. قال حسان رضي الله عنه:
ما بال عينك لا تنام كأنمـا     كحلت مآقيها بكحل الإثمد وقال آخر:

والخيل تطعن شزرا في مآقيها وقال حميد الأرقط:

كأنما عيناه في وقبي حجر
بين مآق لم تخرق بالإبر

والمأقة، محركة: شبه الفواق يأخذ الإنسان كأنه نفس ينقلع من الصدر عند البكاء والنشيج. وقد مئق الصبي، كفرح يمأق، مأقا، فهو مئق. وامتأق مثله، كما في الصحاح. قالت أم تأبط شرا: ولا أبته مئقا، وفي المثل: أنت تئق، وأنا مئق، فكيف نتفق? يضرب لغير المتوافقين. وقد ذكر في ت أ ق قال رؤبة:

كأنما عولتها بعد التأق
عولة ثكلى ولولت بعد المأق

وقال اللحياني: مئقت المرأة مأقة: إذا أخذها شبه الفواق عند البكاء قبل أن تبكي. ومئق الرجل: كاد أن يبكي أو بكى وقيل: بكى واحتد. وقال ابن السكيت: المأق: شدة البكاء. والمؤق، بالضم عن الليث ويترك همزه، من الأرضين: نواحيها الغامضة من أطرافها ج: أمآق قاله الليث، وأنشد:

تفضي الى نازحة الأمآق ويقال: أرض بعيدة الأمآق، أي: بعيدة النواحي، وهو مجاز. وقال الأصمعي: امتأق غضبه امتئاقا: اشتد. وقال الليث: أمأق الرجل على أفعل: دخل في المأقة كما تقول: أكأب: دخل في الكأبة. ومنه الحديث كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - الى بعض الوفود من اليمانيين: )ما لم تضمروا الإمآق وتأكلوا الرماق(. أي: الغيظ والبكاء مما يلزمكم من الصدقة. ويقال: أراد به الغدر والنكث، كما في الصحاح. قال الصاغاني: ويروى الآماق، على نقل الهمزة وتليينها. زاد صاحب اللسان: ترك الهمز من الإمآق ليوازن به الرماق. يقول لكم الوفاء بما كتبت لكم ما لم تأتوا بالمأقة، فتغدروا، وتنكثوا، وتقطعوا رباق العهد الذي في أعناقكم. قال الزمخشري: وأوجه من هذا أن يكون الإماق مصدر أماق وهو أفعل من الموق بمعنى الحمق. والمراد إضمار الكفر، والعمل على ترك الاستبصار في دين الله تعالى. ومما يستدرك عليه: المأقة، بالفتح: الحقد. وروى ابن القطاع: المأقة، بالتحريك: شدة الغيظ والغضب. وقال غيره: المأقة، بالفتح: الأنفة والحمية، وقد أمأق: دخل فيها. قال النابغة الجعدي:

وخصمي ضرار ذوي مأقة     متى يدن رسلهما يشعـب فمأقة على هذا، ومأقة، مثل: رحمة ورحمة. وقال أبو وجزة:

كان الكمي مع الرسول كأنه     أسد بمأقته مدل مـلـحـم

صفحة : 6580

وامتأق إليه بالبكاء: أجهش إليه به. ويقال: قدم علينا فلان فامتأقنا إليه، وهو شبه التباكي إليه؛ لطول الغيبة. وقال أبو زيد: مأق الطعام: إذا رخص، وسيأتي في م و ق. ومما يستدرك عليه:

 م ج ن ق
المنجنيق بكسر الميم، وفتحها والمنجنوق، قال سيبويه: هي فنعليل، الميم من نفس الكلمة أصلية؛ لقولهم في الجمع: مجانيق. وفي التصغير: مجينيق، ولأنها لو كانت زائدة والنون زائدة لاجتمعت زائدتان في أول الاسم، وهذا لا يكون في الأسماء، ولا الصفات التي ليست على الأفعال المزيدة. ولو جعلت النون من نفس الحرف صار الاسم رباعيا، والزيادات لا تلحق ببنات الأربعة أولا، إلا الأسماء الجارية على أفعالها، نحو مدحرج وقد سبق للمصنف ذكرها في ج ل ق. فكان واجبا عليه التنبيه على ذلك لأجل الاختلاف بين الأئمة في وزنها، فتأمل ذلك. ومما يستدرك عليه:

م ج ل ق
المنجليق، باللام، نقله الأزهري في رباعي التهذيب، عن أبي تراب، لغة في المنجنيق.

م ح ق
محقه، كمنعه يمحقه محقا: أبطله ومحاه حتى لم يبق منه شيء. وقال ابن الأعرابي: المحق: أن يذهب الشيء كله حتى لا يرى منه شيء. قال الله تعالى: )ويمحق الكافرين( أي: يستأصلهم ويحبط أعمالهم. كمحقه تمحيقا، للمبالغة. ومنه قراءة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما )يمحق الله الربا ويربي الصدقات( من التمحيق والتربية فتمحق، وامتحق، وامحق، كافتعل أي: انتقص وبطل. وقال أبو زيد: محق الله تعالى الشيء محقا: ذهب ببركته وخيره وريعه، كأمحقه في لغية رديئة، وأبى الأصمعي إلا محقه. ومن المحق الخفي النخل المتقارب قال ابن سيده: المحق: النخل المقارب بينه في الغرس. ومحق الحر الشيء محقا: أحرقه وأهلكه فامتحق. والمحاق، مثلثة، واقتصر الصاغاني على الضم والكسر، كالأزهري وابن سيده: آخر الشهر إذا امحق الهلال فلم ير، عن ابن سيده، وأنشد:

أتوني بها قبل المحاق بليلة     فكان محاقا كله ذلك الشهر وأنشد الأزهري:

يزداد حتى إذا ما تم أعقبه     كر الجديدين منه ثم يمحق أو ثلاث ليال من آخره وفيها السرار: وهو قول أبي عبيد وابن الأعرابي، وإليه مال الزمخشري والصاغاني. أو أن يستسر القمر ليلتين فلا يرى غدوة ولا عشية، وهو قول ابن الأعرابي. ومنهم من جعل ليالي المحاق ليلة خمس وست وسبع وعشرين؛ لأن القمر يطلع، وهذا قول الأصمعي وابن شميل، وإليه ذهب أبو الهيثم والمبرد والرياشي. قال الأزهري: وهو أصح القولين عندي. وقال ابن الأعرابي: سمي به لأنه طلع مع الشمس فمحقته فلم يره أحد. ومن المجاز: نصل محيق، كأمير: أي مرقق محدد، كأنه محق لفرط رقته ولطفه. وكذلك قرن محيق: إذا دلك فذهب حده وملس. قال المفضل النكري:

يقلب صعدة جرداء فيها     نقيع السم أو قرن محيق قال الجوهري: فعيل من محقه. وأما قول ابن دريد إنه مفعول فبعيد، كما في الصحاح. ويوم ماحق الحر: أي شديده لأنه يمحق كل شيء ويحرقه. وقال الأصمعي: يقال: جاء في ماحق الصيف أي: في شدة حره. قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف الحمر:

ظلت صوافن بـالأرزان صـاوية     في ماحق من نهار الصيف محتدم وأمحق: هلك كمحاق الهلال، وهو قول أبي عمرو، قال: الإمحاق: أن يهلك المال أو الشيء، كمحاق الهلاث. ومنه قول سبرة بن عمرو الأسدي يهجو خالد بن قيس:

أبوك الذي يكوي أنوف عنوقه     بأظفاره حتى أنس وأمحقـا

صفحة : 6581

ومحق فلان بفلان تمحيقا وذلك أنهم في الجاهلية إذا كان يوم المحاق من الشهر بدر الرجل الى ماء الرجل إذا غاب عنه، فينزل عليه ويسقي به ماله، فلا يزال قيم الماء ذلك الشهر حتى ينسلخ فإذا انسلخ كان ربه الأول أحق به، فذلك يدعى عندهم المحيق، كأمير. ومما يستدرك عليه: الأمحاق: جمع المحق. قال رؤبة:

بلال يا بن الأنجم الأطلاق
لسن بنخسات ولا أمحـاق

وشيء محيق: ممحوق. وهذا الشيء ممحقة للبركة، مفعلة من المحق، أي: مظنة له ومحراة به. وامتحاق القمر: احتراقه، وهو أن يطلع قبل طلوع الشمس، فلا يرى، يفعل ذلك ليلتين من آخر الشهر. ومحق الرجل، كعني، وامحق، كافتعل: قارب الموت. وأما قول رؤبة:

وفق هلال بـين لـيل وأفـق
أمسى شفى أو خطه يوم المحق

فإنه يريد المحاق في آخر الشهر حين دق وصغر. وامتحق النبات: يبس واحترق بشدة الحر. والانمحاق: الانمحاء والانسحاق. وأمحق القمر: دخل في المحاق. والمحقة، محركة: الهلكة. ومما يستدرك عليه: م خ ق
مخقت عينه، كعلم: بخقت، ذكره صاحب اللسان، وأهمله الجماعة. ومما يستدرك عليه:

م خ ر ق
المخرقة: إظهار الخرق توصلا الى حيلة، وقد مخرق. والممخرق: المموه، وهو مستعار من مخاريق الصبيان. هنا أورده صاحب اللسان وهو على شرط المصنف فإنه ذكر فيما بعد مذرق به، وهي لغة في ذ ر ق فبالأحرى أن تذكر المخرقة هنا. وأما الجوهري فإنه أورده في خ ر ق وحكم على أنها مولدة، والميم عنده زائدة.

م د ق
مدق الصخرة يمدقها مدقا، أهمله الجوهري. وقال الخارزنجي - في تكملة العين - أي: كسرها، نقله الصاغاني، وأورده صاحب اللسان أيضا. ومما يستدرك عليه: ميدق، كصيقل: اسم.

م ذ ق
المذيق، كأمير: اللبن الممزوج بالماء، وقد مذقه يمذقه مذقا: خلطه فامتذق، ومذق على افتعل. قال ابن بزرج: قالت امرأة من العرب: امذق، فقالت لها الأخرى: لم لا تقولين امتذق? فقال الآخر - يعني رجلا -: والله إني لأحب أن تكون ذملقية اللسان، أي: فصيحة اللسان فهو ممذوق ومذيق كما في الصحاح. ومن المجاز: مذق الود يمذقه مذقا: إذا لم يخلصه، فهو مذاق ككتان، وممذوق الود. وهو مماذق أي: غير مخلص كما في الصحاح، وقيل: ملول. ومما يستدرك عليه: لبن مذق، ككتف على النسب: مخلوط بالماء. ومذق الشراب: مزجه فأكثر ماءه. ورجل مذاق: كذاب. ومذق، ككتف: ملول. والمذاق، بالكسر: المماذقة. قال رؤبة:

ما وجز معروفك بالرماق
ولا مؤاخاتك بالـمـذاق

والمذقة: الطائفة من اللبن. ومذق له: سقاه المذقة. ولبن مذق: ممذوق. وبه فسر الحديث: بارك لكم في مذقها ومحضها. وأبو مذقة: الذئب؛ لأن لونه يشبه لون المذقة، ولذلك قال:

جاءوا بضيح هل رأيت الذئب قط شبه لون الضيح، وهو اللبن المخلوط، بلون الذئب.

م ذ ر ق
مذرق به مذرقة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن عباد: أي رمى به، وكذلك ذرق به، والكلام على الميم هنا هو بعينه ما مر في المخرقة، فتأمل.

م ر ق

صفحة : 6582

المرق: الطعن بالعجلة عن ابن الأعرابي. والمرق: إكثار مرقة القدر، كالإمراق. يقال: مرقتها أمرقها وأمرقها مرقا، وأمرقتها، أي: أكثرت مرقها. والمرق: نتف الصوف والشعر عن الجلد. وخص بعضهم به المطعون إذا دفن ليسترخي. والمرق: غناء الإماء والسفلة وهو اسم، كالنصب لغناء الركبان. والمرق: الإهاب المنتن، وهو الذي عطن في الدباغ وترك حتى أنتن، وامرط عنه صوفه. قال الحارث بن خالد:

ساكنات العقيق أشهى الى القل    ب من الساكنات دور دمشق
يتضوعن لو تضمخن بالمـس    ك ضماخا كأنه ريح مـرق

والمرق بالضم: الذئاب الممعطة عن ابن الأعرابي. والمرق بالكسر: الصوف المنتن، هكذا في النسخ، وصوابه المنفش، كما هو نص ابن الأعرابي. ومرق بالتحريك: ة بالموصل على مرحلتين منها للقاصد مصر. والمرق: آفة تصيب الزرع نقله الجوهري. والمرق من الطعام: م معروف، وهو الذي يؤتدم به، واحدته مرقة، والمرقة أخص منه، قاله الجوهري. وفي الحديث: يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك. وقال ابن عباد: يقال: أطعمنا فلان مرقة مرقين، وهي التي تطبخ بلحوم كثيرة. ومرق السهم من الرمية مرقا ومروقا بالضم: خرج طرفه من الجانب الآخر وسائره في جوفها. وبه سميت الخوارج مارقة لخروجهم عن الدين وهو مجاز. وفي حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - وذكر الخوارج: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية أي: يجوزونه ويخرقونه ويتعدونه كما يخرق السهم المرمي به ويخرج منه. وفي حديث علي رضي الله عنه: أمرت بقتال المارقين يعني الخوارج. وقال ابن رشيق في العمدة: المروق: سرعة الخروج من الشيء. مرق الرجل من دينه، ومن بيته. ويقال: كانت امرأة تغزو، قال ابن بري: قال المفضل: هي رقاش الكنانية كانوا يتيمنون برأيها، وكانت كاهنة لها حزم ورأي، فأغارت طيئ - وهي عليهم - على إياد بن نزار بن معد يوم رحى جابر، فظفرت بهم وغنمت، وكان فيمن أصابت من إياد شاب جميل، فاتخذته خادما، فرأت عورته، فأعجبتها، فدعته الى نفسها فحبلت، فذكر لها الغزو فقالوا: هذا زمان الغزو فاغزي إن كنت تريدين الغزو فقالت: رويد الغزو ينمرق، فأرسلتها مثلا أي: أمهل الغزو حتى يخرج الولد، ثم جاءوا لعادتهم، فوجدوها نفساء مرضعا قد ولدت غلاما، فقال شاعرهم:

نبئت أن رقاش بعد شمـاسـهـا    حبلت، وقد ولدت غلاما أكحلا
فالله يحظيها ويرفع بضـعـهـا     والله يلقحها كشافـا مـقـبـلا
كانت رقاش تقود جيشا جحفـلا     فصبت وأحر بمن صبا أن يحبلا

صفحة : 6583

ومرقت النخلة، كفرح: نفضت حملها بعد الكثرة كما في العباب. وفي اللسان: سقط حملها بعد ما كبر. ومرقت البيضة مرقا، ومذرت مذرا: فسدت فصارت ماء. وفي حديث علي رضي الله عنه: إن من البيض ما يكون مارقا أي: فاسدا. والمريق، كقبيط، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، لأنه قد سبق له في درأ أنه ليس في الكلام فعيل - بضم فكسر مع تشديد - إلا درئ ومريق هذا، ففيه مخالفة ظاهرة. وأما الصاغاني فإنه ضبطه بضم فكسر، وزاد فقال: وبعضهم يكسر الميم، فالصواب إذن ضبطه بضم فكسر: العصفر وقيل: حب العصفر. وفي التهذيب: شحم العصفر. واختلفوا فيها، فقيل: إنها عربية محضة، وبعض يقول: ليست بعربية. وابن دفريد يقول: أعجمي معرب، وهكذا قاله أبو العباس. قال ابن سيده: وقال سيبويه: حكاه أبو الخطاب عن العرب، فكيف يكون أعجميا، وقد حكاه عن العرب. والمتمرق بفتح الراء: الثوب المصبوغ به أو بالزعفران، وهكذا فسر المازني ما أنشده الباهلي:

يا ليتني لك مئزر متمرق     بالزعفران لبسته أيامـا وفي اللسان: قوله متمرق، أي: مصبوغ بالعصفر. وقال بالزعفران ضرورة، وكان حقه أن يقول بالعصفر. والمتمرق بكسر الراء: الذي أخذ في السمن من الخيل وغيرها نحو المتملح. والمراقة كثمامة: ما انتتفته من الصوف والشعر، وخص بعضهم به ما ينتف من الجلد المعطون. أو ما انتتفته من الكلأ القليل لبعيرك ربما قيل له ذلك، كالمراطة وقال أبو حنيفة: هو الكلأ الضعيف القليل. وقال غيره: ما يشبع المال. قال اللحياني: وكذلك الشيء يسقط من الشيء، والشيء يفنى منه فيبقى منه الشيء. ومن المجاز: أمرق الرجل: إذا أبدى عورته، نقله ابن عباد والزمخشري. وأمرق الجلد: حان له أن ينتف وذلك إذا عطن. والامتراق: سرعة المروق، وقد امترقت الحمامة من الوكر، وكذا امترق من البيت: إذا أسرع الخروج، وهو مجاز. وبئر مرق بالتسكين. وقد يحرك، بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، لها ذكر في حديث أول الهجرة، والتحريك هو المشهور عند المحدثين، كما في النهاية والمعجم. والممرق، كمحدث: الذي يصير فوق اللبن من الزبد الذي يصير تباريق، كأنها عيون الجراد نقله الصاغاني. والأمراق، والمروق: سفا السنبل عن ابن عباد.

والممرق: المخرج. قال رؤبة يصف صائدا بنى ناموسا:

وقد بني بيتا خفي المـنـزبـق
رمسا من الناموس مسدود النفق
مقتدر النقب خفي المـمـرق

وكذلك الممرق، كمخرج وزنا ومعنى، وهو شبه كوة تمرق منه الريح. ومرقا الأنف، محركة: حرفاه. قال ثعلب: هكذا ضبطه ابن الأعرابي، والصواب: مرقا الأنف بالتشديد، وقد ذكر في ر ق ق. ومنية أمارقة: قرية بمصر من أعمال المنصورة. ومحلة مرقة: أخرى بالبحيرة.

م ز ق
مزقه يمزقه مزقا ومزقة: خرقه. قال العجاج:

بحجنات يتثقبن البـهـر
كأنما يمزقن باللحم الحور

والحور: جلود حمر. والبهر: الأوساط. كمزقه تمزيقا للمبالغة، أي: خرقه وقطعه فتمزق: تخرق وتقطع. ومزق الطائر بسلحه يمزق ويمزق مزقا: رمى بذرقه. ومنه حديث ابن عمر: أن طائرا مزق عليه. ومن المجاز: مزق عرض أخيه مزقا: إذا طعن فيه كهرده، وهو من حد ضرب، ومثله: مزق فروة أخيه. والممزق، كمعظم هكذا ضبطه الفراء أو محدث، وبه صدر الجوهري: لقب شأس بن نهار بن أسود بن حريد بن حيي بن عوف بن سود بن عذرة بن منبه بن نكرة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس العبدي الشاعر، لقب بذلك لقوله لعمرو بن المنذر بن عمرو بن النعمان:

صفحة : 6584

فإن كنت مأكولا فكن خير آكل      وإلا فأدركني ولمـا أمـزق وكان عمرو قد هم بغزو عبد القيس فلما بلغته القصيدة التي منها هذا البيت انصرف عن عزوهم. قال ابن بري: وحكى المفضل الضبي عن أحمد اللغوي، أن الممزق العبدي سمي بذلك لقوله:

فمن مبلغ النعمان أن ابن أخته      على العين يعتاد الصفا ويمزق ومعنى يمزق يغني. قال: وهذا يقوي قول الجوهري في كسر الزاي في الممزق. إلا أن المعروف في هذا البيت يمرق بالراء. والتمريق بالراء: الغناء، فلا حجة فيه على هذا؛ لأن الزاي فيه تصحيف. وقال الآمدي في الموازنة: الممزق بالفتح هو شأس بن نهار العبدي، سمي لقوله:

فإن كنت مأكولا... البيت وأما الممزق كمحدث فهو شاعر حضرمي متأخر، وكان ولده يقال له: المخزق لقوله:

أنا المخزق أعراض اللئام كمـا      كان الممزق أعراض اللئام أبي وهجا الممزق أبو الشمقمق، فقال:

كنـت الـمـمـزق مـرة      فاليوم قد صرت الممـزق
لما جـريت مـع الـضـلا    ل غرقت في بحر الشمقمق مستق

قال ابن شميل: هي الجبة الواسعة، فارسي معرب. وأصله بالفارسية مشته، وقد روي عن عمر رضي الله عنه: أنه صلى بالناس ويداه في مستقة. والجمع المساتق. قال أبو عبيد: وهي فراء طوال الأكمام، واحدها مستقة. وفي الحديث: كان يلبس البرانس والمساتق، ويصلي فيها وأنشد شمر:

إذا لبست مساتقها غنـي      فيا ويح المساتق في ستق وهو غريب، فإنها كلمة عجمية وحروفها كلها أصلية، فكيف يذكرها، في ستق، والصواب ذكرها هنا. وأغفل عن ذكر المساتق، وهو: موضع من ديار كلب بن وبرة.

م ش ق
المشق: سرعة في الطعن والضرب يقال: مشقه مشقا: إذا طعنه. قال ذو الرمة يصف ثورا وحشيا:

فكر يمشق طعنا في جواشنهـا     كأنها الأجر في الإقبال يحتسب ومشقه مشقا: ضربه، أو هو الضرب بالسوط خاصة. يقال: مشقه عشرين سوطا عن ابن الأعرابي. وقال رؤبة:

إذا مضت فيه السياط المشق وقال أيضا:

والخيل تجري بعد خرق خرقا
تنجو وأدناهن يلقى مـشـقـا

صفحة : 6585

وهو من حد نصر، ويقال: إنما هو مشنه. ومن سجعات الأساس: مشقه بسوطه مشقات، ورشقه بلسانه رشقات. والمشق أيضا: سرعة في الأكل وشدة فيه، يأخذ النحضة فيمشقها بفيه مشقا جذبا. والمشق في الكتابة: مد حروفها، مشق يمشق، من حد ضرب فيهما. والمشق: ضرب من النكاح، وقد مشقها مشقا: إذا نكحها، وهو مجاز. والمشق: المشط، نقله الجوهري، وقد مشقه مشقا. والمشق: جذب الشيء ليمتد ويطول، والسير يمشق حتى يلين. والمشق: مزق الثوب وقد مشقه مشقا. ويقال: المشق: الأكل الضعيف. يقال: مشق من الطعام مشقا: إذا تناول منه شيئا قليلا، وفي العباب: مشقت من الطعام مشقا، وذلك أن تبقي أكثر مما تأكل وكأنه ضد. والمشق: قلة الحلب. والمشق: مد الوتر ليلين ويجوف، كما يمشق الخياط خيطه بخريقة. والمشق: الطول مع الرقة وقلة اللحم. وقد مشقت الجارية، كعني: قل لحمها، ورقت أعضاؤها. وفي قوائمه مشقة بهاء، وهو أثر الحبل برجل الدابة. والمشقة: تفجج في قوائم ذوات الحوافر وتشحج كما في المحكم. وفي الحديث: أنه سحر في مشط ومشاقة المشاقة، كثمامة: ما سقط من الشعر، أو الإبريسم والكتان والقطن عند المشط أي: تخليصه وتسريحه، وهي المشاطة أيضا: أو ما طار وسقط عن المشق، أو ما خلص أو ما انقطع. وامتشقه من يده: اختلسه واختطفه، ولم يدع شيئا، كامتشغه، وكذلك: اختدفه، واختواه، واختاته، وتخوته، وامتشنه، عن ابن الأعرابي. وامتشق الشيء: اقتطعه.

وتمشق عن فلان ثوبه أي: تمزق. ويقال: تماشقوا اللحم: أي تجاذبوه فأكلوه. قال الراعي:

فلا يزال لهم في كل منزلة     لحم تماشقه الأيدي رعابيل وقول الحسين بن مطير:

تفري السباع سلى عنه تماشقه     كأنه برد عصب فيه تضريج فسره ابن الأعرابي فقال: تماشقه: تمزقه. والمماشقة: المجاذبة، وأنشد الأصمعي:

قولا لسحبـان أرى نـوارا
جالعة عن رأسها الخمـارا
تدعو بثكل أمـهـا وتـارا
تماشق البادين والحـضـارا
لم تعرف الوقف ولا السوارا

صفحة : 6586

وقيل: المماشقة هنا: المسابة والمصاخبة والمباذاة. يقال: هو يماشق الناس بلسانه، أي: يباذيهم، وهو مجاز. والمشقة، بالكسر هي: المشاقة لما طار من الكتان عن المشق. والمشقة: الثوب الخلق، أو القطعة من القطن، ج مشق كعنب. وقال الزجاج: أمشقه إمشاقا ضربه بالسوط مثل مشقه. والتركيب يدل على سرعة وخفة، وقد شذ عن هذا التركيب المشق: المغرة، قاله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: فرس ممشق، كمعظم، ومحدث: ممتد. وقد امتشق: امتد، وذهب ما انقشر من لحمه وعصبه. وقال ابن شميل: مشق الوتر: أن يقشر حتى يسقط كل سقط منه. والممشقة، كمكنسة: طينة غرزت فيها خشبات كالأسنان يمر عليها بالكتان، نقله الزمخشري. وقلم مشاق، ككتان: سريع الجري في القرطاس. والمشق: الطعن الخفيف. ومشقت الإبل وغيرها، تمشق مشقا: أسرعت. وقال الأزهري: سمعت غير واحد من العرب وهو يمارس عملا فيحتثه، ويقول: امشق امشق، أي: أسرع وبادر مثل حلب الإبل وما أشبهه. وامتشق الكتان، مثل مشقه. وثوب مشق وأمشاق: ممشق، الأخيرة عن اللحياني. وامتشق السيف: استله، عن الزمخشري. وفي الأصول: مشاق من كلأ، ومشاقة، أي: قليل، وهو مجاز. وثوب ممشوق: مصبوغ بالمشق. وامتشق ما في يده: أخذه كله. والتماشق: التنازع. ومشقوا رحيلهم: عجلوا به. ومشقت الإبل مشقة من المرتع، ثم مضت، وهو مجاز. وأبو بكر محمد بن المبارك بن محمد البيع، يعرف بابن مشق، بالفتح وتشديد الشين المكسورة، روى عن أحمد بن الأشقر، نقله الحافظ.

م ط ق
المطق، محركة: داء يصيب النخل فلا تحمل عن أبي زيد، وهي لغة أزدية.

معق
في البئر ونحوها: إذا كانت ذاهبة في الأرض. والمعنى في كله واحد، يرجع الى البعد والقعر الذاهب الى الأرض. وأمعقتها كأعمقتها. وقال أبو عمرو: الإعماق والإمعاق: أن تحفر سفلا. وتمعق الرجل، مثل تعمق. وقال رؤبة:

وإن عدو جهده تـمـعـقـا
صرناه بالمكروه حتى يصعقا

وقال ابن دريد: تمعق علينا فلان: إذا ساء خلقه. والأمعاق والأعماق: أطراف المفاوز البعيدة، جمع معق، وعمق جج جمع الجمع أماعق، وأماعيق وأعامق وأعاميق. وقال ابن عباد: تمعق كتنصر: اسم جبل. ومما يستدرك عليه: غائط معيق: شديد الدخول في الأرض. والمعيقة: الصغيرة الفرج. وأيضا الدقيقة الوركين، كذا في اللسان، والصحيح أنه من تركيب ع و ق.

م ق ق
مق الطلعة يمقها مقا: شقها للإبار عن أبي عبيدة. وقال ابن السكيت: امتق الفصيل ما في الضرع وامتكه: شربه كله وكذلك الصبي إذا مص جميع ما في ثدي أمه، وزعم أن قافها بدل من كاف امتك. وتمققه أي: الشراب، وتمززه: شربه قليلا قليلا شيئا بعد شيء. ويقال: أصابه جرح فما تمققه أي: لم يضره ولم يباله، عن ابن السكيت. وفرس أمق، بين المقق محركة، أي: طويل كما في الصحاح. وقيل: هو الفاحش الطول في دقة عن الليث. قال رؤبة يصف الحمير:

قب من التعداء حقب في سوق
لواحق الأقراب فيها كالمقـق

صفحة : 6587

ويقال: فرس أشق أمق، وهي شقاء مقاء، والكاف في قول رؤبة: كالمقق زائدة. والمقامق: المتكلم بأقصى حلقه وتقديره فعافل، بتكرير الفاء، ولا يقال: مقانق، كما في الصحاح. وقال النضر: فخذ مقاء: معروقة عارية من اللحم طويلة. ومن المجاز: أرض مقاء: بعيدة الأرجاء. وقيل: بعيدة ما بين الطرفين. وكل تباعد بين شيئين: مقق. وقال ابن الأعرابي: المققة، محركة: الجداء الرضع. وأيضا: الجهال. قال: ومقق الرجل على عياله تمقيقا: إذا ضيق عليهم فقرا، أو بفخلا، وكذلك أوق، وفوق. قال: وزق الطائر فرخه ومققه وغره ومجه، كله بمعنى. وقال ابن عباد: مقمق: لان وسلس. قال: ومقمق الشيء: خيسه وذلله، وفي بعض النسخ: حبسه. وقال ابن دريد: مقمق الحوار أمه: مص ضرعها ونص الجمهرة: خلف أمه: مصه مصا شديدا. وموقق، كموهب: ة بأجأ لبني جرم. وقيل: ماء لبني عمرو بن الغوث. ومما يستدرك عليه: رجل أمق: طويل، وهي مقاء. وقيل: المقاء: الطويلة الرفغين الرخوتهما، الطويلة الإسكتين، القليلة لحم الرفغين، وقيل: هي الرقيقة الفخذين، المعيقة الرفغين. وغزا أعرابي بني بكر بن وائل ففلوا، فجاء ثلاث جوار الى مهلهل، فسألنه عن آبائهن، فقال للأولى: صفي لي فرس أبيك، فقالت: كان أبي على شقاء مقاء طويلة الأنقاء، تمطق أنثياها بالعرق، تمطق الشيخ بالمرق، قال: نجا أبوك. قال ابن الأعرابي: أنثياها: ربلتا فخذيها: والمقاء: الواسعة الأرفاغ وأنشد غيره للراعي يصف ناقة:

مقآء منفتق الإبطين ماهرة     بالسوم ناط يديها حارك سند ووجه أمق: طويل، كوجه الجرادة. والمق من النساء: الطوال، جمع المقاء. ومنه قول سيدنا علي رضي الله عنه: من أراد المفاخرة بالأولاد، فعليه بالمق من النساء. وحصن أمق: واسع، قال:

ولي مسمعان وزمـارة     وظل مديد وحصن أمق وقال أبو عمرو: المققة، محركة: شراب النبيذ قليلا قليلا. ومققت الشيء أمقه مقا: فتحته. ويقال: فيه مقمقة ولقاعات، نقله الجوهري. والمقمقة: حكاية صوت أو كلام. وتمقق: تباعد وطال. قال رؤبة:

عن ظهر عريان المعاري أعمقا
أمق بالركب إذا تمققا وتمقق ما في العظم: استخرجه. ومق الله عينه: قلعها، نقله الزمخشري.

م ل ق
ملقه يملقه ملقا: محاه كلمقه، نقله الجوهري. وملق جاريته وملجها، أي: جامعها كما يملق الجدي أمه إذا رضعها. وملق الثوب والإناء يملقه ملقا: غسله. والملق: الرضع. يقال: ملق الجدي أمه يملقها ملقا: رضعها وكذلك الفصيل والصبي، عن ابن الأعرابي. وقرئ على المنذري: ملق الجدي أمه يملقها، قال: وأحسب ملق الجدي أمه يملقها: إذا رضعها لغة. وملقه بالسوط والعصا ملقا: ضربه. ويقال: ملقه ملقات إذا ضربه. وقال الأصمعي: ملق فلان: إذا سار شديدا، وكذلك ملخ. وتملقه. وتملق له تملقا، وتملاقا بكسرتين مع تشديد اللام: تودد إليه، وتلطف له. قال الشاعر:

ثلاثة أحباب فحـب عـلاقة     وحب تملاق، وحب هو القتل وقد ذكر البيت في علق. والملق، محركة: الود واللطف الشديد، وأصله التليين. وقيل: هو شدة لطف الود، وقيل: الترفق والمداراة، والمعنيان متقاربان. والملق أيضا: أن تعطي باللسان ما ليس في القلب. ومنه الحديث: ليس من خلق المؤمن الملق. والفعل ملق كفرح وهو ملق. ومنه قول المتنخل:

أروى بجن العهد سلمى ولا     ينصبك عهد الملق الحول

صفحة : 6588

وقيل: الملق: الذي يعدك ويخلفك، فلا يفي ويتزين بما ليس عنده. والملق أيضا: ما استوى من الأرض. قال رؤبة يصف الحمار:

معتزم التجليح ملاخ الملق
يرمي الجلاميد بجلمود مدق

الواحدة ملقة. والملق أيضا: ألطف الحضر وأسرعه عن أبي عبيدة: قال: ومنه فرس ملق، ككتف، وهي بهاء، وأنشد للنابغة الجعدي رضي الله عنه:

ولا ملق ينزو وينـدر روثـه      أحاد إذا فأس اللجام تصلصلا وملق الخاتم، كفرح: جرج أي: قلق. وقال الأصمعي: الملق، ككتف: الضعيف. وقال خالد بن كلثوم: الملق من الخيل: فرس لا يوثق بجريه، أخذه من ملق الإنسان الذي لا يصدق في مودته. وأنشد قول النابغة السابق. وقال الزمخشري: فرس ملق: يقفز ويضرب الأرض بحوافره ولا جري عنده، وهو مجاز. والمالق، كهاجر: ما يملس به الحارث الأرض المثارة قاله الليث. وقال النضر: هي الخشبة العريضة التي تشد بالحبال الى الثورين، فيقوم عليها الرجل، ويجرها الثوران، فيعفى آثار اللؤمة والسن. وقال أبو سعيد: ومالج الطيان يقال له: مالق كالمملق كمنبر. وقال أبو حنيفة: المملقة: خشبة عريضة يجرها الثيران. وقد ملق الأرض والجدار تمليقا أي: ملسها بالمالق. وقال الأزهري: ملقوا وملسوا واحد، فكأنه جعل المالق عربيا. ومالقة بفتح اللام، والعامة تكسرها، قال الصاغاني: وهو غلط، وأكثر الأندلسيين يضبطونه بفتحها. قال شيخنا: وسمعنا من الشيوخ أنه الوجهين: د، بالأندلس كثير الفواكه والثمار، ولاسيما الزيتون والتين، والأمثال تضرب بتينه، ومنه يحمل الى الآفاق، وقيل: إنه ليس في الدنيا مثله. وفيه يقول أبو الحجاج، يوسف بن الشيخ البلوي المالقي، حسبما أنشده غير واحد، وهو في نفح الطيب وغيره من تواريخ الأندلس:

مالقة حـييت يا تـينـهـا    الفلك من أجلك يا تينهـا
نهى طبيبي عنه في علتي     ما لطبيبي عن حياتي نهى

وقد ذيل عليه الخطيب أبو عبد الوهاب المنشي بقوله:

وحمص لا تنس لها تينها     واذكر مع التين زياتينها والميلق، كحيدر: السريع، والياء زائدة، قال الزفيان:

ناج ملح في الخبار ميلق
كأنه سوذانق أو نقنق

والميلق: اسم، ومنهم ابن الميلق المشهور، وقد ذكرناه وآل بيته في أ ل ق فراجعه. وانملق الشيء: املس أي: صار أملس. قال الراجز:

وحوقل ساعده قد انملق
يقول قطبا ونعما إن سلق

أي: انسحج من حمل الأثقال كاملق على افتعل. وانملق مني وانملس، أي: أفلت. والملقة، محركة: الصفاة الملساء اللينة، والجمع ملقات. قال صخر الغي:

أتيح لها أقيدر ذو حـشـيف     إذا سامت على الملقات ساما

صفحة : 6589

ويروى: أغيبر، ويروى: ذو قطاع. وقيل: الملقات: صفوح لينة ملتزقة من الجبل، وقيل: هي الآكام المفترشة، وقيل: الملقة: مكان أملس يزلق منه. وملاق كغراب: نهر. وملقونية، مخففة، كحلزونية: د بالروم قرب قونية ومعناها بلغتهم: مقطع الأرحاء؛ لأن من جبلها تقطع أرحاؤها. وقال ابن عباد: فرس مملوق الذكر أي: حديث العهد بالنزاء. ومن المجاز: أملق زيد: أنفق ماله حتى افتقر. قال الصاغاني وهو جار مجرى الكناية؛ لأنه إذا أخرج ماله من يده ردفه الفقر، فاستعمل لفظ السبب في موضع المسبب. قال الله تعالى: )ولا تقتلوا أولادكم من إملاق(. وقال ابن عباد: أملقت الفرس مثل: أزلقت، والولد مليق كأمير. وفي اللسان: يقال: ولدت الناقة فخرج الجنين مليقا من بطنها، أي: لا شضعر عليه. والملق: الملوسة، وقال الأصمعي: الجنين مليط بهذا المعنى. وأملق الثوب: غسله لغة في ملق. وقال ابن عباد: امتلقه أي: الفرس قضيبه من الحياء، أي: أخرجه. ومما يستدرك عليه: رجل ملاق، ككتان: مثل ملق. والملق: الدعاء والتضرع، ومنه قول العجاج:

لا هم رب البيت والمشرق

إياك أدعو فتقبل ملقي يعني دعائي وتضرعي. وملق الشيء تمليقا: ملسضه. وقال ابن شميل: الإملاق: الإفساد. وإنه لمملق، أي: مفسد. وقال غيره: المملق: الذي لا شيء له. وقال شمر: أملق لازم متعد. أما اللازم فقد ذكره المصنف. وأما المتعدي فيقال: أملق الدهر ما بيده. ومنه قول أوس:

لما رأيت العدم قيد نـائلـي     وأملق ما عندي خطوب تنبل وأملقته الخطوب: أفقرته. وأملق مالي خطوب الدهر: أذهبته. ويقال: أملق ما معه إملاقا، وملقه ملقا: إذا أخرجه ولم يحبسه. ورجل أملق من المال، أي: فقير منه. وملق الأديم يملقه ملقا: إذا دلكه حتى يلين. ويقال: ملقت جلده: إذا دلكته حتى يملاس، قال:

رأت غلاما جلده لم يملق
بماء حمام ولم يخلق

والاستملاق: يكنى به عن الجماع استفعال من الملق، وهو الرضع؛ لأن المرأة ترضع ماء الرجل إذا خالطها، كما يرضع الرضيع إذا لقم حلمة الثدي. وملق عينه يملقها ملقا: ضربها. والملق: ضرب الحمار بحوافره الأرض. قال رؤبة يصف حمارا:

معتزم التجليح ملاخ الملق أراد الملق فثقله. يقول: ليس حافر هذا الحمار بثقيل الوقع على الأرض. وفيه قول آخر سبق آنفا. وملق الأديم: غسله. والملق: المر الخفيف. يقال: مر يملق الأرض ملقا. وانملق الخضاب: املاس وذهب. وأبشيه الملق: قرية بالغربية من أعمال مصر. وشبرا ملق: أخرى بها. والنساء يتملقن العلك بأفواههن، أي: يمضغن ويستخرجن. وملقاباذ: من محال أصفهان، ينسب إليه جماعة من المحدثين.

م و ق
الموق، بالضم: النمل له أجنحة، ونص المحيط: الذي له جناحان. والموق: الغبار كما في اللسان. والموق: لغة في المؤق، وهو ماق العين. وجمعهما جميعا: أمواق، وآماق عند القلب. والموق: خف غليظ يلبس فوق الخف، فارسي معرب قال الصاغاني: وهو تعريب موكه، هكذا قال، والمشهور موزه. وفي الحديث: أن امرأة رأت كلبا في يوم حار، فنزعت له بموقها، فسقته، فغفر لها، وفي حديث آخر: أنه توضأ ومسح على موقيه. وروي أن عمر رضي الله عنه لما قدم الشام عرضت له مخاضة، فنزل عن بعيره، ونزع موقيه، وخاض الماء. وقال ابن سيده: الموق: ضرب من الخفاف ج: أمواق، وهو عربي صحيح، قال النمر بن تولب:

فترى النعاج بها تمشى خلفة     مشي العباديين في الأمواق

صفحة : 6590

والموق: الحمق في غباوة. يقال: أحمق مائق وهي مائقة ج: موقى، كسكرى. قال سيبويه: مثال حمقى ونوكى، يذهب الى أنه شيء أصيبوا به في عقولهم، فأجري مجرى هلكى. وقال الكسائي: هو مائق ودائق، وقد ماق مواقة، وداق دواقة ومؤوقا ودؤوقا، زاد غيره وموقا، بضمهما، وضبطه بعض: موقا، بالفتح، أي: حمق. ومن المجاز: ماق البيع موقا، بالفتح أي: رخص مثل حمق البيع. ويقال: ماق فلان يموق موقا بالفتح وموقا ومؤوقا بضمهما، ومواقة أي: هلك حمقا وغباوة، وهو بعينه مثل الأول، فتأمل ذلك. كانماق. وموقان، بالضم: كورة بإرمينية من بلاد فارس، قال الشماخ:

لقد غاب عن خيل بموقان أجحرت      بكير بني الشداخ فارس أطـلال واستماق: استحمق، وقيل: هلك حمقا. ومما يستدرك عليه: المائق والمئق: السيئ الخلق. والسريع البكاء، القليل الحزم والثبات. نقلهما صاحب اللسان عن أبي بكر. وتماوق: أظهر الحمق، نقله الزمخشري. وماق الثوب: غسله. وماق الفصيل أمه: رضعها، كامتاقها، الثلاثة عن الصاغاني. وامتاق الرجل: احتمق. ويقال: ماق الطعام موقا: إذا كسد، عن ثعلب، ونقله الزمخشري. وابن المواق: محدث مغربي. وأماق إماقة، وإماقا: أضمر الحقد والكفر، وبه روي الحديث الذي سبق في م أ ق. ومائق: قرية بنيسابور، منها عبد الوهاب بن عبد الرحمن الأستوائي المائقي، أحد الصوفية الكبار، نقله الحافظ. وشبرا مويق: قرية بمصر.

م ه ق
المهق، محركة: خضرة الماء، وبه فسر الجوهري قول رؤبة:

حتى إذا كرعن في الحوم المهق
وبل نضح الماء أعضاد اللزق

وقال غيره: هو البياض. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: كان أزهر، ولم يكن بالأبيض الأمهق. قال أبو عبيد: الأمهق: الأبيض الشديد البياض الذي لا يخالطه أي: بياضه شيء من حمرة، وليس بنير، لكنه كالجص أو نحوه. يقول: فليس هو كذلك، بل إنه كان نير البياض، صلى الله عليه وسلم. والمهيق، كأمير: الأثر الملحوب. وأيضا: الأرض البعيدة. قال أبو دواد يصف فرسا:

له أثر في الأرض لحب كأنه     نبيث مساح من لحاء مهيق قالوا: أراد باللحاء: ما قشر من وجه الأرض. وتمهق الشراب: شربه ساعة بعد ساعة. ومنه قولهم: ظل يتمهق شكوته، كذا في الصحاح. وقال الأصمعي: هو يتمهق الشراب تمهقا: إذا شربه النهار أجمع، زاد أبو عمرو: ساعة بعد ساعة. قال: ويقال ذلك في شرب اللبن، وأنشد للكميت:

تمهق أخلاف المعيشة بينهـم      رضاع وأخلاف المعيشة حفل والتمهيق: الرضاع المخرفج عن ابن عباد. والخيل تمهق، كتمنع أي: تعدو، نقله الصاغاني عن ابن فارس. ومما يستدرك عليه: المهق، كالمره. وامرأة مهقاء: تنفي عيناها الكحل، ولا تنقي بياض جلدها، عن ابن الأعرابي. وقيل: هو إذا كانت كريهة البياض، غير كحلاء العينين. وقال ابن فارس في قولهم: عين مهقاء: ينبغي في القياس أن تكون الشديدة البياض، إلا أنهم يقولون: هي المحمرة المأقي. وشراب أمهق: لونه لون الأمهق من الرجال. ومهق فصيله: أرواه، عن ابن عباد.