الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل السادس والعشرون: فصل النون مع القاف

فصل النون مع القاف

ن أ ق
نأق ينئق، من حد ضرب، مثل نعق ينعق، الهمزة بدل من العين، نقله ابن السكيت. وأنشد للشاعر، وقد استعاره في الأرانب:

والسعسع الأطلس في حلقه     عكرشة تنئق في اللهـزم أراد تنعق، وقد أهمله الجماعة.
ن ب ق

صفحة : 6591

النبق: الكتابة مثل النمق. ونبق الكتاب ونمقه إذا سطره. والنبق: حمل السدر، كالنبق، بالكسر. والنبق ككتف الأولى مخففة عن الأخيرة، وفي الحديث: فإذا نبقها مثل قلال هجر. وفيه لغة رابعة. وهي النبق، كعنب، ذكرها صاحب اللسان، واحدته بهاء في الجميع. وقال الجوهري: الواحدة نبقة، ونبق ونبقات مثال كلمة وكلم وكلمات. وأنشد ابن دريد:

في قعره كالنبق الجني وقال أبو عمرو: النبق: دقيق يخرج من لب جذع النخلة حلو، يقوى بالدبس، ثم يجعل نبيذا فيكون نهاية في الجودة. ويقال لنبيذه الضري. وذو نبق ككتف، أو كجبل: ع. قال الراعي:

تبين خليلي هل ترى من ظعائن    بذي نبق زالت بهن الأباعر? ونبق بها تنبيقا، وأنبق: إذا حبق حبقا غير شديد عن أبي زيد. وقال غيره: يقال: أنبق: إذا حبق بصوت، وطحرب بغير صوت، وإذا عظم الصوت قيل: ردم. والمنبق كمعظم ومحدث: المستوي المهذب المصطف على سطر من النخل وغيرها من سائر الأشياء، وأنشد ابن دريد، وقال ابن بري: هو للمتلمس:

ألك السـدير وبـارق       وأبايض ولك الخورنق
والبيت ذو الشرفات من     سنداد والنخل المنبـق

وقال امرؤ القيس: وحدث بأن زالت بليل حمولهم كنخل من الأعراض غير منبق يروى بالوجهين. والنبيقة كسفينة: زمعة الكرم إذا عظمت، نقله الصاغاني. وأبو نبقة، كحمزة: جد جماعة من بني المطلب بن عبد مناف، ثم من بني الحارث منهم. وانتبق الكلام انتباقا، وانتبطه انتباطا: استخرجه عن أبي زائدة، وأبي تراب. وانباق عليهم بالكلام، أي: انبعث مثل انباع أجوف، وموضعه: ب و ق كما تقدم، ووهم الجوهري في ذكره هنا. وقد نبه على ذلك ابن بري في حواشيه. ومما يستدرك عليه: نبق الكتاب تنبيقا، ونمقه تنميقا: سطره، نقله الجوهري. قال الزمخشري: ومنه شجر منبق، أي: مسطر. ونبق النخل تنبيقا: فسد وصار تمره صغيرا مثل النبق، وقيل: نبق: أزهى. وقال المفضل في قول امرئ القيس السابق: غير منبق، أي: غير بالغ. والتنبيق: الترتيب. وقال الفراء: النباقي مأخوذ من النباق، وهو الحصاص الضعيف. ومنيبق بالتصغير: ابن حاطب الجمحي: صحابي استشهد يوم أحد، نقله الحافظ. ونيبق القميص: نيفقه، وسيأتي. وعبد الله بن العلاء بن أبي نبقة: محدث.

ن ت ق
نتقه ينتقه، وينتقه، نتقا: زعزعه وهزه، ومنه قوله تعالى: )وإذ نتقنا الجبل فوقهم( قال أبو عبيد: أي زعزعناه فاستخرجناه من مكانه. وجاء في الخبر أنه اقتلع من مكانه. وقال الفراء: أي رفعناه على عسكرهم فرسخا في فرسخ، وأظل عليهم، فقال لهم سيدنا موسى عليه وعلى نبينا السلام: إما أن تقبلوا التوراة وإما أن يسقط عليكم. ونتق السقاء والجراب، وغيرهما من الأوعية نتقا: إذا نفضه ليقتلع منه زبدته، وقيل: حتى يستخرج ما فيه، وأنشد الرياشي:

ينتقن أقتاد الشليل نتقا ونتق الغرب من البئر نتقا: إذا جذبه بمرة. ومن المجاز: نتقت المرأة والنآقة تنتق نتوقا: كثر ولدها، فهي ناتق ومنتاق، وإنما قيل لها ذلك لأنها ترمي بالأولاد رميا، ومنه الحديث: عليكم بالأبكار، فإنهن أعذب أفواها، وأنتق أرحاما، وأرضى باليسير، أي: أكثر أولادا، أخذ من نتق السقاء، وهو نفضه. قال الشاعر:

بنو ناتق كانت كثيرا عيالها وقال النابغة الذبياني:

لم يحرموا حسن الغذاء وأمهم      دحقت عليك بناتق مذكـار

صفحة : 6592

عنى بالنآتق الرحم، وذكر على معنى الفرج، أو العضو. وقال أبو زيد: نتق زيد نتوقا: إذا سمن حتى امتلأ جلده شحما ولحما. وقال ابن دريد: فلان لا ينتق أي: لا ينطق. قال الصاغاني: وفي كتب المصادر، والفارابي: صرف هذا التركيب كصرف نصر، وفي النسخ المعتبرة من الجمهرة كصرف صرف. وقال ابن عباد: المنتق كمقعد: مصك ثفنة الفرس من بطنه. وقال ابن الأعرابي: الناتق: الفاتق، قال: والنآتق: الرافع، وبه فسرت الآية، وقد نتقه نتقا: إذا رفعه من مكانه ليرمي به. قال: والناتق: الباسط، يقال: انتق لوطك في الغزالة ليجف، أي: ابسطه. ومن المجاز: الناتق من الزناد الواري. ومن المجاز: الناتق من النوق: التي تسرع اللقاح، أي: الحمل. والناتق من الخيل: الذي ينفض راكبه ويتعبه حتى يأخذه لذلك ربو، وقد نتفه ونتق به ينتق وينتق نتقا ونتوقا. قال العجاج:

ينتقن بالقوم من التزعل
ميس عمان ورحال الإسحل

وناتق بلا لام: اسم شهر رمضان من أسماء الجاهلية، نقله الوزير ابن المغربي، وأنشد ابن سيده في المحكم:

وفي ناتق أجلت لدى حومة الوغى     وولت على الأدبار فرسان خثعما وقال ابن الأعرابي: أنتق الرجل إنتاقا: شال حجر الأشداء. وأيضا بنى داره نتاق دار غيره، ككتاب، أي: بحياله مطلة عليها، ومنه حديث علي رضي الله عنه: البيت المعمور نتاق الكعبة من فوقها أي: هو مطل عليها في السماء. قال: وأنتق: تزوج امرأة منتاقا، وهي الكثيرة الأولاد. وقال: وأنتق: حمل، هكذا في النسخ، والصواب: عمل مظلة من الشمس، كما هو نص ابن الأعرابي. قال: وأنتق: نفض جرابه ليصلحه من السوس. وقالت أعرابية لأخرى: انتقي جرابك فإنه قد سوس. قال: وأنتق: صام ناتقا، وهو شهر رمضان. ومما يستدرك عليه: النتق: الهز والاقتلاع والإتعاب. وانتتق الجراب: انتفض. وانتتق الشيء: انجذب. وفي الحديث في صفة مكة: والكعبة أقل نتائق الدنيا مدرا جمع نتيقة، فعيلة بمعنى مفعولة، من النتق، وهو أن يقلع الشيء فيرفعه من مكانه ليرمي به، هذا هو الأصل. وأراد بها هنا البلاد؛ لرفع بنائها، وشهرتها في موضعها. وفي الصحاح: والبعير إذا تزعزع حمله - وفي التهذيب: بحمله - نتق عرا حباله، وذلك جذبه، إياها، فتسترخي عقدها وعراها، فانتتقت. وأنشد الأزهري لرؤبة:

ينتقن أقتاد النسوع الأطط ونتقت الماشية تنتق: سمنت عن البقل، حكاه أبو حنيفة. والناتق، من الناشية: البطين، الذكر والأنثى في ذلك سواء، كما في اللسان. ونتقت الجلد، أي: سلخته، كما في العباب والصحاح.

ن خ ن ق
النخانيق هكذا في النسخ، والصواب: النخابيق بالموحدة بعد الألف، وقد أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن عباد: هي شبه الجول في البئر، إلا أنها تكون صغارا، الواحد نخنوق بالضم، صوابه نخبوق. وقال غيره: النخانقة صوابه النخابقة: قوم من بني عامر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة من بني كلب بن وبرة، وهي لقب، كما في العباب.

ن د ق

صفحة : 6593

أنداق، بالفتح وإهمال الدال أهمله الجوهري والصاغاني، وهي: ة بسمرقند على ثلاثة فراسخ. منها الحسن بن علي بن سباع بن نصر البكري السمرقندي الأنداقي، المعروف بابن أبي الحسن. وأنداق أيضا: ة بمرو بينهما فرسخان. ومما يستدرك عليه: انتدق بطنه: انشق فتدلى منه شيء، كما في اللسان. وأندق، كأحمد: قرية على عشرة فراسخ من بخارى. منها أبو المظفر عبد الكريم بن حنيفة بن العباس الأندقي، كان فقيها فاضلا، مات سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.

ن ر م ق
النرمق بالفتح أهمله الجوهري. وقال الليث: هو اللين الناعم فارسي معرب: نرمه. وأنشد لرؤبة يصف شبابه:

أجر خزا خطلا ونرمقا
إن لريعان الشباب غيهقا

ومما يستدرك عليه: نرمق، بالفتح: اسم. والمفضل بن عبد الجبار بن ثور بن نرمق النرمقي: محدث. وأبو يحيى النرمقي حدث عنه إسحاق بن يزيد، حبويه.

ن ز ق
نزق الفرس، كسمع، ونصر، وضرب اقتصر الجوهري على الثانية نزقا، ونزوقا كقعود: نزا، وكذلك الرجل. أو تقدم خفة ووثب، فهو نزق، وهي نزقة، قال زهير:

فضل الجواد على الخيل البطاء فلا     يعطي بذلك ممنونـا ولا نـزقـا وأنزقه، ونزقه غيره إنزاقا، وتنزيقا: ضربه حتى ينزو وينزق. وفي التهذيب: حتى يثب نهزا. ونزق كفرح، وضرب نزقا ونزقا: طاش وخف عند الغضب، وقيل: النزق: خفة في كل أمر وعجلة في جهل وحمق. قال رؤبة يصف حمارا:

مماتن غايتها بعد النزق ونزق الإناء والغدير: امتلأ إلى رأسه. وناق نزاق مثل مزاق ككتاب: سريعة. ونازقا نزاقا ومنازقة، وتنازقا: إذا تشاتما، كما في العباب. وفي اللسان: تنازق الرجلان تنازقا ونزاقا ومنازقة: تشاتما، الأخيرتان على غير الفعل. ومكان نزق، محركة أي: قريب، نقله الصاغاني. ونازقه: قاربه. وقال أبو زيد: أنزق الرجل: إذا أفرط في ضحكه وأكثر، وكذلك أهزق. وقال ابن الأعرابي: أنزق الرجل: إذا سفه بعد حلم. ومما يستدرك عليه: المنازق: الكثير الكلام. والنزق والنيزق: لغة في النيزك، قال الشاعر:

وثديان لولا ما هما لم تـكـد تـرى    على الأرض إن قامت كمثل النيازق
كأنما عـدلا جـوالـق اصـبـحـا     وحشوهما تبن على ظهر نـاهـق

ونازقه نزاقا: سابقه في العدو، وكذا في النوادر.

ن س ت ق
النستق، بالضم أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: هو الخادم، وقيل: الخدم لا واحد لهم، أو هي كلمة رومية نطقوا بها قاله الأزهري. وأنشد ابن الأعرابي لعدي بن زيد:

ينصفها نستق تكاد تكـرمـهـم     عن النصافة كالغزلان في السلم وقال غير ابن الأعرابي: هو بستق، بالموحدة، وقد تقدم تحقيق ذلك في أول الحرف، فراجعه.

ن س ق
نسق الكلام نسقا: عطف بعضه على بعض، نقله الجوهري. وقال ابن دريد: النسق: نسق الشيء بعضه في إثر بعض. وقال الليث: النسق، كالعطف على الأول. وقال ابن سيده: والنحويون يسمون حروف العطف حروف النسق؛ لأن الشيء إذا عطفت عليه شيئا بعده جرى مجرى واحدا. وقال الجوهري: النسق، محركة: ما جاء من الكلام على نظام واحد. قال: والنسق من الثغور: المستوية يقال: ثغر نسق، ونسقها: انتظامها في النبتة، وحسن تركيبها. قال: والنسق من الخرز: المنظم، وأنشد لأبي زبيد الطائي:

في وجه ريم وجيد زانه نسق     يكاد يلهبه الياقوت إلهـابـا

صفحة : 6594

والنسق: كواكب الجوزاء عن ابن عباد. أو هي بضمتين عن ابن الأعرابي، قال: وهي التي يقال لها: الفرود بالفاء، وهي كواكب مصطفة خلف الثريا. وقال الليث: النسق من كل شيء: ما كان على طريقضة نظام واحد، عام في الأشياء كلها. قال ابن دريد. يقال: قام القوم نسقا. وغرست النخل نسقا. وكل شيء أتبع بعضه بعضا فهو نسق له. والنسقان: كوكبان يبتدئان من قرب الفكة، أحدهما يمان، والآخر شآم، عن ابن عباد. وأنسق الرجل: إذا تكلم سجعا عن ابن الأعرابي. وقال غيره: الكلام إذا كان مسجعا قيل له: نسق حسن. والتنسيق: التنظيم. يقال: نسقه نسقا، ونسقه تنسيقا، أي: نظمه على السواء. وناسق بينهما: تابع، ومنه حديث عمر رضي الله عنه: ناسقوا بين الحج والعمرة أي: تابعوا وواتروا، قاله شمر. ويقال: تناسقت الأشياء، وانتسقت، وتنسقت بعضها الى بعض، بمعنى واحد، وكل من الثلاثة أفعال مطاوعة لنسقه تنسيقا. ومما يستدرك عليه: در نسيق، ومنسوق، ونسق، أي: منسق، وهذا كلام متناسق. ويقولون لطوار الحبل إذا امتد مستويا: خذ على هذا النسق، أي: على هذا الطوار.

ن ش ق
النشوق، كصبور: كل دواء ينشق مما له حرارة، أو يدنى من الأنف ليجد الإنسان ريحه وحره قاله الليث. وقال يعقوب: النشوق: سعوط يجعل في المنخرين، ومنه الحديث: إن للشيطان نشوقا ولعوقا ودساما، أي: إن له وساوس مهما وجدت منفذا دخلت فيه، وأنشد ابن بري للأغلب:

وافتر صابا ونشوقا مالحا ونشقه، كفرح وكذا نشق منه ريحا طيبة، أي: شمه وكذا نشي منه نشوة، عن أبي زيد. ونشق الظبي في الحبالة نشقا: نشب وعلق فيها، وكذلك فراشة القفل. وقال اللحياني: يقال: نشب في حبله، ونشق، وعلق، وارتبق، كل ذلك بمعنى واحد. ومنه حديث الاستسقاء: ونشق المسافر أي: نشب فلم يطق البراح، وقد ذكر في بشق. وقد أنشقته فيهما أي: في النشوق، وفي الظبي. يقال: أنشقت الدواء في أنفه، أي: صببته. وأنشقه القطنة المحروقة إذا أدناها الى أنفه ليدخل ريحها خياشيمه. وأنشق الصيد في الحبل: إذا أنشبه قال أبو محمد الفقعسي:

ركض القطا أنشقهن المحتبل وقال آخر:

مناتين أبرام كـأن أكـفـهـم     أكف ضباب أنشقت في الحبائل والمنشق كمقعد: الأنف، عن الليث. والنشقة، بالضم: الربقة التي تجعل في أعناق البهم، والجمع نشق. والنشاقى، كسكارى، من الصيد: ما وقعت الربقة في حلوقها وهي الشربة. والعلاقى: ما تعلق بالرجل عن ابن الأعرابي. قال: ويقول الصائد لشريكه: لي النشاقى، ولك العلاقى. وفي الحديث: أنه كان يستنشق في وضوئه ثلاثا، في كل مرة يستنثر أي: يبلغ الماء خياشيمه. يقال: استنشق الماء وغيره: أدخله في أنفه وصبه. وقال أبو حنيفة: إن كان المشموم مما تدخله أنفك قلت: تنشقته، واستنشقته. ونشاق كغراب: ع بديار خزاعة نقله ياقوت والصاغاني. والنشق ككتف: من إذا دخل في أمر نشب فيه لا يكاد يتخلص منه، نقله الجوهري، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: استنشق الريح: شمها مع قوة، واستنشق النشوق، وانتشقه: شمه. وانتشق الماء في أنفه: استنشقه. والنشق، بالفتح، والتحريك: الشم يقال: رائحة مكروهة النشق، أي: الشم. قال رؤبة يصف حمارا:

كأنه مستنشق مـن الـشـرق
حرا من الخردل مكروه النشق

صفحة : 6595

ونشق فلان، كفرح: عطب، نقله الزمخشري عن أبي زيد. وقال ابن الأعرابي: أنشق الصائد: إذا علقت النشقة بعنق الغزال في الكصيصة. والمنشقة، بالفتح: ما يجعل فيه النشوق. ومحلة أنشاق: قرية بمصر من أعمال الدقهلية، وقد رأيتها، والعامة تقول بالميم بدل النون، وهو غلط.

ن ط ق
نطق ينطق نطقا بالضم ومنطقا كموعد. وزاد ابن عباد: نطقا، بالفتح، ونطوقا كقعود: تكلم بصوت. وقوله تعالى: )علمنا منطق الطير( قال ابن عرفة: إنما يقال لغير المخاطبين من الحيوان: صوت، والنطق إنما يكون لمن عبر عن معنى، فلما فهم الله تعالى سيدنا سليمان - عليه وعلى نبينا السلام - أصوات الطير سماه منطقا؛ لأنه عبر به عن معنى فهمه. قال: فأما قول جرير:

لقد نطق اليوم الحمام ليطربا فإن الحمام لا نطق له وإنما هو صوت. وكل ناطق مصوت: ناطق، ولا يقال للصوت: نطق حتى يكون هناك صوت. وحروف تعرف بها المعاني، هذا كله قول ابن عرفة. قال الصاغاني: والرواية في قول جرير: لقد هتف لا غير. وفي اللسان: وكلام كل شيء: منطقه. ومنه قوله تعالى: )علمنا منطق الطير(. قال ابن سيده: وقد يستعمل المنطق في غير الإنسان، كقوله تعالى: )علمنا منطق الطير( وأنشد سيبويه:

لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت     حمامة في غضـون ذات أوقـال وحكى يعقوب أن أعرابيا ضرط فتشور، فأشار بإبهامه نحو استه، وقال: إنها خلف نطقت خلفا يعني بالنطق الضرط. وقال الراغب: النطق في التعارف: الأصوات المقطعة التي يظهرها اللسان، وتعيها الآذان، ولا يقال للحيوانات: ناطق إلا مقيدا، أو على التشبيه، كقول الشاعر:

عجبت لها أنى يكون غناؤهـا     فصيحا ولم تفغر بمنطقها فما وأنطقه الله تعالى، واستنطقه: طلب منه النطق. ومن المجاز قولهم: ما له ناطق ولا صامت، أي: حيوان ولا غيره من المال، فالناطق: الحيوان، والصامت: ما سواه، وقيل: الصامت: الذهب والفضة. وقال الجوهري: الناطق: الحيوان من الرقيق وغيره؛ سمي ناطقا لصوته. وصوت كل شيء، منطقه ونطقه. والناطقة: الخاصرة نقله الجوهري. والمنطقة كمكنسة: ما ينتطق به. والمنطق والنطاق كمنبر وكتاب: كل ما شد به الوسط. وفي حديث أم إسماعيل عليه السلام: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا، وهو النطاق، والجمع: مناطق؛ وهو أن تلبس المرأة ثوبها، ثم تشد وسطها بشيء، وترفع وسط ثوبها، وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال؛ لئلا تعثر في ذيلها، وفي العين: شبه إزار فيه تكة، كانت المرأة تنتطق به. وفي المحكم: النطاق: شقة أو ثوب تلبسها المرأة وتشد وسطها بحبل، فترسل الأعلى على الأسفل الى الأرض نص المحكم: الى الركبة، ومثله في الصحاح والعباب: والأسفل ينجر على الأرض، وليس لها حجزة، ولا نيفق، ولا ساقان كملحف ولحاف، ومئزر وإزار، والجمع نطق بضمتين. وقد انتطقت: لبستها على وسطها. وانتطق الرجل: شد وسطه بمنطقه، وهو: كل ما شددت به وسطك، كتنطق، وكذلك المرأة. وقول علي رضي الله تعالى عنه: من يطل هن أبيه هكذا في الصحاح، وفي بعض الأصول: أير أبيه ينتطق به، أي: من كثر بنو أبيه يتقوى بهم. قال الصاغاني: ضرب طوله مثلا لكثرة الولد، والانتطاق مثلا للتقوي والاعتضاد. والمعنى: من كثر إخوته كان منهم في عز ومنعة. قال ابن بري: ومنه قول الشاعر:

فلو شاء ربي كان أير أبـيكـم      طويلا كأير الحارث بن سدوس

صفحة : 6596

وذات النطاقين هي أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما؛ لأنها كانت تطارق نطاقا على نطاق، وقيل: إنه كان لها نطاقان تلبس أحدهما، وتحمل في الآخر الزاد الى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه، وهما في الغار، وهذا أصح القولين، وقيل: لأنها شقت نطاقها ليلة خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الغار، فجعلت واحدة لسفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأخرى عصاما لقربته. وروي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج مع أبي بكر مهاجرين صنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء من نطاقها، وأوكت به الجراب، فلذلك كانت تسمى ذات النطاقين. وذات النطاق: أكمة م معروفة لبني كلاب، وهي منطقة ببياض وأعلاها سواد. قال ابن مقبل:

ضحوا قليلا قفا ذات النطاق فلم     يجمع ضحاءهم همي ولا شجني وقال أيضا:

خلدت ولم يخلد بها من حلها     ذات النطاق فبرقة الأمهار وقال ابن عباد: النطاقان: أسكتا المرأة. والمنطيق بالكسر: البليغ، أنشد ثعلب:

والنوم ينتزع العصا من ربها     ويلوك ثني لسانه المنطـيق وقال شمر: المنطيق في قول جرير:

والتغلبيون بئس الفحل فحلهم    قدما، وأمهم زلاء منطـيق قال: هي المرأة المتأزرة بحشية تعظم بها عجيزتها. ويقال: نطقه تنطيقا إذا ألبسه المنطقة فتنطق وانتطق. وأنشد ابن الأعرابي:

تغتال عرض النقبة المذاله
ولم تنطقها على غلاله

ومن المجاز: نطق الماء الأكمة وغيرها كالشجرة: بلغ نصفها، واسم ذلك الماء النطاق، على التشبه بالنطاق المقدم ذكره، نقله الأزهري. والنطق، بضمتين في قول العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:

حتى احتوى بيتك المهيمن من     خندف علياء تحتها النطـق شبهت بالنطق التي تشد بها الأوساط ضربه مثلا له في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته، وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال. وأراد ببيته شرفه، والمهيمن نعته، أي: حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك أعلى مكان من نسب خندف. ومن المجاز: المنتطق: العزيز مأخوذ من قول علي رضي الله عنه السابق، نقله ابن عباد والزمخشري. والمنطقة كمعظمة من الغنم: ما علم عليها بحمرة في موضع النطاق، نقله الصاغاني. وفي اللسان: المنطقة من المعز: البيضاء موضع النطاق. وقولهم: جبل أشم منطق، كمعظم مأخوذ من نطقه المنطقة فتنطق؛ لأن السحاب لا يبلغ رأسه أي: أعلاه، كما هو في الصحاح. ومن المجاز: جاء منتطقا فرسه: إذا جنبه ولم يركبه. وفي نسخة: متنطقا، وهما صحيحان. وأنشد الجوهري لخداش بن زهير:

وأبرح ما أدام الله قومـي     على الأعداء منتطقا مجيدا يقول: لا أزال أجنب فرسي جوادا. ويقال: إنه أراد قولا يستجاد في الثناء على قومي، كما في الصحاح، وأراد لا أبرح فحذف لا. والرواية رهطي بدل قومي وهو الصحيح لقوله: منتطقا بالإفراد، كما في اللسان، وأنشد الصاغاني في العباب قول خداش هكذا:

ولم يبرح طوال الدهر رهطي     بحمد الله منتطـقـين جـودا يريد مؤتزرين بالجود، منتطقين به، ومرفدين به. ومما يستدرك عليه: ناطقه مناطقة: كالمه. وهو نطيق كسكيت: بليغ. ويقال: تنطقت أرضهم بالجبال، وانتطقت، وهو مجاز. وكتاب ناطق، أي: بين على المثل، كأنه ينطق، قال لبيد:

أو مذهب جدد على ألواحه      ألناطق المبروز والمختوم

صفحة : 6597

وتناطق الرجلان: تقاولا وناطق كل واحد منهما صاحبه. وقوله - أنشده ابن الأعرابي:

كأن صوت حليها المناطق
تهزج الرياح بالعشارق

أراد تحرك حليها، كأنه يناطق بعضه بعضا بصوته. وتمنطق بالمنطقة، مثل تنطق، عن اللحياني. ويقال: هو واسع النطاق على التشبيه ومثله اتسع نطاق الإسلام. قال ابن سيده: ونطق الماء، بضمتين: طرائقه، أراه على التشبيه قال زهير:

يحيل في جدول تحبو ضفـادعـه     حبو الجواري ترى في مائه نطقا وفي الأساس:

بحوران أنباط عراض المناطق أي: يهود ونصارى. ومناطقهم: زنانيرهم، وهو مجاز. والنطاقة، بالكسر: الرقعة الصغيرة، لأنها تنطق بما هو مرقوم فيها، وهو غريب، وقد مر ذكره في بطق. ونطق الرجل، ككرم: صار منطيقا أي: بليغا عن ابن القطاع. والنطاق: قرية بمصر من أعمال الغربية.

ن ع ق
نعق الراعي بغنمه، كمنع وضرب، واقتصر الجوهري والصاغاني على الأخيرة نعقا بالفتح، ونعيقا كأمير ونعاقا بالضم ونعقانا بالفتح: صاح بها وزجرها. قال الأخطل:

فانعق بضأنك يا جرير فإنمـا     منتك نفسك في الخلاء ضلالا أي ادعها، يكون ذلك في الضأن والمعز. ونقل شيخنا عن بعض: نعق بالإبل أيضا، فلينظر ذلك، فإنه ثقة فيما ينقل. وفي الحديث: وإياكن ونعيق الشيطان يعني الصياح والنوح، وأضافه الى اشيطان لأنه الحامل عليه. وقوله تعالى: )ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء( قال الفراء: أضاف المثل الى الذين كفروا، ثم شبههم بالراعي ولم يقل كالغنم. والمعنى - والله أعلم -: مثل الذين كفروا كالبهائم التي لا تفقه ما يقول الراعي أكثر من الصوت فأضاف التشبيه الى الراعي، والمعنى في المرعي قال: ومثله في الكلام: فلان يخافك كخوف الأسد، المعنى كخوفه الأسد؛ لأن الأسد معروف أنه المخوف. قال الجوهري: وحكى ابن كيسان: نعق الغراب بالعين غير معجمة، قال الزمخشري: والغين أعلى، أي: صاح. وقال الأزهري: نعيق الغراب، ونعاقه، ونغيقه، ونغاقه، مثل نهيق الحمار ونهاقه، ولكن الثقات من الأئمة يقولون: كلام العرب: نغق الغراب، بالغين المعجمة، ونعق الراعي بالشاء، بالعين المهملة، ولا يقال في الغراب نعق، ويجوز نعب، قال: وهذا هو الصحيح. والناعقان: كوكبان من كواكب الجوزاء كما في الصحاح، وهما أضوأ كوكبين فيها، يقال: أحدهما رجلها اليسرى، والآخر منكبها الأيمن وهو الذي يسمى الهنعة. وناعق: فرس كان لبني فقيم. قال دكين بن رجاء الفقيمي:

وبين آل ساطع وناعق كما في العباب. ومما يستدرك عليه: الناعقاء: جحر اليربوع يقف عليه يسمع الأصوات، والمعروف عن كراع: العانقاء، وقد تقدم. وسمعت نعقة المؤذن، أي: صوته بالأذان. وقال ابن القطاع: نعق في الفتنة نعيقا ونعقانا: جلب، ويقال: هو ناعقة بني فلان، والجمع نواعق. وهو نعاق، ككتان: كثير النعيق.

ن غ ب ق
النغبق، كقنفذ أهمله الجوهري. وقال ابن عباد: هو الأحمق. قال: والنغبوق كعصفور: طائر. وقال ابن دريد: النغبوق: ع. وقال ابن الأعرابي: النغبقة والوعاق والوعيق: الصوت الذي يسمع من بطن الدابة. أو هو صوت جردانه إذا تقلقل في قنبه عن الأصمعي وأبي عمرو كالنغبوقة، وهذه عن أبي عمرو، وأنشد:

علفته غـرزا ومـاء بـاردا     شهري ربيع واغتبقت غبوقه
حتى إذا دفع الجياد دفعـتـه    وسط الجياد ولاسته نغبوقـه

كذا في رباعي التهذيب. وقال ابن عباد: الدابة تنغبق استها، أي: تدخل وتخرج متحركة للهزال.

ن غ ر ق

صفحة : 6598

النغرقة، بالضم أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن عباد: هو قصيبة الشعر. ومما يستدرك عليه: قال ابن الأعرابي: يقال: جذب غرنوقه، أي: ناصيته، وجذب نغروقه أي: شعر قفاه، كذا في نوادره.

ن غ ق
نغق الغراب ينغق وينغق من حد ضرب ومنع نغيقا ونغاقا بالضم، وهذه عن اللحياني: صاح غيق غيق. أو نغق في الخير، ونعب في الشر قاله الليث، وأنشد:

وازجروا الطير فإن مر بكم     ناغق يهوي فقولوا سنحـا قال: ويقال أيضا: نغق ببين، وأنشد لزهير:

أمسى بذاك غراب البين قد نغقا هكذا قال. وقال الصاغاني: لم أجد هذا البيتفي ديوانه ولا ديوان ابنه كعب رضي الله عنه. وناقة نغيق كأمير، وهي التي تبغم بعيدات بين، أي: مرة بعد مرة كما في الصحاح. وقال غيره: ناقة نغيقة، وقد نغقت نغيقا: إذا بغمت، وكذلك نغوق. قال حميد بن ثور:

وأظمى كقلب السوذقاني نازعت      بكفي فتلاء الـذراع نـغـوق أي: بغوم. أراد بالأظمى الزمام الأسود، إبل ظمي، أي: سود، كما في اللسان، فهو مستدرك على المصنف. وكذلك قولهم: غراب نغاق، نقله الزمخشري.

ن ف ق
نفق البيع ينفق نفاقا، كسحاب: راج، وكذلك السلعة تنفق: إذا غلت ورغب فيها، ونفق الدرهم نفاقا كذلك، وهذه عن اللحياني، كأنه قل فرغب فيه. ومن المجاز: نفقت السوق أي: قامت وراجت. ومن المجاز: نفق الرجل، وكذا الدابة كالفرس والبغل، وسائر البهائم، ينفق نفوقا بالضم: ماتا، قال ابن بري وأنشد ثعلب:

فما أشياء نشريها بـمـال      فإن نفقت فأكسد ما تكون وفي حديث ابن عباس: والجزور نافقة أي: ميتة. وقال الشاعر:

نفق البغل وأودى سرجـه     في سبيل الله سرجي وبغل ورواية ابن بري: سرجي والبغل. ثم إن ظاهر سياق المصنف كالجوهري وغيره من الأئمة أنه من حد كتب لا غير. قال شيخنا: وزاد ابن القطاع أنه يقال: نفقت الدابة، كفرح، ووافقه ابن السيد في الفرق، فتأمل ذلك. ونفق الجرح نفوقا: تقشر وهو مجاز. ونفق ماله ودرهمه وطعامه كفرح ونصر نفقا ونفاقا: نفد وفني وذهب، أو نقص أو قل فرغب فيه وراج، وهذا عن اللحياني. والنفاق ككتاب: فعل المنافق وهو الدخول في الإسلام من وجه، والخروج عنه من آخر، وقد نافق منافقة ونفاقا، وقد تكرر في الحديث النفاق وما تصرف منه اسما وفعلا، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وهو الذي يستر كفره، ويظهر إسمانه، وإن كان أصله في اللغة معروفا، صرح بذلك ابن فارس وابن الأثير، وعقد له السيوطي في المزهر نوعا خاصا، وبسطه الشهاب في العناية، وفي مواضع من شرح الشفاء. ونقل الصاغاني عن ابن الأنباري - في الاعتلال لتسمية المنافق منافقا - ثلاثة أقوال: أحدها: أنه سمي به لأنه يستر كفره ويغيبه، فشبه بالذي يدخل النفق، وهو السرب، يستتر فيه. والثاني: أنه نافق كاليربوع، فشبه به؛ لأنه يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي دخل فيه. والثالث: أنه سمي به لإظهاره غير ما يضمر، تشبيها باليربوع، فكذلك المنافق ظاهره إيمان وباطنه كفر. قلت: وعلى هذا يحمل حديث: أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها، أراد بالنفاق هنا الرياء؛ لأن كلاهما إظهار غير ما في الباطن. والنفاق أيضا: جمع نفقة محركة، كثمرة وثمار. وحكى اللحياني: نفقت نفاقهم كفرح، أي: فنيت نفقاتهم ونفدت. ورجل منفاق بالكسر: كثير النفقة لما يصرفه من الدراهم وغيرها. ومن المجاز: فرس نفق الجري، ككتف: إذا كان سريع انقطاعه نقله الجوهري، وأنشد لعلقمة بن عبدة يصف ظليما:

صفحة : 6599

فلا تزيده في مشـيه نـفـق     ولا الزفيف دوين الشد مسؤوم

صفحة : 6600

أي: عدو غير منقطع. والنفيق كزبير: ع. ونافقان: ة بمرو. والنفق، محركة: سرب في الأرض مشتق الى موضع آخر. وفي الصحاح والتهذيب: له مخلص الى مكان آخر. ومنه قوله تعالى: )فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء(. وانتفق الرجل: دخله. وفي المثل: ضل دريص نفقه أي: جحره، كما في الصحاح. يضرب لمن يعيا بأمره، ويعد حجة لخصمه، فينسى عند الحاجة، وقد ذكر في د ر ص. والنفقة بهاء: ما تنفقه من الدراهم ونحوها على نفسك وعلى العيال. والنافقة: نافجة المسك. وجبل. والنافقاء، والنفقة، كهمزة: إحدى جحرة اليربوع، يكتمها ويظهر غيرها وهو موضع يرققه، فإذا أتي من قبل القاصعاء ضرب النافقاء برأسه، فانتف أي: خرج، والجمع النوافق، كما في الصحاح. وقال أبو عبيد: وله جحر آخر يقال له: القاصعاء، فإذا طلب قصع، فخرج من القاصعاء، فهو يدخل في النافقاء، ويخرج من القاصعاء، أو يدخل في القاصعاء ويخرج من النافقاء. وقال ابن الأعرابي: قصعة اليربوع: أن يحفر حفيرة، ثم يسد بابها بترابها - ويسمى ذلك التراب الداماء - ثم يحفر حفرا آخر يقال له: النآفقاء، والنفقة، والنفق، فلا ينفذها، ولكنه يحفرها حتى ترق، فإذا أخذ عليه بقاصعائه عدا الى النافقاء، فضربها برأسه ومرق منها. وتراب النفقة يقال له: الراهطاء. وقال ابن بري: جحرة اليربوع سبعة: القاصعاء، والنافقاء، والداماء، والراهطاء، والعانقاء، والحاثياء، واللغيزى. وقال أبو زيد: النافقاء، والنفقاء، والنفقة، والراهطاء، والرهطة، والقصعاء، والقصعة. ونفق اليربوع كنصر، وسمع، ونفق تنفيقا، وانتفق: خرج من نافقائه. ونيفق السراويل، بالفتح: الموضع المتسع منه. قال الجوهري: والعامة تقول: نيفق، بكسر النون. وقال غيره: وكذلك نيفق القميص، وهو فارسي معرب. قلت: فإذن ينبغي أن يذكر في تركيب مستقل. وأنفق لازم متعد، يقال: أنفق: إذا افتقر وذهب ماله. وأنفق ماله: أنفده وأفناه، وقوله تعالى: )إذا لأمسكتم خشية الإنفاق( أي: خشية الفناء والنفاد وقال قتادة: أي خشية إنفاقه، والكلام عليه كالكلام على أملق، وقد تقدم. كاستنفقه أي أنفقه وأذهبه. ومنه حديث خالد بن زيد الجهني رضي الله عنه: فإن جاء أحد يخبرك بها وإلا فاستنفقها نقله الزمخشري والصاغاني. وأنفق القوم: نفقت سوقهم أي: راجت. ومن المجاز: أنفقت الإبل: إذا انتشرت. وفي النوادر: انتثرت بالثاء أوبارها سمنا أي: عن سمن. ونفق السلعة تنفيقا: روجها ورغب فيها. ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما: لا ينفق بعضكم بعضا أي: لا يقصد أن يروج سلعته على جهة النجش، فإنه يزيادته فيها يرغب السامع، فيكون قوله سببا لابتياعها، ومنفقا لها، وكذا الحديث: المنفق سلعته بالحلف الكاذب كأنفقها ينفقها إنفاقا. والمنتفق: أبو قبيلة، وهو المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ومالك بن المنتفق الضبي: أحد بني صباح بن طريف، قاتل بسطام بن قيس بن مسعود الشيباني. قلت: والذي في أنساب أبي عبيد القاسم بن سلام أن قاتل بسطام بن قيس هو عاصم بن خليفة بن معقل بن صباح بن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة، فانظر ذلك. ومن المجاز: نافق في الدين: إذا ستر كفره، وأظهر إيمانه، ومصدره النفاق، وقد تقدم ما فيه، وهو مأخوذ من قولهم: نافق اليربوع: إذا أخذ في نافقائه، وكذلك نفق به كانتفق، وذلك إذا أتى في قاصعائه. وتنفقته: استخرجته من نافقائه بالحرش، واستعاره بعضهم للشيطان، أنشد ابن الأعرابي:


صفحة : 6601

وما أم الـردين وإن أدلـت    بعالمة بأخلاق الـكـرام
إذا الشيطان قصع في قفاها     تنفقناه بالحـبـل الـتـؤام

أي: استخرجناه استخراج الضب من نافقائه. ومما يستدرك عليه: في الحديث: اليمين الكاذبة منفقة للسلعة، ممحقة للبركة أي: هي مظنة لنفاقها وموضع له. وأنفقوا: نفقت أموالهم. وجمع النفقة أنفاق. وكذلك جمع النفق بمعنى السرب. واستعاره امرؤ القيس لجحرة الفئرة، فقال يصف فرسا:

خفاهن من أنفاقهن كـأنـمـا      خفاهن ودق من عشي مجلب ونفق السعر نفوقا: كثر مشتروه، عن الليث. وأنفق الرجل: وجد نفاقا لمتاعه. وفي المثل: من باع عرضه أنفق أي: من شاتم الناس شتم. ومعناه أنه يجد نفاقا بعرضه ينال منه. ومنه قول كعب بن زهير رضي الله عنه:

أبيت ولا أهجو الصديق ومن يبع    بعرض أبيه في المعاشر ينفق أي: يجد نفاقا، والباء مقحمة في قوله: بعرض أبيه. ونفقت الأيم تنفق نفاقا: إذا كثر خطابها. وفي حديث عمر: من حظ المرء نفاق أيمه أي: من سعادته أن تخطب نساؤه من بناته وأخواته، ولا يكسدن كساد السلع التي لا تنفق. وانتفق الحارش اليربوع: استخرجه من نافقائه. وأنفق الضب، والسربوع: إذا لم يرفق به حتى ينتفق ويذهب. وقول أبي وجزة:

يهدي قلائص خضعا يكنفنه     صعر الخدود نوافق الأوبار أي: نسلت أوبارها من السمن. وزيت أنفاق: غض. قال الراجز:
إذا سمعن صوت فحل شقشاق
قطعن مصفرا كزيت الأنفاق

وقد ذكر في ف و ق. وفي المثل: دون ذا وينفق الحمار، وأصله أن إنسانا أراد بيع حمار له، فقال لمشور: أطر حماري ولك علي جعل، فلما دخل به السوق قال له المشور: هذا حمارك الذي كنت تصيد عليه الوحش، فقال الرجل: دون ذا وينفق الحمار أي: الزم قولا دون الذي تقول، أي: أقل منه والحمار ينفق الآن دون هذا، والواو للحال. ومنفق السراويل، كمعظم: نيفقها. يقال: وسع منفقها، وخدل مسوقها، وأحكم منطقها، كما في الأساس. وطعام نفق، ككتف: نقيض نزل، وهو الذي لا ريع له. ونفق روحه: خرج، وهو مجاز. وكذا امرأة نفق، بضمتين: إذا كانت تفق عند الأزواج، وتحظى عندهم.
ن ق ق
نق الضفدع ينق نقيقا: صاح. وفي الصحاح: صوت. وفي العباب: صاحت. ومن خرافات مسيلمة الكذاب يا ضفدع، نقي كم تنقين، لا الشراب تمنعين، ولا الماء تكدرين. وقال العليكم الكندي يصف امرأة:

تسامر الضفدع في نقيقها وكذا العقرب، والدجاجة، والهر، والحجلة، والرخمة، والظليم. قال جرير:

كأن نقيق الحب فـي حـاويائه    فحيح الأفاعي أو نقيق العقارب وأنشد أبو عمرو:

أطعمت راعي من اليهير
فظل يبكي حبجا بشر
خلف استه مثل نقيق الهر

والنقاقة: الضفدعة والنقاق: الضفدع، صفة غالبة، تقول العرب: أروى من النقاق. والنقنقة: صوتها إذا ضوعف كما في الصحاح، أي: إذا فصل بين بمد وترجيع. ويقال: الدجاجة تنقنق للبيض، ولا تنق، لأنها ترجع في صوتها. والنقنق، كزبرج: الظليم، أو النافر، أو الخفيف. قال ذو الرمة يصف الظليم:

يخيل في المرعى لهن بنفسـه    مصعلك أعلى قلة الرأس نقنق وقال امرؤ القيس:

كأني ورحلي والقنان ونمرقي     على يرفئي ذي زوائد نقنق وقال أبو عمرو: نقنق في صوته وهي بهاء. قال: ويقال: نقنقت عينه أي: غارت وأنشد لحبيب العنبري:

خوص ذوات أعين نقانق

صفحة : 6602


جبت بها مجهولة السمالق وهكذا أنشده الليث في العين، ويعقوب في الألفاظ، ومر له ذلك بعينه في ت ق ت ق. ومما يستدرك عليه: ضفدع نقوق، والجمع نقق، كعنق. قال رؤبة:

إذا دنا منهن أنقاض النقق ويروى أيضا: النقق بضم ففتح على من قال: جدد في جدد، ويجمع أيضا على نق، أنشد ثعلب:
على هنين وهنات نق وكأن أعناقهم أعناق النقانق، أي: طويلة. والنقنيق، بالكسر: الخشبة التي يكون عليها المصلوب. وأنق: إذا صار ذا نقيق، أو دخل في النقيق. ومنه رواية بعض المحدثين في حديث أم زرع. ودايس ومنق بكسر النون. قال أبو عبيد: ولا أعرف المنق. وقال غيره: إن صحت الرواية فيكون من النقيق الصوت، يريد أصوات المواشي والأنعام، تصفه بكثرة أمواله. والنقنقة: الأكل قليلا، عامية مولدة. ومما يستدرك عليه: نقتق، أي: هبط، هكذا ضبطه ابن الأعرابي بالنون، وبين القافين تاء. وقال غيره: نقتقت عينه: غارت، وأنكره ابن الأعرابي. وفي المصنف لأبي عبيد: تقتقت، بتاءين. قال ابن سيده: وهو تصحيف، وقد مر البحث فيه في تقتق فراجعه.

ن م ر ق
النمرق والنمرقة، مثلثة أي: بتثليث النون، الضم هو المشهور، والكسر لغة حكاها يعقوب، كما في الصحاح والعباب. وقال الفراء: وسمعتها من بعض كلب، كما في اللسان. وأما الفتح فلم أره فيما تيسر عندي من المواد، إلا أن تكون اللغة الثالثة فتح الراء مع ضم الميم، ولكن يحتاج الى دليل قوي: الوسادة قاله الفراء، أو الصغيرة، أو هي الميثرة؛ وهي: ما افترشت است الراكب على الرحل، كالمرفقة، غير أن مؤخرها أعظم من مقدمها، ولها أربعة سيور تشد بآخرة الرحل، قاله أبو عبيد. أو هي الطنفسة التي فوق نمرق الرحل، قاله أبو عبيد أيضا. والجمع النمارق قال الله تعالى )ونمارق مصفوفة( قال محمد بن عبد الله بن نمير الثقفي:

إذا ما بساط اللهو مد وقربت     للذاته أنماطه ونمـارقـه وقال آخر:

تضج من أستاهها النمارق
مفارش الرحال والأيانـق

وفي حديث هند:
نحن بنات طـارق
نمشي على النمارق

وذو النمرق الكندي هو النعمان بن يزيد بن شرحبيل بن يزيد بن امرئ القيس بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية. ويقال: ما على السحاب نمرقة. النمرقة - بالكسر - من السحاب: ما كان بينه خلوص، أي: فتوق نقله الصاغاني.

ن م ق
نمق عينه ينمقها: لطمها عن ابن عباد. ونمق الكتاب ينمقه نمقا: كتبه، وكذلك نبقه وقد ذكر. ونمقه تنميقا: حسنه وزينه بالكتابة وجوده. قال النابغة الذبياني: كأن مجر الرامسات ذيولها عليه قضيم نمقته الصوانع ويروى: حصير نمقته. ويقال للشيء المروح أي: المنتن: فيه نمقة، محركة أي: زهومة، وكذلك نمسة، وزهمقة، عن الأصمعي. وقال أبو حنيفة: فيه نمقة، أي: ريح منتنة، كأنه مقلوب من قنمة. ونمق الطريق ولمقه: لقمه عن ابن عباد. قال: ورطب منمق، كمحسن: ما له نوى. وقد أنمقت النخلة لم يكن لرطبها نواة. ومما يستدرك عليه: نمق الجلد تنميقا: نقشه. وثوب نميق ومنمق: منقوش. ومن المجاز: وعد منمق، وقول منمق. ونامق: قرية بخراسان من أعمال جام.

ن و ق

صفحة : 6603

الناقة: م معروفة، وهي الأنثى من الإبل، وقيل: إنما تسمى بذلك إذا أجذعت ج: ناق بحذف الهاء. وقال الجوهري: تقديرها فعلة بالتحريك؛ لأنها جمعت على نوق كبدنة، وبدن وخشبة وخشب، وفعلة بالتسكين لا تجمع على ذلك. قال: وقد جمعت في القلة على أنوق، ويقال: أنؤق، بالهمز، وهذه عن اللحياني. قال ابن سيده: همزوا الواو للضمة. وقال الجوهري: ثم استثقلوا الضمة على الواو فقدموها، فقالوا أونق، حكاها يعقوب عن بعض الطائيين ثم عوضوا من الواو ياء. وقالوا: أينق. زاد ابن سيده: فيمن جعلها أيفلا، ومن جعلها أعفلا فقدم العين مغيرة عن الواو الى الياء جعلها بدلا من الواو، فالبدل أعم تصرفا من العوض إذ كل عوض بدل، وليس كل بدل عوضا. وقال ابن جني مرة: ذهب سيبويه في قولهم: أينق مذهبين: أحدهما: أن يكون عين أينق قلبت الى ما قبل الفاء، فصارت في التقدير أونق، ثم أبدلت الواو ياء؛ لأنها كما أعلت بالقلب كذلك أعلت أيضا بالإبدال. والآخر: أن تكون العين حذفت، ثم عوضت الياء منها قبل الفاء، فمثالها على هذا القول أيفل، وعلى القول الأول أعفل. وقد تجمع الناقة على نياق مثل: ثمرة وثمار، إلا أن الواو صارت ياء لكسرة ما قبلها. قال القلاخ بن حزن:

أبعدكن الله من نـياق
إن لم تنجين من الوثاق

هكذا أنشده أبو زيد. ويقال: ناقة وناقات كباقة وباقات. ويجمع أيضا على أنواق كنفقة وأنفاق، عن يعقوب. جج جمع الجمع أيانق هو جمع أينق، قال عمارة بن طارق:

ومسد أمر من أيانـق
لسن بأنياب ولا حقائق

ونياقات بالكسر، أنشد ابن الأعرابي:

إنا وجدنا ناقة العـجـوز
خير النياقات على الترميز
حين تكال النيب في القفيز

وتصغير أينق أيينقات عن يعقوب، والقياس أيينق كقولك في أكلب: أكيلب. ونوق، بالضم: ة ببلخ. ونوقان: إحدى مدينتي طوس، والأخرى طابران، وضبطه الحافظ بفتح النون وقال: هي قصبة طوس، منها القاسم أبو شجاع ناصر بن محمد النوقاني، روى عن الحسن بن أحمد السمرقندي، وعنه ابن السمعاني. وأبو منصور محمد بن محمد بن أحمد النوقاني، حدث عن الدارقطني بالسنن، رواه عنه الفضل بن محمد الأبيوردي، مات سنة ثمانية وأربعين وأربعمائة. ونوقات بالضم: محلة بسجستان، وقيل: قرية بها، منها الحافظ أبو عمرو محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن سليمان بن أيوب السجزي. والناقة: كواكب مصطفة بهيئة ناقة، نقله الصاغاني. والمنوق، كمعظم: المروض المذلل من الجمال، نقله الجوهري. زاد غيره: قد أحسنت رياضته. وقيل: هو الذي ذلل حتى صير كالناقة. وناقة منوقة: علمت المشي. وفي الحديث أن رجلا سار معه على جمل قد نوقه وخيسه أي: كأنه أذهب شدة ذكورته، وجعله كالناقة المروضة المنقادة. وفي حديث عمران بن حصين رضي الله عنه: وهي ناقة منوقة وروى الفراء عن الدبيرية أنها قالت: تقول للجمل الملين: المنوق. وقال الأصمعي: المنوق من النخل: الملقح. والمنوق من غيرها: المصفف، وهو المطرق والمسكك. ونص الأصمعي: ومن العذوق: المنقى. والتنويق: التذليل في كل شيء، حتى الفاكهة إذا قرب قطوفها لأكلها. وهي بهاء. يقال: ناقة منوقة، ونخلة منوقة، وعذقة منوقة، وقد تقدم قريبا. والنواق من الرجال: رائض الأمور، ومصلحها، نقله الجوهري. والنوقة بالفتح: الحذاقة في كل شيء عن ابن الأعرابي. قال: والنوقة بالتحريك: الذين ينقون الشحم من اللحم لليهود، وهم أمناؤهم. قال الأزهري: جمع نائق، مقلوب ناقئ، وأنشد ابن الأعرابي:

صفحة : 6604

مخة ساق بـأيادي نـاقـئ     أعجلها الشاوي عن الإحراق ويروى: بين كفي ناقئ. قال: ونق نق بالضم أمر بذلك أي: بتمييز الشحم من اللحم. ويقال: هو أضيق من الناق. قال الليث: هو شبه مشق بين ضرة الإبهام وأصل ألية الخنصر، مستقبل بطن الساعد بلزق الراح، قال: وكذلك كل موضع مثله في بطن المرفق وفي أصل العصعص، ونقله الزمخشري أيضا هكذا، والجمع نيوق. وقال غيره: الناق: بثر أو شبهه يخرج باليد، الواحدة ناقة. وقال ابن دريد: النوق، محركة: بياض فيه حمرة يسيرة شبيهة بالنعج. وتنيق في مطعمه وملبسثه وأموره، أي: تجود وبالغ وتأنق فيه كتنوق. والاسم النيقة، بالكسر. قال الصاغاني والجوهري: وبعضهم ينكر تنوق. قال ابن فارس: عندنا أن تنوق من قياس التركيب، وهم يشبهون الشيء بما يستحسنونه، فكأن تنوق مقيس على اسم الناقة، وهي عندهم من أحسن أموالهم، قال: ومن قال: إن تنوق خطأ، فقد غلط. قال ابن بري: وشاهد النيقة قول الراجز:

كأنها من نيقة وشاره
والحلي بين التبن والحجاره
مدفع ميثاء الى قراره
لك الكلام واسمعي يا جاره

وأنشد ابن سيده شاهدا على تنوق قول ذي الرمة:

كأن عليها سحق لفق تنوقـت     به حضرميات الأكف الحوائك عداه بالباء، لأنه في معنى ترفقت به، قال: وهي مأخوذة من النيقة. وقال غيره:

لأحسن رم الوصل من أم جعفر     بحد القوافي والمنوقة الجـرد وقال جميل في النيقة:

إذا ابتذلت لم يزرها تـرك زينة     وفيها إذا ازدانت لذي نيقة حسب وقال علي بن حمزة: تأنق من الأنق، ولا يقال: تأنقت في الشيء: إذا أحكمته، وإنما يقال: تنوقت. ورجل نيق، ككيس: ذو أنيقة، نقله الصاغاني عن الفراء. وانتاق مثل انتقى عن أبي عبيد، كما في الصحاح، وهو مقلوب، قال:

مثل القياس انتاقها المنقي يعني القسي، وكان الكسائي يقول: هو من النيقة. والنيق، بالكسر: أرفع موضع في الجبل، ج: نياق بالكسر، وعليه اقتصر الجوهري وأنياق ونيوق. وقيل: النيق: الطويل من الجبال، وقيل: حرف من حروف الجبل، وأنشد الجوهري:

شغواء توطن بين الشيق والنيق وأنشد الصاغاني لأبي ذؤيب:

فيمم وقبة فـي رأس نـيق     دوين الشمس ذات جنى أنيق ويقال: إنه أنشد المسيب بن علس بين يدي عمرو بن هند الملك، في وصف جمل:

وقد أتلافى الهم عند احتضاره ورواه ابن بري:

وإني لأمضي الهم عند احتضاره وفي العباب:

فقد أقطع الليل الطويل ادراكه     بناج عليه الصيعرية مكـدم وطرفة بن العبد حاضر، وهو غلام، فقال: استنوق الجمل، وذلك لأن الصيعرية من سمات النوق دون الفحول فغضب المسيب وقال: من هذا الغلام? فقالوا: طرفة بن العبد، فقال: ليقتلنه لسانه، فكان كما تفرس فيه. قال ابن بري: وأنشد الفراء:

هززتكم لو أن فـيكـم مـهـزة     وذكرت ذا التأنيث فاستنوق الجمل

صفحة : 6605

والمعنى صار الجمل ناقة في ذلها، أخرج على الأصل. وقال ابن سيده: لا يستعمل إلا مزيدا. قال ثعلب: ولا يقال: استناق الجمل، إنما ذلك لأن هذه الأفعال المزيدة - أعني افتعل واستفعل - إنما تعتل باعتلال أفعالها الثلاثية البسيطة التي لا زيادة فيها، كاستقام، إنما اعتل لاعتلال قام، واستقال إنما اعتل لاعتلال قال، وإلا فقد كان حكمه أن يصح؛ لأن فاء الفعل ساكنة. يضرب هذا المثل للرجل يكون في حديث أو صفة شيء، ثم يخلطه بغيره وينتقل إليه كما في الصحاح. ونيقية، بالكسر، أو أنيقية، أو أنيقياء: بلدة من أعمال اصطنبول دار ملك الروم، عمرها الله تعالى بسلطانها ملك الزمان، الملك المعظم أبي الفتح مصطفى بن أحمد خان، خلد الله ملكه، وأيد سلطنته، وأعانه على جهاد الكفرة اللئام، الى يوم القيام. ونيوق كصبور: جبل ضخم أحمر منيع لبني كلاب. قال الصاغاني: وليس مصحف ينوف بالفاء الذي تقدم ذكره، وفي بعض النسخ: ينوق بالقاف، هو غلط. وتنوق: موضع بعمان هكذا في النسخ، وكأنه نسي قاعدته، حيث لم يذكر الإشارة الى الموضع بالعين، ثم إن الذي في معاجم الأنساب أن الموضع الذي بعمان تنوف بالفاء وقد سبق ذكره في موضعه. وآنقني إيناقا، ونيقا بالكسر: أعجبني، هكذا في سائر النسخ، وصوابه أن يذكر في أ ن ق وقد مرت للمصنف هذه العبارة بعينها هناك، فتأمل ذلك. ونيق العقاب، بالكسر: ع، بين الحرمين الشريفين. والنيق، بالكسر أيضا: ع آخر. ومما يستدرك عليه: انتاق الرجل، كتنوق عن ابن سيده. والمنوق من العذوق: المنقى، عن الأصمعي. والناق: الحز الذي في مؤخر حافر الفرس، والجمع نيوق، نقله الزمخشري. وفي المثل: خرقاء ذات نيقة يضرب للجاهل بالأمر، وهو مع جهله يدعي المعرفة، ويتأنق في الإرادة، قاله أبو عبيد. وقد سموا ناقة. وبنو الناقة: بطين في طرابلس الغرب. وأنف الناقة: لقب جعفر بن قريع التميمي وقد ذكر في أ ن ف. ومما يستدرك عليه:

ن ي ف ق
نيفق القميص: الموضع المتسع منه، كنيبقه وقد ذكر في ن ف ق. وصرح غير واحد من الأئمة أنها فارسية، فإذن حروفها أصلية من نفس الكلمة، فالصواب أن يذكر هنا، وهكذا فعله صاحب اللسان أيضا.

ن ه ق
النهق بالفتح: طائر طويل الرجلين والمنقار والرقبة، أغبر، وهي النهقة. والنهق: نبات كالجرجير. قال الجوهري: أو بالتحريك هو الجرجير البري. قال الأزهري: هكذا سماعي من العرب، وقد رأيته في رياض الصمان، وكنا نأكله مع التمر، وفي مذاقه حمزة وحرارة، ويسمى الأيهقان، وأكثر ما ينبت في قربان الرياض. ونهق الحمار، كضرب، وسمع وقال ابن سيده: وأرى ثعلبا قد حكى نهق، أي: بالكسر، قال: ولست منه على ثقة، وفاته: نهق، كنصر، فقد نقله ابن سيده عن اللحياني، والصاغاني عن الفارابي، وأبو حيان في البحر، والجلال في الهمع، وابن القطاع، وفيه قصور من المصنف غريب نهيقا كأمير ونهاقا بالضم: صوت. وقال الليث: هو النهيق، فإذا كرره واشتد يقال: أخذه النهاق. وقال الأصمعي: الناهقان: عظمان شاخصان من ذي الحافر في مجرى الدمع. قال يعقوب: ويقال لهما: النواهق أيضا. قال النابغة الجعدي رضي الله عنه:

بعاري النواهق صلت الجبي      ن يستن كالتيس ذي الحلب أو الناهق: مخرج النهاق من حلقه. كما في الصحاح. وج: النواهق. قال في التهذيب: النواهق من الخيل والحمر: حيث يخرج النهاق من حلقه. وأنشد للنمر بن تولب:

وأخرج سهما له أهزعا     فشك نواهقه والفمـا ومما يستدرك عليه: النهق، والتنهاق بفتحهما: صوت الحمار. قال حنظلة بن الشرقي:

صفحة : 6606

بضرب يزيل الهام عن مستقره    وطعن كتشحاج العفا هم بالنهق والنواهق من الخيل: العظام الناتئة في خدودها. وقال أبو عبيدة في كتاب الخيل: نواهق الدابة: عروق اكتنفت خياشيمها. وذات النهق، محركة: أرض معروفة، ومنه قول رؤبة:
شذب أولاهن من ذات النهق
أحقب كالمحلج من طول القلق

وذو نهيق، كزبير: موضع، قال:

ألا يا لهف نفسي بعد عيش    لنا بجنوب در فذي نهيق وعرق ناهق: موضع بالبصرة، وقد ذكره المصنف في ع ر ق وأغفله هنا. ومما يستدرك عليه.