الباب الحادي والعشرون: باب القاف - الفصل الثامن والعشرون: فصل الهاء مع القاف

فصل الهاء مع القاف

ه ب ر ق
الهبرقي، كجعفر وهبرزي، أي بالفتح والكسر، ولو قال: وزبرجي كان أوضح، الفتح عن الأصمعي، واقتصر الجوهري على الكسر، وهو قول ابن الأعرابي: الحداد والصائغ وأنشد كلاهما - على ما قال - قول النابغة الذبياني يصف ثورا:

مستقبل الريح روقيه وجبهته     كالهبرقي تنحى ينفخ الفحما يقول: أكب في كناسه يحفر أصل الشجر، كالصائغ أو الحداد إذا انحرف ينفخ الفحم. وقال ابن أحمر:

فما ألواح درة هبرقـي      جلا عنها مختمها الكنونا وقيل: هو كل من عالج صنعة بالنار. وقال أبو سعيد: الهبرقي: الذي يصفي الحديد، وأصله أبرقي، فأبدلت الهاء من الهمزة. وقيل: الهبرقي والهبرقي هو الثور الوحشي لبريق لونه، وقال ابن سيده: هو الضخم المسن من الثيران، وقد يستعار للوعل المسن الضخم أيضا.

صفحة : 6622

قلت: وعلى قول أبي سعيد الذي سبق، ينبغي أن يذكر في برق لأن هاءه مبدلة من الهمزة، غير أن الجوهري وجماعة من قدماء الأئمة هنا ذكروه كما ذكروا أهراق في هرق وسيأتي البحث في ذلك.

ه ب ق
الهبق، كفلز كثرة الجماع، عن كراع. وقال ابن دريد: الهبق: نبت، قال ابن سيده: ولا أدري ما صحته، كذا في اللسان، وأهمله الجماعة.

ه ب ل ق
الهبلق، كعملس أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: هو القصير الزري الخلق، زعموا، كما في العباب. قلت: وكأن لامه بدل من نون الهبنق، كما سيأتي بعده.

ه ب ن ق
الهبنق، كقنفذ وزنبور وقنديل بالكسر ويفتح والهبيق كسميدع وغلابط، الأولى مقصورة من الثانية، واقتصر الجوهري على الثالثة: الوصيف من الغلمان جمعه الهبانق والهبانيق، وأنشد الجوهري للبيد رضي الله عنه:

والهبانيق قـيام، مـعـهـم    كل محجوب إذا صب همل ويروى كل ملثوم قال ابن بري: ومثله قول ابن مقبل يصف خمرا:

يمجها أكلف الإسكاب وافقه     أيدي الهبانيق بالمثناة معكوم والهبنق كعملس: الأحمق، قال ذو الرمة:

إذا فارقته تبتغي ما تعيشـه     كفاها رذاياها الرقيع الهبنق قيل: أراد بالرقيع الهبنق القمري، وقيل: الكروان، وهو يوصف بالحمق، لتركه بيضه واحتضانه بيض غيره. والهبنق أيضا: القصير عن ابن دريد. وهبنقة: لقب ذي الودعات يزيد ابن ثروان من بني قيس بن ثعلبة، يضرب به المثل في الحمق، وذكر في ودع قال أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي:

عش بجد ولا يضرك نـوك     إنما عيش من ترى بالجدود
عش بجد وكن هبنقة القـي      سي نوكا، أو شيبة بن الوليد
رب ذي إربة مقل من الما       ل وذي عنجهية مـجـدود

والهبنوقة بالضم: المزمار والجمع الهبانيق، وبه فسر قول لبيد السابق، كذا نقله الصاغاني عن ابن عباد، وهو تصحيف، صوابه: الهنبوقة بتقديم النون على الباء، كما سيأتي، والمصنف يقلد الصاغاني فيما يقوله غالبا. وقال ابن دريد: الهبنقة: أن تلزق بطون فخذيك إذا جلست بالأرض، وتكفهما يقال: قعد الهبنقة والهنبقة، كما في العباب.

ه د ق
هدق الشيء هدقا، فانهدق: كسره، أهمله الجماعة، وأورده صاحب اللسان وابن القطاع.

ه د ل ق
الهدلق، كزبرج هكذا هو عندنا في سائر النسخ بالأحمر، وهو موجود في نسخ الصحاح، فالأولى كتبه بالسواد، قال الليث: هو المنخل. وقيل: هو المسترخي من المشافر، والجمع هدالق، قال عمارة يصف الإبل:

ينفضن بالمشافر الهدالق
نفضك بالمحاشئ المحالق

والهدلق من الإبل الكرام: الواسع الشدق جمعه هدالق، قال الجهني:

وقلص حدوتها هدالق وأنشد أعرابي:

هدالقا دلاقم الشدوق وقال ابن بري - بعد قول الجهني. الهدلق: هي الناقة الطويلة المشفر. والهدلقة بهاء: وبر حنك البعير من أسفل نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: بعير هدليق: واسع الأشداق. والهدلق: الخطيب المفوه. والهدالق: الطوال.

ه ر ق

صفحة : 6623

هراق الماء يهريقه بفتح الهاء هراقة بالكسر هذه هي اللغة الأولى من الثلاثة، ومنه الحديث: هريقوا على من سبع قرب لم تحلل أو كيتهن. وقال سلمة بن الخرشب الأنماري:

هرقن بساحوق جفانا كـثـيرة     وأدين أخرى من حقين وحازر وأنشد ابن بري لأوس بن حجر:

نبئت أن دما حراما نـلـتـه     فهريق في ثوب عليك محبر وأنشد للنابغة:

وما هريق على الأنصاب من جسد قال الفيومي في المصباح: وأصل هراقه هريقه وزان دحرجه، ولهذا تفتح الهاء من المضارع، فيقال: يهريقه، كما تفتح الدال من يدحرجه. وأهرقه يهريقه كذا في النسخ وهو غلط، صوابه يهرقه إهراقا على أفعل يفعل، كما في سائر نسخ الصحاح والعباب، ووقع في نسخة اللسان نقلا عن الجوهري مثل ما في نسخنا، وهو خطأ ظاهر، وهذه هي اللغة الثانية من الثلاثة، وكأن الهاء في هذه أصلية، وقد ذكرها الجوهري والصاغاني بقولهم: وفيه لغة أخرى: أهرق يهرق، على أفعل يفعل، وقالا: قال سيبويه: قد أبدلوا من الهمزة الهاء، ثم ألزمت فصارت كأنها من نفس الحرف، ثم أدخلت الألف بعد على الهاء، وتركت الهاء عوضا من حذفهم حركة العين؛ لأن أصل أهرق أريق. قال ابن بري: هذه اللغة الثانية التي حكاها عن سيبويه هي الثالثة التي يحكيها فيما بعد، إلا أنه غلط في التمثيل فقال: أهرق يهرق، وهي لغة ثالثة شاذة نادرة ليست بواحدة من اللغتين المشهورتين، يقولون: هرقت الماء هرقا، وأهرقته إهراقا، فيجعلون الهاء فاء والراء عينا، ولا يجعلونه معتلا، وأما الثانية التي حكاها سيبويه فهي أهراق يهريق إهراقة، فغيرها الجوهري، وجعلها ثالثة، وجعل مصدرها إهرياقا، ألا ترى أنه حكى عن سيبويه في اللغة الثانية أن الهاء عوض من حركة العين، لأن الأصل أريق، فهذا يدل أنه من أهراق إهراقة بالألف، وكذا حكاه سيبويه في اللغة الثانية الصحيحة. وأهراقه يهريقه اهرياقا، فهو مهريق بفتح الهاء وذاك مهراق ومهراق بفتحها وسكونها، أي صبه وهذه هي اللغة الثالثة تتمة اللغات، هكذا نقله الجوهري والصاغاني، قال: وهذا شاذ، ونظيره أسطاع يسطيع اسطياعا بفتح الهمزة في الماضي، وضم الياء في المستقبل، لغة في أطاع يطيع، فجعلوا السين عوضا من ذهاب حركة عين الفعل، على ما ذكرناه عن الأخفش في باب العين، وكذلك حكم الهاء عندي، انتهى. قال ابن بري: وقد ذكرنا أن هذه اللغة هي الثانية فيما تقدم، إلا أنه غير مصدرها، فقال: إهرياقا، وصوابه إهراقة؛ لأن الأصل أراق يريق إراقة، ثم زيدت فيه الهاء، فصار إهراقة، وتاء التأنيث عوض من العين المحذوفة، وكذلك قال ابن السراج، أهراق يهريق إهراقة وأسطاع يسطيع إسطاعة، قال: وأما الذي ذكره الجوهري من أن مصدر أهراق وأسطاع اهرياقا واسطياعا فغلط منه؛ لأنه غير معروف، والقياس إهراقة وإسطاعة على ما تقدم، وإنما غلطه في اسطياع أنه أتى به على وزن الاسطاع مصدر استطاع، قال: وهذا سهو منه؛ لأن أسطاع همزته قطع، والاستطاع والاسطياع همزتهما وصل، وقوله: والشيء مهراق ومهراق، أيضا. بالتحريك. غير صحيح؛ لأن مفعول أهراق مهراق لا غير، قال: وأما مهراق بالفتح فمفعول هراق، وقد تقدم شاهده، أي من قول الشاعر:

رب كأس هرقتها ابن لؤي    حذر الموت لم تكن مهراقه

صفحة : 6624

قلت: وكذا قول امرئ القيس:

وإن شفائي عبرة مهراقة وشاهد المهراق ما أنشد في باب الهجاء من الحماسة لعمارة بن عقيل:

دعته وفي أثوابه من دمائهـا     خليطا دم مهراقه غير ذاهب وقال جرير العجلي، للأخطل وهي في شعره:

إذا ما قلت قد صالحت قومي     أبي الأضغان والنسب والبعيد
ومهراق الدمـاء بـواردات       تبيد المخـزيات ولا تـبـيد

قال: والفاعل من أهراق مهريق، وشاهده قول كثير:

فأصبحت كالمهريق فضلة مائه      لضاحي سراب بالملا يترقرق وقال العديل بن الفرخ:

فكنت كمهريق الذي في سقائه     لرقراق آل فوق رابية جلـد وقال آخر:

فظللت كالمهريق فضل سقائه     في جو هاجرة للمع سراب وشاهد الإهراقة في المصدر قول ذي الرمة:

فلما دنت إهراقة الماء أنصتـت     أعزله عنها وفي النفس أن أثني وأصله أي أصل هراق السماء، كما هو نص الصحاح أراقه يريقه إراقة قال: وأصل أراق أريق، قال ابن بري: أصل أراق أروق بالواو؛ لأنه يقال: راق الماء روقانا: انصب، وأراقه غيره: صبه، قال: وحكى الكسائي: راق الماء يريق: انصب، قال: فعلى هذا يجوز أن يكون أصل أراق الياء. قلت: ولكن ابن سيده قوى قولهم إن أصل أراق أروق، قال: وإنما قضى على أن أصله أروق لأمرين: أحدهما: أن كون عين الفعل واوا أكثر من كونها ياء فيما اعتلت عينه. والآخر: أن الماء إذا هريق ظهر جوهره وصفا، فراق رائيه يروقه، فهذا يقوي كون العين منه واوا، انتهى.

وقد مر في روق عن ابن بري: أرقت الماء منقول من راق الماء يريق ريقا: إذا تردد على وجه الأرض، فعلى هذا حق أراق أن يذكر في ريق لا روق، فقوله هذا يقوي قول الكسائي، ومثل ذلك نص المصباح: راق الماء ريقا من باب باع: انصب، ويتعدى بالهمزة، فيقال: أراقه صاحبه، وهو مريق ومراق، وتبدل الهمزة هاء، فيقال: هراقه، ثم قال: وأصل يريق يريق على وزن يكرم وأصل يريق يؤريق على وزن يدحرج، ثم قال:

صفحة : 6625

وإنما قالوا أهريقه بضم الهمزة وفتح الهاء ولم يقولوا أأريقه لاستثقال الهمزتين، وقد زال ذلك بعد الإبدال، انتهى. قلت: وقال بعض النحويين: إنما هو هراق يهريق؛ لأن الأصل من أراق يريق يؤريق، لأن أفعل يفعل في الأصل كان يؤفعل، فقلبوا الهمزة التي في يؤريق هاء، فقيل: يهريق، فلذا تحركت الهاء، نقله ابن سيده. وفي المصباح: وقد يجمع بين الهاء والهمزة، فيقال: أهراقه يهريقه، ساكن الهاء تشبيها له بأسطاع يسطيع كأن الهمزة زيدت عوضا عن حركة الياء في الأصل، ولهذا لا يصير الفعل بهذه الزيادة خماسيا، وفي التهذيب، من قال: أهرقت فهو خطأ في القياس، انتهى. قلت: نص الأزهري في التهذيب: هراقت السماء ماءها تهريق، والماء مهراق، الهاء في ذلك كله متحركة؛صلى الله عليه وسلم لأنها ليست بأصلية، إنما هي بدل من همزة أراق، قال: وهرقت مثل أرقت، ومن قال: أهرقت فهو خطأ في القياس، قال: ومثل قولهم: هرقت والأصل أرقت قولهم: هرحت الدابة وأرحتها، وهنرت النار وأنرتها، قال: وأما لغة من قال: أهرقت الماء فهي بعيدة، قال أبو زيد: الهاء منها زائدة، كما قالوا: أنهأت اللحم والأصل أنأته، بوزن أنعته. قال شيخنا: وإنما أوجبوا فتح الهاء لا حذفها لأمرين: أحدهما: أن موجب الحذف الذي هو اجتماع همزتين قد زال وذهب بإبدالها هاء، وهذا هو الذي أشار إليه الجوهري بقوله، وتبعه المصنف، وإنما قالوا: أهريقه إلخ. الثاني: أنه لما كثر استعمال هذا الفعل على هذا الوجه وشاع دورانه كذلك تنوسي في الهاء معنى الزيادة وصارت كأنها أصل من أصول الكلمة، ولذلك نظرها في المصباح بدحرج المتفق على أصلية حروفه، ولهذا تزاد الألف على هراق، فيقال: أهراق في لغة، كما مر.

ثم قال: فإن قلت: تقدم أن الهاء بدل من الألف وإذا كان كذلك، فما وجه الجمع بينها وبين الهاء، والقاعدة أنه لا يجمع بين العوض والمعوض عنه. قلت: هذا هو الذي أشار إليه في التهذيب، وقال: إنه خطأ في القياس، حيث قال: من قال: أهرقت فهو خطأ في القياس، ووجه تخطئته هو ما يلزم من الجمع بين العوض والمعوض منه، وجوابه هو ما أشار إليه الجوهري بقوله: قال سيبويه: وقد أبدلوا من الهمزة الهاء، ثم ألزمت، فصارت كأنها من نفس الكلمة، ثم أدخلت الألف بعد الهاء وتركت الهاء عوضا من حذفهم حركة العين، فكمل الغرض وانتفي ما قيل من الجمع بين العوض والمعوض منه، ولذلك قال في المصباح: إن الكلمة لا تصير بزيادة الهاء خماسية ونظروا هذا الفعل بأسطاع يسطيع، بقطع الهمزة في الماضي وضم الياء في المستقبل، مع أنه في الظاهر خماسي مبتدأ بهمزة قطع، كما أنه لا يضم حرف المضارعة إلا من الرباعي، وجوابه: أن الفعل رباعي، وأن السين زائدة عوضا من ذهاب حركة العين، وهو مذهب الأخفش ومتابعيه، فلا يكون الفعل بها خماسيا، كما في المصباح وغيره، ومثله أهراق عند الجوهري، ولا ثالث لها. قلت: وتقدم في ط وع لسيبويه ويونس مثل قول الأخفش، ثم قال: ولا اعتداد بما ذهب إليه السهيلي - في الروض - من أنهم قد يجمعون أحيانا بين العوض والمعوض عنه، ومثله أهراقه؛ لأنه لا يدعى إلا إذا وجب لزومه، وقد أمكن عدمه، فتبقى القاعدة على أصلها.

صفحة : 6626

وزنة يهريق، بفتح الهاء: يهفعل كيدحرج. وزنة مهراق، بالتحريك: مهفعل كمدحرج، نقله الجوهري والصاغاني، قالا: وأما يهريق ومهراق بتسكين هائهما، فلا يمكن أن ينطق بهما؛ لأن الهاء والفاء جميعا ساكنان. قال شيخنا: وقد علم مما تقدم أن كلام الجوهري فيه تخليط، وتقديم وتأخير فإن ظاهره - أو صريحه -يقتضي أن كلام سيبويه رحمه الله تعالى في أهرق بإثبات ألف التعدية وحذف الألف التي هي عين الكلمة الجائي على أفعل يفعل؛ لأنه أتى بنص سيبويه عقب قوله على أفعل يفعل، وليس كذلك، بل كلام سيبويه في أهراق بإثبات الألفين، ألف التعدية وعين الكلمة، ومن تتمة الكلام عليه تنظيره بأسطاع يسطيع في إنابة حرف عن حركة وانتفاء كون الكلمة خماسية وإن كانت في الظاهر كذلك، وقد فصل هو بينهما حتى قال فيه لغة ثالثة، فكان عليه أن يؤخر قوله قال سيبويه إلى قوله: وفيه لغة ثالثة أهراق، ثم يقول: قال سيبويه إلخ، ثم يقول: هذا شاذ، ونظيره إلخ، وحينئذ يحسن كلامه، ويستقيم نظامه.

قلت: وقد قدمنا عن ابن بري تحقيق ذلك وتفصيله، وقد نبه على ذلك أبو سهل الهروي وأبو زكريا التبريزي، وابن منظور، والصلاح وغيرهم. ثم قال شيخنا: والعجب من المجد كيف سها عن هذا التخليط واحتاج إلى التغليط، وكان ادعاؤه غير تام وقاموسه غير محيط، مع شدة تبجحه بإيراد الغلطات، وكثرة إظهاره الصواب على منصات السقطات، والله الموفق.

ثم قال: وقد علم مما مر أن هذا الفعل فيه لغات: الأولى: هذه التي صدروا بها، وهي هراق هراقة، كأراق إراقة.

الثانية: أهرق إهراقا، كأكرم إكراما، وكأن الهاء في هذه أصلية.

الثالثة: أهراق بألف قطعية وهاء ساكنة يهريق، بياء بعد الراء عوضا عن الألف الثانية في الماضي.

قلت: وهذه الثلاثة قد ذكرهن الجوهري والصاغاني.

الرابعة: هرق، كمنع بناء على أصالة الهاء. قلت: وقد نقلها الفيومي في المصباح.

والخامسة: هي الأصل التي هي أراق إراقة.

وقد قالوا: إن أفصح هذه اللغات هراق.

قلت: نقلها اللحياني، وقال هي لغة يمانية، ثم فشت في مصر، ثم أراق التي هي الأصل.

صفحة : 6627

قلت: وتقدم الاختلاف في كون أراق واويا، كما ذهب إليه ابن سيده، أو يائيا، كما نقل عن الكسائي، واقتصر عليه صاحب المصباح، ثم أهراق بإثبات الألفين، ثم أهرق على أفعل، ثم هرق كمنع. قلت: ولعل وجه أفصحية أهراق بالألفين على أهرق كأكرم أن في الثاني مخالفة القياس والشذوذ، وهو الجمع بين البدل والمبدل، كما تقدم. ثم قال شيخنا: وقد أخطأ المصنف في ذكره هنا؛ لأن موضعه روق عند قوم أو ريق عند آخرين، فالصواب أن يذكر في فصل الراء، وأما الهاء فإنما هي بدل عن ألف التعدية التي لحقت راق، فقالوا: أراق، ثم أبدلوا، فقالوا هراق، كما في المصباح وغيره، وأما غيرها من اللغات التي الهاء فيها بدل عن ألف التعدية فلا وجه لذكره هنا بوجه من الوجوه، وقد وقع الغلط فيه لأقوام من أئمة اللغة، منهم ثعلب في الفصيح فإنه ذكره في باب فعل الثلاثي بغير ألف، وإن تكلف بعض شراحه الجواب عنه بأنه صار في صورة الثلاثي، أو غير ذلك مما لا ينهض، ووقع الغلط فيه للقزاز في الجامع، واعتذر هو عن ذلك بكلام تركه أولى من ذكره، وعلله بأن الهاء فيه لازمة للبدل فكانت كالأصل، والمصنف تبع الجوهري في ذكره في فصل الهاء، ويمكن أن يجاب عنه بأنه قصد إلى ذكر هرق الثلاثي، وأما غيرها من اللغات فذكرها استطرادا. قلت: لم ينفرد الجوهري بإيراد ذلك في فصل الهاء بل أورده جماعة أيضا في فصل الهاء منهم: ابن القطاع في أفعاله، والصاغاني في العباب والتكملة، وصاحب اللسان، وكفى للمصنف بهؤلاء قدوة، وقوله في الجواب عن المصنف بأنه قصد إلى ذكر هرق الثلاثي إلخ، هذا إنما يستقيم إذا كان ذكر هذه اللغة أولا، ثم استطرد بقية اللغات، وهو لم يذكر هرق أصلا، بل ولم يذكر في التركيب من مادة الثلاثي غير الهرق، بالكسر: للثوب الخلق: والذي تطمئن إليه النفس في الاعتذار عن ذكر هؤلاء هذا الحرف في هذا التركيب كثرة استعماله على هذا الوجه، وشيوع دورانه كذلك، حتى تنوسي في الهاء معنى الزيادة، وصارت كأنها أصل من أصول الكلمة، وهذا الجواب قريب من جواب القزاز، بل فيه تفصيل لكلامه، فتأمل، وقد سبق لنا قريب من هذا الكلام في ه ن ر وغيره في مواضع من هذا الكتاب.

ثم قال شيخنا: تنبيهان: الأول: الهاء في هراق بدل من الألف بإجماع، كما مر، وفي أهرق يجب أن تكون أصلية، لأنهم نظروه بأكرم، وقالوا: على أكرم، وفي هرق - عند من أثبته أصلية- هي فاء الكلمة، كما لا يخفي، لأنه لا يحتمل غيره، وقد حكاها أبو عبيد في الغريب المصنف، واللحياني في نوادره، فقال إنها بعض اللغات، وهي لبني تغلب. قلت: وقد ذكرها ابن القطاع في أفعاله، والفيومي في مصباحه، كما مر.

صفحة : 6628

الثاني: لا يختص هذا الإبدال بأراق كما توهمه جماعة، بل قال شراح الفصيح، وأكثر شراح الكتاب، وغيرهم: إنه جاء في الأفعال كلها معتلها وغير معتلها، وقالوا: العرب تبدل من الهمزة هاء، ومن الهاء همزة للقرب الذي بينهما، من حيث إنهما من أقصى الحلق، فجاز أن يبدل كل منهما من صاحبه، وذكروا وجوها من الإبدال خارجة عن بحثنا، والذي عندي أن هذا الإبدال إنما يصح في المعتل من الأفعال خاصة، كأراق؛ لأنهم إنما مثلوا بأشباهه، قالوا: إنه سمع من العرب قولهم في أراح ماشيته هراح، وفي أراد: هراد، وفي أقام: هقام، ولم يذكروه في شيء من الصحيح أصلا، لم يقولوا في أعلم مثلا هعلم، ولا في أكرم هكرم، فالظاهر اختصاصه به، وأن كلامهم عام فلا يعتد به. قلت: وقد ذكر الأزهري: هنرت النار، وأنرتها، وسبق للمصنف أنرت الثوب، وهنرته، ونقل أبو زيد قولهم: أنهأت اللحم، قال: والأصل أنأته بوزن أنعته، فينظر هذا مع كلام شيخنا، هذا غاية ما تنتهي إليه عناية المتأمل في بحث هذا المقام، وتحقيقه على أكمل المرام، والله حكيم علام. والمهرق، كمكرم: الصحيفة عن الأصمعي، وزاد الليث: البيضاء يكتب فيها، قال الأصمعي: هو فارسي معرب قال الصاغاني: تعريب مهره، وقال غيره: المهرق: ثوب حرير أبيض يسقى الصمغ، ويصقل، ثم يكتب فيه، وفي شرح معلقة الحارث بن حلزة: كانوا يكتبون فيها قبل القراطيس بالعراق، وهو بالفارسية مهره كرد، وإنما قيل له ذلك لأن الذي يصقل بها يقال لها بالفارسية: مهره، وفي شرح الحماسة: تكلموا بها قديما، وقد يخص بكتاب العهد، قال حسان رضي الله عنه:

كم للمنازل من شهر وأحوال     كما تقادم عهد المهرق البالي مهارق قال الحارث بن حلزة:

آياتها كمهارق الحبش وقال الأعشى:

ربى كريم لا يكدر نـعـمة    فإذا تنوشد في المهارق أنشدا أراد بالمهارق الصحائف. ومن المجاز: المهرق: الصحراء الملساء جمعه مهارق، وهي الصحارى والفلوات، تشبيها لها بالصحائف، قال ذو الرمة:

بيعملة بين الدجى والمهارق أراد الفلوات، وشاهد المفرد قول أوس بن حجر:

على جازع جوز الـفـلاة كـأنـه     إذا ما علا نشزا من الأرض مهرق وحكى بعضهم: مطر مهروق كما في الصحاح، أي صهيب وقال ابن سيده: اهرورق الدمع والمطر: جريا، قال: وليس من لفظ هراق؛ لأن هاء هراق مبدلة والكلمة معتلة، وأما هرورق فإنه - وإن لم يتكلم به إلا مزيدا - متوهم من أصل ثلاثي صحيح لا زيادة فيه، ولا يكون من لفظ أهراق؛ لأن هاء أهراق زائدة عوض من حركة العين، على ما ذهب إليه سيبويه في أسطاع. قال الأزهري: ويقال: هرق على خمرك: أي تثبت قال رؤبة:

يا أيها الكاسر عين الأغضن
والقائل الأقوال ما لم يلقني
هرق على خمرك أو تبين

والمهرقان، كمسحلان أي بضم الأول والثالث، عن أبي عمرو. وقيل: هو المهرقان، مثال ملكعان قال الصاغاني: وهو الأصح أي بفتح الأول والثالث.

ويقال: هو بضم الميم وفتح الراء من أسماء البحر قال أبو عمرو: وهو اليم، والقلمس والنوفل والمهرقان والدأماء أو هو ساحل البحر وهو الموضع الذي فاض فيه الماء ثم نضب عنه فبقى فيه الودع قال ابن مقبل:

صفحة : 6629

تمشى به نفر الظباء كـأنـهـا     جنى مهرقان فاض بالليل ساحله قال بعضهم: سمي به البحر؛ لأنه يهريق ماءه على الساحل، إلا أنه ليس من ذلك اللفظ.

ومهرقان بالضم: بساحل بحر البصرة فارسي معرب ما هي رويان المعنى وجوههم كوجوه السمك، وإن كان معرب ماه رويان فيكون المعنى وجوههم كالقمر. وقال أبو زيد: يقال: هريقوا عليكم كذا في النسخ، والصواب عنكم، كما هو نص العباب واللسان أول الليل، وفحمة الليل: أي انزلوا وهي ساعة يشق فيها السير على الدواب، حتى يمضي ذلك الوقت، وهما بين العشاءين. وهورقان: بمرو قرب سنج، منها أبو رجاء محمد بن حمدويه بن موسى الهورقاني، عن أحمد بن جميل، ألف تاريخا للمراوزة. وقال الجمحي: الهرق، بالكسر: الثوب الخلق وكذلك الدرس والهرس والهدم والطمر.

ومما يستدرك عليه: هرق الماء، كمنع هرقا: صبه، وهي لغة بني تغلب، حكاها اللحياني عنهم في نوادره، وقد تقدم.

ويوم التهارق: يوم المهرجان، وقد تهارقوا فيه: أي أهرق الماء بعضهم على بعض، يعني يوم النوروز. والمهارق: الطرق في الفلوات، وبه فسر أيضا قول ذي الرمة السابق. والمهرق، كمكرم: المصقلة تصقل بها الثياب والقراطيس، قد تكون من الزجاج وقد تكون من الودع.

وقال اللحياني: بلد مهارق، وأرض مهارق، كأنهم جعلوا كل جزء منه مهرقا، قال:

وخرق مهارق ذي لهله      أجد الأوام به مظمـؤه قال ابن الأعرابي: إنما أراد مثل المهارق. قال ابن سيده: وأما ما رواه اللحياني من قولهم: هرقت حتى نصف الليل فإنما هو أرقت، فأبدل الهاء من الهمزة.

ه ر ز ق
هرزوقى، بالضم مقصورة أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني في تركيب هرزق: هو اسم للحبس. قال: والمهرزق: المحبوس نبطية تكلمت بها العرب، وكذلك المحرزق بالحاء، وقد تقدم.

ه ز ق
الهزق، ككتف: الرعد الشديد نقله الجوهري، وقد هزق هزقا فهو هزق، وقيل: الهزق: هو شدة صوت الرعد، قال كثير يصف سحابا:

إذا حركته الريح أرزم جانب     بلا هزق منه وأومض جانب وأهزق في الضحك: أكثر منه كما في الصحاح، وكذلك زهزق، وأنزق، وكركر.

والمهزاق بالكسر: المرأة الكثيرة الضحك نقله الجوهري.

وقال الصاغاني: امرأة مهزاق: وهي التي لا تستقر في موضع أي لخفتها، كالهزقة، كفرحة بينة الهزق، وأنشد ابن بري للأعشى:

حرة طفلة الأنامل كالدم     ية لا عابس ولا مهزاق فكذا أنشده الصاغاني أيضا، ولكنه شاهد للتي لا تستقر في موضع، وهو شاهد للمعنى الذي أورده الجوهري. والهزق، محركة: النشاط وقد هزق، قال رؤبة:

وانتسجت في الريح بطنان القرق
وشج ظهر الأرض رقاص الهزق

ومما يستدرك عليه: هزق في الضحك هزقا، فرحا: أكثر منه، وهو هزق: خفيف غير رزين.

وحمار هزق ومهزاق: كثير الاستناب. والهزق: النزق والخفة.

ه ز ر ق
الهزرقة بتقديم الزاي على الراء، أهمله الجوهري، وقال الليث، هو من أسوأ الضحك وأنشد:

ظللن في هزرقة وقه
يهزأن من كل عيام فه

صفحة : 6630

قال الأزهري: ولم أسمع الهزرقة بهذا المعنى لغير الليث، والذي نعرفه في باب الضحك زهزق، ودهدق زهزقة ودهدقة. وهزروقى بالضم للحبس: لغة في هرزوقى لا تصحيف وقد تقدم أنها لغة نبطية. وروى شمر عن المؤرج أنه قال: النبط تسمى المحبوس المهزرق الزاي قبل الراء، هكذا نقله الأزهري وأنكره. وقال الصاغاني: عندي أن المهزرق والمهرزق يقالان معا، كما ورد في بيت الأعشى:

هنالك ما أنجاه عزة مـلـكـه     بساباط حتى مات وهو مهزرق ومهرزق، بالوجهين.

ومما يستدرك عليه: هزرق الرجل والظليم: إذا أسرع، فهو ظليم هزروق وهزارق وهزراق، كما في اللسان، ورواه ابن القطاع بالفاء، وقد ذكر هناك.

ه ز ل ق
الهزلق، بالكسر: السراج، رواه الأزهري عن ابن الأعرابي، وقال غيره: هو الزهلق.

والهزلق أيضا: النار، كذا في اللسان، وقد أهمله الجماعة.

ه ش ن ق
الهشنق، كجعفر: ما يسدى عليه الحائك، نقله صاحب اللسان، قال روبة:

أرمل قطنا أو يسدى هشنقا وقد أهمله الجماعة.

ه ط ق
الهطق، محركة أهمله الجماعة، وهو: سرعة المشي وقد سبق له في ه ق ط أن الهقط، بالفتح: سرعة المشي، عن ابن دريد، وهذا مقلوبه، فيتعين حينئذ أن يكون بالفتح، لا بالتحريك، فتأمل ذلك.

ه غ ق
الهيغق، كصيقل، النبات الغض التار، نقله صاحب اللسان، وأهمله الجماعة.

ه ف ت ق
الهفتق كجعفر، أهمله الجوهري وهو الأسبوع فارسي معرب هفته قال رؤبة:

كأن لعابين زادوا هفتقا
رنتهم في لج ليل سردقا

ويقال: أقاموا هفتقا، أي:أسبوعا.

ه ق ق
الهقهقة: السير الشديد مثل الحقحقة، نقله الجوهري، وأنشد لرؤبة:

جد ولا يحمدنه إن يلحقا
أقب قهقاه إذا ما هقهقا

يروى هقهاق. وقال الأصمعي: الهقهقة: أن تخوص في القوم بشيء من عطاء قال الصاغاني: وفيه نظر.

وقال الأزهري: يقال: هك جاريته وهقها: إذا جهدها بالجماع وفي التهذيب: بكثرة الجماع.

وقال ابن الأعرابي: الهقق، بضمتين: النياكون وهم الكثيرو الجماع. والهقهاق: المنكمش في أموره مثل القهقاه، وشاهده قول رؤبة السابق.

ومما يستدرك عليه: هق الرجل: هرب، واستعاره عمرو بن كلثوم في الكلاب، فقال:

وقد هقت كلاب الحي منا     وشذبنا قتادة من يلـينـا وقرب مهقهق مثل محقحق.

ه ل ق
هلق يهلق أهمله الجوهري، وقال الخارزنجي: أي أسرع وفي اللسان: الهلق: السرعة في بعض اللغات وليس بثبت كتهلق. والهلقى محركة كجمزى: عدو كالولقى زنة ومعنى، قاله الخارزنجي، ونقله الصاغاني.

ه م ق
الهمق، ككتف من الكلأ: الهش اللين، عن أبي حنيفة، وأنشد:

باتت تعشى الحمض بالقصيم
لباية من همـق عـيشـوم

وقال بعضهم: الهمق من الحمض. وقال ابن عباد: الهمق: الكثير من النبت واليبيس، وفي كتاب أبي عمرو:

لباية من همق هيشوم وقال: الهمق الكثير، والقصيم: منابت الغضى. ومشى الهمقى، كزمكى، بكسر الميم وفتحها، قال الفراء: فتحها أفصح من كسرها: إذا مشى على جانب مرة وعلى جانب مرة أخرى. وقال كراع: هو سير سريع، وقال أبو العباس: الهمقى: مشية فيها تمايل، وأنشد:

صفحة : 6631

فأصبحن يمشين الهمقى كأنما     يدافعن بالأفخاذ نهدا مؤربـا وقال ابن دريد: الهمقيق، كحمصيص: نبت زعموا. وقال الليث: الهمقاق بالفتح ويضم، الواحدة بهاء: حب يشبه حب القطن في جماحة مثل الخشخاش، قال ابن سيده: وهي مثل الخشخاش إلا أنها صلبة ذات شعب، قال: وأحسبها دخيلة من كلام العجم، قال الليث: أو كلام بلعم خاصة، فإنه يكون بجبال بلعم، يقلى على النار ويؤكل للباءة فإن أكله يزيد في الجماع، ونحو ذلك قول أبي حنيفة. وقال ابن شميل: المهمق، كمعظم: السويق المدقق نقله الأزهري. والهمق كخدب: الأحمق المضطرب نقله الصاغاني.

ه م ل ق
الهملقة أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو السرعة ومثله في أفعال ابن القطاع.

ه ن ق
الهنق، محركة أهمله الجوهري، وقال ابن القطاع: هو شبه الضجر يعتري الإنسان ومثله في اللسان.

ه ن ب ق
الهنبوقة، بالضم: المزمار، وهو أيضا مجرى الودج، وقال الأزهري: قال أبو مالك: الهنبوق: المزمار، والجمع هنابق، قال كثير عزة:

يرجع في حيزومه غير باغـم     يراعا من الأحشاء جوفا هنابقه أراد هنابيقه، فحذف الياء.

قلت: هذا موضع ذكره، وقد صحفه ابن عباد، فقال: هو الهبنوقة، بتقديم الموحدة على النون، ونقله الصاغاني، وقلده المصنف هناك، فتنبه لذلك.

ه ن د ل ق
الهندليق، كزنجبيل أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو الكثير الكلام هكذا نقله الصاغاني. قلت: والأشبه أن تكون النون زائدة، وأصله من: بعير هدلق: إذا كان عظيم المشفر، ثم استعير للخطيب المفوه، أو يكون مصحفا من الهدليق بالكسر، فتأمل ذلك.

ه و ق
الهوقة أهمله الجوهري، وقال ابن عباد وصاحب اللسان: هو مثل الأوقة وهي هبطة يجتمع فيها الماء ويكثر فيها الطين، ويألفها الطير، والجمع هوق.

ه ي ق
الهيق: الظليم، كالهيقم كما في الصحاح، والميم زائدة، وكذلك الهيقل، والياء فيه زائدة وفي الهيق أصل. والهيق: الرجل الدقيق الطويل وقيل: المفرط الطول، ولذلك سمي الظليم هيقا، والأنثى هيقة، وأنشد أبو حاتم في كتاب الطير:

وما ليلى من الهيقات طـولا     وما ليلى من الحذف القصار والجمع أهياق وهيوق. والأهيق: الطويل العنق. ويقال: أهيق الظليم: إذا صار هيقا، قال رؤبة:

أزل أو هيق نعام أهيقا