فصل الهمزة مع الكاف
أ ب ك
صفحة : 6635
آبك، كأحمد: ووقع في نسخة شيخنا أربك بالراء، فقال: الظاهر أن ألفه زائدة،
فالصواب ذكره في الراء، ولا سيما وقد وزنه بأحمد إلى آخر ما قال، وأنت خبير
بأن أربك لا يشك فيه أحد أنه من ربك، فلا يحتاج التنبيه عليه، إنما الغلط
في نسخته، والصواب ما عندنا آبك هكذا بالمد، ولو وزنه بهاجر كان أحسن، ثم
إن هذا الموضع لم يذكره الصاغاني، ولا ياقوت، ولا نصر، وأنا أخشى أن يكون
تصحيفا، ثم بعد المراجعة والتأمل وجدته على الصواب أنه الأبك بتشديد الكاف،
يأتي ذكره في بكك في قول الراجز، وقد صحفه المصنف. أبك، كفرح أهمله
الجوهري، وقال ابن بري والخارزنجي: أي كثر لحمه ونص ابن بري: أبك الشيء
يأبك: كثر، قال صاحب اللسان: ورأيت في نسخة من حواشي الصحاح ما صورته: في
الأفعال لابن القطاع: أبك الرجل أبكا وأبكا: كثر لحمه. قال الخارزنجي:
ويقال للأخرق: إنه لعفك أبك ومعفك مئبك نقله الصاغاني هكذا، وسيأتي في ع ف
ك.
أ د ك
أديك، كزبير: موضع، قال الراعي:
ومعترك من أهلها قد عرفته بوادي أديك قد عرفت محانيا ويروى أريك، كما سيأتي، كذا في اللسان.
وإدكو، بكسر الهمزة وسكون الدال وضم الكاف، ويقال: أتكو، بفتح فسكون التاء بدل الدال وكسر الهمزة وهو المشهور: بليدة صغيرة بالقرب من رشيد، منها الشهاب أحمد بن علي بن موسى الإدكاوي، أحد مشايخ شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في طريق القوم، أخذ عن بلديه البرهان إبراهيم بن عمر بن محمد الإدكاوي، وهو عصري المصنف. وصاحبنا المفوه الأريب أبو صالح عبد الله بن عبد الله بن سلامة الشافعي الإدكاوي الشهير نسبه بالمؤذن، ولد في 11 رجب سنة 1104 على ما وجد بخطه، وتوفي في جمادى الثانية من شهور سنة 1184.
أ ذ ك
أذكان، بالفتح: ناحية من كرمان، ثم من رستاق الروذان، نقله ياقوت.
أ ر ك
الأراك، كسحاب: القطعة من الأرض فيها أراك، كما يقال للقطعة من القصب
الأباءة.
ونعمان الأراك: بعرفة كثير الأراك، وفيه يقول خلد مولى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس:
أما والراقصات بذات عرق وهن صلى بنعمان الأراك ويقال له أيضا: وادي الأراك، متصل بغيقة. وقال نصر: أراك: فرع من دون ثافل، قرب مكة، ويقال له أيضا: ذو أراك، كما جاء في أشعارهم، وقالت امرأة من غطفان:
إذا حنت الشقراء هاجت لي الهوى وذكرني أهل الأراك حنـينـهـا وقيل: هو موضع قرب نمرة وقيل: هو من مواقف عرفة، بعضه من جهة الشام، وبعضه من جهة اليمن، ومنه الحديث: كانت عائشة رضي الله عنها تنزل في عسة بنمرة ثم تحولت إلى الأراك. وأراك: جبل لهذيل قاله الأصمعي، ولهم جبل آخر يقال له أرال باللام، وسيأتي. وليس أحدهما تصحيف الآخر. والأراك: الحمض نفسه عن أبي حنيفة كالإرك، بالكسر عن ابن عباد. والذي ذكره الأزهري وغيره أن الأراك: شجر من الحمض معروف له حمل كحمل عناقيد العنب يستاك به أي: بفروعه، قال أبو حنيفة: هو أفضل ما استيك بفروعه، وأطيب ما رعته الماشية رائحة لبن، وقال أبو زياد: تتخذ هذه المساويك من الفروع والعروق، وأجوده عند الناس العروق، الواحدة أراكة، قال ورد الجعدي:
تخيرت من نعمان عود أراكة
لهند ولكن من يبلغه هـنـدا وأنشدني بعض مشايخي لغزا فيه:
صفحة : 6636
أراك تروم إدراك المـعـالـي وتزعم
أن عندك منه فهـمـا
فما شـيء لـه طـعـم وريح وذاك
الشيء في شعري مسمى
وأنشدني بعض العصريين فيه، وأحسن:
هنيت يا عود الأراك بـثـغـره إذ
أنت في الأوطان غير مفارق
إن كنت فارقت العذيب وبارقـا ها
أنت ما بين العذيب وبـارق
أرك، بضمتين قال الأزهري: هو جمع أراكة، وأنشد لكثير عزة:
إلى أرك بالجزع من بطن بيشة عليهن صيفي الحمام النـوائح قال ابن بري: وقد تجمع أراكة على أرائك قال كليب الكلابي:
ألا يا حمامات الأرائك بالضحى تجاوبن من لفاء دان بريرهـا وهكذا نقله أبو حنيفة وأنشد له. وإبل أراكية: ترعاه. ويقال: أرض أركة، كفرحة: إذا كانت كثيرته كما يقال: أرض شجرة: إذا كانت كثيرة الشجر. وأراك أرك ككتف ومؤترك أي كثير ملتف. وفي العباب: ائترك الأراك: استحكم وضخم، قال رؤبة:
لعيصه أعياص ملتف شوك
من العضاه والأراك المؤترك
وأركت الإبل، كفرح ونصر وعني اقتصر الجوهري على الأولى: اشتكت بطونها من أكله فهي أركة كفرحة وأراكى مثل طلحة وطلاحى ورمثة ورماثى، كما في الصحاح، زاد غيره: وقتادى وقتدة. وأركت تأرك وتأرك من حدى ضرب ونصر أروكا بالضم: رعته. أو أركت الإبل بمكان كذا: إذا لزمته فلم تبرح، حكاه ابن السكيت عن الأصمعي، قال: وقال غيره: إنما يقال: أركت: إذا أقامت فيه أي في الأراك وهو الحمض تأكله، أو هو أن تصيب أي شجر كان فتقيم فيه فهي آركة، بالمد كما في الصحاح، والجمع أوارك وآركات وأرك بضمتين.
ونقل أبو حنيفة عن بعض الرواة: أركت الإبل أركا، فهي أركة، مقصور، من إبل أرك، وأوارك: أكلت الأراك، وجمع فعلة على فعل وفواعل شاذ، والإبل الأوارك: هي التي اعتادت أكل الأراك، وأنشد الجوهري لكثير:
وإن الذي ينوي من المال أهلها أوارك لما تأتلـف وعـوادي يقول: إن أهل عزة ينوون ألا تجتمع هي وهو، ويكونان كالأوارك من الإبل والعوادي، في تزك الاجتماع في مكان، كما في الصحاح. قلت: والعوادي: المقيمات في العضاه لا تفارقها، وفي الحديث: أتي بلبن الأوارك وهو بعرفة فشرب منه قال ابن السكيت: هي المقيمات في الحمض، ويقال: أطيب الألبان ألبان الأوارك، وقال أبو ذؤيب الهذلي:
تخـير مـن لـبـن الآركـا ت في الصيف بادية والحضر وأركتها أنا أركا من حد نصر: فعلت بها ذلك. وأرك الرجل أركا وأروكا: لج.
وأرك في الأمر أروكا: تأخر. وأرك الجرح أروكا: سكن ورمه وتماثل وبرأ وصلح، وقال شمر: يأرك ويأرك أروكا لغتان. وأرك بالمكان أروكا من حدي نصر وضرب: أقام به فلم يبرح كأرك، كفرح أركا. وأرك الأمر في عنقه: ألزمه إياه يأركه أروكا، كما في اللسان.
وقوم مؤركون أي: نازلون بالأراك يرعونها كما يقال: محمضون من الحمض، ونص أبي حنيفة: قوم مؤركون: رعت إبلهم الأراك، كما يقال: معضون: إذا رعت إبلهم العض، قال:
أقول وأهلي مؤركون وأهلـهـا
معضون إن سارت فكيف نسير?
صفحة : 6637
قال ابن سيده: وهو بيت معنى قد وهم فيه أبو حنيفة، ورد عليه بعض حذاق
المعاني، وهو مذكور في موضعه. والأريكة، كسفينة: سرير في حجلة من دونه ستر،
ولا يسمى منفردا أريكة، وقال الزجاج: فراش في حجلة، وقيل: هو السرير مطلقا
سواء كان في حجلة أو لا أو كل ما يتكأ عليه من سرير أو فراش أو منصة، وقيل:
الأريكة: سرير منجد مزين في قبة أو بيت، فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة
نقله الصاغاني أريك، وأرائك ومنه قوله تعالى: على الأرائك ينظرون و على
الأرائك متكئون وقال الراغب في المفردات: سمى به لاتخاذه في الأصل من
الأراك، أو لكونه محل الإقامة من أرك بالمكان أروكا: أقام به، وأصله
الإقامة لرعي الأراك، ثم تجوز به في غيره من الإقامات. وأركها أي المرأة
تأريكا: سترها بها قال الشاعر:
تبين أن أمك لـم تـؤرك ولم ترضع أمير المؤمنينا وفي الصحاح: يقال: ظهرت أريكة الجرح، أي: ذهبت غثيثته، وظهر لحمه الصحيح الأحمر ولم يعله الجلد، وليس بعد ذلك إلا علو الجلد والجفوف. وأرك، محركة: وقال: يا قوت: مدينة صغيرة في طرف برية حلب قرب تدمر، وأرض ذات نخل وزيتون، وهي من فتوح خالد بن الوليد في اجتيازه من العراق إلى الشام، قال: وقد ضم ابن دريد همزته، وأنشد في اللسان للقطامي:
وقد تعرجت لما وركت أركـا ذات الشمال وعن أيماننا الرجل وأرك أيضا: طريق في قفا حضن وهو جبل بين نجد والحجاز.
وذو أرك، كجبل وعنق: واد باليمامة من أودية العلاة، وله يوم معروف، واقتصر فيه ياقوت على الضبط الأخير. وأرك، كعدل: فيه أبنية عظيمة بزرنج، مدينة بسجستان بين باب كركويه وباب نيشك، بناها عمرو بن الليث، ثم صارت دار الإمارة، وهي الآن تسمى بهذا الاسم.
قلت: والمشهور فيه كاف الفارسية، وعند النسبة إليه يحركون. وذو أروك، بالضم: واد في بلادهم، وضبطه ياقوت بالفتح. وأرك، بالضم وبضمتين: بين جبل طيئ وبين المدينة المشرفة، قاله ابن الأعرابي، قال وليس تصحيف أرل، وقيل: جبل، وقيل: اسم مدينة سلمى أحد جبلي طيئ. وأريك كأمير: واد ذو حسى في بلاد بني مرة، قاله أبو عبيدة في شرح قول النابغة:
عفا ذو حسى من فرتنا فالفوارع فشطا أريك فالتلاع الـدوافـع وفي الصحاح عفا حسم... فجنبا أريك، وقيل: هو اسم جبل بالبادية وقيل: أريك إلى جنب النقرة، وهما أريكان: أسود وأحمر، وهما جبلان، وقيل: هو بقرب معدن النقرة شق منه لمحارب، وشق منه لبني الصادر من بني سليم، وهو أحد الخيالات المحتفة بالنقرة، ورواه بعضهم بالتصغير عن ابن الأعرابي، قال بعض بني مرة يصف ناقة:
إذا أقبلت قلت مشـحـونة
أطاع لها الريح قلعا جفولا
فمرت بذي خشـب غـدوة وجازت
فويق أريك أصيلا
نخبط بالـلـيل حـزانـه
كخبط القوي العزيز الذليلا
قلت: الشعر لبشامة بن عمرو، ويدل على أن أريكا جبل قول جابر بن حنى التغلبي:
تصعد في بطحاء عرق كأنها
ترقى إلى أعلى أريك بسلم
صفحة : 6638
وأريكتان، مصغرة هكذا ضبطه الأصمعي، وقال غيره: هما أريكتان بالفتح: جبلان
أسودان لأبي بكر بن كلاب ولهما بئار، وقال الأصمعي: أريكة، بالتصغير: ماءة
لبني كعب بن عبد الله بن أبي بكر بقرب عسقلان، وقال أبو زياد: ومما يذكر من
مياه أبي بكر بن كلاب أريكة، وهي بغربي الحمى حمى ضرية، وهي أول ما ينزل
عليه المصدق من المدينة المشرفة.
وأراكة، كسحابة: من أسمائهن. وأراكة بن عبد الله الثقفي، ويزيد بن عمرو بن أراكة الأشجعي: شاعران. وقال ابن عباد: المأروك: الأصل من قوله:
وأنت في المأروك من قحاحها وروى أبو تراب عن الأصمعي: هو آرضهم بكذا، وآركهم بكذا أي: أخلقهم أن يفعله، قال الأزهري: ولم يبلغني ذلك عن غيره.
وائترك الأراك: استحكم وضخم نقله الصاغاني، وقال رؤبة:
لعيصه أعياص ملتف شوك
من العضاه والأراك المؤترك
وقد تقدم. أو ائترك: أدرك أو التف وكثر. ويقال: عشب له إرك، بالكسر أي: تقيم فيه الإبل عن ابن عباد.
ومما يستدرك عليه: أراك، كسحاب:
جبل. وذو الأراكة: نخل بموضع من اليمامة لبني عجل، قال عمارة بن عقيل:
وبذي الأراكة منكم قد غادروا جيفا كأن رؤوسها الفخـار وقال رجل يهجو بني
عجل، وكان نزل بهم فأساءوا قراة:
لا ينزلن بذي الأراكة راكب
حتى يقدم قبلـه بـطـعـام
ظلت بمخترق الرياح ركابنا
لا مفطرين بها ولا صـوام
يا عجل قد زعمت حنيفة أنكم عتم
القرى وقـلـيلة الآدام
وتلا الأراك: قرية بمصر.
أ ز ك
إزكي، بالكسر: قرية بعمان للأزارقة كثيرة الأنهار والرياض، وقد رأيت جملة
من أهلها.
أ س ك
الأسكتان بالفتح عن ابن سيده ويكسر وعليه اقتصر الجوهري والصاغاني: شفرا
الرحم كما في المحكم، وقال الخارزنجي: شفرا الحياء أو جانباه أي: الرحم مما
يلي شفريه كما في المحكم أو جانبا الفرج، وهما قذتاه كما في الصحاح، وطرفاه
الشفران، قال جرير:
ترى برصا يلوح بأسكتيها كعنفقة الفرزدق حين شابا إسك بالكسر وأنشد ابن الأعرابي:
قبح الإله ولا أقبح غيرهـم إسك الإماء بني الأسك مكدم قال ابن سيده: كذا رواه إسك بالإسكان.
ويروى الفتح فيه أيضا. وقال الخارزنجي: إسكة وإسك كعنب مثل قربة وقرب، وأنشد في اللسان لمزرد:
إذا شفتاه ذاقتا حر طعـمـه ترمزتا للحر كالإسك الشعر والمأسوكة: هي التي أخطأت خافضتها فأصابت غير موضع الخفض وفي التهذيب فأصابت شيئا من أسكتيها. وآسك، كهاجر: قال ياقوت: قال أبو علي: ومما ينبغي أن تكون الهمزة في أوله أصلا من الكلم المعربة قولهم في اسم الموضع الذي قرب أرجان آسك، وهو الذي ذكره الشاعر في قوله:
أألفا مسلم فيما زعمتم
ويقتلهم بآسك أربعونا
صفحة : 6639
فآسك مثل آخر وآدم في الزنة، ولو كانت على فاعل، نحو طابق وتابل لم تنصرف
أيضا، للعجمة والتعريف، وإنما لم نحمله على فاعل لأن ما جاء من نحو هذه
الكلم فالهمزة في أوائلها زائدة، وهو العالم، فحملناه على ذلك، وإن كانت
الهمزة الأولى أصلا، وكانت فاعلا لكان اللفظ كذلك، انتهى. وهو بلد من نواحي
الأهواز بين أرجان ورامهرمز، وبينها وبين أرجان يومان، وبينها وبين الدورق
يومان، وهي بلدة ذات نخل ومياه، وفيها إيوان عال في صحراء على عين غزيرة،
وبازاء الإيوان قبة عالية من بناء قباذ، والد أنوشروان الملك، وكان بها
وقعة للخوارج. والشعر الذي ذكره هو لأحد بني تيم الله بن ثعلبة اسمه عيسى
بن فاتك الخطى، وقد ساق قصتهم ياقوت، وأوسع في ذلك البلاذري في تاريخه.
ومما يستدرك عليه: الإسك، بالكسر: جانب الاست، قاله شمر، وبه فسر ما أنشده ابن الأعرابي، وقد ذكر. ويقال للإنسان إذا وصف بالنتن إنما هو إسك أمة، وإنما هو عطينة.
وامرأة مأسوكة: أصيبت أسكتاها. والفعل أسكها يأسكها أسكا.
أ ش ك
أشك ذا خروجا: لغة في وشك ذا، وسيأتي في وشك.
أ ف ك
أفك، كضرب وعلم وهذه عن ابن الأعرابي أفكا، بالكسر والفتح والتحريك وقد قرئ
بهن قوله تعالى: وذلك إفكهم أفوكا بالضم: كذب، ومنه حديث عائشة - رضي الله
عنها - حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا، أي: الكذب عليها مما رميت به،
كأفك تأفيكا، قال رؤبة:
لا يأخذ التأفيك والتحزي
فينا ولا قول العدا ذو الأز فهو أفاك وأفيك وأفوك: كذاب، ومنه قوله تعالى:
ويل لكل أفاك أثيم .
وأفكه عنه يأفكه أفكا بالفتح فقط: صرفه عن الشيء وقلبه ومنه قوله تعالى: أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا وقيل صرفه بالإفك أو قلب رأيه ومعنى الآية: تخدعنا فتصرفنا، وكذلك قوله تعالى: يؤفك عنه من أفك أي يصرف عن الحق من صرف في سابق علم الله تعالى، وقال مجاهد: أي يؤفن عنه من أفن، وقال عروة بن أذينة:
إن تك عن أحسن المروءة مأ
فوكا ففي آخرين قد أفكـوا
أي: إن لم توفق للإحسان فأنت في قوم قد صرفوا عن ذلك أيضا، كما في الصحاح.
صفحة : 6640
وأفك فلانا أفكا: جعله يأفك أي: يكذب. وأفكه أفكا: حرمه مراده وصرفه عنه.
والمؤتفكات: مدائن خمسة، وهي: صعبة وصعدة وعمرة ودوما وسدوم وهي أعظمها،
ذكره الطبري عن محمد بن كعب القرظي، قاله السهيلي في الإعلام في الحاقة،
ونقله شيخنا قلبت على قوم لوط عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، سميت بذلك
لانقلابها بالخسف، قال تعالى: والمؤتفكة أهوى وقال تعالى: والمؤتفكات.
أتتهم رسلهم بالبينات قال الزجاج: ائتفكت بهم الأرض، أي: انقلبت، يقال:
إنهم جميع من أهلك، كما يقال للهالك: قد انقلبت عليه الدنيا، وروى النضر بن
أنس عن أبيه: أي بني، لا تنزلن البصرة فإنها إحدى المؤتفكات قد ائتفكت
بأهلها مرتين، وهي مؤتفكة بهم الثالثة، قال شمر: يعني أنها غرقت مرتين،
فشبه غرقها بانقلابها، والائتفاك عند أهل العربية: الانقلاب، كقريات قوم
لوط التي ائتفكت بأهلها، أي انقلبت، وفي حديث سعيد بن جبير - وذكر قصة هلاك
قوم لوط - قال: فمن أصابته تلك الأفكة أهلكته، يريد العذاب الذي أرسله الله
عليهم فقلب بها ديارهم، وفي حديث بشير بن الخصاصية قال له النبي صلى الله
عليه وسلم: ممن أنت? قال: من ربيعة، قال: أنتم تزعمون لولا ربيعة لائتفكت
الأرض بمن عليها أي: انقلبت. والمؤتفكات أيضا: الرياح التي تقلب الأرض، أو
هي التي تختلف مهابها، ومن ذلك يقال: إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض أي: زكا
زرعها، وقول رؤبة:
وجون خرق بالرياح مؤتفك أي اختلفت عليه الرياح من كل وجه.
والأفيك كأمير: العاجز القليل الحزم والحيلة عن الليث، وأنشد:
مالي أراك عاجزا أفيكا وقيل: الأفيك: هو المخدوع عن رأيه، كالمأفوك وقد أفك، كعني. والأفيكة بهاء: الكذب كالإفك ج: أفائك وتقول العرب: يا للأفيكة، بكسر اللام وفتحها، فمن فتح اللام فهي لام استغاثة، ومن كسرها فهي تعجب، كأنه قال: يا أيها الرجل اعجب لهذه الأفيكة، وهي الكذبة العظيمة.
وأفكان: كان ليعلى بن محمد ذا أرحية وحمامات وقصور، هكذا قالوا، نقله ياقوت.
ومن المجاز: الأفكة، كفرحة: السنة المجدبة وسنون أوافك: مجدبات، نقله الزمخشري.
والأفك، محركة: مجمع الفك والخطمين هكذا في النسخ، والذي في المحيط: مجمع الخطم ومجمع الفكين، كذا نقله الصاغاني. والأفك بالضم: جمع أفوك للكذاب كصبور وصبر.
وائتفكت البلدة بأهلها، أي: انقلبت وقد ذكر قريبا. ومن المجاز: المأفوك: المكان لم يصبه مطر، وليس به نبات، وهي بهاء يقال: أرض مأفوكة: أي: مجدودة من المطر ومن النبت، نقله الجوهري والزمخشري. وقال أبو زيد: المأفوك: المأفون، وهو الضعيف العقل والرأي، وقال أبو عبيدة: رجل مأفوك: لا يصيب خيرا، ولا يكون عندما يظن به من خير، كما في الصحاح، وفعلهما أفك كعني أفكا، بالفتح: إذا ضعف عقله ورأيه، ولم يستعمل أفكه الله بمعنى أضعف عقله، وإنما أتى أفكه بمعنى صرفه، كما في اللسان.
ومما يستدرك عليه:
صفحة : 6641
أفك الناس يأفكهم أفكا: حدثهم بالباطل، قال الأزهري: فيكون أفك وأفكته، مثل
كذب وكذبته. وقال شمر: أفك الرجل عن الخير: إذا قلب عنه وصرف. وقال ابن
الأعرابي: ائتفكت تلك الأرض أي: احترقت من الجدب. وأفكه أفكا: خدعه. ويقال:
رماه الله بالأفيكة، أي: بالداهية المعضلة، عن ابن عباد.
أ ك ك
الأكة: الشديدة من شدائد الدهر، كالأكاكة هذه عن الليث، وفي الصحاح: من
شدائد الدنيا.
والأكة أيضا: شدة الدهر وشدة الحر مع سكون الريح، مثل الأجة، إلا أن الأجة: التوهج، والأكة: الحر المحتدم الذي لا ريح فيه، ويقال: أصابتنا أكة. والأكة: سوء الخلق وضيق الصدر. والأكة: الحقد يقال: إن في نفسه علي لأكة، أي حقدا. وقال أبو زيد: رماه الله بالأكة: أي بالموت. وقال ابن عباد: الأكة: إقبالك بالغضب على أحد وفي التكملة: على الإنسان.
وفي الموعب: الأكة: الضيق والزحمة قال الراجز:
إذا الشريب أخذته أكه
فخله حتى يبك بكه
قال: الشريب: الذي يسقى إبله مع إبلك، يقول: فخله يورد إبله الحوض حتى يباك عليه، أي يزدحم فيسقى إبله سقية، هكذا أنشده الجوهري وابن دريد، ومثله في الموعب قال الصاغاني: وهو لعامان بن كعب بن عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم. والأكة: سكون الريح يقال: يوم أك وأكيك، وعك وعكيك، وحكى ثعلب: يوم عك أك: شديد الحر مع لين واحتباس ريح، حكاها مع أشياء إتباعية، قال ابن سيده: فلا أدري أذهب به إلى أنه شديد الحر، وأنه يفصل من عك، كما حكاه أبو عبيد وغيره، وفي التهذيب: يوم ذو أك، وذو أكة، وفي الموعب: يوم عك أك: حار ضيق غام، وعكيك أكيك مثله. وقد أك يومنا يؤك أكا وائتك وهو افتعل منه، وهو يوم مؤتك، قال الأزهري: وكذلك العك في وجوهه. وأكه أكا، وأكة: رده. وأكه أكا: زاحمه، عن ابن دريد. وأك فلان: ضاق صدره، عن ابن عباد. وائتك الورد: ازدحم، معنى الورد جماعة الإبل الواردة. وائتك من ذلك الأمر: أي عظم عليه، وأنف منه، وقيل: ائتك فلان من أمر، أي: أرمضه. وائتكت رجلاه: اصطكتا وأنشد ابن فارس:
في رجله من نعظه ائتكاك ومما يستدرك عليه: ليلة أكة: شديدة الحر. والأكة: الداهية، عن ابن عباد. ووقع في أكة: أي ضيق.
أ ل ك
ألك الفرس اللجام بفيه يألكه ألكا: مثل علكه عن ابن سيده، وقال الليث:
قولهم: الفرس يألك اللجم، والمعروف يلوك أو يعلك، أي: يمضغ. قال: ومنه
الألوكة والمألكة بضم اللام وتفتح اللام أيضا والألوك والمألك بضم اللام
قال سيبويه: ليس في الكلام مفعل. وقال كراع: لا مفعل غيره كل ذلك بمعنى
الرسالة اقتصر الليث منها علي المألكة والألوك، وزاد الجوهري المألك
والألوكة، ذكره ابن سيده والصاغاني، قال الليث: سميت الرسالة ألوكا، لأنها
تؤلك في الفم، ومثله قول ابن سيده، وأنشد الجوهري للبيد:
وغلام أرسلته أمـه بألوك فبذلنا ما سأل وشاهد المألكة قول مهر بن كعب:
أبلغ أبا دختنوس مألـكة عن الذي قد يقال بالكذب وأنشد ابن بري:
أبلغ يزيد بني شيبان مألكة
أبا ثبيت أما تنفك تأتكـل
صفحة : 6642
قال: إنما أراد تأتلك، من الألوك، حكاه يعقوب في المقلوب، قال ابن سيده:
ولم نسمع نحن في الكلام تأتلك من الألوك، فيكون هذا محمولا عليه مقلوبا
منه، وأما شاهد مألك فقول عدي بن زيد العبادي:
أبلغ النعمان عني مـألـكـا أنه قد طال حبسي وانتظاري قال شيخنا: وقوله: لا مفعل غيره هذا الحصر غير صحيح؛ ففي شرح التصريف للمولى سعد الدين أن مفعلا مرفوض في كلامهم إلا مكرما ومعونا، وزاد غيره مألكا للرسالة، ومقبرا، ومهلكا، وميسرا للسعة، وقرئ: فنظرة إلى ميسره بالإضافة، قيل: ويحتمل أن الأصل في الألفاظ المذكورة مفعلة ثم حذفت التاء، وذلك ظاهر في قراءة ميسره. وفي ارتشاف الشيخ أبي حيان - بعد ذكر الستة المذكورة - ولم يأت غيرها وقيل: هو أي: مفعل جمع لما فيه الهاء.
وقال السيرافي: مفرد أصله الهاء رخم ضرورة؛ إذ لم يرد إلا في الشعر. قال شيخنا: وهو في غير ميسره ظاهر، أما هي فوردت في القرآن، ثم نقل عن بحرق في شرح اللامية بعد ما نقل كلام المصنف، مع أنه - أي المصنف - ذكر الباقيات في موادها، وكان مراده ما انفرد بالضم دون مشاركة غيره، لكن يرد عليه مكرم ومعون. قلت: قد سبق إنكار سيبويه هذا الوزن، وهذا الذي ذكره شيخنا من الحصر هو نص كراع بعينه، قال في كتابيه المجرد والمنضد: المألك: الرسالة، ولا نظير لها، أي لم يجئ على مفعل إلا هي، وما ذكره عن شرح التصريف وأبي حيان والسيرافي وبحرق من ذكر مكرم ومعون فقد سبقهم بذلك الإمام أبو محمد ابن بري، فإنه قال: ومثله مكرم ومعون، وأما قول أبي حيان: قيل: إنه جمع لما فيه الهاء، فهو الذي حكاه أبو العباس محمد بن يزيد في شرح قول عدي السابق، قال: مألك: جمع مألكة، قال ابن سيده: وقد يجوز أن يكون من باب إنقحل في القلة، قال: والذي روي عن أبي العباس أقيس، وقول السيرافي: إنه رخم ضرورة؛ إذ لم يرد إلا في الشعر. قلت: وشاهد مكرم قول الشاعر أنشده ابن بري:
ليوم روع أو فعال مكرم وشاهد معون قول جميل، أنشده ابن بري:
بثين الزمي لا إن لا إن لزمته على كثرة الواشين أي معون فتحقق بذلك أنهما إنما رخما لضرورة شعر، وأما القراءة المذكورة فقد نقلها الجوهري في ي س ر، ونقل عن الأخفش أنه قال: غير جائز، لأنه ليس في الكلام مفعل بغير الهاء، وأما مكرم ومعون فإنهما جمع مكرمة ومعونة، وبهذا يظهر أن ما نقله كراع من الحصر وقلده المصنف صحيح بالنسبة، وإن كان الحق مع سيبويه في قوله: ليس في الكلام مفعل فإن جميع ما ورد على وزنه إنما هو في أصله الهاء، وما أدق نظر الجوهري حيث قال: وكذلك المألك والمألكة، بضم اللام منهما، ولم يتعرض لقول كراع، إشارة إلى أن أصله المألكة مرخم منه، وليس ببناء على الأصل، فتأمل ذلك وأنصف. وقيل: الملك واحد الملائكة مشتق منه، و أصله مألك ثم قلبت الهمزة إلى موضع اللام فقيل ملأك، وعليه قول الشاعر:
أيها القاتلون ظلما حسينـا
أبشروا بالعذاب والتنكـيل
كل أهل السماء يدعو عليكم من نبي
وملأك ورسـول
ثم خففت الهمزة بأن ألقيت حركتها
على الساكن الذي قبلها فقيل: ملك، وقد يستعمل متمما، والحذف أكثر، ونظير
البيت الذي تقدم أيضا قول الشاعر:
صفحة : 6643
فلست لإنسي ولكن لمـلأك تنزل
من جو السماء يصوب والجمع ملائكة، دخلت فيها الهاء لا لعجمة ولا لنسب، ولكن
على حد دخولها في القشاعمة والصياقلة، وقد قالوا: الملائك، وقال ابن
السكيت: هي المألكة والملأكة على القلب، والملائكة جمع ملأكة، ثم ترك
الهمز، فقيل: ملك في الوحدان، وأصله ملأك، كما ترى، وسيأتي شيء من ذلك في م
ل ك. وقال ابن عباد: قد يكون الألوك: الرسول. قال: والمألوك: المألوق وهو
المجنون، الكاف بدل عن القاف. ويقال: جاء فلان إلى فلان وقد استألك مألكته،
أي: حمل رسالته. ويقال أيضا: استلأك كما سيأتي.
ومما يستدرك عليه: ألكه يألكه ألكا: أبلغه الألوك، عن كراع. وألك بين القوم: إذا ترسل. وقال ابن الأنباري: يقال: ألكني إلى فلان، يراد به أرسلني، وللاثنين ألكاني، وألكوني، وألكيني وألكنني والأصل في ألكني ألئكني، فحولت كسرة الهمزة إلى اللام، وأسقطت الهمزة، وأنشد:
ألكني إليها فخير الرسو ل أعلمهم بنواحي الخبر قال: ومن بني على الألوك قال: أصل ألكني أألكني، فحذفت الهمزة الثانية تخفيفا. وأنشد:
ألكني يا عيين إليك قولا قال الأزهري: ألكني: ألك لي، وقال ابن الأنباري: ألكني إليه، أي: كن رسولي إليه، وقال غيره: أصل ألكني: أألكني، أخرت الهمزة بعد اللام وخففت بنقل حركتها على ما قبلها وحذفها، يقال: ألكني إليها برسالة، وكان مقتضى هذا اللفظ أن يكون معناه أرسلني إليها برسالة إلا أنه جاء على القلب؛ إذ المعنى: كن رسولي إليها بهذه الرسالة، فهذا على حد قولهم:
ولا تهيبني الموماة أركبها أي ولا أتهيبها، وكذلك ألكني لفظه يقتضي أن يكون المخاطب مرسلا والمتكلم مرسلا، وهو في المعنى بعكس ذلك، وهو أن المخاطب مرسل والمتكلم مرسل، وعلى ذلك قول ابن أبي ربيعة:
ألكني إليها بالسلام فإنه ينكر إلمامي بها ويشهر أي بلغها سلامي وكن رسولي إليها. وقد تحذف هذه الباء فيقال: ألكني إليها السلام قال عمرو بن شأس:
ألكني إلى قومي السلام رسالة بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا فالسلام مفعول ثان، ورسالة بدل منه، وإن شئت حملته إذا نصبت على معنى بلغ عني رسالة، والذي وقع في شعر عمرو بن شأس:
ألكني إلى قومي السلام ورحمة ال إله فما كانوا ضعافـا ولا عـزلا وقد يكون المرسل هو المرسل إليه، وذلك كقولك: ألكني إليك السلام: أي كن رسولي إلى نفسك بالسلام، وعليه قول الشاعر:
ألكني يا عتيق إليك قولا ستهديه الرواة إليك عني وفي حديث زيد بن حارثة وأبيه وعمه:
ألكني إلى قومي وإن كنت نائيا فإني قطين البيت عند المشاعر أي بلغ رسالتي. وتقدم في ترجمة ع ل ج يقال: هذا ألوك صدق، وعلوك صدق، وعلوج صدق، لما يؤكل، وما تلوكت بألوك، وما تعلجت بعلوج.
أ ن ك
صفحة : 6644
الآنك، بالمد وضم النون قال الجوهري: وهو من أبنية الجمع وليس أفعل غيرها
أي في الواحد، قاله الأزهري، زاد الجوهري وأشد زاد الصاغاني، وآجر، في لغة
من خفف الراء، قال الأزهري فأما أشد فمختلف فيه: هل هو واحد أو جمع، وقيل:
يحتمل أن يكون الآنك فاعلا لا أفعلا، وهو شاذ. قلت: وقد سبق هذا القول في ش
د د عند قوله تعالى: حتى يبلغ أشده ويروى أيضا بضم الهمزة، قال السيرافي:
وهي قليلة، ومر الاختلاف في كونه جمعا أو مفردا، وعلى الأول فهل هو جمع شدة
أو شد بالفتح، أو بالكسر، أو جمع لا واحد له من لفظه، ومر هناك أيضا قول
شيخنا، ولعل مراده من الأسماء المطلقة التي استعملتها العرب، فلا ينافي
ورود أعلام على بلاد ككابل وآمل، وما يبديه الاستقراء، فتأمل ذلك: الأسرب
وهو الرصاص القلعي، قاله القتيبي. قال الأزهري: وأحسبه معربا أو أبيضه أو
أسوده أو خالصه وقال القاسم بن معن: سمعت أعرابيا يقول: هذا رصاص آنك، أي
خالص، وقال كراع: هو القزدير، وقال: وليس في الكلام على فاعل غيره، فأما
كابل فأعجمي، وقد جاء في الحديث: من استمع إلى قينة صب الله الآنك في أذنه
يوم القيامة رواه ابن قتيبة. وقال ابن الأعرابي: أنك يأنك: عظم وغلظ وبه
فسر قول رؤبة:
في جسم خدل صلهبي عممه
يأنك عن تفئيمه مفأمه
أي يعظم، وقال الأصمعي: لا أدري ما يأنك? وقال ابن عباد: أنك البعير يأنك: إذا عظم وطال، وقيل: إذا توجع. وقيل: أنك الرجل: إذا طمع وأسف لملائم الأخلاق كما في المحيط والعباب والتكملة.
أ و ك
الأوكة أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو الغضب والشر يقال:
كانت بينهم أوكة: أي شر، كما في العباب والتكملة.
أ ي ك
الأيك: الشجر الملتف الكثير كما في الصحاح. وقيل: الغيضة تنبت السدر
والأراك ونحوهما من ناعم الشجر، قاله الليث. أو الجماعة من كل الشجر حتى من
النخل وخص بعضهم به منبت الأثل ومجتمعه، وقال أبو حنيفة: الأيك: الجماعة
الكثيرة من الأراك تجتمع في مكان واحد الواحدة أيكة وقد خالف هنا اصطلاحه
فتأمل، قال أبو ذؤيب:
موشحة بالطرتـين دنـا لـهـا جنى أيكة يضفو عليها قصارها وقد جعلها الأخطل من النخيل فقال:
يكاد يحار المجتنى وسط أيكها
إذا ما تنادى بالعشي هديلهـا
صفحة : 6645
قال الجوهري: ومن قرأ أصحاب الأيكة فهي الغيضة قال الصاغاني: وهو في القرآن
في أربعة مواضع: في الحجر والشعراء وص، قرأ كلهم في الحجر بكسر الهمزة وكذا
في سورة ق إلا ورشا فإنه يترك منها الهمز ويرد حركته على اللام قبلها، وقرأ
أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر ليكة في الشعراء وص، والباقون الأيكة
ومن قرأ ليكة فهي اسم القرية، وموضعه اللام وليس في الصحاح وموضعه اللام،
وإنما قال - بعد قوله القرية - ويقال: هما مثل بكة ومكة، وفي التهذيب: وجاء
في التفسير أن اسم المدينة كان ليكة، واختار أبو عبيد هذه القراءة، وجعل
ليئكة لا ينصرف، ومن قرأ: أصحاب الأيكة قال: الأيك: الشجر الملتف، وجاء في
التفسير أن شجرهم كان الدوم، وروى شمر عن ابن الأعرابي قال: يقال: أيكة من
أثل، ورهط من عشير، وقصيمة من غضى. وقال الزجاج: يجوز وهو حسن جدا كذب
أصحاب ليكة بغير ألف على الكسر، على أن الأصل الأيكة فألقيت الهمزة فقيل:
أليكة، ثم حذفت الألف فقال: ليكة، والعرب تقول: الأحمر قد جاءني، وتقول -
إذا ألقت الهمزة - ألحمر قد جاءني بفتح اللام وإثبات ألف الوصل، وتقول أيضا
لحمر جاءني يريدون الأحمر، قال: وإثبات الألف واللام فيها في سائر القرآن
يدل على أن حذف الهمزة منها التي هي ألف الوصل بمنزلة قولهم لحمر، ووقع في
صحيح الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رضي الله تعالى عنه في باب التفسير
أصحاب اللايكة هكذا بتشديد اللام جمع أيكة وهو غريب وكأنه وهم فإنه ليس وجه
يصححه ولا تكلم به أحد من الأئمة، ولكنه رضي الله تعالى عنه ثقة فيما ينقل،
فينبغي أن يحسن الظن به، وقد تعرض له الشراح، وأجابوا عنه وصححوه، فليراجع
فتح الباري فإن فيه مقنعا. وأيك الأراك كسمع، واستأيك: صار أيكة وخفف
الراجز ياءه فقال:
ونحن من فلج بأعلى شعب
أيك الأراك متداني القضب
قاله ابن سيده والصاغاني.
وأيك أيك ككتف أي مثمر وقيل: هو على المبالغة، كما في المحكم.
ومما يستدرك عليه: إيك، ويقال: إيج: مدينة بفارس، ومنه الإيكيون المحدثون، والجيم أكثر.