الباب الثاني والعشرون: باب الكاف - الفصل الثالث: فصل التاء مع الكاف

فصل التاء مع الكاف

ت ب ك
تبوك؛ لأن الأزهري قد نقل عن بعض أصالة التاء، كما سبق، فينبغي أن يشير إليه، كما فعل في تبراك مع أنه ذكره في برك ويقوي هذا القول ما سمعت من عامة أهل الشام ينطقون به بضم الأول، ولذا ذكره الصاغاني وصاحب اللسان هنا مرة ثانية.

ومما يستدرك عليه: تنبوك: شعب، قال رؤبة:

أسرى وقتلى في غثاء المغتثي

بشعب تنبوك وشعب العوبـث قال الصاغاني: فإن كان وزنه فنعولا فهذا محل ذكره. قلت: ويقال: فلان في تنبوك عزه أي: غاية ما بلغ من عزه، سمعتها من عرب الحجاز. وتنبوك أيضا: قرية بنواحي عكبراء من العراق، وإليها نسب أبو القاسم نصر بن علي التنبوكي العكبري.

ت ب ذ ك
تبوذك بضم الموحدة بعد المثناة الفوقية المفتوحة، وضبطها عبد القادر بن رسلان في أسماء رجال البخاري بتشديد الموحدة وفتح الذال المعجمة، وقد أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان، وهو: هكذا ذكروه ولم يعين. وأبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري البصري الحافظ، روى عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص المدني، وشعبة، وحماد بن سلمة، وأبان العطار، وعنه البخاري في صحيحه، وأبو حاتم، وأبو زرعة مات سنة 223 قال ابن رسلان: ووقع في بعض نسخ الصحيح التنوخي بدل التبوذكي، قال الغساني: وهو خطأ، وقال الكرماني: هو سهو من قلم الناسخ، وإنما قيل له: التبوذكي؛ لأن قوما من أهل تبوذك ذلك الموضع الذي ذكره نزلوا في داره أو نزل دار قوم من أهل تبوذك، أو لأنه اشترى دارا بها قاله أبو حاتم، وأنث الضمير بنية القرية. أو التبوذكي: من يبيع ما في بطون الدجاج من القلب والكبد والقانصة قاله أبو ناصر، ونقله عنه ابن الأثير.

ومما يستدرك عليه: تبادكان: قرية من أعمال مشهد خراسان، والدال مهملة، منها شمس الدين محمد بن محمد التبادكاني الشافعي، شارح منازل السائرين، أخذ عن الزين الخاني. والنظام عبد الحق التبادكاني، وعنه العلاء بن العفيف الإيجي، مات بعد سنة خمس وسبعين وثمانمائة.

ت ب ر ك
تبرك بالمكان: أقام. وتبراك، كقزطاس: هذا الحرف قد تقدم في ب ر ك وهناك ذكره الجوهري والأئمة، ومر الشاهد على الموضع، وأنه مشتق منه، وكأنه أعاده ثانيا على قول من قال: إن التاء غير زائدة ونظيره ما مر له في تيفاق الكعبة وغيرها، والصواب أن التاء زائدة كما تقدم.

ت ر ك

صفحة : 6663

تركه يتركه تركا وتركانا بالكسر وهذه عن الفراء، واتركه كافتعله، وفي الصحاح قال فيه: فما اترك، أي: ما ترك شيئا، وهو افتعل: ودعه. قال شيخنا: وفيه استعمال الذي أماتوه. قلت: وفسره الجوهري بخلاه، وكذلك في الأساطير والعباب، قال شيخنا: وفسره أهل الأفعال بطرحه وخلاه. قلت: ولفظ الودع وقع في المحكم، فإنه قال: الترك: ودعك الشيء، تركه يتركه تركا. قال شيخنا: وقد يعلق الترك باثنين، فيكون مضمنا معنى صير، فيجري على نمط أفعال القلوب، كتركهم في ظلمات، قاله الزمخشري والبيضاوي، قال الملا عبد الحكيم في حواشيه: فما في التسهيل من أنه كصير، وفي القاموس أنه بمعنى جعل، بيان للاستعمال، فاعتراض بعضهم على عبد الغفور قبيل بحث المبني غير متجه، فتأمل. انتهى.

وقال الراغب: ترك الشيء: رفضه قصدا واختيارا أو قهرا واضطرارا، فمن الأول قوله: وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض وقوله: واترك البحر رهوا ومن الثاني: كم تركوا من جنات وعيون ومنه تركة فلان: لما يخلفه بعد موته، وقد يقال في كل فعل ينتهي إلى حالة ما: تركته كذا. وتتاركوا الأمر بينهم تفاعل من الترك. وتركة الرجل الميت كفرحة: ميراثه، وهو الذي يخلفه بعد الموت وهو فعلة بمعنى المفعول، أي: الشيء المتروك، وكذلك الطلبة للمطلوب. والتريكة كسفينة: امرأة تترك لا تزوج أي لا يتزوجها أحد، كما هو نص الصحاح وأنشد للكميت:

إذ لا تبض إلـى الـتـرا    ئك والضرائك كف جازر قال اللحياني: ولا يقال ذلك للذكر. والتريكة: روضة يغفل عن رعيها وقيل: هو المرتع الذي كان الناس رعوه إما في فلاة وإما في جبل، فأكله المال حتى أبقى منه بقايا من عوذ. قال ابن بري: وقد استعمله الفرزدق في ما تركه السيل من الماء فقال:

كأن تريكة من ماء مزن     وداري الذكي من المدام وقال أيضا:

سلافة جفن خالطتها تـريكة     على شفتيها والذكي المشوف والتريكة: البيضة بعد أن يخرج منها الفرخ قال ابن سيده: أو يخص بالنعام تتركها بالفلاة بعد خلوها مما فيها، وقيل: هي بيض النعام المفردة، وأنشد ابن بري للمخبل:

كتريكة الأدحى أدفأها      قرد كأن جناحه هدم والتريكة: بيضة الحديد للرأس، قال ابن سيده: وأراها على التشبيه بالتريكة التي هي البيضة كالتركة فيهما أي في بيضة النعام والحديد. ترائك وتريك وترك وأنشد الجوهري للأعشى:

ويهماء قفر تحرج العين وسطها     وتلقى بها بيض النعام ترائكـا وأنشد أيضا للبيد شاهدا على ترك الحديد:

فخمة ذفراء ترتى بالعرا     قردمانيا وتركا كالبصل

صفحة : 6664

قال ابن شميل: الترك: جماعة البيض، وإنما هي شقيقة واحدة وهي البصلة. وقال أبو حنيفة: التريكة: الكباسة بعد أن ينفض ما عليها وتترك، والجمع الترائك. قال: والتريك كأمير: العنقود إذا أكل ما عليه. وقال مرة: التريك: العذق إذا نفض فلم يبق فيه شيء. وقولهم: لا بارك الله فيه ولا تارك ولا دارك كل ذلك اتباع والمعنى واحد. وقال الليث: الترك: الجعل في بعض الكلام، يقال: تركت الحبل شديدا، أي: جعلته شديدا، قال ابن فارس: ما أحسب هذا من كلام الخليل، وقال ابن سيده: ولا يعجبني، وقال الأصبهاني في المفردات: ويجري مجرى جعلته كذا، نحو: تركت فلانا وقيذا، ونقل الصاغاني الحديث شاهدا له، وهو حديث يوم حنين، قال: فرجع الناس بعد ما تولوا حتى تأشبوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تركوه في حرجة سلم، وهو على بغلته والعباس رضي الله عنه يشتجرها بلجامها أي حتى جعلوه وكأنه ضد. قال ابن عرفة: الترك على ضربين: مفارقة ما يكون للإنسان فيه رغبة، وترك الشيء رغبة عنه وقوله تعالى: وتركنا عليه في الآخرين أي: أبقينا له ذكرا حسنا. والترك بالضم: جيل من الناس الواحد تركي، كروم ورومي، وزنج وزنجي أتراك يقال: إنهم بنو قنطوراء، وهي أمة الخليل عليه السلام والمشهور أنهم أولاد يافث بن نوح، وقيل: إنهم الديلم ومنهم التتار، وقيل: نسل تبع، قاله الجلال في التوشيح. وفي الحديث: اتركوا الترك ما تركوكم قلت: وقد اعتمد النمري النسابة على أنهم من أولاد يافث، كما ذكره ابن الجواني في المقدمة.

وقال ابن الأعرابي: ترك الرجل كسمع إذا تزوج تريكة من النساء، وهي العانس في بيت أبويها. وقال ابن عباد: التركة بالفتح: المرأة الربعة والجمع تركات. وفي الحديث الذي رواه سعيد بن جبير - وذكر قصة إسماعيل وما كان من إبراهيم صلوات الله عليهما في شأنه حين تركه بمكة مع أمه، وأن جرهم زوجوه لما شب وتعلم العربية - ثم إنه جاء الخليل صلى الله عليه وسلم إلى مكة يطالع تركته أي هاجر وولدها إسماعيل وهي في الأصل بيضة النعام، فاستعارها؛ لأن النعامة لا تبيض في السنة إلا واحدة في كل سنة، ثم تتركها وتذهب، قال الزمخشري في الفائق: هكذا الرواية بسكون الراء ولو روي بكسر الراء كان وجها. من التركة بمعنى الشيء المتروك هكذا نقله عنه الصاغاني في العباب، وابن الأثير في النهاية.

وروضة التريك كأمير: باليمن من أسافل البلاد، وقال نصر: تريك: مجتمع مياه ومغايض بأسفل اليمن. وبنو تركان، بالضم: أهل بيت من واسط ذكرهم ابن السمعاني في الأنساب.

وأبو التريك محمد بن الحسين بن موسى بن إسحاق الأطرابلسي، كزبير شيخ لابن جميع الغساني، وهو من أطرابلس الشام، وقد حدث عن أبي عتبة، كذا رأيت في معجم شيوخه قلت: وكذا عن الحسن بن أحمد بن مسلم. وعبد المحسن بن تريك الأزجي، سمع من ابن النرسي، وعنه الشيخ البهاء المقدسي: محدثان. وفاته: أبو التريك حسن بن علي بن داود المطرز: محدث، أورده الحافظ. وتركة، بالضم: اسم رجل، واشتهر به عبد الله بن جعفر بن تركة، عن محمد بن حميد الرازي. وهبيرة بن الحسن بن تركة، عن الحسن بن سوار البغوي.

صفحة : 6665

ومعلى بن تركة، عن المسعودي. وأحمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن سلمة بن تركة البغدادي، كتب عنه عبد الغني بن سعيد. وقابوس بن تركة من علماء سجستان في المائة الرابعة. وزيد ويزيد ابنا تركي: شاعران نقلهما الصاغاني.
ومما يستدرك عليه: تاركته في البيع متاركة. وتراك تراك صحبة الأتراك، بمعنى اترك، وهو اسم لفعل الأمر، وأنشد الجوهري لطفيل بن يزيد الحارثي:

تراكها من إبل تراكها
أما ترى الموت لدى أوراكها

وفي كتاب أيام العرب لأبي عبيدة أن الرجز لبكر بن وائل، وكانوا يرتجزون به في القتال يوم الزورين. وقال يونس في كتاب اللغات: تراكها ومناعها: لغتان في الكسر، وهذا في حال الإضافة، وإذا نزعت الإضافة فليس، إلا الكسر. وفي الحديث: إن لله ترائك في خلقه أي: أمورا أبقاها في العباد من الأمل والغفلة حتى ينبسطوا بها إلى الدنيا. وقال ابن الأعرابي: تارك: أبقى. وقال ابن عباد: الترك: القدح الذي يحمله الرجل بيديه. وترك الحذاء: من القراء: اسمه محمد بن حرب، قرأ على سليم. ومحمد بن ترك العطار، وأخته زهرة: حدثا بالإجازة عن أبي شجاع الوراق. ومحمد بن يوسف التركي من شيوخ الطبراني روى عن عيسى بن إبراهيم. وأبو القاسم الحسن بن محمد بن إبراهيم الأنباري التركي بكسر ففتح، هكذا ضبطه تلميذه أبو نصر الوائلي السجزي. وعبد الرحمن بن إبراهيم الأندلسي يعرف بابن تارك، روى عن أصبغ بن الفرج وغيره.

ت ر ن ك
الترنوك، بالضم أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو الحقير المهزول كذا في العباب.

ومما يستدرك عليه: ترنك، كجعفر واد بين سجستان وبست، وهو إليها أقرب، قاله نصر.

ت ك ك
تكه يتكه تكا: قطعه نقله الأزهري عن ابن الأعرابي. أو تكه تكا: إذا وطئه فشدخه، ولا يكون إلا في شيء لين كالرطب والبطيخ ونحوهما، وهذا قول ابن دريد، ووجد أيضا في بعض نسخ الصحاح كتكتكه، وعلى هذا اقتصر الجوهري، ومثله لابن فارس. وتك النبيذ فلانا: إذا بلغ منه مثل هكه وهرجه، نقله الجوهري. والتاك: المهزول. والتاك: الهالك موقا. والتاك: الأحمق يقال: أحمق تاك، وقيل: أحمق فاك تاك، إتباع له أي: بالغ الحمق. وما كنت تاكا وقد تككت كضربت تكوكا كقعود، وقال الكسائي: أبيت إلا أن تحمق وتتك، نقله الجوهري تاكون وتككة محركة وتكاك كرمان وتكك كسكر، ويقال بضمتين كبازل وبزل، وقال ابن الأعرابي: التكك والفكك: الحمقى القيق. والتكه، بالكسر: رباط السراويل قال ابن دريد: لا أحسبها إلا دخيلا، وإن كانوا قد تكلموا بها قديما تكك كعنب. قال: واستتك التكة أي: أدخلها فيه أي في السراويل، وفي الأساس: هو يستتك بالحرير: أي يتخذ منه تكة.

ومما يستدرك عليه: التكيك، كأمير: الذي لا رأي له، هو بين التكاكة، عن الهجري، وأنشد:

ألم تأت التكاكة قد تراهـا     كقرن الشمس بادية ضحيا

صفحة : 6666

والتك، بالضم: طائر يقال له ابن تمرة، عن كراع. وقال أبو عمرو بن العلاء: تقول العرب: ما فيه حاكة ولا تاكة، فالحاكة: الضرس، والتاكة: الناب، نقله الصاغاني. والتكتكة في الفرس: أن يمشي كأنه يطأ على شوك أو نار، مولدة. والمتك، كمصك، بكسر الميم: ما تدخل به التكة في السراويل.

ت ل ك
تالك، وهو إتباع لهالك، هكذا أورده شراح التسهيل في شرح قول الشاعر:

وإنما الهالك ثم التالك نقله شيخنا. وتلك، بالكسر: من أسماء الإشارة، وهذا محل ذكرها، وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وذكر الفاتحة: فتلك بتلك، أي: تلك الدعوة مضمنة بتلك الكلمة أو معلقة بها، وقيل: غير ذلك مما ذكره ابن الأثير، فتأمل ذلك.

ت م ك
تمك السنام يتمك ويتمك من حدى ضرب ونصر تمكا وتموكا فيه لف ونشر مرتب: طال وارتفع، كما في الصحاح. وقيل: تزوى واكتنز، كما في العباب، وزاد في المحكم: و تر، فهو تامك. وفي المحكم التامك: السنام ما كان، وقيل: هو المرتفع، وأنشد الصاغاني لذي الرمة:

درفس رمى روض القذافين متنه     بأعرف ينبو بالحنـيين تـامـك والتامك أيضا: الناقة العظيمة السنام عن ابن سيده، والجمع توامك. وقال ابن دريد: أتمكها الكلأ: إذا سمنها وهو مجاز، وفي الأساس: أتمك الربيع سنامه.

ومما يستدرك عليه: بناء تامك، أي: مرتفع. وقد تمك فيه الحسن، وإنه لتامك الجمال. وتقول: شرفك تامك، وإقبالك سامك، وهو مجاز، كما في الأساس.

ت ي ك
تايك، كهاجر أهمله الجوهري، وقال الحافظ: هو جد أبي علي محمد بن يوسف السمرقندي المحدث روى عنه عبيد الله بن أحمد بن محتاج. وقال ابن سيده وابن عباد: أحمق تايك أي: شديد الحمق قال ابن سيده: ولا فعل له، ولذا لم أخص به الواو دون الياء، ولا الياء دون الواو. وفي المحيط: قد تاك يتيك يقولون: أبيت إلا أن تتيك تيوكا، أي: تحمق. قلت: وقد سبق عن الكسائي تتك تكوكا. والإتاكه: النتف وقد أتاكت قرونا من شعر: أي نتفت، كما في المحيط.