الباب الثاني والعشرون: باب الكاف - الفصل السادس: فصل الحاء مع الكاف

فصل الحاء مع الكاف

ح ب ك
الحبك: الشد والإحكام وإجادة العمل والنسج وتحسين أثر الصنعة في الثوب يقال: حبكه يحبكه ويحبكه من حدى ضرب ونصر حبكا: أجاد نسجه وحسن أثر الصنعة فيه كاحتبكه: أحكمه وأحسن عمله فهو حبيك ومحبوك يقال: ثوب حبيك ومحبوك: أحكم نسجه، وكذلك وتر حبيك، وأنشد ابن الأعرابي لأبي العارم:

فهيأت حشرا كالشهاب يسوقه    ممر حبيك عاونته الأشاجع

صفحة : 6668

والحبك: القطع وضرب العنق يقال: حبكه بالسيف حبكا: ضربه على وسطه، وقيل: هو إذا قطع اللحم فوق العظم، وقال ابن الأعرابي: حبكه بالسيف يحبكه، ويحبكه، حبكا: ضرب عنقه، وقيل: ضربه به. واحتبك بإزاره: احتبى به وشده إلى يديه، نقله أبو عبيد عن الأصمعي في تفسير حديث عائشة رضي الله عنها: أنها كانت تحتبك تحت درعها في الصلاة أي تشد الإزار وتحكمه، أراد أنها كانت لا تصلي إلا مؤتزرة. وكل شيء أحكمته، وأحسنت عمله فقد احتبكته. وقال الأزهري: الذي رواه أبو عبيد عن الأصمعي في الاحتباك أنه الاحتباء غلط، إنما هو الاحتياك بالياء، يقال: احتاك بثوبه، وتحوك به: إذا احتبى به، هكذا رواه ابن السكيت عن الأصمعي وقد ذهب على أبي عبيد رحمه الله، ثم قال: والذي يسبق إلى وهمي أن أبا عبيد كتب هذا الحرف عن الأصمعي بالياء فزل في النقط وتوهمه باء، قال: والعالم وإن كان غاية في الضبط والإتقان فإنه لا يكاد يخلو من خطئه بزلة والله أعلم، قال ابن منظور: ولقد أنصف الأزهري - رحمه الله - فيما بسطه من هذه المقالة، فإنا نجد كثيرا من أنفسنا ومن غيرنا أن القلم يجري فينقط ما لا يجف نقطه، ويسبق إلى ضبط ما لا يختاره كاتبه، ولكنه إذا قرأه بعد ذلك، أو قرئ عليه تيقظ له وتفطن لما جرى به، واستدركه، والله أعلم. والحبكة، بالضم: الحجزة بعينها عن شمر، ومنها أخذ الاحتباك بالباء، وهو شد الإزار، وحكى عن ابن المبارك قال: جعلت سواكي في حبكتي، أي في حجزتي. وقيل: الحبكة: أن ترخي من أثناء حجزتك من بين يديك لتحمل فيه الشيء ما كان. وتحبك تحبكا: شدها أي الحجزة. أو تحبك: تلبب بثيابه عن ابن دريد. قال: وتحبكت المرأة بنطاقها أي تنطقت وذلك إذا شدته في وسطها.

والحبكة أيضا: الحبل يشد به على الوسط. وأيضا: القدة التي تضم الرأس إلى الغراضيف من القتب والرحل كالحباك، ككتاب، ورواه أبو عبيد بالنون، قال ابن سيده: وأراه منه سهوا.

كصرد، وكتب، فالأولى جمع حبكة، والثانية جمع حباك. وحبك الرمل، بضمتين: حروفه وأسناده الواحدة حباك ككتاب. والحبك من الماء والشعر: الجعد المتكسر منهما، الواحد حباك، قال زهير يصف ماء:

مكلل بعميم النبت تنـسـجـه    ريح خريق لضاحي مائه حبك وفي صفة الدجال رأسه حبك أي شعر رأسه متكسر من الجعودة مثل الماء الساكن أو الرمل إذا هبت عليه الريح فيتجعدان ويصيران طرائق، وفي رواية أخرى محبك الشعر بمعناه.

صفحة : 6669

والحبك من السماء: طرائق النجوم كما في الصحاح، وقيل: أي ذات الطرائق والحبيكة واحدها وقال مجاهد: ذات البنيان، وقال الأزهري: هي الطرائق المحكمة، وكل ما تراه من درج الرمل والماء إذا صفقته الريح، فهو حبك، واحدتها حباك وحبيكة، وقال الفراء: الحبك: تكسر كل شيء كالرملة إذا مرت عليها الريح الساكنة، والماء القائم إذا مرت به الريح، وقال ابن عباس: ذات الحبك: الخلق الحسن، قال الزجاج: وأهل اللغة يقولون: ذات الطرائق الحسنة، وقال الراغب ذات الحبك: أي ذات الطرائق، فمنهم من تصور منها الطرائق المحسوسة بالنجوم والمجرة، ومنهم من اعتبر ذلك بما فيه من الطرائق المعقولة المدركة بالبصيرة، وإلى ذلك أشار بقوله تعالى: الذين يذكرون الله قياما وقعودا الآية انتهى. والحبيكة: الطريقة من خصل الشعر، أو البيضة حبيك وحبائك وحبك كسفينة، وسفين، وسفائن، وسفن. وفي الصحاح: الحبيكة والحباك: الطريقة في الرمل ونحوه، وجمع الحباك حبك، وجمع الحبيكة الحبائك. وقال الأزهري: وحبيك البيض للرأس: طرائق حديده، وأنشد:

والضاربون حبيك البيض إذ لحقوا     لا ينقصون إذا ما استلحفوا وحموا قال: وكذلك طرائق الرمل فيما تحبكه الرياح إذا جرت عليه. والحبكة، محركة: الأصل من أصول الكرم، كالحبك بحذف الهاء، وفي بعض النسخ كالحبيك والأولى الصواب وليس بتصحيف. والحبكة: الحبة من السويق، لغة في العبكة عن الليث، قال: يقال: ما ذقنا عنده حبكة، ولا لبكة، قال: وبعض يقول: عبكة، قال: والحبكة والعبكة: من السويق، واللبكة: اللقمة من الثريد، قال الأزهري: ولم نسمع حبكة بمعنى عبكة لغير الليث، قال: وقد طلبته في باب العين والحاء لأبي تراب فلم أجده، والمعروف ما في نحيه عبكة ولا عبقة: أي لطخ من السمن أو الرب، من عبق به وعبك به، أي: لصق به. وذو الحبكة: لقب عبيدة أو عبدة بن سعد بن قيس بن أبي بن عائذ بن سعد بن جذيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد النهدي وابنه كعب بن ذي الحبكة، وكان شيعيا، وسيره عثمان رضي الله عنه فيمن سير إلى جبل الدخان بدنباوند. قلت: وقتله بشر بن أبي أرطاة بتثليث. وقال ابن عباد: الحبك، كخدب: اللئيم.

قال: وكعتل: الشديد. وحبك بها وحبج بها، مثل حبق بها. وحبك فلانا في البيع إذا راده.

وحبك الثوب حبكا: أجاد نسجه وأحكمه. قال ابن عباد: وحباك الحمام بالكسر: سواد ما فوق جناحيه يقال: ما أملح حباك هذه الحمامة، ومثله في الأساس. والمحبوك: الفرس القوي الشديد الخلق المحكمه، قال أبو دواد يصف فرسا:

مرج الدين فـأعـددت لـه    مشرف الحارك محبوك الكتد وقال شمر: دابة محبوكة: إذا كانت مدمجة الخلق. وقال الليث: إنه لمحبوك المتن والعجز: إذا كان فيه استواء مع ارتفاع وأنشد:

على كل محبوك السراة كأنـه     عقاب هوت من مرقب وتعلت

صفحة : 6670

والتحبيك: التوثيق عن شمر، ومنه حبكت العقدة: إذا وثقتها، كما في الأساس. والتحبيك أيضا: التخطيط يقال: كساء محبك: إذا كان مخططا، كما في الأساس. وفي صفة الدجال: محبك الشعر: أي مجعده، ويروى حبك الشعر، بضمتين، وهو بمعناه، الأخيرة عن ابن دريد، ونقله الجوهري أيضا، وفي المصنف لأبي عبيد في الحديث المرفوع: رأسه حبك حبك وقد تقدم.

ومما يستدرك عليه: الحباك، ككتاب: أن يجمع خشب كالحظيرة ثم يشد في وسطه بحبل يجمعه، قاله الليث. وقال الأزهري: الحباك: الحظيرة بقصبات تعرض ثم تشد، تقول: حبكت الحظيرة بقصبات كما تحبك عروس الكرم بالحبال. والحبائك: الطرائق في السماء، ومنه قول عمرو بن مرة رضي الله عنه يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:

لأصبحت خير الناس نفسا ووالدا     رسول مليك الناس فوق الحبائك يعني بها السماوات؛ لأن فيها طرق النجوم.

وحبك عروش الكرم: قطعها.

والحبك أيضا: طرائق الجبل، قال رؤبة:

صعدكم في بيت نجم منسـمـك
إلى المعالي طود رعن ذي حبك

وحباك الثوب: كفافه، عن الزمخشري. وحباك اللبد: الخيوط السود التي تخاط بها أطرافه، عن ابن عباد. والحبكة، بالضم: القارورة الضيقة الفم، والجمع حبك. وحبك، محركة: قرية بحوران، منها الحلاء علي بن زيادة بن عبد الرحمن، هكذا ضبطه ابن قاضي شهبة في الطبقات. وقرئ: ذات الحبك بكسرتين، وبكسر وضم، وبالعكس، وصرحوا في الثاني أنه من تداخل اللغتين، وفي الثالث أنه مهمل لم يستعمل، ومثل هذا كان واجب التنبيه، أشار له شيخنا نقلا عن الشهاب في العناية. قلت: وتفصيل هذا في كتاب الشواذ لابن جنى، قال: قراءة الحسن الحبك، بضم فسكون، وروى عنه الحبك بكسرتين، وروى عنه الحبك بكسر الحاء ووقف الباء، وكذلك قرأ أبو مالك الغفاري، وروى عنه الحبك بكسر الحاء وضم الباء، وروى عنه الحبك بفتحتين، وروى عنه الحبك بضمتين الوجه السادس كقراءة الناس، وروى عن عكرمة وجه سابع وهو الحبك بضم ففتح، جميعه هو طرائق الغيم، وأثر حسن الصنعة فيه، وهو الحبيك في البيض، ويقال: حبيكة الرمل، وحبائك، وكذلك أيضا حبك الماء لطرائقه، وأما الحبك فمخفف من الحبك، وهو لغة بني تميم، كرسل وعمد في رسل وعمد، وأما الحبك ففعل، وذلك قليل، منه إبل وإطل وامرأة بلز: أي ضخمة، وبأسنانه حبر، وأما الحبك فمخفف منه كإطل وإبل، وأما الحبك بكسر فضم فأحسبه سهوا، وذلك أنه ليس في كلامهم فعل أصلا، بكسر الفاء وضم العين، وهو المثال الثاني عشر من تركيب الثلاثي، فإنه ليس في اسم ولا فعل أصلا ألبتة، ولعل الذي قرأ به تداخلت عليه القراءتان بالكسر والضم، فكأنه كسر الحاء، يريد الحبك فأدركه ضم الباء على صورة الحبك فجمع بين أول اللفظة على هذه القراءة وبين آخرها على القراءة الأخرى، وأما الحبك، فكأن واحدتها حبكة كطرقة وطرق، وعقبة وعقب، وأما الحبك، فعلى حبكة وحبك، كطرفة وطرف، وبرقة وبرق، ولا يجوز أن يكون حبك معدولا إليها عن حبك تخفيفا، إنما ذلك شيء يستسهل به في المضاعف خاصة، كقولهم في جدد: جدد، وفي سرر سرر، وفي قلل قلل. انتهى، وبذلك تعلم ما في كلام شيخنا من التساهل، وما في عبارة المصنف من القصور الزائد، فتأمل، والله أعلم.

ح ب ت ك

صفحة : 6671

الحبتك، كجعفر وغلابط أهمله الجوهري وصاحب اللسان، قال ابن عباد: هو الصغير الجسم كما في العباب والتكملة.

ح ب ر ت ك
الحبرتك، كسفرجل: الصغير الجسم.

ح ب ر ك
الحبركى: القوم الهلكى، كما في المحكم. وقال أبو زيد: الحبركى: القراد نقله الجوهري، وأنشد للخنساء:

فلست بمرضع ثديي حبركى     يقال أبوه من جشم بن بكر وهكذا أنشده الصاغاني أيضا، وقال ابن دريد على غير هذه الرواية:

معاذ الله ينكحني حبـركـى     قصير الشبر من جشم بن بكر وهي حبركاة. قال الجوهري: قال أبو عمرو الجرمي: وقد جعل بعضهم الألف في حبركى للتأنيث. فلم يصرفه. والحبركى: السحاب المتكاثف. وأيضا: الرمل المتراكم. وأيضا الغليظ الرقبة الثلاثة عن الصاغاني. وقال الليث: الحبركى: الضعيف الرجلين كأنه مقعد لضعفهما ونص العين: الذي كاد يكون مقعدا من ضعفهما. قلت: وحكى السيرافي عن الجرمي عكس ذلك، وأنشد:

يصعد في الأحناء ذو عجرفية     أحم حبركى مزحف متماطر وقال أبو عمرو الجرمي: ربما شبه به الرجل الغليظ الطويل الظهر القصيرهما والذي في نصه: القصير الرجلين فيقال حبركى. وتصغيره حبيرك؛ لأن الألف المقصورة تحذف إذا كانت خامسة وألفه سواء كانت للتأنيث أو لغيره، تقول في قرقرى قريقر، وفي جحجبى جحيجب، وإنما تثبت الألف فيه إذا كانت ممدودة وربما قيل: حبركا منونا.

ح ت ك
حتك يحتك حتكا بالفتح وحتكانا بالتحريك: مشى وقارب خطوه مسرعا وهو شبه الرتكان في المشي، وقيل: الرتكان للإبل خاصة قاله الليث، وفي التهذيب: الرتك للإبل خاصة، والحتك للإنسان وغيره كتحتك عن ابن سيده، وهو أن يمشي مشية يحرك فيها أعضاءه، ويقارب خطوه. وحتك الشيء يحتكه حتكا: بحثه. وحتك النعام وكذا كل طائر الرمل والحصى حتكا: إذا فحصه بجناحيه وبحثه. والحوتكي: القصير الضاوي منا ومن الحمير، زاد الأزهري: القريب الخطو كالحوتك وهذه نقلها الجوهري عن أبي زيد، قال: وهو القصير من كل شيء، وهو أيضا قول ثعلب، وقال الأزهري: الحوتك: الصغير الجسم اللئيم، قال خارجة بن ضرار المري:

أخالد هلا إذ سفهت عشيرتي       كففت لسان السوء أن يتدعرا
فإنك واستبضاعك الشعر نحونا     كمبتضع تمرا إلى أهل خيبرا
وهل كنت إلا حوتكـيا ألاقـه     بنو عمه حتى بغى وتجبرا?

صفحة : 6672

قال ابن بري، وتروى هذه الأبيات لزميل بن أبير يهجو خارجة بن ضرار المري، وأولها أخارج هلا. وقال ابن عباد: الحوتكي: الشديد الأكل من الرجال. وقال شمر: الحوتكية: عمة يتعممها العرب يسمونها بهذا الاسم فيما زعم أبو سعيد ومنه حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى الصفة وعليه الحوتكية هكذا هو نص ابن الأثير في النهاية، والذي في العباب: وعلينا الحوتكية، وقيل: هو مضاف إلى رجل يسمى حوتكا، كان يتعمم بهذه العمة، وفي حديث أنس رضي الله عنه: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه خميصة حوتكية قال ابن الأثير: هكذا جاء في بعض نسخ صحيح مسلم، والمعروف جونية، فإن صحت هذه الرواية فتكون منسوبة إلى هذا الرجل.

والحوتكة: مشية القصير شبه الحذلمة كالحتكى، كزمكى، عن ابن عباد. قال: والحواتك من الدواب: المحثلات، وهي ما أسيء غذاؤها الواحدة حوتكة. والحواتك: رئال النعام أو صغارها وأنشد الجوهري لذي الرمة:

لنا ولكم يا مي أمست نعاجها     يماشين أمات الرمال الحواتك كالحتك، محركة لفراخ النعام، وهذه عن ابن عباد. ويقال: لا أدري أين حتكوا وربما قالوا: عتكوا، أي: أين توجهوا.

ومما يستدرك عليه: الحاتك: القطوف العاجز، نقله الأزهري. قال: ورجل حتكة، محركة: وهو القمئ. وقال ابن عباد: الحوتكان: الصبيان الصغار.

ح ر ت ك
الحرتك، كجعفر أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: الصغير الجسم ونص المحيط: الحرتك بمنزلة الحتك، وهما الصغار من الناس، كذا قال من الناس، والجمع: الحراتك، وقال في تركيب ح ت ك: الحتك: فراخ النعام، فتأمل. قلت: وأبو الحسن محمد بن يوسف بن نيار الحرتكي، بالكسر: إمام جامع البصرة، ذكره ابن الجزري في طبقات القراء وضبطه.

ح ر ك
حرك، ككرم، حركا، بالفتح قال شيخنا: ذكر الفتح مستدرك لفظا ومعنى، أما لفظا فإن الإطلاق كاف فيه، كما هو اصطلاحه، وأما معنى فإنه غير صحيح، إذ لا قائل به، بل صرح ابن القطاع والفيومي وغير واحد أنه محرك، ككرم كرما، وشرف شرفا، ونحوهما. قلت: وهذا الذي أنكره شيخنا هو الواقع في كتاب العين، والمضبوط بالفتح هكذا، ومثله في نسخ العباب، فتقييده بالفتح في محله؛ لإزالة الاشتباه، فإنه جاء على غير قياس الباب، فتأمل. وحركة هو بالتحريك، وإنما لم يضبطه لشهرته: ضد سكن. وحركته فتحرك، وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: آمنت بمحرف القلوب ورواه بعضهم بمحرك القلوب. قال الفراء: المحرف: المزيل، والمحرك: المقلب، وقال أبو العباس: المحرك أجود؛ لأن السنة تؤيده: يا مقلب القلوب. ويقال: ما به حراك، كسحاب: أي حركة، قاله ابن سيده، يقال: قد أعيا فما به حراك، ونقل الخفاجي - في العناية في سورة النجم - وقد يكسر، قال شيخنا: ولا يلتفت إليه، فإن الصواب كما ضبطه المصنف. والمحراك: خشبة يحرك بها النار وهي المحراث أيضا. والمحرك كمقعد: أصل العنق من أعلاها قاله أبو زيد، وهو منتهى العنق عند المفصل من الرأس.

صفحة : 6673

والحارك: أعلى الكاهل من الفرس وقيل: هو عظم مشرف من جانبيه اكتنفه فزعا الكتفين، وقيل: هو منبت أدنى العرف إلى الظهر الذي يأخذ به من يركبه قال أبو دواد:

أرب الـدين فـأعـددت لـه     مشرف الحارك محبوك الكتد والجمع حوارك، قال ذو الرمة:

ونوم كحشو الطير نازعت صحبتي    على شعب الكيران فوق الحوارك والحركوك بالضم: الكاهل. والحرككة: الحرقوف، حراكك، وحراكيك وهي رؤوس الوركين، ويقال: أطراف الوركين مما يلي الأرض إذا قعدت كما في الصحاح، وقال ابن سيده: وكل ذلك اسم كالكاهل والغارب، وهذا الجمع نادر، وقد يجوز أن يكون كراهية التضعيف كما حكى سيبويه قراديد في جميع قردد؛ لأن هذا لا يدغم لمكان الإلحاق. وقال ابن دريد: الحريك كأمير في بعض اللغات: العنين، وقد حرك، كفرح: إذا عن عن النساء، وهذه عن ابن الأعرابي. قال ابن دريد: والحريك: من يضعف خصره فإذا مشى رأيته كأنه يتقلع عن الأرض وهي حريكة بهاء. وقال ابن الأعرابي: حرك بالفتح: إذا امتنع من الحق الذي عليه وفي بعض الأصول: منع.

وحرك فلانا: أصاب حاركه عن أبي عمرو. وقال الفراء: حركت حاركه: قطعته فهو محروك. وقال ابن عباد: المحترك: اللازم لحارك بعيره. وقال الجوهري: رجل حرك ككتف وهو: الغلام الخفيف الذكي.

ومما يستدرك عليه: يقال: فلان ميمون العريكة، والحريكة بمعنى. وقال أبو زيد: حركه بالسيف حركا: إذا ضرب عنقه. وقال غيره: حركه يحركه حركا: أصاب منه أي ذلك كان. وحرك حركا: شكا أي ذلك كان. وحركه: أصاب وسطه غير مشتق. ورجل حريك: ضعيف الحراكيك. والمحراك: الميل الذي تحرك به الدواة، عن الليث. وقال أبو عمرو: إذا قل صيد البحر قيل: حرك يحرك بالكسر، وهي أيام الحراك بالضم، وذلك في الصيف.وحرك يحرك، بالضم: إذا ألحف في المسألة. وقال ابن عباد والزمخشري: يقال ظللت اليوم أحرك هذا البعير، أي: أسيره فلا يسير.

قال ابن عباد: والحركرك: الغليظ القوي.

ح ز ك
حزكه يحزكه حزكا: عصبه، وأيضا: ضغطه. وقال الفراء: حزكه بالحبل: إذا شده به جمع به يديه ورجليه، لغة في حزقه، نقله الجوهري والأزهري. واحتزك بالثوب: احتزم نقله الجوهري.

ح س ك
الحسك، محركة: نبات له ثمرة خشنة تعلق ثمرته بصوف الغنم ووبر الإبل في مراتعها، قال ذو الرمة:

يمسحن عن أعطافه حسك اللوى     كما تمسح الركن الأكف العوابد ورقه كورق الوجلة وأدق، وعند ورقه شوك ملزز صلب ذو ثلاث شعب، قال أبو زياد: هو عشبة تضرب إلى الصفرة، ولها شوك يسمى الحسك مدحرج لا يكاد أحد يمشي فيه إذا يبس إلا أحد في رجليه خف أو نعل. والنمل تنقل ثمرته إلى بيوتها، وفي ذلك يقول أبو النجم:

وأتت النمل القرى بعيرها
من حسك التلع ومن خافورها

 وزعم بعض الرواة أنه يقال لجوز القطب حسكة، يذهب إلى أن كل ثمرة من ثمار العشب تكون عقدة فهي حسكة. وقال أبو نصر - في قول زهير في وصف القطاة -:

جونية كحصاة القسم مرتعهـا     بالسي ما تنبت القفعاء والحسك

صفحة : 6674

إن الحسك هنا ثمرة النفل، والقطاة لا تسيغ الحسكة ذات الشوك بل تقتلها، وللنفل ثمرة مجتمعة أمثال الجراء وله ثمر شربه يفتت حصى الكليتين والمثانة، وكذا شرب عصير ورقه جيد للباءة وعسر البول ونهش الأفاعي، ورشه في المنزل يقتل البراغيث عن تجربة ويعمل على مثال شوكه أداة للحرب من حديد أو قصب فيلقى حول العسكر وربما اتخذ من خشب فنصب حوله، زاد الصاغاني: فتبث في مذاهب الخيل فتنشب في حوافرها ويسمى باسمه نقله الجوهري وابن سيده. والحسك أيضا: الحقد والعداوة والضغن على التشبيه كالحسيكة كسفينة والحساكة بالضم، وهذه عن ابن عباد والحسكة محركة، قال أبو عبيد: في قلبه عيك حسيكة وحسيفة بمعنى واحد، وفي الحديث: تياسروا في الصداق؛ إن الرجل ليعطي المرأة حتى يبقي ذلك في نفسه عليها حسيكة أي: عداوة وحقدا، وقال الأزهري: حسك الصدر: حقد العداوة، ويقال: إنه لحسك الصدر على فلان. وحسك علي، كفرح فهو حسك أي: غضب وهو مجاز. وحسكان، كسحبان: في نسب جماعة نيسابوريين من المحدثين نقله الحافظ. والحسكك، كزبرج: القنفذ الضخم، هكذا رواه الأزهري عن الليث، قال الصاغاني: والذي في كتاب العين: الحسك للقنفذ، ومثله في المحيط. قلت: نسخة العين التي ينقل عنها الأزهري هي أصح النسخ وقد اجتهد حتى صحت له من دون النسخ الموجودة في زمانه، كما صرح به في خطبة كتاب التهذيب، فالاعتماد في النقل عليه، ويمكن أن صاحب المحيط نقل عن تلك النسخ المحرفة، فاعرف ذلك. كالحسيكة وهذه عن الجوهري، قال الصاغاني: ولعله أخذها من المجمل. والحساكك: الصغار من كل شيء حكاه يعقوب عن ابن الأعرابي، ولم يذكر لها واحدا. والحسيك كأمير: القصير قاله بعضهم، قال الصاغاني: وفيه نظر. والحسيكة بهاء: القضيم، وقد أحسكت الدابة، أي: أقضمتها فحسكت هي بالكسر وسيأتي عن أبي زيد بالشين المعجمة، قال الأزهري: والصواب عندي بالشين المهملة، قال الصاغاني: وهو لغة اليمن قاطبة، كما سيأتي. والحسيكة، كجهينة: بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام بطرف ذباب جبل ثم ورد ذكره في الحديث، كان به يهود من يهود المدينة، وذكره كعب بن مالك في شعره. وعبد الملك بن حسك، بالضم: محدث عن حجر المدري هكذا ضبطه الذهبي وابن السمعاني قال الحافظ: وهو وهم فقد ذكره ابن ماكولا في أول الخاء المعجمة، وكذا ذكر ابن نقطة والده خسك فقال: إنه بضم الخاء المعجمة وسكون السين المهملة، روى عن أبي هريرة، وعنه ابنه عبد الملك، وحديثه في الضعفاء للعقيلي.

قلت: ورأيته في ديوان الضعفاء للحافظ الذهبي هكذا بمعجمتين وهي نسخة المصنف ومسودته، وكان في الأصل بمهملتين، ثم نقطهما محمد بن أبي رافع السلامي أحد تلامذة المصنف، فلينظر ذلك، وفيه: وقد تكلم فيه ابن أبي عدي.

ومما يستدرك عليه: أحسكت النفلة: صارت لها حسكة، أي شوكة. ويقال للأشداء: إنهم لحسك أمراس، الواحد حسكة مرس، ويقال: هم حسكة مسكة. والتحسيك: البخل، وهم محسكون وهو كناية عن الإمساك والبخل والصر على الشيء الذي عنده، قاله ابن الأثير، وهو قول شمر. وقال ابن الأعرابي: حسكك الرجل إذا كان شديد السواد، نقله الأزهري عنه.

صفحة : 6675

ويقال للخشن: إنه لحسكة، وهو مجاز، ويقال أيضا حسك مرس: إذا كان باسلا لا يرام، كما في الأساس. وحاسك: موضع بساحل اليمن إلى جهة عمان، بينه وبين ظفار ثمانية أيام.

ح ش ك
الحشك، محركة: شدة الدرة في الضرع، أو هو سرعة تجمع اللبن فيه وقد حشكت هي تحشك حشكا وحشوكا.

والحشك أيضا: شدة النزع في القوس. وحشك الناقة يحشكها حشكا: ترك حلبها حتى يجتمع لبنها في ضرعها، وهي محشوكة، قال:

غدت وهي محشوكة حافل     فراح الذئار عليها صحيحا وحشكت الناقة لبنها حشكا بالفتح وحشوكا كقعود: جمعته، ومنه قول عمرو ذي الكلب:

حاشكة الدرة ورهاء الرخم قال الجوهري: وأما قول زهير:

كما استغاث بسي فز غـيطـلة     خاف العيون فلم ينظر به الحشك فإنما حركه للضرورة، أي: لم تنتظر به أمه حشوك الدرة. وقال الليث: الحشك المصدر، والحشك: الاسم كالنفض والنفض، والنقض والنقض، ونظر المصنف إلى قوله هذا فصدر الحشك، بالتحريك. فهي حشوك وحشود: يجتمع اللبن في ضرعها سريعا، قاله الجوهري. ومن المجاز: حشكت السحابة تحشك حشكا: كثر ماؤها، وكذلك النخلة: إذا كثر حملها فهي حاشك نقله الجوهري عن يعقوب. وحشك القوم حشكا: حشدوا وتجمعوا نقله الفراء. وقال ثعلب: حشك القوم على مياههم حشكا، بفتح الشين: اجتمعوا، وخص بذلك بني سليم، كأنه إنما فسر بذلك شعرا من أشعارهم، وكل ذلك راجع إلى معنى الكثرة. وحشك نفسه حشكا: إذا علاه البهر. وتقول العرب: اللهم اغفر لي قبل حشك النفس وأز العروق، أي: قبل اجتهادها في النزع الشديد. وحشكت القوس حشكا، أي: صلبت قال أبو حنيفة: إذا كانت القوس طروحا ودائما على ذلك فهي حاشك وحاشكة. والرياح الحواشك: المختلفة أو الشديدة واحدتها حاشكة، حكاه أبو عبيد أو هي الضعيفة وقد حشكت تحشك حشكا: إذا ضعفت واختلفت مهابها، فعلى هذا هي من الأضداد، نبه عليه الصاغاني، وأغفله المصنف قال ذو الرمة:

إذا وقعوا وهنا كسوا حيث موتـت    من الجهد أنفاس الرياح الحواشك والحشاك كشداد: نهر كما في الصحاح، زاد الصاغاني: بأرض الجزيرة يأخذ من الهرماس، زاد نصر يفرغ في دجلة، قال الأخطل:

أمست إلى جانب الحشاك جيفته    ورأسه دونه اليحموم والصور والحشاك كسحاب هكذا في سائر النسخ، والصواب ككتاب، كما هو نص ابن دريد في الجمهرة، ونقله الجوهري والصاغاني: خشبة تشد في فم الجدي؛ لئلا يرضع وهي الشبام أيضا. والحاشك: المتتابع عن ابن عباد. قال: والحوشكة: ما تسمعه في ناحية من الدار والمنزل. وكذلك الخشرمة. قال: ويقال: جاءوا ونص المحيط: جاء فلان بحشكتهم، محركة، أي: بجماعتهم. والحشيكة: مثل الحسيكة روي ذلك عن أبي زيد الأنصاري. ومنه أحشك الدابة: أقضمها فحشكت هي. قال الأزهري: السين المهملة في هذا أصوب عندي، وقال الصاغاني: السين المهملة هي الصواب لا غير، وهي لغة أهل اليمن قاطبة.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6676

حشك الوادي: إذا دفع بالماء. وقال أبو زيد: الحشكة من المطر: مثل الحفشة والغبية، وهي فوق البغشة، وقد حشكت السماء تحشك حشكا.وقوس حاشكة: مواتية للرامي فيما يريد، قال أسامة الهذلي:

له أسهم قد طرهن سنـينة     وحاشكة تمتد فيها السواعد وحشكت الدابة، كفرح: قضمت الحشيكة.

ح ف ل ك
الحفلكى، كحبركى أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الضعيف من الرجال، كما في اللسان والعباب والتكملة.

ح ف ن ك
كالحفنكى مثال حبركى أيضا، وقد أهمله الجوهري، ونقله ابن دريد، وكأن النون بدل عن اللام في الحفلكى، وأورده الصاغاني في التكملة.

ح ك ك
الحك: إمرار جرم على جرم صكا حك الشيء بيده وغيرها يحكه حكا، قال الأصمعي: دخل أعرابي البصرة فآذاه البراغيث فأنشأ يقول:

ليلة حك ليس فيها شك
أحك حتى ساعدي منفك
أسهرني الأسيود الأسك

ومنه قولهم:

ما حك جلدك غير ظفرك
فتول أنت جميع أمـرك

كما أنشدنا غير واحد. والحك بالكسر: الشك في الدين وغيره، كالحكة عن أبي عمرو، وهو مجاز، سمي به لأنه يحك في الصدر. وحككت رأسي، وإذا جعلت الفعل للرأس قلت: احتك رأسي احتكاكا. وحكني وأحكني واستحكني أي: دعاني إلى حكه وكذلك سائر الأعضاء، كما في المحكم، وفي الأساس: وبي بثرة تحكني، أي تدعوني إلى حكها. وقال ابن بري: وقول الناس: حكني رأسي غلط، لأن الرأس لا يقع منه الحك. قلت: وإذا قلنا: أي دعاني إلى حكه فلا إشكال. والاسم الحكة، بالكسر، والحكاك كغراب. ويقال: تحاكا: إذا اصطك جرماهما فحك كل منهما الآخر. ومن المجاز: ما حك في صدري منه شيء: أي ما تخالج. وما حك في صدري كذا أي: لم ينشرح له صدري، ومنه الحديث: والإثم مما حك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس وفي الحديث وقد سئل عن الإثم فقال: ما حك في صدرك فدعه.واحتك به: إذا حك نفسه عليه كاحتكاك الأجرب بالخشبة. ومن المجاز: المحاكة: المباراة، وقد حاكه محاكة وحكاكا. والحكة، بالكسر: الجرب قال شيخنا: وهذا صريح في أن الحكة والجرب ترادفان، وإليه ميل كثير، وقال ابن حجر المكي في التحفة: الاتحاد يحمل على أصل المادة دون صورتها وكيفيتها، وأطال في الفرق بينهما، وقال الخطيب الشربيني في مغنيه: الحكة: الجرب اليابس، وفي المصباح: داء يكون بالجسد، وفي كتاب الطب: هي خلط رقيق بورقي يحدث تحت الجلد ولا يحدث منه مدة، بل شيء كالنخالة.

والحكاك، كغراب: البورق. نقله الصاغاني. والحكاكة بهاء: ما حك بين حجرين ثم اكتحل به من رمد قاله اللحياني، وقال غيره: هو ما تحاك بين حجرين إذا حك أحدهما بالآخر لدواء ونحوه، وقال ابن دريد: الحكاك: ما حك من شيء على شيء فخرجت منه حكاكة. وفي الصحاح: هو ما يسقط من الشيء عند الحك. والحكاكات، بالفتح والتشديد: الوساوس وهو مجاز، ومنه الحديث: إياكم والحكاكات، فإنها المآثم وهي التي تحك في القلب فتشتبه على الإنسان، قال ابن الأثير: هو جمع حكاكة، وهي المؤثرة في القلوب. وقال ابن الأعرابي: الحكك، بضمتين: أصحاب الشر وهو مجاز. قال: والحكك أيضا: الملحون في طلب الحوائج، وهو أيضا مجاز.

صفحة : 6677

والحكك بالتحريك: حجر أبيض كالرخام أرخى من الرخام وأصلب من الجص، واحدته حككة، قال الجوهري: وإنما ظهر فيه التضعيف للفرق بين فعل وفعل. وقال ابن شميل: الحككة: أرض ذات حجارة مثل الرخام رخوة.

وقال أبو الدقيش: الحككات - بضم ففتح - هي أرض ذات حجارة بيض كأنها الأقط تتكسر تكسرا، وإنما تكون في بطن الأرض. وقال ابن عباد: الحكك: مشية بتحرك كمشية القصيرة التي تحرك منكبيها ومثله في اللسان.

قال الجوهري: والجذل المحكك، كمعظم: الذي ينصب في العطن لتحتك به الإبل الجربى، ومنه قول الحباب بن المنذر - رضي الله تعالى عنه - يوم سقيفة بني ساعدة: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير أي: يستشفى برأيي وتدبيري، كما تستشفى الإبل الجربى بالاحتكاك بذلك العود، وقال الأزهري: وفيه معنى آخر، وهو أحسب إلي، وهو أنه أراد أنه منجذ قد جرب الأمور وعرفها وجرب فوجد صلب المكسر غير رخو ثبتا لا يفر عن قرنه، وقيل: معناه: أنا دون الأنصار جذل حكاك لمن عاداهم وناوأهم، فبي تقرن الصعبة، والتصغير فيه للتعظيم، ويقول الرجل لصاحبه: اجذل للقوم: أي انتصب لهم وكن مخاصما مقاتلا، والعرب تقول: فلان جذل حكاك خشعت عنه الأبن، يعنون أنه منقح لا يرمى بشيء إلا زل عنه ونبا. ويقال: ما أنت من أحكاكه أي من رجاله، عن ابن عباد. والحكيك، كأمير: الكعب المحكوك. وهو أيضا الحافر المنحوت نقله الجوهري كالأحك يقال: حافر أحك وحكيك. وقيل: كل نحيت خفي حكيك. والاسم الحكك، محركة، وقد حككت الدابة، كفرح بإظهار التضعيف، عن كراع: وقع في حافرها الحكك، وهو أحد الحروف الشاذة كلححت عينه، وأخواتها. والحكيك: الفرس المنحت الحافر من أكل الأرض حتى رق، عن ابن دريد. والحاكة: السن، يقال: ما بقيت في فيه حاكة: أي سن، نقله الجوهري، سميت لأنها تحك صاحبها أو تحك ما تأكله، صفة غالبة، وتقدم في: ت ك ك عن أبي عمرو بن العلاء: تقول العرب: ما في فيه حاكة ولا تاكة، فالحاكة: الضرس، والتاكة: الناب. والأحك من الرجال: من لا حاكة، أي لا سن في فمه، كأنه على السلب. ومن المجاز: التحكك التحرش والتعرض، يقال: إنه يتحكك بك أي: يتعرض لشرك ويتحرش. ومن المجاز أيضا: إنه حك شر، وحكاكه، بكسرهما أي: يحاكه كثيرا وكذلك: حك مال وضغن. والمحاكة كالمباراة، وقد تقدم. ومن المجاز: حك في صدري، وأحك، واحتك بمعنى عمل، وهو ما يقع في خلدك من وساوس الشيطان، والأول أجود، وحكاه ابن دريد جحدا، فقال: ما حك هذا الأمر في صدري، ولا يقال: ما أحاك، وقال ابن سيده: وهي عامية.

ومما يستدرك عليه: يقال: هذا أمر تحاكت فيه الركب، واحتكت، أي: تماست واصطكت، يراد به التساوي في المنزلة، أو التجاثي على الركب للتفاخر، وهو مجاز. وفي الحديث إذا حككت قرحة دميتها أي: إذا أصبت غاية تقصيتها وبلغتها، وهو مجاز. ويقال: جاء فلان بالحكيكات، وبالأحاجي، وبالألغاز، بمعنى واحد، واحدتها حكيكة. قال الزمخشري: ويقولون: ما أملح هذه الحكيكة: وهي الأحجية، ويقولون في المحاجاة: تحكيتك، وهو نحو تقضى البازي، أو من الحكاية. وقال أبو عمرو: الحكاك، بالضم: أصل الصليان البالي، وأنشد:

مسحل إن أنكحت خودا ورهاه

صفحة : 6678

ذات حكاك ولدت بالدهداه
تعارض الريح ورعيان الشاه

كما في العباب، وفي حديث ابن عمر: أنه مر بغلمان يلعبون بالحكة، فأمر بها فدفنت هي لعبة لهم يأخذون عظما فيحكونه حتى يبيض، ثم يرمونه بعيدا، فمن أخذه فهو الغالب. والحككات، بضم ففتح: موضع بعينه معروف بالبادية، قال أبو النجم:

عرفت رسما لسعاد ماثلا
بحيث نامي الحككات عاقلا

وأبو بكر الحكاك: أحد صوفية اليمن وشعرائهم، على قدم ابن الفارض، قديم الوفاة.

ح ل ك
الحلكة بالضم، والحلك محركة: شدة السواد كلون الغراب، وقد حلك، كفرح واحلولك مثله فهو حالك ومحلولك زاد ابن عباد: وحلكلك كقذعمل، وحلكوك كعصفور، وحلكوك محركة مثل قربوس، ولم يأت في الألوان فعلول إلا هذا، ومحلنكك، ومستحلك، ومن الأخير حديث خزيمة، وذكر السنة: وتركت الفريش مستحلكا وهو الشديد السواد كالمحترق، من قولهم: أسود حالك، قلت: وكأن السين للصيرورة.

وحلك الغراب، محركة: حنكه، أو سواده يقولون: هو أسود من حلك الغراب، قيل: نون حنك بدل من لام حلك، وأنكرها بعضهم، وأثبتها الجوهري، قال يعقوب: قال الفراء: قلت لأعرابي: أتقول كأنه حنك الغراب أو حلكه? فقال: لا أقول حلكه أبدا، وقال أبو زيد: الحلك: اللون، والحنك: المنقار، وقال أبو حاتم: قلت لأم الهيثم: كيف تقولين أشد سوادا مماذا? فقالت: من حلك الغراب، فقلت: أتقولينها من حنك الغراب? فقالت: لا أقولها أبدا. قلت: ففي كلام الفراء وأبي حاتم نوع تعارض يتنبه لذلك. والحلكة، بالضم: الحكلة مقلوب عنه، يقال: في لسانه حلكة وحكلة بمعنى واحد. والحلكة: دويبة تغوص في الرمل، أو ضرب من العظاء كالحلكاء بالضم والمد ويفتح مثل العنقاء، وهذه عن الجوهري ويحرك، والحلكاء كالغلواء، والحلكى كغلبى بضم الحاء واللام فتشديد الكاف المفتوحة، والذي في اللسان على فعلى بضم ففتح مقصورا، وفاتته: الحلكة، كهمزة وبها صدر الجوهري والأزهري وابن دريد، فهي ست لغات، اقتصر الجوهري منها على الحلكة، كهمزة، والحلكاء مثل العنقاء، وزاد ابن دريد البقية ما عدا الحلكاء، بالضم فالسكون ممدودة، وما عدا الحلكة، بالضم، وقد ذكرها ابن سيده.

ومما يستدرك عليه: حلك الشيء يحلك من حد نصر حلوكا وحلوكة: اشتد سواده، نقله الجوهري والصاغاني، وعجيب من المصنف كيف أغفله.

وقوله أنشده ثعلب:

مداد مثل حالكة الغراب    وأقلام كمرهفة الحراب يجوز أن يكون لغة في حلك الغراب، ويجوز أن يعني به ريشته: خافيته أو قادمته، أو غير ذلك من ريشه.

وتقول للأسود الشديد السواد: إنه لحلكة كهمزة، ومن أمثالهم في كلامهم:

يا ذا البجاد الحلكـه
والزوجة المشتركه
لست لمن ليست لكه

وأنشده ابن بري شاهدا على الحلكة للدويبة، والصواب ما ذكرنا، قال ابن دريد: هذا في كلام لقمان بن عاد في خبر طويل، كما في العباب.

ح م ك
الحمك، محركة، والواحدة بهاء: الصغار من كل شيء قال أبو زيد: وقد غلب على القمل ما كان.

والحمك: رذال الناس قال ابن سيده: وأراه على التشبيه بالحمك من القفل والذر. وقال أبو زيد: وقد يقال ذلك للذرة قال رؤبة:

لا تعادليني بالرذالات الحمك

صفحة : 6679

وقال الأصمعي: إنه لمن حمكهم: أي من أنذالهم وضعفائهم. والحمك: الخروف والمعروف فيه الحمل باللام.

والحمك: صغار القطا والنعام قال الراعي يصف فراخ القطا:

صيفية حمك حمر حواصلها     فما تكاد إلى النقناق ترتفع أي لا ترتفع إلى أمهاتها إذا نقنقت. ويجمع ذلك كله أن الحمك الصغار من كل شيء. والحمك: أصل الشيء وطبعه يقال: هذا من حمك هذا، وهم من حمك واحد، وقد سكنه الطرماح لضرورة فقال:

وابن سبيل قريتـه أصـلا     من فوز حمك منسوبة تلده أراد من فوز قداح حمك فخففه، والرواية المعروفة: من فوز بج. وقال الليث: الحمك من نعت الأدلاء والذين يتعسفون الفلاة نقله الأزهري والصاغاني. والحمكة بهاء: القصيرة الدميمة من النساء، شبهت بالقملة، وفي المحكم: هي الصبية الصغيرة، وهي أصل في القملة والذرة. وحمك: جد إبراهيم بن علي بن حمك الحمكي المغيثي المحدث يروي عن زاهر الشحامي. وفاته ذكر أخيه إسماعيل يروي عن وجيه بن طاهر الشحامي، سمع منه ابن نقطة، نقله الحافظ. وفي التهذيب حمك في الدلالة كسمع حمكا محركة: إذا مضى فيها. وحماك كسحاب: حصن باليمن لبني زبيد، نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: يقال: إنه لحمك، ككتف، أي: ماض في الدلالة، وحامك أيضا، وقد حمك يحمك حمكا، من حد ضرب.

وأبو إسحاق إسماعيل بن محمد الحمكي الأستراباذي عن حنبل بن إسحاق، وعنه ابن عدي مات سنة 327.

ومسعود بن سهل بن حمك الحمكي، سكن مرو، وكان رئيسا، روى عن أبي عبد الله بن فنجويه الدينوري، ومات سنة 473. ومحمد بن أحمد بن صالح الحمكي روى عن إسماعيل بن سعيد الكشاني نقله الحافظ. وزاد الصاغاني في العباب: أبو عمرو حمك بن عصام بن سهيل: محدث. قلت: هو لقبه واسمه محمد، روى عن علي بن حجر وأقرانه، قاله الحافظ. وحمك: أبو أحمد الفراء النيسابوري، محدث ثقة. قلت: هو محمد بن عبد الوهاب بن حبيب، وحمك لقبه، حافظ مشهور. وأبو يعقوب يوسف بن موسى بن عبد الله بن خالد بن حموك مثال سفود لمروالروذي من أعيان محدثي خراسان. قلت: وهو حافظ جليل حدث عن إسحاق بن راهويه وطبقته، قاله الحافظ. وأبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الأصبهاني صنف في مناقب الشافعي.

ح م ل ك
حملك: قال أبو عمرو: المحملك: أصل الوادي وأكثره شجرا، نقله الصاغاني، وأهمله الجماعه.

ح ن ك
الحنك، محركة من الإنسان والدابة: باطن أعلى الفم من داخل، وقيل: هو الأسفل من طرف مقدم اللحيين من أسفلهما، أحناك لا يكسر على غير ذلك، وقال الأزهري عن ابن الأعرابي: الحنك: الأسفل، والفقم: الأعلى من الفم، والحنكان: الأعلى والأسفل، فإذا فصلوهما لم يكادوا يقولون للأعلى حنك، وأنشد الليث لحميد الأرقط يصف الفيل:

فالحنك الأسفل منه أفـقـم
والحنك الأعلى طوال سرطم

صفحة : 6680

يريد به الحنكين، قال الصاغاني: لم أجده في أراجيزه، وأخصر من ذلك عبارة الجوهري: الحنك: ما تحت الذقن من الإنسان وغيره، وقال غيره: هو سقف أعلى الفم، ويطلق على اللحيين. ومن المجاز: الحنك: جماعة ينتجعون بلدا يرعونه والجمع الأحناك يقال: ما ترك الأحناك في أرضنا شيئا، يعنون الجماعات المارة، قال أبو نخيلة:

إنا وكنا حنكـا نـجـديا
لما انتجعنا الورق المرعيا
بحيث كنا نعمد الـثـريا
فلم نجد رطبـا ولا لـويا

وقال أبو خيرة: الحنك: آكام صغار مرتفعة كرفعة الدار المرتفعة، وفي حجارتها رخاوة وبياض، كالكذان.

والحنك: واد باليمن للعوالق قبيلة من العرب، وقد ذكره في ع ل ق أيضا؛ فإن الوادي عرف بهم.

وحنك بلا لام: لقب عامر بن عثمان، أبي يحيى الأصبهاني المحدث مولى نصر بن مالك، سمع سليمان بن حرب.

أو الحنكة، بهاء: الرابية المشرفة من القف يقال: أشرف على هاتيك الحنكة، وهي نحو الفلكة في الغلظ، وقال النضر: الحنكة: تل غليظ وطوله في السماء على وجه الأرض مثل طول الرزن، وهما شيء واحد.

والحنك بضمتين: المرأة اللبيبة العاقلة ويقال: هو حنك وهي حنك، وقيل: حنكة، إذا كانا لبيبين عاقلين، قاله الفراء.

وحنكه تحنيكا: دلك حنكه فأدماه، وقال الأزهري: التحنيك: أن تحنك الدابة تغرز عودا في حنكه الأعلى أو طرف قرن حتى تدميه لحدث يحدث فيه. والمحنك، والحناك كمنبر وكتاب: الخيط الذي يحنك به، واقتصر ابن دريد على الأولى. وحنك الفرس يحنكه ويحنكه من حدى ضرب ونصر خنكا: جعل في فيه الرسن من غير أن يشتق من الحنك رواه أبو عبيد، قال ابن سيده: والصحيح عندي أنه مشتق منه كاحتنكه. قال يونس: ويقول أحدهم: لم أجد لجاما فاحتنكت دابتي، أي: ألقيت في حنكها حبلا وقدتها، وبه فسر قوله تعالى: لأحتنكن ذريته إلا قليلا وهو حكاية عن إبليس، أي: لأقتادنهم إلى طاعتي، وهو قول ابن عرفة، زاد الراغب: فيكون نحو قولك: لألجمن فلانا، ولأرسننه . ومن المجاز حنك الشيء حنكا: إذا فهمه وأحكمه كلقفه لقفا. وحنك الصبي يحنكه حنكا: إذا مضغ تمرا أو غيره فدلكه بحنكه، كحنكه تحنيكا، ومنه حديث ابن أم سليم: لما ولدته وبعثت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمضغ له تمرا وحنكه، وكان صلى الله عليه وسلم يحنك أولاد الأنصار فهو محنوك ومحنك لغتان.

صفحة : 6681

ومن المجاز: حنكت السن الرجل: إذا أحكمته التجارب حنكا بالفتح ويحرك وكذلك حنكته الأمور حنكا، أي: فعلت به ما يفعل بالفرس إذا حنك حتى عاد مجربا مذللا فاحتنك كحنكته تحنيكا وأحنكته كلاهما عن الزجاج، واحتنكته أي هذبته وقيل: ذلك أوان ثبات سن العقل فهو محنك، ومحنك كمكرم ومعظم ومحتنك، وحنيك، وحنك بضمتين الأخيرة عن الفراء، ومحتنك وحنيك كأنه على حنك، وإن لم يستعمل. والاسم الحنكة والحنك، بضمهما ويكسر الثاني عن الليث، وهو السن والتجربة والبصر بالأمور. وقال الليث: حنكته السن: إذا نبتت أسنانه التي تسمى أسنان العقل، وحنكته السن: إذا أحكمته التجارب والأمور، فهو محنك ومحنك. وقال ابن الأعرابي: جرذه الدهر، ودلكه، ووعسه وحنكه وعركه ونجده بمعنى واحد. وقال الليث: يقولون: هم أهل الحنك والحنك والحنكة، أي: أهل السن والتجارب. واحتنك الرجل، أي: استحكم، وفي حديث طلحة أنه قال لعمر رضي الله تعالى عنهما: قد حنكتك الأمور أي: راضتك وهذبتك، يقال بالتخفيف والتشديد، وقال الليث: رجل محنك، وهو الذي لا يستقل منه شيء مما قد عضته الأمور. والمحتنك: الرجل المتناهي في عقله وسنه. وقالوا: أحنك البعيرين وأحنك الشاتين، أي أشدهما أكلا وهو شاذ نادر؛ لأن الخلقة لا يقال فيها ما أفعله وقال سيبويه: هو من صيغ التعجب والمفاضلة، ولا فعل له. ومن المجاز: احتنكه: إذا استولى عليه وبه فسر الفراء قوله تعالى: لأحتنكن . ومن المجاز: احتنك الجراد الأرض: إذا أكل ما عليها من النبت، وبه فسر يونس الآية، وهو أحد الوجهين عنه؛ وقال الراغب: احتنك الجراد الأرض: استولى بحنكه عليها، فأكلها واستأصلها، فجمع بين المعنيين، ومنه تفسير الأخفش للآية، أي: لأستأصلنهم، ولأستميلنهم. وقال ابن سيده: احتنك فلانا: إذا أخذ ماله كله، كأنه أكله بالحنك. وقال: احتنك فلان ما عند فلان، أي: أخذه كله. وقال القاضي في العناية: قولهم: احتنك الجراد الأرض هو من الحنك، وقد أريد به الفم والمنقار، فهو اشتقاق من اسم عين، نقله شيخنا. وحنك الغراب، محركة: منقاره نقله الجوهري أو سواده وقال الراغب: سواد ريشه، قال ابن بري: وحكى علي بن حمزة عن ابن دريد أنه أنكر قولهم: أسود من حنك الغراب، قال أبو حاتم: سألت أم الهيثم فقلت لها: أسود مماذا? قالت: من حلك الغراب؛ لحياه وما حولهما ومنقاره، وليس بشيء، وقال قوم: النون بدل من اللام، وليس بشيء أيضا. وقالوا: أسود حانك وحالك شديد السواد. والحنكة، بالضم وككتاب: خشبة تضم الغراضيف أي غراضيف الرحل كما في التهذيب أو قدة تضمها كما في الصحاح، زاد: وجمعه حناك كبرمة وبرام، عن أبي عبيد. والحنكة: خشبة تربط تحت لحيي الناقة ثم يربط الحبل إلى عنق الفصيل فترأمه عن ابن عباد، ولكن نصه في المحيط: الحناكة بالكسر، قال والجمع الحنائك، ففي كلام المصنف محل تأمل. وحناك بن سنة القيسي ككتاب، وحناك بن ثابت، وأبو حناك: بنو أبي بكر بن كلاب، وأبو حناك البراء بن ربعي: شعراء في الجاهلية، الأخير من بني فقعس. ويقال أحنكه عن هذا الأمر إحناكا: أي رده مثل أحكمه.

صفحة : 6682

والحنيكة كسفينة: الجيدة الأكل من الدواب يقال: ناقة حنيكة، وشاة حنيكة. والحنيك كأمير: المجرب الذي حنكته التجارب والسن، وهذا قد تقدم آنفا فهو تكرار. وتحنك: أدار العمامة من تحت حنكه، وهو التلحي أيضا، نقله الجوهري. واستحنك الرجل: إذا اشتد أكله بعد قلة نقله الصاغاني، وفي التهذيب: قوي أكله، واشتد بعد ضعف وقلة. واستحنك العضاه أي: انقلع من أصله، ومنه حديث خزيمة: والعضاه مستحنكا أي: منقلعا من أصله، قال ابن الأثير: هكذا جاء في رواية.

ومما يستدرك عليه: الحناك: بالكسر وثاق يربط به الأسير، وهو غل كلما جذب أصاب حنكه، قال الراعي يذكر رجلا مأسورا:

إذا ما اشتكى ظلم العشيرة عضه    حناك وقراص شديد الشـكـائم وأخذ بحناك صاحبه: إذا أخذ بحنكه ولببه ثم جره إليه. والحنك، بضمتين: الأكلة من الناس، وقال ابن الأعرابي: هم العقلاء، جمع حنيك. والحانك: من يدق حنكه باللجام، حكى ثعلب أن ابن الأعرابي أنشده لزبان بن سيار الفزاري:

فإن كنت تشكى بالجماع ابن جعفر     فإن لدينا ملجـمـين وحـانـك ورجل محنوك: عاقل، عن ابن الأعرابي. والحنيك: الشيخ، عنه أيضا، وأنشد:

وهبته من سلفع أفوك
ومن هبل قد عسا حنيك
يحمل رأسا مثل رأس الديك

والحنيك: البخيل، عن أبي عمرو. واحتنك البعير الصليانة: إذا اقتلعها من أصلها، نقله الأزهري.

واحتنك الرجل: استحكم. والحنك، محركة: واد من أودية الحجاز على طريق حاج مصر. وحنك المروزي: له حكاية مع أحمد بن حنبل. وأبو الحسن محمد بن نوح بن عبد الله المحدث، يعرف بالحنك، ضبطه الحافظ.

ح و ك
حاك الثوب يحوكه حوكا، وحياكا، وحياكة بكسرهما واوية يائية: إذا نسجه، فهو حائك، من قوم حاكة على القياس وحوكة أيضا، بالتحريك، وهو من الشاذ عن القياس المطرد عن الاستعمال، صحت الواو فيه لأنهم شبهوا حركة العين بالألف التابعة لها، بحرف اللين التابع لها، فكأن فعلا فعال، فكما يصح نحو جواب وجواد كذلك يصح نحو باب الحوكة، والقود، والغيب، من حيث شبهت فتحة العين بالألف من بعدها، أفلا ترى إلى حركة العين التي هي سبب الإعلال كيف صارت على وجه آخر سببا للتصحيح?. ونسوة حوائك قال ذو الرمة يصف محلة:

كأن عليها سحق لفق تأنـقـت     بها حضرميات الأكف الحوائك والموضع محاكة نقله الجوهري. وحاك الشيء في صدري حوكا: رسخ قال الأزهري: ما حك في صدري منه شيء، وما حاك، كل يقال، فمن قال: حك قال: يحك، ومن قال: حاك قال: يحيك، قال: والحائك: الراسخ في قلبك الذي يهمك. وقال ابن الأعرابي: الحوك: الباذروج، وقيل: البقلة الحمقاء قال: والأول أعرف. وحاكة: واد ببلاد بني عذرة هكذا هو في العباب، وضبطه نصر في كتابه بالخاء المعجمة، قال: وكانت بها وقعة. ويقال: تركتهم في محوكة، كمقعدة أي: في قتال، وهو مجاز.

ومما يستدرك عليه: حاك الشعر يحوكه حوكا: نسجه مستعار من حاك الثوب من البرد، ومن ذلك قول كعب بن زهير رضي الله تعالى عنه:

فمن للقوافي شانها من يحوكها     إذا ما ثوى كعب وفوز جرول

صفحة : 6683

ومن المجاز أيضا: المطر يحوك الأرض حوكا. ويقال: ذا على حوك ذا، أي: مثله سنا وهيئة. ويقال: هم ناس ليست عليهم حوكة قريش: أي لا يشبهونهم، كما في الأساس. وتحوك بالثوب: احتبى به، نقله الأزهري في حيك.

ويقال للصغار الضاوين: هؤلاء حوك سوء، بالتحريك، ولم يقل من الحوك واحد، كما في العباب.

ح ي ك
حاك الثوب يحيك حيكا بالفتح وحيكا وحياكة: نسجه، والحياكة: صنعته، قاله الليث، وغلطه الأزهري، وقال: إنما هو حاكه يحوكه حوكا، لا غير. وحاك الرجل في مشيته يحيك حيكا وحيكانا محركة، فهو حائك وحياك، وهي حياكة وحيكى، كجمزى هكذا في سائر النسخ، وهو غلط؛ لأن حيكى - محركة - إنما هو في المصادر، كما يأتي عن المبرد، وأما صفة المؤنث فهي حيكى بالكسر، قال سيبويه: امرأة حيكى، كضيزى، أصلها حيكى، فكرهت الياء بعد الضمة، وكسرت الحاء لتسلم الياء، والدليل على أنها فعلى أن فعلى لا تكون صفة ألبتة، ونقل الصاغاني عن المبرد: يقال: في مشيته حيكى مثال جمزى: إذا كان فيها تبختر، فتأمل ذلك. وحيكانة، بالفتح والكسر، وبضم الحاء وفتح الياء: إذا تبختر واختال، أو حرك منكبيه وجسده في مشيه حين يمشي مع كثرة لحم، وهذه المشية في النساء مدح، وفي الرجال ذم؛ لأن المرأة تمشي هذه المشية من عظم فخذيها، والرجل يمشي هذه المشية إذا كان أفحج. ويقال: حاك في مشيته: إذا اشتدت وطأته على الأرض. وقيل: الحيكان: مشية يحرك فيها الرجل أليتيه.

صفحة : 6684

وقال الجوهري: هو مشي القصير. وكل ذلك مستعار من حياكة الحائك. وقال شمر: حاك القول في القلب حيكا: إذا أخذ ورسخ، وروى الأزهري بسنده عن النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنه، وفيه: والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس أي: أثر فيه ورسخ، وروى شمر في حديث: الإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وقال ابن الأعرابي: ما حك في قلبي شيء، وما حز، ويقال: ما يحيك كلامك في فلان، أي ما يؤثر. وحاك السيف يحيك حيكا: إذا أثر وكذا القدوم والفأس. وحاكت الشفرة حيكا: قطعت. وقال الأسدي: ما تحيك المدية اللحم، ولا تحيك فيه. سواء كأحاك فيهما يقال: ضربته فما أحاك فيه السيف: إذا لم يعمل، ولا تحيك الفأس في هذه الشجرة، أي: لا تقطع. ونصر ومحمد ابنا حيك، محركا: محدثان ظاهره أنهما أخوان، وليس كذلك، بل نصر بن حيك سجستاني من شيوخ دعلج روى عن يحيى بن حكيم المقوم وغيره، ومحمد بن حيك مروزي ويعرف بالخلقاني كنيته أبو الحسن، حدث عن يحيى بن موسى البلخي، وعنه أبو النضر الخلقاني، فتأمل ذلك. وحيكان، كغيلان: لقب أبي عبد الله محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي من ذهل بن شيبان إمام أهل الحديث بنيسابور وابن إمامهم هكذا في سائر النسخ، والصواب لقب يحيى بن محمد بن يحيى، كما هو نص العباب والتبصير، وكنيته أبو زكريا، سافر مع والده العراق، وأسمعه من أحمد بن حنبل، وأما أبوه فكنيته أبو عبد الله، وهو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي الإمام الحافظ، روى عنه الجماعة سوى مسلم. وقال ابن عباد: امرأة: حييكة كييكة: قصيرة مكتلة. وفي التهذيب في ترجمة ح ب ك روى أبو عبيد عن الأصمعي: الاحتباك الاحتباء، ثم قال: هذا الذي رواه أبو عبيد عنه فيه غلط، والصواب: احتاك بالثوب احتياكا: إذا احتبى به قال: وهكذا رواه ابن السكيت عن الأصمعي، وقد مر البحث فيه. ويقال: ما أحاكه السيف، أي: ما أحاك فيه فهو مثل حاكه وحاك فيه.

ومما يستدرك عليه: جاء يتحيك، ويتحايك، كأن بين رجليه شيئا، يفرج بينهما إذا مشى. والحياكة، بالكسر: مضية تبختر وتثبط، ومنه حديث عطاء: قال ابن جريج: فما حياكتكم هذه? ورجل حيكانة: يتحيك في مشيته. وقال المبرد: في مشيته حيكى، كجمزى، أي: تبختر. وضبة حيكانة، أي: ضخمة، تحييك إذا سعت، زاد ابن عباد: وحيكانة بالكسر، وحيكانة بضم ففتح. والحياكة: الأنثى من النعام، شبهت في مشيها بالحائك، قال:

حياكة وسط القطيع الأعرم