الباب الثاني والعشرون: باب الكاف - الفصل الثامن: فصل الدال مع الكاف

فصل الدال مع الكاف

د أ ك
دأك القوم دأكا: إذا دافعهم وزاحمهم، وقد تداءكوا، قال ابن مقبل:

وقربوا كل صهميم مناكبه إذا تداءك منه دفعه شنفا أي تدافع في سيره كذا في اللسان، وأهمله الجوهري والصاغاني وغيرهما.

د ب ك

الدباكة، كثمامة أهمله الجوهري والصاغاني، وقال أبو حنيفة: هي الكرنافة لغة سوادية كما في اللسان.

د ب ر ك
دبركي، بكسر الدال والموحدة، وسكون الراء وكسر الكاف: قرية بمصر من أعمال المنوفية، وقد دخلتها.

د ب ع ك

صفحة : 6686

رجل دبعبك، ودبعبكي: للذي لا يبالي ما قيل له من الشر، قاله الفراء كما في اللسان، وأهمله الجوهري والصاغاني وغيرهما.

د ر ك
الدرك، محركة: اللحاق، وقد أدركه: إذا لحقه وهو اسم من الإدراك، وفي الصحاح الإدراك: اللحوق، يقال: مشيت حتى أدركته، وعشت حتى أدركت زمانه. ورجل دراك: كثير الإدراك، قال الجوهري: وقلما يجئ فعال من أفعل يفعل، إلا أنهم قد قالوا: حساس دراك، لغة أو ازدواج، وقال غيره: ولم يجئ فعال من أفعل إلا دراك من أدرك، وجبار من أجبره على الحكم: أكرهه، وسأر من قوله: أسأر في الكأس: إذا أبقى فيها سؤرا من الشراب، وهي البقية. وحكى اللحياني: رجل مدركة بالهاء: سريع الإدراك. وقال غيره: رجل مدرك أيضا، أي: كثير الإدراك، قال ابن بري: وشاهد دراك قول قيس بن رفاعة:

وصاحب الوتر ليس الدهر مدركه     عندي وإنـي لـدراك بـأوتـار وتداركوا: تلاحقوا، أي: لحق آخرهم أولهم.

والدراك، ككتاب: لحاق الفرس الوحش وغيرها.

وفرس درك الطريدة يدركها، كما قالوا: فرس قيد الأوابد: أي أنه يقيدها.

والدراك: إتباع الشيء بعضه على بعض في الأشياء كلها، وهو المداركة، وقد تدارك، يقال: دارك الرجل صوته، أي: تابعه. والمتدارك من القوافي والحروف المتحركة: ما اتفق متحركان بعدهما ساكن مثل فعو وأشباه ذلك، قاله الليث، وفي المحكم: المتدارك من الشعر: كل قافية توالى فيها حرفان متحركان بين ساكنين كمتفاعلن، ومستفعلن، ومفاعلن، وفعل إذا اعتمد على حرف ساكن نحو فعولن فعل فاللام من فعل ساكنة. وفل إذا اعتمد على حرف متحرك، نحو فعول فل اللام من فل ساكنة والواو من فعول ساكنة، سمي بذلك لتوالي حركتين فيها، وذلك أن الحركات كما قدمنا من آلات الوصل وأماراته فكأن بعض الحركات أدرك بعضا ولم يعقه عنه اعتراض ساكن بين المتحركين هذا نص ابن سيده في المحكم، قال الصاغاني: ومثاله قول امرئ القيس:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل     بسقط اللوى بين الدخول فحومل والتدريك من المطر: أن يدارك القطر كأنه يدرك بعضه بعضا، عن ابن الأعرابي، وأنشد أعرابي يخاطب ابنه:

وا بأبي أرواح نشر فيكا
كأنه وهن لمـن يدريكـا
إذا الكرى سناته يغشيكـا
ريح خزامى ولي الركيكا
أقلع لما بلغ التـدريكـا

واستدرك الشيء بالشيء: إذا حاول إدراكه به واستعمل هذا الأخفش في أجزاء العروض؛ لأنه لم ينقص من الجزء شيء فيستدركه. وأدرك الشيء إدراكا: بلغ وقته وانتهى، ومنه أدرك التمر، والقدر إذا بلغت إناها.

صفحة : 6687

وأدرك الشيء أيضا: إذا فنى حكاه شمر عن الليث، قال: ولم أسمعه لغيره، وبه أول قوله تعالى: بل أدرك علمهم أي فني علمهم في الآخرة، قال الأزهري: وهذا غير صحيح في لغة العرب، وما علمت أحدا قال: أدرك الشيء: إذا فني، فلا يعرج على هذا القول، ولكن يقال: أدركت الثمار: إذا بلغت إناها وانتهي نضجها. قلت: وهذا الذي أنكره الأزهري على الليث فقد أثبته غير واحد من الأئمة، وكلام العرب لا يأباه؛ فإن انتهاء كل شيء بحسبه، فإذا قالوا أدرك الدقيق فبأي شيء يفسر? أيقال إنه مثل إدراك الثمار والقدر. وإنما يقال انتهي إلى آخره ففني، قال ابن جني في الشواذ: أدركت الرجل وأدركته وأدرك الشيء: إذا تتابع ففني، وبه فسر قوله تعالى: إنا لمدركون وأيضا فإن الثمار إذا أدركت فقد عرضت للفناء، وكذلك القدر وكل شيء انتهى إلى حده، فالفناء من لوازم معنى الإدراك، ويؤيد ذلك تفسير الحسن للآية على ما يأتي، فتأمل. وقوله تعالى: حتى إذا اداركوا فيها جميعا أصله تداركوا فأدغمت التاء في الدال، واجتلبت الألف ليسلم السكون. وقوله تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون بل ادارك علمهم في الآخرة قال الحسن فيما روى عنه: أي جهلوا علمها، ولا علم عندهم من أمرها كذا في النسخ، وفي بعض الأصول في أمرها، قال ابن جني في المحتسب: معناه أسرع وخف فلم يثبت ولم تطمئن لليقين به قدم. قلت: فهذا التفسير تأييد لما نقله شمر عن الليث، قال الأزهري. قرأ شعبة ونافع بل ادارك وقرأ أبو عمرو بل أدرك وهي قراءة مجاهد وأبي جعفر المدني، وروى عن ابن عباس أنه قرأ بلى آأدرك علمهم ? يستفهم ولا يشدد، فأما من قرأ بل ادارك فإن الفراء قال: معناه لغة في تدارك أي تتابع علمهم في الآخرة، يريد بعلم الآخرة تكون أو لا تكون، ولذلك قال: بل هم في شك منها بل هم منها عمون قال: وهي في قراءة أبي أم تدارك، والعرب تجعل بل مكان أم، وأم مكان بل إذا كان في أول الكلمة استفهام، مثل قول الشاعر:

فوالله ما أدري أسلمى تغولت     أم البوم أم كل إلي حـبـيب معنى أم بل، وقال أبو معاذ النحوي: ومن قرأ: بل أدرك و بل ادارك فمعناهما واحد، يقول: هم علماء في الآخرة كقوله تعالى: أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا ونحو ذلك، قال السدي - في تفسيره - قال: اجتمع علمهم في الآخرة، ومعناها عنده أي علموا في الآخرة أن الذي كانوا يوعدون به حق، وأنشد للأخطل:

وأدرك علمي في سواءة أنـهـا      تقيم على الأوتار والمشرب الكدر

صفحة : 6688

أي: أحاط علمي بها أنها كذلك، قال: والقول في تفسير أدرك وادارك ما قال السدي وذهب إليه أبو معاذ النحوي وأبو سعيد، والذي قاله الفراء في معنى تدارك، أي: تتابع علمهم في الآخرة أنها تكون أو لا تكون ليس بالبين، إنما المعنى أنه تتابع علمهم في الآخرة وتواطأ حين حقت القيامة، وخسروا، وبان لهم صدق ما وعدوا حين لا ينفعهم ذلك العلم، ثم قال جل وعز: بل هم اليوم في شك من علم الآخرة، بل هم منها عمون ، أي: جاهلون، والشك في أمر الآخرة كفر. وقال شمر: هذه الكلمة فيها أشياء؛ وذلك أنا وجدنا الفعل اللازم والمتعدي فيها - في أفعل وتفاعل وافتعل - واحدا، وذلك أنك تقول: أدرك الشيء، وأدركته، وتدارك القوم، واداركوا، وأدركوا: إذا أدرك بعضهم بعضا، ويقال: تداركته، واداركته وأدركته، وأنشد لزهير:

تداركتما عبسا وذبيان بعدمـا     تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم وقال ذو الرمة:

خزامى اللوى هبت له الريح بعدما     علا نورها مج الثرى المتـدارك فهذا لازم، وقال الطرماح:

فلما ادركناهن أبدين للهوى وهذا متعد، وقال الله تعالى في اللازم: بل ادراك علمهم قال شمر: وسمعت عبد الصمد يحدث عن الثوري في قوله تعالى هذا، قال مجاهد: أم تواطأ علمهم في الآخرة، قال الأزهري: وهذا يوافق قول السدي؛ لأن معنى تواطأ تحقق واتفق حين لا ينفعهم، لا على أنه تواطأ بالحدس كما ظنه الفراء، قال: وأما ما روى عن ابن عباس أنه قال بل آدرك علمهم في الآخرة فإنه - إن صح - استفهام فيه رد وتهكم ومعناه لم يدرك علمهم في الآخرة، ونحو ذلك روى شعبة عن أبي حمزة عن ابن عباس في تفسيره، ومثله قوله تعالى: أم له البنات ولكم البنون معنى أم: ألف الاستفهام، وكأنه قال: أله البنات ولكم البنون، اللفظ لفظ الاستفهام ومعناه الرد والتكذيب لهم. والدرك يحرك ويسكن هكذا هو في الصحاح والعباب ولا قلق في العبارة كما قاله شيخنا، والضبط عنده وإن كان راجعا لأول الكلمة فإنه لما عدا التسكين، فإنه في الأول لا يتصور، بل هو على كل حال راجع للوسط، ومثل هذا لا يحتاج التنبيه عليه. بقي أنه لو قال: والدرك ويحرك على مقتضى اصطلاحه فإنه أرجحية التحريك، كما نصوا عليه فتأمل: التبعة يقال: ما لحقك من درك فعلي خلاصه، يروى بالوجهين، وفي الأساس: ما أدركه من درك فعلي خلاصه وهو اللحق من التبعة أي ما يلحقه منها، وشاهد التحريك قول رؤبة:

ما بعدنا من طلب ولا درك ومنه ضمان الدرك في عهدة البيع.


صفحة : 6689

والدرك: أقصى قعر الشيء يروى بالوجهين كما في المحكم، زاد في التهذيب: كالبحر ونحوه، وقال شمر: الدرك: أسفل كل شيء ذي عمق كالركية ونحوها، وقال أبو عدنان: درك الركية: قعرها الذي أدرك فيه الماء، وبهذا تعلم أن قول شيخنا: - وتفسيره بقوله أقصى قعر الشيء غير معروف، وعبارته غير دالة على معنى صحيح - غير وجيه فتأمل، وقال المصنف في البصائر: الدرك اسم في مقابلة الدرج بمعنى: أن الدرج مراتب اعتبارا بالصعود والدرك مراتب اعتبارا بالهبوط، ولهذا عبروا عن منازل الجنة بالدرجات، وعن منازل جهنم بالدركات أدراك هو جمع للمحرك والساكن، وهو في الأول كثير مقيس، وفي الثاني نادر، ويجمع أيضا على الدركات، وهي منازل النار نعوذ بالله تعالى منها. وقال ابن الأعرابي: الدرك: الطبق من أطباق جهنم، وروى عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال: الدرك الأسفل: توابيت من حديد تصفد عليهم في أسفل النار، وقال أبو عبيدة: جهنم دركات، أي: منازل وطبقات، وقوله تعالى: إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار قرأ الكوفيون غير الأعمش والبرجمي بسكون الراء، والباقون بفتحها. والدرك، بالتحريك: حبل يوثق في طرف الحبل الكبير ليكون هو الذي يلي الماء ولا يعفن الرشاء عند الاستقاء، كما في المحكم، وقال الأزهري: هو الحبل الذي يشد به العراقي ثم يشد الرشاء فيه وهو مثنى، وقال الجوهري: قطعة حبل يشد في طرف الرشاء إلى عرقوة الدلو، ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفن الرشاء، ومثله في العباب. والدركة، بالكسر: حلقة الوتر التي تقع في الفرضة. وهي أيضا سير يوصل بوتر القوس العربية. وقال اللحياني: الدركة: قطعة توصل في الحزام إذا قصر وكذلك في الحبل إذا قصر.

ويقال: لا بارك الله تعالى فيه ولا دارك ولا تارك إتباع كله بمعنى. ويوم الدرك، محركة: من أيامهم، قال ابن دريد: أحسبه كان بين الأوس والخزرج. والمداركة: هي المرأة التي لا تشبع من الجماع فكأن شهوتها تتبع بعضها بعضا. والمدركة، كمحسنة: ماءة لبني يربوع كذا في العباب، وقال نصر في كتابه: هي لبني زنباع من بني كلاب. وقال ابن عباس: وتسمى الحجمة بين الكتفين: المدركة. ومدركة بن إلياس بن مضر اسمه عمرو، لقبه بها أبوه لما أدرك الإبل، وقد ذكر في خ ن د ف. ودراك كشداد: اسم رجل. ومدرك، كمحسن: فرس لكلثوم بن الحارث، وهو مدرك بن الجازي. ومدرك بن زياد الفزاري، قبره بقرية زاوية من الغوطة، له حديث من طريق بنته. ومدرك بن الحارث الأزدي الغامدي، له رؤية، روى عنه الوليد بن عبد الرحمن الجرشي. ومدرك الغفاري أبو الطفيل حديثه عند أولاده، وهو غير أبي الطفيل الليثي من الصحابة: صحابيون رضي الله تعالى عنهم.

صفحة : 6690

ومدرك بن عوف البجلي ومدرك بن عمار: مختلف في صحبتهما فابن عوف روى عن عمر، وعنه قيس بن أبي حازم، وهذا لم يختلفوا فيه، وإنما اختلفوا في ابن عمار؛ قالوا: الأظهر أنه مدرك بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط، وأنه تابعي، ثم رأيت ابن حبان ذكرهما في ثقات التابعين، وقال في ابن عمارة: عداده في أهل الكوفة، وروى عن ابن أبي أوفى، وعنه يونس بن أبي إسحاق. ومدرك بن سعد: محدث. وفاته من التابعين: مدرك بن عبد الله، ومدرك أبو زياد مولى علي، ومدرك بن شوذب الطاهري، ومدرك بن منيب، ذكرهم ابن حبان في الثقات. وفي الضعفاء: مدرك الطفاوي عن حميد الطويل، ومدرك القهندزي عن أبي حنيفة، ومدرك بن عبد الله أبو خالد، ومدرك الطائي، ومدرك أبو الحجاج، ذكرهم الحافظ الذهبي. وخالد بن دريك، كزبير: تابعي شامي.

ودراك ككتاب: اسم كلب قال الكميت يصف الثور والكلاب:

فاختل حضنى دراك وانثنى حرجا     لزارع طعنة في شدقها نـجـل أي في جانب الطعنة سعة، وزارع أيضا: اسم كلب، وقد ذكر في موضعه. وقالوا: دراك كقطام، أي: أدرك مثل تراك بمعنى اترك، وهو اسم لفعل الأمر، وكسرت الكاف لاجتماع الساكنين؛ لأن حقها السكون للأمر، قال ابن بري: جاء دراك ودراك، وفعال وفعال إنما هو من فعل ثلاثي، ولم يستعمل منه فعل ثلاثي وإن كان قد استعمل منه الدرك، قال جحدر بن مالك الحنظلي يخاطب الأسد:

ليث وليث في مجال ضنك
كلاهما ذو أنف ومحـك
وبطشة وصولة وفـتـك
إن يكشف الله قناع الشك
بظفر من حاجتـي ودرك
فذا أحق مـنـزل بـرك

قال أبو سعيد: وزادني هفان في هذا الشعر:

الذئب يعوي والغراب يبكي والدريكة كسفينة: الطريدة ومنه فرس درك الطريدة، وقد تقدم. ودركات الناي، محركة: منازل أهلها جمع درك محركة، وقد تقدم تفصير ذلك قريبا.

ومما يستدرك عليه: تدارك الثريان: أي أدرك ثرى المطر ثرى الأرض. وقال الليث: الدرك: إدراك الحاجة ومطلبه، يقال: بكر ففيه درك، ويسكن، وشاهده قول جحدر السابق. وأدركته ببصري: رأيته. وأدرك الغلام: بلغ أقصى غاية الصبا.

واستدرك ما فات، وتداركه بمعنى. واستدرك عليه قوله: أصلح خطأه، ومنه المستدرك للحاكم على البخارى.

وقال اللحياني: المتداركة غير المتواترة؛ المتواتر: الشيء الذي يكون هنية ثم يجيء الآخر، فإذا تتابعت فليست متواترة، هي متداركة متواترة. وطعنه طعنا دراكا، وشرب شربا دراكا، وضرب دراك: متتابع. وأدرك ماء الركية إدراكا، عن أبي عدنان، أي: وصل إلى دركها، أي: قعرها.

صفحة : 6691

قال الأزهري: وسمعت بعض العرب يقول للحبل الذي يعلق في حلقة التصدير، فيشد به القتب: الدرك، والتبلغة. وقال أبو عمرو: التدريك: أن تعلق الحبل في عنق الآخر إذا قرنته إليه. وادركه بمعنى أدركه، ومنه قوله تعالى: إنا لمدركون بالتشديد، وهي قراءة الأعرج وعبيد بن عمير، نقله ابن جني. وأدرك: بلغ علمه أقصى الشيء، ومنه المدركات الخمس، والمدارك الخمس: يعني الحواس الخمس. وقوله تعالى: لا تخاف دركا ولا تخشى أي: لا تخاف أن يدركك فرعون ولا تخشاه، ومن قرأ لا تخف فمعناه: لا تخف أن يدركك ولا تخشى الغرق. وقوله تعالى: لا تدركه الأبصار منهم من حمل ذلك على البصر الذي هو الجارحة، ومنهم من حمله على البصيرة، أي لا تحيط بحقيقة الذات المقدسة. والتدارك في الإغاثة والنعمة أكثر ومنه قول الشاعر:

تداركني من عثرة الدهر قاسم     بما شاء من معروفه المتدارك وتداركت الأخبار: تلاحقت وتقاطرت.

والحسين بن طاهر بن درك بالضم: المؤدب الدركي، روى عن الصفار وابن السماك، سمع منه ابن برهان سنة 380.

ودارك، كهاجر: من قرى أصبهان، منها الحسن بن محمد الداركي روى عنه عثمان بن أحمد بن شبل الدينوري.

ويعمر بن بشر الداركاني منسوب إلى داركان قرية، من قرى مرو صاحب ابن المبارك. ودورك، كنوفل: مدينة من أعمال ملطية، وقد تكسر الراء، هكذا ضبطهما المحب ابن الشحنة. ويقال: له مدرك ودراكة، أي: حاسة زائدة.

د ر ب ك
الدربكة: الاختلاط والزحام. والدرابكة، بالفتح وضم الموحدة وتشديد الكاف المفتوحة: آلة يضرب بها، معربة مولدة. ومما يستدرك عليه:

د ر ج ك
دريجك، بالفتح وكسر الراء: قرية بمرو، ويقال في النسبة إليها دريجكي، ودريجقي، بالكاف والقاف، نقله ابن السمعاني.


د ر م ك
الدرمك، كجعفر: دقيق الحوارى نقله الجوهري. ويقال: هو التراب الناعم الدقيق، وقال الأعشى:

له درمك في رأسه ومشارب     وقدر وطباخ وكأس وديسق قال ابن الأعرابي: الدرمك: النقي لحوارى، وفي الحديث في صفة أهل الجنة: وتربتها الدرمك. وقال خالد: الدرمك: الذي يدرمك حتى يكون دقاقا من كل شيء، الدقيق والكحل وغيرهما. وخطب بعض الحمقى إلى بعض الرؤساء كريمة له فرده، وقال:

امسح من الدرمك عني فاكا
إني أراك خاطبا كـذاكـا

قال: والعرب تقول: فلان كذاك: أي سفلة من الناس. والدرموك، بالضم: الطنفسه كالدرنوك، ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما: صليت معه على درموك قد طبق البيت كله ويرى درنوك. وقال ابن عباد: درمك درمكة: عدا فأسرع أو قارب الخطو. قال: ودرمك البناء درمكة ملسه، وهو على التشبيه. قال: ودرمكت الإبل الحوض: إذا دقته وكسرته.

ومما يستدرك عليه: درمك: اسم رجل، وهو درمك بن عمرو: حدث عن أبي إسحاق، له حديث تفرد به، ذكره الذهبي.

د ر ن ك
الدرنوك، بالضم: ضرب من الثياب، أو ضرب من البسط ذو خمل، كما في الصحاح، زاد غيره قصير كخمل المناديل، قال الجوهري: وتشبه به فروة البعير، زاد غيره والأسد، قال الراجز، وهو رؤبة:

جعد الدرانيك رفل الأجلاد
كأنه مختضب في أجسـاد

والذي في العباب:

ضخم الدرانيك رفل الأجلال وقال غيره في الأسد:

صفحة : 6692

عن ذي درانيك ولبد أهدبا ويقال أيضا في جمعه الدرانك، قال ذو الرمة يصف جملا:

عبنى القرا ضخم العثانين أنبتت     مناكبه أمثال هدب الدرانـك وقال العجاج:

كأن فوق متنه درانكا يريد أن علية وبر عامين، أو أعوام كالدرنيك، بالكسر. والدرنوك الطنفسة، كالدرنك كزبرج وكذلك الدرموك بالميم، على التعاقب. وقال شمر: الدرانيك تكون ستورا وتكون فرشا، والدرنوك فيه الصفرة والخضرة، قال: ويقال: هي الطنافس.

ومما يستدرك عليه: أدرنكة، بضم فسكون: قرية بالصعيد فوق أسيوط، وزرعها الكتان حسبما نقله ياقوت.

د ز ك
ديزك، بالكسر وفتح الزاي: قرية بسمرقند، ويقال فيها: ديزق أيضا. وديزك: جد أبي الطيب محمد بن عمر بن إسحاق الأصبهاني المحدث.

د س ك
الدوسك، كجوهر أهمله الجوهري، وقال الليث: هو الأسد كالدوكس، وقال الأزهري: لم أسمع الدوكس ولا الدوسك من أسماء الأسد. وفي اللسان ديسكى: قطعة عظيمة من النعام والغنم.

د س ت ك
أبو الطيب منصور بن محمد الدستكي، بالضم: محدث، ذكره الزمخشري في المشتبه له، نقله الحافظ.

د ش ت ك
دشتك، كجعفر: محلة بالري، وأيضا: قرية بأصبهان، وأيضا: محلة بأستراباذ، وقد نسب إلى كل منها محدثون.

د ع ك
دعك الثوب باللبس، كمنع دعكا: ألان خشنته. ودعك الخصم دعكا: لينه وذلله، ومعكه معكا كذلك. ودعكه في التراب: مرغه. ودعك الأديم مثل دلكه وذلك إذا لينه. وخصم مداعك، ومدعك كمنبر، أي: ألد شديد الخصومة، الأخيرة عن ابن دريد، وقال العجاج:

قلخ الهدير مرجما مداعكا والدعك كصرد: الضعيف على التشبيه بالطائر، وزاد ابن بري: الهزأة، قال عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، وكان لعمرو بن الأهتم ولد مليح الصورة وفيه تأنيث اسمه نعيم:

قل للذي كاد لولا خط لحيتـه       يكـون أنثى عليهـا الـدر والـمـسك
أما الفخامة أو خلق النساء فقد      أعطيت منه لو أن اللب محتنك
هل أنت إلا فتاة الحي ما لبسوا     أمنا، وأنـت إذا ما حاربوا دعك?

والدعك أيضا: الجعل.وأيضا: طائر وبه شبه الضعيف. والدعك ككتف: المحك اللجوج من الناس. وتداعكوا: اشتدت خصومتهم بينهم، عن ابن دريد. وتداعكوا في الحرب: إذا تمرسوا وتعالجوا، عن ابن فارس. والدعكة بالضم: لغة في الدعقة وهي جماعة من الإبل، نقله الجوهري. والدعكة من الطريق: سننه وهذه بالفتح، يقال: تنح عن دعكة الطريق وعن ضحكه وضحاكه، وعن حنانه وجديته وسليقته، كله بمعنى واحد، وفي سياق المصنف تأمل. والدعك، محركة: الحمق والرعونة وفعله دعك، كفرح، فهو داعكة وداعك من قوم داعكين: إذا هلكوا حمقا، أنشد ثعلب:

وطاوعتماني داعكـا ذا مـعـاكة     لعمري لقد أودى، وما خلته يودي ويقال: أحمق داعكة، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

هبنقي ضعيف النهـض داعـكة     يقنى المنى ويراها أفضل النشب وقال أبو زيد: الداعكة من النساء الحمقاء الجريئة.

والدعكاية، بالكسر: اللحيمة، أو هو اللحيم طال أو قصر وقيل: هو الطويل والقصير، من الأضداد، وأنشد ابن بري للراجز:

صفحة : 6693

أما تريني رجلا دعـكـايه
عكوكا إذا مشى درحـايه
أنـوء لـلـقـيام آهـا آيه
أمشي رويدا تاه تـاه تـايه
فقد أروع ويحك الجـدايه
زعمت أن لا أحسن الحدايه

فيا يه أيا يه أيا يه وأرض مدعوكة: كثر بها الناس ورعاة الإبل فكثر آثار المال والأبوال حتى تفسدها، وهم يكرهون ذلك إلا أن يجمعهم أثر سحابة لا بد لهم منها.

ومما يستدرك عليه: قال ابن دريد: دعكت الرجل بالقول: إذا أوجعته به. وقال ابن عباب: الدعك، كصرد: الأحمق الذي يدعك خرءه، أي: يسوطه.والدعكة والداعكة: المستذل المستهان. والداعكة: الماجن المهين، وقوم دعكة، محركة. والمداعكة: المماطلة، عن الزمخشري.


د ك ك
الدك: الدق والهدم، وقال الليث: كسر الحائط والجبل. ودك الشيء يدكه دكا: ضربه وكسره حتى سواه بالأرض، كما في الصحاح، ومنه قوله تعالى: فدكتا دكة واحدة أي: دقتا دقة واحدة، فصارتا هباء منبثا.والدك: ما استوى من الرمل وسهل كالدكة بالهاء دكاك بالكسر.والدك: المستوي من المكان ومنه قوله تعالى: جعله دكا ، قال الأزهري: أفادني ابن اليزيدي عن أبي زيد: جعله دكا، أي: مستويا، قال المفسرون: ساخ في الأرض فهو يذهب إلى الآن. وقوله تعالى: إذا دكت الأرض دكا قال ابن عرفة: أي مستوية لا أكمة فيها، وقرأ حمزة والكسائي جعله دكاء بالمد، في الأعراف وفي الكهف، ووافقهما عاصم في الكهف، أي: جعله أرضا دكاء، فحذف؛ لأن الجبل مذكر، وقال الأخفش - في قول من نون - كأنه دكه دكا، مصدر مؤكد. دكوك بالضم.والدك: تسوية صعود الأرض وهبوطها وقد دكها دكا.وقد اندك المكان.والدك: كبس التراب وتسويته. وقال أبو حنيفة عن أبي زيد: إذا كبس السطح بالتراب قيل: دك التراب عليه دكا، ودك التراب على الميت دكا: هاله.والدك: دفن البئر وطمها بالتراب، كالدكدكة.والدك: التل هكذا باللام، وهو الصواب، وفي اللسان: شبه التل، وفي بعض النسخ التك بالكاف، وهو غلط. والدك بالضم: الشديد الضخم يقال: إنه لدك، نقله ابن عباد.والدك: الجبل الذليل دككة كقردة مثل جحر وجحرة، وقال الأصمعي: وفي الأرض الدككة، والواحد دك، وهي رواب مشرفة من طين، فيها شيء من غلظ.

صفحة : 6694

وقال غيره: الدكك: القيزان المنهالة، وقيل: الهضاب المفسخة. والدك أيضا: جمع الأدك للفرس المتداني العريض الظهر ومنه حديث أبي موسى كتب إلى عمر رضي الله عنهما: إنا وجدنا بالعراق خيلا عراضا دكا، فما يرى أمير المؤمنين في إسهامها أي: عراض الظهور قصارها، يقال: فرس أدك: إذا كان عريض الظهر قصيرا، حكاه أبو عبيد عن الكسائي، قال: وهي البراذين.والدكاء: الرابية من الطين ليست بالغليظة كما في المحكم، وهي التي لا تبلغ أن تكون جبلا دكاوات أجروه مجرى الأسماء لغلبته، كقولهم: ليس في الخضراوات صدقة. وأكمة دكاء: اتسع أعلاها، والجمع كالجمع، وهذا نادر، لأن هذا صفة. أو الدكاوات: تلال خلقة لا واحد لها قال ابن سيده: هذا قول أهل اللغة، قال: وعندي أن واحدها دكاء، كما تقدم، وقال الأصمعي: الدكاوات من الأرض الواحدة دكاء، وهي رواب من طين ليست بالغلاظ. والدكاء: الناقة التي لا سنام لها، أو التي لم يشرف سنامها بل افترش في جنبيها، والجمع دك ودكاوات، مثل حمر وحمراوات، كذا في الصحاح والعباب، وهو أدك لا سنام له والاسم الدكك وقد اندك، وقال ابن بري: حمراء لا يجمع بالألف والتاء، فيقال: حمراوات، كما لا يجمع مذكره بالواو والنون، فيقال: أحمرون، وأما د كاء فليس لها مذكر، ولذلك جاز أن يقال: دكاوات. وفرس مدكوك: لا إشراف لحجبته. وفرس أدك: عريض الظهر، وهذا قد تقدم قريبا، فهو تكرار. والدكة، بالفتح والعامة تكسره. والدكان، بالضم: بناء يسطح أعلاه للمقعد قال الليث: اختلفوا في الدكان؛ فقيل: هو فعلان من الدك، وقال بعضهم: فعال من الدكن، وأنشد الجوهري للمثقب العبدي:

فأبقى باطلي والجد منها     كدكان الدرابنة المطين والدرابنة: البوابون.والدكدك كجعفر ويكسر، والدكداك من الرمل: ما تكبس واستوى وقيل: هو بطن من الأرض مستو.أو الدكداك: ما التبد منه بعضه على بعض بالأرض ولم يرتفع كثيرا، قاله الأصمعي، وعليه اقتصر الجوهري، وقال أبو حنيفة: هو رمل ذو تراب يتلبد، وفي الحديث أنه سأل جرير بن عبد الله عن منزله فقال: سهل ودكداك، وسلم وأراك أي أن أرضهم ليست بذات حزونة، قال لبيد:

وغيث بدكـداك يزين وهـاده     نبات كوشي العبقري المخلب أو هي أي الدكدك بلغتيه. والدكداك: أرضي فيها غلظ، دكادك ودكاديك، شاهد الأول في حديث عمرو بن مرة:

إليك أجوب القور بعد الدكادك وشاهد الثاني قول الراجز، أنشده الجوهري:

يا دار مي بالدكاديك البـرق
سقيا فقد هيجت شوق المشتئق

صفحة : 6695

وأرض مدكدكة كثر بها الناس ورعاة المال، حتى يفسدها ذلك وتكثر فيها آثار المال وأبواله، مثل مدعوكة وهم يكرهون ذلك إلا أن يجمعهم أثر سحابة فلا يجدون منه بدا، وكذلك مدكوكة. وقال أبو حنيفة: أرض مدكوكة لا أسناد لها تنبت الرمث. وقال أبو زيد: دك الرجل مجهولا فهو مدكوك: مرض، أو دكه المرض، ونص أبي زيد: دكته الحمى، أي: أضعفته، وهو مجاز. وأمة مدكة، كمصكة أي بكسر الميم: قوية على العمل، كما في الصحاح، وهو مجاز. وهو مدك بكسر الميم، أي قوي شديد الوطء للأرض، كما في الصحاح. ويوم دكيك: تام، وكذلك الشهر، والحول، يقال: أقمت عنده حولا دكيكا، وقال:

أقمت بجرجان حولا دكيكا وحنظل مدكك، كمعظم، وهو أن يؤكل بتمر أو غيره ودككه: إذا خلطه، يقال: دككوا لنا، كما في العباب واللسان.

والدكة: بغوطة دمشق نقله الصاغاني. قال: والدكان، بالضم: بهمذان بالقرب منها.

ومما يستدرك عليه: تدكدكت الجبال: صارت دكاوات. والدكك، بضمتين: النوق المنفضخة الأسنمة. واندك الرمل: تلبد. وجمع الدكان: دكاكين. ودكدك الركي: دفنه بالتراب. وقال الأصمعي: دكه وصكه ولكه - كله - إذا دفعه. وتداك عليه القوم: إذا ازدحموا عليه، وفي حديث علي رضي الله عنه: ثم تداككتم على تداكك الإبل الهيم على حياضها أي: ازدحمتم.
والدككة، بضم ففتح: شيء يتخذ من الهبيد والدقيق إذا قل الدقيق، عن ابن عباد. قال: والدك: إرسال الإبل جمعاء.

وقال أبو عمرو: دك الرجل جاريته: إذا جهدها بإلقائه ثقله عليها إذا أراد جماعها، وهو مجاز، وأنشد الإيادي:

فقدتك من بعل علام تدكـنـي     بصدرك لا تغني فتيلا ولا تعلي لا تعلي، أي: لا تقوم عني، من قولك أعل عن الوسادة، أي: قم. والمدكوك: موضع بمصر. ودك الدابة بالسير: أجهدها، وهو مجاز. وتداكت عليهم الخيل: تزاحمت. وقال ابن عباد: الفحل يدكدك الناقة: إذا ضربها. وقال ابن دريد: اندك سنام البعير: إذا افترش في ظهره. والدكاك، كسحاب: قرية بخوزستان، جاء ذكرها في قول النعمان بن مقرن رضي الله عنه: قال:

عوت فارس واليوم حام أواره     بمحتفل بين الدكاك وأربـك والدكوك: قرية بمصر من أعمال الغربية. والمدك، كمصك: لغة في المتك، لما يربط به السراويل، قال منظور الأسدي:

يا حبذا جارية من عك
تعقد المرط على المدك

د ل ك
دلكه بيده دلكا: مرسه ودعكه وعركه، كما في المحكم. ومن المجاز: دلك الدهر فلانا: إذا أدبه وحنكه وعلمه.

ومن المجاز: دلكت الشمس دلوكا: غربت لأن الناظر إليها يدلك عينيه فكأنما هي الدالكة، قاله الزمخشري، وأنشد الجوهري:

هذا مقام قدمى رباح
ذبب حتى دلكت براح

قال قطرب: براح، مثل قطام: اسم للشمس، وقال الفراء: براح جمع راحة، وهي الكف، يقول: يضع كفه على عينيه ينظر هل غربت الشمس? وهذا القول نقله الفراء عن العرب، قال الأزهري: وروي ذلك عن ابن مسعود، قال ابن بري: ويقوي أن دلوك الشمس غروبها قول ذي الرمة:

مصابيح ليست باللواتي يقودها     نجوم ولا بالآفلات الدوالـك

صفحة : 6696

وروي عن ابن الأعرابي في قوله: دلكت براح، أي استريح منها. أو: دلكت دلوكا: إذا اصفرت ومالت للغروب.

أو مالت للزوال حتى كاد الناظر يحتاج إذا تبصرها أن يكسر الشعاع عن بصره براحته. وروي عن نافع عن ابن عمر قال: دلوكها: ميلها بعد نصف النهار. أو زالت عن كبد السماء وقت الظهر، رواه جابر عن ابن عباس رضي الله عنهم، نقله الفراء، وهو أيضا قول الزجاج، وقال الشاعر:

ما تدلك الشمس إلا حذو منكـبـه     في حومة دونها الهامات والقصر قال الأزهري: والقول عندي أن دلوك الشمس زوالها نصف النهار؛ لتكون الآية جامعة للصلوات الخمس، وهو قوله تعالى: أقم الصلاة لدلوك الشمس الآية، والمعنى والله أعلم: أقم الصلاة يا محمد، أي أدمها من وقت زوال الشمس إلى غسق الليل، فيدخل فيها الأولى والعصر وصلاتا غسق الليل، وهما العشاءان، فهذه أربع صلوات، والخامسة قوله: وقرآن الفجر والمعنى: وأقم صلاة الفجر، فهذه خمس صلوات فرضها الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى أمته، وإذا جعلت الدلوك: الغروب كان الأمر في هذه الآية مقصورا على ثلاث صلوات، فإن قيل: ما معنى الدلوك في كلام العرب? قيل: الدلوك: الزوال، ولذلك قيل للشمس إذا زالت نصف النهار: دالكة، وقيل لها إذا أفلت: دالكة؛ لأنها في الحالتين زائلة. وفي نوادر الأعراب: دمكت الشمس ودلكت، وعلت واعتلت: كل هذا ارتفاعها، فتأمل. والدليك كأمير: تراب تسفيه الرياح نقله الجوهري. والدليك: طعام يتخذ من الزبد واللبن، أو من زبد وتمر كالثريد، قال الجوهري: وأنا أظنه الذي يقال له بالفارسية: جنكال خست. وقال الزمخشري: أطعمنا من التمر الدليك، وهو المريس. والدليك: نبات واحدته دليكة. والدليك أيضا: ثمر الورد الأحمر يخلفه يحمر كأنه البسر وينضج ويحلو كأنه رطب، ويعرف بالشام بصرم الديك والواحدة دليكة أو هو الورد الجبلي كأنه البسر كبرا وحمرة وكالرطب حلاوة ولذة يتهادى به باليمن قال الأزهري: هكذا سمعته من أعرابي من أهل اليمن، قال: وينبت عندنا غياضا. ومن المجاز: رجل دليك: حنيك قد مارس الأمور وعرفها دلك كعنق عن ابن الأعرابي. وتدلك به أي بالشيء: إذا تخلق به. والدلوك كصبور: ما يتدلك به البدن عند الاغتسال من طيب أو غيره من الغسولات كالعدس والأشنان، كالسحور لما يتسحر به، والفطور لما يفطر عليه، وفي الحديث: كتب عمر إلى خالد بن الوليد رضي الله عنهما: بلغني أنك دخلت الحمام بالشام، وأن من بها من الأعاجم أعدوا لك دلوكا عجن بخمر، وإني أظنكم آل المغيرة ذرء النار. ويطلق الدلوك أيضا على النورة؛ لأنه يدلك به الجسد في الحمام، كما في الأساس. والدلاكة كثمامة: ما حلب قبل الفيقة الأولى وقبل أن تجتمع الفيقة الثانية.

صفحة : 6697

ومن المجاز: فرس مدلوك: أي مدكوك وهي التي لا إشراف لحجبتها، كأنها دلكت، فهي ملساء مستوية، ومنه قول أعرابي يصف فرسا: المدلوك الحجبة، الضخم الأرنبة ويقال: فرس مدلوك الحرقفة: إذا كان مستويا. ومن المجاز: رجل مدلوك: ألح عليه في المسألة عن ابن الأعرابي. ومن المجاز: بعير مدلوك: دلك بالأسفار وكد، كما في العباب، وفي اللسان والأساس: عاود الأسفار، ومرن عليها، وقد دلكته الأسفار، قال الراجز:

على علاواك على مدلوك
على رجيع سفر منهوك

أو المدلوك: الذي في ركبتيه دلك، محركة: أي رخاوة وذلك أخف من الطرق، نقله الصاغاني.

ومن المجاز: دالكه أي الغريم مدالكة: ماطله وكذلك داعكه، وسئل الحسن البصري: أيدالك الرجل امرأته? فقال: نعم إذا كان ملفجا، قال أبو عبيد: يعني يخاطل بالمهر، وكل مماطل فهو مدالك. وقال ابن دريد: الدلكة كهمزة: دويبة ولا أحقها.

ودلوك كصبور: بحلب وفيه أسر أبو العشائر الحسن بن علي التغلبي الأمير الفارس حين كبسته عسكر الإخشيدية مع يانس المؤنسي، كذا في تاريخ حلب لابن العديم. والدواليك بفتح اللام: تحفز في المشي وتحيك عن ابن عباد كالدآليك، وهذه بكسر اللام قال:

يمشي الدواليك ويعدو البنكه
كأنه يطلب شأو البروكـه

قلت: هكذا أنشده ابن بزرج، وقد تقدم في ب ر ك وفي ب ن ك. والدؤلوك: الأمر العظيم يقال: تركتهم في دؤلوك دآليك أيضا عن ابن عباد أيضا. قال ابن فارس في المقاييس في هذا التركيب: إن لله في كل شيء سرا ولطيفة، وقد تأملت في هذا الباب - يعني باب الدال مع اللام - من أوله إلى آخره فلا ترى الدال مؤتلفة مع اللام بحرف ثالث إلا وهي تدل على حركة ومجيء وذهاب وزوال من مكان إلى مكان.

ومما يستدرك عليه: دلكت السنبل حتى انفرك قشره عن حبه. والمدلوك: المصقول. ودلك الثوب: ماصه ليغسله. وقال ابن الأعرابي: الدلك، بضمتين: عقلاء الرجال. وتدلك الرجل: في دلك جسده عند الاغتسال، نقله الجوهري. ودلكت المرأة العجين. والدلاك: من يدلك الجسد في الحمام. ويقال للحيس: الدليكة، كما في الأساس. والدلك، محركة: اسم وقت غروب الشمس أو زوالها، يقال: أتيتك عند الدلك، أي بالعشي، قال رؤبة:

تبلج الزهراء في جنح الدلك ودلكت الشمس: ارتفعت، عن نوادر الأعراب، وقد تقدم. ودلكت الأرض، كعني: أكلت، فهي مدلوكة، عن ابن الأعرابي. ودلك الرجل حقه: مطله.وقال الفراء: المدالك: الذي لا يرفع نفسه عن دنية. والمدلك: المطول.

والمدالكة: المصابرة، وقيل: الإلحاح في التقاضي. وقال أبو عمرو: التدليك من قولهم دلكها: إذا غذاها. ودلوكة بنت فلان: كانت حكيمة مدبرة، جاء ذكرها في بناء الأهرام، فانظره.

د ل ع ك
الدلعك، كجعفر: الناقة الغليظة المسترخية نقله الجوهري، وكذلك الدلعس، وقال الأزهري: هي البلعك والدلعك للناقة الثقيلة.

د م ك

صفحة : 6698

دمكت الأرنب تدمك دموكا كقعود: أسرعت في عدوها نقله الجوهري. قال: ودمك الشيء يدمك دموكا: صار أملس. ودمك الشيء يدمكه دمكا: طحنه ومنه رحى دموك، عن ابن دريد. وقال شجاع السلمي: دمكت الشمس في الجو ودلكت: ارتفعت كذا في نوادر الأعراب. ودمك الرشاء دمكا: فتله. ودمك الفحل الناقة دمكا: ركبها، نقلهما الصاغاني. وبكرة دموك: صلبة قال:

صرافة القب دموكا عاقرا عاقرا: لا مثل لها ولا شبه. أو هي سريعة المر وهذه نقلها الجوهري عن الأصمعي. أو هي عظيمة يسقى بها على السانية نقله الأزهري دمك كعنق. والدامكة: الداهية يقال: أصابتهم دامكة من دوامك الدهر، نقله الجوهري، وهو في كتاب المجرد لكراع. وشهر دميك: أي تام عن كراع كدكيك، يقال: أقمت عنده شهرا دميكا، قال كعب أبن زهير:

دأب شهرين ثم شهرا دميكا والدميك، أيضا: الثلج عن أبي عمرو. والدموك كصبور: فرس عقبة بن سنان من بني الحارث بن كعب، وهو القائل فيه، وجعله الدمك:

لقد حملت شكتي على الدمك
فضفاضة مع لأمة ذات حبك

وأما في قول الراجز:

أنا ابن عمرو وهي الدموك
حمراء في حاركها سموك
كأن فاها قتب مفكوك

فليس باسم فرس بعينه، كما قاله الجوهري بل صفة، أي: السريعة أي: هي الفرس الدموك، ومثله في الجمهرة لابن دريد، قال: يصف فرسا، يقول: تسرع كما تسرع الرحى الدموك أو البكرة ووهم الجوهري حيث جعله اسما لفرس بعينه، ورام شيخنا انتصار الجوهري، فقال: من حفظ حجة على غيره، ولا مانع من أن يشتق لها من الوصف القائم بها علم كغيرها مما لا يحصى، انتهى، فلم يفعل شيئا. والمدمك، كمنبر: المطملة وهو ما يوسع به الخبز، نقله الجوهري. والمدماك عند أهل الحجاز: هو الساف من البناء عند العراقيين، وهو كل صف من اللبن عن الأصمعي، ونقله الزمخشري، وروى عن محمد بن عمير قال: كان بناء الكعبة في الجاهلية مدماك حجارة ومدماك عيدان من سفينة انكسرت، وأنشد الأصمعي:

ألا يا ناقض الميثا      ق مدماكا فمدماكا والدمكمك كسفرجل: الشديد القوي من الرجال والإبل، ومن كل شيء، قال ابن بري: والجمع: الدمامك، أنشد أبو علي عن أبي العباس:

رأيتك لا تغنين عـنـي فـتـلة    إذا اختلفت في الهراوى الدمامك وذكره الأزهري، في الرباعي، قال ابن جني: الكاف الأولى من دمكمك زائدة؛ وذلك أنها فاصلة بين العينين، والعينان متى اجتمعتا في كلمة واحدة مفصولا بينهما فلا يكون الحرف الفاصل بينهما إلا زائدا نحو عثوثل، وعقنقل، وسلالم، وخفيفد، وقد ثبت أن العين الأولى هي الزائدة، فثبت إذن أن الميم والكاف الأوليين هما الزائدتان، وأن الميم والكاف الأخريين هما الأصلان، فاعرف ذلك، قال الراجز:

واكتشفت لناشئ دمكمك
عن وارم أكظاره عضنك

أي الشديد الصلب.

ومما يستدرك عليه: بكرة دمكوك، محركة: سريعة المر، وكل شيء سريع المر دموك ودامك، والجمع الدوامك، قال ذو الرمة:

أذاك تراها أشبهت، أم كـأنـهـا     بجوز الفلا خرس المحال الدوامك ورحى دموك: سريعة الطحن، والجمع دمك، قال رؤبة:

ردت رجيعا بين أرحاء دمك

صفحة : 6699

ويروى دهك، وهما بمعنى، وربما قيل: رحى دمكمك، أي: شديدة الطحن، نقله الجوهري. ومدماك الطوي: ما بني على رأس البئر. والدمك: التوثيق. والمدماك: خيط البناء والنجار أيضا. ويقال لزور الناقة: دامك، قال الأعشى:

وزورا ترى في مرفقيه تجانفا      نبيلا كبيت الصيدناني دامكـا وقيل: دامكا هنا: أي مرتفعا، وسيأتي في د و ك. وقال ابن دريد: ابن دماكة: رجل من سودان العرب في الإسلام، وكان مغيرا. وقال أبو زيد: دمك الرجل في مشيته: إذا أسرع، ودمكت الإبل ليلتها. والدمدمكي: نسبة رجل في مغارة جبل من أعمال شروان، قاعد على كيفية جلوس التشهد، وعليه ما يستره من اللباس، وعلى رأسه قلنسوة، يقال: إنه مات من مدة تزيد على أربعمائة سنة، والناس يدخلون عليه أفواجا، فإذا صلوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - حرك رأسه، ويقال: إن تمرلنك لما دخل البلاد أمر بدفنه، فأرسل مطر عظيم وبرد أهلك من باشر غسله وتكفينه، فتركوه، نقله شيخ مشايخنا الشهاب العجمي في حواشي لب اللباب للسيوطي، نقلا عن الضوء للحافظ السخاوي. قلت: ولولا غرابته ما نقلته. ومحمد بن هشام بن أبي الدميك، ومحمد بن طاهر بن خالد بن أبي الدميك، كلاهما من شيوخ الطبراني. ودمكان، كسحبان: جد أبي العباس عبد الله بن محمد الصيرفي البغدادي المحدث المتوفي سنة 312. وأبو الدموك، بالضم: رجل من العرب، ومن ولده الدمامكة في جيزة مصر.

د م ل ك
الدملوك، بالضم: الحجر الأملس المستدير كما في المحكم، وقال الجوهري: هو الحجر المدور. ويقال: حجر مدملك وسهم مدملك أي: مخلق، كما في المحكم، وهو أي المدملك المفتول المعصوب وكذلك حجر مدملق.

وقد تدملك ثديها: إذا فلك ونهد ولا يقال: تدملق، قاله الليث، وأنشد:

لم يعد ثدياها عن آن تفلكا
مستنكران المس قد تدملكا

ومما يستدرك عليه: دملكت الشيء: إذا ملسته، وحافر مدملك: أملس. وتدملك الشيء: املس واستدار.

د م ن ك
دمينكا، مصغرا: قرية بمصر من أعمال الغربية.

د ن ك
الدونك، كجوهر أهمله الجوهري وقال الأزهري: هو ذكره ابن مقبل في شعره، وقال نصر في كتابه: هو واد بالعالية، ويثنى ويجمع، قال تميم بن أبي بن مقبل في التثنية يصف هجفين بشدة العدو والهجف: ذكر النعام:

يكادان بين الدونكين وألـوة     وذات القتاد السمر ينسلخان أي: يكادان ينسلخان ويخرجان من جلودهما من شدة العدو، وأنشد الأزهري البيت، وروى القافية يعتلجان.

وقال كثير في الجمع:

أقول وقد جاوزن أعلام ذي دم     وذي وجمى أو دونهن الدوانك وأنشد الأزهري للحطيئة:

أدار سليمى بالدوانيك فالعرف والدندك، بالضم: تيس إذا مشى ترجرج لحمه سمنا نقله الخارزنجي.

د و ك
داكه أي الطيب والشيء دوكا ومداكا: سحقه وأنعمه دقا. وقال أبو عمرو: داك المرأة يدوكها دوكا، وباكها يبوكها بوكا: جامعها وأنشد:

فداكها دوكا على الصـراط
ليس كدوك زوجها الوطواط

صفحة : 6700

وداك القوم يدوكون دوكا: إذا وقعوا في اختلاط من أمرهم ودوران، ومنه حديث خيبر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله، فبات الناس يدوكون أيهم يعطاها أي يخوضون ويموجون ويختلفون فيه. وروى أبو تراب عن أبي الربيع البكراوي: داك القوم: إذا مرضوا. وقال ابن دريد: داك فلانا يدوكه دوكا: إذا غته في ماء أو تراب. والمداك، والمدوك كمنبر: الصلاءة فالمداك: حجر يسحق عليه الطيب، وهو الصلاءة، وأما المدوك: فهو حجر يسحق به الطيب، كما في الصحاح، والمصنف وحدهما، وفيه نظر، قال امرؤ القيس يصف فرسا:

كأن على الكتفين منه إذا انتحى    مداك عروس أو صلاية حنظل وقال حميد بن ثور:

إذا أنت باكرت المنيئة باكرت    مداكا لها من زعفران وإثمدا وأنشد الجوهري لسلامة بن جندل يصف فرسا:

يرقى الدسيع إلى هاد لـه تـلـع      في جؤجؤ كمداك الطيب مخضوب ويقال: وقعوا في دوكة بالفتح ويضم: أي في شر وخصومة نقله الجوهري، زاد غيره: واختلاط من أمرهم، وجمع الدوكة - بالفتح - دوك وديك، ومن قال بالضم قال في جمعه: دوك بالضم أيضا، قال رؤبة:

فربما نحيت من تلك الدوك وقال أبو تراب: تداوكوا: إذا تضايقوا في ذلك أي في شر أو حرب، نقله الجوهري.

ومما يستدرك عليه: داكة يدوكه دوكا: إذا دقه وطحنه، كما يدوك البعير الشيء بكلكله، نقله الزمخشري. وداكه دوكا: أسره.

وداك الفرس الحجر: علاها. وقال ابن دريد: داك الحمار الأتان: إذا كامها. والدوك، بالضم: صلاءة الطيب، قال الأعشى:

وزورا ترى في مرفقيه تجانفا     نبيلا كدوك الصيدناني دامكـا ورواه ابن حبيب كبيت الصيدناني والصيدناني: الملك، ودامكا، مرتفعا، ومن جعل الصيدناني العطار قال: كدوك الصيدناني، ومعنى دامك: أملس، وقد تقدم. والدوك: ضرب من محار البحر، عن ابن دريد. والدوكة، بالضم: المرض، عن أبي تراب. ودوكة: قريتان بمصر.

د ه ك
دهك، محركة: بشيراز، أو بواسط منها علي وهارون ابنا حميد المحدثان الدهكيان هكذا في سائر النسخ، وظاهر سياقه أنهما أخوان، وليس كذلك، فعلي بن حميد شيرازي روى عن شعبة، وهارون بن حميد واسطي روى عن غندر، فتنبه لذلك. وقال ابن الأعرابي: دهكه كمنعه دهكا: طحنه وكسره ومنه: رحى دهوك، والجمع دهك، وأنشد الجوهري لرؤبة:

وإن أنيخت رهب أنضاء عرك
ردت رجيعا بين أرحاء دهـك

ويروى دمك بالميم، وقد تقدم، وقال ابن سيده: هو عندي جمع دهوك إما مقولة أو متوهمة، وأرحاؤها: أنيابها وأسنانها، وقال كراع: الدهك: الطحن والدق، ويروى بالراء.ودهك الأرض والمرأة: وطئهما وقيل: دهك المرأة: إذا أجهدها في الجماع.

ومما يستدرك عليه: الدهاكة، مشددة: من أسماء الحمى، مولدة.ودهك أيضا: قرية بالري، منها: السندي بن عبدويه الرازي: حدث عن أبي أويس المدني.

د ه ل ك

صفحة : 6701

دهلك، كجعفر، أهمله الجوهري وقال ابن دريد: هو موضع أعجمي معرب، وقال الصاغاني: هو جزيرة في بحر اليمن يحمل منها السمن وغيره إلى مكة المشرفة، وإلى اليمن، وهي ما بين اليمن وبر الحبشة. قلت: وقد ذكرها ابن بطوطة في رحلته أيضا هكذا. والدهالك: آكام سود معروفة بأرض العرب قال كثير:

كأن عدوليا زهاء حـمـولـهـا     غدت ترتمي الدهنا بها والدهالك

د ي ز ك
ديزك، بالكسر وفتح الزاي: قرية بسمرقند.

د ي ك
الديك، بالكسر: معروف، وهو ذكر الدجاج ديوك في الكثير وأدياك في القليل وديكة في الكثير كقردة وقرد، واقتصر الجوهري على الأولى، والأخيرة، وكذلك الصاغاني. وقد يطلق على الدجاجة فيؤنث على إرادتها كقوله:

وزقت الديك بصوت زقا لأن الديك دجاجة أيضا، قاله ابن سيده. وقال المؤرج: الديك في كلام أهل اليمن: الرجل المشفق الرؤوف ونص المؤرج: الرؤوم، قال: ومنه سمي الديك ديكا. قال: والديك أيضا: الربيع في كلامهم كأنه لتلون نباته فيكون على التشبيه بالديك. والديك: الأثافي، الواحد فيه والجميع سواء قاله المؤرج. والديك: خششاء الفرس وهو العظم الشاخص خلف أذنه، وحكى ابن بري عن ابن خالويه: الديك: عظم خلف الأذن، ولم يخصصه بفرس ولا غيره.

والديك: لقب هارون بن موسى المحدث هكذا في العباب، وفي التبصير هو هارون بن سفيان المستملي.

وديك الجن: لقب عبد السلام بن رغبان الحمصي الشاعر المشهور. وأرض مداكة بالفتح ويضم وكذا مديكة بفتح فكسر: كثيرة الديكة. ودك دك، بالكسر: زجر لها أي للديكة.

ومما يستدرك عليه: أبو بكر بن أبي العز بن أبي الديك: محدث مات سنة 567 وابنه المبارك يقال له: ابن الديك. وابن غلام الديك: محدث آخر روى عن أبي الحصين، ومات سنة 589 نقله الحافظ.ومنية الديك: قرية بمصر من أعمال إطفيح.

وعبد العزيز بن أحمد بن باقا، وأخوه عبد الله يعرفان بابن الدويك مصغرا: من المحدثين، نقله الحافظ.