الباب الثاني والعشرون: باب الكاف - الفصل العاشر: فصل الراء مع الكاف

فصل الراء مع الكاف

ر ب ك
ربكه يربكه ربكا: خلطه فارتبك: اختلط. وربك الثريد يربكه ربكا: أصلحه وخلطه بغيره.وقال الليث: ربك فلانا ربكا: ألقاه في وحل فارتبك فيه أي نشب فيه. وربك الربيكة يربكها ربكا: عملها، وهي أقط بتمر وسمن يعمل رخوا، ليس كالحيس، فيؤكل، وهو قول غنية أم الحمارس الكلابية، قال ابن السكيت: وربما صب عليه ماء فشرب شربا، أو هو تمر وأقط يعجنان من غير سمن، أو رب يخلط بدقيق أو سويق، أو طبيخ من تمر وبر، أو دقيق وأقط مطحون يلبك بسمن مختلط بالرب، وهذا قول الدبيرية، وقد اقتصر الجوهري على قولها وقول أم الحمارس، أو هو رب وأقط بسمن، وهذا مثل قول الدبيرية سواء، فصارت الأقوال سبعة كالربيك في الكل، قال أبو الرهيم العنبري:

فإن تجزع فغير ملوم فعـل      وإن تصبر فمن حبك الربيك

صفحة : 6702

ويضرب مثلا للقوم يجتمعون من كل. وتقدم عن الجوهري في ب ر ك أن البريكة: الخبيص، وليس هو الربيكة وهي الحيس، أو البريك: الرطب يؤكل بالزبد عن أبي عمرو، وتقدم في ح ي س الكلام فيه مشبعا، فراجعه. ورجل ربك، كصرد، وربيك مثل أمير، وربك مثل هجف الثاني على النسب: مختلط في أمره، وشاهد الأخير قول رؤبة:

أغبط بالنوم الخلي الراقدا
لاقى الهوينى والربك الراغدا

قال ابن دريد: ورجل ربك ككتف: ضعيف الحيلة على النسب. وارتبك الرجل: اختلط عليه أمره وهو مجاز كربك، كفرح ربكا، ومنه حديث علي رضي الله عنه: تحير في الظلمات وارتبك في الهلكات أي وقع فيها، ولم يكد يخلص منها، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: وارتبك والله الشيخ. وارتبك في كلامه: إذا تتعتع وهو مجاز. وارتبك الصيد في الحبالة: اضطرب وهو مجاز. وقال ابن عباد: ارباك فلان عن الأمر اربيكاكا: وقف عنه. قال وارباك رأيه عليه: إذا اختلط. وأربك، بضم الباء، ويقال: أربق بالقاف وتفتح الباء أيضا، كما قاله ياقوت: بخوزستان من نواحي الأهواز، بل ناحية مستقلة ذات قرى ومزارع وعندها قنطرة مشهورة، لها ذكر في كتب السير وأخبار الخوارج، فتحها المسلمون عام سبع عشرة في خلافة سيدنا عمر رضي الله عنه قبل نهاوند، وأمير الجيش يومئذ النعمان بن مقرن المزني رضي الله عنه، وقال في ذلك:

عوت فارس واليوم حـام أواره     بمحتفل بين الدكـاك وأربـك
فلا غزو إلا حين ولوا وأدركت     جموعهم خيل الربيس بن أربك
وأفلتهن الهـرمـزان مـوائلا      به ندب من ظاهر اللون أعتك

منها أبو طاهر علي بن أحمد بن الفضل الرامهرمزي الأربكي ويقال: الأربقي، قال ياقوت: وقرأت في كتاب المفاوضة لأبي الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب: حدثني القاضي أبو الحسن أحمد بن الحسن الأربقي، بأربق، وكان رجلا فاضلا قاضي البلد وخطيبه وإمامه في شهر رمضان، ومن الفضل على منزلة، قال: تقلد بلدنا بعض جفاة العجم، والتف به جماعة ممن حسدني وكره تقدمي فصرفني عن القضاء، ورام صرفي عن الخطابة والإمامة، فثار الناس، ولم يساعده المسلمون فكتبت إليه:

قل للذين تألـبـوا وتـحـزبـوا       قد طبت نفسا عـن ولاية أربـق
هبني صددت عن القضاء تعـديا        أأصد عن حذقي به وتحققـي?
وعن الفصاحة والنزاهة والنهـي       خلقا خصصت به وفصل المنطق

صفحة : 6703

والربيكه كسفينة: الماء المختلط بالطين نقله الصاغاني. والربيكة: الزبدة التي لا يزايلها اللبن فهي مرتبكة، نقله الصاغاني. وفي المثل: غرثان فاربكوا له، وروى ابن دريد: فابكلوا له باللام، يقال: أتى أعرابي أهله كما في الصحاح أي من سفر، يقال: هو ابن لسان الحمرة، كما في العباب فبشر بغلام ولد له، فقال: ما أصنع به أآكله? أم أشربه? فقالت امرأته ذلك القول فلما شبع قال: كيف الطلا وأمه? ومعنى المثل: أي هو جائع فسووا له طعاما يهجأ غرثه، ثم بشروه بالمولود، قال ابن دريد: يضرب لمن ذهب همه وتفرغ لغيره. والأربك من الإبل: الأسود مشربا كدرة، أو الشديد سواد الأذنين والدفوف وما عدا ذلك أي: أذنيه ودفوفه مشرب كدرة، والجمع ربك، وهي الرمك بالميم، قال شمر: والميم أعرف، وقال الصاغاني: أقوى، وبهما روي حديث أبي أمامة رضي الله عنه في صفة أهل الجنة: أنهم يركبون المياثر على النوق الربك، عليها الحشايا.

ومما يستدرك عليه: رماه بربيكة: أي بأمر ارتبك عليه. والربوك، كصبور: تمر يعجن بسمن وأقط، فيؤكل، نقله الصاغاني.

وجبل أربك: أرمك.

ر ت ك
رتك البعير رتكا بالفتح ورتكا ورتكانا، محركتين: قارب خطوه في رملانه، لا يقال إلا للبعير كما في الصحاح، وهو قول الخليل، زاد مع اهتزاز، ثم إن ظاهر سياق المصنف أنه من حد نصر، ووقع مثله في ديوان الأدب للفارابي، قال الصاغاني: والصواب أنه من حد ضرب، وشاهد الرتك قول زهير:

هل تلحقني وأصحابي بهم قلص     يزجي أوائلها التبغيل والرتـك وقد يستعمل الرتك في غير الإبل، قال الحارث بن حلزة:

وإذا اللقاح تروحت بعـشـية      رتك النعام إلى كنيف العرفج قال الصاغاني: وقد استعمل في بني آدم أيضا، فإنه روى يعلى بن مسلم قال: دخلت مع سعيد فركع دون الصف، لم رتك ورتكت معه ذكره إبراهيم الحربي رحمه الله تعالى. وأرتكته: حملته على السير السريع، ومنه حديث قيلة: يرتكان بعيريهما أي: يحملانهما على السير السريع. والمرتك كمقعد: المرداسنج وهو نوعان: ذهبي، وفضي، وقد مضى ذكره في الجيم. وأرتك الضحك: ضحك في فتور وكذلك أرتأ الضحك، بالهمز.

ومما يستدرك عليه: الراتكة من النوق: التي تمشي وكأن برجليها قيدا وتضرب بيديها، قاله الأصمعي، والجمع الرواتك، قال ذو الرمة:

على كل موار أفانين سـيره      شؤو لأبواع الجواذي الرواتك

 ر ج ك
أرجكوك، بفتح فسكون ففتح فضم: مدينة قرب ساحل إفريقية لها مرسى في جزيرة ذات مياه بينها وبين البحر ميلان، نقله ياقوت.

ر د ك
الردك بالفتح أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو فعل ممات، واستعمل منه جارية رودكة كجوهرة ومرودكة، وغلام رودك ومرودك، أي: في عنفوانهما أي عنفوان شبابهما أي: حسنا الخلق والخلق، وشباب رودك كذلك، وأنشد:

جارية شبت شبابا رودكا
لم يعد ثديا نحرها أن فلكا

صفحة : 6704

وقال اللحياني: خلق مرودك وخلق مرودك، كلاهما حسن وتفتح ميمهما مع داليهما، عن كراع وابن الأعرابي، وقال غيرهما: بكسر الدال مع فتح الميم فتكون اللفظة حينئذ رباعية. ويقال: رودكه أي: حسنه نقله الصاغاني.

وقال الأزهري: مرودك إن جعلت الميم أصلية فهو فعولل، وإن كانت الميم غير أصلية فإني لا أعرف له في كلام العرب نظيرا. قال: وقد جاء مردك، كمقعد: اسم رجل، ولا أدري أعربي هو أم أعجمي. قلت: أما مردك فإنها فارسية، والكاف للتصغير، ومرد هو الرجل، والمعنى الرجل الصغير، ولذا يقولون إذا احتقروا إنسانا: مردك.

ومما يستدرك عليه: عود مرودك: كثير اللحم ثقيل، يروى بكسر الدال وبفتحها، كما في اللسان.

ر ذ ك
الروذكة أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الخارزنجي: هي الصغيرة من أولاد الغنم السمان رواذك هكذا نقله الصاغاني عنه، وأحسبه معربا عن روده. وراذكان، بفتح الذال: بطوس، منها أحمد بن حامد الفقيه وأبو محمد عبد الله بن هاشم الطوسي المحدث، ويقال: إن الوزير نظام الملك من هذه القرية.

ر ز ك
رزيك، كقبيط أهمله الجماعة وهو والد الملك الصالح طلائع بن رزيك وزير مصر وواقف الأوقاف للسادة الأشراف بها. قلت: وابنه الملك العادل رزيك بن طلائع، وآل بيتهم، ثم إن هذا الضبط مخالف لضبط الحافظ بن حجر وغيره، فإنه قال بتشديد الزاي المكسورة، وهو الصواب، وهكذا سمعته من لسان الإمام اللغوي عبد الله بن عبد الله بن سلامة المؤذن الشافعي، وكان يخطئ صاحب القاموس، ويقع فيه، سامحه الله تعالى.

ومما يستدرك عليه: أرزكان، بالفتح: مدينة على ساحل بحر فارس، منها أبو عبد الرحمن عبد الله بن جعفر بن أبي جعفر الأرزكاني: ثقة زاهد، سمع يعقوب بن سفيان، ومات سنة 312.

ر ش ك
الرشك، بالكسر أهمله الجوهري وقال الصاغاني: هو الكبير اللحية. وقال أبو عمرو: الرشك: الذي يعد على الرماة في السبق قال ثعلب: وأصله القاف يقال: رمينا رشقا أو رشقين، فسمي العدد بالفعل. وقال الأزهري: الرشك القب رجل كان عالما بالحساب، يقال له: يزيد الرشك، وقال الصاغاني: هو أبو الأزهر يزيد بن أبي يزيد سلمة الضبعي البصري القسام أحسب أهل زمانه وكان الحسن البصري إذا سئل عن حساب فريضة قال: علينا بيان السهام وعلى يزيد الرشك الحساب قال الأزهري: وما أرى الرشك عربيا، وأراه لقبا لا أصل له في العربية، وقال إبراهيم الحربي: ويقال بالفارسية رشكن: إذا كان حسودا أظنه أخذ من هذا، ووقع في الشمائل أنه القسام بلغة أهل البصرة. قلت: وهذه أقوال مضطربة لا تكاد تتلاءم مع بعضها والصحيح قول من قال: إنه الكبير اللحية بالفارسية، وبذلك لقب لكبر لحيته، حتى إن عقربا مكث فيها كذا وكذا أياما، على ما ذكره شراح الشمائل، وحقيقة هذه اللفظة ريشك بزيادة الياء، وريش هو اللحية، والكاف للتصغير، أريد به التهويل والتعظيم، ثم عربت بحذف الياء، فقيل: الرشك هذا هو الصواب في هذا اللقب، وما عدا ذلك كله فحدسيات إذ لم يقفوا على حقيقة اللفظة، وأبعد الأقوال قول أبي عمرو، ثم قول الحربي، ثم من قال إنه القسام، والعجب من الصاغاني كيف سكت مع معرفته باللسان، فتأمل ذلك، والله أعلم.

صفحة : 6705

ر ض ك
أرضك عينيه أهمله الجوهري والصاغاني، وفي اللسان: أي غمضهما وفتحهما قال الفرزدق:

كما من دراك فاعلمن لـنـادم     وأرضك عينيه الحمار وصفقا

ر ك ك
الركيك، كأمير وغراب وغرابة، والأرك من الرجال: الفسل الضعيف في عقله ورأيه وقيل: الركيك هو الضعيف؛ فلم يقيد، قال جميل بن مرثد:

لا تكونن ركيكا تنبلا
لعوا إذا لاقيته تقهلا

أو من لا يغار على أهله، وهو الديوث أو من لا يهابه أهله وكله من الضعف، وفي الحديث: أنه لعن الركاكة سماه ركاكة على المبالغة في وصفه بالركاكة على وجهين: أحدهما بالبناء لأن فعالا أبلغ من فعيل كقولك طوال في طويل، والثانية إلحاق الهاء للمبالغة. وقال أبو زيد: رجل ركاكة وركيك: إذا كن النساء يستضعفنه، فلا يهبنه، ولا يغار عليهن، وفي الحديث: إن الله يبغض السلطان الركاكة . أي: الضعيف وهي ركاكة وركيكة، ركاك بالكسر.

وقد رك يرك ركاكة: ضعف عقله ورأيه ونقص. ورك الشيء رق ومنه قولهم اقطعه من حيث رك، والعامة تقول: من حيث رق. وقال الليث: ركه، كمده ركا: طرح بعضه على بعض قال رؤبة:

ونجنا من حبس حاجات ورك
فالذخر منها عندنا والأجر لك

ورك الذنب في عنقه ركا: ألزمه إياه. وقال الليث: الرك: إلزامك الشيء إنسانا، تقول: رككت هذا الحق في عنقه، ورككت الأغلال في أعناقهم. وقال ابن دريد: رك الشيء بيده ركا: إذا غمزه غمزة خفيفة ليعرف حجمه.

قال: ورك المرأة ركا، وبكها بكا، ودكها دكا: إذا جامعها فجهدها في الجماع، قالت خرنق بنت عبعبة تهجو عبد عمرو بن بشر:

ألا ثكلتك أمك عبد عمـرو    أبالخزيات آخيت الملوكـا
هم ركوك للوركـين ركـا    ولو سألوك أعطيت البروكا

واستركه: استضعفه قال القطامي يصف أحوال الناس:

تراهم يغمزون من استركـوا     ويجتنبون من صدق المصاعا والمرتك: من تراه بليغا وحده وإذا خاصم عيي أي إذا وقع في خصومة عجز. وقد ارتك ارتكاكا: ضعف.

وارتك في أمره، أي: شك. وقال ابن عباد: المرتك من الجمال: الرخو الممذوق النقي. والركركة: الضعف في كل شيء. والرك بالفتح ويكسر، وكسفينة: المطر القليل وفي التهذيب: الضعيف أو هو فوق الدث. وقال ابن الأعرابي: أول المطر الرش، ثم الطش، ثم البغش، ثم الرك، بالكسر أركاك وركاك زاد الصاغاني وركان، وجمع الركيكة ركائك، قال الشاعر:

توضحن في قرن الغزالة بعدما     ترشفن درات الذهاب الركائك

صفحة : 6706

وقد أركت السماء: جاءت بالرك ورككت وهذه عن ابن عباد وأرض مرك عليها، وركيكة ورك، بالكسر، وهذه عن ابن شميل: لم يصبها مطر إلا ضعيف. وأرض مرككة، وركيكة: أصابها رك، وما بها مرتع إلا قليل، وقال ابن الأعرابي: قيل لأعرابي ما مطر أرضك? فقال: مرككة، فيها ضروس وثرد يذر بقله ولا يقرح، قال: والثرد: المطر الضعيف. ورجل ركيك العلم والعقل أي: قليله. وقال شمر: كل شيء قليل دقيق من ماء ونبت وعلم فهو ركيك. والركاء بالمد: صوت الصدى يردك من الجبل ويحاكي ما به نطقت. وقال ابن عباد: ارتك: مثل ارتج يقال: مر يرتك ويرتج واحد، وقال يعقوب: إنه بدل. قال: وارتك في أمره أي: شك. ورك: ماء شرقي سلمى أحد جبلي طيئ، له ذكر في سرية علي رضي الله عنه إلى القلس، وفي المراصد: محلة من محال سلمى، قال الشاعر:

هذا أحق منزل برك
الذئب يعوي والغراب

يبكي وفك إدغامه زهير بن أبي سلمى ضرورة فقال:

ثم استمروا فقالوا: إن مشربكم      ماء بشرقي سلمى فيد أو ركك قال ابن جني في الشواذ: قال أبو عثمان: قال الأصمعي: سألت أعرابيا ونحن في الموضع الذي ذكره زهير - يعني هذا البيت - فقلت: هل تعرف رككا? فقال: قد كان ها هنا ماء يسمى ركا، فعلمت أن زهيرا احتاج إليه فحركه. والركراكة: المرأة العظيمة العجز والفخذين. وقولهم في المثل: شحمة الركى، كربى، وهو الذي يذوب سريعا، يضرب لمن لا يعينك في الحاجات ولا يغني عنك. وسقاء مركوك: قد عولج وأصلح قال ابن عباد: وتركركه، أي السقاء هو تمخضه بالزبد.

ومما يستدرك عليه: سكران مرتك: إذا لم يبين كلامه. وثوب ركيك النسج: ضعيفه. وورد في الحديث: أنه يبغض الولاة الرككة هو جمع ركيك كضعيف وضعفة وزنا ومعنى. وقال اللحياني: أركت الأرض - على ما لم يسم فاعله - فهي مركة: أصابها الركاك من الأمطار، وكذلك رككت فهي مرككة. وقال ابن شميل: الرك، بالكسر: المكان المضعوف.
ورك الأمر يركه ركا: رد بعضه على بعض. والمركوك، والركيك: المغموز. وقال ابن الأعرابي: يقال: ائتزر فلان إزرة عك رك، وهو أن يسبل، طرفي إزاره، وأنشد:

إزرته تجده عـك وكـا
مشيته في الدار هاك ركا

قال: هاك رك: حكاية لتبختره. وركرك: إذا جبن، عن ابن الأعرابي. وقال أبو عمرو: الركى، على فعلى: العفلق الواسع. والرك، بالكسر: المهزول، قال:

يا حبذا جارية مـن عـك
تلفق المرط علـى مـدك
مثل كثيب الرمل غير رك

وذكره الجوهري في ز ك ك قال الصاغاني: وهو تصحيف، والصواب في اللغة والرجز بالراء، وسيأتي.

وقال ابن عباد: رك الله نماه، أي: غض الله نماه. والركوكة بالضم: الضعف.

ر م ك
الرمكة، محركة: الفرس والبرذونة التي تتخذ للنسل عن الليث، وقال الجوهري: هي أنثى البراذين رمك، زاد الجوهري والرماك والرمكات، وجمع الجمع أرماك وهذه عن الفراء، نقلها الجوهري، مثال ثمرة وتمر وثمار وثمرات وأثمار. والرمكة: الرجل الضعيف. والرامك، كصاحب: شيء أسود كالقار يخلط بالمسك فيجعل سكا، وتتضيق به المرأة ويفتح والكسر أعلى، قال خلف بن خليفة الأقطع:

صفحة : 6707

إن لك الفضل على صحبتـي     والمسك قد يستصحب الرامكا وقال ابن سيده: الرامك: المقيم بالمكان لا يبرح مجهودا كان أو غيره أو خاص بالمجهود، وقد رمك بالمكان رموكا: إذا أقام به، وقال أبو زيد: رمك الرجل: إذا أوطن البلد فلم يبرح وأرمكته أنا.

ورمكت الإبل ترمك، رموكا: عكفت على الماء فاختلي لها فعلفت عليه، وأرمكها راعيها. والرمكة، بالضم: لون الرماد، وهي ورقة في سواد، وقيل: هي دون الورقة. وقيل: الرمكة في ألوان الإبل: حفرة يخالطها سواد، عن كراع. وقال الأصمعي: إذا اشتدت كمتة البعير حتى يدخلها سواد فتلك الرمكة. وكل لون يخالط غيرته سواد فهو أرمك، قال الشاعر:
والخيل تجتاب الغبار الأرمكا وقد ارمك الجمل ارمكاكا فهو أرمك ومنه حديث جابر رضي الله تعالى عنه: وأنا على جمل أرمك. وناقة رمكاء: لونها كذلك. ورمكان، محركة: عن ابن دريد، وهو في التكملة بفتح فسكون. ويرموك: واد بناحية الشام وهو يفعول، ومنه يوم اليرموك كان في زمن عمر رضي الله تعالى عنه، وكان من أعظم فتوح المسلمين، وقال فيه القعقاع بن عمرو:

فضضنا بها أبوابها ثم قـابـلـت    بنا العيس باليرموك جمع العشائر وأرمك، بضم الميم: جزيرة ببحر اليمن قرب جزيرة كمران، وقد أهمله نصر وياقوت. ومن المجاز: استرمك القوم: إذا استهجنوا في أحسابهم على التشبيه بالرمكة. وقال ابن عباد: ارمك الشيء ارمكاكا: إذا لطف ودق.

قال: وارمك البعير: إذا ضمر ونهك.

ومما يستدرك عليه: رمك في الطعام يرمك رموكا، ورجن يرجن رجونا: إذا لم يعف منه شيئا، كذا في اللسان والمحيط. وقال ثعلب: قيل لامرأة: أي النساء أحب إليك? قالت: بيضاء وسيمة، أو رمكاء جسيمة، هؤلاء أمهات الرجال، وهو مجاز.

وفي الحديث اسم الأرض العلياء الرمكاء، قال ابن الأثير: هو تأنيث الأرمك. وقد تجمع الرمكة على الرمك، بضمتين، نقله ابن سيده. وقال ابن الأعرابي: قال حنيف الحناتم، وكان من آبل العرب: الرمكاء من النوق بهيا، والحمراء صبرى، والخوارة غزرى، والصهباء سرعى، يعني أنها أبهى وأصبر وأغزر وأسرع. وقال أبو عمرو في قول رؤبة:

لا تعدليني بالرذالات الـحـمـك
ولا شظ فدم ولا عـبـد فـلـك
يربض في الروث كبرذون الرمك

قال: الرمك هنا أصله بالفارسية رمه. قال: وقول الناس الرمكة خطأ. وقال: رمك الرجل: إذا هزل وذهب ما في يديه. وهذه دابة رامكة، وقد رمكت رموكا.والرمك، محركة: موضع بالقرب من مضيق عيون القصب من منازل حاج مصر. ورامك، كهاجر: جد أبي القاسم عبد الله بن موسى النيسابوري نزيل بغداد، روى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، وعنه الحاكم أبو عبد الله، مات ببغداد سنة 347.

ر ن ك
رانك، كصاحب أهمله الجوهري وقال الأزهري: الرانكية: نسبة إلى الرانك، ولا أعرف الرانك، وقال ابن عباد: هو حي كما في العباب، ولم يبين أهم من العرب أم من العجم، ولا إخالهم إلا من العجم، وفي الهند طائفة من ملوكها الكفار يقال لهم: رانا، فربما تكون هذه نسبة إليهم بزيادة الكاف على قياس لغتهم، فتأمل ذلك.

ر و ك

صفحة : 6708

الروكة أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن الأعرابي: هو صوت الصدى وقال غيره كالروكاء. قلت: وقد سبق في ر ك ك الركاء: صوت صدى الجبل يحاكي ما به نطقت، فيحتمل أن يكون هو هو. والروك: الموج، بغدادية وليست من كلام العرب، كما أشار له الصاغاني. قلت: والروك: قرية بمصر من أعمال الشرقية.

ومراك: قرية بساحل بحر اليمن، وقيل: الميم أصلية، وسيذكر فيما بعد.

ر ه ك
رهكه، كمنعه يرهكه رهكا: جشه بين حجرين كذا في اللسان، وتكملة العين للخارزنجي. أو رهكه رهكا: سحقه شديدا وفي الجمهرة نعما فهو مرهوك ورهيك: مسحوق. ورهك المرأة: جهدها في الجماع عن ابن عباد، كدهكها.

قال: ورهك بالمكان: إذا أقام به، عن ابن عباد. والرهوكة: استرخاء المفاصل عن ابن عباد، وقال غيره: هو الضعف في المشي، كالارتهاك. ويقال: مر يترهوك ويرتهك كأنه يموج في مشيته وهو مرتهك في مشيه، ويمشي في ارتهاك، قال:

حييت من هركولة ضناك
جاءت تهز المشى في ارتهاك

والرهكة بالفتح: الضعف. والرهكة بالتحريك: الناقة الضعيفة لا قوة لها، ولا هي بنجيبة وقوله: لا قوة لها، زيادة لا معنى لها مستدركة، فلو قال: وناقة رهكة بالتحريك: ضعيفة ليست بنجيبة لأصاب المحز. والرهكة: الرجل الضعيف لا خير فيه وقال ابن الأعرابي: رجل رهكة: ضعيف لا قوة له، كالرهكة، كهمزة، كما في المحكم.

والرهك بالفتح: العمل الصالح عن ابن عباد. والرهوك، كجدول: السمين من الجداء والظباء. وقال ابن عباد: الرهوك من الشباب: الناعم. قال ورهوكوا: إذا اضطربوا. قال: وأمر مرهوك، مبنيا للمفعول أي ضعيف مضطرب.

ومما يستدرك عليه: الرهك: الدلك والعرك، عن ابن عباد. والرهكة، كفرحة: الرخوة اللحم، عنه أيضا. قال: والترهوك: السمن والتحرك. وفي النوادر: أرض رهكة، وهورة، وهيلة وهكة: إذا كانت لينة خبارا. ورهك الدابة رهكا: حمل عليها في السير وجهدها، ومنه حديث المتشاحنين: ارهك هذين حتى يصطلحا أي كلفهما وألزمهما.

ر ي ك
الريكتان، بكسر الراء وفتح الياء أهمله الجوهري والصاغاني، وفي اللسان قال كراع وحده: هما من الفرس زنمتان خارجة أطرافهما عن طرف الكتد، وأصولهما مثبتة في أعلاه، أي: الكتد كل واحدة منهما ريكة.

وقال غيره: هما الزنكتان، بالزاي والنون، كما سيأتي.