الباب الثاني والعشرون: باب الكاف - الفصل الثالث عشر: فصل الشين المعجمة مع الكاف

فصل الشين المعجمة مع الكاف

ش ب ك
شبكه يشبكه شبكا فاشتبك، وشبكه تشبيكا فتشبك: أنشب بعضه في بعض وأدخله فنشب، كذا في المحكم، والتشبك على التكثير. وأصل الشبك هو الخلط والتداخل، ومنه تشبيك الأصابع، وهو إدخال الأصابع بعضها في بعض، وقد نهي عنه في الصلاة كما نهي عن عقص الشعر واشتمال الصماء والاحتباء؛ فإن هؤلاء مما يجلب النوم، وتأوله بعضهم أن تشبيك اليد كناية عن ملابسة الخصومات والخوض فيها. وشبكت الأمور، واشتبكت، وتشابكت وتشبكت: اختلطت والتبست ودخل بعضها في بعض. وطريق شابك: متداخل ملتبس مختلط. وأسد شابك: مشتبك الأنياب مختلفها، قال البريق الهذلي:

وما إن شابك من أسد ترج     أبو شبلين قد منع الخدارا وبعير شابك الأنياب كذلك.

والشباك، كزنار: نبت قال أبو حنيفة: هو كالدلبوث إلا أنه أعظم منه، كما في العباب. ونقل ابن بري عن أبي حنيفة: الشبيك: نبت كالدلبوث إلا أنه أعذب منه. والشباك: ما وضع من القصب ونحوه على صنعة البواري يحبك بعضه في بعض وكل طائفة منه شباكة. والذي في كتاب العين: الشباك، ككتاب، وكل طائفة منه شباكة، فتأمل ذلك. وكذلك ما بين أحناء المحامل من تشبيك القد وهذا أيضا ضبطه الليث بالكسر، ومثله في اللسان والعباب، ففي سياق المصنف وهم ظاهر. وشباك: جد إسماعيل بن المبارك عن أحمد بن الأشقر. وأيضا: جد والد علي بن أحمد بن العز: المحدثين الأخير عن عبد الحق ويحيى. وفاته: محمد بن محمد بن أنجب بن الشباك، عن ذاكر بن كامل نقله الحافظ. وكشداد: شباك بن عائذ بن المنخل الأزدي، روى عن هشام الدستوائي كما في التبصير وفي سياق المصنف خطأ. وشباك بن عمرو عن أبي أحمد الزبيري، وعنه الباغندي: محدثان. وشباك الضبي، ككتاب عن إبراهيم النخعي، له ذكر في صحيح مسلم، وكان يدلس، وهو كوفي أعمى. وشباك بن عبد العزيز، وعثمان بن شباك: محدثون. والشباك: ثلاثة مواضع أحدها في بلاد غني بن أعصر، بين أبرق العزاف والمدينة، والاثنان على سبعة أميال من البصرة طريق الحاج. والشبكة، محركة: شركة الصياد التي يصيد بها في البر، ومنهم من خصه بمصيدة الماء شبك وشباك بالكسر كالشباك، كزنار قال الراعي:

أو رعلة من قطا فيحان حلأها    من ماء يثربة الشباك والرصد شبابيك.

والشبكة: الآبار المتقاربة القريبة الماء يفضي بعضها إلى بعض، عن القتيبي. وقيل: هي الركايا الظاهرة تحفر في المكان الغليظ - القامة والقامتين والثلاث - يحتبس فيها ماء السماء، وهي الشباك، سميت لتجاورها وتشابكها، قال الليث: ولا يقال للواحد منها شبكة، وإنما هي اسم للماء، وتجمع الجمل منها في مواضع شتى شباكا، قال جرير:

سقى ربي شباك بني كليبإذا ما الماء أسكن في البلاد وقال طلق بن عدي:

في مـسـتـوى الــســـهــل وفـــي الــدكــداك
وفـــي صـــمـــاد الــبــيد والــشـــبــاك

صفحة : 6727

وفي الحديث: التقط شبكة بقلة الحزن وهو من ذلك. وأشبكوا: حفروها نقله الصاغاني. والشبكة أيضا: الأرض الكثيرة الآبار ليست بسباخ ولا منبتة، وكان الأصمعي يقول: إذا كثرت فيها الحفائر من آبار وغيرها سميت شبكة، والجمع شباك. والشبكة: جحر الجرذ ومنه الحديث: أنه وقعت يد بعيره في شبكة جرذان أي: أنقابها، وجحرتها تكون متقاربة بعضها من بعض، والجمع شباك. وشبكة ياطب: ماء بأجأ. والشبكة: ماءة شرقي سميراء لأسد، وماءة لبني قشير. والشبكة: ثلاثة مياه كلها لبني نمير بالشريف، منها: شبكة ابن دخن. والشبكة: بئر على رأس جبل. والشبكة: ماء آخر في بلادهم. ومن المجاز: بينهما شبكة، بالضم: أي: نسب قرابة ورحم، وقال ابن فارس: بين القوم شبكة نسب: أي مداخلة؛ ومن سجعات الأساس: بينهما شبهة سبب، لا شبكة نسب. وشبيك كزبير: ببلاد بني مازن نقله الصاغاني. والشبيكة كجهينة: واد قرب العرجاء. وقال ابن دريد: الشباك والشبيكة: موضعان بين البصرة والبحرين، وقال نصر في كتابه: الشبيكة من منازل حاج البصرة على أميال من وجرة قليلة. والشبيكة: بين مكة والزهراء. والشبيكة: بئر هناك مما يلي التنعيم بين زاهر والبلد. والشبيكة: ماءة لبني سلول بطريق الحجاز، قال مالك بن الريب المازني:

فإن بأطراف الشبيكة نسوة    عزيز عليهن العشية مابيا وبنو شبك، بالكسر: بطن من العرب عن ابن دريد. قلت: وهم من حمير، من ولد الشبك بن ثابت الحميري، وقد ضبطه الهمداني في أنسابه بالسين المهملة، وتقدمت الإشارة إليه. وذو شبك، محركة: ماء بالحجاز ببلاد بني نصر بن معاوية من بني هوازن. والشبك أيضا: أسنان المشط لتقاربها. وتشابكت السباع: نزت أو أرادت النزاء، عن ابن الأعرابي. والشابابك وقد تزاد الهاء فيقال: الشاه بابك: نبات يعرف بمصر بالبرنوف وتقدم التعريف به هناك، وهي لفظة أعجمية.

ومما يستدرك عليه: اشتبك السراب: دخل بعضه في بعض. والشابك: من أسماء الأسد. وشبكت النجوم، واشتبكت، وتشابكت: دخل بعضها في بعض، واختلطت، وكذلك الظلام، وهو مجاز. وقيل: اشتباك النجوم: ظهور جميعها. وشابك بينهما فتشابكا، ومنه حديث المشابكة. ورأيته ينظر من الشباك، واحد الشبابيك، وهو المشبك من نحو حديد وغيره، وبه كني أبو الحسن علي بن عبد الرحيم الرفاعي أبا الشباك المدفون بمصر؛ لكونه وقف على شباك الحضرة الشريفة فصافح يد النبي صلى الله عليه وسلم معاينة، فيما يقال.

ورأيت على الماء الشباك، وهم الصيادون بالشبك، نقله الأزهري والزمخشري. والمشبك، كمعظم: ضرب من الطعام. وأشبك المكان: إذا أكثر الناس احتفار الركايا فيه.

ورجل شابك الرمح: إذا رأيته من ثقافته يطعن به في الوجوه كلها، قال:

كمي ترى رمحه شابكا واشتباك الرحم: اتصال بعضها ببعض، وقال أبو عبيد: الرحم المشتبكة المتصلة. ويقال: بينهما أرحام متشابكة، ولحمة شابكة، وهو مجاز. واشتبكت العروق: اشتجرت. ودرع شباك، كرمان: محبوكة، قال طفيل:

لهن لشباك الدروع تقاذف وشبكة حرج موضع بالحجاز في ديار غفار. وشبوكة: مدينة بفارس. والشبكة: قرية بمصر، وهي التل الأحمر.

صفحة : 6728

وشابك، كصاحب: موضع من ديار قضاعة بالشام، ذكره نصر. والشبائك: الخصومات. وشبكه عنه شبكا: شغله.

وشوبك بن مالك بن عمرو أخو شريك بن مالك: بطن. والشوبك: قرية بمصر من أعمال إطفيح، وقد رأيتها.

وأخرى بالشام يضاف إليها كرك. وأخرى من أعمال بلبيس. وأخرى بها تعرف بشوبك أكراس. والشباك، ككتان: من يعمل الشباك الوطيئات، وبه عرف أبو بكر أحمد بن محمد النهروي، ومحمد بن حبيب، نقله الحافظ.

ش ح ك
شحك الجدي، كمنع أهمله الجوهري هنا، وذكره استطرادا في ح ش ك وقال الليث: أي جعل في فمه الشحاك، ككتاب، وهو عود يعرض في فمه يمنعه من الرضاع كالحشاك، وقال الجوهري - في حشك -: والحشاك: الشبام عن ابن دريد، قال: ولم يعرف أبو سعيد الشحاك، بتقديم الشين، فتأمل ذلك.

ش خ ن ك
شوخناك، بالضم: قرية بسمرقند ومنها أبو بكر أحمد بن خلف، روى عن الدارمي، وعنه ابنه محمد.

ش-د-ك
الشوكان أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو الشبكة كذا في النسخ، والصواب الشكة وأداة السلاح كما في العباب.

ومما يستدرك عليه: أبو أيوب سليمان بن داود بن بشر بن زياد البصري المنقري الشادكوني الحافظ، منسوب إلى شادكونة، كان يتجر إلى اليمن ويبيع المضربات الكبار، وتسمى شادكونة، فعرف بذلك، ذكره غير واحد، والتنبيه على مثل هذا واجب.

ش-ذ-ك
شاذك، كهاجر أهلمه الجماعة، وهو والد يوسف والصواب جد يوسف بن يعقوب بن شاذك السجستاني المحدث عن علي بن خشرم، وغيره نقله الحافظان الذهبي وابن حجر.

ش-ر-ك
الشرك والشركة، بكسرهما وضم الثاني بمعنى واد، وهو مخالطة الشريكين، قال شيخنا: هذه عبارة قلقة قاصرة، والمعروف أن كلا منهما يفتح فكسر، وبكسر أو فتح فسكون، ثلاث لغات حكاها غير واحد من أعلام اللغة، كإسماعيل بن هبة الله على ألفاظ المهذب، وابن سيده في المحكم، وابن القطاع، وشراح الفصيح، وغيرهم، وهذا الضم الذي ذكره في الثاني غير معروف، فتأمل. قلت: الضم في الثاني لغة فاشية في الشام، لا يكاد,ن ينطقون بغيرها، وشاهد الشرءك حديث معاذ: أنه أجاز بين أهل اليمن الشرك أي الاشتراك في الأرض،وهو أن يدفعها صاحبها إلى آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك، وفي حديث عمر بن عبد العزيز: أن الشرك جائز وهو من ذلك.

وقد اشتركا وتشاركا، وشارك أحدهما الآخر والاشتراك هنا بمعنى التشارك، وقال النابغة الجعدي:

وشاركنا قريشا في تقاها    وفي أنسابها شرك العنان والشرك، بالكسر، والشريك كأمير: المشارك قال المسيب، أو غيره:

شركا بماء الذوب يجمـعـه     في طود أيمن في قرى قسر أشراك مثل شبر وأشبار، ويجوز أن يكون جمع شريك كشهيد وأشهاد. ويجمع الشريك على شركاء كما يقال: شريف وأشراف وشرفاء، قال تعالى: فأجمعوا أمركم وشركاءكم أي: وادعوا شركاءكم ليعاونوكم. وقال الأزهري: والشرك يكون بمعنى الشريك، وبمعنى النصيب وجمعه أشراك كشبر وأشبار، وقال لبيد:

تطير عدائد الأشراك شفعا     ووترا والزعامة للغـلام وهي شريكة الرجل، وهي جارته وزوجها جارها، وهذا يدل على أن الشريك جار، وأنه أقرب الجيران شرائك.

صفحة : 6729

وشركه في البيع والميراث كعلمه شركة بالكسر وهو أفصح من أشركه رباعيا. وأشرك بالله: كفر أي: جعل له شريكا في ملكه تعالى الله عن ذلك، وقال أبو العباس في قوله تعالى: والذين هم به مشركون معناه الذين صاروا مشركين بطاعتهم للشيطان، وليس المعنى أنهم آمنوا بالله وأشركوا بالشيطان، ولكن عبدوا الله وعبدوا معه الشيطان، فصاروا بذلك مشركين، ليس أنهم أشركوا بالشيطان وآمنوا بالله وحده، رواه عنه أبو عمر الزاهد، قال: وعرضه على المبرد فقال: متلئب صحيح فهو مشرك ومشركي مثل: دو ودوي، وقعسر وقعسري، قال الراجز:

ومشركي كافر بالفرق أي: بالفرقان، كما في الصحاح. والاسم الشرك فيهما بالكسر، وفي الحديث: الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل قال ابن الأثير: يريد به الرياء في العمل، فكأنه أشرك في عمله غير الله تعالى، وقال الله تعالى: إن الشرك لظلم عظيم المراد به الكفر. ويقال في المصاهرة: رغبنا في شرككم وصهركم، أي: مشاركتكم في النسب. قال الأزهري: وسمعت بعض العرب يقول: فلان شريك فلان: إذا كان متزوجا بابنته، أو بأخته، وهو الذي يسميه الناس الختن. والشرك، محركة: حبائل الصيد، وكذلك ما ينصب للطير ومنه الحديث: أعوذ بك من شر الشيطان وشركه فيمن رواه بالتحريك، أي حبائله ومصائده شرك، بضمتين وهو قليل نادر ويقال: واحدته شركة، قال زهير:

كأنها من قطا الأحباب حان لها     ورد وأفرد عنها أختها الشرك والشرك من الطريق: جواده، أو هي الطرق التي لا تخفى عليك ولا تستجمع لك فأنت تراها وربما انقطعت غير أنها لا تخفى عليك، واحدته شركة، وقال الأصمعي: الزم شرك الطريق، وهي أنساع الطريق، وقال غيره: هي أخاديد الطريق، ومعناهما واحد، وهي ما حفرت الدواب بقوائمها في متن الطريق، شركة هنا وأخرى بجانبها. وقال شمر: أم الطريق: معظمه، وبنياته: أشراكه، صغار تتشعب عنه ثم تنقطع. وقال الجوهري: الشركة: معظم الطريق ووسطه، والجمع شرك، قال ابن بري: شاهده قول الشماخ:

إذا شرك الطريق توسمته     بخوصا وين في لحج كنين وقال رؤبة:

بالعيس فوق الشرك الرفاض وأنشد الصاغاني لزهير:

شبه النعام إذا هيجتها اندفعت     على لواحب بيض بينها شرك قال: ويروى شرك، بضمتين. وشرك بلا لام: بالحجاز وهو الجبل الذي يذكره فيما بعد بعينه. والشراك ككتاب: سير النعل على وجهها، ومنه الحديث: أنه صلى الظهر حين زالت الشمس وكان الفيء بقدر الشراك شرك ككتب.

وأشرك وفي بعض النسخ وأفلس، وكلاهما غلط، والصواب: وأشركها وشركها تشريكا وإشراكا: جعل لها شراكا.

والشراك: الطريقة من الكلإ جمعه شرك عن أبي نصر، يقال: الكلأ في بني فلان شرك أي طرائق، وقال أبو حنيفة: إذا لم يكن المرعى متصلا وكان طرائق فهو شرك. والشركي كهذلي، وتشدد راؤه: السريع من السير نقله ابن سيده. ولطم شركي أي: سريع متتابع كلطم المنتقش من البعير، وهو الذي يدخل في رجله الشوكة فيضرب بها الأرض ضربا متتابعا، قال أوس بن حجر:

وما أنا إلا مستعد كما تـرى      أخو شركي الورد غير معتم

صفحة : 6730

أي: ورد بعد ورد متتابع، كما في الصحاح. وشريك، كزبير: ابن مالك بن عمرو بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس: أبو بطن. قاله ابن دريد. قلت: وهو أخو صليم وشوبك، ووالد أسد بالتحريك وسري ووهبان. وشريك آخر: جد لمسدد بن مسرهد بن مسربل بن أرندل بن سرندل بن عرندل بن المستورد، وهكذا نسبه ابن دريد والمستغفري والسلفي في سفينته نقلا عن ابن الجواني النسابة وابن العديم في تاريخ حلب، ويقال في نسبه الأسدي والشريكي، وقد تقدم سرد نسبه في الدال، قال ابن دريد: ومن موالي بني شريك مقاتل بن سليمان. وقال ابن بزرج شركت النعل وشسعت وزمت كفرح: إذا انقطع شراكها وشسعها وزمامها. ورجل مشترك: إذا كان يحدث نفسه أن رأيه مشترك ليس بواحد، وفي الصحاح عن الأصمعي: إذا كان يحدث نفسه كالمهموم. وفي العباب التشريك: بيع بعض ما اشترى بما اشتراه به. قال: والفريضة المشركة، كمعظمة أي: المشترك فيها، فحذف وأوصل، ويقال لها أيضا المشركة - كمحدثة - بنسبة التشريك إليها مجازا، كذا في شرح الفصول ويقال أيضا: المشتركة وهذه عن الليث، وهي التي يستوي فيها المقتسمون، وهي زوج، وأم، وأخوان لأم، وأخوان لأب وأم للزوج النصف، وللأم السدس، وللأخوين للأم الثلث ويشركهم بنو الأب والأم؛ لأن الأب لما سقط سقط حكمه، وكان كأن لم يكن، وصاروا بني أم معا، وهذا قول زيد بن ثابت رضي الله عنه، وحكم فيها عمر رضي الله عنه فجعل الثلث للأخوين لأم، ولم يجعل للإخوة للأب والأم شيئا، فقالوا له: يا أمير المؤمنين هب أن أبانا كان حمارا فأشركنا بقرابة أمنا، فأشرك بينهم، فسميت الفريضة مشركة ومشتركة الأخيرة عن الليث وحمارية لقولهم: هب أن أبانا كان حمارا، وأيضا حجرية؛ لأنه روى أنهم قالوا: هب أن أبانا كان حجرا ملقى في اليم، وبعضهم سماها يمية لذلك، وسميت أيضا عمرية؛ لقضاء عمر رضي الله عنه فيها، قال شيخنا: وهو مذهب مالك والشافعي والجمهور، خلافا لأبي حنيفة، وبعض أهل العراق. قلت: وفي فرائض أبي نصر: المشركة: زوج وأم أو جدة، واثنان فصاعدا من أولاد الأم، وعصبة من ولد الأب والأم، قضى فيها علي للزوج بالنصف، وللأم بالسدس، ولولد الأم بالثلث، وأسقط ولد الأب والأم، وهو قول الشعبي وأبي حنيفة وابن أبي ليلى وأبي يوسف وزفر ومحمد والحسن وابن حنبل وكثير، وقضى عثمان فيها للزوج بالنصف، وللألم بالسدس، ولولد الألم بالثلث، وشرك ولد الأب والأم معهم فيه، وبه قال الشافعي وكثير من الصحابة، وروى أن عمر قضى فيها كما قضى علي، فقال له الأخ من الأب والأم: هب أن أبانا كان حمارا فما زادنا إلا قربا فرجع فشركهم، ولذا سميت حمارية، انتهى. وفي شرح الفصول: أبطل هذا بزوج وأخت شقيقة، وأخ وأخت لأب، فإن الأخت سقطت بأخيها وليس لها أن تقول إن أخي لو لم يكن لورثت فهبوه حمارا، فتأمل. والشركة، محركة: لبني أسد. وشرك، بالكسر: ماء لهم وراء جبل قنان قال عميرة بن طارق:

فأهون علي بالوعيد وأهـلـه      إذا حل أهلي بين شرك فعاقل

صفحة : 6731

وشرك بالتحريك: جبل بالحجاز قاله نصر. وريح مشارك، وهي التي تكون النكباء إليها أقرب من الريحين التي تهب بينهما قال الشاعر:

إلى ضوء نار بين قران أوقدت      وغضور تزهاها شمال مشارك وقران وغضور: ماءان لطيئ.

ومما يستدرك عليه: شاركت فلانا: صرت شريكه، وفي حديث أم معبد:

تشاركن هزلى مخهن قليل أي عمهن الهزال فاشتركن فيه، ويروى تساوكن وقد تقدم. وطريق مشترك: يستوي فيه الناس. واسم مشترك: تشترك فيه معان كثيرة، كالعين ونحوها؛ فإنه يجمع معاني كثيرة، وأنشد ابن الأعرابي:

ولا يستوي المرءان هذا ابن حرة      وهذا ابن أخرى ظهرها متشرك فسره فقال: معناه مشترك. وشركه في الأمر، يشركه: دخل معه فيه، وأشركه فيه. وأشرك فلانا في البيع: إذا أدخله مع نفسه فيه، وقوله تعالى: وأشركه في أمري أي اجعله شريكا لي. واشترك الأمر: التبس. والشركة، بالكسر: اللحمة يمانية، وأصلها في الجزور يشتركون فيها. وشرك، بالفتح: موضع، وأنشد ابن بري لعمارة:

هل تذكرون غداة شرك وأنتم     مثل الرعيل من النعام النافر ومن المجاز: مضوا على شراك واحد. والمسمى بشريك من الصحابة عشرة، ومن التابعين تسعة. وكوم شريك: قرية بمصر. وشارك، كهاجر: بليدة من أعمال بلخ، منها نصر بن منصور الشاركي عرف بالمصباح، وأيضا جد أحمد بن محمد عن أبي يعلى، وعنه حفيده أحمد بن حمدان بن أحمد، وعن حفيده أبو إسماعيل الهروي. وشارك بن سنان: رجل، وفيه يقول الشاعر:

ونار كأفنان الصباح رفـيعة      تننورتها من شارك بن سنان والشراك، ككتان: قرية بمصر من أعمال البحيرة.

ش ك ك
الشك: خلاف اليقين كما في الصحاح، وقال الراغب الأصبهاني في مفرادات القرآن: الشك: اختلاف النقيضين عند الإنسان وتساويهما، وذلك قد يكون لوجود أمارتين متساويتين عنده في النقيضين، أو لعدم الأمارة فيهما، والشك ربما يكون في الشيء: هل هو موجود أو غير موجود، وربما كان في جنسه من أي جنس هو، وربما كان في بعض صفاته وربما كان في الغرض الذي لأجله أوجد، والشك ضرب من الجهل، وهو أخص منه؛ لأن الجهل قد يكون عدم العلم بالنقيضين رأسا، فكل شك جهل، وليس كل جهل شكا، وأصله إما من شككت الشيء، أي: خزقته، قال الشاعر:

وشككت بالرمح الأصم ثيابه     ليس الكريم على القنا بمحرم فكأن الشك الخزق في الشيء وكونه بحيث لا يجد الرأي مستقرا يثبت فيه ويعتمد عليه، ويصح أن يكون مستعارا من الشك وهو لصوق العضد بالجنب، وذلك أن يتلاصق النقيضان فلا مدخل للفهم والرأي لتخلل ما بينهما، ويشهد لهذا قولهم: التبس الأمر، أي: اختلط وأشكل، ونحو ذلك من الاستعارات شكوك. وشك في الأمر وتشكك، وشككه فيه غيره أنشد ثعلب:

من كان يزعم أن سيكتم حبه     حتى يشكك فيه فهو كذوب

صفحة : 6732

أراد حتى يشكك فيه غيره. والشك: صديع صغير في العظم. والشك: دواء يهلك الفأر يجلب من خراسان يستخرج من معادن الفضة نوعان: أبيض وأصفر ويعرف الآن بسم الفأر. وشكه بالرمح والسهم ونحوهما يشكه شكا: خزقه وانتظمه وقيل: لا يكون الانتظام شكا إلا أن يجمع بين شيئين بسهم أو رمح أو نحوه، نقله ابن دريد عن بعضهم، قال طرفة:

كأن جناحي مضرحي تكنـفـا      حفافيه شكا في العسيب بمسرد وشك في السلاح أي: دخل يقال: هو شاك في السلاح، وقد خفف وقيل: شاك السلاح وشاك السلاح، وسيأتي في المعتل، وقد شك فيه، فهو يشك شكا، أي: لبسه تاما فلم يدع منه شيئا فهو شاك فيه. وقال أبو عبيد: فلان شاك السلاح مأخوذ من الشكة، أي: تام السلاح. وشك البعير شكا: لزق عضده بالجنب فظلع لذلك ظلعا خفيفا أو قيل: الشك: أيسر من الظلع، وقال ذو الرمة يصف ناقة وشبهها بحمار وحش:

وثب المسحج من عانات معقلة     كأنه مشتبان الشك أو جنـب يقول: تثب هذه الناقة وثب الحمار الذي هو في تمايله في المشى من النشاط كالجنب الذي يشتكي جنبه.

ومن المجاز: الشكوك كصبور: ناقة يشك في سنامها أبه طرق أم لا أي لكثرة وبرها فيلمس سنامها شك بالضم.

والشك بالكسر: الحلة التي تلبس ظهور السيتين نقله ابن سيده. والشك بالضم: جمع الشكوك من النوق وهذا قد تقدم بعينه قريبا، فهو تكرار محض. والشكة، بالكسر: ما يلبس من السلاح ومنه حديث فداء عياش بن أبي ربيعة: فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يفديه إلا بشكة أبيه. والشكة أيضا: خشبة عريضة تجعل في خرت الفأس ونحوه يضيق بها عن ابن دريد. والشكة بالضم: الشقة يقال: إنه لبعيد الشكة، أي الشقة. والشاكة: ورم يكون في الحلق وأكثر ما يكون في الصبيان جمعه الشواك، وقال أبو الجراح: واحد الشواك شاك للورم. والشكيكة، كسفينة: الفرقة من الناس، عن أبي عمرو. وقال ابن دريد: الشكيكة: الطريقة ومنه قولهم: دعه على شكيكته شكائك على القياس وشكك بكسر ففتح نادر، وإذا كان بضمتين فلا يكون نادرا، وقال ابن الأعرابي: الشكك: الجماعات من العساكر يكونون فرقا. والشكيكة: الحلق. و قال ابن عباد: الشكيكة: السلة التي يكون فيها الفاكهة. والشكي: اللجام العسر قال ابن مقبل:

يعالج شكيا كأن عـنـانـه     يفوت به الإقداع جذع منقح ويروى: شقيا. وقال الأصمعي: هو منسوب إلى قرية بأرمينية يقال لها: شكى. وشكوا بيوتهم: إذا جعلوها على طريقة واحدة وعلى نظم واحد، كما في التهذيب. والشكاك ككتاب: البيوت المصطفة يقال: ضربوا بيوتهم شكاكا، أي: صفا واحدا، وقال ثعلب: إنما هو سكاك، يشتقه من السكة، وهو الزقاق الواسع. والشكاكة كسحابة: الناحية من الأرض عن ابن عباد. والشكشكة: السلاح الحاد هكذا هو نص ابن الأعرابي. أو حدة السلاح قال الصاغاني: هذا هو القياس. وشككته، وإليه، بالكسر: أي: ركنت إليه، عن ابن عباد.

ومما يستدرك عليه: شك، بالضم: إذا ألحق بنسب غيره. وشك البعير: غمز، كلاهما عن ابن الأعرابي. والشكائك من الهوادج: ما شك من عيدانها التي يقتب بها بعضها في بعض، قال ذو الرمة:

صفحة : 6733

وما خفت بين الحي حتى تصدعت     على أوجه شتى حدوج الشكائك والشك: اللزوم واللصوق. وشك عليه الثوب، أي: جمع وزر بشوكة أو خلالة، أو أرسل عليه. ورجل مختلف الشكة: متفاوت الأخلاق. وقال ابن الأعرابي: الشكك بضمتين: الأدعياء. وقول الفرزذق:

فإني، كما قالت نوار، إن اجتلت    على رجل ما شك كفي خليلها أي: ما قارن. ورحم شاكة: أي قريبة، وقد شكت، أي: اتصلت. ومنبر مشكوك: مشدود. والمشك: بالكسر: السير الذي يشك به الدرع، قال عنترة:

ومشك سابغة هتكت فروجهـا      بالسيف عن حامي الحقيقة معلم وشك الخياط الثوب: إذا باعد بين الغرزتين.وقوم شكاك في الحديد، كرمان. والشكوك: الجوانب. وشككت إليه البلاد، أي: قطعتها إليه.وشك على الأمر: أي شق، وقيل: شككت فيه. واشتك البعير: ظلع، عن ابن عباد.

ورجل شكاك من قوم شكاك. وبعير شكك، أي: ظالع. وأمر مشكوك: وقع فيه الشك.

ش ل ك
أبو الحسن علي بن أحمد بن شلك - محركة - المؤدب: حدث عنه الخطيب، ذكره ابن نقطة. وامرأة شلكة، كحزقة: رشيقة لبقة، عامية.

ش ن ب ك
شنبك، كجعفر أهمله الجماعة، وهو: والد عبد الله، وجد عثمان بن أحمد الدينوريين الأخير حدث عن الحسن بن محمد الداركي.

وأيضا: جد عبد الله بن أحمد النهاوندي: المحدثين هكذا في سائر النسخ، والصواب في هذا السياق شنبك: جد عثمان بن أحمد الدينوري وجد عبد الله بن أحمد النهاوندي المحدثين، كما هو نص الحافظين الذهبي وابن حجر، وقوله: والد عبد الله غلط، ولعله رآه في بعض الكتب حدثنا عبد الله بن شنبك، وهو النهاوندي بعينه، وإنما نسبه إلى جده، فظنه المصنف رجلا ثالثا، وهما اثنان لا غير، فتأمل.

ومما يستدرك عليه: القطب أبو عبد الله محمد بن شنبك الشنبكي: أحد مشايخ منصور البطائحي، أخذ عن أبي بكر بن هوار البطائحي.

وممن نسب إليه كذلك الشيخ كمال الدين يونس بن التاج محمد بن العز نصر الشنبكي الحويزي أحد شيوخ أبي الفتوح الطاوسي.

ش ن ك
شنوكة، كملولة أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وفي العباب: هو جبل، وجمعه كثير عزة على شنائك باعتبار أجزائه وفي العباب: بما حوله: وفي التكملة: بما حولها، فقال:

فإن شفائي نظرة لو نظرتها      إلى ثافل يوما وخلفي شنائك قلت: وقال نصر في كتابه: شنائك: ثلاثة أجبل صغار منفردات من الجبال بين قديد والجحفة من ديار خزاعة.

وقيل: شنوكتان: شعبتان تدفعان في الروحاء بين مكة والمدينة، شرفها الله تعالى.

ش و ك
الشوك من النبات: ما يدق ويصلب رأسه معروف الواحدة بهاء وقول أبي كبير:

فإذا دعاني الداعـيان تـأيدا      وإذا أحاول شوكتي لم أبصر إنما أراد شوكة تدخل في بعض جسده ولا يبصرها؛ لضعف بصره من الكبر.

صفحة : 6734

وأرض شاكة: كثيرته أي الشوك. وقال ابن السكيت: هذه شجرة شاكة أي كثيرة الشوك. وقال غيره: هذه شجرة شوكة كفرحة، نقله الصاغاني وشائكة نقله الجوهري، أي: ذات شوك. وقد شوكت تشويكا، وفي بعض النسخ كفرحت وأشوكت: كثر شوكها.وقد شاكت إصبعه شوكة: دخلت فيها. وشاكته الشوكة: دخلت في جسمه نقله الجوهري عن الأصمعي. وشكته أنا أشوكه عن الكسائي، قال الأزهري: كأنه جعله متعديا إلى مفعولين وأشكته إشاكة: أدخلتها في جسمه أو في رجله، وشاهد قول الكسائي قول أبي وجزة يصف قوسا رمى عليها، فشاكت القوس رغامى طائر:

شاكت رغامى قذوف الطرف جائفة     هو الخنان وما هـمـت بـإدلاج وشاك يشاك شاكة، وشيكة بالكسر: إذا وقع في الشوك وقال يزيد بن مقسم الثقفي:

لا تنقشن برجل غـيرك شـوكة    فتقي برجلك رجل من قد شاكها وشاك الشوكة يشاكها: خالطها عن ابن الأعرابي. وما أشاكه شوكة ولا شاكه بها أي: ما أصابه، وقال ابن فارس: أي لم يؤذ بها. وشاكتني الشوكة تشوك: أصابتني. وقال الأصمعي: شكت الشوك أشاكه: وقعت فيه نقله الجوهري، قال ابن بري: شكت فأنا أشاك، أصله شوكت، فعمل به ما عمل بقيل وصيغ. وشوك الحائط تشويكا: جعله عليه. ومن المجاز: شوك الزرع: إذا حدد وابيض قبل أن ينتشر، وفي الأساس: زرع مشوك: خرج أوله.

وشوك لحيا البعير: طالت أنيابه، وفي الأساس: طلعت، وهو مجاز، وذلك إذا خرجت مثل الشوك. وشوك الفرخ: خرجت رؤوس ريشه، عن ابن دريد، وهو مجاز، ووقع في الصحاح والأساس شوك الفرج: أنبت، هكذا بالجيم.

وشوك شارب الغلام: إذا خشن لمسه وهو مجاز. وشوك ثديها: إذا تحدد طرفه وبدا حجمه، عن ابن دريد، وفي التهذيب: إذا تهيأ للخروج، وهو مجاز. وشوك الرأس بعد الحلق أي: نبت شعره نقله الجوهري، وهو مجاز.

وحلة شوكاء: عليها خشونة الجدة عن أبي عبيدة، وقال الأصمعي: لا أدري ما هي، كما في اللسان والعباب، ونقل الجوهري عن الأصمعي: بردة شوكاء: خشنة المس؛ لأنها جديدة، فهو مثل قول أبي عبيدة، وهو مجاز، قال المتنخل الهذلي:

وأكسوا الحلة الشوكاء خدنـي     وبعض الخير في حزن وراط هكذا قرأته في ديوان هذيل، قال السكري: يريد الخشنة من الجدة لم يذهب زئبرها، وهذا البيت أورده ابن بري:

وأكسوا الحلة الشوكاء خدي     إذا ضنت يد اللحز اللطاط ومن المجاز: الشوكة: السلاح يقال: فلان ذو شوكة. أو شوكة السلاح: حدته. والشوكة من القتال: شدة بأسه.

صفحة : 6735

والشوكة: النكاية في العدو يقال: لهم شوكة في الحرب: وهو ذو شوكة في العدو، وقوله تعالى: وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم قيل: معناه حدة السلاح، وقيل: شدة الكفاح، وفي الحديث: هلم إلى جهاد لا شوكة فيه يعني الحج. ومن المجاز: الشوكة: داء كالطاعون، عن ابن دريد معروف. وأيضا: حمرة تعلو الجسد وتظهر في الوجه فتسكن بالرقى، ومنه الحديث: أنه كوى سعد بن زرارة من الشوكة وهو مشوك، وقد شيك: أصابته هذه العلة، وفي الأساس: يقال لمن ضربته الحمرة ضربته الشوكة؛ لأن الشوكة، وهي إبرة العقرب إذا ضربت إنسانا فما أكثر ما تعتري منه الحمرة. ومن المجاز: الشوكة: الصيصية وهي أداة للحائك يسوي بها السداة واللحمة، وكذلك صصية الديك: شوكته. والشوكة: إبرة العقرب. وشوكة بلا لام: امرأة وهي بنت عمرو بن شأس، ولها يقول:

ألم تعلمي يا شوك أن رب هالك     ولو كبرت رزء علي وجلـت وشوكة الكتان: طينة تدار رطبة ويغمز أعلاها حتى تبسط، ثم يغرز فيها سلاء النخل فتجف فيخلص بها الكتان، نقله الأزهري. ورجل شاك السلاح برفع الكاف، عن الفراء وشائكه نقله الجوهري وشوكه بكسر الواو يمانية وشاكيه نقله الجوهري، أي: حديده، قال الجوهري: شائك السلاح: وشاكيه مقلوب منه، وقال أبو عبيد: الشاكي والشائك جميعا: ذو الشوكة والحد في سلاحه، وقال أبو زيد: هو شاك في السلاح، وشائك، قال: وإنما يقال: شاك إذا أردت معنى فاعل، فإذا أردت معنى فعل قلت: هو شاك للرجل، وقيل: رجل شاكي السلاح حديد السنان والنصل ونحوهما، وقال الفراء: رجل شاكي السلاح، وشاك السلاح، مثل جرف هار وهار، قال مرحب اليهودي حين بارز عليا كرم الله وجهه:

قد علمت خيبر أني مرحب
شاك السلاح بطل مجرب

وقال أبو الهيثم: الشاكي من السلاح أصله شائك من الشوك، ثم نقلت فتجعل من بنات الأربعة فيقال: هو شاكي، ومن قال: شاك السلاح بحذف الياء فهو كما يقال: رجل مال ونال من المال والنوال، وإنما هو مائل ونائل.

ومن المجاز شاك الرجل يشاك شوكا: ظهرت شوكته وحدته فهو شائك، نقله الجوهري. وشجرة مشوكة، كمحسنة: كثيرة الشوك. وأرض مشوكة: فيها السحاء والقتاد والهراس وذلك لأن هذا كله شاك. والمشوكة: والمشوكة كمعظمة: قلعة باليمن بجبل قلحاح. والشويكة، كجهينة: ضرب من الإبل كذا قال ابن عباد في المحيط، وهكذا وقع في المحكم والصواب الشويكية، ففي الصحاح: شوك ناب البعير تشويكا، ومنه إبل شويكية، قال ذو الرمة:

على مستظلات العيون سواهم     شويكية يكسو براها لغامهـا

صفحة : 6736

قال الصاغاني: رأيت البيت في ديوان شعر ذي الرمة بخط السكري شويكية، وقد شدد الياء تشديدا بينا، وبخط النجيرمي بتخفيفها، وهي حين طلع نابها إذا خرج مثل الشوك، يقال: شاك لحيا البعير، ويروى بالهمز، وقيل: أراد شويقئة بالهمز، من شقأ نابه أي: طلع، فقلب القاف كافا، فتأمل ذلك. والشويكة: ببلاد العرب. وأيضا: قرب القدس ومنها الشهاب أحمد بن أحمد الشويكي المقدسي الحنبلي نزيل الصالحية عن الشهاب أحمد بن عبد الله العسكري، وعنه شرف الدين موسى بن أحمد الحجاوي. وشاوكان: ببخاراء وهي قرية من أعمالها، وكافها فارسية، نقله الصاغاني. وقنطرة الشوك: كبيرة عامرة على نهر عيسى ببغداد، والنسبة إليها شوكي وقد نسب هكذا أبو القاسم علي بن جيون بن محمد بن البحتري البغدادي الشوكي المحدث. وشوكان: بالبحرين وضبطه الصاغاني بالضم، قال:

كالنخل من شوكان ذات صرام وشوكان: حصن باليمن. وشوكان: بين سرخس وأبيورد بنواحي خابران منه عتيق بن محمد بن عنيس بن عثمان وأخوه أبو العلاء عنيس بن محمد بن عنيس الشوكانيان المحدثان هكذا في النسخ عنيس بالتصغير، وفي بعضها عنبس كجعفر، وقد حدث أبو العلاء هذا عن أبي المظفر السمعاني، وولى قضاء بلده في نيف وعشرين وخمسمائة، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.

ومما يستدرك عليه: شجرة مشيكة: فيها شوك. وأشوك الزرع مثل شوك. وشاك لحيا البعير مثل شوك، كما في الصحاح والعباب.

وشاك ثديا المرأة: تهيئا للنهود، نقله الأزهري. وشوك، كفرح مثله، نقله الزمخشري. وشواكة الكتان، كثمامة: لغة في شوكته. وجاءوا بالشوكة والشجرة، أي: بالعدد الجم، وهو مجاز. وأصابتهم شوكة القنا: وهي شبه الأسنة.

ويقال: لا يشوكك مني شوكة، أي: لا يلحقك مني، أذى، وهو مجاز. وشوك، بالضم: موضع أنشد ابن الأعرابي:

صوادر عن شوك أو أضايحا ومنهل الشوكة: قرية بالمنوفية. وقصر الشوك: إحدى محلات مصر. وأشكته: آذيته بالشوك.

ش ه ر ب ا ب ك
شهربابك: مدينة من أعمال كرمان، منها شمس الدين محمد بن أحمد بن محمد بن بهرام الشهربابكي الكرماني الشافعي نزيل مكة، سمع على حسين بن قاوان والسخاوي.