الباب الثاني والعشرون: باب الكاف - الفصل الرابع عشر: فصل الصاد المهملة مع الكاف

فصل الصاد المهملة مع الكاف

ص أ ك
صئك الرجل كفرح يصأك صأكا: عرق فهاجت منه ريح منتنة من ذفر أو غير ذلك، نقله الجوهري عن أبي زيد.

وصئك الدم: جمد. وصئك به، الشيء، أي: لزق قال صاحب العين: ومنه قول الأعشى:

ومثلك معجبة بالـشـبـا      ب صاك العبير بأجلادها أراد صئك فخفف ولين، فقال: صاك. والصأكة مهموزة مجزومة: رائحة الخشبة تجدها منها إذا نديت فتغير ريحها. وفي النوادر: رجل صئك، ككتف: أي شديد. ويقال: ظل يصائكني منذ اليوم، أي: يشادني كما في العباب، والصواب أن يذكر في ص و ك كما سيأتي.

ص ع ل ك
صعلكه صعلكة: أفقره. وصعلك الثريدة: جعل لها رأسا، أو رفع رأسها. وقال شمر: صعلك البقل الإبل: سمنها.

ورجل مصعلك الرأس أي: مدوره وقيل: صغيره، قال ذو الرمة يصف الظليم:

يخيل في المرعى لهن بنفسـه      مصعلك أعلى قلة الرأس نقنق

صفحة : 6737

والصعلوك، كعصفور: الفقير كما في الصحاح، زاد ابن سيده: الذي لا مال له، زاد الأزهري: ولا اعتماد، قال أبو النشناش:

وسائلة بالغـيب عـنـي وسـائل     ومن يسأل الصعلوك أين مذاهبه? والجمع الصعاليك، وأنشد الليث:

إن اتباعك مولى السوء يتبعه      لك الصعاليك ما لم يتخذ نشبا وتصعلك الرجل: افتقر وأنشد الجوهري لحاتم طيئ:

عنينا زمانا بالتصعلك والغنـى     فكلا سقاناه بكأسيهما الدهـر
فما زادنا بغيا على ذي قـرابة     غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر

أي: عشنا زمانا.

وتصعلكت الإبل: طرحت أوبارها كما في الصحاح، زاد غيره: وانجردت، وقال شمر: إذا دقت قوائمها من السمن، وقال الأصمعي - في قول أبي دواد يصف خيلا -:

قد تصعلكن في الربيع وقد ق     رع جلد الفـرائض الأقـدام قال: تصعلكن: دققن وطار عفاؤها عنها، والفريضة: موضع قدم الفارس.

وصعاليك العرب: ذؤبانها. وعروة الصعاليك: هو ابن الورد لقب به لأنه كان يجمع الفقراء في حظيرة فيرزقهم مما يغنمه كما في الصحاح. وصعليك: اسم رجل، كذا في النسخ، وفي التكملة وصعلكيك: اسم.

ومما يستدرك عليه: المصعلك، من الأسنمة: التي كأنما حدرجت أعلاه حدرجة وكأنما صعلكت أسفله بيدك ثم مطلته صعدا، أي: رفعته على تلك الدملكة وتلك الاستدارة، قاله شمر. وأبو الطيب سهل بن محمد الصعلوكي الشافعي: فقية مشهور تفقه بأبيه وبأبي علي محمد بن عبد الواحد الثقفي، وعنه والد إمام الحرمين أبو محمد عبد الله بن محمد بن يوسف الجويني، وأبو سهل محمد بن سلمان ابن محمد العجلي الحنفي النيسابوري، يعرف كذلك، روى عن أبي بكر بن خزيمة، وعنه الحاكم، مات سنة 396 بنيسابور.

ص ك ك
صكه يصكه صكا: ضربه شديدا بعريض، أو عام بأي شيء كان، ومنه قوله تعالى: فصكت وجهها وقال مدرك بن حصن:

يا كروانا صك فاكبأنا وصك الباب: أغلقه، أو أطبقه. ورجل أصك، ومصك بكسر الميم: مضطرب الركبتين والعرقوبين وكذا من غير الإنسان. وقد صككت يا رجل، كمللت صككا محركة، قال أبو عمرو: كل ما جاء على فعلت من ذوات التضعيف فهو مدغم، نحو صمت المرأة وأشباهه إلا أحرفا جاءت نوادر في إظهار التضعيف، وهو لححت عينه ومششت الدابة، وضبب البلد وألل السقاء، وقطط الشعر. وقال ابن الأعرابي: في قدميه قبل، ثم حنف ثم فحج، وفي ركبتيه صكك وفي فخذيه فجى. والمصك، كمجن: القوي الشديد الخلق الجسيم من الناس وغيرهم كالإبل والحمير يقال: رجل مصك، وحمار مصك، وفي الحديث: على جمل مصك وأنشد يعقوب:

ترى المصك يطرد العواشيا
جلتها والأخر الحواشيا كالأصك، قال الفرزدق:

قبح الإلة خصاكما إذ أنتمـا     ردفان فوق أصك كاليعفور قال سيبويه: والأنثى مصكة، وهو عزيز عنده؛ لأن مفعلا ومفعالا قلما تدخل الهاء في مؤنثه. والمصك: فرس الأبرش الكلبي وكذلك الأديم له أيضا، وفيهما قيل:

قد سبق الأبرش غير شك
على الأديم وعلى المصك

صفحة : 6738

والمصك: المغلاق قال الليث: اجتمع أربعة من الأعراب بباب، فوضعت المائدة وأغلق الباب. فقال الأول:

قد صك دوني الباب بالمصك وقال الثاني:

بباب ساج جيد حنك وقال الثالث:

يا ليته قد فك بالمفك وقال الرابع:

فنرد الثريد غير الشك والصكيك كأمير: الضعيف عن ابن الأنباري، حكاه الهروي في الغريبين، وهو فعيل بمعنى مفعول من الصك: الضرب، أي يضرب كثيرا لاستضعافه، وقد جاء ذكره في الحديث. والصك: الكتاب معرب، وهو بالفارسية جك، وهو الذي يكتب للعهدة أصك، وصكوك، وصكاك وكانت الأرزاق تسمى صكاكا، لأنها كانت تخرج مكتوبة، ومنه الحديث في النهي عن شراء الصكاك والقطوط. وفي حديث أبي هريرة، قال لمروان: أحللت بيع الصكاك?. وذلك أن الأمراء كانوا يكتبون للناس بأرزاقهم وأعطياتهم كتبا فيبيعون ما فيها قبل أن يقبضوها معجلا ويعطون المشتري الصك ليمضي ويقبضه، فنهوا عن ذلك؛ لأنه بيع ما لم يقبض. والصكة: شدة الهاجرة، وتضاف إلى عمي يقال: لقيته صكة عمي، وصكة أعمى، وهو أشد الهاجرة حرا، وعمي: تصغير أعمى مرخما، قال اللحياني: هي أشد ما يكون من الحر، أي حين كاد الحر يعمي من شدته، وقال الفراء: حين يقوم قائم الظهيرة، وزعم بعضهم أن عميا الحر بعينه، وأنشد:

وردت عميا والغزالة بـرنـس     بفتيان صدق فوق خوص عياهم وقال غير هؤلاء: عمي: رجل من عدوان كان يفتي في الحج، فأقبل معتمرا ومعه ركب حتى نزلوا بعض المنازل في يوم شديد الحر، فقال عمي: من جاءت عليه هذه الساعة من غد وهو حرام بقي حراما إلى قابل، فوثب الناس إلى الظهيرة يضربون، أي: يسيرون، حتى وافوا البيت، وبينهم وبينه من ذلك الموضع ليلتان، فضرب مثلا، فقيل: أتانا صكة عمي: إذا جاء في الهاجرة الحارة، وفي ذلك يقول كرب بن جبلة العدواني:

وصك بها نحر الظهيرة غائرا    عمي ولم ينعلن إلا ظلالهـا
وجئن على ذات الصفاح كأنها    نعام تبغى بالشظي رئالـهـا
فطوفن بالبيت الحرام وقضيت    مناسكها ولم يحل عقالـهـا

وقيل: عمي: اسم رجل من العمالقة كان مغوارا فأغار على قوم في ظهيرة وصكهم صكة شديدة فاجتاحهم فصار مثلا لكل من جاء ذلك الوقت، قال الصاغاني: وليعمر هذا القول بثبت، والأصل: لقيته صكة عمي، أي: وقت ضربته، فأجرى مجرى قولهم: آتيك خفوق النجم، ومقدم الحاج، وقيل: عمي تصغير أعمى مرخما، والمراد الظبى؛ لأنه يسدر في الهواجر فيصطك بما يستقبل، قال يصف بقرة مسبوعة:

وأقبلت صكة أعمى خاليه
فلم تجد إلا سلامى داميه

لأن الوديقة في ذلك الوقت تصك الظبى فيطرق في كناسه كأنه أعمى، والصكة على هذا مضافة إلى المفعول، وقال ابن فارس في صكة عمي: يراد أن الأعمى يلقى مثله فيصطكان، أي: يصك كل منهما صاحبه: وقال: وذلك كلام وضعوه في الهاجرة، وعند اشتداد الحر خاصة، ويروى صكة حمى، فعل من حميت الشمس، بوزن غزى منونا ويعاذ في الياء إن شاء الله تعالى. والصكاك كغراب: الهواء مثل السكاك بالسين، عن ابن عباد.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6739

صكه صكا: دفعه، عن الأصمعي. واصطكوا بالسيوف: تضاربوا بها، وهو افتعلوا من الصك، قلبت التاء طاء لأجل الصاد. وبعير مصكوك ومصكك: مضروب باللحم وكأن اللحم صك فيه صكا، أي شك. والصك: احتكاك العرقوبين. والصكك: أن تضرب إحدى الركبتين الأخرى عند العدو، فيؤثر فيهما أثرا. وظليم أصك لأنه أرح طويل الرجلين وربما أصاب - لتقارب ركبتيه - بعضهما بعضا إذا عدا، قال الشاعر:

مثل النعام والنعام صك وكتب عبد الملك إلى الحجاج قاتلك الله أخيفش العينين أصك الرجلين. والأصك: من كانت أسنانه وأضراسه كلها ملتصقة، قال الأزهري: وهو الألص أيضا، قال أبو عمرو: وكان عبد الصمد بن علي أصك. وليلة الصك: ليلة البراءة، وهي ليلة النصف من شعبان؛ لأنه يكتب فيها من صكاك الأرزاق. ويقال: خذ هذا أول صك، وأول صوك، أي: أول ما أصكك به. واصطك الجرمان: صك أحدهما الآخر.

ص ل ك
الصلك، كعنب أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الخارزنجي: هو أول ما تتفطر به الشاة من اللبن. واللبأ بعده. قال: والتصليك: صر الناقة، يقال: صلك بها حتى يشتد حفلها، وكذلك الصلك. قلت: وقد تقدم في س ل ك هذا المعنى بعينه، وضبطه هناك بالكسر، وهنا ضبطه كعنب، وليس هذا في نص الخارزنجي فالصواب إذا ضبطه بالكسر، ويكون السين لغة في الصاد، فتأمل.

ص م ك
الصمكيك، محركة، والصمكوك كحلزون: الجاهل السريع إلى الشر الغواية. وقيل: القوي الشديد. وهما أيضا من نعت الشيء اللزج. وقيل: الغليظ الجافي التار من الرجال وغيرهم، قال ابن بري: شاهد الصمكوك قول زياد الملقطي:

فقلت ولم أملك: أغوث بـن طـيئ     على صمكوك الرأس حشر القوادم وأنشد شمر شاهدا على الصمكيك:

وصمكيك صمـيان صـل
ابن عجوز لم يزل في ظل
هاج بعرس حوقل قثـول

والصمكيك: زعموا، عن ابن دريد، والصواب أن يقول صمكيك بلا لام، كما هو نص ابن دريد. والصمكيك: الأحمق العجل إلى الشر، وقال الليث: هو الأهوج الشديد، وقال ابن عباد: هو الأحمق العيي. وجمل صمكة، محركة: قوي وكذلك عبد صمكة، قاله شمر. وأصبحت الأرض مصمئكة أي مبتلة عن المطر، رواه شمر عن أبي الهذيل. وقال أبو الهذيل أيضا: السماء مصمئكة، أي: مستوية خليقة للمطر ونقل ذلك عن أبي زيد أيضا.

وقال الأزهري في الرباعي: اصمأكت الأرض، فهي مصمئكة، وهي الندية الممطورة، قال: وأصل هذه الكلمة وما أشبهها ثلاثي، والهمزة فيها مجتلبة. وقال أبو زيد: اصماك الرجل: إذا غضب نقله الجوهري، والهمزة لغة فيه، وكذلك ازماك واهماك فهو مصمئك. واصماك اللبن: خثر جدا، وفي الصحاح: غلظ واشتد حتى صار الجبن، والهمزة لغة فيه أيضا. والصمكمك كسفرجل: الخبيث الريح، عن ابن عباد. وقيل: هو العزب، عنه أيضا.وقيل: هو القوي الشديد الجسم. والصماك ككتاب: العود الذي ألحق وفي العباب: ألصق بالقفيز صمك ككتب. ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6740

المصمئك: الأهوج الشديد الجيد الجسيم. والصمكة من الرجال: من لا يعرف قبيلا من دبير. والصمكيك من اللبن: الخاثر جدا وهو حامض، وقال ابن السكيت: لبن صمكيك وصمكوك، وهو اللزج. واصمأك الجرح، مهموزا: انتفخ.

ص م ل ك
الصملك، كعملس أهمله الجوهري وقال الليث: هو الشديد القوة والبضعة من الرجال صمالك وضبطه بعضهم بضم الصاد وتشديد الميم المفتوحة وكسر اللام.

ص ه ك
الصهك، بضمتين ويخفف: الجواري السود عن أبي عمرو، كذا في اللسان، وأهمله الجوهري. وقال الصاغاني: صهاك، كغراب: من أعلام النساء. وصاهك: مدينة بفارس.

ص و ك
الصوك: الأول يقال: لقيته أول صوك وبوك، أي: أول شيء نقله الجوهري، وكذا فعله أول كل صوك وبوك.

وقال ابن دريد: ما به صوك ولا بوك، أي: حركة. وقال غيره صاك به الزعفران والدم صوكا: لزق به وكذلك غيرهما، قال الشاعر:

سقى الله طفلا خودة ذات بهجة يصوك بكفيها الخضاب ويلبق يصوك، أي: يلزق، والياء فيه لغة كما سيأتي. والصوك: ماء الرجل عن كراع وثعلب. وقال الأصمعي: تصوك فلان في رجيعه: إذا تلطخ به، وقال أبو زيد: هو بالضاد المعجمة، وسيأتي.

ومما يستدرك عليه: قال أبو عمرو: الصائك اللازق. وظل يصايكني منذ اليوم، ويحايكني: أي يشادني، لغة في يصائكني بالهمز، والمصنف ذكره في ص أ ك. والصائك: الدم اللازق، ويقال: هو دم الجوف.

ص ي ك
صاك به الطيب يصيك صيكا: إذا لزق، لغة في يصوك، نقله الجوهري، وأنشد الليث للأعشى:

ومثلك معجبة بالـشـبـا ب صاك العبير بأجلادها وقال الليث: أراد صئك فخفف ولين، فقال: صاك، قال ابن سيده: وليس عندي على ما ذهب إليه، بل لفظه على موضوعه، وإنما يذهب إلى هذا الضرب من التخفيف البدلي إذا لم يحتمل الشيء وجها غيره.