الباب الثاني والعشرون: باب الكاف - الفصل الخامس عشر: فصل الضاد المعجمة مع الكاف

فصل الضاد المعجمة مع الكاف

ض أ ك
رجل مضؤوك أهمله الجوهري، والصاغاني، وفي اللسان: أي مزكوم. وقد ضئك الرجل كعني أصابه ذلك.

ض ب ك
ضبوك الأرض بالضم أهمله الجوهري هنا، وأورد شيئا منه استطرادا في ض م ك وقال الخارزنجي: أي تباشيرها. قال: ويقال: ظهرت ضبوك الغيث وهو إخالته للمطر. قال: واضباكت الأرض: خرج نبتها، وروي واخضر، وكذلك اضماكت. وقال كراع: زرع مضبئك، أي: أخضر.

ومما يستدرك عليه: ضبكه، وضبكه: إذا غمز يديه، يمانية. والضبيك: أول مصة يمصها الصبي، من ثدي أمه، كذا في اللسان.

ض ب ر ك
الضبرك كزبرج: المرأة العظيمة الفخذين، عن ابن عباد. وقال ابن السكيت: الضبارك كعلابط: الأسد وكذلك ضبارم. وقيل: الضبارك: الرجل الثقيل الكثير الأهل قال الفرزدق:

وردوا إراب بجحفل من تغلب     لجب العشي ضبارك الأركان والضبارك أيضا: الشديد الضخم منا ومن الإبل، كما في الصحاح كالضبراك، بالكسر وأنشد الجوهري للراجز:

أعددت فيها بازلا ضباركا
يقصر يمشي ويطول باركا

قال: والجمع الضبارك، بالفتح.

ومما يستدرك عليه: الضبرك والضبارك: الطويل مع ضخامة، عن ابن عباد. وقيل: هما من الرجال: الشجاع، عن ابن السكيت.

ض ح ك

صفحة : 6741

ضحك، كعلم، وناس من العرب يقولون: ضحكت، بكسر الضاد إتباعا للحاء فإنها حلقية، وهي لغة صحيحة، ولها نظائر سبقت ضحكا بالفتح والكسر، وضحكا بكسرتين كإبل. وضحكا، ككتف، أربع لغات، قال ابن بري: اللغة العالية الضحك، يعني الأخيرة، قال الأزهري: وقد جاءت أحرف من المصادر على فعل منها: ضحك ضحكا، وخنقه خنقا، وخضف خضفا، وضرط ضرطا وسرق سرقا، قال: ولو قيل: ضحكا، يعني بفتحتين لكان قياسا، لأن مصدر فعل فعل، وأنشد ابن دريد لرؤبة:

شادخة الغرة غراء الضحك
تبلج الزهراء في جنح الدلك

والضحك معروف، وهو انبساط الوجه وبدو الأسنان من السرور، والتبسم مبادئ الضحك، كما في التوشيح، ونسيم الرياض وغيرهما، نقله شيخنا، وفي المفردات: هو انبساط الوجه وتكشر الأسنان من سرور النفس، ويستعمل في السرور المجرد نحو قوله تعالى: مسفرة ضاحكة واستعمل للتعجب المجرد تارة، وهذا المعنى قصد من قال: إن الضحك مختص بالإنسان، وليس يوجد في غيره من الحيوان. وتضحك الرجل وتضاحك، فهو ضاحك وضحاك كشداد وضحوك كصبور ومضحاك كمحراب وضحكة كهمزة، زاد ابن عباد. وضحكة كحزقة، أي: كثير الضحك. ورجل ضحكة بالضم: إذا كان يضحك منه يطرد على هذا باب. وقال الليث: الضحكة: الشيء الذي يضحك منه. والضحكة: الرجل الكثير الضحك. وقال الراغب: رجل ضحكة: يضحك من الناس، وضحكة: ضحك منه، وهذا قد تقدم البحث فيه في تركيب خ د ع. والضحاك، كشداد فعال من الضحك، وهو مدح. ومثل همزة ذم، والضحكة بالضم أذم. وضحك به، ومنه، بمعنى. وأضحكته. وهم يتضاحكون. ومن المجاز: الضاحكة: كل سن من مقدم الأضراس تبدو عند الضحك والجمع: الضواحك. أو هي الأربع التي بين الأنياب والأضراس نقله الجوهري، وقال أبو زيد: للرجل أربع ثنايا وأربع رباعيات، وأربع ضواحك، وثنتا عشرة رحى، وفي كل شق ست وهي الطواحين ثم النواجذ بعدها، وهي أقصى الأضراس. والأضحوكة بالضم ما يضحك منه نقله الجوهري، والأضاحيك جمعه. ومن المجاز: ضحكت الأرنب كفرح، أي حاضت. قال الزمخشري: وتزعم العرب أن الجن تمتطي الوحش وتجتنب الأرنب لمكان حيضها، ولذلك يستدفعون العين بتعليق كعابها، وقد تقدم في ر س ع قيل: ومنه أي: من استعماله في معنى الحيض قوله تعالى: وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق وقرئ بفتح الحاء، فقيل هو مختص بمعنى حاض، وقيل: إنها لغة معروفة في ضحك بكسرها، وهذا التأويل الذي ذكره هو قول مجاهد، وأنشد ابن سيده:

وضحك الأرانب فوق الصفا     كمثل دم الجوف يوم اللقـا وقال: يعني الحيض فيما زعم بعضهم، قال أبو طالب: وقال بعضهم - في قوله ضحكت، أي: حاضت - إن أصله من ضحاك الطلعة إذا انشقت، قال: وقال الأخطل فيه بمعنى الحيض:

تضحك الضبع من دماء سليم    إذ رأتها على الحداب تمور وقال ابن الأعرابي - في قول تأبط شرا الآتي ذكره - أي: أن الضبع إذا أكلت لحوم الناس أو شربت دماءهم طمثت، وقد أضحكها الدم، وقال الكميت:

وأضحكت الضباع سيوف سعد     لقتلى ما دفـن ومـا ودينـا

صفحة : 6742

وكان ابن دريد يرد هذا، ويقول: من شاهد الضباع عند حيضتها فيعلم أنها تحيض? وإنما أراد الشاعر أنها تكشر لأكل اللحوم، وهذا سهو منه، فجعل كشرها ضحكا، وقيل: معناه أنها تستبشر بالقتلى إذا أكلتهم فيهر بعضها على بعض، فجعل هريرها ضحكا، وقيل: أراد أنها تسر بهم، فجعل الشرور ضحكا، لأن الضحك إنما يكون منه، كتسمية العنب خمرا، وكذلك أنكره الفراء وقال: لم أسمعه من ثقة، وقال أبو عمرو: وسمعت أبا موسى الحامض يسأل أبا العباس عن قوله فضحكت أي حاضت، وقال: إنه قد جاء في التفسير، فقال ليس في كلام العرب، والتفسير مسلم لأهل التفسير، فقال له: فأنت أنشدتنا لتأبط شرا:

تضحك الضبع لقتلى هذيل     وترى الذئب بها يستهـل فقال أبو العباس: تضحك هنا تكشر، وذلك أن الذئب ينازعها على القتيل فتكشر في وجهه وعيدا، فيتركها مع لحم القتيل ويمر، وقوله: يستهل، أي: يصيح فيستعوي الذئاب إلى القتلى، وقال ابن دريد: سألت أبا حاتم عن هذا البيت، وقلت له: زعم قوم أن تضحك: تحيض، فقال: متى صح عندهم أن الضبع تحيض? ثم قال: يا بني إنما هي تكشر للقتلى إذا رأتهم، كما قالوا: يضحك العير إذا انتزع الصليانة وإنما يكشر، وتزعم العرب أن الضبع تقعد على غراميل القتلى إذا ورمت، وهذا كالصحيح عندهم. وقال أبو إسحاق الزجاج: روي أنها ضحكت لأنها لما كانت قالت لإبراهيم اضمم لوطا ابن أخيك إليك فإني أعلم أنه سينزل بهؤلاء القوم عذاب، فضحكت سرورا لما أتى الأمر على ما توهمت، قال: فأما من قال في تفسيره: إنها حاضت فليس بشيء، وروى الأزهري عن الفراء مثل هذا، وقال: إنما ضحكت سرورا بالأمن لأنها خافت كما خاف إبراهيم، قال: وقال بعضهم: إن فيه تقديما وتأخيرا، أي: فبشرناها بإسحاق فضحكت بالبشارة، قال الفراء: وهو ما يحتمله الكلام، والله أعلم بصوابه.

وقيل: هو من ضحك الرجل: إذا عجب والمعنى: أي عجبت من فزع إبراهيم عليه السلام، ومنه قول عبد يغوث الحارثي:

وتضحك مني شيخة عبشمية     كأن لم ترا قبلي أسيرا يمانيا

صفحة : 6743

وهو قول ابن عباس، ونقله الراغب، وأيده فقال: ويدل على ذلك قوله تعالى: أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قال: وقول من فسره بحاضت فليس ذلك تفسيرا لقوله ضحكت كما تصوره بعض المفسرين، فقال: ضحكت يعني حاضت، وإنما ذكره ذلك أمارة لما بشرت به فحاضت في الوقت لتعلم أن حملها ليس بمنكر، إذ كانت المرأة ما دامت تحيض فإنها تحبل. أو ضحك: إذا فزع وبه فسر الفراء الآية، كما تقدم قريبا. ومن المجاز: ضحك السحاب: إذا برق قال ابن الأعرابي: الضاحك من السحاب مثل العارض إلا أنه إذا برق قيل ضحك، نقله الجوهري، ومنه الحديث: يبعث الله السحاب فيضحك أحسن الضحك، ويتحدث أحسن الحديث، فضحكه البرق، وحديثه الرعد جعل انجلاءه عن البرق ضحكا، فكأنه إنما جعل لمع البرق أحسن الضحك وقصف الرعد أحسن الحديث، لأنهما آيتان حاملتان على التسبيح والتهليل. وضحك القرد أي: صوت وفي الصحاح: ويقال: القرد يضحك إذا صوت، أي جعل كشر الأسنان ضحكا، وإلا فقد تقدم أن الضحك مختص بالإنسان.

والضحك بالفتح: الثلج، وقيل: الزبد، وقيل: العسل وقيده ابن السيد بالأبيض، قال أبو عمرو: شبه بالثغر لشدة بياضه أو الشهد. والضحك: ظهور الثنايا من الفرع، ومن ذلك سمي العجب ضحكا. وقال الأصمعي: الضحك: الثغر الأبيض شبه بياض العسل به، يقال: رجل ضحك، أي: أبيض الأسنان، وبكل ذلك ما عدا العجب فسر قول أبي ذؤيب الهذلي:

فجاء بمزج لم ير الناس مثلـه     هو الضحك إلا أنه عمل النحل وقيل: الضحك: النور وبه فسر البيت أيضا. والضحك: المحجة، وهي وسط الطريق، كالضحاك كشداد. الصواب أن يذكر قوله: كالضحاك بعد قوله: كمامه، كما هو نص أبي عمرو، وأما الضحاك في نعت الطريق فإنه سيأتي له فيما بعد، فتأمل ذلك. وقال السكري في شرح قول أبي ذؤيب: الضحك: طلع النخلة إذا انشق عنه كمامه في لغة بلحارث بن كعب، وقال ثعلب: هو ما في جوف الطلعة، وقال أبو عمرو: هو وليعة الطلع الذي يؤكل، كالضحاك، هذا نص أبي عمرو، فكان الأولى أن يؤخر لفظ كالضحاك هنا. والضحك بالضم: جمع ضحوك للطريق، كصبور وصبر. وقال ابن دريد: الضاحك: حجر شديد البياض يبدو في الجبل من أي لون كان فكأنه يضحك، وهو مجاز.

ومن المجاز: الضحاك كشداد: المستبين الواسع من الطرق قال الفرزدق:

إذا هي بالركب العجال تردفـت     نحائز ضحاك المطالع في النقب نحائز الطريق: جواده. كالضحوك كصبور، وهذه عن الجوهري، قال:

على ضحوك النقب مجرهد

صفحة : 6744

والضحاك بن عدنان، زعم ابن دأب المدني أنه رجل ملك الأرض، وهو الذي يقال له: المذهب، وفي المثل يقال: أحسن من المذهب وكانت أمه جنية فلحق بالجن وتقول العجم: إنه لما عمل السحر وأظهر الفساد أخذ فشد في جبل دنباوند، ويقال: إن الذي شده افريدون الذي كان مسح الدنيا فبلغت أربعة وعشرين ألف فرسخ، قال الأزهري: وهذا كله باطل لا يؤمن بمثله إلا أحمق لا عقل له. قلت: وتزعم الفرس أنه ده اك، ومعناه عشرة أمراض، والضحاك إنما هو تعريبه، وقال ابن الجواني النسابة: ونسبوا ذا القرنين، فقالوا: هو عبد الله بن الضحاك ابن معد بن عدنان، والأول أكثر، وقيل: الضحاك بن معد غير الضحاك بن عدنان. والضحاكة بهاء: ماء لبني سبيع فخذ من حنظلة. وضويحك وضاحك: جبلان أسفل الفرش في أعراض المدينة المشرفة بينهما واد. وبرقة ضاحك: بديار بني تميم قال الأفوه الأودي:

فسائل حاجرا عنا وعنهـم      ببرقة ضاحك يوم الجناب وقد ذكر في ب ر ق. وروضة ضاحك بالصمان قال:

ألا حبذا حوذان روضة ضاحك     إذا ما تغالى بالنبات تغـالـيا ومما يستدرك عليه: الضحكة، بالفتح: المرة من الضحك، نقله الجوهري، وأنشد لكثير:

غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا     غلقت لضحكته رقاب المال وضحكت الأرض: أخرجت نباتها وزهرتها، وهو مجاز. ويقال: بدت مباسمه ومضاحكه وضحكته. وضحكت الرياض عن الأزهار: إذا افترت، وهو مجاز. ورجل ضحوك: باش الوجه. واستضحك بمعنى تضاحك، نقله الجوهري. وامرأة مضحاك: كثيرة الضحك، نقله الجوهري أيضا. وضحك الزهر، على المثل. والضحك: السخرية. ويقال: ما أوضحوا بضاحكة: أي: ما تبسموا. وضحكت النخلة، وأضحكت: أخرجت الضحك، وقال السكري: أي انشق كافورها. ويقال: ضحك الطلع وتبسم: إذا تفلق، وما أكثر ضاحك نخلكم، وهو مجاز.

والضحك: وليع الطلعة، عن أبي عمرو. وأضحك حوضه: ملأه حتى فاض. والنور يضاحك الشمس، وقال الشاعر يصف روضة:

يضاحك الشمس منها كوكب شرق شبه تلألؤها بالضحك. وقال أبو سعيد: ضحكات القلوب من الأموال والأولاد: خيارها التي تضحك القلوب إليها، وضحكات كل شيء: خياره، وهو مجاز. وضحك الغدير: تلألأ من امتلائه؛ وهو مجاز. ورأي ضاحك: ظاهر غير ملتبس. ويقال: إن رأيك ليضاحك المشكلات، أي: تظهر عنده المشكلات حتى تعرف، وهو مجاز. والمضحكات: النوادر، والمضحكة: ما يستهزأ به. ورجل ضحك: أبيض الأسنان. وضاحك: واد بناحية اليمامة: وماء ببطن السر في أرض بلقين من الشام، قاله نصر. والمسمى بالضحاك في الصحابة أحد عشر رجلا، وفي ثقات التابعين تسعة.

ض ر ك
الضريك، كأمير: النشر الذكر نقله الليث.وأيضا: الأحمق. وأيضا: الزمن نقلهما ابن عباد. ونقل الجوهري عن الأصمعي: الضريك: الضرير، وهو الفقير البائس، زاد غيره: السيئ الحال. ولا يصرف له فعل، لا يقولون: ضركه في معنى ضره، وهي ضريكة، وقلما يقال في النساء. ضرائك وضركاء قال ساعدة بن جؤية الهذلي:

حب الضريك تلاد المال زرمه     فقر ولم يتخذ في الناس ملتحجا

صفحة : 6745

وقال الكميت يمدح مسلمة بن هشام:

فغيث أنت للضركاء منـا     بسيبك حين تنجد أو تغور وقال أيضا:

إذ لا تبض إلـى الـتـرا    ئك والضرائك كف جازر وقد ضرك، ككرم في الكل ضراكة.

وضراك كغراب من أسماء الأسد، وهو الغليظ الشديد عصب الخلق في جسم، والفعل ضرك ككرم ضراكة.

والضيراك من جنس سمك البحر، كما في العباب.

ومما يستدرك عليه: الضريك: الهزيل. وأيضا: الجائع. وقال الأصمعي: الضريك: الضريب.

ض ك ك
ضكه الأمر يضكه ضكا: ضاق عليه وكربه. وضك الشيء يضكه ضكا: غمزه. وقال ابن دريد: ضغطه ضغطا شديدا كضكضكه. وفي الصحاح: الضكضكة: مشي في سرعة، وقيل: هو سرعة المشي. والضكضاك من الرجال: القصير المكتنز الغليظ الجسم كالضكاضك بالضم، وهي بهاء. وقيل: امرأة ضكضاكة: مكتنزة اللحم صلبة. وقال ابن عباد: تضكضك: انبسط وابتهج.

ومما يستدرك عليه: الضك: الضيق. وفي النوادر: ضكضكت الأرض بمطر، وفضفضت، ورقرقت، ومصمصت: إذا غسلها المطر.

ض م ك
اضماك النبت اضميكاكا: روي واخضر نقله الجوهري عن أبي زيد. قال: وقال الكسائي: اضماكت الأرض واضباكت أيضا: خرج نبتها. وقال غيره: اضماك الرجل: انتفخ غضبا نقله الصاغاني. وقال أبو حنيفة: اضماك السحاب: لم يشك في مطر. ومما يستدرك عليه: المضمئك: الزرع الأخضر، كالمضبئك عن كراع.

ض ن ك
الضنك: الضيق في وفي المحكم: من كل شيء، للذكر والأنثى. ومعيشة ضنك: ضيقة، وكل عيش من غير حل ضنك وإن كان موسعا، وقوله تعالى: فإن له معيشة ضنكا أي غير حلال، قال أبو إسحاق: الضنك أصله في اللغة الضيق والشدة، ومعناه - والله أعلم - أن هذه المعيشة الضنك في نار جهنم، قال: وأكثر ما جاء في التفسير أنه عذاب القبر، وقال قتادة: أي جهنم، وقال الضحاك: الكسب الحرام. وقد ضنك - ككرم - ضنكا وضناكة وضنوكة بالضم: ضاق قال ابن دريد: مكان ضنك بين الضنك والضناكة: إذا كان ضيقا، وعيش ضنك بين الضنوكة والضناكة. وضنك فلان ضناكة، فهو ضنيك: ضعف في رأيه وجسمه ونفسه وعقله قال أبو زيد: يقال للضعيف في بدنه ورأيه ضنيك. والضناك كغراب: الزكام كالضنكة، بالضم. وقد ضنك، كعني فهو مضنوك: إذا زكم، والله أضنكه وأزكمه، وفي الحديث أنه عطس عنده رجل فشمته رجل، ثم عطس، فشمته، ثم عطس فأراد أن يشمته فقال: دعه فإنه مضنوك، أي مزكوم، قال ابن الأثير: والقياس أن يقال: مضنك ومزكم، ولكنه جاء على أضنك وأزكم. والضنأك، كجندب بفتح الدال وجندل الأولى عن اللحياني: الصلب المعصوب اللحم من الرجال وهي ضنأكة قد أغفل هنا عن اصطلاحه، فليتنبه لذلك. والضنأك، كجندب فقط: الناقة العظيمة الموثقة الخلق.

والضناك ككتاب: الموثق الخلق الشديد، للذكر والأنثى يكون ذلك في الناس والإبل، وكذلك من النخل والشجر.

والضناك: الثقيلة العجز الضخمة من النساء، وقال الليث: هي التارة المكتنزة اللحم، أنشد ثعلب:

وقد أناغي الرشأ المحببا
خودا ضناكا لا تمد العقبا

صفحة : 6746

أراد أنها لا تسير مع الرجال. وقال العجاج يصف جارية:

فهي ضناك كالكثيب المنهال قال شيخنا: المعروف في الثقيلة العجز أنها الضناك بالفتح، والكسر الذي اقتصر عليه المصنف لم يذكروه إلا على جهة الإنكار. قلت: والفتح اقتصر عليه الجوهري، ومثله للفارابي في ديوانه، وقال غيرهما: الصواب بالكسر، نبه عليه الصاغاني وابن بري وصوباه، فلا معنى لقول شيخنا: لم يذكروه إلا على جهة الإنكار، فتأمل. وبه فسروا حديث وائل ابن حجر: في التيعة شاة لا مقورة الألياط ولا ضناك قال ابن الأثير: الضناك، بالكسر: الكثير اللحم، ويقال للذكر والأنثى بغير هاء. والضناك: الشجر العظيم عن ابن عباد. والضنيك كأمير: العيش الضيق عن أبي عمرو. والضنيك: التاج الذي يعمل، أي: يخدم بخبره عن أبي زيد. والضنيك: المقطوع عن أبي عمرو.

ومما يستدرك عليه: أضنكه الله: أزكمه، فهو مضنوك، نادر. وناقة ضناك: غليظة المؤخر. وضنك السحاب، ككرم: غلظ والتف.

ورجل متضنك، أي: متهوك.

ض و ك
ضاك الفرس الحجر يضوكها ضوكا، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي نزا عليها مثل كامها كوما، وباكها بوكا. وقال أبو تراب: رأيت ضواكة من الناس كثمامة وضويكة منهم كسفينة، أي: جماعة وكذلك من سائر الحيوان، هكذا رواه عن عرام. وتضوك الرجل في رجيعه مثل تصوك، الضاد المعجمة عن أبي زيد، كما في العباب، وقال يعقوب: رواه اللحياني عن أبي زياد هكذا، وعن الأصمعي بالصاد المهملة، قال: وقال أبو الهيثم العقيلي: تورك فيه توركا: إذا تلطخ. ويقال: اضطوكوا عليه واعتلجوا وادوسوا: إذا تنازعوه بشدة، رواه أبو تراب.

ض ي ك
ضاكت الناقة تضيك ضيكا، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: أي تفاجت من شدة الحر فلم تقدر أن تضم فخذيها على ضرعها، فهي ضائك من نوق ضيك، كركع وأنشد:

ألا تراها كالهضاب بيكا
متاليا جنبى وعوذا ضيكا

وقال غيره: هذه إبل تضيك، أي: تفرج أفخاذها من عظم ضروعها. وضاك علي غيظا أي: امتلأ.

ومما يستدرك عليه: قال أبو زيد: الضيكان والحيكان، من مشي الإنسان: أن يحرك فيه منكبيه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم.

وقال غيره: الضيكان: مشي الرجل الكثير اللحم، فهو إنما يتفحج. وقال الزمخشري: امرأة ضياكة: متفحجة لسمن فخذيها، وكذلك حياكة.