الباب الثاني والعشرون: باب الكاف - الفصل الثالث والعشرون: فصل النون مع الكاف

فصل النون مع الكاف

ن ب ك
النبكة، محركة، وتسكن وهذه عن الفراء، ذكرها في نوادره: أكمة محددة الرأس، وربما كانت حمراء ولا تخلو من الحجارة أو أرض فيها صعود وهبوط، أو هي التل الصغير عن أبي عمرو ويقال في جمعه: نبك محركة ونبك بالسكون ونباك بالكسر، قال رؤبة:

في مذهب بين الجبال والنبك ويقال أيضا في جمع نبك: نبوك بالضم وقال شمر فيما قرأ الأزهري بخطه: هي رواب من طين واحدتها نبكة.

وقال ابن شميل: النبكة مثل الفلكة، غير أن الفلكة أعلاها مدور مجتمع، والنبكة رأسها محدد كأنه سنان رمح، وهما مصعدتان.

وقال الأصمعي: النبك: ما ارتفع من الأرض.

قال الأزهري: والذي سمعته من العرب في النبكة وشاهدتهم يومئون إليها: كل رابية من روابي الرمال كانت مسلكة الرأس ومحددته.

وقال ابن عباد: انتبك: ارتفع.

وانتبك القوم، أي: انطووا على شر كاحتبكوا.

والنبك بالفتح: بوادي الذخائر بين حمص ودمشق شديدة البرد، أخبرني بذلك من شاهده، ومنه قول العامة بين القارة والنبك بنات الملوك تبكي أي من شدة البرد.

ونباك كغراب: فرس السفاح ابن خالد قاله أبو الندى، قال: وفيه يقول:

وإني لن يفارقني نبـاك     تخال الشد والتقريب دينا وقال أيضا: فرس كليب بن ربيعة بن الحارث بن جشم بن بكر التغلبيين.

ونباك ومنه قول الأعشى:

وقد ملأت بكر ومن لف لفها    نباكا فقوا فالرجا فالنواعصا أو هو بهاء عن ابن دريد، قال نصر: هو موضع يمان أو تهام، ويروى باللام أيضا، كما سيأتي.

والنبوك، بالضم: عن ابن دريد، وقال نصر: هي أرض جرعاء بأحساء هجر.

ومكان نابك: مرتفع ويقال: هضاب نوابك، قال ذو الرمة:

وقد خنق الآل الشعاف وغرقت    جواريه جذعان الهضاب النوابك وتنبوك: أورده الصاغاني في التاء مع الكاف، وقال ابن سيده: وإنما قضينا على تائه بالزيادة وإن لم يقض على التاء إذا كانت أولا بالزيادة إلا بدليل؛ لأنها لو كانت أصلا لكان وزن الحرف فعلولا، وهذا البناء خارج عن كلامهم، إلا ما حكاه سيبويه من قولهم بنو صعفوق، قال رؤبة:

بشعب تنبوك وشعب العوبث ومما يستدرك عليه: نبكة الشجرة، محركة: جرثومتها.

والنبك، بالفتح: موضع بين ضجوة ومضيق جبة من منازل حاج مصر، وقد ذكره الأبوصيري في همزيته، ولم يعرفه الشيخ ابن حجر المكي شارحها، وضبطه شمس الدين بن الظهير الطرابلسي الحنفي في مناسكه بالتحريك.

وأبو القاسم نصر بن علي التنبوكي بالضم: الواعظ، سمع منه الحسن بن شهاب العكبري، هكذا ضبطه الحافظ وقد مر شيء من ذلك في فصل التاء مع الكاف فراجعه.

صفحة : 6801

وقال نصر: تنبوك، بالفتح: ناحية بين أرجان وشيراز. قلت وإليها نسب أبو القاسم المذكور.

ن ت ك
النتك أهمله الجوهري، وقال الليث: هو جذب شيء تقبض عليه ثم تكسره إليك بجفوة قال الأزهري: هو النتر أيضا.

وقال غيره: نتك ذكره ينتكه نتكا: استبرأ بعد البول أي على أثره، وكذلك نتره ونفضه حتى ينقى مما فيه.

ونتك الشعر: مثل نتفه، لغة يمانية.

ن د ك
أندكان، بالفتح وضم الدال المهملة أهمله الجماعة، وقال ياقوت في المعجم، هي: بفرغانة منها أبو حفص عمر بن محمد بن طاهر الأندكاني الصوفي كان شيخا مقرئا عفيفا صالحا عالما بالروايات في القراءات خرج إلى قاشان، وخدم الفقهاء بالخانقاه بها، سمع ببخارى أبا الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري، وبمرو أبا الرجاء المؤمل بن مسرور الشاشي، وكان ولادته تقديرا في سنة 480 ببلده. قلت وتوفي في جمادى الأولى سنة 545.

ثم قال وأندكان أيضا: بسرخس بها قبر الزاهد أحمد الحمادي يزار ويتبرك به والمناسب إيراد هذه اللفظة في حرف الألف، لأن الكلمة أعجمية.

ن ز ك
النزك، بالكسر، ويفتح وهذه نقلها ابن القطاع: ذكر الضب والورل، وله نزكان على ما تزعم العرب قاله أبو زياد، أي قضيبان، ومنهم من يقول نيزكان وللأنثى قرنتان، أي رحمان، قال الأزهري: وأنشدني غلام من كليب:

تفرقتـم لازلـتـم قـرن واحـد     تفرق نزك الضب والأصل واحد وقال حمران ذو الغصة:

سبحل له نزكان كانا فـضـيلة     على كل حاف في الأنام وناعل وأنشد الجاحظ لامرأة وقد لامها ابنها في زوجها:

وددت لو أنه ضب وأني     ضبيبة كدية وجدا خلاء أرادت بأن له أيرين وأن لها رحمين شبقا وغلمة، قال صاحب اللسان: رأيت في حواشي أمالي ابن بري بخط فاضل أن المفجع أنشد في الترجمان عن الكسائي:

تفرقتم لازلـتـم قـرن واحـد     تفرق أير الضب والأصل واحد قال: رماهم بالقلة والذلة والقطيعة والتفرق، قال: ويقال: إن أير الضب له رأسان والأصل واحد على خلقة لسان الحية، ولكل ضبة مسلكان.

والنيزك كحيدر: الرمح القصير وقيل: هو نحو المزراق فارسي معرب، وقد تكلمت به الفصحاء ومنه قول العجاج:

مطرر كالنيزك المطرور ورمح نيزك: قصير لا يلحق حكاه ثعلب، وبه يقتل عيسى عليه السلام الدجال كما ورد في الحديث، وقيل: النيزك: ذو سنان وزج، والعكاز: له زج ولا سنان له، والجمع النيازك، قال ذو الرمة:

ألا من لقلـب لا يزال كـأنـه     من الوجد شكته صدور النيازك ونزكه نزكا طعنه به أي بالنيزك.

ومن المجاز: نزك فلانا: إذا أساء القول فيه، وقيل: إذا رماه بغير حق وهو من حد ضرب، كما في العباب، وقال ابن الأثير، وأصله من النيزك: الرمح القصير، وفي حديث ابن عون وذكر عنده شهر بن حوشب فقال: إن شهرا نزكوه أي: طعنوا عليه وعابوه.

ومن المجاز: رجل نزك كصرد وهو العياب اللمزة الطعان في الناس، وقال رؤبة:

فلا تسمع قول دساس نزك
وارع تقى الله بنسك منتسك

والنزيكات: شرار الناس، وشرار المعزى.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6802

رجل نزاك، كشداد: عياب نقله الجوهري والصاغاني والزمخشري، ومنه حديث الأبدال: ليسوا بنزاكين ولا معجبين ولا متماوتين وهي نزيكة: أي معيبة.

وأبو نصر أحمد بن محمد بن الحسن النيازكي بالكسر عن أحمد بن محمد بن الجليل - بالجيم - عن البخاري بكتاب الأدب له، وعنه أبو العلاء الواسطي.

وأبو الفتح محمد بن موفق بن نيازك النيازكي عن أبي عاصم الفضيلي وعنه ابن عساكر.

ونازك، كصاحب: ابنة محمد بن إبراهيم، حدث عنها سعد بن علي الزنجاني، نقله الحافظ.

ن س ك
النسك، مثلثة، وبضمتين: العبادة والطاعة وكل ما تقرب به إلى الله تعالى، ومنه قوله تعالى: إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وقيل لثعلب: هل يسمى الصوم نسكا? فقال: كل حق لله تعالى يسمى نسكا.

وقد نسك لله تعالى كنصر وكرم الضم عن اللحياني وتنسك، أي: تعبد نسكا مثلثة وبضمتين ونسكة بالفتح ومنسكا كمقعد ونساكة ككرامة، وهو مصدر نسك بالضم، وهو مجاز.

وأصل النسك، بالضم وبضمتين وكسفينة: الذبيحة، أو النسك بالفتح: الدم هكذا يقتضي إطلاقه، والصواب، أو النسك، بضمتين: الدم، ومنه قولهم: من فعل كذا وكذا فعليه نسك، أي: دم يهريقه بمكة.

والنسيكة كسفينة: الذبح بالكسر، والجمع نسك ونسائك.

والمنسك كمجلس، ومقعد: شرعة النسك وقرئ بهما قوله تعالى: جعلنا منسكا هم ناسكوه قرأ الكوفيون غير عاصم منسكا بكسر السين، والباقون بفتحها، وقوله تعالى: وأرنا مناسكنا أي: عرفنا متعبداتنا.

وقال الفراء: أصل المنسك في كلام العرب: الموضع المعتاد الذي تعتاده، ويقال: إن لفلان منسكا يعتاده في خير كان أو غيره، ثم سميت أمور الحج مناسك قال ذو الرمة:

ورب القلاص الخوص تدمى أنوفها     بنخلة والساعين حول المنـاسـك وقيل: المنسك، كمقعد: نفس النسك، وكمجلس: موضع تذبح فيه النسيكة ومنه قولهم: منى منسك الحاج، وقال الزجاج في تفسير قوله تعالى: جعلنا منسكا النسك في هذا الموضع يدل على معنى النحر، كأنه قال: جعلنا لكل أمة أن تتقرب بأن تذبح الذبائح لله، فمن قال منسك فمعناه مكان نسك مثل مجلس مكان جلوس، ومن قال منسك فمعناه المصدر نحو النسك والنسوك.

وقال ابن الأثير: قد تكرر ذكر المناسك والنسك والنسيكة في الحديث فالمناسك: جمع منسك، بفتح السين وكسرها وهو المتعبد، ويقع على المصدر والزمان والمكان، ثم سميت أمور الحج كلها مناسك.

ومن المجاز: نسك الثوب أو غيره: غسله بالماء فطهره فهو منسوك، قال الجوهري: سمعته من بعض أهل العلم، قال نهشل بن حري:

ولا تنبت المرعى سباخ عراعر    ولو نسكت بالماء ستة أشهـر وقال ابن عباد: نسك السبخة نسكا: طيبها.

وقال النضر: نسك إلى طريقة جميلة، أي: داوم عليها.

وينسكون البيت: أي يأتونه.

ومن المجاز: أرض ناسكة أي: خضراء حديثة المطر فاعلة بمعنى مفعولة.

والنسيك كأمير: الذهب والفضة عن ثعلب.

و قال ابن الأعرابي: النسيكة كسفينة: القطعة الغليظة منه الصواب منها، أي من الفضة كما هو نص ابن الأعرابي، والجمع نسك، بضمتين.

صفحة : 6803

والنسك كصرد: طائر عن كراع.

وقال ابن دريد: فرس منسوكة، أي: ملساء جرداء من الشعر.

وقال غيره: هي أرض منسوكة دمنت بالأبعار ونحوها، وقال الزمخشري: مسمدة، وهو مجاز.

والنسك، بالفتح: المكان المألوف في خير كان أو غيره كالمنسك كمقعد وهذه عن الفراء، وقد تقدم.

ومما يستدرك عليه: الناسك: العابد، قال ثعلب: هو مأخوذ من النسيكة، وهي سبيكة الفضة المخلصة من الخبث، كأنه خلص نفسه وصفاها لله عز وجل، والجمع نساك.

ونسك البيت: أتاه.

والمنسك، كمقعد: وقت النسك.

والنسوك، بالضم: العبادة.

وقال ابن الأنباري: رجل منسكة: كثير النسك.

وعشب ناسك: شديد الخضرة، وهو مجاز.

وانتسك: افتعل من النسك، قال رؤبة:

وارع تقى الله بنسك منتسك والمنسكة: قرية باليمن ومنها الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنسكي أحد المشهورين في الحال والقال، وله بها ذرية.

ن ش ك
النشاك، كشداد أهمله الجماعة، وهو جد خالد بن المبارك المحدث سمع أبا منصور بن خيرون. قلت: الصواب في هذا النشال باللام في آخره كما ضبطه الحافظ وابن السمعاني وابن الأثير، وقد أخطأ المصنف هنا واشتبه عليه، فتنبه لذلك ولا تغتر به، وسيأتي ذكره في ن ش ل إن شاء الله تعالى.

ن ط ك
إنطاكية أهمله الجوهري، وقال أبو عمر، في ياقوتة الجلعم: هي بالفتح والكسر زاد غيره وسكون النون وكسر الكاف وفتح الياء المخففة وقال ابن الجوزي في تقويم اللسان: لا يجوز تخفيف أنطاكية وهي مشددة أبدا، كما لا يجوز تشديد القسطنطينية، وعد ذلك من أغلاط العوام. قلت: وقد جاء في قول زهير وامرئ القيس بالتشديد، وقد أجاب عنه ياقوت في معجمه، فراجعه، وقال الأزهري في الثلاثي: أنطاكية: اسم مدينة وأراها رومية، وقال غيره: هي قاعدة العواصم من الثغور الشامية وأمهاتها وهي ذات أعين موصوفة بالنزاهة والحسن وطيب الهواء وكثرة الفواكه وسعة الخير وسور عظيم من صخور داخله خمسة أجبل دورها اثنا عشر ميلا: وفي السور ثلاثمائة وستون برجا، كان يطوف عليها بالنوبة أربعة آلاف حارس ينفذون من حضرة ملك الروم يضمنون حراسة البلد سنة، ويستبدل بهم في السنة الثانية، وشكل البلد كنصف دائرة، قطرها يتصل بجبل، والسور يصعد مع الجبل إلى قلته فتتم دائرة، وفي رأس الجبل، داخل السور قلعة تتبين لبعدها من البلد صغيرة وهذا الجبل يستر عنها الشمس فلا تطلع عليها إلا في الساعة الثانية، وبين حلب وبينها يوم وليلة، وبينها وبين البحر نحو فرسخين، ولها مرسى في بليدة يقال لها السويدية. وقال اليعقوبي: هي مدينة قديمة ليس بأرض الشام والروم أجل ولا أعجب سورا منها، وبها الكف الذي يقال إنه كف يحيى بن زكريا عليه السلام في كنيسة، وقال المسعودي: والنصارى يسمونها مدينة الله، ومدينة الملك، وأم المدن؛ لأن بدء النصرانية كان بها.

ن ف ك
النفكة، محركة أهمله الجوهري، وقال الليث: هي لغة في النكفة وهي الغدة.

ن ك ك

صفحة : 6804

النكنكة أهمله الجوهري، وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: هو التشديد على الغريم يقال: نكنك غريمه: إذا تشدد عليه، قلت: وكأن نونه بدل من ميم مكمك غريمه، كما تقدم.

وقال غيره: النكنكة: إصلاح العمل نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: أبو مسلم مؤمن بن عبد الله بن حرب ابن نك النسفي، روى عن عمرو بن الحسن الحريري الدمشقي، ذكره الأمير.

ن ل ك
النلك أهمله الجوهري، وهو بالضم ويكسر الضم عن الليث، والكسر عن أبي حنيفة قال الليث: هو شجر الدب هكذا في نسخ العين، ونقله غير واحد، وفي بعض النسخ: شجر الدلب وفي أخرى الدباء، وهو غلط، وحمله زعرور أصفر هكذا قاله الأزهري، أو هو الزعرور وهو قول ابن الأعرابي، قال الدينوري: الواحدة نلكة وقد خالف قاعدته هنا، وقال الصاغاني: الزعرور: جنس غير جنسي النلك، والفرق بينهما بالطعم وبالعجم، فإن للنلك عجما واحدا وعجم الزعرور مبدد، والنلك يسميه أهل الشام القراصيا، وهو يكون أحمر وأصفر.

ن ن ك
ننك، كبقم أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو علم.

وقال غيره: نانك، كهاجر: لقب أحمد بن داود الخراساني المحدث. قلت: والصواب أنه جد أحمد بن داود المذكور كما حققه الحافظ، وقد روى عن الحسن بن سوار الثغري، وغيره.

ن و ك
النوك، بالضم والفتح: الحمق وعلى الضم اقتصر الجوهري وغيره، وأنشد لقيس بن الخطيم:

وداء الجسم ملتمس شفاه     وداء النوك ليس له دواء قلت: وهكذا أنشده أبو تمام في الحماسة له، قال الصاغاني: وليس له، وهو للربيع بن أبي الحقيق اليهودي ويروى:

وبعض خلائق الأقوام داء ويروى:

كداء البطن ليس له دواء وأوله:

وما بعـض الإقـامة فـي ديار      يهان بها الـفـتـى إلا عـنـاء
فقل للمتقي غـرض الـمـنـايا      توق فليس ينـفـعـك اتـقـاء
ولا يعطى الحريص غنى لحرص     وقد ينمى لدى الجـود الـثـراء

غني النفس ما استغنت غني وفقر النفس ما عمرت شقاء نوك كفرح نواكة ونواكا ونوكا محركة أي حمق حماقة.

واستنوك الرجل: صار أنوك وهو أنوك ومستنوك نوكى ونوك، كسكرى قال سيبويه: أجري مجرى هلكى؛ لأنه شيء أصيبوا به في عقولهم والأخيرة على القياس، مثل أهوج وهوج قال الراجز:

تضحك مني شيخة ضحوك
واستنوكت وللشباب نـوك

وأنشد أبو زيد لغداف بن بجرة بن بشير بن حكيم بن معية الربعي:

قلت لقوم خرجـوا هـذا لـيل
نوكى ولا ينفع في النوكى القيل
احتذروا لا يلقكم طـمـالـيل
قلـيلة أمـوالـهـم عـزازيل

وامرأة نوكاء من نسوة نوك أيضا على القياس.

وأنوكه: صادفه أنوك.

ويقال: ما أنوكه، أي: ما أحمقه، ولم يقل أنوك به وهو القياس عن ابن السراج، نقله الجوهري، وقال سيبويه: وقع التعجب فيه بما أفعله وإن كان كالخلق، لأنه ليس يكون في الجسد ولا بخلقة فيه، وإنما هو من نقصان العقل.

ومما يستدرك عليه: الأنوك: العاجز الجاهل، وأيضا العمي في كلامه عن الأصمعي، وأنشد:

فكن أنوك النوكى إذا ما لقيتهم

صفحة : 6805

وقال غيره: النوك عند العرب: العجز والجهل.

واستنوك فلانا: استحمقه.

ن ه ك
نهكه كمنعه ينهكه نهكة ونهاكة: غلبه عن ابن سيده.

ونهك الثوب ينهكه نهكا: لبسه حتى خلق عن الجوهري.

قال: ونهك من الطعام نهكا: بالغ في أكله.

ومن المجاز: نهك عرضه: بالغ في شتمه.

ونهك الضرع نهكا: استوفى جميع ما فيه من اللبن، وكذلك نهك الناقة حلبا: إذا نقصها فلم يبق في ضرعها لبن، ومنه حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ولا ناهك في حلب.

ونهكته الحمى نهكا ونهاكة: أضنته وهزلته وجهدته ونقصت لحمه كنهكته، كفرح نهكا بالفتح ونهكا بالتحريك ونهكة ونهاكة اللغتان عن الجوهري، واقتصر في ... على الأول والأخير، فهو منهوك، وذلك إذا رئي أثر الهزال عليه منها وانتهكته مثل ذلك.

أو النهك: المبالغة في كل شيء ومنه الحديث أنه قال للخافضة أشمي ولا تنهكي أي لا تبالغي في استقصاء الختان ولا في إسحات مخفض الجارية، ولكن اخفضي طريفه.

ونهكه السلطان كسمعه نهكا بالفتح، ونهكة أيضا: بالغ في عقوبته نقله الجوهري كأنهكه عقوبة.

ونهك كعني: دنف وضني من المرض فهو منهوك نقله الجوهري، وذلك إذا رأيته قد بلغ منه المرض، ومنهوك البدن بين النهكة من المرض.

ونهك الشراب، كسمع: أفناه شربا واستيفاء.

ونهكه الشرب وفي بعض النسخ الشراب كمنع: أضناه.

ومن المجاز: المنهوك من الرجز والمنسرح: ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه كقول دريد بن الصمة في الرجز:

يا ليتني فيها جذع
أخب فيها وأضع
أقود وطفاء الزمع
كأنها شاة صدع

وفي المنسرح قول الراجز:

ويل أم سعد سعدا وإنما سمي بذلك لأنك حذفت ثلثيه فنهكته بالحذف أي بالغت في إمراضه والإجحاف به.

والنهيك كأمير: المبالغ في جميع الأشياء، كالناهك.

والنهيك من الرجال: الشجاع كالنهوك وذلك لمبالغته وثباته؛ لأنه ينهك عدوه فيبلغ منه وأنشد ابن الأعرابي:

وأعلم أن الموت لا بد مـدرك     نهيك على أهل الرقى والتمائم فسره فقال: أي قوي مقدم مبالغ.

والنهيك: القوي الشديد من الإبل الصؤول، وقول أبي ذؤيب:

فلو نبزوا بأبـي مـاعـز     نهيك السلاح حديد البصر أراد أن سلاحه مبالغ في نهك عدوه: وقد نهك ككرم في الكل نهاكة: إذا وصف بالشجاعة وصار شجاعا، وفي حديث محمد بن مسلمة: كان من أنهك أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.

والنهيك: السيف القاطع الماضي وفي بعض النسخ: والماضي بزيادة واو العطف فيحتمل أن يكون صفة للقاطع أو للرجل.

ويقال: إن النهيك: الحسن الخلق من الرجال.

ومنه اسم الرجل.

والنهيك كزبير وأمير: الحرقوص لدويبة، وعض الحرقوص فرج أعرابية، فقال زوجها:

وما أنا للحرقوص إن عض عضة       لما بين رجليها بـجـد عـقـور
تطيب نفسي بعد ما تستـفـزنـي      مقالتها إن النـهـيك صـغـير

وقال الليث: ما ينهك فلان يصنع كذا وكذا، أي: ما ينفك وأنشد للعجاج:

دعواهم فالحق إن ألـمـوا
أن ينهكوا صقعا وإن أرموا

صفحة : 6806

أي ضربا وإن سكتوا، وأنكره الأزهري، وقال: لا أدري ما هو، ولم أعرفه لغير الليث، ولا أحقه.

وفي الحديث: انهكوا أعقابكم والرواية انهكوا الأعقاب أو لتنهكنها النار، أي: بالغوا في غسلها وتنظيفها في الوضوء، وفي الحديث الآخر: لينهك الرجل في أصابعه أو لتنهكنها النار.

وكذلك يقال في الحث على القتال: انهكوا وجوه القوم، أي: اجهدوهم وابلغوا جهدهم ومنه حديث يزيد بن شجرة رضي الله عنه وكان أميرا على الجيش انهكوا وجوه القوم فدى لكم أبي وأمي.

ومما يستدرك عليه: النهك: التنقص.

ونهكت الإبل ماء الحوض كسمع: شربت جميع ما فيه، وهن نواهك.

وانتهك عرضه: بالغ في شتمه، عن الأصمعي.

وقال الليث: مررت برجل ناهيك من رجل، أي: كافيك.

انتهك الشيء: جهده.

وفي حديث الخلوق: اذهب فانهكه أي: اذهب فاغسله.

والنهيك: الأسد.

وانتهاك الحزمة: تناولها بما لا يحل، ويراد به أيضا نقض العهد، والغدر بالمعاهد.

وفي النوادر: النهيكة: دابة سويداء مدارة تدخل مداخل الحراقيص.

ن ي ك
ناكها ينيكها نيكا: جامعها: وهو أصرخ من الجماع.

والنياك كشداد: المكثر منه شدد للكثرة وفي المثل قال: من ينك العير ينك نياكا.

يضرب في مغالبة الغلاب.

ومن المجاز: تنايكوا: غلبهم النعاس.

ومنه أيضا: تنايكت الأجفان انطبق بعضها على بعض.

ومما يستدرك عليه: ناك المطر الأرض.

وناك النعاس عينه: إذا غلب عليها نقله الأزهري في ترجمه نكح.

والمنيوك والمنيك: من فعل به، وهي منيوكة.

ن و ك ذ ك
نو كذك: قرية من صغد سمرقند.