الباب الثالث والعشرون: باب اللام - الفصل الخامس: فصل الجيم مع اللام: الجزء الأول

فصل الجيم مع اللام

الجزء الأول

ج - أ - ل
جأل، كمنع: ذهب وجاء عن الفراء. قال ابن عباد: جأل الصوف: جمعة وكذلك الشعر. قال ابن بزرج: جأل: إذا اجتمع فهو لازم متعد. جئل كفرح، جألانا، محركة: عرج عن ابن عباد. والاجئلال والجئلال: الفزع والوجل، قال امرؤ القيس:
وغائط قد هبطت وحدي للقلب من خوفه اجئلال وجيأل كفيعل وجيألة بزيادة الهاء، وهذه عن الكسائي ممنوعتين من الصرف وجيل محركة بلا همز قال أبو علي: وربما قالوا ذلك ويتركون الياء مصححة، لأن الهمزة وإن كانت ملقاة من اللفظ فهى مبقاة في النية، ومعاملة معاملة المثبتة غير المحذوفة، ألا ترى أنهم لم يقلبوا الياء ألفا، كما قلبوها في ناب ونحوه، لأن الياء في نية سكون والجيأل مثل الأول إلا أنه بالأف واللام، قال شيخنا: كأنه أشار إلى أن الحكم عليه بالعلمية لا يمنعه دخول اللأف واللام للمح الأصل: كله الضبع قال الشنفري:

ولي دونكم أهلون سيد عملس     وأرقط زهلول وعرفاء جيأل وقال آخر:

قد زوجوني جيألا فيها حـدب
دقيقة الرفغين ضخماء الركب

صفحة : 6919

وقال شيخنا: المنع في جيألة، ظاهر، لاجتماع العلمية والتأنيث، فهو كثعالة وذؤالة، ونحوهما، وأما جيأل، فلا موجب لمنعه، ولا قائل به، على كثرة من ذكره من أهل اللغة والصرف في النقل ونحوه، ولعله توهم أنه رباعي على وزن الفعل، كما توهمه قبله وفي غير موضع، وفيه نظر. قلت: قد اشتبه على شيخنا ضبط الكلمتين، فضبط جيألة كثعالة وذؤالة، وهو غلط ظاهر، والصواب أنه على فيعلة، وهكهذا ضبطه الكسائي، وضبط جيأل على وزن غراب، كما يدل له كلامه، وجعل كونه على وزن فيعل متوهما، وهو أيضا خلاف ما نقلوه فقد صرح الصاغاني وغيره من الأئمة أن جيأل على وزن فيعل، معروفة بلا ألف ولام، فتأمل ذلك. وجيألة الجرح: غثيثه عن الفراء.

ومما يستدرك عليه: جيأل: واد بنجد. والجيأل: الذئب، نقله ابن السيد في شرح أبيات المعاني، واستغربه شيخنا.

ج - ب - ت - ل
جبتل، كجعفر، بمثناة فوقية بعد الباء الموحدة، أهمله الجوهري والجماعة، وهو: ع باليمن من ديار بني نهد قاله نصر ونقله ياقوت.

ج - ب - ل
الجبل، محركة: كل وتد للأرض، عظم وطال، فإن انفرد، فأكمة أو قنة، ج: أجبل كأفلس وجبال بالكسر وأجبال والثاني في القرآن كثير، كقوله تعالى: ألم نجعل الأرض مهادا. والجبال أوتادا وتنحتون من الجبال بيوتا والجبال أرساها . وشاهد الأخير قول الشاعر:

يا رب ماء لك بالأجبال
أجبال سلمى الشمخ الطوال

اعتبر معانيه فاستعير واشتق منه بحسبه، فقيل: الجبل: سيد القوم وعالمهم عن الفراء. والجبلان لطيئ: هما سلمى وأجأ قال البرج بن مسهر الطائي:

فإن نرجع إلى الجبلين يوما     نصالح قومنا حتى الممات وجبل بن جوال: صحابي رضي الله تعالى عنه. وبلاد الجبل: مدن بين أذربيجان وعراق العرب وخوزستان وفارس وبلاد الديلم، نسب إليها الحسن بن علي الجبلي عن أبي خليفة الجمحي. وأجبلوا: صاروا إلى الجبل عن ابن السكيت. وتجبلوا: دخلوا فيه وفي العباب: تجبل القوم الجبال: أي دخلوها. من المجاز: أجبله: وجده جبلا: أي بخيلا روعي فيه معنى الثبات والجمود. كذا: أجبل الشاعر: إذا أفحم صعب عليه القول فصار لا يبدي ولا يعيد. أجبل الحافر: بلغ المكان الصلب في حفره، وهو مجاز. وابنة الجبل: الحية لملازمتها له يعبر بها عن الداهية أيضا. والقوس المتخذة من النبع لكونه من أشجار الجبل. والمجبول: الرجل العظيم الخلقة، كأنه جبل. والجبل بالفتح: الساحة، وبالكسر: الكثير يقال: مال جبل: أي كثير، وأنشد أبو عمرو:

وحاجب كردسه في الحبل
منا غلام كان غير وغل
حتى افتدى منه بمال جبل

ويقال أيضا: حي جبل: أي كثير ومنه قول أبي ذؤيب:

منايا يقربن الحتوف لأهلـهـا     جهارا ويستمتعن بالأنس الجبل

صفحة : 6920

يقول: الناس كلهم متعة للموت يستمتع بهم ويضم. الجبل بالضم: الشجر اليابس. أيضا الجماعة العظيمة منا تصور فيه معنى العظم، قال الله تعالى: ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أي جماعة تشبيها بالجبل في العظم، وبه قرأ ابن عامر وأبو عمرو، كما في العباب، وقال ابن جني: هي قراءة الأشهب العقيلي. كالجبل، كعنق مثال يسر ويسر، وبه قرأ يعقوب غير روح وزيد، وابن كثير، وحمزة والكسائي وخلف. الجبل مثل عدل وبه قرأ اليماني. الجبل، مثال عتل وبه قرأ روح وزيد، كما في العباب، وقال ابن جني في الشواذ: هي قراءة الحسن، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وابن أبي إسحاق، والزهري، والأعرج، وحفص بن حميد. الجبل، مثال طمر وبه قرأ أبو جعفر ونافع وعاصم وسهل. الجبلة مثال طمرة: الجماعة من الناس. كذا الجبيل، مثال أمير بمعنى الجماعة. والجبل، ككتف: السهم الجافي البري، أو كل غليظ جاف فهو جبل، كما في العباب، روعي فيه معنى الضخامة والغلظ. قال ابن عباد: الجبل: الأنيث من النصال وهو الذي ليس بحديد، ولا ينفذ في الشيء، وفاس جبلة كذلك. من المجاز: أجبلوا: إذا جبل حديدهم ولم ينفذ. والجبلة بالفتح ويكسر: الوجه أو بشرته، أو ما استقبلك منه ويروون قول الأعشى:

وطال السنام علـى جـبـلة     كخلقاء من هضبات الحضن هكذا بالكسر، قال الصاغاني: وفي شعره على جبلة بالفتح: أي غليظة. الجبلة، بالفتح: المرأة الغليظة العظيمة الخلق، وهو مجاز، قال قيس بن الخطيم:

بين شكول النساء خلقتهـا     قصد فلا جبلة ولا قضف

صفحة : 6921

الجبلة: العيب. أيضا: القوة. أيضا: صلابة الأرض عن الليث. الجبلة بالكسر، وبالضم، وكطمرة: الأمة والجماعة من الناس، والأخيرة تقدم ذكرها، فهو تكرار. الجبلة كحزقة، وطمرة: الكثرة من كل شيء. والجبلة بالكسر، وكحزقة: الأصل من كل مخلوق، وتوسه الذي طبع عليه. من المجاز: ثوب جيد الجبلة، بالكسر: أي جيد الغزل والنسج. والجبلة، مثلثة، ومحركة، وكطمرة: الخلقة والطبيعة قال الله تعالى: واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين أي المجبولين على أحوالهم التي بنوا عليها، وسبلهم التي قيضوا لسلوكها المشار إليها بقوله: قل كل يعمل على شاكلته فالضم قرأ به الحسن، وأبو حصين، ويحيى عن أبي بكر، عن عاصم، وابن زاذان عن الكسائي، وابن أبي عبلة. والفتح قرأ به السلمي. قال شيخنا: حاصل ما ذكره المصنف خمس لغات، أربعة منها مشهورة، ذكرها أئمة اللغة في كتبهم، وأما التحريك فليس بمشهور ولا معروف، وزادوا عليه لغتين، يأتي ذكرهما في المستدركات. الجبلة بالضم: السنام، ويفتح روعي فيه معنى الضخم. من المجاز: الجبال ككتاب: الجسد والبدن تشبيها له بالجبل في العظم، وقال ابن عباد: يقال: أحسن الله جباله: يعني جسده. وجبلهم الله تعالى، يجبل ويجبل ن حدى نصر وضرب: خلقهم ومنه الحديث: جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها . جبله الله تعالى على الشيء: طبعه إشارة إلى ما ركب فيه من الطبع الذي يأبى على الناقل نقله. جبله جبلا: جبره، كأجبله إجبالا، عن ابن عباد. جبيل كزبير: جبل أحمر عظيم قرب فيد على ستة عشر ميلا منها، وهو من أخيلة حمى فيد، ليس بين الكوفة وفيد جبل غيره، قاله نصر. جبيل بان: جبل آخر بين أفاعية والمسلح، ينبت البان فأضيف إليه، وهو صلد أصم، قاله نصر. أيضا: د من سواحل دمشق بينها وبين بيروت، من فتوح يزيد بن أبي سفيان. منه عبيد بن خيار وفي التبصير: حبان، روى عن مالك، وعنه صفوان بن صالح. وإسماعيل بن حصين بن حسان، عن ابن شابور، وعنه ابن أبي حاتم، وجماعة، وأبوه حدث عن أبي مطيع معاوية بن يحيى. ومحمد بن الحارث شيخ للطبراني. وأبو سعيد أخطل بن مويل، عن مسلم بن عبيد، وعنه العباس بن الوليد، وعبد الله بن يوسف التنيسي: المحدثون الجبيليون. وفاته: حميدان بن محمد الجبيلي، عن أبي الوليد أحمد بن أبي رجاء الهروي. وأحمد بن محمد الأنصاري الجبيلي، عن الفضل بن زياد القطان. وتمام بن كثير الجبيلي، عن عقبة بن علقمة، ويكنى أبا قدامة. ووزير بن القاسم الجبيلي، عن آدم، وعنه خيثمة. وأبو الحرم مكي بن الحسن بن المعافى الجبيلي، عن أبي القاسم بن أبي العلاء، وعنه السلفي، وضبطه كذا في التبصير. عبد رضا بضم الراء بن جبيل مصغرا في نسب قضاعة وهو جبيل بن عمار بن عمرو بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن. زيد اللات بن رئدة، من ولده محمد بن عزار بن أوس بن ثعلبة بن حارثة بن مرة بن حارثة بن عبد رضا المذكور، قتله منصور بن جمهور، بالسند. وجبل، بضم الباء المشددة وفتح الجيم: ة بشاطيء دجلة من الجانب الشرقي منها موسى بن إسماعيل وليس بالتبوذكي، عن إبراهيم بن سعد. والحكم بن سليمان شيخ لابن أبي غرزة. وأحمد بن حمدان عن سعدان بن نصر. وإسحاق بن إبراهيم حافظ، أخذ عنه أبو سهل بن زياد القطان: المحدثون الجبليون. وفاته أبو الخطاب الجبلي، شاعر مجيد، سمع عبد الوهاب. وذو جبلة، بالكسر: ع، باليمن

صفحة : 6922

وهي قوية كبيرة تحت جبل صبر، نسب إليها جملة من المحدثين، منهم علي بن منصور الجبلي، كان معاصرا للذهبي، ومنهم جماعة أدركهم الحافظ ابن حجر. وجبلة، بالضم: د بين عدن وصنعاء. الجبيلة كسفينة: القبيلة. قال ابن عباد: الجبلة، كالأبلة: السنة المجدبة يقال: أصابت بني فلان جبلة: أي سنة صعبة. قال: والتجبيل: التقطيع يقال: جبلت الشجرة: أي قطعتها. قال: وتجبل ما عنده: أي استنظفه. من المجاز: امرأة جبلة بالفتح، ومجبال كمحراب: أي غليظة عظيمة الخلق. وجبلة، محركة: ع بنجد وهي هضبة حمراء، بين الشريف والشرف، وقال نصر: قبلي أضاخ، به كانت الوقعة المشهورة بين بني عامر بن صعصعة وبين تميم وعبس وذبيان وبني فزارة. ويوم جبلة من أعظم أيام العرب، كما أوضحه الميداني في مجمع الأمثال. قالوا: وفي أيام جبلة ولد النبي صلى الله عليه وسلم، قال:ي قوية كبيرة تحت جبل صبر، نسب إليها جملة من المحدثين، منهم علي بن منصور الجبلي، كان معاصرا للذهبي، ومنهم جماعة أدركهم الحافظ ابن حجر. وجبلة، بالضم: د بين عدن وصنعاء. الجبيلة كسفينة: القبيلة. قال ابن عباد: الجبلة، كالأبلة: السنة المجدبة يقال: أصابت بني فلان جبلة: أي سنة صعبة. قال: والتجبيل: التقطيع يقال: جبلت الشجرة: أي قطعتها. قال: وتجبل ما عنده: أي استنظفه. من المجاز: امرأة جبلة بالفتح، ومجبال كمحراب: أي غليظة عظيمة الخلق. وجبلة، محركة: ع بنجد وهي هضبة حمراء، بين الشريف والشرف، وقال نصر: قبلي أضاخ، به كانت الوقعة المشهورة بين بني عامر بن صعصعة وبين تميم وعبس وذبيان وبني فزارة. ويوم جبلة من أعظم أيام العرب، كما أوضحه الميداني في مجمع الأمثال. قالوا: وفي أيام جبلة ولد النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

لم أر يوما مثل يوم جبله
لما أتتنا أسد وحنظـلـه
وغطفان والملوك أزفله

صفحة : 6923

قال السهيلي: وحرب داحس كانت بعد يوم جبلة بأربعين سنة. أيضا: ة بتهامة زعموا أنها أول قرية بنيت بتهامة. أيضا: د بساحل بحر الشأم، منه سليمان بن علي الفقيه، عن أحمد بن عبد المؤمن وعثمان بن أيوب، وعبد الواحد بن شعيب الجبليون المحدثون. جبلة: ة بالبحرين. أيضا: ع بالحجاز، وقيل: سليمان بن علي المذكور قريبا منه. جبلة بن حارثة بن شراحيل القضاعي، أخو زيد، روى عنه فروة بن نوفل، وأبو عمرو الشيباني. جبلة بن عمرو بن الأزرق كذا في النسخ، والصواب: جبلة بن عمرو، وابن الأزرق، بإثبات واو العطف بينهما، وهما رجلان، فالأول أنصاري شهد أحدا ومصر وصفين، والثاني حمصي كندي، روى عنه راشد بن سعد. جبلة بن مالك بن جبلة، من رهط تميم الداري، له وفادة، وضبطه الأمير في ذيله على الاستيعاب بالحاء المهملة. جبلة بن الأشعر الخزاعي الكعبي، قيل: قتل عام الفتح، وهو مجهول. جبلة بن أبي كرب بن قيس الكندي، له وفادة، قاله أبو موسى. جبلة بن ثعلبة الخزرجي البياضي، شهد صفين مع علي. جبلة بن سعيد بن الأسود، له وفادة، قاله ابن سعد. وآخران غير منسوبين أحدهما: قال شريك: عن أبي إسحاق، عن رجل، عن عمه جبلة في قراءة: قل يا أيها الكافرون عند النوم. والثاني: قال ابن سيرين: كان بمصر رجل من الأنصار، يقال له: جبلة، صحابي جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها صحابيون رضي الله تعالى عنهم. جبلة بن سحيم أبو سويرة التيمي، ويقال: الشيباني الكوفي، عن معاوية وابن عمر، وعنه شعبة وسفيان، ثقة توفي سنة 125، وقد ذكره المصنف أيضا في س - و - ر. جبلة بن عطية عن ابن محيريز وغيره، وعنه هشام بن حسان، وحماد بن سلمة، ثقة، كذا في الكاشف للذهبي محدثان وابن سحيم تابعي، فكان ينبغي أن ينبهه عليه. وجبلة بن أيهم بن عمرو بن جبلة بن الحارث الأعرج بن جبلة بن الحارث الأوسط بن ثعلبة بن الحارث الأكبر بن عمرو بن حجر بن هند بن إمام بن كعب بن جفنة آخر ملوك غسان وهو الذي تنصر ولحق بالروم، وأخباره مشهورة. من ولده عمرو بن النعمان الجبلي نقله الحافظ والذهبي. وأما محمد بن علي الجبلي هكذا في النسخ، والصواب: محمد بن أحمد الجبلي فمن جبل الأندلس سمع بقي بن مخلد، مات سنة 313. ومحمد بن عبد الواحد الجبلي الحافظ ضياء الدين المقدسي، صاحب المختارة من جبل قاسيون بالشام، لأنه كان يسكنه. أبو جعفر محمد بن أحمد بن علي هكذا في النسخ، والصواب: محمد بن محمد بن علي الطوسي، عن أبي بكر بن خلف، وعنه السمعاني. وأحمد بن عبد الرحمن الجبليان، محدثان. وفاته إبراهيم بن محمد الجبلي المصيصي، شيخ للعشاري، سمع البغوي. ورجل جبيل الوجه، كأمير: أي قبيحه وهو مجاز. جبيلة كجهينة: قصبة بالبحرين. من المجاز: رجل جبل الرأس وكذا الوجه: إذا كان غليظهما قليل الحلاوة. رجل ذو جبلة، بالكسر : أي غليظ. والجبلة: الخلقة، قاله أبو عمرو. جبول كتنور: ة قرب حلب. جنبل كقنفذ: قدح غليظ من خشب والنون زائدة، هنا ذكره الجوهري، وسيأتي للمصنف ثانيا، ويأتي الكلام عليه.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6924

جبل، محركة: والد معاذ الصحابي، رضي الله تعالى عنه، مشهور. وقال أبو عمرو: ركب أجبله: أي رأسه، وقيل: أغلظ ما يجد. وقال الليث: جبلة الجبل، بالكسر: تأسيس خلقته التي جبل عليها. والجبلة، كقردة: جمع جبل، بالكسر، بمعنى الجماعة، يقال: قبح الله جبلتكم، عن الفراء. والجبلة، بضمتين مشددة اللام، والجبيلة على فعيلة: بمعنى الخلقة، نقلهما شيخنا عن الصاغاني، في كتابه الموسوم بأسماء العادة، وسبق للمصنف خمس لغات، وهذه اثنتان، فصارت سبعة. وقال ابن عباد: يقال: أحسن الله جباله، ككتاب: أي خلقه المجبول عليه. والجبل كعضد: الجماعة، وبه قرأ الخليل: جبلا كثيرا نقله الصاغاني. ومن المجاز: الإجبال: المنع، يقال: سألناهم فأجبلوا: أي منعوا ولم ينولوا، نقله ابن عباد والزمخشري. وطلب حاجة فأجبل: أي أخفق. وجابل الرجل: إذا نزل الجبل، عن أبي عمرو. وناقة جبلة السنام: ناميته، وهو مجاز. ورجل جبل الرأس، بالفتح: غليظه. وسيف جبل ومجبال: لم يرقق. وهو جبل: إذا لم يتزحزح، تصور فيه معنى الثبات. ويقال: الجبل، كطمر: جمع جبلة، كطمرة، بمعنى الجماعة الكثيرة. وجبل الرجل: صار كالجبل في الغلظ. والجبلي: منسوب إلى الجبلة، كما يقال: طبيعي: أي ذاتي متنصل عن تدبير الجبلة في البدن، بصنع بارئه. ويونس بن ميسرة الجبلاني، بالضم، شامي، وذكره ابن السمعاني في الأنساب، بالحاء المهملة، ووهم، وتعقبه ابن الأثير. وخالد بن صبيح الجبلاني، محدث. وجبلان بن سهل بن عمرو: إليه ينسب الجبلانيون. وجبلة، محركة: جبل بضرية، ذو شعاب، قاله نصر. وجبيل، كزبير: موضع بين المشلل والبحر، قاله نصر أيضا. وأجبال صبح، بأرض الجناب: منزلة بني حصن بن حذيفة وهرم بن قطبة، وصبح: رجل من عاد، كان ينزله على وجه الدهر.

ج - ب - ر - ل
جبريل كقنديل: اسم الملك الموكل بالوحي إلى الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، وقد مر تحقيق لغاته وما فيها في: ج - ب - ر وشيء من ذلك في أ - ل - ل، وفي أيل وفي كتاب الشواذ لابن جني: قيل في معنى جبرإل: عبد الله، وذلك أن الجبر بمنزلة الرجل، والرجل عبد لله تعالى، ولم نسمع الجبر بمعنى الرجل إلا في شعر ابن أحمر، وهو قوله:

اشرب براووق حييت به     وانعم صباحا أيها الجبر قالوا: وإل بالنبطية: اسم لله سبحانه، ومن ألفاظهم في هذا الاسم أن يقولوا: كوريال، الكاف بين الكاف والقاف، فغالب الأمر على هذا أن تكون هذه اللغات كلها في هذا الاسم إنما يراد بها جبرال، الذي هو كوريال، ثم لحقها من التحريف على طول الاستعمال ما أصارها إلى هذا التفاوت، وإن كانت على كل أحوالها متجاذبة، يتشبث بعضها ببعض. قلت: وقد سمي به تبركا جماعة: منهم جبريل بن أحمر الجملي، عن ابن بريدة، وعنه عباد بن عوام، وابن إدريس، وثقه ابن معين، وقال النسائي: ليس بشيء.

ج - ب - ه - ل
الجبهل، كسمند أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الرجل الجافي وأنشد لعبد الله بن الحجاج:

ألف كأن الغازلات منحـنـه     من الصوف نكثا أو لئيما دبادبا
جبهلا ترى منه الجبين يسوءها    إذا نظرت منه الجمال وحاجبا

ومما يستدرك عليه: الجبهل، كحضجر: لغة فيه عن ابن الأعرابي أيضا، نقله الصاغاني.

ج - ث - ل

صفحة : 6925

الجثل والجثيل، كأمير، من الشجر والشعر: الكثير الملتف اللين، واقتصر أبو زيد على الجثل، وقال: هو الكثير من الشعر. أو ما غلظ وقصر منه، أو كثف واسود. قال الليث: الجثل من الشعر: أشده سوادا وأغلظه. أو الضخم الكثيف الملتف من كل شيء جثل وجثيل، وقد جثل، كسمع وكرم الأخيرة عن الليث جثالة وجثولة هما مصدرا جثل بالضم، قال الأعشى:

وأثيث جثل النبات تروي     ه لعوب غريرة مفناق والجثلة: النملة العظيمة السوداء جثل بالفتح. وقال ابن دريد: الجثل: ضرب من النمل كبار سود، ويقال: الجفل، أيضا، وأنشد:

وترى الذميم على مراسنهم     غب الهياج كمازن الجثل الجثلة من الشجر: الكثيرة الورق الضخمة يقال: نبات جثل، وشجرة جثلة الأفنان، وهو مجاز. واجثأل الطائر: نفش ريشه من البرد، قال جندل بن المثنى:

جاء الشتاء واجثأل القبر
وطلعت شمس عليها مغفر

من المجاز: اجثأل النبت: إذا طال والتف نقله الزمخشري. أو اهتز وأمكن أن يقبض عليه عن أبي زيد. اجثأل الريش نفسه: انتفش لازم متعد. اجثأل فلان: إذا غضب وتهيأ للقتال والشر قال أبو حزام العكلي:

ولا أجذئر ولا أجثئل      لآد أدالي ولا أحدؤه والمجثئل: العريض والمنتصب قائما. قال ابن دريد: جثلته الريح مثل جفلته سواء. قال ابن الأعرابي: الجثال كغراب: القبر. الجثالة بهاء: ما تناثر من ورق الشجر. قال، ابن الأعرابي: الجثل، محركة: الأم، قال غيره: الزوجة، يقال: ثكلته الجثل وفسر بهما. قال الصاغاني: والتركيب يدل على لين، وقد شذ عن هذا التركيب الجثل.

ومما يستدرك عليه: لحية جثلة: كثة. ويستحب في نواصي الخيل الجثلة، وهي المعتدلة في الكثرة والطول. وجثيل، كزبير: جد للإمام مالك، ويقال بالخاء المعجمة، كما سيأتي.

ج - ج - ل
جاجل الصدفي، أبو مسلم، روى عنه ابنه مسلم، والأصح أنه لا صحبة له.

ج - ح - ل
الجحل: الحرباء العظيم، وهو ذكر أم حبين، قال ذو الرمة:

فلما تقضت حاجة مـن تـحـمـل      وأظهرن واقلولى على عوده الجحل قاله الليث. الجحل: الضب الكبير المسن، وقال الفراء: الضخم. الجحل: اليعسوب عن أبي زيد، زاد غيره: العظيم، وهو في خلق الجرادة، إذا سقط لا يضم الجناحين. وقال الليث: ضرب من اليعاسيب، من صغارها، والجمع: الجحلان. الجحل أيضا: السقاء الضخم أو الزق، عن أبي زيد. أيضا: الجعل العظيم ج: جحول وجحلان بضمهما. الجحل: العظيم الجنبين. أيضا: حشو الإبل وأولادها، عن الليث. قلت: والصواب: الحجل، بتقديم الحاء على الجيم، كما سيأتي. وجحل بن حنظلة: شاعر. والحكم بن جحل الأزدي، عن أبي بردة، وعطاء، وعنه أبو عاصم العباداني، وغيره، وثقة ابن معين، كذا في الكاشف، وفي التبصير للحافظ: روى عن علي. وسالم بن بشر هكذا في النسخ، والصواب: سلم بن بشير بن جحل شيخ لأبي عوانة الوضاح تابعيان. وجحله، كمنعه جحلا وجحله تجحيلا، شدد للمبالغة: صرعه قال الكميت:

ومال أبو الشعثاء أشعث داميا     وإن أبا جحل قتيل مجحـل

صفحة : 6926

أي مصرع. وأبو الشعثاء: رجل من كندة، اسمه زياد بن يزيد. وأبو جحل يأتي ذكره في المستدركات. قال ابن الأعرابي: الجحلاء: الناقة العظيمة الخلق. قال ابن دريد: الجيحل، كحيدر: الصخرة العظيمة الملساء، وأنشد ابن عباد قول أبي النجم:

منه بعجز كصفاة الجيحل قال الصاغاني: إنشاده على معنى الصخرة لا يستقيم، وفي المشطور روايتان: إحداهما كصفاة الجيحل بالإضافة، أي كصفاة الضب، ولا يكون جحر الضب إلا عند حجر، وهو مرداته. والثانية: ما رواه الأصمعي: كالصفاة الجيحل على الصفة، وهي العظيمة الملساء. الجيحل: جلد نوع من سمك للترسة تتخذ منه، عن ابن عباد. قال: الجيحل: العظيم من كل شيء. المجحل كمعظم: المصروع الأولى: المصرع، لما تقدم أن التشديد فيه للمبالغة، ومر شاهد من قول الكميت. قال الأحمر: الجحال كغراب: السم وأنشد:

جرعه الذيفان والجحالا ومثله عن ابن الأعرابي، وزاد غيرهما: القاتل. قال الصاغاني: التركيب يدل على عظم الشيء، وقد شذ عنه الجحال: السم.

ومما يستدرك عليه: امرأة جيحل: غليظة الخلق ضخمة. وأبو جحل مسلم بن عوسجة الأسدي، استشهد مع الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما، وهو الذي عناه الكميت في شعره المذكور. وجحلمه: صرعه، والميم زائدة، وسيأتي. والجيحل: الجبل. والجحل: ولد الضب، عن ابن الأعرابي.

ج - ح - د - ل
جحدل الرجل صار جمالا عن ابن الأعرابي أو مكاريا من قرية إلى قرية، فهو مجحدل، عن ابن شميل. جحدل: استغنى بعد فقر عن ابن الأعرابي. جحدل فلانا: إذا صرعه أو ربطه فهو مجحدل، وبالوجهين فسر قول مالك بن الريب:

علام تقول السيف يثقل عاتقـي    إذا جرني من الرجال المجحدل أي المصروع أو المربوط. جحدل الإناء: ملأه عن ابن الأعرابي. جحدل المال: جمعه. جحدل الإبل: ضمها وأكراها من قرية إلى قرية. الجحدل كجعفر، وقنفذ: الغلام الحادر السمين، قال أبو الهيثم: الجنحدل، ككنهبل: القصير وأنشد لمالك بن الريب البيت الذي قدمنا ذكره. وروى: من الرجال الجنحدل.

ومما يستدرك عليه: الجحدلة: الحداء الحسن المولد، عن أبي عمرو، وأنشد:

أوردها المجحدلون فيداء
وزجروها فمشت رويدا

وقال ابن حبيب: تجحدلت الأتان: إذا تقبض حياؤها للوداق، وأنشد للفرزدق:

فكشفت عن أيرى لها فتجحدلت     وكذاك صاحبة الوداق تجحدل وقال: تجحدلها: تقبضها واجتماعها.

ج - ح - ش - ل
الجحشل، كجعفر وقنفذ وعلابط أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو السريع الخفيف ولم يذكر اللغة الثانية، وأنشد:

لاقيت منه مشمعلا جحشلا
إذا خببت في اللقاء هزولا

ج - ح - ف - ل
الجحفل، كجعفر: الجيش الكثير قال الحطيمة:

وجحفل كبهيم الليل منتـجـع     أرض العدو ببؤسى بعد إنعام

صفحة : 6927

وقال شيخنا: لامه زائدة، لأنه من الجحف، وهو الذهاب بالشيء، يقال منه: جحف السيل الشجر والمدر، وسيل جحاف، فهو ثلاثي لا رباعي، قاله ابن القطاع في كتاب الأبنية، له. وعليه فموضعه الفاء، وإن ذكره جماعة ك الجوهري هنا، وتبعهم المصنف. الجحفل: الرجل العظيم القدر. أيضا: السيد الكريم. قال ابن الأعرابي: الجحفل: العظيم الجنبين. والجحفلة: بمنزلة الشفة للخيل والبغال والحمير كالشفة للإنسان، وقد استعارها جرير للإنسان، حيث قال:

وضع الخزير فقيل أين مجاشع     فشحا جحافله جراف هبلـع قال: شيخنا: ولا تختص بالشفة العليا، كما زعمه ابن حجة وغيره، وجزم به في نوع سلامة الاختراع، بل تطلق على كل منهما، كما هوظاهر المصنف ونص غيره. الجحفلتان: رقمتان في ذراعي الفرس كأنهما كيتان متقابلتان في باطنهما تجحفلوا: تجمعوا. وجحفله. جحفلة: صرعه ورماه وربما قالوا: جعفله. جحفله أيضا: بكته بفعله نقله الصاغاني. والجحنفل بزيادة النون: الغليظ الشفة.

ج - خ - ل
الجخال، بالضم والخاء معجمة: السم المنقع، وبه روي ما أنشده الأحمر في ج - ح - ل، ولم يعرفه أبو سعيد.

ج - خ - د - ل
الجخدل، كجعفر وقنفذ أهمله الجوهري، وقال ابن عباد: هو الحادر السمين من الغلمان قال الصاغاني: وهو تصحيف، والصواب: بالحاء المهملة.

ج - د - ل
جدله أي الحبل. يجدله ويجدله من حدى نصر وضرب، جدلا: أحكم فتله فهو مجدول وجديل منه: الجديل: الزمام المجدول المحكم فتله من أديم قال امرؤ القيس:

وكشح لطيف كالجديل مخصر     وساق كأنبوب السقي المذلل وقال ذو الرمة:

وحتى كست مشى الخشاش لغامها     إلى حيث يثنى الخد منها جديلهـا الجديل أيضا: حبل من أدم أو شعر في عنق البعير، ربما سموا الوشاح جديلا، قال عبد الله بن عجلان النهدي:

كأن دمقسا أو فروع غمـامة     على متنها حيث استقر جديلها ج: جدل ككتب. والجدل بالفتح ويكسر: الذكر الشديد المعصوب. قال الليث: جدول الإنسان: قصب اليدين والرجلين ومنه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، في العقيقة: تذبح يوم السابع وتقطع جدولا ولا يكسر لها عظم أي يوم الليل السابع. وكل عضو: جدل، جمعه جدول. وكل عظم موفر لا يكسر ولا يخلط به غيره جدل أيضا ج: أجدال وجدول. من المجاز: رجل مجدول: لطيف الخلق لطيف القصب محكم الفتل. وقيل: رجل مجدول الخلق: إذا كان معصوبا. وساعد أجدل كذلك. وساق مجدولة وجدلاء: حسنة الطي وهي مجاز. الجدلاء من الدروع: المحكمة قال الحطيئة:

فيه الرماح وفيه كل سابغة     جدلاء مبهمة من نسج سلام ج: جدل: بالضم وكذلك: درع مجدولة، قال كعب بن زهير رضي الله تعالى عنه:

بيض سوابغ قد شكت لها حلق      كأنه حلق القفعاء مـجـدول وهو مجاز. وجدل ولد الظبية وغيرها: إذا قوي وتبع أمه وقال الأصمعي: الجادل من ولد الناقة: فوق الراشح، وهو الذي قوي ومشى مع أمه. والأجدل: من صفة الصقر، كالأجدلي بزيادة الياء، قال ذو الرمة: كأنهن خوافي أجدل قرم ولى ليسبقه بالأمعز الخرب ج: أجادل قال عبد مناف بن ربع الهذلي:

صفحة : 6928

وما القـوم إلا سـبـعة أو ثـلاثة     يخوتون أخرى القوم خوت الأجادل الأجدل: فرس أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه. أيضا: فرس الجلاس بن معد يكرب الكندي وهو القائل فيه:

يكفيك من أجدل دون شده     وشده يكفيك دون كـده أيضا: فرس مشجعة الكتائب الجدلي محركة: من بني جديلة. المجدل كمنبر: القصر المحكم البناء، قال الأعشى:

في مجدل شيد بنيانـه     يزل عنه ظفر الطائر ج: مجادل قال الكميت:

كسوت العلافيات هوجا كأنها     مجادل شد الراصفون اجتدالها الجدالة كسحابة: الأرض الصلبة، قال أبو قردودة الأعرابي:

قد أركب الآلة بعد الآله
وأترك العاجز بالجداله

أو الأرض ذات رمل رقيق. الجدالة: البلح إذا اخضر واستدار قبل أن يشتد بلغة أهل نجد، جمعه الجدال، قال المخبل السعدي:

وسارت إلى يبرين خمسا فأصبحت     تخر على أيدي السقاة جدالـهـا الجدالة: النمل الصغار ذات القوائم والجمع الجدال. وجدل الحب في السنبل: إذا وقع وفي العباب: قوي. وجدله جدلا وجدله تجديلا، التشديد للكثرة فانجدل وتجدل: رماه صرعه على الجدالة أي الأرض. ومنه قول علي رضي الله تعالى عنه يوم الجمل، لما وقف على طلحة رضي الله تعالى عنه، وهو صريع: أعزز علي أبا محمد أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء في بطون الأودية، شفيت نفسي وقتلت معشري، إلى الله أشكو عجري بجري . ومن الانجدال الحديث المشهور: إني عند الله مكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته . وجدل الشيء جدولا، فهو جدل ككتف وعدل بالفتح: أي صلب قوي. والجدل، محركة: اللدد في الخصومة والقدرة عليها ومنه أخذ الجدل المنطقي: الذي هو القياس المؤلف من المشهورات أو المسلمات، والغرض منه إلزام الخصم وإفهام من، هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان. وقد جادله مجادلة وجدالا فهو جدل ومجدل ومجدال كمنبر ومحراب ومجادل. والمجادلة والجدال: المخاصمة والخصام. وقال الراغب: الجدال: هو المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، وأصله: من جدلت الحبل: إذا أحكمت فتله، فكأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه. وقيل: أصل الجدال: الصراع وإسقاط الإنسان صاحبه على الجدالة. وكل من الجدل والجدال والمجادلة جاء في القرآن. وقال ابن الكمال: الجدال: مراء يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها. وقال الفيومي: هو التخاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب، ثم استعمل على لسان حملة الشرع في مقابلة الأدلة؛ لظهور أرجحها، وهو محمود إن كان للوقوف على الحق، وإلا فمذموم. المجدل كمقعد: الجماعة منا. المجدل كمنبر: ع وهو جبل أو واد، قال العباس بن مرداس رضي الله عنه:

عفا مجدل من أهله فمتالع

صفحة : 6929

ويروى أيضا بفتح الميم، قاله نصر. والجديلة كسفينة: القبيلة. من المجاز: الجديلة: الشاكلة تقول: عمل على جديلته: أي شاكلته التي جدل عليها. الجديلة الناحية قال شمر: ما رأيت تصحيفا أشبه بالصواب مما قرأ مالك بن سليمان في التفسير، عن مجاهد، في قوله تعالى: قل كل يعمل على شاكلته فصحف فقال على حد يليه. وإنما هو: على جديلته: أي ناحيته، وهو قريب بعضه من بعض. الجديلة: شريجة الحمام ونحوها، قال أبو الهيثم: صاحبها جدال كشداد. قال: ويقال: رجل جدال بدال: منسوب إلى الجديلة التي فيها الحمام، ويقال للذي يأتي بالرأي السخيف: هذا رأي الجدالين البدالين، والبدال: الذي ليس له مال إلا بقدر ما يشتري شيئا، فإذا باعه اشترى به بدلا منه، وقد تقدم. الجديلة: الحال والطريقة التي جدل عليها الإنسان. الجديلة: الرهط غ وهو شبه إتب من أدم يأتزر به الصبيان والحيض من النساء. في طيئ: جديلة بنت سبيع بن عمرو، من حمير، أم حي وهي أم جندب وحور، ابني خارجة بن سعد بن فطرة بن طيئ والنسبة جدلي محركة. جدال كغراب: د بالموصل من أعمال البقعاء. ومجادل: د بالخابور وفي الغباب: موضع. والجدول، كجعفر وخروع: النهر الصغير والجمع: الجداول. جدول: نهر م معروف. وجدلاء: اسم كلبة الجدلاء من الشاء: المتثنية الأذن. يقال: شقشقة جدلاء: أي مائلة نقله الصاغاني. قال ابن عباد: الجدلة بالفتح: مدقة المهراس. قال: والجدل: القبر. يقال: ذهب على جدلانه هكذا في النسخ والصواب: جدلائه، بالهمزة: أي على وجهه، هذا على جدلائه: أي ناحيته وقبيلته. جديل كأمير: فحل من الإبل، كان للنعمان بن المنذر وكذلك شدقم، وقال أبو سعيد السكري، في قول الراعي:

شم الكواهل جنحا أولادهـا     صهبا تناسب شدقما وجديلا شدقم وجديل: كانا لبني آكل المرار، من نسل واحد، وقع أحدهما في بني فزارة، والآخر لا أدرى أين وقع. وقال ذو الرمة:

إليك أمير المؤمنين تعسفت     بنا البيد أولاد الجديل وشدقم قال الزجاج: أجدلت الظبية: إذا مشى معها ولدها.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6930

المجدول: القضيف لا من هزال. وغلام جادل مشتد. والجادل من ولد الناقة: فوق الراشح، عن الأصمعي، وقد تقدم. وقال الليث: رجل أجدل المنكب: فيه تطأطؤ، وهو خلاف الأشرف من المناكب، ويقال للطائر أيضا، إذا كان كذلك: أجدل المنكبين. وقال الصاغاني: هو تصحيف، والصواب بالحاء المهملة. والاجتدال: البنيان، من الجدل، وهو الإحكام، وشاهده قول الكميت الذي ذكر. ويقال: ركب جديلته، أي: عزيمة رأيه، وهو مجاز. وقال أبو عمرو: الجديلة: العرافة، تقول: قطع بنو فلان جديلتهم من بني فلان: إذا حولوا عرافتهم عن أصحابهم وقطعوها. والجديلة: من منازل حاج البصرة. وقرية بمصر، من أعمال الدقهلية. وبنو جديلة: بطن في قيس، وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس عيلان، وبطن آخر في الأزد، وهم بنو جديلة بن معاوية بن عمرو بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد. والجدال، كشداد: بائع الجدال، وهو البلح، يقال: كان جدالا فصار تمارا، نقله الزمخشري. والمجدال، كمحراب: قطعة من صخر، جمعه: مجاديل. واستقام جدولهم: انتظم أمرهم، كالجدول إذا اطرد وتتابع جريه، وهو مجاز. واستقام جدول الحاج: إذا تتابعت قافلتهم، ومنه جدول الكتاب. والمجدل، كمقعد ومنبر: بلد في نواحي الشأم، وقيل: اسم جبل. وأيضا أطم لليهود بالمدينة، قاله نصر. والمجادلة: بطن من عك بن عدثان، وهم بنو الراقب بن أسامة بن الحارث، مسكنهم المراوعة، من اليمن، قاله الناشري، ويقال لهم أيضا: بنو المجدل.

ج - ذ - ل
الجذل، بالكسر: أصل الشجرة وغيرها، بعد ذهاب الفرع، ج: أجذال وجذال بالكسر وجذول وجذولة وهذه جمع المفتوح كصقر وصقورة أو الجذل: ما عظم من أصول الشجر، وما على مثال شماريخ النخل من العيدان ومنه الحديث: يبصر أحدكم القذى في عين أخيه ويدع الجذل في عينه ويروى: الجذع. ويفتح فيهن. الجذل: جانب النعل، أيضا: رأس الجبل، وما برز منه وظهر ج: أجذال. الجذل من المال: القليل منه كأنه الأصل منه. الجذل: عود ينصب للجربى من الإبل لتحتك به، ومنه حديث الحباب بن المنذر، رضي الله تعالى عنه، يوم سقيفة بني ساعدة: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب ، وهو تصغير تعظيم يقول: أنا ممن يشتشفى برأيي، كما تستشفي الإبل الجربى بالاحتكاك بهذا العود من جربها. وجذل جذولا: انتصب وثبت كجذل الشجرة. جذل كفرح: فرح، فهو جذل ككتف وجذلان قال حضرمي بن عامر:

يقول جزء ولم يقل جللا     إني تروحت عاجلا جذلا وقال ذو الرمة، يصف ثورا:

ولى يهذ انهزاما وسطـهـا زعـلا     جذلان قد أفرخت عن روعه الكرب من قوم جذلان بالضم. قد جاء في الشعر: جاذل ضرورة، قال لبيد، رضي الله تعالى عنه:

وعان فككناه بغـير سـوامـه     فأصبح يمشي في المحلة جاذلا قاله ابن دريد. وقد أجذله: أفرحه فاجتذل: ابتهج. وسقاء جاذل: غيرطعم اللبن. يقال: إنه جذل رهان، بالكسر: أي صاحبه، هو جذل مال: أي رفيق بسياسته والقيام بأموره، وهو مجاز، شبه بالجذل المنتصب. قال ابن عباد: التجاذل في الحرب: المضاغنة والمعاداة وقد تجاذلوا، ومثله في الأساس. وكرمة جذلة، كفرحة: نبتت وجعدت عيدانها من العطش. وجذل الطعان، بالكسر: لقب علقمة بن فراس بن غنم من مشاهير العرب.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 6931

قال الليث: جذلت المروع: أحكمت، وقال الصاغاني: هو تصحيف، والصواب بالدال المهملة. وجذيل، كزبير: اسم راع، قال أبو محمد الفقعسي:

لاقت على الماء جذيلا واطدا وقيل: بل أراد به مصغر جذل؛ للقائم بأمور الإبل، شبهه بالجذل المنتصب. ونفسه جذلاء بذلك: فرحة. وعاد إلى جذله: أي أصله. وجذل الحرباء واستجذل: انتصب. وبات جاذلا على ظهر دابته، وبات يستجذل على ظهرها: نام منتصبا، لا يضطرب، وهو مجاز. وجذلوا في الحرب: مثل تجاذلوا، كما في الأساس.

ج - ر - ل
الجرل، محركة: الحجارة، أو مع الشجر، أو هو المكان الصلب الغليظ، ج: أجرال كجبل وأجبال، قال جرير:

من كل مشترف وإن بعد المدى     ضرم الرقاق مناقل الأجـرال وقد جرل المكان، كفرح، فهو جرل، ككتف، ج: أجرال أيضا. ويمكن أن يكون قول جرير: مناقل الأجرال من هذا. وقال نصر في كتابه: وزعم أهل العربية أن أرل أحد الحروف الأربعة التي جاءت فيها اللام بعد الراء، ولا خامس لها، وهي: أرل، وورل، وغرلة، وأرض جرلة: فيها حجارة وغلظ، وقد نقله أيضا ياقوت، وسبق ذلك في أرل، وسيأتي في غرل ورل، وما لشيخنا فيه من الكلام. والجرول، كجعفر: الأرض ذات الحجارة والواو للإلحاق بجعفر كالجرول كعلبط وعلبطة، الجرول: الحجارة كما في العباب أو ملء الكف إلى ما أطاق أن يحمل. قال الليث: الجرول في قول الكميت:

متكفت ضـرم الـسـيا     ق إذا تعرضت الجراول إنه اسم سبع قال الأزهري: لا أعرف شيئا من السباع يدعى جرولا. وقال الصاغاني: هي في البيت: الأرض ذات الحجارة. جرول بلا لام: لقب الحطيئة العبسي وهو ابن أوس بن جؤية بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض، قال كعب بن زهير، رضي الله تعالى عنه:

فمن للقوافي شانها من يحوكها     إذا ما ثوى كعب وفوز جرول وقال الكميت:

وما ضرها أن كعبا ثوى    وفوز من بعده جرول والجريال، بالكسر: صبغ أحمر، قيل: حمرة الذهب، قيل: سلافة العصفر، قيل: ما خلص من لون أحمر وغيره، قيل: هو الخمر وهو دون السلاف في الجودة أو لونها قال الأعشى:

وسبيئة مما تعتق بـابـل    كدم الذبيح سلبتها جريالها يقول: شربتها حمراء وبلتها بيضاء. كالجريالة فيهما قال ذو الرمة:

كأنـى أخـو جـريالة بـابـلـية     من الراح دبت في العظام شمولها الجريال: فرس العباس بن مرداس السلمي، رضي الله تعالى عنه.

أيضا: فرس قيس بن زهير النمري. والجرولة: ماء لغني بأعلى نجد. جرول: كجندب: ة باليمن، أو ماء هناك. وأجرل: إذا حفر فبلغ الجراول: أي الأراضي الصلبة.

ومما يستدرك عليه: جرول بن الأحنف الكندي، وجرول الأنصاري، وجرول الأوسي: صحابيون. وجرول: موضع بمكة قرب ذي طوى، حكاه لي من أثق به.

ج - ر - ث - ل
جرثل التراب أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي سفاه بيده كما في العباب والمحكم والتهذيب.

ج - ر - د - ب - ل
الجردبيل، كزنجبيل أهمله الجوهري، وقال شمر: هو الجردبان وهو الذي يأخذ الكسرة بيده اليسرى ويأكل باليمنى، فإذا فني ما بين أيدي القوم أكل ما في يده اليسرى، وأنشد على هذه اللغة:

إذا ما كنت في قوم شهاوى     فلا تجعل شمالك جردبيلا قلت: وهو للغنوي، ورجل جردبيل: إذا فعل ذلك.

ج - ر - د - ح - ل

صفحة : 6932

الجردحل، بكسر الجيم وسكون الراء والحاء وفتح الدال: الوادي. والضخم من الإبل، للذكر والأنثى.

ج - ر - د - ل
جردل الرجل. أهمله الجوهري والصاغاني، وقال القاضي عياض في شرح مسلم: أي أشرف على السقوط. ووقع في صحيح الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى: فمنهم الموبق بعمله. أي المهلك ومنهم من يجردل أي يشرف على السقوط. وفي رواية صحيحة، نقلها عياض وغيره فمنهم المجردل أي المصروع، كما في التوشيح: كلاهما بالجيم، على ما ضبطه أبو محمد الأصيلي راوية البخاري، تقدمت ترجمته في أ - ص - ل. وفسره بالإشراف على السقوط، وحكى ابن الصابوني: المجزدل بالزأي والجيم، وهو وهم عند الأكثرين، وصححها آخرون، وفسروه بما فسر به المصنف المجردل. وقال آخرون: معناه السقوط. ورواية الجمهور: المخردل بالخاء والراء ومعناه: المقطع بالكلاليب، أو المصروع، كما سيأتي. وهذا الحديث أيضا في صحيح مسلم في باب إثبات رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة ونقل النووي في شرحه عن القاضي عياض ما ذكرناه هنا، وقال: رواه العذري وغيره: فمنهم المجازى بعمله ورواه بعضهم: المخردل قال: ورواه بعضهم في البخاري: المجردل قال: والجردلة: الإشراف على الهلاك، والسقوط.

ج - ر - ص - ل
الجراصل، كعلابط: وهو الجبل. ذكره المصنف في ج - ر - ر وأغفله هنا، فانظره، نبه عليه شيخنا.

ج - ر - ع - ب - ل
الجرعبيل، كزنجبيل أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الغليظ كما في العباب.

ج - ز - ل
الجزل: الحطب اليابس، أو الغليظ العظيم منه وأنشد ثعلب:

فويهـا لـقـدرك ويهـا لـهــا    إذا اختير في المحل جزل الحطب وقال ابن مقبل:

باتت حواطب ليلى يلتمسن لـهـا    جزل الجذى غير خوار ولا دعر

صفحة : 6933

من المجاز: الجزل: الكثير من الشيء، كالجزيل كأمير، يقال: له عطاء جزل وجزيل، ويقال: إن فعلته فلك ذكر جميل وثواب جزيل. ج: جزال كجبال يحتمل أن يكون بالجيم، فيكون جمع جزيل، أو بالحاء فيكون جمع جزل، كحبل وحبال. من المجاز: الجزل: الكريم المعطاء، أيضا: العاقل الأصيل الرأي. وفي الأساس: وإن قيل لك: فلان جزل الرأي، فأردت إنكاره، فقل: بل جزل الرأي: أي فاسده، من الجزل في الغارب: وهو حدوث دبرة فيه تهجم على الجوف فتهلكه، كما سيأتي. وهي جزلة وجزلاء: ذات رأي. من المجاز: الجزل: خلاف الركيك من الألفاظ. قال ابن عباد: الجزل: صوت الحمام. قال ابن سيده: الجزل: إسقاط الرابع من متفاعلن، وإسكان ثانيه في زحاف الكامل وقال قوم: هو الخزل، بالخاء المعجمة. وقد جزله يجزله جزلا. أو سمي مجزولا؛ لأن رابعه وسطه، فشبه بالسنام المجزول الذي أصابته الدبرة. الجزل: نبات. الجزل بالضم: جمع الأجزل من الجمال وهي التي أصاب غاربها جزل. والجزلة: العظيمة العجز والأرداف، وهو مجاز. الجزلة: البقية من الرغيف يقال: أعطاه جزلة من رغيف: أي قطعة منه، كما في الأساس. الجزلة: الوطب والجلة. الجزلة بالكسر: القطعة العظيمة من التمر، كالجزل بغير هاء. وجزله بالسيف يجزله جزلا: قطعه جزلتين أي: قطعتين، ومنه حديث الدجال: أنه يدعو رجلا ممتلئا شابا، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين، ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك . والجزل، محركة: أن يقطع القتب غارب البعير، وقد جزله يجزله من حد ضرب جزلا بالفتح. وأجزله القتب كذلك. أو الجزل: أن يصيب الغارب دبرة فيخرج منه عظم فيتطامن موضعه، جزل، كفرح، فهو أجزل، وهي جزلاء قال أبو النجم:

يغادر الصمد كظهر الأجزل جزل الحطب وغيره ككرم: عظم وغلظ. من المجاز: جزل فلان: إذا صار ذا رأي جيد قوي محكم. هذا زمن الجزال، بالفتح والكسر: أي صرام النخل قال:

حتى إذا ما حان من جزالها     وحطت الجرام من جلالها وجزالى، كسكارى: ع عن ابن دريد. والجوزل كجوهر: الشاب ربما سمي به. الأصل فيه فرخ الحمام والجمع: الجوازل، يقال: عند حمامة بجوازلها. الجوزل: السم قال أبو عبيدة: لم نسمع ذلك إلا في قول ابن مقبل:

إذا الملويات بالمسوح لقينـهـا      سقتهن كأسا من رحيق وجوزلا الجوزل: ناقة تقع هزالا. وبنو جزيلة، كسفينة: بطن من كنده وهو جزيلة بن لخم. جزل كصرد: لقب سعيد بن عثمان يحتمل أن يكون الكريزي، الذي حدث بأصبهان عن غندر، أو البلوي الذي حدث عن عاصم بن أبي البداح، فا نظر ذلك. وسموا جزلا وجزلة بفتحهما. وابن جزلة: متطبب.

ومما يستدرك عليه: الجزل، بالفتح: موضع قرب مكة، حرسها الله تعالى. وجزل الحمام يجزل: صاح. والجزيل: العظيم. وكلام جزل: فصيح جامع. وجزالة الرأي: متانته. وأجزل عطيته، وأجزل له في العطاء: أي أكثر، وهو مجاز، قال أبو النجم:

الحمد لله الوهوب المجزل
أعطى فلم يبخل ولم يبخل

صفحة : 6934

واستجزل رأيه في هذا: استجوده. وهو جزل الرأي: فاسده، وقد تقدم. وامرأة جزالاء، بالمد: أي جزلة نقله ابن دريد، وقال: ليس بثبت. وجزولة، بالضم: قبيلة من البربر، سميت بهم المدينة التي على شاطئ البحر، في أقصى المغرب، منهم الإمام أبو عبد الله محمد بن سليمان الجزولي، مؤلف دلائل الخيرات، توفي عام سبعين وثمانمائة. وجزيلة بن لخم، كسفينة: بطن، هكهذا ضبطه ابن حبيب، والوزير المغربي. وقال قوم: هو جديلة، بالدال، قال ابن الجواني: والأول: الصواب، وعليه العمل. والأجزل: موضع، قاله نصر، وأنشد لقيس بن الصراع العجلي:

سقى جدثا بالأجزل الفرد بالنقا     رهام الغوادي مزنة فاستهلت

ج - ط - ل
الجطلاء من النوق أهمله الجوهري، وقال الخارزنجي: هي الناب الرخوة الضعيفة، قيل: هي التي لا تمضغ على حاكة ومضى تفسير حاكة في موضعه.

ج - ع - ل
جعله، كمنعه يجعله جعلا بالفتح ويضم، وجعالة كسحابة ويكسر، واجتعله: أي صنعه صريحه أن الجعل والصنع واحد، وقال الراغب: جعل لفظ عام في الأفعال كلها، وهو أعم من فعل وصنع وسائر أخواتها. وشاهد اجتعل قول أبي زبيد الطائي:

ناط أمر الضعاف واجتعل اللي     ل كحبل العادية الـمـمـدود جعل الشيء جعلا: وضعه، جعل بعضه فوق بعض: ألقاه. جعل القبيح حسنا: صيره ومنه قوله تعالى: إنا جعلنا الشياطين أي صيرناها، وقوله تعالى: وجعلني نبيا أي صيرني. جعل البصرة بغداد: ظنها إياها. جعل له كذا على كذا: شارطه به عليه ومنه الجعالة، كما سيأتي. قال الراغب: يتصرف جعل على أوجه، منها: يقال: جعل يفعل كذا: أي أقبل وأخذ، وهو بمعنى التوجه والشروع في الشيء والاشتغال به. ويكون جعل بمعنى سمى، ومنه قوله تعالى: وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا : أي سموهم، وقيل: وصفوهم بذلك وحكموا به، كما يقال: جعل فلان زيدا أعلم الناس. أو بمعنى الاعتقاد، كقوله تعالى: ويجعلون لله البنات . يكون بمعنى التبيين ومنه قوله تعالى: إنا جعلناه قرآنا عربيا أي بيناه، وقيل: معناه: قلناه وأنزلناه. يكون بمعنى الخلق والإيجاد، فيتعدى إلى مفعول واحد، ومنه قوله تعالى: وجعل الظلمات والنور : أي خلقها، وقوله تعالى: وجعلنا من الماء كل شيء حي وقوله تعالى: وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة . يكون بمعنى التشريف نحو قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا أي شرفناكم، وقيل: سميناكم، وكذا قوله تعالى: جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما . يكون بمعنى التبديل نحو قوله تعالى: فجعلنا عاليها سافلها وكذا قوله تعالى: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون . يكون بمعنى الحكم الشرعي كقول الشارع: جعل الله الصلوات المفروضات خمسا أي حكم به. يكون بمعنى التحكم البدعي كقوله تعالى: الذين جعلوا القرآن عضين . وقال الراغب: قد يكون الجعل بمعنى الحكم بالشيء على الشيء، حقا كان أو باطلا، فأما الحق نحو قوله تعالى: إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين وأما الباطل فنحو قوله: وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ويجعلون لله البنات الذين جعلوا القرآن عضين . وقد تكون لازمة، وهي الداخلة في أفعال المقاربة فلا تتعدى كقوله:

صفحة : 6935

وقد جعلت إذا ما قمت يثقـلـنـي    ثوبي فأنهض نهض الشارب الثمل وكذلك قول الشاعر:

وقد جعلت قلوص ابني سهيل     من الأكوار مرتعها قـريب وجعلت زيدا أخاك: أي نسبته إليك. وفاته الجعل بمعنى إيجاد الشيء من الشيء وتكوينه منه، نحو: جعل لكم من أنفسكم أزواجا وقوله: وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم فيها سبلا . وبمعنى تصيير الشيء على حالة دون حالة، نحو: الذي جعل لكم الأرض فراشا والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل القمر فيهن نورا . قيل: ومنه قوله تعالى: إنا جعلناه قرآنا عربيا . ويكون بمعنى التسوية والتهيئة: ألم نجعل له عينين يجعل له مخرجا يجعل له من أمره يسرا . وبمعنى إدخال شيء في شيء، كقوله تعالى: يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق . وبمعنى الإيقاع في القلب والإلهام، كقوله تعالى: وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه . وفي الجملة فأي معنى ذكر فإنه لا يخلو فيه من معنى الفعل. ولشيخنا العلامة أحمد بن علي السنديلي، رسالة في الجعل والمجعول، رد بها على المحتسب، بعد عهدي بها الآن، وهي نفيسة في بابها. والجعالة، مثلثة الفتح عن الأصمعي. الجعال ككتاب، الجعل، مثال قفل، الجعيلة، مثال سفينة: ما جعله له على عمله وهو أعم من الأجرة والثواب، والجمع: جعل بضمتين، وجعائل. وتجاعلوا الشيء: جعلوه بينهم وهو تفاعل من الجعل، ويقال: تجاعل الناس بينهم عند البعث، أو الأمر يحزبهم من السلطان. الجعالة كسحابة: الرشوة في الحكم، وقد ورد في الحديث أنه سحت وما تجعل للغازي إذا غزا عنك بجعل وهي الجعائل، يدفعه المضروب عليه البعث إلى من يغزو عنه، قال سليك بن شقيق الأسدي:

فأعطيت الجعالة مستميتـا      خفيف الحاذ من فتيان جرم ويكسر ويضم. الجعالة بالكسر والضم: خرقة ينزل بها القدر عن النار كالجعال، بالكسر والجمع: جعل وجعائل، ككتب ورسائل. وأجعله جعلا بالضم من العطية وأجعله له: أي أعطاه. أجعل القدر: أنزلها بالجعال. أجعلت الكلبة وغيرها من سائر السباع: إذا أحبت السفاد وأرادت، كاستجعلت، فهي مجعل وقال الراغب: هو كناية عن طلب السفاد. والجعلة: الفسيلة، أو النخلة القصيرة، أو الردية، أو الفائتة لليد، ج: جعل قال:
أو يستوي أثيثها وجعلها و قيل: الجعل كالبعل من النخل زنة ومعنى. الجعل كصرد: الرجل الأسود الدميم، أو اللجوج، قيل: هو الرقيب وكل ذلك على التشبيه. الأصل فيه دويبة سوداء، تكون في المواضع الندية. ج: جعلان، بالكسر كصردان. وأرض مجعلة، كمحسنة: كثيرتها. وماء جعل، بالكسر، جعل ككتف، مجعل مثال محسن: كثرت فيه الجعلان أو ماتت فيه، وقد جعل، كفرح، وأجعل. قال ابن دريد: الجعول، كجرول: ولد النعام مثل الرأل، سواء. قال: وبنو جعال، ككتاب: حي من العرب. الجعلة كهمزة: ع قال صخر بن عمير:

وقبلها عام ارتبعنا الجعله

صفحة : 6936

وكزبير: جعيل بن سراقة الضمري ويقال: جعال، كغراب. وجعيل بن زياد الأشجعي روى عنه عبد الله بن أبي الجعد صحابيان رضي الله عنهما. وكعب بن جعيل بن قمير بن عجرة: شاعر. قال شمر: الجاعل: المعطي، والمجتعل: الآخذ يقال: جعلوا لنا جعيلة في بعيرهم، فأبينا أن نجتعل منهم: أي نأخذ. قال ابن الأعرابي: الجعل محركة: القصر في سمن قال: أيضا: اللجاج. قال غيره: جاعله مجاعلة وجعالا: رشاه وفي الأساس: هو يجاعله: أي يصانعه برشوة.

ومما يستدرك عليه: جعيله الغرق: ما يجعل لمن يغوص على متاع أو إنسان غرق في الماء. وجعول، كجزول: من الأعلام. وجعال، كغراب: صحابي، وهو غير ابن سراقة، أورده الذهبي وابن فهد في معجمهما. وشبيب بن جعيل: شاعر. وقال ابن بزرج: قالت الأعراب: لنا لعبة يلعب بها الصبيان، نسميها: جبى جعل، مثال زفر، يضع الصبي رأسه على الأرض ثم ينقلب على الظهر، قال: ولا يجرون جبى جعل إذا أرادوا بها اسم رجل، فإذا قالوا: هذا جعل بغير جبى أجروه. والمجعل: الجعل، يقال: جعلت كذا وكذا أجعله جعلا ومجعلا، ومنه حديث عمر رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، يعني من الفيء، ثم يأخذ ما بقى فيجعله مجعل مال الله .

ج - ع - ب - ل
الجعبلة أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو السرعة يقال: مر يجعبل: إذا مر مرا سريعا، كما في العباب.

ج - ع - ث - ل
جعثل بن عاهان، كقنفذ أهمله الجوهري، وقال الصاغاني والحافظ: هو قاضي إفريقية أحد القراء والفقهاء، من أتباع التابعين. ثم الذي في نسخ الكتاب هكهذا عاهان وهو غلط، والصواب: هاعان، وقد ذكره المصنف على الصواب في هوع. ووالد هاعان اسمه عمير. وقال الذهبي في الكاشف: جعثل بن هاعان أبو سعيد الرعيني القتباني، عن أبي تميم الجيشاني، وعنه بكر بن سوادة، وعبيد الله بن زحر، ثقة.

ومما يستدرك عليه: الجعثل، كجعفر: العظيم البطن، وهو مقلوب العثجل، ومنه حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: ستة لا يدخلون الجنة، فذكر الجواظ والجعثل، فقيل له: ما الجعثل? قال: الفظ الغليظ .

ج - ع - د - ل
الجعدل، كجعفر أهمله الجوهري، وذكره ابن دريد، قال: كذلك الجنعدل، ككنهبل، قال غيره: هو مثال خبعثن أما كنهبل فإنه كسفرجل، وهو معلوم، وأما خبعثن، فإنه وزن غريب ينبغي تقييده، هو بضم الخاء المعجمة وفتح الموحدة وسكون العين المهملة ثم ثاء مثلثة مكسورة: الصلب الشديد قال صخر بن عمير:

وقبلها عام ارتبعنا الجعله
مثل الأتان نصفا جنعدله