الباب الثالث والعشرون: باب اللام - الفصل العاشر: فصل الراء مع اللام : الجزء الأول

فصل الراء مع اللام

الجزء الأول

ر أ ل
الرأل: ولد النعام، وفي التهذيب: فرخ النعام، أو حوليه، قال امرؤ القيس:

وصم حوام ما يقين من الوجـى      كأن مكان الردف منه على رال أراد: على رأل، فإما أنه خفف تخفيفا قياسيا، أو أبدل إبدالا صحيحا.

وهي بهاء، قال:

أبلغ الحارث عني أننـي     شر شيخ في إياد ومضر
رألة منتتف بلعـومـهـا     تأكل القت وخمان الشجر

ج: أرؤل كأفلس في القليل، وفي الكثير: رئلان، ورئال، ورئالة، بكسرهن، قال أبو النجم:

وراعت الربداء أم الأرؤل وقال طفيل:

أذودهم عنكـم وأنـتـم رئالة    شلالا كما ذيد النهال الخوامس قال ابن سيده: وأرى الهاء لحقت الرئالة لتأنيث الجماعة، كما لحقت في الفحالة. وجمع الرالة: رألات. ونعامة مرئلة: ذات رئال. والراؤول: زيادة في أسنان الدابة تمنعه من الشراب والقضم. وقال النضر: الروائل أسنان صغار تنبت في أصول الأسنان الكبار، فيحفرن اصول الكبار حتى يسقطن، وأنكره الأصمعي. وأيضا: زبد الفرس، أو لعابه القاطر منه، وقال الليث: بزاقه، كالرؤال، كغراب، قال الصاغاني: يهمز ولا يهمز، قاله ابن الأعرابي. قلت: الهمز فيهما روي عن ابن السكيت، بمعنى لعاب الدواب، وروى أبو عبيد بلا همز، وسيأتي قال:

يظل يكسوها الرؤال الرائلا قال أبو عمرو: أي لعابا قاطرا من فيه. وجابر بن رألان الشاعر: من سنبس طيء، مذكور في حماسة أبي تمام، وهو من الباب الذي يكون فيه الشيء غالبا عليه اسم يكون لكل من كان من أمته، أو كان في صفته، قال سيبويه: وكابن الصعق قولهم: ابن رألان، وابن كراع، ليس كل من كان ابنا لرألان وابنا لكراع غلب عليه الاسم. والنسب إليه رألاني، كما قالوا في ابن كراع: كراعي. وذات الرئال: روضة، قال الأعشى:

ترتعي السفح فالكثيب فذا قـا     ر فروض القطا فذات الرئال وجو الرئال: ع، قال الراعي:

وأمست بوادي الرقمتين وأصبحت     بجو رئال حيث بين فـالـقـه

صفحة : 7082

والرئال: كواكب، نقله الصاغاني. قال: واسترأل النبات، إذا طال، شبه بعنق الرأل. واسترألت الرئلان: كبرت أسنانها، وليس في العباب: أسنانها. ومر فلان مرائلا: أي مسرعا، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: يقال: زف رألهم، أي هلكوا، قال بعض الأغفال يصف امرأة راودته:

قامت إلى جنبي تمني أيري
فزف رألي واستطيرت طيري

قال ابن سيده: إنما أراد أن فيه وحشية كالرأل من الفزع، وهذا كقولهم: شالت نعامتهم، أي فزعنا فهربوا.

ر أ ب ل
الرأبلة، أهمله الجوهري، والصاغاني هنا، وذكرا هذا الحرف في ر ب ل، لما فيه من الاختلاف الذي سنذكره، وفي المحكم: هو أن يمشي متكفئا في جانبه، ونص المحكم في جانبيه، كأنه يتوجى، بالجيم. ويقال: فعل ذلك من رأبلته، أي من دهاه، وخبثه، وجرأته، وارتصاد شره. ومنه اشتقاق الرئبال، كقرطاس، وهو: الأسد، وقال أبو سعيد السكري: الرئبال من السباع: الكثير اللحم، الحديث السن، و أيضا: الذئب الخبيث، وقال ابن عباد: الرئبال: من تلده أمه وحده، وبه سميت رآبيل العرب كما سيأتي، رباعي وقد لا يهمز. قال شيخنا: دخول قد على المضارع المنفي لحن، إلا أنه شائع في العبارات، حتى وقع لجمع من الأكابر، كابن مالك فيما لا ينصرف من الخلاصة، والزمخشري في مواضع من مصنفاته: الكشاف، والأساس، وغيرهما من أعيان المصنفين، بحيث صار لا يتحاشى عنه أحد. وقال ابن سيده: وإنما قضيت على مهموز رئبال بأنه رباعي ، على كثرة زيادة الهمزة، من جهة قولهم في المعنى: ريبال، بلا همز، لأنه بلا همز لا يخلو من كونه فيعالا أو فعلالا، فلا يكون فيعالا، لأنه من أبنية المصادر، ولا فعلالا، وياؤه أصل، لأن الياء لا تكون أصلا في بنات الأربعة، فثبت أنه فعلال همزته أصل، بدليل قولهم: خرجوا يترأبلون، وأن ريبالا مخفف عنه تخفيفا بدليا، وإنما قضينا على تخفيف هززته أنه بدلي، لقول بعضهم يصف رجلا:هو ليث أبو ريابل، فإن قلت: إنه فئعال، لكرة زيادة الهمزة، وقد قالوا: تربل لحمه. قلنا: إن فئعالا في الأسماء عدم، ولا يسوغ الحمل على باب إنقحل، ما وجد عنه مندوحة، وأما تربل لحمه، مع قولهم: رئبال، فمن باب سبطر، إنما هو في معنى سبط، وليس من لفظه. ج: رآبل، ورآبيل، ورآبلة، وريابيل، وهذه عن أبي علي، وسيأتي. وترأبلوا: تلصصوا أو أغاروا على الناس، وفعلوا فعل الأسد، أو غزوا على أرجلهم وحدهم بلا وال عليهم، كما في المحكم.

ر ب ل
الربلة، بالفتح، ويحرك، قال الأصمعي: التحريك أفصح، والجمع الربلات: كل لحمة غليظة، أو هي باطن الفخذ، وقال ثعلب: الربلات: أصول الأفخاذ، وأنشد:

كأن مجامع الربلات منها      فئام ينهضون إلى فـئام أو هي: ما حول الضرع والحياء من باطن الفخذ، قال المستوغر، وقد عاش ثلاثمائة وثلاثين سنة:

ينش الماء في الربلات منـهـا     نشيش الرضف في اللبن الوغير

صفحة : 7083

وامرأة ربلة، كفرحة، وربلاء: عظيمة الربلات، في المحكم: ضخمتها، أو ربلاء: رفغاء، كما في العباب، أي ضيقة الأرفاغ، كما في العين. والربالة: كثرة اللحم، عن أبي عبيد، زاد غيره: والشحم، وهو ربل، وهي ربلة: كثير اللحم والشحم، زاد ابن سيده: ومتربلة مثل ذلك، وقد ربلت، وفي التهذيب: رجل ربيل: كثير اللحم. والربيلة، كسفينة: السمن، والخفض، والنعمة، قال أبو خراش الهذلي:

ولم يك مثلوج الفؤاد مـهـبـجـا     أضاع الشباب في الربيلة والخفض وربلوا، يربلون، ويربلون، من حدي نصر وضرب: كثروا، ونموا، أو كثر أموالهم وأولادهم، عن ثعلب، وفي التهذيب: كثر عددهم، وفي بعض كتب النسب، أن الله تعالى لما نشر ولد إسماعيل، فربلوا وكثروا، ضاقت عليهم مكة، وقد ذكر في ع ر ب. والربل، بالفتح: ضروب من الشجر، يتفطر بورق أخضر في آخر القيظ بعد الهيج، ببرد الليل من غير مطر، وذلك إذا برد الزمان عليها، وأدبر الصيف، ج: ربول، قال:

لها من وراق ناعم ما يكنهـا     مرف فترعاه الضحى وربول وقال أبو زياد: من النبات نبات لا يكاد ينبت إلا بعد ما تيبس الأرض، وهو يسمى الربل، والريحة، والخلفة، والربة، وأنشد لذي الرمة:

ربلا وأرطى نفت عنه ذوائبـه     كواكب الحر حتى ماتت الشهب وربل أربل، كأنه مبالغة، وإجادة، قال الراجز:

أحب أن أصطاد ضبا سحبلا
وورلا يرتاد ربلا أربلا

وتربل الظبي: أكله، عن أبن عباد، وتربل الشجر: أخرجه، قال ذو الرمة:

مكورا وندرا من رخامى وخطرة     وما اهتز من ثدائه المـتـربـل وتربل القوم: رعوه، وتربل فلان: تصيد، يقال: خرجوا يتربلون، أي يتصيدون، نقله ابن سيده، وتربل: تتبع الربل، عن ابن عباد، وقال ابن دريد: ربلت الأرض، ربلا وأربلت: أنبتته، كما في العباب، أو كثر ربلها، كما في المحكم، وأرض مربال: كثيرتها، كذا في النسخ، والصواب كثيرته، أي الربل. والربيل، كأمير: اللص الذي يغزو القوم وحده، ومنه حديث عمرو رضي الله عنه: انظروا لنا رجلا يتجنب بنا الطريق، فقالوا: ما نعلم إلا فلانا، فإنه كان ربيلا في الجاهلية، التفسير لطارق بن شهاب، حكاه الهروي. والريبل، كحيدر: الناعمة من النساء، كما في العباب، وقال غيره: هي اللحيمة. والريبال، بالكسر: الأسد، زاد أبو سعيد السكري: الكثير اللحم الحديث السن، قال الأزهري: كذا سمعته من العرب بلا همز، والجمع: ريابلة، وريابيل، ومنه ريابيل العرب، الذين كانوا يغزون على أرجلهم، قال جرير:

ريابيل البلاد يخفن زأري     وحية أريحاء لي استجابا

صفحة : 7084

وفي النقائض: شياطين البلاد وهو الصحيح. وقال الفراء: الريبال: النبات الملتف الطويل، والمهموز تقدم ذكره، والكلام عليه. والريبال: الشيخ الضعيف، وفي المحكم: الشيخ الكبير. وإربل، كإثمد، ولا يجوز فتح الهمزة، لأنه ليس في أوزانهم مثل أفعل، إلا ما حكى سيبويه، من قولهم: أصبع، وهي لغة قليلة غير مستعملة، قال ياقوت: فإن كان إربل عربيا جاز أن يكون من تربلت الأرض، لا يزال بها ربل، أو من قول الفراء السابق ذكره، فيجوز أن تكون هذه الأرض اتفق فيها في بعض الأعوام من الخصب، وسعة النبت، ما دعاهم إلى تسميتهم بذلك، ثم استمر، كما فعلوا في أسماء الشهور، وهو: د، قرب الموصل، يعد في أعمالها، وبينهما مسيرة يومين، وهي مدينة حصينة كبيرة في فضاء من الأرض، ولقلعتها خندق عميق في طرفها، وهي على تل عال من التراب عظيم واسع الرأس، وفي هذه القلعة منازل وأسواق ومنازل للرعية، وأكثر أهلها أكراد قد استعربوا، وبينها وبين بغداد مسيرة سبعة أيام للقوافل، وشربهم من الآبار العذبة بها، وفواكهها تجلب من جبال تجاورها، وقد نسب إليها غير واحد، كأبي البركات المبارك بن أحمد المستوفي الإربلي، وأبو أحمد القاسم بن المظفر الشهرزوري الشيباني الإربلي، وغيرهما. وإربل أيضا: اسم لصيداء التي بالشام، على ساحل بحره، عن نصر، وتلقفه عنه الحازمي، وذكره أيضا الصاغاني في العباب. وحفص بن عمرو بن ربال الربالي الرقاشي، كسحاب: محدث، عن ابن علية، والقطان، وعنه ابن ماجة، وابن خزيمة، والمحاملي، ثبت، توفي سنة 258، كذا في الكاشف. والربل، محركة: نبات شديد الخضرة، كثير ببلبيس ونواحيها بشرقي مصر، يقال: درهمان منه ترياق للسع الأفاعي. وربيل، كسكيت: أخو حمال الأسدي، لهما آثار في حرب القادسية، كما في العباب. وتربل، كتنصر: ع، عن ابن دريد، وضبطه نصر كزبرج. وقال ابن عباد: ارتبل ماله: كثر، مثل ربل. ومما يستدرك عليه: الرابلة: لحمة الكتف، عن ابن عباد. ورجل ربيل، كأمير: جسيم. والريبال: الذي تلده أمه وحده، عن ابن عباد. والريبالة: الأسد المنكر، قال أبو صخر الهذلي:

جهم المحيا عبوس باسل شرس     ورد قضاقضة ريبالة شكـم وذئب ريبال، ولص ريبال: أي خبيث، وهو يترأبل: يغير على الناس، ويفعل فعل الأسد، وقال الفراء: يتريبل، على لغة من ترك الهمز. ورابل: خبث، وارتصد للشر. وتربلت الأرض: اخضرت بعد البس، عند إقبال الخريف، وتربلت المرأة: كثر لحمها. وربلت المراعي: كثر عشبها، وأنشد الأصمعي:

وذو مضاض ربلت منه الحجر
حيث تلاقى واسط وذو أمـر

قال: الحجر: دارات بالرمل، والمضاض: نبت.

ر ب ح ل
الربحل، كقمطر: التار في طول، أو التام الخلق، أو العظيم الشأن، من الناس والإبل، كذا في المحكم، والتهذيب، والصحاح. وجارية ربحلة، وسبحلة: ضخمة،كما في العباب، وقيل: جيدة الخلق طويلة.

ر ت ب ل

صفحة : 7085

الرتبل، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو القصير، وأيضا اسم. وصالح بن رتبيل، بالضم وكسر الموحدة، وسياق التبصير يقتضي أنه بفتح الراء: محدث، عن التيمي، مرسل، وعنه عمران بن حدير، قال الحافظ: كذا عزاه ابن نقطة إلى البخاري، والذي في كتاب ابن أبي حاتم أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وكذا ذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة فيمن لا تصح له صحبة، فكأنه تصحف النبي، فصار التيمي.

ر ت ل
الرتل، محركة: حسن تناسق الشيء، وانتظامه على استقامة، وأيضا: بياض الأسنان، وكثرة مائها، وأيضا: الحسن من الكلام، والطيب من كل شيء، كالرتل، ككتف فيهما، يقال: كلام رتل، ورتل، والرتل أيضا: المفلج من الأسنان، والحسن، وفي نسخة: أو الحسن التنضد، الشديد البياض، الكثير الماء من الثغور، يقال: ثغر رتل، إذا كان مستوي النبات، كالرتل، ككتف. ورتل الكلام، ترتيلا: أحسن تأليفه، أو بينه تبيينا بغير بغي، وقال الراغب: الترتيل: إرسال الكلمة من الفم بسهولة واستقامة. قلت: هذا هو المعنى اللغوي، وعرفا: رعاية مخارج الحروف، وحفظ الوقوف، وهو خفض الصوت والتحزن بالقراءة، كما حققه المناوي. وفي العباب: قوله تعالى: ورتلناه ترتيلا ، أي أنزلناه مرتلا، وهو ضد المعجل. وترتل فيه: إذا ترسل. وماء رتل، ككتف: بين الرتل، محركة: أي بارد. والرتيلاء، بالضم، والمد، ويقصر: جنس من الهوام، وهو أنواع كثيرة، أشهرها شبه الذباب الذي يطير حول السراج، ومنها ما هي سوداء رقطاء، ومنها صفراء زغباء، ولسع جميعها مورم مؤلم، وربما قتل. والرتيلاء أيضا، أي بالمد: نبات زهره كزهر السوسن، ينفع من نهشها، ولذا سمي به وينفع أيضا من نهش العقرب، كما هو مذكور في كتب الطب. والراتلة: القصير من الرجال. والأرتل: الأرت، كما في العباب، والتركيب يدل على تساو في أشياء متناسقة. ومما يستدرك عليه: أرتل، كأفلس: حصن، أو قرية باليمن، من حازة بني شهاب، قاله ياقوت.

ر ج ل
الرجل، بضم الجيم، وسكونه، الأخيرة لغة نقلها الصاغاني: م معروف، وهو الذكر من نوع الإنسان، يختص به، ولذلك قال تعالى: ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا. وفي التهذيب: الرجل، بالفتح وسكون الجيم: اسم للجمع عند سيبويه، وجمع عند أبي الحسن، ورجح الفارسي قول سيبويه، وقال: لو كان جمعا، ثم صغر لرد إلى واحده ثم جمع، ونحن نجده مصغرا على لفظه، قال:

أخشى ركيبا ورجيلا عاديا وقيل: إنما هو فوق الغلام، وذلك إذا احتلم، وشب، أو هو رجل ساعة يولد، إلى ما بعد ذلك، تصغيره: رجيل، على القياس، ورويجل، على غير قياس، كأنه تصغير راجل، ومنه الحديث: أفلح الرويجل إن صدق. والرجل، في كلام العرب من أهل اليمن: الكثير الجماع، حكي ذلك عن خال الفرزدق قال: سمعت الفرزدق يقول ذلك، قال: وزعم أن من العرب من يسميه العصفوري، وأنشد:

رجلا كنت في زمان غروري      وأنا اليوم جافـر مـلـهـود

صفحة : 7086

نقله الأزهري، والصاغاني. والرجل أيضا: الراجل، وأيضا: الكامل، يقال: هذا رجل، أي راجل. وهذا رجل: أي كامل، كما في العين، وقال الأزهري: الرجل: جماعة الراجل، وهم الرجالة. وفي المحكم: وقد يكون الرجل صفة، يعني به الشدة والكمال، وعليه أجاز سيبويه الجر في قولهم: مررت برجل رجل أبوه. والأكثر الرفع، وقال في موضع: وإذا قلت: هو الرجل. فقد يجوز أن تعني كماله، وأن تريد كل رجل تكلم ومشى على رجلين فهو رجل، لا تريد غير ذلك المعنى. ج: رجال، ورجالات، بكسرهما، مثل جمال، وجمالات، وقيل: رجالات جمع الجمع. وفي التنزيل: شهيدين من رجالكم، أي من أهل ملتكم، وقال سيبويه: لم يكسر على بناء من أبنية أدنى العدد، يعني أنهم لم يقولوا: أرجال، وقالوا: ثلاثة رجلة، جعلوه بدلا من أرجال، ونظيره: ثلاثة أشياء، جعلوا لفعاء بدلا من أفعال، وحكى أبو زيد في جمعه: رجلة، وهو أيضا اسم للجمع، لأن فعلة ليست من أبنية الجموع، وذهب أبو العباس إلى أن رجلة مخفف عنه، وقال الكسائي: جمعوا رجلا رجلة، كعنبة، وقال ابن جني: جمع رجل: مرجل، زاد الكسائي: وأراجل، قال أبو ذؤيب الهذلي:

أهم بنيه صيفهم وشـتـاؤهـم     وقالوا تعد واغز وسط الأراجل يقول: أهمتهم نفقة صيفهم وشتائهم، وقالوا لأبيهم: تعد، أي انصرف عنا. وهي رجلة، قال:

كل جار ظل مغتبطـا      غير جيران بني جبله
خرقوا جيب فتاتـهـم     لم يبالوا حرمة الرجله

كنى بالجيب عن الفرج، وقيده الراغب، فقال: ويقال للمرأة رجلة إذا كانت متشبهة بالرجل في بعض أحوالها. قلت: ويؤيده الحديث: أن عائشة رضي الله عنها كانت رجلة الرأي، أي كان رأيها رأي الرجال. وترجلت المرأة: صارت كالرجل في بعض أحوالها. ورجل بين الرجولية، والرجلة، والرجلية، بضمهن، الأولى عن ابن الأعرابي، والرجولية، والرجلة، والرجلية، بضمهن، الأولى عن ابن الأعرابي، والرجولية، بالفتح وهذه عن الكسائي، كما في التهذيب، قال ابن سيده: وهي من المصادر التي لا أفعال لها، وقال الراغب: قوله تعالى: وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى ، وقوله تعالى: وقال رجل مؤمن من آل فرعون، فالأولى به الرجولية والجلادة. وهو أرجل الرجلين، أي أشدهما، وفي التهذيب: فيه رجلية ليست في الآخر، وقال ابن سيده: وأراه من باب أحنك الشاتين، أي أنه لا فعل له، وإنما جاء فعل التعجب من غير فعل. حكى الفارسي: امرأة مرجل، كمحسن: تلد الرجال، وإنما المشهور: مذكر، كما في المحكم. وبرد مرجل، كمعظم: فيه صور، كصور الرجال، وفي العباب: ثوب مرجل، أي معلم،قال امرؤ القيس:

فقمت بها أمشي تجر وراءنا      على إثرنا أذيال مرط مرجل

صفحة : 7087

والرجل، بالكسر: القدم، وقال الراغب: هو العضو المخصوص بأكثر الحيوان، أو من أصل الفخذ إلى القدم، أنثى، قاله الزجاج، ونقله الفيومي، ج: أرجل، قال اله تعالى: وامسحوا برؤسكم وأرجلكم . قال سيبويه: لا نعلمه كسر على غيره، وقال ابن جني: استغنوا فيه بجمع القلة عن جمع الكثرة. ورجل أرجل: عظيم الرجل، كالأركب، للعظيم الركبة، والأرأس، للعظيم الرأس. وقد رجل، كفرح، رجلا، فهو راجل، كذا في النسخ، والظاهر أن في العبارة سقطا، ونص المحكم بعد قوله: وقد رجل بسطرين: ورجل رجلا، فهو راجل، ورجل، هكذا بضم الجيم، وهي لغة الحجاز، قاله شيخنا، ووقع في نسخ المحكم بالتحريك، ورجل، ككتف، ورجيل، كأمير، ورجل، بالفتح، قال سيبويه: هو اسم للجمع، وقال أبو الحسن: جمع، ورجح الفارس قول سيبويه، كما تقدم، ورجلان، كسكران: إذا لضم يكن له ظهر في سفر يركبه، فمشى على قدميه، قال:

علي إذا لاقيت ليلى بـخـلـوة     أن ازدار بيت الله رجلان حافيا ج: رجال بالكسر، ومنه قوله تعالى: فرجالا أو ركبانا. وهو جمع راجل، كقائم وقيام، وأنشد أبو حيان في البحر:

وبنو غدانة شاخص أبصارهم     يمشون تحت بطونهن رجالا أي ما شين على الأقدام، ورجالة، ضبطه شيخنا بالكسر، نقلا عن أبي حيان، والذي في المحكم، والتهذيب، بالفتح مع التشديد، وهو قول الكسائي، وهو الصواب، ورجال، كرمان، عن الكسائي، هكذا ضبطه في المحكم، والتهذيب، وأنشد الأخير:

وظهر تنوفة حدباء يمشي     بها الرجال خائفة سراعا ونقله أبو حيان، وقال: منه قراءة عكرمة، وأبي مجلز: فرجالا أو ركبانا، ورجالى، بالضم مع التخفيف، ورجالى، بالفتح مع التخفيف، كسكارى، وسكارى، وهو جمع رجلان، كعجلان، وعجالى، ورجلى، كسكرى، وهو أيضا جمع رجلان، كعجلان، وعجلى، نقله الصاغاني، ورجلان، بالضم، نقله ابن سيده، وهو جمع راجل، أو رجيل، كراكب وركبان، أو قضيب وقضبان، وقد جاء في الشعر رجلة، بالفتح، وأنشد الأزهري لابن مقبل:

ورجلة يضربون البيض عن عرض     ضربا تواصت به الأبطال سجينـا قلت: ووقع في البخاري:

ورجلة يضربون الهام ضاحية وقال أبو عمرو: الرجلة الرجالة في هذا البيت، وليس في كلامهم فعلة جاءت جمعا، غير رجلة جمع راجل، وكمأة جمع كمء. ومعناه: ضربا سجينا، أي شديدا. نقله الأزهري، والصاغاني، قال شيخنا: وقيل كمأة للواحد أيضا عند قوم، كما حرره في المصباح. قلت: وسبق البحث فيه في الهمزة. ورجلة، بالكسر، كما هو مضبوط في المحكم، وضبطه شيخنا بالتحريك، فيكون جمع راجل، ككاتب وكتبة، إلا أن الذي ضبطه ابن سيده ما قدمناه، وأرجلة، جمع رجيل، كرغيف وأرغفة، وأراجل، وأراجيل، وقال ابن جني: يجوز أن يكون اراجل جمع أرجلة، وأرجلة جمع رجال، ورجال جمع راجل، فقد أجاز أبو الحسن في قول الشاعر:

في ليلة من جمادى ذات أندية

صفحة : 7088

أن يكون كسر ندى على نداء، كجمل وجمال، ثم كسر نداء على أندية، كرداء وأردية، فكذا يكون هذا. فحاصل ما ذكره المصنف من الجموع اثنا عشر، كما عرفت، فقول شيخنا: عشرة، أو أحد عشر، إن قلنا أراجيل جمع أيضا، على اشتباه في بعضها وتخليط في بعض، محل تأمل، بل هو سياق ابن سيده في المحكم، ما عدا رجلى كسكرى، فإنه من العباب، ووهم بعضهم، فقال: إن الرجل وصلت جموعه إلى اثني عشر جمعا، ونقلها عن أبي حيان في البحر، وهو غلط محض، وكلام أبي حيان وأصحابه إنما هو في جمع راجل، ضد راكب، كما عرفته، ثم إن المصنف قد قصر في ذكر بعض الجموع منها، ومعيب على البحر المحيط أن يخلو عما أورده الأئمة. فمما ذكره ابن سيده في أثناء سرد الجموع: رجلة، وضبطه كعنبة بالقلم، وهو جمع رجل، بضم الجيم، عن الكسائي، ورجالى، بالضم مع التشديد، ذكره ابن سيده، والأزهري، عن الكسائي، ونقله أبو حيان أيضا، قال شيخنا: وهو من شواذ الجموع. ورجال، كغراب، عن أبي حيان، ومنه قراءة عكرمة: فرجلا أو ركبانا ، قال شيخنا: هو من النوادر، فيدخل في باب رخال. ورجلة، محركة، نقله شيخنا عن أبي حيان أيضا، وقد أشرنا إليه، وقرئ: فرجلا ، كسكر، عن أبي حيان أيضا، وقرئ: فرجلا بالفتح، وهو جمع راجل، كراكب وركب، وصاحب وصحب، ومنه قوله تعالى: وأجلب عليهم بخيلك ورجلك، كما في العاب، وقد تقدم ما فيه الكلام عن سيبيه والأخفش. ورجيل، كأمير، عن أبي حيان، وقيل: هو اسم للجمع، كالمعيز، والكليب. ورجالة، ككتابة، عن أبي حيان أيضا، فهذه ثمانية ألفاظ مستدركة على المصنف، على خلاف في بعضها، فصار المجموع عشرين، ولله الحمد والمنة. والرجلة، بالفتح، ويكسر: شدة المشي، أو بالضم: القوة على المشي. وفي المحكم: الرجلة، بالضم: المشي راجلا، وبالكسر: شدة المشي. وفي التهذيب: الرجلة: نجابة الرجيل من الدواب والإبل، قال:

حتى أشب لها وطال إيابهـا      ذو رجلة شثن البراثن جحنب وقال أيضا: يقال: حملك الله عن الرجلة، ومن الرجلة. والرجلة هنا: فعل الرجل الذي لا دابة له. وحرة رجلى، كسكرى، ويمد، عن أبي الهيثم: خشنة صعبة، لا يستطاع المشي فيها حتى يترجل فيها. وقال الراغب: حرة رجلاء: ضاغطة للأرجل بصعوبتها. وقال أبو الهيثم: حرة رجلاء: صلبة خشنة، لا يعمل فيها خيل ولا إبل، ,لا يسلكها إلا راجل. أو رجلاء: مستوية بالأرض، كثيرة الحجارة، نقله الأزهري، وقال الحارث بن حلزة:

ليس يهجي موائلا من حذار      رأس طود وحرة رجـلاء وترجل الرجل: نزل عن دابته، وركب رجليه، وترجل الزند: وضعه تحت رجليه، كارتجله، كما في المحكم، وقيل: ارتجل الرجل: جاء من أرض بعيدة، فاقتدح نارا، وأمسك الزند بيديه ورجليه، لأنه وحده، وبه فسر قول الشاعر:

كدخان مرتجل بأعلى تلعة وسيأتي. ومن المجاز: ترجل النهار: أي ارتفع، كما في العباب، وقال الراغب: أي انحطت الشمس عن الحيطان، كأنها ترجلت، وأنشد الصاغاني.

صفحة : 7089

وهاج به لما ترجلت الضحـى     عصائب شتى من كلاب ونابل وفي حديث العرنيين: فما ترجل النهار حتى أتي بهم أي ما ارتفع، تشبيها بارتفاع الرجل عن الصبا. قاله ابن الأثير. ورجل الشاة، وارتجلها: عقلها برجليه، وفي المحكم: برجله، أو علقها برجلها، وفي العباب: رجلت الشاة برجلها:علقتها بها، ومثله في المفردات. والمرجل، كمعظم: المعلم من البرود والثياب، وقد تقدم عند قوله: فيه صور الرجال. ففيه تكرار لا يخفى. والمرجل: الزق الذي يسلخ من رجل واحدة، والذي يسلخ من قبل رجله، كما في المحكم. وقال الفراء: الجلد المرجل: الذي سلخ من رجل واحدة، والمنجول الذي يشق عرقوباه جميعا، كما يسلخ الناس اليوم، والمزقق: الذي يسلخ من قبل رأسه. والمرجل: الزق الملآن خمرا، وبه فسر الأصمعي قول الشاعر:

أيام ألحف مئزري عفر الثرى     وأغض كل مـرجـل ريان وفسر المفضل المرجل بالمسرح، وأغض: أي أنقص منه بالمقراض، ليستوي شعثه، والريان: المدهون. وقال أبو العباس: حدثت ابن الأعرابي بقول الأصمعي فاستحسنه، كما في التهذيب. والمرجل من الجراد: الذي ترى آثار أجنحته في الأرض، نقله ابن سيده. والرجلة، بالضم، والترجيل: بياض في إحدى رجلي الدابة، لا بياض به في موضع غيرها، وقد رجل، كفرح، رجلا، والنعت أرجل، وهي رجلاء، نقله الأزهري، ما عدا الترجيل، فإنه من المحكم، قال: ونعجة رجلاء: ابيضت رجلاها إلى الخاصرتين، وفي التهذيب: مع الخاصرتين، وسائرها أسود. وفي العباب: الأرجل من الخيل: الذي في إحدى رجليه بياض، ويكره، إلا أن يكون به وضح غيره، قال المرقش الأصغر:

أسيل نبـيل لـيس فـيه مـعـابة      كميت كلون الصرف أرجل أقرح فمدح بالرجل لما كان أقرح. وشاة رجلاء: كذلك. ورجلت المرأة ولدها، رجلا، ووجد في نسخ المحكم: رجلت، بالتشديد: وضعته بحيث خرجت رجلاه قبل رأسه، وهذا يقال له: اليتن. ورجل الغراب، بالكسر: نبت، ويقال له أيضا: رجل الزاغ، أصلها إذا طبخ نفع من الإسهال المزمن، وقد ذكر في غ ر ب تفصيلا. ورجل الغراب : ضرب من صر الإبل، لا يقدر الفصيل أن يرضع معه، ولا ينحل، قال الكميت:

صر رجل الغراب ملكك في النا     س على من أراد فيه الفجـورا رجل الغراب: مصدر، لأنه ضرب من الصر، فهو من باب: رجع القهقرى، واشتمل الصماء، وتقديره: صرا مثل صر رجل الغراب، ومعناه: استحكم ملكك فلا يمكن حله، كما لا يمكن الفصيل حل رجل الغراب. ورجل راجل، ورجيل: أي مشاء، أي قوي على المشي، وكذا البعير، والحمار، زاد الأزهري: وقد رجل الرجل، يرجل، رجلا، ورجلة: إذا كان يمشي في السفر وحده، لا دابة له يركبها.

صفحة : 7090

ج: رجلى، ورجالى، كسكرى، وسكارى. وفي التهذيب: الرجيل من الناس: المشاء الجيد المشي، وأيضا: القوي على المشي، الصبور عليه، قال: والرجلة: نجابة الرجيل من الدواب، والإبل، وهو الصبور على طول السير، ولم أسمع منه فعلا إلا في النعوت، ناقة رجيلة، وحمار رجيل، ورجل رجيل. والرجيل، كأمير: الرجل الصلب، كما في المحكم، زاد غيره: القوي على المشي. ومن المجاز: هو قائم على رجل، إذا حزبه أمر، وفي التهذيب: أخذ في أمر حزبه، فقام له. ورجل القوس: سيتها السفلى، ويدها سيتها العليا. وقيل: رجلها ما سفل عن كبدها. وقال أبو حنيفة: رجل القوس أتم من يدها. وقال ابن الأعرابي: أرجل القوس، إذا أوترت: أعاليها، وأيديها: أسافلها، قال: وأرجلها أشد من أيديها، وأنشد:

ليت القسي كلها من أرجل قال: وطرفا القوس ظفراها، وحزاها فرضتاها، وعطفاها سيتاها، وبعد السيتين الطائفتان، وبعد الطائفين الأبهران، وما بين الأبهبرين كبدها، وهو ما بين عقدي الحمالة. والرجل من البحر: خليجه، عن كراع، وهو مجاز. والرجلان من السهم: حرفاه. ورجل الطائر: ميسم لهم. ورجل الجراد: نبت كالبقلة اليمانية، يجري مجراها، عن ابن الأعرابي. وارتجل الكلام، ارتجالا: مثل اقتضبه اقتضابا، وهما إذا تكلم به م غير أن يهيئه قبل ذلك، وقال الراغب: ارتجله: أورده قائما، من غير تدبر. وقال غيره: من غير تردد ولا تلعثم، وقال بعضهم: من غير روية ولا فكر، وكل ذلك متقارب. وارتجل برأيه: انفرد به، ولم يشاور أحدا فيه. وارتجل الفرس في عدوه: راوح بين العنق والهملجة، كما في المحكم، وفي التهذيب: إذا خلط العنق بالهملجة. زاد في العباب: فراوح بين شيء من هذا وشيء من هذا. والعنق والهملجة سيران، تقدم ذكرهما. وترجل البئر، وترجل فيها، كلاهما: إذا نزل فيها من غير أن يدلى، كما في المحكم، وفي التهذيب: من غير أن يدلى. وترجل النهار: ارتفع، وقد تقدم هذا بعينه قريبا، فهو تكرار. وترجل فلان: مشى راجلا، وهذا أيضا قد تقدم، عند قوله: ترجل: نزل عن دابته. وشعر رجل، بالفتح، وكجبل، وكتف، ثلاث لغات حكاها ابن سيده: بين السبوطة والجعودة وفي صفته صلى الله عليه وسلم: كان شعره رجلا أي لم يكن شديد الجعودة، ولا شديد السبوطة، بل بينهما، وقد رجل، كفرح، رجلا، بالتحريك، ورجلته، ترجيلا: سرحته ومشطته، قال امرؤ القيس:

كأن دماء الهاديات بنحـره     عصارة حناء بشيب مرجل

صفحة : 7091

وقال الراغب: رجل شعره: كأنه أنزله حيث الرجل، أي عن منابته، ونظر فيه شيخنا. ورجل رجل الشعر، بالفتح، عن ابن سيده، ونقله أبو زرعة، ورجله، ككتف، ورجله محركة، كلاهما عن ابن سيده أيضا، واقتصر عليهما الصاغاني، وزاد عياض في المشارق: رجل، بضم الجيم، كما نقله شيخنا، فهي أربع لغات. ج: أرجال، ورجالى، كسكارى، وفي المحكم: قال سيبويه: أما رجل، بالفتح، فلا يكسر، استغنوا عنه بالواو والنون، وذلك في الصفة. وأما رجل، بالكسر، فإنه لم ينص عليه، وقياسه قياس فعل في الصفة، ولا يحمل على باب أنجاد وأنكاد، جمع نجد ونكد، لقلة تكسير هذه الصفة، من أجل قلة بنائها، إنما الأعرف في جميع ذلك الجمع بالواو والنون، لكنه ربما جاء منه الشيء مكسرا، لمطابقة الاسم في البناء، فيكون ما حكاه اللغويون من رجالى وأرجال، جمع رجل ورجل، على هذا. ومكان رجل، كأمير: بعيد الطريقين، هكذا في النسخ، والصواب: الطرفين. كما هو نص المحكم، وزاد: موطوء ركوب، وأنشد للراعي:

قعدوا على أكوارها فـتـردفـت     صخب الصدى جذع الرعان رجيلا وفي العباب: الرجيل: الغليظ الشديد من الأرض، وأنشد هذا البيت. وفرس رجيل: موطوء ركوب، وجعله ابن سيده من وصف المكان، كما تقدم، وفي العباب: الرجيل من الخيل: الذي لا يخفى، وقيل: الذي لا يعرق. وكلام رجيل: أي مرتجل، نقله الصاغاني. والرجل، محركة: أن يترك الفصيل، والمهر، والبهمة، يرضع أمه ما شاء، وفي المحكم: متى شاء، قال القطامي:

فصاف غلامنا رجلا عليها     إرادة أن يفوقها رضاعـا ورجلها، يرجلها، رجلا: أرسله معها، كأرجلها، وأرجلها الراعي مع أمها، وأنشد ابن السكيت:

مسرهد أرجل حتى فطما كما في التهذيب، وزاد الراغب: كأنما جعلت له بذلك رجلا. ورجل البهم أمه: رضعها، وبهمة رجل، محركة، ورجل، ككتف، والجمع أرجال. ويقال: ارتجل رجلك، بفتح الجيم، كما هو مضبوط في نسخ المحكم، فما في النسخ بسكونها خطأ: أي عليك شأنك فالزمه، عن ابن الأعرابي. ومن المجاز: الرجل، بالكسر: الطائفة من الشيء، أنثى، وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: أهدى لنا أبو بكر رجل شاة مشوية فسمتها باسم بعضها، قاله ابن الأثير. وفي العباب: أرادت رجلها مما يليها من شقها، أو كنت عن الشاة كلها بالرجل، كما يكنى عنها بالرأس. وفي حديث الصعب بن جثامة: أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل حمار، وهو محرم أي أحد شقيه، وقيل: أراد فخذه. والرجل: نصف الراوية من الخمر والزيت، عن أبي حنيفة، وخص بعضهم بالرجل: القطعة العظيمة من الجراد، يذكر ويؤنث، وهو جمع على غير لفظ الواحد، ومثله كثير في كلامهم كالعانة لجماعة الحمير، والخيط لجماعة النعام، والصوار لجماعة البقر، ج: أرجال، قال أبو النجم، يصف الحمر في عدوها، وتطاير الحصى عن حوافرها:

كأنما المعزاء من نضالهـا
في الوجه والنحر ولم يبالها
رجل جراد طار عن خذالها

صفحة : 7092

وفي حديث أيوب عليه السلام: أنه كان يغتسل عريانا فخر عليه رجل من جراد ذهب، وفي حديث آخر: كأن نبله رجل جراد، وفي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أنه دخل مكة رجل من جراد، فجعل غلمان مكة يأخذون منه، فقال: أما إنهم لو علموا لم يأخذوه. كره ذلك في الحرم، لأنه صيد. والرجل: السراويل الطاق، ومنه الحديث: إنه اشترى رجل سراويل، ثم قال للوزان: زن وأرجح، قال ابن الأثير: هذا كما يقال: اشترى زوج خف، وزوج نعل، وإنما همام زوجان، يريد: رجلي سراويل، لن السراويل من لباس الرجلين، وبعضهم يسمي السراويل رجلا. وقال ابن الأعرابي: الرجل: السهم في الشيء، يقال: لي في مالك رجل، أي سهم، والرجل أيضا: الرجل النؤوم، وهي رجلة، والرجل: القرطاس الأبيض الخالي عن الكتابة. والرجل: البؤس والفقر. وأيضا: القاذورة منا وأيضا: الجيش الكثير، شبه برجل الجراد، يقال: جاءت رجل دفاع، عن الخليل. والرجل التقدم، عن أبي المكارم، قال: يقول الجمال: لي الرجل، أي أنا أتقدم، ويقول الآخر: لا بل الرجل لي. ويتشاحون على ذلك ويتضايقون، وذلك عند اجتماع القطر، ج: أرجال، أي في كل ما ذكر. والمرتجل: من يقع برجل من جراد، فيشوي منها، أو يطبخ، كما في المحكم، وبه فسر قول الراعي:

كدخان مرتجل بأعلى تلـعة    غرثان ضرم عرفجا مبلولا وقال لبيد، رضي الله تعالى عنه:

فتنازعا سبطا يطير ظـلالـه     كدخان مرتجل يشب ضرامها وقيل: المرتجل: من يمسك الزند بيديه ورجليه، لأنه وحده، وبه فسر أيضا قول الراعي المذكور. وقال أبو عمرو: المرتجل: الذي يقدح الزند فأمسك الزندة السفلى برجله. وقد يستعار الرجل للزمان فيقال: كان ذلك على رجل فلان، كقولك: على رأس فلان: أي في حياته وعلى عهده، ومنه حديث ابن المسيب: أنه قال ذات يوم: اكتب يا برد أني رأيت موسى النبي صلى الله عليه وسلم يمشي على البحر حتى صعد إلى قصر، ثم أخذ برجلي شيطان، فألقاه في البحر، وإني لا أعلم نبيا هلك على رجله من الجبابرة ما هلك يعني عبد الملك، فجاء نعيه بعد أربع. وضعت الرجل التي هي آلة القيام موضع وقت القيام. والرجلة، بالكسر: منبت العرفج، زاد الأزهري: الكثير، في روضة واحدة، وأيضا: مسير الماء من الحرة إلى السهلة، ج: رجل، كعنب، وقال شمر: الرجل مسايل الماء، قال لبيد، رضي الله تعالى عنه:

يلمج البارض لمجا في الندى     من مرابيع رياض ورجـل

صفحة : 7093

وقال الراغب: تسميته بذلك كتسميته بالمذانب، وقال أبو حنيفة: الرجل تكون في الغلظ واللين، وهي أماكن سهلة تنصب إليها المياه فتمسكها. وقال مرة: الرجلة كالقري، وهي واسعة تحل. قال: وهي مسيل سهلة ملباث، وفي نسخة: منبات. قال: والرجلة: ضرب من الحمض، وقوم يسمون البقلة الحمقاء الرجلة، وإنما هي العرفج، هكذا في النسخ، والصواب: الفرفخ، بالخاء في النسخ، والصواب: الفرفخ، بالخاء المعجمة والفاء، ومنه قولهم: أحمق من رجلة، يعنون هذه البقلة، وذلك لأنها تنبت على طرق الناس فتداس وفي المسايل فيقتلعها ما السيل، والجمع رجل. وفي العباب: أصل الرجلة المسيل، فسميت بها البقلة. وقال الراغب: الرجلة: البقلة الحمقاء، لكونها نابتة في موضع القدم، قال الصاغاني: والعامة تقول: أحمق من رجله، أي بالإضافة.

ورجلة التيس: ع بين الكوفة والشام. ورجلة أحجار: ع بالشام. ورجلتا بقر: ع بأسفل حزن بني يربوع، وبها قبر بلال بن جرير، يقول جرير:

ولا تقعقع ألحي العيس قـاربة     بين المزاج ورعني رجلتي بقر وذو الرجل، بكسر الراء: لقمان بن توبة القشيري: شاعر، نقله الصاغاني. والمرجل، كمنبر: المشط، وهو المسرح أيضا. والمرج: القدر من الحجارة والنحاس، مذكر، قال:
حتى إذا ما مرجل القوم أفر وقيل:هو قدر النحاس خاصة، وقيل: هي كل ما طبخ فيها، من قدر وغيرها، قال امرؤ القيس:

على الذبل جياش كأن اهتزامه     إذا جاش فيه حميه غلي مرجل وارتجل: طبخ فيه، وبه فسرب قول الراعي أيضا، وقد سبق، وفي التهذيب: ارتجل: نصب مرجلا يطبخ فيه طعاما. والتراجيل: الكرفس، سوادية، وقال الأزهري: بلغة العجم، وهو من بقول البساتين. والممرجل: ثياب من الوشي، فيها صور المراجل، فممرجل على هذا مففعل، وجعله سيبويه رباعيا، لقوله:

بشية كشية الممرجل وجعل دليلة على ذلك ثبات الميم في الممرجل، ويجوز كونه من باب تمدرع وتمسكن، فلا يكون له في ذلك دليل. وكشداد: رجال بن عنفوة الحنفي، قدم في وفد بني حنيفة ثم لحقه الإدبار، وارتد، فتبع مسيلمة فأشركه في الأمر، قتله زيد ابن الخطاب، رضي الله تعال عنه يوم اليمامة، ووهم من ضبطه بالحاء المهملة، وهو عبد الغني. والرجال بن هند: شاعر من بني أسد. وككتاب: أبو الرجال سالم بن عطاء: تابعي.

صفحة : 7094

وأبو الرجال سالم بن عطاء: تابعي. وأبو الرجال: محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري المدني، محدث مشهور، روى عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وابنه حارثة بن أبي الرجال، وأخوه عبد الرحمن بن أبي الرجال، رويا عن أبيهما، وأخوهما مالك بن أبي الرجال، ذكره ابن سعد. وعبيد بن رجال: شيخ للطبراني، وسمع يحيى بن بكير، قال الحافظ: اسمه محمد بن محمد بن موسى البزاز المؤدب، وعبيد لقبه. وأرجله: أمهله، أو جعله راجلا، بأن أنزله عن دابته، قال امرؤ القيس:

فقالت لك الويلات إنك مرجلي وإذا ولدت الغنم بعضها بعد بعض، قيل: ولدتها الرجيلاء، كالغميصاء، وولدتها طبقة بعد طبقة، كما في التهذيب، ونسبه الصاغاني للأموي. والراجلة: كبش الراعي الذي يحمل عليه متاعه، عن أبي عمرو، وأنشد:

فظل يعمت في قوط وراجلة     يكفت الدهر إلا ريث يهتبد والمرجل، كمقعد، ومنبر، الفتح عن ابن الأعرابي وحده، والكسر عن الليث: برد يمني جمعه المراجل، وفي المحكم: ثوب مرجلي، من الممرجل، ومن أمثالهم:

حديثا كان بردك مرجليا أي إنما كسيت المراجل حديثا، وكنت تلبس العباء، قاله ابن الأعرابي. وفي التهذيب في تركيب ر ح ل، وفي الحديث: حتى يبني الناس بيوتا يوشونها وشي المراحل، يعني تلك الثياب، قال: ويقال لها أيضا المراجل، بالجيم. والرجل، بالفتح: النزو، يقال: بات الحصان يرجل الخيل. كذا ف النوادر. والرجيلاء، كغميصاء، والرجليون، محركة: قوم كانوا يعدون، كذا في العباب، ونص الأزهري: يغزون على أرجلهم، الواحد رجلي، محركة أيضا، هكذا في العباب، والذي في التهذيب: رجل رجلي للذي يغزو على رجليه، منسوب إلى الرجلة، فتأمل، وهم: سليك المقانب، وهو ابن السلكة، والمنتشر بن وهب الباهلي، وأوفى ابن مطر المازني، كما في العباب. ويقال: أمرك ما ارتجلت، أي ما استبددت فيه برأيك، كما في العباب، ونص الأزهري: يقال: ارتجل ما ارتجلت من الأمر: أي اركب ما ركبت منه، وأنشد الصاغاني للبيد، رضي الله تعالى عنه:

وما عصيت أميرا غير مـتـهـم      عندي ولكن أمر المرء ما ارتجلا ويروى: ارتحلا، بالحاء. وسموا: رجلا، ورجلة، بكسرهما، منهم: رجل بن يعمر بن عوف، الشاعر، ورجل بن ذبيان بن كعب، في تميم، جد خالد بن عثم الذي كان سيد بني سعد في زمانه، ورجلة بنت أبي صعب أم هيصم بن أبي صعب بن عمرو بن قيس، من بني سامة بن لؤي. والرجل: كعنب: ع باليمامة، هكذا في النسخ، وفي العبارة سقط، قال نصر: الرجل، بكسر ففتح: موضع بين الكوفة وفلج، وأما بسكون الجيم: فموضع قرب اليمامة. وأنشد الصاغاني شاهدا على الأول قول الأعشى:

قالوا نمار فبطن الخـال       فالعسجدية فالأبواء فالرجل

صفحة : 7095

قلت: وعندي فيما قاله نصر نظر، فإن الأبواء ما بين الحرمين، فهو أشبه أن يكون الرجل موضعا قريبا منه، فتأمل. والترجيل: التقوية، عن ابن عباد. وفرس رجل، محركة: أي مرسل على الخيل، وكذا: خيل رجل. وناقة راجل على ولدها: أي ليست بمصرورة. وذو الرجيلة، كجهينة، ثلاثة: عامر بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب التغلبي، وكان أحنف، وكعب بن عامر بن نهد النهدي، وعامر بن زيد مناة بن علي بن ذبيان بن سعد بن جبيل بن منصور بن مبشر بن عميرة بن أسد بن ربيعة بن نزار. والأراجيل: الصيادون، نقله الصاغاني، وكأنه أرجلة، وقد تقدم. قال: والتركيب يدل معظمه على العضو الذي هو رجل كل ذي رجل، وقد شذ عنه الرجل للجراد، والرجلة للبقلة، وولدتها الرجيلاء. قلت: أما الرجلة للبقلة فإنها سميت باسم المسيل، أو بما تقدم عن الراغب، فلا يكون شاذا عنه. ومما يستدرك عليه: رجل المرأة: جامعها. ورجل بين الرجولة، بالضم، عن الكسائي. ورجل من رجله، كفرح: أصابه فيها ما يكره. ورجله رجلا: أصاب رجله. وظبي مرجول: وقعت رجله في الحبالة، وإذا وقعت يده فهو ميدي. وارتجل الرجل: أخذ برجله عن أبي عمرو. والرجلة، بالكسر، المرأة النؤوم. وارتجل النهار: ارتفع، مثل ترجل. ومكان رجيل: صلب. وطريق رجيل: غليظ وعر في الجبل. والرجلة: القطعة من الوحش، عن ابن بري، وأنشد:

والعين عين لياح لجلجت وسنـا     برجلة من بنات الوحش أطفال وأرجلت الحصان في الخيل، إذا أرسلت فيها فحلا. والرجل: الخوف والفزع من فوت شيء، يقال: أنا على رجل، أي على خوف من فوته. وحكى ابن الأعرابي: الرجلان للرجل وامرأته، على التغليب. وامرأة مرجلانية: تتشبه بالرجال في الهيئة، أو في الكلام. ورجل، كعني، رجلا: شكى رجله، وحكى الفارسي: رجل، كفرح، في هذا المعنى، ومثله عن كراع. والرجلة، بالضم: أن يشكو رجله. وحكى اللحياني: لا تفعل كذا أمك راجل، ولم يفسره، كأنه يريد الحزن والثكل. وامرأة رجلة: راجلة، والجمع رجال، عن الليث، وأنشد:

فإن يك قولهـم صـادقـا     فسيقت نسائي إليكم رجالا أي رواجل، قال الأزهري: وسمعت بعضهم يقول للراجل: رجال، ويجمع رجاجيل. وارتجل الرجل: ركب على رجليه في حاجته، ومشى، وترجلوا: نزلوا في الحرب للقتال. والرجل جبار، أي إن أصابت الدابة تحته إنسانا برجلها فهدر، هذا إذا كان سائرا، فأما إن كانت واقفة في الطريق فالراكب ضامن، أصابت بيد أو رجل. ونهي عن الترجل إلا غبا، أي كثرة الادهان، وامتشاط الشعر كل يوم. وامرأة رجيلة: قوية على المشي، وأنشد ابن بري للحارث بن حلزة:

أنى اهتديت وكنت غير رجيلة     والقوم قد قطعوا متان السجسج

صفحة : 7096

وكفر أبي الرجيلات: قرية بمصر، على شرقي النيل. وذو الرجل: صنم حجازي، وذات رجل: موضع من أر بكر بن وائل، من أسافل الحزن، وأعالي فلج. قاله نصر، وأنشد الصاغاني للمثقب العبدي:

مررن على شراف فذات رجل     ونكبن الذرانـح بـالـيمـين وذات رجل أيضا: موضع من ديار كلب بالشام. ورجل، واحد الرجال: زعم ابن حزم أنه علم على صحابي. والقاضي العلامة أحمد بن صالح بن أبي الرجال، له تاريخ في رجال اليمن، وبيت أبي الرجال له شهرة باليمن. وراجيل: اسم أم سيدنا يوسف عليه السلام، هكذا ضبطه الشامي في سيرته، وذكره المصنف في التي بعدها، وسيأتي الكلام عليه. والرجيل بن معاوية الجعفي: من أتباع التابعين، روى عن أبي إسحاق السبيعي.

ر ح ل
الرحل: مركب للبعير، والناقة، وهو أصغر من القتب، وهو من مراكب الرجال دون النساء، ونقل شمر عن أبي عبيدة: الرحل بجميع ربضه وحقبه وحلسه وجميع أغرضه، قال: ويقولون أيضا لأعواد الرحل بغير أداة: رحل، وأنشد:

كأن رحلي وأداة رحلي
على حزاب كأتان الضحل

كالراحول، كما في العباب، واللسان، ج: أرحل، بضم الحاء في القليل، وفي الكثير رحال، بالكسر، قال ابن حلزة: طرق الخيال ولا كليلة مدلج سدكا بأرحلنا ولم يتعرج وقال الذبياني:

أفد الترحل غير أن ركابنا     لما تزل برحالنا وكأن قد والرحل أيضا: مسكنك، وبيتك، ومنزلك، يقال: دخلت على الرجل رحله، أي منزله، والجمع أرحل، وفي حديث عمر ري الله تعالى عنه: قال: يا رسول الله، حولت رحلي البارحة كنى برحله عن زوجته، أراد غشيانها في قبلها من جهة ظهرها، كنى عنه بتحويل رحله، إما أن يريد به المنزل والمأوى، وإما أن يريد به الرحل الذي يركب عليه للإبل وهو الكور، ويطلق الرحل أيضا على ما تستصحبه من الأثاث والمتاع، وقد أنكر الحريري ذلك في درة الغواص. وفي شرح الشفاء: الرحل: متاعك الذي تأوي إليه. وفي المفردات للراغب: الرحل ما يوضع على البعير للركوب، ثم يعبر به تارة عن البعير، وتارة عما جلس عليه من المنزل، والجمع رحال، قال الله تعالى: اجعلوا بضاعتهم في رحالهم انتهى. وفي الحديث: إذا ابتلت النعال فصلوا ف الرحال، أي صلوا ركبانا، وقال ابن الأثير: يعني الدور والمساكن والمنازل. والنعال هنا الحرار. والرحالة، ككتابة، السرج، قال عنترة:

إذ لا أزال على رحالة سابح      نهد تعاوره الكماة مكـلـم كما في المحكم، ونص الأزهري:

نهد مراكله نبيل المحزم وقال ابن سيده: الرحالة كالرحل، من مراكب النساء. وأنكره الأزهري، وقال: الرحل والرحالة من مراكب الرجال دون النساء. وقيل: الرحالة أكب من السرج، تغشى بالجلود، تكون للخيل، والنجائب من الإبل، والجمع الرحائل، ومنه قول الطرماح:

فتروا النجائب عنـد ذ     لك بالرحال وبالرحائل ولم يسمع الرحالة بمعنى السرج إلا قول عنترة السابق. قلت: وقد أنشد الجوهري لعامل بن الطفيل:

صفحة : 7097

ومقطع حلق الرحالة سابح    باد نواجذه عن الأظراب وأنشد ابن بري لعميرة بن طارق:

بفتيان صدق فوق جرد كأنها      طوالب عقبان عليها الرحائل أو هو سرج من جلود لا خشب فيه، كان يتخذ للركض الشديد، كما في المحكم، قال أبو ذؤيب:

تعدو به خوصاء يفصم جريها     حلق الرحالة هي رخو تمزع يقول: تعدو فتزفر فتفصم حلق الحزام. رحل البعير، كمنع، يرحله رحلا، وارتحله: حط، وفي المحكم: جعل عليه الرحل، فهو مرحول ورحيل، ورحله رحلة: شد عليه أداته، قال الأعشى:

رحلت سمية غدوة أجمالهـا   غضبى عليك فما تقول بدالها وقال المثقب العبدي:

إذا ما قمت أرحلها بليل      تأوه آهة الرجل الحزين وفي الحديث: إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله. أي جعلني كالراحلة فركب على ظهري. وفي التهذيب: رحلت البعير أرحله، رحلا: إذا علوته، وقال شمر: ارتحلت البعير، إذا ركبته بقتب، أو اعروريته، قال الجعدي:

وما عصيت أميرا غير متهم عندي      ولكن أمر المرء مـا ارتـحـلا أي يرتحل الأمر، يركبه، قال شمر: ولو أن رجلا صرع آخر، وقعد على ظهره، لقلت: رأيته مرتحله.

وإنه لحسن الرحلة، بالكسر: أي الرحل للإبل، أي شده لرحلها، قال:

ورحلوها رحلة فيها رعن والرحال، كشداد: العالم به، المجيد له. والمرحلة، كمعظمة: إبل عليها رحالها، وهي أيضا: التي وضعت عنها رحالها، ضد، قال:

سوى ترحيل راحلة وعين     أكالئها مخافة أن تنامـا

صفحة : 7098

والرحول، والرحولة، والراحلة: الصالحة لأن ترحل للذكر والأنثى،ت فاعلة بمعنى مفعولة، وقد يكون على النسب، وفي الحديث: تجدون الناس بعدي كإبل مائة ليس فيها راحلة، الراحلة من الإبل: القوي على الأسفار والأحمال، وهي التي يختارها الرجل لمركبه ورحله، على النجابة، وتمام الخلق، وحسن المنظر، وإذا كانت في جماعة الإبل تبينت وعرفت، قال الأزهري: هذا تفسير ابن قتيبة، وقد غلط فيه، فإنه جعل الراحلة الناقة، وليس الجمل عنده راحلة، والراحلة عند العرب: كل بعير نجيب، سواء كان ذكرا أو أنثى، وليست الناقة أولى باسم الراحلة من الجمل، تقول العرب للجمل، إذا كان نجيبا: راحلة، وجمعه رواحل، ودخول الهاء في الراحلة للمبالغة في الصفة، كما تقول: رجل داهية، وباقعة، وعامة، وقيل: إنما سميت راحلة لأنها ترحل، كما قال الله تعالى: في عيشة راضية ، أي مرضية، وماء دافق، أي مدفوق، وقيل: لأنها ذات رحل، وكذلك عيشة راضية ، أي ذات رضا، وماء دافق، ذي دفق. وأرحلها صاحبها: راضها، وذللها، فصارت راحلة، وكذلك: أمهرها إمهارا، إذا جعلها الرائض مهرية، وقال أبو زيد: أرحل البعير، فهو رجل مرحل، إذا أخذ بعيرا صعبا فجعله راحلة. والمرحل، كمعظم: برد فيه تصاوير رحل وما ضاهاه، كما في التهذيب، وتفسير الجوهري إياه بإزار خز فيه علم، غير جيد، وإنما ذلك تفسير المرجل، بالجيم. قال شيخنا: وقد يقال: لا منافاة بينهما، إذ يجوز أن يكون العلم مصورا بصورة الرحل. وقول امرئ القيس:

فقمت بها أمشي تجر وراءنا     غلى إثرنا أذيال مرط مرحل

صفحة : 7099

يروى بالحاء وبالجيم، أي معلم، ويجمع على المرحلات، والمراحل، ومنه الحديث: كان يصلي وعليه من هذه المرحلات، يعني المروط المرحلة، وفي آخر: حتى يبني الناس بيوتا يوشونها وشي المراحل. والمرحل، كمنبر: القوي من الجمال على السير، قاله الفراء. وبعير ذو رحلة، بالكسر، والضم: أي قوي على السير، قاله الفراء أيضا، كما في العباب، والذي في التهذيب: بعير مرحل ورحيل، إذا كان قويا، هكذا ضبطه: كمحسن، فتأمل. وقال أبو الغوث: شاة رحلاء: سوداء وظهرها أبيض، أو عكسه، بأن كانت بيضاء وظهرها أسود، وقال غيره: شاة رحلا: سوداء بيضاء موضع مركب الراكب من مآخير كتفيها، وإن ابيضت واسود ظهرها فهي أيضا رحلا. زاد الأزهري : فإن ابيضت إحدى رجليها فهي رجلاء، وهو مجاز. قال أبو الغوث: وفرس أرحل: ابيض الظهر فقط، لأنه موضع الرحل، أي لم يصل البياض إلى البطن ولا إلى العجز ولا إلى العنق، وهو مجاز. وبعير ذو رحلة، بالكسر: أي قوة على السير. وجمل رحيل، كأمير: قوي على السير، أو على ن يرحل، وكذلك ناقة رحيل، ومنه حديث الجعدي: أن الزبير أمر له براحلة رحيل. قال المبرد: راحلة رحيل: قوي على الرحلة والارتحال، كما يقال: فحل فحيل، ذو فحلة. قد تقدم قوله: بعير ذو رحلة وضبطه بالوجهين قريبا، فإعادته ثانيا تكرار. ومن المجاز: ترحله، إذا ركبه بمكروه. وارتحل البعير رحله: سار ومضى، وقد جرى ذلك في المنطق، حتى قيل: ارتحل القوم عن المكان، ارتحالا: إذا انتقلوا، كترحلوا، والاسم الرحلة، بالضم، والكسر، يقال: إنه لذو رحلة إلى الملوك ورحلة، حكاه اللحياني، أي ارتحال. والرحلة بالكسر: الارتحال للمسير، يقال: دنت رحلتنا، ومنه قوله تعالى: رحلة الشتاء والصيف . وبالضم: الوجه الذي تقصده، وتريده، وتأخذ فيه، يقال: أنتم رحلتي، أي الذين أرتحل إليهم، قاله أبو عمرو، ويقال: مكة رحلتي، أي وجهي الذي أريد أن أرتحل إليه، ومن هنا أطلق على الشريف، أو العالم الكبير الذي يرحل إليه لجاهه أو علمه، قال شيخنا: وفعلة في المفعول ادعى أقوام فيه القياس. والرحلة أيضا: السفرة الواحدة، عن ابن سيده. والرحيل، كأمير: اسم ارتحال القوم، من رحل يرحل، قال الراعي:

ما بال دفك بالفراش مـديلا     أقذى بعينك أم أردت رحيلا والرحيل: منزل بين مكة والبصرة، كما في اللسان. وراحيل: اسم أم سيدنا يوسف الصديق، عليه السلام، هكذا ضبطه الصاغاني، وغيره، وأغرب الشامي حيث ضبطه في المهمات من سيرته بالجيم، وضبطه شيخ مشايخنا الزرقاني بالوجهين. ورحلة، بالكسر: هضبة معروفة، زعم ذلك يعقوب، وأنشد:

ترادى على دمن الحياض فإن تعف     فإن المنـدى رحـلة فـركـوب

صفحة : 7100

قال: وركوب: هضبة أيضا، ورواية سيبويه: فركوب، أي بضم الراء، أي أن يشد رحلها فتركب. وأرحل الرجل: كثرت رواحله، فهو مرحل، كما يقال: أعرب، فهو معرب، إذا كان له خيل عراب، عن أبي عبيدة. وأرحل البعير: قوي ظهره بعد ضعف، فهو مرحل، عن أبي زيد. وارحلت الإبل: سمنت بعد هزال، فأطاقت الرحلة، وقال الراغب: أرحل البعير:سمن كأنه صار على ظهره رحل، لسمنه وسنامه. وفي نوادر الأعراب: بعير مرحل، إذا كان سمينا وإن لم يكن نجيبا. وأرحل فلانا: أعطاه راحلة يركبها. ورحل عن المكان، كمنع، يرحل، رحلا: انتقل، وسار. ورحلته، ترحيلا: أظعنته من مكانه، وأزلته، قال:

لا يرحل الشيب عن دار يحل بها      حتى يرحل عنها صاحب الدار ويروى: عامر الدار، فهو راحل، من قوم رحل، كركع، قال:

رحلت من أقصى بلاد الرحل
من قلل الشحر فجنبي موحل

وفي الحديث: عند اقتراب الساعة تخرج نار من عدن ترحل الناس، رواه شعبة، وقال: معناه ترحل معهم إذا رحل، وتنزل معهم إذا نزلوا، جاء به متصلا بالحديث، قال شمر: ويروى: ترحل الناس، أي تنزلهم المراحل، وقيل: تحملهم على الرحيل. ومن المجاز: رحل فلانا بسيفه، إذا علاه، ومنه الحديث: لتكفن عن شتمه، أو لأرحلنك بسيفي، أي لأعلونك. والمرحلة: واحدة المراحل، وهو المنزل بين المنزلين، يقال: بيني وبين كذا مرحلة، أو مرحلتان. وراحله، مراحلة: عاونه على رحلته، واسترحله: أي سأله أن يرحل له. والرحال، ككتاب: الطنافس الحيرية، ومنه قول الأعشى:

ومصاب غادية كأن تجارهـا     نشرت عليه برودها ورحالها وذو الرحالة، بالكسر: معاوية بن كعب بن معاوية بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ورحاله رحاله: دعاء للنعجة عند الحلب، عن ابن عباد. والرحالة أيضا: فرس عامر بن الطفيل، وهي عند أبي عبيدة الحمالة، وقال أبو الندى: غلط أبو عبيدة، أفلت عليها عامر بن الطفيل يوم الرقم، فقال سلمة ن الخرشب الأنماري:

نجوت بنصل السيف لا غمد فوقه     وسرج على ظهر الرحالة قاتر وكشداد: أبو الرحال خالد بن محمد بن خالد، الأنصاري المدني التابعي صاحب أنس رضي الله تعالى عنه، روى عنه يزيد بن بيان العقيلي. وأبو الرحال: عقبة بن عبيد الطائي، روى عن بشير بن يسار، وعنه عيسى ن يونس، وأخوه سعد بن عبيد. ورحال بن المنذر، وعمرو بن الرحال، وعلي بن محمد بن رحال: محدثون. وفاته: رحال بن سلم، عن عطاء ابن أبي رباح، وعنه عتاب بن عبد العزيز، أورده ابن حبان. والرحال بن عزرة بن المختار بن لقيط بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل: شاعر. والترحيل: شهبة، أو حمرة على الكتفين، موضع ما يقع عليه الرحل. وناقة مسترحلة: نجيبة، وكذلك: مرحلة، ورحيلة، ورحيل، كذا في نوادر الأعراب. والراحولات، في قول الفرزدق الشاعر:

عليهن راحولات كـل قـطـيفة     من الشام أو من قيصران علامها

صفحة : 7101

:الرحل الموشي، هكذا هو نص الأزهري، وفي العباب: الرحال الموشية، وقيصران: ضرب من الثياب الموشية. ومما يستدرك عليه: مرتحل البعير: موضع رحله. ورحل فلان فلانا، وارتحله: علا ظهره، وركبه. ويقال في السب: يا ابن ملقى أرحل الركبان. والارتحال: الإشخاص والإزعاج. ورجل رحول، ورحال، ورحالة: كثير الرحلة، وقوم رحل: يرتحلون كثيرا. وارتحل فلان أمرا ما يطيقه، ورحل فلان صاحبه بما يكره، واسترحل الناس نفسه: أذلها لهم، فهم يركبونها بالأذى، وبه فسر قول زهير:

ومن لا يزل يسترحل الناس نفسهولا يعفها يوما من الذل يندم وقيل: معناه أنه يسألهم أن يحملوا منه كله وثقله ومؤونته، ومضن قال بهذا القول روى البيت:

ولا يعفها يوما من الناس يسأم قاله ابن السكيت في كتاب المعاني. ومشت رواحله: شاب، وضعف، قال دكين:

أصبحت قد صالحني عواذلي
بعد الشقاق ومشت رواحلي

قيل: تركت جهلي، وارعويت، وأطعت عواذلي، كما تطيع الراحلة زاجرها، فتمضي، وهو مجاز. وحط رحله، وألقى رحله: أقام. وهذا محط الرواحل والرحال. والترحيل: تواشية الثياب. والترحيلة: ما يرحلك. ورحل المصحف: ما يوضع عليه كهيئة السرج. والرحلة، بالضم: القوة والجودة. وإذا عجل الرجل إلى صاحبه بالشر قيل: استقدمت رحالتك. والمرتحل: نقيض المحل، قال الأعشى:

إن محلا وإن مرتحلا يريد: إن ارتحالا، وإن حلولا، وقد يكون المرتحل اسم الموضع الذي يحل فيه. ورحلت له نفسي، إذا صبرت على أذاه. والرحيل، كأمير: اسم رجل، وقصته في تركيب ع ر ب. والرحالة، بالكسر: النعجة، عن ابن عباد. والرحال: لقب عمرو بن النعمان ابن البراء الشيباني، والرحال الفهمي: شاعران. والرحال: لقب عروة بن عتبة بن جعفر بن كلاب قتله البراض في قصة لطيمة كسرى. وتراحلوا إلى الحكم: رحلوا إليه. وعبد الملك بن رحيل الرحبي، عن أبيه، عن بلال. ورحيلة، كجهينة: جماعة نسوة من يهود، كذا بخط مغلطاي. ورحيلة: قبيلة من السليمانيين بجبال كابل. والمرحل، كمعظم: مالك بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن المرحل، أحد فضلاء المغاربة، له نظم حسن. وكمحدث: صدر الدين بن المرحل، أحد الأعلام.

ر خ ل
الرخل، بالكسر، والرخلة، بهاء: لغة فيه، والرخل، ككتف، وعلى الأخيرة اقتصر الصاغاني: الأنثى من أولاد الضأن، والذكر حمل، ج: أرخل، بضم الخاء، ورخال بالكسر، ومنه قولهم: هو من الرخال إناث السخال، ويضم، وهو نادر ككلمات جاءت، قال بعضهم:

ما سمعنا كلمـا غـير ثـمـان    هي جمع وهي في الوزن فعال
فتـــؤام وذراب وفـــرار    وعـراق وعـرام ورخــال
وظؤار جمع ظـئر وبـسـاط     جمع بسط هكذا فـيمـا يقـال

صفحة : 7102

قلت: وقد فاته: رباب، جمع ربى من الشياه، ورجال، جمع رجل خلاف الراكب، ورذال، جمع رذل، وقد مر البحث فيه في ظ أ ر، وع ر ق، وب س ط، وذ ر ب، ورخلان، بالكسر، ورخلة، محركة، ورخلة، كعنبة. والرخيل، كزبير: فرس كان لبني جعفر بن كلاب، نقله الصاغاني. وبنو رخيلة، كجهينة: بطن، عن ابن دريد. والرخلة، بالكسر: جد صالح بن المبارك المحدث، عن أبي عبد الله النعالي. ومما يستدرك عليه: المترخل: صاحب الرخال الذي يربيها، وبه فسر قول الكميت:

ولو ولي الهوج النوايح بالذي    ولينا به ما دعدع المترخـل ورخيلة بن ثعلبة: بدري، ومسعود ابن رخيلة بن عائذ الأشجعي، كان قائد أشجع في الأحزاب ثم أسلم. والرخاخل: أنبذة التمر، قال ابن أحمر:

وبذ الرخاخيل جعفيها هكذا فسره الصاغاني، وأورده المصنف في ج ع ف استطرادا، وأهمله هنا، كالصاغاني.

ر د خ ل
الإردخل، الكسر، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو التار السمين، قال الأزهري: لم أسمع الإردخل لغير الليث. قلت: وقد تقدم للمصنف ذلك في الهمز بعينه، وكأنه أشار إلى الاختلاف في أصالة الهمزة وزيادتها.

ر د ع ل
الردعل، بمهملتين، كربحل، أهمله الجوهري، وقال أبو عبيد: صغار الأولاد، قال الضحاك بن عبد الله السلولي:

ألا هل أتى النصري مترك صبيتي  ردعلا ومسبى القوم ظلما نسائيا