الباب الثالث والعشرون: باب اللام - الفصل الحادي عشر: فصل الزاي مع اللام

فصل الزاي مع اللام

ز أ ل
التزآل: الاستحياء، أورده الأزهري في تركيب ض ن أ، ومنه قول أبي حزام العكلي:

تزاءل مضطنـئ آرم     إذا ائتبه الإد لا يفطؤه وقد أهمله الجماعة.

ز ب ل
الزبل، بالكسر، وكأمير: السرقين، وما أشبهه. والمزبلة، وتضم الباء: ملقاه، كما في المحكم، وموضعه، كما في العباب، والجمع المزابل. وزبل زرعه، يزبله، زبلا، من حد ضرب: سمده أي أصلحه بالزبل، وكذلك الأرض. والزبال، ككتاب: ما تحمل النحلة، كذا في النسخ، والصواب: النملة بفيها، ومنه قولهم: ما أصاب من فلان زبالا، ويضم: أي شيئا، عن ابن دريد، قال ابن مقبل يصف فحلا:

كريم النجار حمى ظهره    فلم يرتزأ بركوب زبالا

صفحة : 7126

وما في البئر، والإناء، والسقاء، زبالة، بالضم: أي شي. وزبالة كسحابة: ع منه: أبو بكر محمد بن الحسن بن عياش الزبالي، هكذا ضبطه أبو مسعود البجلي، وضبطه الخطيب بالضم، روى عنه أبو العباس بن عقدة، ويقال: إنه منسوب إلى جده زبالة. ومحمد بن الحسن ابن أبي الحسن بن زبالة المخزومي المدني: محدث، عن مالك، والدراوردي، وعنه أهل العراق، وقد تكلم فيه ابن معين، وأبو داود، وقال الرشاطي: واه لا يحتج به، وقد روى عنه الزبير ابن بكار،وأبو خيثمة. وزبالة بنت عتيبة بن مرداس، أخت هردان، وخدلة: شاعرة، كان بينها وبين اللعين المنقري مهاجاة، وكذلك بينها وبين أختها خدلة. وزبالة بن خشيش، بالضم: جد والد مالك بن الحويرث بن أشيم الليثي الصحابي، رضي الله تعالى عنه، وله وفادة، وتوفي سنة 47، فقول الصاغاني فيه: أنه من أصحاب الحديث محل تأمل، وكذا إهمال المصنف إياه، وعدم إشارته إلى ذلك. وزبالة: ع من ضواحي المدينة، قاله الزجاجي، وقال ابن خرداذبه: بين بغداد والمدينة، سمي بزبالة بن حباب بن مكرب بن عمليق، وقال ابن الكلبي: بزبالة بنت مسعود، من العمالقة، وقال أهل اللغة: سمي من قولهم: ما في السقاء زبالة، أي شيء، وهي منزلة من مناهل طريق مكة، وقيل: لزبلها الماء، أي: ضبطها، يقال: فلان شديد الزبل للقربة، إذا احتملها على شدته، وفي التبصير: منزلة بين فيد والكوفة. وجعفر بن محمد الزبالي: محدث، عن أبي عاصم النبيل. وفاته: حسان الزبالي، عن زيد بن الحباب. والزبيل، كأمير، وإذا كسرت الزاي شددت الباء، مثل سكين، وقنديل، بالكسر، لنه ليس في كلامهم فعليل بالفتح، قاله الجوهري، وقد يفتح، وهي لغة عن الفراء، نقلها الصاغاني: القفة أو الجراب، أو الوعاء، يحمل فيه، ج زبل، ككتب، وزبلان، بالضم، وزنابيل، يقال: عنده زبل من تمر، وزنابيل. والزئبل، كزبرج: الداهية، عن ابن عباد، وكذلك: الضئبل، بلا ضاد، كما سيأتي، والجمع: زآبل، وضآبل. والزأبل، كجعفر، وتكسر الباء أيضا: القصير، قال:

حزنبل الحضنين فدم زأبل وبترك الهمز أكثر. وزابل،كهاجر:د بالسند، وله كورة كبيرة تعرف بزابلستان. وأبو العباس أحمد بن الحسين ابن أحمد بن زنبيل، بفتح الزاي كما ضبطه الحافظ، النهاوندي: راوي تاريخ البخاري الصغير، عن أبي القاسم بن الأشقر، عنه. والزبلة، بالضم: اللقمة، عن ابن الأعرابي. قال: والزبلة، بالتحريك: الشيء، يقال: مارزأته زبلة، أي شيئا، وكذا: ما أغنى عنه زبلة. ومما يستدرك عليه: زبلت الشيء، وازدبلته: احتملتته،وكذلك زملته، وازدملته. وزبلان، بالضم: موضع. وزبالة، بالضم: ابن تميم، أخ لعمرو بن تميم، قال ابن الأعرابي: ليسوا بالكثير، قال أبو ذؤيب:

لا تأمنن زبالـيا بـذمـتـه      إذا تقنع ثوب الغدر وائتزرا

صفحة : 7127

والزبل: الحقيبة، عن أبى عمرو. والقاضي شمس الدين محمد بن أحمد، الشهير بابن زبالة، حاكم مدينة ينبع، سمع مع أخيه التاج عبد الوهاب، وولديه الشهاب أحمد، والنور علي، تساعيات العز بن جماعة، تخريج ابن الكويك، على الجمال أبي البركات الكازروني المدني، في سنة 841. والزبال، كشداد: من يتعانى حمل الزبل. وزبلى، كذكرى: قرية بمصر من الشرقية. وزبالة: لقب الأمير أحمد بن الظاهر علي بن العزيز محمد بن الظاهر غازي، صاحب حلب، وكان شجاعا، مات بمصر، سنة 680. وإبراهيم بن مزيبل القرشي المخزومي الضرير المقرئ، أثنى عليه المنذري في التكملة، مات سمة 597.

ز ب ت ل
الزبتل، كجعفر، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو القصير، هكذا أورده الصاغاني في العباب. ومما يستدرك عليه:

ز ب غ ل
ازبغل الثوب: ابتل بالماء، كاسبغل، ذكره الصاغاني، وصاحب اللسان، استطرادا في س ب غ ل.

ز ج ل
الزجلة، بالضم: الجلدة التي بين العينين، قاله ابن السكيت في كتاب المعاني، وأنشد لبي وجزة:

كأن زجلة صوب صاب من برد     شنت شآبيبه من رائح لـجـب
نواصح بين حماوين أحصنـتـا     ممنعا كهمام الثلج بالضـرب.

وقال ابن عباد: الزجلة: الحالة، ونص المحيط: الحال، يقال: هو على زجلة واحدة، وإنه لحسن الزجلة، والزجلة: صوت الناس، ويفتح، وبهما روي ما أنشد ابن الأعرابي:


شديدة أز الآخرين كـأنـهـا     إذا ابتدها العلجان زجلة قافل وقال ابن السكيت:الزجلة: البلة من الشيء، والهنيهة منه، يقال: زجلة من ماء أو برد، ونص كتاب المعاني له: من الشيء: الهنيهة منه، بغير الواو. والزجلة: القطعة من كل شيء، والجمع زجل، والزجلة: الجماعة، أو من الناس خاصة، والجمع زجل، قال لبيد رضي الله تعالى عنه:

زجلا كأن نعاج توضح فوقها     وظباء وجرة عطفا آرامهـا ويفتح. وزجلة بنت منظور بن زبان بن سيار الفزاري زوجة الزبير، هكذا في النسخ، والصواب: زوج ابن الزبير، رضي الله تعالى عنهما، كما هو نص العباب، والتبصير، أو مولاة، هكذا في النسخ، والصواب: ومولاة لمعاوية، رضي الله تعالى عنه، من التابعيات، روت عن أم الدرداء، أو هي مولاة لابنته عاتكة، كذا في التبصير. وزجله، يزجله، زجلا، وزجل به، زجلا: رماه ودفعه، ومنه حديث عبد الله بن سلام: فأخذ بيدي، فزجل بي، أي: فرماني، ودفع بي. وزجلت الناقة بما في بطنها، زجلا: رمت به، كزحرت به زحرا. ويقال: لعن الله أما زجلت به. وزجله بالرمح، يزجله، زجلا: زجه، وقيل: رماه. وزجل الحمام، يزجلها، زجلا: أرسلها على بعد، والزجل: إرسال الحمام الهادي من مزجل بعيد، وهي حمام الزاجل، والزجال، كشداد، وهذه عن الفارسي، قال الشاعر:

يا ليتنا كنا حمامي زاجل

صفحة : 7128

وزجل الفحل الماء في رحمها، يزجله، زجلا: صبه صبا. والزاجل، كعالم: ماء الفحل، قال الأزهري: هكذا سمعتها بفتح الجيم بغير همز، أو هو مني الظليم خاصة، نقله أبو عبيدة، وأبو عمرو، وأبو سعيد عن أصحابه، وقد يهمز، لغة فيه، وأنشد أبو عبيدة لابن أحمر:

وما بيضات ذي لبد هجف     سقين بزاجل حتى روينا روي بالوجهين، قال أبو سعيد: وأخبرني من سمع العرب تقول: إن الزاجل هنا مزاجلة النعامة والهيق في أيام حضانهما، وهو التقليب، لأنها إن لم تزاجل مذر البيض، فهي تقلبه ليسلم من المذر. أو الزاجل:ما يسيل من دبر الظليم أيام تحضينها بيضها، هكذا في النسخ، والصواب: تحضينه بيضه، ومثله في المحكم، لأن الضمير راجع إلى الظليم، وهو ذكر النعام، فلا بيض له، فالمراد بيض أنثاه، فيتعين تذكير الضمير، وصرح به أرباب الحواشي، وإن كان يحتمل التأويل، فإنه في غاية من البعد، نبه عليه شيخنا. والزاجل: وسم يكون في الأعناق، عن أبي حنيفة، وقال ابن عباد: سمة في أعناق الإبل. قال الراجز:

إن أحق إبل أن تؤكل حمضية جاءت عليها الزاجل قال ابن سيده: قياس هذا الشعر أن يكون فيه الزأجل مهموزا. والزاجل، كصاحب، وهاجر: عود يكون في طرف الحبل، يشد به الوطب، الفتح عن أبي عبيد والجمع زواجل، قال الأعشى:

فهان عليه أن تخف وطابكم      إذا ثنيت فيما لديه الزواجل والزاجل: الحلقة في زج الرمح، عن ابن الأعرابي. قال: والزاجل: قائد العسكر. وزاجل: فرس زيد الخيل الطائي، رضي الله تعالى عنه. والمزجل، كمنبر: السنان، أو المزراق، أو الرمح الصغير. والمزجال، كمحراب: القدح قبل أن ينصل ويراش، وهو النيزك، شبه المزراق، وقد زجله، زجلا، بالمزجال. والزجل، محركة: اللعب، والجلبة، وخصب به التطربب، وأنشد سيبويه:

له زجل كأنه صوت حـاد     إذا طلب الوسيقة أو زمير والزجل أيضا: رفع الصوت، وللملائكة زجل بالتسبيح والتهليل، أي صوت رفيع عال، وقد زجل، كفرح، زجلا، فهو زجل، واجل، وربما اوقع الزاجل على الغناء، قال:

وهو يغنيها غناء زاجلا ونبت زجل: صوت، كذا في النسخ، والصواب: صوتت فيه الريح، قال الأعشى:

تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت      كما استعان بريح عشرق زجـل والزؤاجل، بالضم، والزئجيل، مكسورا، بالهمز فيهما، كلاهما عن الفراء، ويقال: الزنجيل بالنون، قال ابن بري: وكذلك قاله الأموي بالنون، وهو الذي اختاره علي بن حمزة، قال أبو عبيدة: والذي قاله الفراء هو المحفوظ عندنا: الضعيف البدن من الرجال، وأنشد أبو عبد الله وأبو محمد الأعرابيان، والأموي:
لما رأت زويجها زئجيلا
طفيشأ لا يملك الفصـير
قالت له مقالة تفصـيلا
ليتك كنت حيضة تمصيلا

صفحة : 7129

وقد مر في رول. والزجنجل: المرآة، لغة رومية دخلت في كلام العرب، كالسجنجل، بالسين، وسيأتي، نقله الأزهري. وعقبة زجول: أي بعيدة، يروى بالجيم وبالحاء. وناقة زجلاء: سريعة، عن الفراء. ومما يستدرك عليه: الزجال: اللاعب بالحمام، كالزاجل. والزجل، محركة: نوع من الشعر، معروف محدث. والزاجل: حلقة من الخشبة، تكون مع المكاري في الحزام، وقال ابن الأعرابي: الزواجل في الحوية: رءوس يثنى بعضهن على بعض، يلزمن الأبن، لئلا يستقدم الهودج، أو يتأخر. وسحاب ذو زجل: أي ذو رعد، وغيث زجل: لرعده صوت. والزاجل، كصاحب: الرامي، عن ابن الأعرابي، وأيضا: بياض البيضة، عن أبي عمرو. وزجل الجن: عزيفها، قال الأعشى:

وبلدة مثل ظهر الترس موحشة    للجن بالليل في حافاتها زجل

ز ح ل
زحل الشيء عن مقامه، كمنع، يزحل، زحلا، زحولا، ومزحلا: زال، كذا في النسخ، وفي بعضها زل: كتزحول. قال لبيد:

لو يقوم الفـيل أو فـيالـه     زل عن مثل مقامي وزحل وزحل الرجل، كزحف: إذا أعيا، وزحل عن مكانه، زحولا، ومزحلا: تنحى، وبعد، وتأخر، ومنه الحديث: فلما أقيمت الصلاة زحل، أي تأخر ولم يؤم القوم، وفي حديث ابن المسيب، أنه قال لقتادة: ازحل عني، فقد نزحتني، أي أنفدت ما عندي، كتزحل، قال الجوهري، أي تنحى وتباعد، فهو زحل، ككتف، وزحليل، بالكسر. وزحلت الناقة: تأخرت في سيرها، قال:

قد جعلت ناب دكين تزحـل
أخرا وإن صاحوا به وحلحلوا

وقال الليث: ناقة زحول هي التي إذا وردت الحوض، فضرب الزائد، هكذا في النسخ، والصواب: الذائد وجهها، فولت، ونص العين: فولته عجزها، ولم تزل تزحل حتى ترد الحوض. ورجل زحل، كصرد: يزحل عن الأمور، سواء كانت حسنة أو قبيحة، أي يتنحى، ويتباعد عنها، وهي بهاء. وعقبة زحول: بعيدة، ويروى بالجيم أيضا، وقد تقدم. وزحل، كزفر، ممنوعا، من الصرف، قال المبرد: للمعرفة والعدل: كوكب من الخنس، سمي به لأنه زحل، أي بعد، ويقال: إنه في السماء السابعة. وغلام زحل: أبو القسم المنجم، م معروف، قال الأمير: كان يعرف بالحذق في التنجيم. والزحليل، بالكسر: المكان الضيق الزلق، من الصفا، وغيره، كالزحليف، عن أبي مالك، كالزحلول، بالضم. والزحليل: السريع، مثل به سيبويه، وفسره السيرافي، قال ابن جني: قال أبو علي: زحليل من الزحل، كسحتيت من السحت. ومن المجاز: أزحله إليه، أي ألجأه. وأزحله أيضا: أبعده، قال أبو النجم:

قمنا على هول شديد وجله
نمد حبلا فوق خط نعدله
نقول قدم ذا وهذا أزحلـه

صفحة : 7130

كزحله، تزحيلا. والزحلة، كهمزة: دابة تدخل في جحرها من قبل استها. وهو أيضا، الرجل يزحل قليلا، ولا يسيح في الأرض. ووجد هنا في بعض النسخ زيادة قوله: وأزحأل: مقلوب احزأل، أي ارتفع، قاله ابن خالويه، في كتاب اطرغش وابرغش. والزحل، كخدب: الجمل يزحل الإبل، ويزاحمها في الورد، حتى ينحيها فيشرب، قاله بهدل الدبيري، وقال ابن السكيت: قيل لابنة الخس: أي الجمال أفره? فقالت: السبحل الزحل الراحلة الفحل. والزيحلة: مشية خيلاء، وكأنه يمشي ويتزحل. ومما يستدرك عليه: زحوله عن مكانه أزاله. والمزحل: الموضع يزحل إليه، وقد يكون مصدرا، يقال: إن لي عندك مزحلا، أي منتدحا، قال الأخطل:

يكن عن قريش مستماز ومزحل وعتبة بنت زحل بن أبي عامر السلمية: والدة عبد الله بن عجرة السلمي، وضبطه المفجع بكاف في آخره، كذا بخط مغلطاي. والزحلول، بالضم: الخفيف الجسم. ومما يستدرك عليه:

ز ح ق ل
الزحقلة: دهورتك الشيء في بئر، أو من جبل، كما في اللسان، وقد أهمله الجماعة. ومما يستدرك عليه:

ز د ل
زدل ثوبه، يزدله: سدله، أورده سيبويه، وقال: هو على المضارعة، لأن السين ليست بمطبقة، وهي من موضع الزاي، فحسن إبدالها لذلك، والبيان فيها أجود، إذ كان البيان في الصاد أجود من المضارعة، مع كون المضارعة في الصاد أكثر منها في السين.

ز ر ق ل
زرقل لي بحقي، زرقلة، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: أي أعطانيه. قال: و زرقل شعره، أي نفشه، كما في العباب.

ز ر و ل
زرويلة: قبيلة بالمغرب، نسبت إليهم البلدة وإليها نسب الإمام أبو الحسن الشاذلي، قدس سره، كما سيأتي.

ز ع ل
زعل، كفرح، زعلا: نشط، وأشر، فهو زعل، كتزعل قال العجاج:

ينتقن بالقوم من التزعل
ميس عمان ورحال الإسحل

وقال طرفة:

وبـلاد زعـل ظـلـمـانـهـا      كالمخاض الجرب في اليوم الخدر وزعل الفرس، زعلا: استن بغير فارسه. وفرس سعل زعل: نشيط، وأزعله الرعي والسمن: نشطه، قال أبو ذؤيب:

أكل الجميم وطاوعته سمحج     مثل القناة وأزعلته الأمرع

صفحة : 7131

ويروى: أسعلته، وسيأتي. وأزعله من مكانه: أزعجه، عن ابن عباد. والزعلول، كسرسور: الخفي من الرجال، عن كراع، وهو في المصنف لأبي عبيد بالغين لا غير، وقال ابن عباد: بهما. والإزعيل، كإزميل: النشيط من الحمر، يقال: حمار زعل، وإزعيل إذا كان نشيطا مستنا. وقال الليث: الزعلة من الحوامل: التي تلد سنة ولا تلد أخرى، كذلك تكون ما عاشت. والزعلة: النعامة، لغة في الصعلة، وحكى يعقوب أنه بدل. والزعل، بالكسر: موضع، قد خالف هنا اصطلاحه سهوا، مع أن ابن دريد ضبطه بالفتح في الجمهرة، وتبعه الصاغاني أيضا، ففيه نظر من وجهين. والزعل: اسم رجل من سامة ابن لؤي، والريان بن الزعل، والزعل ابن كعب بن حجية. والزعل، ككتف: المتضور جوعا، وكذلك العلز، وقد زعل وعلز. والزعيل، كزبير، فرس قيس بن مرداس الصموتي، هكذا ذكره أبو محمد الأعرابي في كتاب الخيل من تأليفه، وقال ابن الكلبي في كتاب من نسب إلى فرسه من تأليفه إنه فرس حصين بن مرداس. وسموا: زعلا وزعلان، بفتحهما قوله بفتحهما مستدرك، لأن إطلاقهما يفيد الضبط، كما هو اصطلاحه. ومما يستدرك عليه: الزعلان: المتضور، الذي لم يقر له قرار، كالمتزعل. والزعلة بن عروة: رجل، عن ابن عباد. وأبو الزعل: يزيد المرادي، بالكسر، عن ابن عباس. وسفيان بن الزعل، بالفتح، روي عنه حرف في القراءات. وزعل بن صيري الكلبي ككتف، من رهط زيد بن حارثة. وزعل: جماعة من العرب في الجاهلية، منهم زعل بن العرب في الجاهلية، منهم زعل بن جشم بن يخلد، بطن عظيم، مسكنهم ما بين سردد ومور، وما بين حيس وزبيد، ومن مشاهير رجالهم الأديب الشاعر عبد الله ن جعفر الزعلي، الذي وفد على المؤيد صاحب تعز، ومدحه، ذكره الناري في أنسابه. وأبو علي الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان، محدث، ثقة توفي سنة 216.

ز ع ب ل
الزعبل، كجعفر: من لا ينجع فيه الغذاء من الصبيان، فعظم بطنه ، ودق، هكذا في النسخ، والصواب: دقت عنقه، والجمع زعابل، وأنشد ابن بري لرؤبة:

جاءت فلاقت عنده الضآبلا
سمطا يربي ولدة زعابـلا

صفحة : 7132

قال: وقال ابن خالويه لم يفسر لنا الزعبل إلا الزاهد، قال: وهو الذي يعظم بطنه من أسفله، ويدق من أعلاه، ويكبر رأسه، تدق عنقه. والزعبل: الأفعى. وأيضا: الحرباء، كلاهما عن ابن عباد. والزعبل: الأم، يقال: ثكلته الزعبل، عن كراع، قال ابن سيده: والصحيح عندنا بالراء كما تقدم، أو معناه: ثكلته أمه الحمقاء، كما هو نص الجوهري?، قال ابن بري: وقد تقدم أن الرعبل بالراء المرأة الحمقاء، ولم أر أحدا ذكر الزعبل بالزاي بهذا المعنى سوى الجوهري. قلت: وهو ثقة فيما ينقل، وقد تابعه على ذلك الصاغاني وغيره. والزعبل: شجرة القطن، عن ابن عباد. وزعبل: محدث، روى عنه أبو قدامة الحارث بن عبيد حديث تزاوروا وتهادوا. وزعبل: ابن الوليد بن عبد لله ابن أذينة بن كران بن كعب الشامي، هكذا في النسخ، والصواب: السامي، بالسين المهملة، من ولد سامة بن لؤي، هكذا ساقه الدارقطني وفاطمة بنت زعبل، حدثا فابن الوليد روى عن أبي فراس، وفاطمة روت أربعي الحسن بن سفيان، عن عبد الغافر الفارسي، كذا ف التبصير، ثم الظاهر من سياق المصنف أن زعبلا والد فاطمة، وأنه كجعفر، وليس كذلك، بل هو جدها، لأنها أم الخير فاطمة بنت أبي الحسن علي بن المظفر بن زعبل بن عجلان البغدادي، عاشت أكثر من مائة سنة، وروت عن عبد الغافر الفارسي، وعنها أبو سعد السمعاني، والحافظ، فتأمل ذلك، ويلاق لوالدها الزعبلي، نسبة إلى جده. والزعبلة: من يسمن بدنه، وتدق رقبته، كما في اللسان. وزعبل: أعطى عطية سنية، كما في العباب. ومما يستدرك عليه: الزعبلة: الدلو، ومنه قوله:

زعبلة قليلة الـخـروق
بلت بكفي سرب ممشوق

وزعبل بن كعب بن عمرو بن عبد الله بن مالك، ومالك جماع مذحج: شريف في قومه، وهو أخو الحارث بن كعب، وله نسل في البصرة، وهو الذي يقال له في المثل: لا يكلم زعبل، ذكره ابن الجواني. وأحمد بن إبراهيم الزعبلي، قيل: لعظم بطنه، وهو شيخ الهمداني النسابة، حدث عنه في الإكليل كثيرا، قال: أدرك الناس، وداخل ملوك اليمن، وعرف أخبارها. وأبو زعبل: قرية شرقي مصر، منها شيخنا المعمر زين الدين أحمد بن رمضان بن عرام بن سابق الزعبلي الشافعي، ممن أدرك الحافظ البابلي، وشملته إجازته، مات سنة 1169.

ز ع ج ل
الزعجلة، أهمله الجوهري، والصاغاني، وصاحب اللسان، وهو سوء الخلق يكون في الإنسان.

ز غ ل

صفحة : 7133

زغله، كمنعه، يزغله، زغلا: صبه دفعا، ومجه، كأزغله. وزغل الجدي الأم رضعها، والعين لغة فيه، قاله الرياشي، وفي اللسان: زغلت البهمة أمها، تزغلها، زغلا: قهرتها، فرضعتها. وزغلت الناقة ببولها: رمت به زغلة زغلة، وقطعته، كأزغلت. والزغلة، بالضم: ما تمجه من فيك من الشراب. والزغلة: الاست، عن الهجري،قال: ومن سبهم: يا زغلة الثور. وأيضا: الدفعة من البول، وغيره. ويقال أزغل لي زغلة من إنائك: أي صب لي شيئا من اللبن، وقال الأزهري: سمعت أعرابيا يقول لآخر: اسقني زغلة من اللبن، يريد قدر ما يملأ فمه. وأبو عبد الله محمد بن الحسين ابن محمد بن الحسين الأزدي البنجديهي الزاغولي الشافعي الفقيه، الحافظ نسبة إلى زاغول، من قرى بنج ديه بمرو الروذ، من خراسان، بها قبر المهلب بن أبى صفرة، تفقه على السمعاني الكبير، والموفق بن عبد الكريم الهروي، والحسين بن مسعود البغوي الفراء، وأبي عبد الله عيسى بن شعيب بن إسحاق السجزي، وعنه أبو سعد بن السمعاني، وترجمه في اللباب، وقال: كان ثقة، توفي سنة 559، وهو مؤلف كتاب قيد الأوابد، في أربعمائة مجلد، يشتمل على التفسير، والحديث، والفقه، واللغة. وأزغل الطائر فرخه: زقه، قال ابن أحمر، وذكر القطاة وفرخها، أنها سقته مما شربت:

فأزغلت في حلقه زغـلة    لم تخطئ الجيد ولم تشفتر استعار الجيد للقطاة. والعين لغة فيه، وقد تقدم. وأزغلت الطعنة بالدم، مثل أوزغت، وأنشد ابن بري لصخر بن عمرو بن الشريد:

ولقد دفعت إلى دريد طعـنة    نجلاء تزغل مثل عط المنحر والزغول، كصبور: اللهج بالرضاع، من الإبل والغنم. والزغلول، كسرسور: الخفيف الروح والجسم، قاله ابن خالويه، وحكاه كراع بالعين والغين. وزغلول: اسم رجل، وإليه نسب جامع زغلول، بثغر رشيد. والزغلول: الطفل، والجمع الزغاليل، وصبية زغاليل: صغار، وتقول: كيف زغلولك، أي صغيربك، كما في الأساس. وزغيل التمار، كزبير: شيخ لابن شاهين، هكذا ف سائر النسخ، والذي هو شيخ لابن شاهين إنما هو محمد بن الحسين بن زغيل التمار، وكما صرح به الحافظ، وغيره، ففي العبارة سقط، فتأمل ذلك. ومما يستدرك عليه: أزغله، إزغالا: صبه، وزغلت المزادة من عزلائها: صبت، وأزغل من عزلاء المزادة الماء: دفقه. وأزغلت المرأة ولدها: أرضعته، فهي مزغل. وقرأ مسعر عن عاصم، فلحن، فقال: أزغلت أبا سلمة، أي صرت كالزغلول، ودخلت في حكم الزغاليل، أي الأطفال الصغار، نقله الزمخشري، وقد تقدم أيضا في ر غ ل. والزغلول أيضا: فرخ الحمام. وقال ابن خالويه: الزغلول: اليتيم. وقد سموا زغلا، وزغلا، وزغيلا. وأزغلو، بالضم: لقب جماعة من أهل بلقينة. والزغل، محركة: الغش، وهو زغلي، بضم ففتح، هكذا تقول به العامة والخاصة.

ز غ ف ل

صفحة : 7134

الزغفل، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو شجر، قال: وزغفل، زغفلة: إذا كذب، قال: وزغفل أيضا: أوقد الزغفل، لهذا الشجر. ومما يستدرك عليه: الزغفل: الزئبر، أنشد ابن بري لجميل بن مرثد المعني:

ذاك الكساء ذو عليه الزغفل أراد: الذي عليه الزئبر، ومثله في العباب.

ز غ م ل
الزغمل، كقنفذ، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: الزغملة: الحسيكة في القلب، كالزغلمة. قلت: والحسيكة: الضغينة، والذي يروى عن أبي زيد: الزغلمة، وكأن الزغملة مقلوبة منه، فتأمل ذلك، وسيأتي إن شاء الله تعالى.

ز ف ل
الأزفل: الغضب، والحدة. والأزفلة بهاء: الجماعة من الناس، ومن الإبل، يقال: جاءوا بأزفلتهم، وبأجفلتهم، أي بجماعتهم، قاله الفراء، وفي حديث عائشة، رضي الله تعالى عنها: أنها أرسلت إلى أزفلة من الناس، أي جماعة، وأنشد الجوهري:


إني لأعلم ما قوم بأزفلة          جاءوا لأخبر من ليلى بأكـياس
جاءوا لأخبر من ليلى فقلت لهم   ليلى من الجن أم ليلى من الناس

وقال سيبويه: أخذته إزفلة كإردبة، وهي الخفة، والأزفلى، مثال الأجفلى: الجماعة من كل شيء، قال الزفيان:

حتى إذا ظلماؤها تكـشـفـت
عني وعن صيهبة قد شرفـت
عادت تباري الأزفلى واستأنفت

وأنشد ابن بري للمخروع بن رفيع:

جاؤوا إليك أزفلى ركوبا وزوفل، كجوهر: اسم، وفي التهذيب: وزيفل: اسم رجل.

ز ف ق ل
الزفقلة، هكذا بتقديم الفاء على القاف، ضبطه الصاغاني، وبتقديم القاف على الفاء ضبطه صاحب اللسان، وقد أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو السرعة، ونص الجمهرة يحتمل الضبطين.

ز ق ل
الزقل، بالضم، والزواقيل، أهمله الجوهري، وقال الخارزنجي: هم اللصوص. والزقيلة، كسفينة: السكة الضيقة، قال: وكذلك يوصف به الطريق الضيق. وقال ابن دريد: يقول بعض العرب: زوقل فلان عمامته، إذا سدل طرفيها من ناحيتي رأسه، وقال الخارزنجي: زواقيل العمامة، والقلنسوة: أن تخرج الشعور من تحتها، والعمة الزوقلية من ذلك. ومما يستدرك عليه: الزواقيل: قوم بناحية الجزيرة وما حولها، قاله ابن دريد. قال: والزقل، لا أحسبه عربيا. وفي استعمال العامة زقله، زقلا: رماه. والزقلة، بالضم: شيء يجعل في فم اللص إذا أمسك به لئلا يتكلم.

ز ل ل

صفحة : 7135

زللت يا فلان، تزل، من حد ضرب، وزللت، كمللت، تزل من حد علم، وهذه عن الفراء، وبه قرأ أبو السمال، وزيد بن علي، وعبيد ابن عمير، قوله تعالى: فإن زللتم ، بكسر اللام، والأولى قراءة العامة، زلا، وزليلا، كأمير، ومزلة، بكسر الزاي، وزلولا، بالضم، وهذه عن اللحياني كالأولى والثانية، وزللا، محركة، وزليلى، كخليفى، ويمد، عن اللحياني: زلقت في طين، أو رأي، أو منطق، أو دين، وأزله غيره، إزلالا، وقوله تعالى: فأزلهما الشيطان عنها ، وقرئ: فأزالهما ، أي نحاهما، وقيل: أيكسبهما الزلة، وقال ثعلب: أزلهما في الرأي، وقيل حملهما على الزلل، واستزله، ومنه قوله تعالى: إنما استزلهم الشيطان ، قيل: أي طلب زلتهم. والمزلة، والمزلة، بفتح الزاي وكسرها، الأولى عن أبي عمرو: موضعه، وهي المدحضة، نحو الصخرة الملساء، وما أشبهها، قال الراعي:

بنيت مرافقهن فوق مـزلة     لا يستطيع بها القراد مقيلا وفي صفة الصراط: مزلة مدحضة. أراد أنه تزلق عليه الأقدام، ولا تثبت. والاسم الزلة، يقال: زل الرجل زلة قبيحة، إذا وقع في أمر مكروه، أو أخطأ خطأ فاحشا، ومنه الحديث: نعوذ بالله من زلة العالم. وفي الكلام المشهور: زلة العالم زلة العالم. ومقام زل، ومقامة زل، بالضم، وكذا زلل، محركة، إذا كان يزل فيه، أي يزلق، قال الكميت:

ووصلهن الصبا إن كنت فاعله     وفي مقام الصبا زحلوقة زلل وقال آخر:

لمن زحلوقة زل
بها العينان تنهل

وقد ذكر تمامه في ح ل ل وقال أبو محمد الحذلمي:

إن لها في العام ذي الفتوق
وزلل النية والتصفيق
رعية مولى ناصح شفيق

أي أنها تزل من موضع إلى موضع، والنية: الموضع ينوون المسير إليه. وقوس زلاء: يزل السهم عنها: لسرعة خروجه. وزل عمره: ذهب، ومضى، قال:

أعد الليالي إذ نأيت ولم يكنبما زل من عيش أعد اللياليا وزل فلان،، زليلا، وزلولا، كقعود مر مرا سريعا، عن ابن شميل. وزلت الدراهم، زلولا، كقعود: انصبت، أو نقصت وزنا، يقال: درهم زال، ويقال: من دنانيرك زلل، ومنها وزن. وأزل إليه نعمة: أسداه، ومنه الحديث: من أزلت إليه نعمة فليشكرها، قال أبو عبيد: أي من أسديت إليه، وأعطيها، واصطنعت عنده. قال ابن الأثير: وألهن من الزليل، وهو انتقال الجسم من مكان إلى مكان، فاستعير لانتقال النعمة من المنعم إلى المنعم عليه، يقال: زلت منه إلى فلان نعمة، وأزلها إليه، قال كثير يذكر امرأة:

وإني وإن صدت لمثن وصادق    عليها بما كانت إلينـا أزلـت وأزل إليه من حقه شيئا، أي أعطاه. وقال الليث: الزلة من كلام الناس عند الطعام، وهو الصنيعة إلى الناس، يقال: اتخذ فلان زلة، ويضم وقال أبو عمرو: أزللت له زلة، لا يقال: زللت. والزلة: العرس، يقال: كنا في زلة فلان، أي في عرسه، عن ابن شميل. والزلة: الخطيئة، والذنب، قال:

هلا على غيري جعلت الزله

صفحة : 7136

فسوف أعلو بالحسام القله والزلة: السقطة في مقال، ونحوه، وقد زل، زلة. والزلة: اسم لما تحمل من مائدة صديقك أو قريبك، لغة عراقية، كما قاله الليث، قال: وإنما اشتق ذلك من الصنيع إلى الناس، أو هي لغة عامية، تكلمت بها عامة العراقيين. والزلة، بالكسر: الحجارة، أو ملسها، عن الفراء، والجمع الزلل. والزلة، بالضم: ضيق النفس. ويقال: في ميزانه زلل، محركة، أي نقصان، وهذه عن اللحياني. وماء زلال، كغراب، وأمير، وصبور، وعلابط: سريع النزول والمر في الحلق، وقل: ماء زلال: بارد، وقيل: ماء زلال، وزلازل عذب صاف خالص سهل سلس، يزل في الحلق زلولا. والأزل: السريع، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

أزل إن قيد وإن قام نصب والأزل: الأشج، هكذا في النسج، والصواب: الأرسح، كما هو نص المحكم، أو أشد منه لا يستمسك إزاره، وأيضا: الخفيف الوركين، عن أبي عمرو، وهي زلاء، لا عجيزة لها، رسحاء، بينة الزلل، قال:


ليست بكرواء ولكن خدلم
ولا بزلاء لكن ستهم
ولا بكحلاء ولكن زرقم

وقد زل الرجل، زللا. والسمع الأزل: ذئب أرسح، يتولد بين الضبع والذئب، قال تأبط شرت: مسبل في الحي أحوى رفل وإذا يغزو فسمع أزل وهذه الصفة لازمة له، كما يقال: الضبع العرجاء. وفي المثل: هو أسمع من السمع الأزل. وقال ابن الأثير: الأزل في الأصل: الصغير العجز، وهو في صفات الذئب الخفيف، وقيل: هو من زل زليلا، إذا عدا، والجمع الزل. وزلزله، زلزلة، وزلزالا، مثلثة: حركه شديدا، وأزعجه، وقد قالوا: إن الفعلال والفعلال مطردان في جميع مصادر المضاعف، والاسم الزلزال، وزلزل الله الأرض، زلزلة، وزلزالا، بالكسر، فتزلزلت هي، وقال أبو إسحاق، في قوله تعالى: إذا زلزلت الأرض زلزالها أي حركت حركة شديدة، والقراءة: زلزالها ، بالكسر، ويجوز في الكلام: زلزالها، قال: وليس في الكلام فعلال، بفتح الفاء، إلا في المضاعف، نحو الصلصال، والزلزال، قال: وهو بالكسر: المصدر، وبالفتح: السم، وكذلك الوسواس والوسواس. وفي العباب: قرأ عامر، والجحدري، وأبو البرهسم: إذا زلزلت الأرض زلزالها ، بالفتح، وعن نعيم بن ميسرة: زلزالها ، بالضم، وقرأ الخليل في الأحزاب: وزلزلوا زلزالا شديدا ، بالضم، وفي اللسان: قال ابن الأنباري: الزلزلة، في قولهم: أصابت القوم زلزلة: التخويف، والتحذير، من قوله تعالى: وزلزلوا حتى يقول الرسول: ، أي خوفوا وحذروا. والزلازل: البلايا، والشدائد، والأهوال، قال عمران بن حطان:

فقد أظلتك أيام لهـا خـمـس     فيها الزلازل والأهوال والوهل

صفحة : 7137

وقال بعضهم: الزلزلة مأخوذة من الزلل في الرأي، فإذا قيل: زلزل القوم، فمعناه صرفوا عن الاستقامة، وأوقع في قلوبهم الخوف والحذر، وفي الحديث: اللهم اهزم الأحزاب وزلزلهم، أي اجعل أمرهم مضطربا، متقلقلا، غير ثابت. وإزلزل، بكسر الهمزة والزاءين: كلمة تقال عند الزلازل، قال ابن جني: ينبغي أن يكون من معناها، وقريبا من لفظها، ولا تكون من حروف الزلزلة، قال: وعلى أنه مثال فائت، فيه بلية من جهة أخرى، وذلك أن بنات الأربعة لا تدركها الزيادة من أولها، إلا في الأسماء الجارية على أفعالها، نحو مدحرج، وليس إزلزل من ذلك، فيجب أن يكون من لفظ الأزل ومعناه، ومثاله فعلعل. والزلزول، كسرسور: الخفيف الروح والجسم، الظريف. والزلزول أيضا: الخفة. وأيضا: القتال والشر، قال الأصمعي: يقال: تركت القوم في زلزول وعلعول، أي في قتال وشر، قال شمر: ولم يعرفه أبو سعيد. والزلزل، بفتحتين، وبكسر الزاي الثانية: الأثاث والمتاع، قال شمر: وهو الزلز أيضا، وفي كتاب الياقوت: الزلزل، والقثرد، والخنثر: قماش البيت. قلت: ونقل شيخنا عن بعض: زلزل، كعلبط. وكفدفد: زلزل المغني، يضرب بضربه العود المثل، وإليه تضاف بركة زلزل ببغداد، بين الكرخ والصراة، وقد تقدم ذلك في ب ر ك، مفسرا. والزلزل، كهدهد: الطبال الحاذق، قاله الفراء. والزليل، كأمير: الفالوذ، نقله الصاغاني. وزلول، كصبور: د، بالمغرب، نقله الصاغاني. وزلالة، كجبانة: عقبة بتهامة. والمزلل، كمحدث: الكثير الهدايا، والمعروف. والزلية، بالكسر: البساط، ج: زلالي، كما في اللسان، والعباب. ومما يستدرك عليه: الزلول: المكان الذي تزل فيه القدم، قال:

بماء زلال في زلول بمعرك      يخر ضباب فوقه وضريب واز فلانا إلى القوم: قدمه. وأزل عنه نعمة: أخرجها. والزليل: مشي خفيف. وغلام زلزل، وقلقل: إذا كان خفيفا. والزلال، بالضم: حيوان صغير الجسم، أبيضه، إذا مات جعل في الماء فيبرده، ومنه سمي الماء البارد زلالا. والزلال: الصافي من كل شيء، قال ذو الرمة

كأن جلودهن مموهـات     على أبشارها ذهب زلال وتزلزلت نفسه: رجعت عند الموت في صدره، قال أبو ذؤيب:

وقالوا تركناه تزلزل نفـسـه    وقد أسندوني أو كذا غير ساند والأزل: الخفيف، عن ابن الأعرابي، قال: وزل، إذا دقق. وقال أبو شنبل: ما زلزلت قط ماء أبرد من ماء الثغوب. قال الأزهري: معناه: ما جعلت في حلقي ماء يزل فيه زلولا أبرد من ماء الثغب. والتزلزل: التحرك، والاضطراب. وجاء بالإبل يزلزلها، أي يسوقها بالعنف.

ز م ل

صفحة : 7138

زمل، يزمل، ويزمل، من حدي ضرب ونصر، زمالا، بالكسر: عدا، وأسرع، معتمدا في أحد شقيه، رافعا جنبه الآخر، وكأنه يعتمد على رجل واحدة، وليس له بذلك تمكن المعتمد على رجليه جميعا. والزمال، ككتاب: ظلع في البعير يصيبه. وقال الأزهري: العرب تسمي لفافة الراوية زمالا، بالكسر، وج زمل، ككتب، وثلاثة أزملة، مثل أشربة. والزامل: من يزمل غيره، أي يتبعه. والزامل من الدواب، وقال أبو عبيد: من حمر الوحش: الذي كأنه يظلع من نشاطه، وقد زمل في مشيه وعدوه، يزمل، زملا، وزمالا، بلفتحهما، وزملا وزملانا، محركتين: إذا رأيته يتحامل على يديه، بغيا ونشاطا، قال:
تراه في إحدى اليدين زاملا وقال لبيد:

فهو سحاج مـدل سـنـق     لاحق البطن إذا يعدو زمل وزامل: فرس معاوية بن مرداس السلمي، وهو القائل فيه:

لعمري لقد أكثرت تعريض زامل      لوقع السلاح أو ليقدع عـابـرا
ولا مـثـل أيام لـه وبـــلائه     كيوم له بالفرع إن كنت خابـرا

والزاملة: التي يحمل عليها طعام الرجل، ومتاعه في سفره، من الإبل، وغيرها، فاعلة من الزمل: الحمل، والجمع زوامل، ولقد أبدع مروان بن أبي حفصة، إذ هجا قوما من رواة الشعر، فقال:

زوامل للأشعار لا علم عندهـم     بجيدها إلا كعـلـم الأبـاعـر
لعمرك ما يدري البعير إذا غدا     بأوساقه أو راح ما في الغرائر

والأزمل: الصوت، عن الأصمعي: وأنشد الأخفش:

تضب لثات الخيل في حجراتـهـا     وتسمع من تحت العجاج لها ازملا يريد: أزملا، فحذف الهمزة، كما قالوا: ويلمه. وقيل: الأزمل: كل صوت مختلط، أو صوت يخرج من قنب دابة، وهو وعاء جردانه، ولا فعل له. وأخذه، أي الشيء، بأزمله: أي جميعه، وكله. والأزملة: الكثيرة، يقال: عيالات أزملة، أي كثيرة، والأزملة: رنين القوس، قال:

وللـقـسـي أهـازيج وأزمـلة      حس الجنوب تسوق الماء والبردا والأزمولة، بالضم، من الأوعال: الذي إذا عدا زمل في أحد شقيه، من زملت الدابة، إذا فعلت ذلك، قاله أبو الهيثم، وقال غيره: الإزمولة، كبرذونة، ويضم: المصوت من الوعول، وغيرها، قال ابن مقبل، يصف وعلا مسنا:

عودا أحم القرا أزمولة وقلا     على تراث أبيه يتبع القذفا

صفحة : 7139

رواه أبو عمرو: أزمولة، بالضم، ورواه الأصمعي كبرذونة، وكذلك يرويه سبويه، والزبيدي في الأبنية. ويقال: هو إزمول، وإزمولة، بكسر الألف وفتح الميم، قال ابن جني: قيل: هو ملحق بجردحل، وذلك أن الواو التي فيه ليست مدا، لأنها مفتوح ما قبلها، فشابهت الأصول بذلك، فألحقت بها. وقال الفراء: فرس أزمولة، أو قال: إزمولة. إذا انشمر في عدوه وأسرع، ويقال للوعل أيضا. أزمولة، في سرعته، وأنشد بيت ابن مقبل أيضا، وفسره، فقال: القذف: المهالك، يريد المفاوز، وقيل: أراد قذف الجبال، قال: وهو أجود. والزوملة: سوق الإبل، وفي المحكم: الزوملة، واللطيمة، والعير: الإبل، فالزوملة، واللطيمة: التي عليها أحمالها، والعير: ما كان عليها جمل أو لم يكن، قاله ابن الأعرابي، وأنشد الفراء في نوادره:

نسى خليليك طلاب العشق
زوملة ذات عباء بلق

وقول بعض لصوص العرب:

أشكو إلى الله صبري عن زواملهم     وما ألاقي إذا مروا من الحـزن يجوز أن يكون جمع زوملة، أو زاملة. والزملة، بالضم: الرفقة، عن أبي زيد، وأنشد:

لم يمرها حالب يوما ولا نتجت    سقبا ولا ساقها في زملة حادي وقيل: الزملة: الجماعة، والزملة، بالكسر: ما التف من الجبال والصور من الودي، وما فات اليد من الفسير، كل ذلك عن الهجري. والزميل، كأمير: الرديف على البعير الذي يحمل الطعام والمتاع، وقيل: هو الرديف على الدابة، يتكلم به العرب، كالزمل، بالكسر. وزمله، يزمله، زملا: أردفه، أو عادله، وقال ابن دريد: زملت الرج على البعير، فهو زميل ومزمول، إذا أردفته. وقيل: إذا عمل الرجلان على بعيريهما، فهما زميلان، فإذا كانا بلا عمل فرفيقان. وقال ابن الأعرابي: التزميل: الإخفاء، وأنشد:

يزملون حنين الضغـن بـينـهـم     والضغن أسود أو في وجهه كلف والتزميل: اللف في الثوب، ومنه حديث قتلى أحد: زملوهم بثيابهم، أي لفوهم فيها، وفي حديث السقيفة: فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم، أي مغطى مدثر، يعني سعد بن عبادة، وقال امرؤ القيس:

كبير أناس في بجاد مزمل وتزملأ: تلفف بالثوب، وتدثر به، كازمل، على افعل، ومنه قوله تعالى: يا أيها المزمل ، قال أبو إسحاق: أصله المتزمل، والتاء تدغم في الزاي لقربها منها، يقال: تزمل فلان، إذا تلفف بثيابه. والزمل، كسكر، وصرد، وعدل، وزبير، وقبيط، ورمان، وكتف، وقسيب، بكسر فسكون ففتح فتشديد، وجهينة، وقبيطة، ورمانة، فهي لغات إحدى عشرة، كل ذلك بمعنى الجبان الضعيف الرذل، الذي يتزمل في بيته، لا ينهض للغزو، ويكسل عن مساماة الأمور الجسام، قال أحيحة:

لا وأبيك ما يغني غنائي     من الفتيان كـسـول وقالت أم تأبط شرا: وابناه وابن الليل، ليس بزميل: شروب للقيل، يضرب بالذيل. وقال أبو كبير الهذلي:

وإذا يهب من المـنـام رأيتـه      كرتوب كعب الساق ليس بزمل

صفحة : 7140

وقال سيبويه: غلب على الزمل الجمع بالواو والنون، لأن مؤنثه مما تدخله الهاء. والإزميل، بالكسر: شفرة الحذاء، يقطع بها الأديم، قال عبدة ابن الطبيب:

عيهامة ينتحي في الأرض منسمهاكما انتحى في أديم الصرف إزميل والإزميل: حديدة كالهلال، تجعل في طرف رمح لصيد البقر، بقر الوحش، وقيل: الإزميل: المطرقة. والإزميل من الرجال: الشديد، قال:

ولا بغس عنيد الفحش إزميل وقيل: رجل إزميل شديد الأكل، شبه بالشفرة. والإزميل أيضا: الضعيف الدون، وهو ضد. ويقال: أخذه بأزمله، بفتح الميم، وأزمله بضمها، وأزملته: أي بأثاثه، وكذا بزملته، محركة، كما في اللسان. وترك زملة، محركة، وأزملة، وأزملا، أي عيالا. وازدمله، أي الحمل: حمله كله بمرة واحدة، وهو افتعل من الزمل، أصله ازتمله، فلما جاءت التاء بعد الزاي جعلت دالا.

صفحة : 7141

ويقال: هو ابن زوملتها: أي عالم بها، قال ابن الأعرابي: يقال ذلك للرجل العالم بالأمر، قال: وابن زوملة أيضا: ابن الأمة. وعبد الله بن زمل الجهني، بالكسر: تابعي مجهول غير ثقة، وقول الصاغاني في العباب: صحابي، غلط. قال شيخنا، كلام المصنف هو الغلط، وعبد الله صحابي، ذكره الحافظ في الإصابة، كغيره ممن ألف في أسماء الصحابة، وصرح به شراح المواهب، في التعبير أثناء الطب. انتهى. قلت: قال الذهبي في التجريد: يروى عنه حديث الاستغفار، وهو تابعي مجهول. وقال في ذيل الديوان: إنه أرسل حديثا فيوهم فيه الصحبة، ولا يكاد يعرف أحاديثه منكرة. وزمل، بالفتح، أو هو زميل، كزبير: ابن ربيعة، أو هو زمل بن عمرو بن أبي العنز بن خشاف، العذري: صاحبي، صاحب شرطة معاوية، له وفادة، وقتل ممرج راهط، ووقع في العباب: عمرو بن العتر بن خشاف، وهناك صحابي آخر يقال له: زميل الخزاعي، ذكره السهيلي. وكزبير: زميل بن عياش روى عن مولاه عروة بن الزبير، وعنه يزيد ابن الهاد، تكلم فيه. وزميلة: كجهينة: بطن من تجيب، منهم أبو سعيد سلمة بن مخرمة بن سلمة بن عبد العزى بن عامر الزميلي التجيبي، المحدث، شهد فتح مصر، وروى عن عمر، وعثمان، رضي الله تعالى عنهما، وعنه ربيعة بن لقيط التجيبي، وابنه سعيد بن سلمة، روى عن أبيه، وعنه عمرو بن الحارث، وسليمان بن أبي وهب. ومن بني زميلة أيضا: أبو حفص حرملة بن يحيى الزميلي، صاحب الشافعي، قد تقدم ذكره في ح ر م ل، وسكن بن أبي كريمة بن زيد التجيبي الزميلي، روى عنه حيوة بن شريح. والمزملة، كمعظمة: التي يبرد فيها الماء، من جرة، أو خابية خضراء، قاله المطرزي، في شرح المقامات، وهي لغة عراقية يستعملها أهل بغداد، كما في العباب. والزمل، بالكسر: الحمل، وفي حديث أبي الدرداء: إن فقدتموني لتفقدن زملا عظيما، يريد حملا عظيما من العلم، قال الخطابي: ورواه بعضهم: زمل، بالضم والتشديد، وهو خطأ. ويقال: ما في جوالقك إلا زمل، إذا كان نصف الجوالق، عن أبي عمرو. ومما يستدرك عليه: المزاملة: المعادلة على البعير. والزميل: الرفيق في السفر، الذي يعينك على أمورك، وأصله في الرديف، ثم استعير، فقيل: أنت فارس العلم، وأنا زميلك. وأزاميل القسي: أصواتها، جمع الأزمل، والياء للإشباع. وقال النضر: الزوملة مثل الرفقة. وأخذ الشيء بزملته، محركة: أي بأثاثه. وقال أبو زيد: خرج فلان وخلف أزملة وخرج بأزملة: إذا خرج بأهله وإبله وغنمه، ولم يخلف من ماله شيئا. والزمل، محركة: الرجز، وسمعت ثقيفا وهذيلا يتزاملون، أي يتراجزون، وقول الشاعر:

لا يغلب النازع، مادام الزمل
إذا أكب صامتا فقد حـمـل

صفحة : 7142

يقول: ما دام يرجز فهو قوي على السقي، فإذا سكت ذهبت قوته، قال ابن جني: هكذا رويناه، عن أبي عمرو: الزمل، بالزاي المعجمة، ورواه غيره بالراء، وهما صحيحان في المعنى، وقد تقدم. وزامل بن زياد الطائي: شيخ لعلي ابن المديني، فيه جهالة. وزامل بن أوس الطائي، عن أبي هريرة، رضي الله تعالى عنه، وعنه ابنه عقبة بن زامل، ثقة. وزميل بن وبير، وابن أم دينار: شاعران. وقد قيل: إن زملا وزميلا هو قاتل ابن دارة، وإنهما جميعا اسمان له. وزومل: اسم رجل، وأيضا اسم امرأة. ومحمد بن الحسين الأنصاري، المعروف بان الزمال، كشداد، سمع بمكة يونس الهاشمي، ومات بالإسكندرية، ذكره منصور في الذيل. والزوامل: بطين من العرب في ضواحي مصر. وازدمل في ثيابه: تلفف. والمزمل: يكنى به عن المقصر، والمتهاون في الأمر، ذكره الراغب.

ز م ج ل
الزمجيل، بالكسر، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو النمر، وكأنه القوي، كما في العباب. قلت: وكأن ميمه مقلوبة عن نون الزنجيل، الذي هو بمعنى القوي الضخم، كما سيأتي، فتأمل ذلك.

ز م ه ل
ازمهل المطر، ازمهلالا، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: أي وقع، قال: وازمهل الثلج: إذا سال بعد ذوبانه. والمزمهل: هو المنتصب، نقله الصاغاني، وقال ابن دريد: المزمهل الصافي من المياه. ومما يستدرك عليه: ازمهل: إذا فرح، عن أبي عمرو. ومما يستدرك عليه:

ز م ك ل
زمكل، كجعفر: صحابي، حرج له بقي بن مخلد حديثا، ذكره ابن فهد في معجمه. ومما يستدرك عليه:

ز ن ب ل
الزنبل، كقنفذ: القصير من الرجال. وزنبل: اسم، أورده الأزهري في رباعي التهذيب. وابن زنبل: رجل من المؤرخين، كان بالمحلة، متأخر رأيت له واقعة السلطان سليم عند دخوله بمصر، حررها فأبدع. والزنبيل، بالكسر والفتح: لغة في الزبيل، وهذا قد ذكره المصنف في ز ب ل، والجمع زنابيل. وأحمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن الزنبول المخزومي اليمني، عن ابن عجيل، وابن الحضرمي، مات سنة 624. ومما يستدرك عليه:

ز ن ج ل
الزنجيل، بالكسر: الضعيف، هكذا رواه الأموي وابن الأعرابي بالنون، وقال الفراء: هو الزنجي، بالهمز بدل النون، وقد استطرده المصنف في ز ج ل. والزنجيل أيضا: القوي الضخم، كما في اللسان. والزنجيلية: مدرسة بدمشق، نسبت إلى..
ز ن ج ب ل

الزنجبيل، هنا ذكره الجوهري، وصاحب اللسان، وأورده الصاغاني في زجبل، قال ابن سيده: زعم قوم أن الخمر يسمى زنجبيلا، قال:

وزنجبيل عاتق مطيب وقال الأزهري: ذكر الله عز وجل الزنجبيل في كتابه العزيز، فقال: كان مزاجها زنجبيلا، عينا فيها تسمى سلسبيلا ، أي يجمع طعم الزنجبيل، والعرب تصف الزنجبيل بالطيب، وهو مستطاب عندهم جدا، قال الأعشى:

كأن جنيا من الزنـجـبـي     ل خالط فاها وأريا مشورا

صفحة : 7143

قال: فجائز أن يكو الزنجبيل في خمر الجنة، وجائز أن يكون مزاجها، ولا غائلة له، وجائز أن يكون اسما للعين التي تؤخذ منها هذه الخمر، واسمه السلسبيل أيضا. وقال أبو حنيفة: الزنجبيل مما ينبت في بلاد العرب بأرض عمان. قلت: وبأرض اليمن أيضا، وهو عروق تسري في الأرض حرفة تحذي اللسان، ونباته كالقصب والبردي، والراسن، وليس منه شيء بريا، وليس بشجر يؤكل رطبا، كما يؤكل البقل، ويستعمل يابسا، ومرباه أجود ما يؤتى به من بلاد الزنج والصين، له قوة مسخنة هاضمة ملينة يسيرا باهية، جالية للبلغم، مذكية للعقل، مفرحة للنفس، وإن خلط برطوبة كبد المعز، وجفف، وسحق، واكتحل به، أزال الغشاوة وظلمة البصر، عن تجربة. وزنجبيل الكلاب: بقلة ورقها كالخلاف، وقضبانه حمر، يجلو الكلف والنمش، ويقتل الكلاب، ولذا نسبت إليهم. وزنجبيل العجم: هو الإشترغارز، وزنجبيل الشام: هو الراسن.

ز ن د ب ل
الزنجبيل، أهمله الجوهري، والصاغاني، وقال ابن الأعرابي: هو الفيل العظيم، قال شيخنا: زعم قوم أن نونه أصلية كغيره، وصرح الشيخ أبو حيان بأن نونه زائدة، وتابعوه، ونقله غيره عن سيبويه. انتهى. قلت: كيف يكون ذلك وهم قالوا: إنه معرب زنده بيل، ومعناه بالفارسية: الفيل الحي، ويكنى به عن العظيم. فتأمل ذلك.

ز ن ف ل
زنفل في مشيته، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: إذا تحرك كالمثقل بحمل، وقال ابن دريد: زنفل، زنفلة: أسرع، يقال: جاء يزنفل، إذا جاء مسرعا. وزنفل: من أسماء العرب، وهو اسم رجل، ومنه زنفل العرفي، قال الدارقطني: سكن عرفة. أحد فقهاء مكة شرفها الله تعالى، يروي عن أبي مليكة، وعنه إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير، وجماعة غير ثقة، قاله النسائي، وقال الدارقطني: ضعيف. وأم زنفل: الداهية، قال ابن الأعرابي، دريد: سمعته من أبي عثمان الأشنانداني، ولم أسمع ذلك إلا منه. ومما يستدرك عليه: زنفل زنفلة: رقص رقص النبط، عن ابن الأعرابي. وزنفل: لقب أبي الحسن علي بن الحسن الأبشيهي، من المتأخرين، دفين محلة أبي علي القنطرة، وإليه نسبت الزنافلة في ضواحي مصر، بارك الله فيهم.

ز ن ق ل
زنقل في مشيه، مثل زنفل، أهمله الجماعة كلهم، وأنا أخشى أن يكون تصحيفا. ومما يستدرك عليه:

ز ن ك ل
زنكل بن علي بن محجن أبو فزارة الرقي، من أتباع التابعين، روى عنه أهل الجزيرة. والزونكل، كسفرجل: القصير، كالزونك، وبهما يروى قوله:

وبعلها زونك زونزى هنا ذكره صاحب اللسان، وأورده الصاغاني في ز ك ل. وزنكلون: قرية من قرى مصر، من أعمال الغربية.

ز و ل

صفحة : 7144

الزوال: الذهاب، والاستحالة، والاضمحلال، ومنه: الدنيا وشيكة الزوال. وزال الشيء عن مكانه، يزول، هذا هو الأكثر، ويزال، وهي قليلة، عن أبي علي قال شيخنا: كلامه فيه إجمال، وأبو علي جعله مضارعا لزال، كخاف على القياس، وكلامه كالصريح في أنه مضارع زال بالفتح، كقال، وليس كذلك، غذ لا موجب لفتح الماضي والمضارع، كما لا يخفى، والله أعلم، زوالا، وزؤولا، كقعود، هذه عن اللحياني، وزويلا، كأمير، وزولا، بالفتح كما يقتضيه اصطلاحه، وفي بعض النسخ: بالضم، وزولانا، محركة، وهذه عن ابن الأعرابي. وازول، ازولالا، كاحمر احمرارا، هكذا في النسخ، وفي العباب: ازوأل، مثل اطمأن، إذا تنحى وبعد. وأزلته، إزالة وزولته، تزويلا: إذا نحيته، فانزال. وزلته، بالكسر، أزاله، وأزيله، وزلت عن مكاني، بالضم، أزول، زوالا، وزؤولا، كقعود وأزلته، إزالة، كل ذلك عن اللحياني. وزال الملك، زوالا، وزال زواله، إذا دعي له بالإقامة. وأزال الله تعالى زواله، وزال الله زواله: دعاء عليه بالهلاك، والبلاء، عن ابن السكيت، أي أذهب الله حركته وتصرفه، كما يقال: أسكت الله نأمته، وزال زواله، أي ذهبت حركته، وقول الأعشى:

هذا النهار بدالها من همها      ما بالها بالليل زال زوالها قيل: معناه زال الخيال زوالها، قال ابن الأعرابي: وإنما كره الخيال، لأنه يهيج شوقه، وقد يكون على اللغة الأخيرة، أي أزال الله زوالها، ويقوي ذلك رواية أبي عمرو: زوالها، ويقوي ذلك رواية أبي عمرو: زوالها، بالرفع على الإقواء، وقال: هذا مثل قديم، تستعمله العرب هكذا بالرفع، فسمعه الأعشى، فجاء به على استعماله، كقولهم: الصيف ضيعت اللبن، وأطرق كرا، وغير أبي عمرو روى هذا المثل بالنصب بغير إقواء، على معنى زال عنا طيفها بالليل، كزوالها هي بالنهار. والزوائل: الصيد، جمع زائلة، ومن المجاز: هو رامي الزوائل، إذا كان طبا بإصباء النساء إليه، ومنه قول ابن ميادة:

وكنت امرأ أرمي الزوائل مرة         فأصبحت قد ودعت رمي الزوائل
وعطلت قوس الجهل عن شرعاتها      وعادت سهامي بين رث وناصل

هذا رجل كان يختل النساء في شبيبته بحسنه، فلما شاب وأسن لم تصب إليه امرأة، والشرعات: الأوتار. ومن المجاز: الزوائل النجوم، لزوالها من المشرق والمغرب في استدارتها ومن مجاز المجاز، زال النهار، زوالا: ارتفع، وقيل ذهب، وقيل: برح، قال زهير:

كأن رحلي وقد زال النهار بنا     يوم الجليل على مستأنس وحد ومن المجاز: زالت الشمس، زوالا، وزوولا، كقعود، بلا همز، كذلك نص عليه ثعلب، وزئالا، ككتاب، وزولانا، محركة: زلت، ومالت عن كبد السماء، ومنه: زال النهار، وزال الظل. غير أنهم لم يقولوا في مصدرهما: زوولا، كما قالوا في الشمس. ومن المجاز: زالت الخيل بركبانها، زئالا: أي نهضت، كقوله:

............. وقــــد     زال الهماليج بالفرسان..

صفحة : 7145

ومن المجاز: زال زائل الظل، أي قام قائم الظهيرة وعقل. ويقال: زالت ظعنهم، زيلولة، كقيلولة: إذا ائتووا مكانهم، ثم بدا لهم، وقوله: عنه، أي عن اللحياني، ولم يتقدم ذكره، تبع عبارة المحكم، ونصها، بعد ما ذكر: وهذه عن اللحياني، وزالت ظعنهم، إلى أن قال: ثم بدالهم، عنه أيضا، أي عن اللحياني كذلك، وهو صحيح، وأما في سياق المصنف فالصواب حذف لفظة عنه، فتنبه لذلك. وزاوله، مزاولة، وزوالا، بالكسر: عالجه، وحاوله، وطالبه، وكل محاول مطالب مزاول. ومن المجاز: هو يزاول حاجة له، أي يحاولها، ويقال: هو ممارس للأعمال ومزاولها. ومللت مزاولة هذا الأمر. وتقول: ما زال هذا الأمر مداولا فيهم أي مزاولا بأيديهم. قال الأزهري: وهذا كله من: زال، يزول، زولا، وزولانا. وأنشد ثعلب لابن خارجة:

فوقفت معتاما أزاولهـا     بمهند ذي رونق عضب وقال رجل لآخر، عيره بالجبن: والله ما كنت جبانا، ولكني زاولت ملكا مؤجلا. قال زهير:

فبتنا وقوفا عند رأس جوادنا    يزاولنا عن نفسه ونزاوله وتزوله، وزوله: أجاده، هكذا في النسخ، والصاب: أجاءه، هكذا حكاه الفارسي عن أبي زيد. ومن المجاز: الزول: العجب، يقال: هذا زول من الأزوال. أي عجب من العجائب. والزول: الصقر. وأيضا. وأيضا: فرج الرجل. وأيضا: الشجاع، الذي يتزايل الناس من شجاعته. وأيضا: ع باليمن. وأيضا: الرجل الجواد، والجمع أزوال، وأنشد ابن السكيت لكثير بن مزرد:

لقد أروح بالكرام الأزوال
معديا لذات لوث شملال

ومن المجاز: الزول الشخص. وأيضا: البلاء. وأيضا: الخفيف، وأنشد القزاز:

تلين وتستـدنـي لـه شـدنـية     مع الخائف العجلان زول وثوبها وهو أيضا: الظريف من الرجال، قال ابن السكيت: يعجب من ظرفه. وقيل: هو الفطن، وقد زال، يزول: إذا تظرف، عن ابن الأعرابي، وهي زولة، بهاء، يقال: امرأة زولة، إذا كانت برزة للرجال، وقيل: هي الفطنة الداهية، وقيل: هي الظريفة. ووصيفة زولة: نافذة في الرسائل. ج: أزوال، يقال: فتية أزوال، وفتيات زولات. وتزول الفتى، إذا تناهى ظرفه. ويقال: زاله، وانزال عنه، إذا فارقه، الأخير مطاوع لأزاله، وزوله. والزائلة: كل ذي روح من الحيوان، يزول عن موضعه، أو كل متحرك، لا يقر في مكانه، يقع على الإنسان وغيره، ومنه حديث جندب لجهني، رضي الله عنه: فرآني رجل منهم منبطحا على التل، فرماني بسهم في جبهتي، فنزعته ولم أتحرك، فقال لامرأته: والله لقد خالطه سهمي، ولو كان زائلة لتحرك. والازديال: الإزالة، قال كثير:

أحاطت يداه بالخلافة بعدما     أراد رجال آخرون ازديالها

صفحة : 7146

وتزاولوا: تعالجوا وتحاولوا. ويقال: أخذه الزويل والعويل، لمر ما: أي الحركة، والقلق، والإزعاج، والبكاء، ومنه حديث قتادة: إنه كان إذا سمع الحديث لم يحفظه أخذه العويل والزويل حتى يحفظه. ويقال للرجل، إذا فزع من شيء حذر: لما رآني زال زويله، وزال زواله: أي زال جانبه ذعرا وفرقا، ويقال أيضا: زيل زويله، وأنشد أبو حنيفة، لأيوب بن عباية:

ويأمن رعيانـهـا أن يزو    ل منها إذا أغفلوها الزويل وقال ذو الرمة، يصف بيضة النعامة:

وبيضاء لا تنحاش منا وأمها      إذا ما رأتنا زال منا زويلها أي لا تنفر، وأمها النعامة التي باضتها، إذا رأتنا ذعرت منا، وجفلت نافرة، ويروى: زيل منا زويلها، ويأتي قريبا. وزويل، كزبير:د. والزويل، باللام: ع، قرب الحاجر. وزويلة، كسفينة: بلدان، أحدهما د، بالبربر، ويعرف بزويلة المهدية، وثانيهما د، قرب إفريقية، مقابل الأجدابية، ويعرف بزويلة السودان. وزويلة كجهينة: ع، أو اسم رجل. وباب زويلة: أحد الأبواب المشهورة بالقاهرة، عمرها الله تعالى، هذا هو المشهور على الألسنة بالضبط، ولكن ضبطه المقريزي في الخطط، وياقوت في المعجم، كسفينة، وقال: إنه نسب إلى قبيلة من البربر، يقال لهم زويلة، نزلوا بهذا المكان، واختطوا به، فتأمل ذلك. وقال إبراهيم بن يونس البعلبكي، في رحلته المصرية، سألت بعض شيوخنا، لأي شيء يكتبون بابي زويلة دون سائر الأبواب? فأجاب أن باب زويلة له مصراعان خاصة، دون غيره من الأبواب، فتثنيته لذلك. قلت: والصواب أنهم إنما يثنون لإرادة ذكر باب الخرق، فيقولون بابي زويلة والخرق، لقربهما. وأما الزوال للذي يتحرك في مشيته كثيرا، وما يقطعه من المسافة قليل، فبالكاف لا باللام، وغلط الجوهري في اللغة والرجز، وإنما الأرجوزة كافية، ونص الجوهري: والزوال الذي يتحرك في مشيه كثيرا وما يقطعه من المسافة قليل، وأنشد أبو عمرو:

البحتر المجدر الزوال وقد سبقه ابن بري بالاعتراض، حيث قال: الرجز لأبي الأسود العجلي، وهو مغير كله، والذي أنشده أبو عمرو:

البهتر المجذر الزواك وأولها، أي الأرجوزة:
تعرضت مريئة الحياك
لناشئ دمكمـك نـياك
البحتر المجذر الزواك

ورواية ابن بري: البهتر.

فأرها بقاسح بـكـاك
فأوركت لطعنه الدراك
عند الخلاط أيما إيراك

هكذا في النسخ، والصواب: فأوزكت وأيما إيزاك، بالزاي فيهما، كما هو نص رواية أبي عمرو:

فداكها بصيلـم دواك
يدلكها في ذلك العراك
بالقنفريش أيما تـدلاك

صفحة : 7147

قلت: والعجب من المصنف، أن الزواك بهذا المعنى لم يذكره في زوك، مع أن تركيب زوك ساقط عند الجوهري، بأنه يقال باللام أيضا، كما يقال بالكاف، فإن التركيب لا يأبى المعنى. والدمكمك كسفرجل: الشديد الصلب القوي، والبهتر، والمجذر، والجيذر، وكل ذلك بمعنى القصير، وأرها: أي ناكها، وذكر بكبك، وبكاك: مدفع، وهذا مثل قول الراجز:

واكتشفت لناشيء دمكمك
عن وارم أكظاره عضنك
تقول دلص ساعة لا بل نك
فداسها بأذلغي بكبك والطعن

الدراك: المتتابع، وأوزكت أيما إيزاك: أي لانت عند النكاح، والدواك: الكثير السحق في الجماع، وأنشد أبو عمرو أيضا:

فداكها دوكا على الصراط
ليس كدوك زوجها الوطواط

والقنفريش: الذكر الضخم. ومما يستدرك عليه: الزول: الحركة، يقال: رأيت شبحا ثم زال، أي: تحرك. وزالوا عن مكانهم: حاصوا عنه. وقال أبو الهيثم: يقال: استحل هذا الشخص، واستزله: أي: انظر هل يحول، أي: يتحرك، أو يزول، أي يفارق موضعه. والزوال، كشداد: الكثير الزول، أي: الحركة. وزال به السراب: رفعه وأظهره. وزال: انتقل من بلد إلى بلد، ومنه قول كعب بن زهير:

ببطن مكة لما أسلموا زولوا أي انتقلو عن مكة مهاجرين إلى المدينة. وزال عن الرأي، يزول، زؤولا، عن اللحياني. وهو يزول في الناس: أي يكثر الحركة، ولا يستقر. وزول أزول، على المبالغة، قال الكميت:

فقد صرت عما لها بالمشي     ب زولا لديها هو الأزول وقال ابن بري: قال أبو السمح: الأزول أن يأتيه أمر يمنعه الفرار. وزال: اسم أم رستم الفارسي. والمزاول: المذعور، من الزول، أي الشبح بالليل. والمزولة: آلة للمنجمين، يعرف بها زوال الشمس، والجمع مزاول، عامية. والزويلى، بالضم: كالمغرفة للملاحين. وزالت له زائلة: شخص له شخص. وليل زائل النجوم: طويل. وسير زول: عجب في سرعته، وخفته. وشتوة زولة: عجيبة في شدتها، وبردها.

ز ه ل
الزهلول، كسرسور: الأملس من كل شيء، والجمع زهاليل، ومنه قول كعب بن زهير، رضي الله تعالى عنه:

يمشي القراد ثم يزلـقـه      عنها لبان وأقراب زهاليل الأقراب: الخواصر. وقال ابن الأعرابي: الزهلول: الأملس الظهر. وزهلول: جبل أسود للضباب، له معدن، يقال له: معدن الشجرتين، وماؤه البردان ملح، كثير النخل، قاله نصر. والزهل: التباعد من الشر. والزهل، بالتحريك: امليلاس، وبياض، وقد زهل، كفرح، زهلا. والزاهل: المطمئن القلب. ومما يستدرك عليه: الزهلول: الحية لها عرف، نقله ابن بري، عن الوزير المغربي. وزاهل بن عمرو السكسكي، من أهل الشام، روى عنه سعيد بن أبي هلال، ثقة، ذكره ابن حبان.

ز ه م ل
زهمل المتاع، زهملة: إذا نضد بعضه على بعض، أهمله الجماعة كلهم، وكأنه مقلوب زهلم، كما سيأتي.

ز ي ل

صفحة : 7148

زاله عن مكانه، يزيله، زيلا، لغة في أزاله، كما قاله الجوهري، قال ابن بري: صوابه زلته زيلا: أي أزلته، وزلته زيلا: أي مزته. وفي المحكم: زال الشي، زيلا، وأزاله، إزالة، وإزالا، وهذه عن اللحياني: أي فرقه، وتزيلوا تزيلا، وتزييلا، وهذه حجازية، رواها اللحياني، قال: وربيعة تقولك تزايلوا، تزايلا: أي تفرقوا، وأنشد للمتلمس:

أحارث إنا لو تساط دماؤنا     تزيلن حتى ما يمس دم دما ويروى: تزايلن، وقوله تعالى: لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا ، يقول: لو تميزا. وزلته، أزيله، زيلا، فلم ينزل: أي مزته فلم ينمز، يقال: زل ضأنك من معزاك، أي مزه، وأبن ذا من ذا. وزيله، تزييلا، فتزيل: فرقه فتفرق، ومنه قوله تعالى: فزيلنا بينهم ، وهو على التكثير فيمن قال: زلت متعد، نحو مزته وميزته، قاله الراغب، وقال الأزهري: أما زال يزيل، فإن الفراء قال في قوله تعالى: فزيلنا بينهم . ليست من زلت وإنما هي من زلت الشيء، فأنا أزيله، إذا فرقت ذا من ذا، وقال: فزيلنا ، لكثرة الفعل، ولو قل لقلت: زل ذا من ذا، كما تقول: مز ذا من ذا، قال: وقرأ بعضهم: فزايلنا بينهم ، وهو مثل قولك: لا تصعر ولا تصاعر. وقال القتيبي، في تفسير قوله تعالى: فزيلنا أي فرقنا، وهو من زال، يزول، وأزلته أنا. قال الأزهري: وهذا غلط من القتيبي، ولم يميز بين زال يزول، وزال يزيل، كما فعل الفراء، وكان القتيبي ذا بيان عذب، وقد نحس حظه من النحو، ومعرفة مقاييسه. وزايله، مزايلة، وزيالا: فارقه، وانزال عنه، والحبيب المزايل: المباين، ويقال: خالطوا الناس وزايلوهم، أي فارقوهم في الأفعال. والزيال: افراق، والتزايل: التباين، قال أبو ذؤيب:

إلى ظعن كالدوم فيها تزايل     وهزة أحمال لهن وشـيج ومن المجاز: التزايل الاحتشام، وهو متزايل عنه، أي: محتشم، لأنه إذا احتشمه باينه بشخصه، وانقبض عنه، ويقال: أنا أتزايل عنك، فلا أتجاسر عليك، كما في الأساس. والزيل، محركة: تباعد ما بين الفخذين، كالفحج، وهو أزيل الفخذين منفرجهما، وفي حديث المهدي: أجلى الجبين، أقنى الأنف، أزيل الفخذين أفلج الثنايا، بفخذه الأيمن شامة. والمزيل، والمزيال، كمنبر، ومحراب: الرجل الكيس اللطيف، وفي حديث معاوية: أن رجلين تداعيا عنده، وكان أحدهما مخلطا مزيلا. قال ابن الأثير: المزيل هو الجدل في الخصومات، الذي يزول من حجة إلى حجة. قلت: فإذن يذكر في زول، وهكذا نقله صاحب اللسان، ولكن الزمخشري ذكره في ز ي ل، كالمصنف.

صفحة : 7149

وما زلت أفعله، كما تقول: ما برحت، ومضارعه: أزال وأزيل، قال الأزهري: وقلما يتكلم به إلا بحرف النفي، قال ابن كيسان: ليس يراد بما زال ولا يزال الفعل من زال يزول، إذا انصرف من حال إلى حال، وزال عن مكانه، ولكنه يراد بهما ملازمة الشيء، والحال الدائمة. انتهى، فهي والتامة مختلفان في المادة، تلك مركبة من ز و ل، وهذه من ز ي ل، أو الناقصة مغيرة من التامة، بنوها على فعل، بكسر العين، بعد أن كانت مفتوحة، أو هي من زاله يزيله، إذا مازه، وقال الراغب: قولهم: ما زال، ولا يزال، أجريا مجرى كان، وفي رفع الاسم ونصب الخبر، وأصله من الياء، لقولهم: زيلت: أي ما برحت، ولا يصح أن يقال: ما زال زيد إلا منطلقا، كما يقال: ما كان زيد إلا منطلقا، وذلك أن زال يقتضي معنى النفي، إذ هن ضد الثبات، وما ولا يقتضيان النفي، والنفيان إذا اجتمعا اقتضيا الإثبات، فصار قولهم: ما زال يجري مجرى كان، في كونه إثباتا، وكما لا يقال: كان زيد إلا منطلقا، لا يقال: ما زال زيد إلا منطلقا. وما زلت بزيد، وما زلت وزيدا حتى فعل ذلك، زيالا، أي بزيد، حكاه سيبويه. وحكى بعضهم: زلت أفعل، بمعنى: ما زلت أفعل، وهو قليل. ويقال: ما زيل فلان يفعل كذا، لغة في : ما زال، حكاه أبو الخطاب الأخفش، وهذا كما يقال: في كاد: كيد، ومنه قول الهذلي:

وكيد ضبع القف يأكلن جثتي    وكيد خراش يوم ذلك ييتـم وقوله: عنه، أي عن الأخفش، ولم يتقدم له ذكر، فهو مستدرك زائد، فتنبه لذلك. ومما يستدرك عليه: المتزايلة من النساء: التي تستر وجهها عنك. وزيل زويله، أي ذهبت حركته، وقال الزمخشري: أي استفز من الفرق، وهو من إسناد الفعل إلى مصدره، ومنه قول ذي الرمة السابق: زيل منا زويلها. أي زيل قلبها من الفزع، قال ابن بري: ويحتمل أن يكون زيل في البيت مبنيا للمفعول، من زاله الله، والزويل بمعنى الزوال، وأن يكون زيل لغة في زال، ويدل على صحة ذلك أنه يروى: زيل منا زوالها، وزال منا زويلها، قال: فهذا يدل على أن زيل بمعنى زال، المبني للفاعل دون المبني للمفعول.