الباب الثالث والعشرون: باب اللام - الفصل الثاني عشر: فصل السين المهملة مع اللام: الجزء الأول

فصل السين المهملة مع اللام

الجزء الأول

س أ ل

صفحة : 7150

سأله كذا، وعن كذا، وبكذا: بمعنى واحد، يقال: سأله الشيء، وعن الشيء، وقال الأخفش: يقال خرجنا نسأل عن فلان، وبفلان. وفي استعماله متعديا بنفسه، وبهذه الحروف، بمعنى واحد - كما هو ظاهر كلامه، وهو الذي ذهب إليه الأخفش - اختلاف، في شرح خطبة الشفاء للخفاجي، أنه يتعدى بنفسه، وبعن، ومن، وفي، إذا كان بمعنى الرجاء لا الاستعطاف، وفي تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد للبدر الدماميني، أثناء أفعال القلوب، أن سأل يتعدى للمال بنفسه، ولغيره بالجار، وفي شفاء الغليل للشهاب، أنه يتعدى إلى المسئول عنه بنفسه، وقد تدخل عن على السائل، وقد تدخل على المسئول عنه، قال شيخنا: ودخولها على السائل لغة بني عامر، وقال ابن بري: سألته الشيء، بمعنى استعطيته إياه، وسألته عن الشيء: استخبرته. قلت: وللراغب في مفرداته تحفيق حسن، قال: السؤال استدعاء معرفة، أو ما يؤدي إلى المعرفة، واستدعاء المعرفة جوابه على اللسان، واليد خليفة له بالكتابة أو الإشارة، واستدعاء المال جوابه على اليد، واللسان خليفة لها، إما برد، أو بوعد، أو بر، والسؤال للمعرفة قد يكون للاستعلام، وقد يكون للتبكيت قوله: وإذا الموءودة سئلت ، والسؤال إذا كان للتعريف يعدى إلى المفعول الثاني، تارة بنفسه، وتارة بالجار، تقول سألته كذا، وعن كذا وبكذا، وبعضن أكثر، وإذا كان لاستدعاء مال، فإنه يعدى بنفسه، أو بمن، انتهى.

وفي المحكم: سأل، يسأل، سؤالا، كغراب، وسألة، بالمد، ومسألة، كمرحلة، وقد تحذف منه الهمزة، فيقال: مسلة، وتسآلا، بالفتح والمد، وسألة، محركة، والأمر من سال، كخاف: سل، بحركة الحرف الثاني من المستقبل، ومن سأل، كجأر: اسأل، قال ابن سيده: والعرب قاطبة تحذف الهمز منه في الأمر، فإذا وصلوا بالفاء، أو الواو، همزوا، كقولك: فاسأل، واسأل، يقال، على التخفيف البدلي: سال يسال، كخاف يخاف، وهي لغة هذيل، والعين من هذه اللغة واو، لما حكاه أبو زيد من قولهم: هما يتساولان، كقولك: يتقاومان، ويتقاولان، وبه قرأ أبو جعفر، ونافع، وابن كثير، وابن عمر: سال سائل بعذاب واقع ، وقيل: معناه بغير همز: سال واد بعذاب واقع، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكوفيون: سأل سائل ، مهموزا، على معنى: دعا داع، وقال الجوهري: سأل سائل بعذاب، أي عن عذاب. قال الأخفش: وقد يخفف، فيقال: سال يسال، قال الشاعر:

ومرهق سال إمتاعا بأصـدتـه      لم يستعن وحوامي الموت تغشاه

صفحة : 7151

والسؤال، بالضم مهموزا، والسؤلة، بالهاء، وهذه عن ابن جني، ويترك همزهما، وبهما قرئ قوله تعالى: قد أوتيت سؤلك يا موسى، أي ما سألته، أي أعطيت أمنيتك التي سألتها. وقال الزمخشري: السؤل فعل بمعنى مفعول، كعرف ونكر، وقال ابن جني: أصل السول الهمز عند العرب، استثقلوا ضغطة الهمزة فيه، فتكلموا به على تخفيف الهمزة، وسيأتي في س و ل. وسؤلة، كهمزة: الكثير السؤال من الناس، بالهمز وبغير الهمز، كما سيأتي في س و ل. وأسأله سؤله، وسؤلته، ومسألته: أي قضى حاجته، كذا في العباب، واللسان، وأما قول بلال ابن جرير:

إذا ضفتهم أو سآيلتـهـم     وجدت بهم علة حاضره فجمع بين اللغتين، كما قاله أحمد ابن يحيى، وذلك حين فهم، وقبل ذلك فإنه لم يعرفه، وهما الهمزة التي في سألته، وهي الأصل، والياء التي في سايلته، وهي العوض والفرع، فقد تراه كيف جمع بينهما في قوله: سآيلتهم، قال: ووزنه على هذا فعالتهم، قال: وهذا مثال لا نظير يعرف له في اللغة. وتساءلوا: سأل بعضهم بعضا، وهما يتساءلان، ويتسايلان، وقوله تعالى: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، وقرئ: تساءلون به ، فمن قرأ تساءلون ، فالأصل: تتساءلون، قلبت التاء سينا، لقرب هذه من هذه، ثم أدغمت فيها، ومن قرأ تساءلون ، فاصله أيضا: تتساءلون، حذفت التاء الثانية، كراهية للإعادة، ومعناه: تطلبون حقوقكم به. تنبشيه: قال ابن الأثير: السؤال في كتاب الله والحديث نوعان: أحدهما ما كان على وجه التبيين والتعليم، مما تمس الحاجة إليه، فهو مباح، أو مندوب، أو مأمور به، والآخر ما كان على طريق التكلف والتعنت، فهو مكروه، ومنهي عنه، فكل ما كان من هذا الوجه، ووقع السكوت عن جوابه، فإنما هو ردع وزجر للسائل، وإن وقع الجواب عنه، فهو عقوبة وتغليظ، وفي الحديث: كره المسائل وعابها، أراد المسائل الدقيقة، التي لا يحتاج إليها، وفي حديث آخر: أنه نهى عن كثرة السؤال، قيل: هو من هذا، وقيل: هو سؤال الناس أموالهم من غير حاجة. ومما يستدرك عليه: رجل سئال، كشداد، وسؤول، كصبور: كثير السؤال. وقوم سألة، جمع سائلن ككاتب، وكتبة، وسؤال، كرمان. وساءلته مساءلة، قال أبو ذؤيب:

أساءلت رسم الدار أم لم تسـائل     عن السكن أم عن عهده بالأوائل وجمع المسألة: مسائل، بالهمز، وتعلمت مسألة ومسائل: استعير المصدر للمفعول، وهو مجاز، قاله الزمخشري، وحكى أبو علي عن أبي زيد قولهم: اللهم أعطنا سألاتنا، وضع المصدر موضع الاسم، ولذلك جمع. والفقير يسمى سائلا، إذا كان مستدعيا لشيء، قاله الراغب، وبه فسر قوله تعالى: وأما السائل فلا تنهر ، وفسره الحسن بطالب العلم.

صفحة : 7152

في كتاب الشذوذ لابن جني، قراءة الحسن: ثم سولوا الفتنة ، مرفوعة السين، قال ابن مجاهد: ولا يجعل فيها ياء، ولا يمدها. قال ابن جني: سأل يسأل وسال يسال: لغتان، وإذا أسند الفعل إلى المفعول، فالأقيس فيه أن يقال: سيلوا، كعيدوا، ولغة ثانية هنا، وهي إشمام كسرة الفاء ضمة، فيقال: سولوا، كقولهم: قول، وبوع، وقد سور به، وهو على إخلاص ضمة فعل، إلا أنه أقل اللغات، فهذا أحد الوجهين، وهو كالساذج، وفيه وجه آخر فيه الصنعة، وهو أن يكون أراد سئلوا، فخفف الهمزة، فجعلها بين بين، أي بين الهمزة والياء، لأنها مكسورة، فصارت: سيلوا، فلما قاربت الياء، وضعفت فيها الكسرة شابهت الياء الساكنة وقبلها ضمة، فانتحى بها نحو قوله: بوع، فإما أخلصها في اللفظ واوا لانضمام ما قبلها، على رأي أبي الحسن في تخفيف الهمزة المكسورة إذا انضم ما قبلها، وإما بقاها على روائح الهمز الذي فيها، فجعلها بين بين، فخفيت الكسرة فيها، فشابهت لانضمام ما قبلها الواو. انتهى.

س ب ل

صفحة : 7153

السبيل، والسبيلة، وهذه عن ابن عباد: الطريق، وما وضح منه، زاد الراغب: الذي فيه سهولة، يذكر ويؤنث، والتأنيث أكثر، قاله تعالى: وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا، وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ، وشاهد التأنيث: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ، عبر به عن المحجة، ج سبل، ككتب، قال الله تعالى: وأنهارا وسبلا ، وقوله تعالى: وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر فسره ثعلب، فقال: على الله أن يقصد السبيل للمسلمين، ومنها جائر ، أي ومن الطرق جائر على غير السبيل، فينبغي أن يكون السبيل هنا اسم جنس، لا سبيلا واحدا بعينه، لقوله: ومنها جائر ، أي ومنها سبيل جائر، وقوله تعالى: وأنفقوا في سبيل الله ، أي في الجهاد وكل ما أمر الله به من الخير فهو من سبيل الله، واستعماله في الجهاد أكثر، لأنه السبيل الذي يقاتل فيه على عقد الدين، وقوله: في سبيل الله أريد به الذي يريد الغزو، ولا يجد ما يبلغه مغزاه، فيعطى من سهمه، وكل سبيل أريد به الله عز جل وهو بر داخل في سبيل الله، وإذا حبس الرجل عقدة له، وسبل ثمرها، أو غلتها، فإنه يسلك بما سبل سبيل الخير، يعطى منه ابن السبيل، والفقير، والمجاهد، وغيرهم، وقال ابن الأثير: وسبيل الله عام يقع على كل عمل خالص، سلك به طريق التقرب إلى الله عز وجل، بأداء الفرائض، والنوافل، وأنواع التطوعات، وإذا أطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد، حتى صار لكثرة الاستعمال كأنه مقصور عليه. وأما ابن السبيل، فهو ابن الطريق، أي المسافر الكثير السفر، سمي ابنا لها لملازمته إياها، قاله ابن الأثير، وقال الراغب: هو المسافر البعيد عن منزله، نسب إلى السبيل لممارسته إياه، وقال ابن سيده. تأويله الذي قطع عليه الطريق، زاد غيره: وهو يريد الرجوع إلى بلده، ولا يجد ما يتبلغ به. وقيل: هو الذي يريد البلد غير بلده، لأمر يلزمه، وقال ابن عرفة: هو الضيف المنقطع به، يعطى قدر ما يتبلغ به إلى وطنه، وقال ابن بري: هو الغريب الذي أتى به الطريق، قال الراعي:

على أكوارهن بنو سبيل     قليل نومهم إلا غرارا وقال آخر: ومنسوب إلى من لم يلده كذاك الله نزل في الكتاب

صفحة : 7154

والسابلة من الطرق، قال بعضهم: ولو قال: من السبل، لوافق اللفظ والاشتقاق: المسلوكة، يقال: سبيل سابلة: أي مسبولة، والسابلة أيضا: القوم المختلفة عليها في حوائجهم، جمع سابل، وهو السالك على السبيل، ويجمع أيضا على السوابل، وأسبلت الطريق: كثرت سابلتها، أي أبناؤها المختلفون إليها. وأسبل الإزار: أرخاه، ومنه الحديث: نهى عن إسبال الإزار، وقال: إن الله لا ينظر إلى مسبل إزاره، وفي حديث آخر: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، فذكر المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب، قال ابن الأعرابي، وغيره: المسبل: الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى، وإنما يفعل ذلك كبرا واختيالا. ومن المجاز: وقف على الدار فأسبل دمعه، أي أرسله، ويستعمل أيضا لازما، يقال: أسبل دمعه، أي هطل، وأسبلت السماء: أمطرت، وأرخت عثانينها إلى الأرض، وفي الأساس: أسبل المطر: أرسل دفعه، وتكاثف، كأنما أسبل سترا، وهو مجاز. والسبولة، بالفتح، ويضم والسبلة، محركة، والسنبلة، بالضم، كقنفذة: الزرعة المائلة، الأولى لغة بني هميان، نقله السهيلي في الروض، والأخيرة لغة بني تميم، وقال الليث: اسبولة: هي سنبلة الذرة والأرز، ونحوه، إذا مالت. ومن المجاز: السبل، محركة: المطر، المسبل، يقال: وقع السبل، قال لبيد، رضي الله تعالى عنه:

راسخ الدمن على أعضاده      ثلمته كل ريح وسـبـل

صفحة : 7155

وقال أبو زيد: أسبلت السماء، إسبالا، والاسم السبل، وهو المطر بين السحاب والأرض، حين يخرج من السحاب، ولم يصل إلى الأرض. والسبل: الأنف، يقال: أرغم الله سبله، والجمع سبال، كما في المحيط. والسبل: السب والشتم، يقال: بيني وبينه سبل، كما في المحيط، ولا يخفى أن قوله: والشتم: زيادة، لأن المعنى قد تم عند قوله: السب. والسبل: السنبل، لغة الحجاز ومصر قاطبة، وقيل: هو ما انبسط من شعاع السنبل، وقيل: أطرافه. والسبل: داء يصيب في العين، قيل: هو غشاوة العين، أو شبه غشاوة، كأنها نسج العنكبوت، كما في العباب، زاد الجوهري، بعروق حمر، وقال الرئيس: من انتفاخ عروقها الظاهرة في سطح الملتحمة، إحدى طبقات العين، وقيل: هو ظهور انتساج شيء فيما بينهما كالدخان، وتفصيله في التذكرة. والسبلة: محركة: الدائرة في وسط الشفة العليا، أو ما على الشارب من الشعر، ومنه قولهم: طالت سبلتك فقصها، وهو مجاز، أو طرفه، أو مجتمع الشاربين، أو ما على الذقن إلى طرف اللحية كلها أو مقدمها خاصة، هكذا في سائر النسخ، وفي العبارة سقط، فإن نص المحكم: إلى طرف اللحية خاصة، وقيل: هي اللحية كلها بأسرها، عن ثعلب، وأما قوله: أو مقدمها، فإنه من نص الأزهري، قال: والسبلة عند العرب مقدم اللحية، وما أسبل منها على الصدر، فتأمل ذلك، وعلى هذا تكون الأقوال سبعة، وقال ابن دريد: من العرب من يجعل السبلة طرف اللحية، ومنهم من يجعلها ما أسبل من شعر الشارب في اللحية، وفي الحديث: أنه كان وافر السبلة، قال الأزهري: يعني الشعرات التي تحت اللحي الأسفل، وقال أبو زيد: السبلة ما ظهر من مقدم اللحية بعد العارضين، والعثنون ما بطن، وقال الجوهري: السبلة الشارب، ج: سبال، قال الشماخ:

وجاءت سليم قضها بقضيضها     تنشر حولي بالبقيع سبالهـا وسبلة البعير: نحره، أو ما سال من وبر البعير في منحره، وقال الأزهري: السبلة المنحر من البعير. وهي التريبة، وفيه ثغرة النحر، يقال: وجأ بشفرته في سبلته: أي ثيابه، جمعه سبل، وهي الثياب المسبلة، كالرسل والنشر، في المرسلة والمنشورة. وذو السبلة: خالد بن عوف بن نضلة بن معاوية بن الحارث بن رافع ابن عبد عوف بن عتبة بن الحارث بن رعل بن عامر بن حرب بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس الدوسي، من رؤسائهم.

صفحة : 7156

ويقال: بعير حسن السبلة، أي رقة جلده، هكذا نص العباب، وفي التهذيب: يقال: إن بعيرك لحسن السبلة، يريدون رقة خده، قلت: ولعل هذا هو الصواب. ويقال: كتب في سبلة الناقة، إذا طعن في ثغرة نحرها لينحرها، كما في العباب، ونص الأزهري: سمعت أعرابيا، يقول: لتم، بالتاء، في سبلة بعيره، إذا نحره، فطعن في نحره، كأنها شعرات تكون في المنحر. ومن المجاز: جاء فلان وقد نشر سبلته، أي جاء متوعدا، وشاهده، قول الشماخ المتقدم قريبا. ومن المجاز: يقال: رجل سبلاني، محركة، ومسبل، كمحسن، ومكرم، ومحدث، ومعظم، وأحمد، الأولى والثانية والأخيرة عن ابن دريد، والرابعة والخامسة عن ابن عباد: طويل السبلة، أي اللحية، وقد سبل، تسبيلا، كأنه أعطي سبلة طويلة. وعين سبلاء: طويلة الهدب، وأما قولهم: عين مسبلة، فلغة عامية. ومن المجاز: ملأها، أي الكأس، وإنما أعاد الضمير إليها مع أنه لم يكن سبق ذكرها، على حد قوله تعالى: حتى توارت بالحجاب ، وإلى أسبالها: أي حروفها، كقولك: إلى أصبارها، واحدها سبلة، محركة، يقال: ملأ الإناء إلى سبلته، أي إلى رأسه، وأسبال الدلاء: شفاهها، قال باعث ابن صريم اليشكري: إذ أرسلوني مائحا بدلائهم فملأتها علقا إلى أسبالها يقول: بعثوني طالبا لتراتهم، فأكثرت من القتل، والعلق: الدم. ومن المجاز: المسبل، كمحسن: الذكر، لارتخائه. والمسبل أيضا: الضب. وأيضا: السادس، أو الخامس من قداح الميسر، الأول قول اللحياني، وهو المصفح أيضا، وفيه ستة فروض، وله غنم ستة انصباء إن لم يفز، والجمع المسبل. ومسبل: اسم من أسماء ذي الحجة عادية. والمسبل، كمعظم: الشيخ السمج، كأنه لطول لحيته. وخصية سبلة، كفرحة: طويلة، مسترخية. وبنو سبالة: قبيلة، ظاهر إطلاقه يقتضي أنه بالفتح، وابن دريد ضبطه بالضم، كما في العباب، وقال الحافظ في التبصير: وفي الأزد سبالة، ككتابة، منهم عبد الجبار بن عبد الرحمن، والي خراسان للمنصور، وحمران السبالي، الذي يقول فيه الشاعر:

متى كان حمران السبالي راعيا     وقد راعه بالدو اسود سالـخ فتأمل ذلك. والسثبلة، بالضم: المطرة الواسعة، عن ابن الأعرابي. وإسبيل، كإزميل: د، وقيل: اسم أرض، قال النمر بن تول، رضي الله تعالى عنه:

بإسبيل ألقـت بـه أمـه     على رأس ذي حبك أيهما وقال خلف الأحمر:

لا أرض إلا إسبيل
وكل أرض تضليل

وقال ياقوت: إسبيل: حصن بأقصى اليمن، وقيل: حصن وراء النجير، قال الشاعر، يصف حمارا وحشيا:

بإسبيل كان بـهـا بـرهة     من الدهر لا نبحته الكلاب وهذا صفة جبل، لا حصن، وقال ابن الدمينة: إسبيل جبل في مخلاف ذمار، وهو منقسم بنصفين، نصفه إلى مخلاف رداع، ونصفه إلى بلد عنس، وبين إسبيل وذمار أكمة سوداء، بها حمة تسمى حمام سليمان، والناس يستشفون به من الأوصاب، والجرب، وغير ذلك، قال محمد بن عبد الله النميري ثم الثقفي:

صفحة : 7157

إلى أن بدا لي حصن إسبيل طالعا  وإسبيل حصن لم تنله الأصابع وبما قلنا ظهر قصور المصنف في سياقه. والسبال، ككتاب: ع بين البصرة والمدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، يقال له: سبال أثال، قاله نصر. وسبل، كجبل: ع قرب اليمامة، ببلاد الرباب، قاله نصر. وسبل: اسم فرس قديمة من خيل العرب، قاله ابن دريد، وأنشد:

هو الجواد ابن الجواد ابن سبل
إن ديموا جاد وإن جادوا وبل

وقال الجوهري: اسم فرس نجيب في العرب، قال الأصمعي: هي أم اعوج، كانت لغني، وأعوج لبني آكل المرار، ثم صار لبني هلال، وأنشد:

هو الجواد.. إلخ وقال غيره: هي أم أعوج الأكبر، لبني جعدة، قال النابغة الجعدي، رضي الله تعالى عنه:

وهناجيج جـياد نـجـب      نجل فياض ومن آل سبل قلت: وقرأت في أنساب الخيل لابن الكلبي، أن أعوج أول من نتجه بنو هلال، وأمه سبل بنت فياض كانت لبني جعدة، وأم سبل القسامية. انتهى، وأغرب ابن بري، حيث قال: الشعر لجهم بن سبل، يعني قوله:

هو الجواد بن الجواد إلخ قال أبو زياد الكلابي: وهو من بني كعب بن بكر، وكان شاعرا لم يسمع في الجاهلية والإسلام من بني بكر أشعر منه، قال: وقد أدركته يرعد رأسه، وهو يقول:

أنا الجواد بن الجواد بن سبل
إن ديموا جاد وإن جادوا وبل

قال ابن بري: فثبت بهذا أن سبل اسم رجل، وليس باسم فرس، كما ذكر الجوهري، فتأمل ذلك. وسبل بن العجلان: صحابي، طائفي، ووالد هبيرة المحدث، هكذا في سائر النسخ، وهو خطأ فاحش، فإن الصحابي إنما هو هبيرة بن سبل، الذي جعله محدثا، ففي التبصير: سبل بن العجلان الطائفي، لابنه هبيرة صحبة، وقال ابن فهد في معجمه: هبيرة بن سبل بن العجلان الثقفي، ولي مكة قبيل عتاب بن أسيد أياما. ولم يذكر أحد سبلا والده في الصحابة، فتنبه لذلك، أو هو بالشين المعجمة، وهو قول الدارقطني، قاله الحافظ. وذو السبل بن حدقة بن بطة، هكذا في النسخ، والصواب: مظة بن سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة. ويقال: سبل من رماح: أي طائفة منها قليلة أو كثيرة، قال مجمع بن هلال البكري:

وخيل كأسراب القطا قد وزعتها      لها سبل فيه المنشية تـلـمـع يعني به الرمح. وسبلل، كجعفر ع، وقال السكري: بلد، قال صخر الغي يرثي ابنه تليدا:

وما إن صوت نائحة بليل     بسبلل لا تنام مع الهجود

صفحة : 7158

جعله اسما للبقعة، وترك صرفه. وسبله، تسبيلا: أباحه، وجعله في سبيل الله تعالى، كأنه جعل إليه طريقا مطروقة، ومنه حديث وقف عمر رضي الله تعالى عنه: احبس أصلها، وسبل ثمرتها: أي اجعلها وقفا، وأبح ثمرتها لمن وقفتها عليه. وذو السبال، ككتاب: سعد بن صفيح بن الحارث بن سابي بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس، خال أبي هريرة، رضي الله تعالى عنه، وهو الذي كان آلى أن لا يأخذ أحدا من قريش إلا قتله بأبي الأزيهر الدوسي، ذكره ابن الكلبي. والسبال بن طيشة، كشداد: جد والد أزداد بن جميل بن موسى المحدث، روى عن إسرائيل بن يونس، ومالك وطال عمره، فلقيه ابن ناجية. قال الحافظ: وضبطه ابن السمعاني بياء تحتية، وتبعه ابن الأثير، وتعقبه الرضي الشاطبي فأصاب. قلت: وممن روى عن أزداد هذا أيضا عمر بن أيوب السقطي. وابن ناجية الذي ذكره هو عبد الله بن محمد ابن ناجية. وسلسبيل: عين في الجنة، قال الله تعالى: عينا فيها تسمى سلسبيلا ، قال الأخفش: معرفة ولكن لما كانت رأس آية وكان مفتوحا زيدت الألف في الآية للازدواج، كقوله تعالى: كانت قواريرا، قواريرا ، وسيأتي قريبا. وبنو سبيلة بن الهون، كجهينة: قبيلة من العرب، عن ابن دريد، قال الحافظ: في قضاعة، ومنهم: وعلة ابن عبد الله بن الحارث بن بلع بن هبيرة بن سبيلة: فارس. وسبلان، محركة: جبل بأذربيجان، مشرف على أردبيل، وهو من معالم الصالحين، والأماكن التي تزار ويتبرك بها. وسبلان: لقب المحدثين، منهم: سالم أبو عبد الله، مولى مالك بن أوس بن الحدثان النصري، يروي عن أبي هريرة، وعائشة، وعنه سعيد المقبري، ونعيم المجمر، وبكير بن الأشج، وأيضا لقب إبراهيم بن زياد، عن هشام بن عروة، تكلم فيه، وأيضا: لقب خالد بن عبد الله بن الفرج. وقوله: وأبي عبد الله: شيخ خالد بن دهقان، هكذا في سائر النسخ، والصواب: سقوط الواو، وأبو عبد الله كنية خالد، وهو بعينه شيخ خالد بن دهقان، كما حققه الحافظ وغيره، فتنبه لذلك. ومن المجاز: يقال: أسبل عليه، إذا أكثر كلامه عليه، كما يسبل المطر، كما في الأساس وأسبل الدمع، والمطل: أي هطلا، وتقدم أسبل الدمع: صبه، متعديا، ووجد في النسخ بعد هذا والسماء: أمطرت، وإزاره: أرخاه، وفيه تكرار، يتنبه لذلك. وأسبل الزرع: خرجت سبولته، هذا على قياس لغة بني هميان، فإنهم يسمون السنبل سبولا، وكذا على لغة الحجاز، فإنهم يقولون أيضا: أسبل الزرع، من السنبل، كما يقولون: أحظل المكان، من الحنظل، وأما على قياس لغة بني تميم، فيقال: سنبل الزرع، نبه على ذلك السهيلي في الروض، وسيأتي للمصنف شيء من ذلك في س ن ب ل. ومما يستدرك عليه: يجمع السبيل على أسبل، وهو جمع قلة للسبيل على أسبل، وهو جمع قلة للسبيل إذا انثت، ومنه حديث سمرة: فإذا الأرض عند أسبله، أي طرقه، وإذا ذكرت فجمعها أسبلة. وامرأة مسبل: أسبلت ذيلها، وأسبل الفرس ذنبه: أرسله.

صفحة : 7159

والسبل، محركة: ثياب تتخذ من مشاقة الكتان، أغلظ ما تكون، ومنه حديث الحسن: دخلت على الحجاج وعليه ثياب سبلة. والسبيل: الوصلة والسبب، وبه فسر قوله تعالى: ويا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ، أي سببا ووصلة، وأنشد أبو عبيدة لجرير:، محركة: ثياب تتخذ من مشاقة الكتان، أغلظ ما تكون، ومنه حديث الحسن: دخلت على الحجاج وعليه ثياب سبلة. والسبيل: الوصلة والسبب، وبه فسر قوله تعالى: ويا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ، أي سببا ووصلة، وأنشد أبو عبيدة لجرير:

أفبعد مقتلكم خلـيل مـحـمـد      ترجو القيون مع الرسول سبيلا أي سببا ووصلة. وغيث سابل: هاطل غزير، وحكى اللحياني: إنه لذو سبلات، وهو من الواحد الذي فرق فجعل كل جزء منه سبلة، ثم جمع على هذا، كما قالوا للبعير: ذو عثانين، كأنهم جعلوا كل جزء منه عثنونا. وثقال للأعداء: هم صهب السبال، قال:

فظلال السيوف شيبـن رأسـي     واعتناقي في القوم صهب السبال وفي حديث ذي الثدية: عليه شعيرات مثل سبالة السنور. وامرأة سبلاء: على شاربيها شعر. والسبيلة، كجهينة: موضع من أرض بني نمير، لبني حمان بن عبد كعب بن سعد، قاله نصر، وأنشد ابن الأعرابي:

قبح الإله ولا أقبح مسلمـا     أهل السبيلة من بني حمان وقال ابن عباد: تسمى الشاة سبلا، وتدعى للحلب، فيقال: سبل سبل. وسبل ثوبه، تسبيلا: مثل أسبل. وقوله تعالى: ولا تقطعون السبيل ، أي سبيل الولد، وقيل: تعترضون للناس في الطرق للفاحشة. وسبلات، بضم السين والباء وتشديد اللام: موضع في جبل أجأ، عن نصر.

س ب ت ل
السبتل، كعصفر، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: حبة من حب، ونص الجمهرة: حب من حبة البقل، لغة يمانية، لا أقف على حقيقته.

س ب ح ل
السبحل، كقمطر: الضخم من الضب، والبعير، والسقاء، والجارية، قال شيخنا: لعله أراد بها الجنس لا المفرد، ولذلك صح تقسيمه لضخم وغيره، كقوله تعالى: وعلى الله قصد السبيل، ومنها جائر ، فتأمل. انتهى. قال ابن بري: شاهد السبحل الضب قول الشاعر:

سبحل له نزكان كانا فـضـيلة     على كل حاف في البلاد وناعل قال: وشاهد السبحل البعير قول ذي الرمة:

سبحلا أبا شرخين أحيا بناتهم  قاليتها وهي اللباب الحبائس

صفحة : 7160

وفي الحديث: خير الإبل السبحل، أي الضخم والأنثى سبحلة، مثل ربحلة، ويقال: سقاء سبحل، وقال أبو عبيد: السبحل، والسحبل والهبل: الفحل. وقال الليث: سبحل ربحل، إذا وصف بالترارة والنعمة، وقيل لابنة الخس: أي الإبل خير?. فقالت: السبحل الربحل، الراحلة الفحل. وحكى اللحياني أيضا: إنه لسبحل ربحل، أي عظيم، قال: وهو على الإتباع، ولم يفسر ما عنى به من الأنواع. وزق سبحل: عظيم طويل، وكذلك الرجل، وضرع سبحل: عظيم. كالسبحلل، كسفرجل عن ابن السكيت، يقال: واد سبحلل، وسقاء سبحلل: واسع، وضب سبحلل: عظيم مسن. وسبحل الرجل، قال: سبحان الله، وهو من الكلمات المنحوتة. والسبحلل، كسفرجل، وفي بعض النسخ: المسبحلل، وهو خطأ: الشبل إذا أدرك الصيد، قاله الليث. ومما يستدرك عليه: السبحلة من الإبل: العظيمة وقيل: الغزيرة، وامرأة سبحلة: طويلة، ومنه قول بعض الأعراب، يصف ابنة له:

سبحلة ربحله
تنمي نبات النخله

وقول العجاج:

بسبحل الدفين عيسجور وقال ابن جني: أراد بسبحل، فأسكن الباء وحرك الحاء وغير حركة السين. ومما يستدرك عليه:

س ب د ل
السبندل، كسفرجل، أهمله الجماعة، وقال كراع: هو السمندل، بالميم، على ما يأتي بيانه.

س ب ع ل
رجل سبعلل، أهمله الجوهري، والصاغاني، وقال كراع: هو كسبهلل، لفظا ومعنى، على ما يأتي بيانه.

س ب غل
اسبغل الثوب، اسبغلالا: ابتل بالماء، وكذلك ازبغل، كما في اللسان، والعباب، وذلك اسبغل الشعر بالدهن: إذا ابتل به، وقال اللحياني: يقال: أتانا فلان سبغللا، أي لا شيء معه، ولا سلاح عليه، وهو كقولهم: سبهللا، وقال الكسائي: جاء يمشي سبغللا، وسبهللا، أي ليس معه سلاح، وقال الأصمعي، وأبو عمرو: جاء فلان سبغللا، وسبهللا، أي فارغا. والمسبغل: المتسع الضافي، ودرع مسبغلة: سابغة، قال:

ويومـا عـلـيه لأمة تـبـعـية    من المسبغلات الضوافي فضولها ومما يستدرك عليه: شعر مسبغل: مسترسل، قال كثير:

مسائح فودى رأسه مسبـغـلة     جرى مسك دارين الأحم خلالها والسبغلل: الفارغ، عن السيرافي. وسبغل طعامه: إذا رواه دسما، فاسبغل، هكذا رواه بعضهم، وقد رواه ابن الأعرابي: سغبله فاسبغل، على ما يأتي في موضعه.

س ب ه ل

صفحة : 7161

جاء سبهللا: اي سبغللا، عن الكسائي، واللحياني، أو مختالا في مشيته، غير مكترث، عن أبي زيد، أو فارغا ليس معه من أعمال الآخرة شيء، وروي عن عمر أنه قال: إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا، لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة، قال ابن الأثير: التنكير في دنيا وآخرة يرجع إلى المضاف إليهما، وهو العمل، كأنه قال: لا في عمل من أعمال الدنيا، ولا في عمل من أعمال الآخرة. وقال الأصمعي: يقال: جاء الرجل يمشي سبهللا: إذا جاء وذهب في غير شيء، وقال ابن الأعرابي: جاء سبهللا، أي غير محمود المجيء. ويقال: هو الضلال بن السبهلل، يعني الباطل، وكذا: جئت بالضلال بن السبهلل، ويقال أيضا: أنت الضلال بن الألال بن سبهلل، يعني الباطل. ومما يستدرك عليه: السبهلل: النشيط الفرح، عن أبي الهيثم، وقال السيرافي: كل فارغ سبهلل. والسبهلى، كسبطرى: التبختر، يقال: مشى فلان السبهلى.

س ت ل
ستل القوم، ستلا، واستتلوا، وتساتلوا: إذا خرجوا متتابعين واحدا بعد واحد، وقيل بعضهم في أثر بعض، قاله ابن دريد: وكل ما جرى قطرانا كالدمع، واللؤلؤ إذا انقطع سلكه، فهو ساءل، قاله الليث. والمستل، كمقعد: الطريق الضيق، والجمع المساتل، لأن الناس يتساتلون فيها. والستل، محركة: العقاب، أو طائر شبيه به، هكذا ذكره أبو حاتم، أو شبيه بالنسر، يضرب إلى السواد، يحمل عظم الفخذ من البعير، وعظم الساق، أو كل عظم ذي مخ، حتى إذا كان في كبد السماء، أرسله على صخر أو صفا، حتى ينكسر، ثم ينزل عليه فيأكل مخه، ج: ستلان، بالضم والكسر. والستل أيضا: التبع، وساتلأ، مساتلة: تابع. والستالة، بالضم: الرذالة من كل شيء. والمستول: المسلوت، مقلوب عنه، وهو الذي أخذ ما عليه من اللحم. ومما يستدرك عليه: انستل القوم: خرجوا تباعا واحدا في أثر واحد، عن ابن سيده. وانقطع السلك، وتساتل اللؤلؤ. ونعي إليه ولده، فتساتلت دموعه، قال ذو الرمة: قلت:

ما بال عينك.. إلخ بيتا واحدا ثم أرتج علي، فمكثت حولا لا أضيف غليه شيئا، حتى قدمت أصبهان، فحممت بها حمى شديدة، فهديت لهذه القصيدة، فتساتلت علي قوافيها، فحفظت ما حفظت منها، وذهب علي منها. قاله الزمخشري.

س ج ل
السجل: الدلو الضخمة العظيمة مملوءة ماء، مذكر، وقيل: هو ملء الدلو، وقيل: إذا كان فيه ماء قل أو كثر، ولا يقال لها فارغة: سجل، ولكن: دلو، وفي التهذيب: ولا يقال له وهو فارغ سجل ولا ذنوب، وقال ابن بري: السجل اسمها ملأى ماء، والذنوب إنما يكون فيها مثل نصفها ماء، وفي حديث بول الأعرابي في المسجد: ثم أمر بسجل من ماء فأفرغ على بوله، وقال الشاعر:

السجل والنطفة والذنوب
حتى يرى مركوها يثوب

والسجل: الرجل الجواد، عن أبي العميثل الأعرابي. والسجل: الضرع العظيم، ج: سجال، بالكسر، وسجول، بالضم، قال لبيد:

يجيلون السجال على السجال وأنشد أعرابي:

صفحة : 7162


أرجي نائلا من سيل رب     له نعمى وذمته سجـال الذمة: البئر القليلة الماء، والسجال: الدلاء الملأى، والمعنى قليله كثير، ورواه الأصمعي: وذمته، بالكسر، أي عهده محكم، من قولك: سجل القاضي لفلان بماله، أي استوثق له به. ولهم من المجد سجل سجيل: أي ضخم، مبالغة. وأسجله: أعطاه سجلا أو سجلين، وقيل: إذا كثر له العطاء. وقالوا: الحرب بينهم سجال، ككتاب: أي سجل منها على هؤلاء، وآخر على هؤلاء، وأصله أن المستقيين بسجلين من البئر، يكون لكل واحد منهما سجل، أي دلو ملآن ماء، وقد جاء ذكره في حديث أبي سفيان: لما سأله هرقل، فقال: ذلك معناه: أنا ندال عليه مرة، ويدال علينا أخرى. ودلو سجيل، وسجيلة: أي ضخمة، قال: بئس مقام الشيخ لابني له

خذها وأعط عمك السجيله
إن لم يكن عمك ذا حليله

أي بئس مقام الشيخ الذي لا بنين له، هذا المقام الذي يقال له هذا الكلام. وخصية سجيلة: بينة السجالة، مسترخية الصفن، واسعتهن. وضرع سجيل: طويل، وأسجل: متدل واسع، وقال ابن شميل: ضرع أسجل، هو الواسع الرخو المضطرب، الذي يضرب رجليها من خلفها، ولا يكون إلا من ضروع الشاء، وناقة سجلاء: عظيمة الضرع. ومن المجاز: ساجله مساجلة، إذا باراه وفاخره، بأن صنع مثل صنعه، في جري أو سقي، وأصله في الاستقاء، وهما يتساجلان، أي يتباريان، قال الفضل بن عباس اللهبي:

من يساجلني يساجل ماجدا     يملأ الدلو إلى عقد الكرب قال ابن بري: أصل المساجلة، أن يستقي ساقيان، فيخرج كل واحد منهما في سجله مثل ما يخرج الآخر، فأيهما نكل فقد غلب، فضربته العرب مثلا للمفاخرة، فإذا قيل: فلان يساجل فلانا، فمعناه أنه يخرج من الشرف مثل ما يخرجه الآخر، فأيهما نكل فد غلب، وتساجلوا: تفاخروا، قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: وقد نزل القرآن على مخرج كلامهم في المساجلة، فقال: فإن للذين ظلموا ذنوبا الآية، والذنوب: الدلو.
وأسجل الرجل: كثر خيره، وبره، وعطاؤه للناس، وأسجل الناس: تركتهم وأسجل لهم الأمر: أطلقه لهم، ومنه قول محمد بن الحنفية، في تفسير قوله عز وجل: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان قال: هي مسجلة للبر والفاجر. يعني مرسلة مطلقة في الإحسان إلى كل أحد، لم يشترط فيها بر دون فاجر، وفي الحديث: ولا تسجل أنعامكم، أي لا تطلقوها في زروع الناس. وأسجل الحوض: ملأه، قال:

وغادر الأخذ والاوجاذ مترعة     تطفو وأسجل أنهاء وغدرانا ويقال: فعلناه والدهر مسجل، كمكرم، والذي في اللسان: والدهر سجل: أي لا يخاف أحد أحدا. والمسجل، كمكرم: المبذول المباح لكل أحد، وأنشد الضبي:

أنخت قلوصي بالمرير ورحلها   لما نابه من طارق الليل مسجل

صفحة : 7163

أراد بالرحل المنزل. وسجل الرجل، تسجيلا: أي أنعظ. وسجل به، إذا رمى به من فوق، كسجل سجلا. وكتب السجل، بكسرتين وتشديد اللام، وهو الصك: اسم لكتاب العهد، ونحوه، قال الله تعالى: كطي السجل للكتاب ، ج: سجلات، وهو أحد الأسماء المذكرة المجموعة بالتاء، ولها نظائر، ومنه الحديث: فتوضع السجلات في كفة، وهو أيضا: الكاتب، وقد سجل له، وبه فسرت الآية وقيل: هو الرجل بالحبشية، وروي عن أبي الجوزاء أنه قال: السجل اسم كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وتمام الكلام للكتاب، قال الصاغاني: وذكره بعضهم في الصحابة، ولا يصح. قلت: هكذا أورده الذهبي في التجريد، وابن فهد في معجمه، وقالا: فيه نزلت الآية المذكورة، وقيل: اسم ملك. والسجل، بالكسر: هو السجل، لغة للكتاب، روي ذلك عن عيسى بن عمر الكوفي، وبه قرأ، ولو قال: وبالكسر: الصحيفة، كان أخصر. والسجل، بالضم: جمع للناقة السجلاء، للعظيمة الضرع. والسجيل، كأمير: النصيب، قال ابن الأعرابي: هو فعيل من السجل، الذي هو الدلو الملأى، قال: ولا يعجبني. والسجيل: الصلب الشديد. والسجيل، كسكيت: حجارة كالمدر، قال الله تعالى: ترميهم بحجارة من سجيل ، وهو معرب دخيل، أصله بالفارسية سنك وكل، أي الحجر والطين، والواو عاطفة، فلما عرب سقطت، أو كانت حجارة من طين، طبخت بنار جهنم، وكتب فيها أسماء القوم، لقوله عز وجل: لنرسل عليهم حجارة من طين، مسومة عند ربك ، وهذا قول الجوهري، وقال أبو إسحاق: للناس في السجيل أقوال، وفي التفسير أنها من جل وطين، وقيل: من جل وحجارة، وقال أهل اللغة: هذا فارسي، والعرب لا تعرف هذا، قال الأزهري: والذي عندنا والله أعلم، أنه إذا كان التفسير صحيحا، فهو فارسي أعرب، لأن الله تعالى قد ذكر هذه الحجارة في قصة قوم لوط عليه السلام، وقال: لنرسل عليهم حجارة من طين ، فقد بين للعرب ما عنى بسجيل، ومن كلام الفرس ما لا يحصى مما قد أعربته العرب، نحو جاموس وديباج، ولا أنكر أن يكون هذا مما قد أعربته العرب، وقال أبو عبيدة: من سجيل ، تأويله: كثيرة شديدة، وقال: إن مثل ذلك قول ابن مقبل:

ورجلة يضربون البيض عن عرضضربا تواصت به الأبطال سجينا

صفحة : 7164

قال: وسجين وسجيل، بمعنى واحد، وقال بعضهم: سجيل، من أسجلته، أي أرسلته، فكأنها مرسلة عليهم. قال أبو إسحاق: وقال بعضهم: من أسجلت، إذا أعطيت، وجعله من السجل، أو قوله تعالى: من سجيل أي من سجل، أي مما كتب لهم أنهم يعذبون بها، قال الأزهري: وهذا القول إذا فسر فهو أبينها، لأن من كتاب الله دليلا عليه، قال الله تعالى: كلا إن كتاب الفجار لفي سجين، وما أدراك ما سجين، كتاب مرقوم، ويل يومئذ للمكذبين ، والسجيل بمعنى السجين، والمعنى أنها حجارة مما كتب الله أنه يعذبهم بها، قال الأزهري: وهذا أحسن ما مر فيها، أي في الآية، عندي، وهكذا نقله الصاغاني عنه أيضا، وسلمه، وقلده المصنف، وزاد: وأثبتها، فتأمل ذلك. والساجول، والسوجل، والسوجلة: غلاف القارورة، عن كراع، والجمع سواجيل، ونقله الصاغاني عن ابن عباد، وغلطه، وقال: الصواب: الساحول، بالحاء المهملة. والسجنجل: المرآة، رومي معرب، قال امرؤ القيس:

مهفهفة بيضاء غير مفاضة     ترائبها مصقولة كالسجنجل وذكره الأزهري في الخماسي، قال: وقال بعضهم: زجنجل، وقد تقدم. وأيضا: الذهب، ويقال: سبائك الفضة، وقطعها، على التشبيه بالمرآة. ويقال: الزعفران، ومن قال ذلك روى قول امرئ القيس: بالسجنجل، وفسره به. وسجل الماء، سجلا، فانسجل: صبه صبا متصلا، فانصب، قال ذو الرمة:

وأردفت الذراع لها بـعـين    سجوم الماء فانسجل انسجالا وعين سجول: غزيرة، هكذا في النسخ، والصواب: عنز سجول، كما هو نص العباب. والسجلاء: المرأة العظيمة المأكمة، والجمع السجل، بالضم. وسجال سجال، بالكسر: دعاء للنعجة للحلب، وبه تسمى قاله ابن عباد. ومما يستدرك عليه: سجل القاضي لفلان بماله: استوثق له به، وقيل: سجله به: حكم به حكما قطعيا، هكذا فسره الشريف، وقيل: قرره وأثبته، كما في العناية، وسجل عليه بكذا: شهره، ووسمه، قاله الزمخشري في شرح المقامات له. وسجل القراءة، سجلا: قرأها قراءة متصلة، وأسجلت الكلام: أرسلته. وله بر فائض السجال. وأسجلت البهيمة مع أمها، وأرحلت: إذا أرسلت. قال أبو زيد: وقرأ بعضهم: كطي السجل ، بالفتح، وقال: هو ملك. قلت: وهي قراءة ابن عباس، وفسره بأنه رجل. والسوجل: الأول المتقدم، يقال: خل سوجل القوم، نقله الصاغاني، وقرأ أبو زرعة على أبي هريرة: السجل بالضم وتشديد اللام، وهي لغة أخرى للصحيفة. وسجلين: قرية بعسقلان، منها عبد الجبار بن أبي عامر السجليني، عنه أبو القاسم الطبراني. ومما يستدرك عليه:

س ج ب ل

سجبل، كقنفذ، بعد الجيم موحدة: قرية من أعمال حلب.
س ح ل


صفحة : 7165

السحل: ثوب لا يبرم غزله، أي لا يفتل طاقين كالسحيل، كأمير، وقد سحله، يسحله، يسحله، سحلا، يقال: سحلوه: لم يفتلوا سداه، وقيل: السحيل: الغزل الذي لم يبرم، فأما الثوب فإنه لا يسمى سحيلا، ولكن يقال له: لا يبرم، فأما الثوب فإنه لا يسمى سحيلا، ولكن يقال له: السحل، وفي الصحاح: السحيل: الخيط غير مفتول، ومن الثياب: ما كان غزله طاقا واحدا، والمبرم: المفتول الغزل طاقين، والمتآم: ما كان سداه ولحمته طاقين طاقين، ليس بمبرم ولا مسحل. والسحل، والسحيل: الحبل الذي على قوة واحدة، والمبرم: الذي على طاقين، وفي الصحاح: السحيل من الحبل: الذي يفتل فتلا واحدا، كما يفتل الخياط سلكه، والمبرم: أن يجمع بين نسيجتين فيفتلا حبلا واحدا، وسحلت الحبل، فهو مسحول، ولا يقال: مسحل، لأجل المبرم، وقال غيره: وقد يقال أسحلته، فهو مسحل، واللغة العالية: سحلته، وقال زهير:

على كل حال من سحيل ومبرم والسحل: ثوب أبيض رقيق، أو من القطن، خصه الأزهري هكذا، وقال الجوهري: السحل: الثوب الأبيض من الكرسف من ثياب اليمن، قال المسيب بن علس، يذكر ظعنا:

ولقد أرى ظعنا أبينـهـا     تحدى كأن زهاءها الأثل
في الآل يخفضها ويرفعها    ريع يلوح كأنه سـحـل

شبه الطريق بثوب أبيض، ج: أسحال، وسحول، وسحل، الأخير بضمتين، قال المتنخل الهذلي:

كالسحل البيض جلا لونها      سح نجاء الحمل الأسول قال الأزهري: هو مثل سقف وسقف، زاد ابن بري: ورهن ورهن، وخطب وخطب، وحجل وحجل، وخلق وخلق، ونجم ونجم. وسحله، كمنعه، سحلا: قشره ونحته، فانسحل، انقشر، ومنه الحديث: فجعلت تسحلها له، أي تكشط ما عليها من اللحم، ويروى: تسحاها، وهو بمعناه. ومن المجاز: الرياح تسحل الأرض سحلا: أي تكشط ما عليها، وتنزع أدمتها. ومن المجاز: قعد فلان على الساحل، وهو ريف البحر وشاطئه، وهو مقلوب، لأن الماء سحله، أي قشره، أو علاه، فهو فاعل بمعنى مفعول، وكان القياس: مسحولا، قاله ابن دريد أو معناه: ذو ساحل من الماء إذا ارتفع المد ثم جزر، فجرف ما مر عليه. ومن المجاز: ساحلوا، مساحلة: أي أتوه، وأخذوا عليه، ومه حديث بدر: فساحل أبو سفيان بالعير، أي أتى بهم ساحل البحر. وسحل الدراهم، كمنع، سحلا: انتقدها، وسحل الغريم مائة درهم: نقده، قال أبو ذؤيب:

فبات بجمع ثم آب إلـى مـنـى     فأصبح رادا يبتغي المزج بالسحل

صفحة : 7166

أي النقد، وضع المصدر موضع الاسم. وسحله مائة سوط، سحلا: ضربه، فقشر جلده. وسحلت العين، تسحل، سحلا، وسحولا: بكت، وصبت الدمع. وسحل البغل، والحمار، كمنع، وضرب، اقتصر الجوهري على الأخيرة، سحيلا، وسحالا: أي نهق، ومنه قيل لعير الفلاة: مسحل. وسحل فلان: شتم ولام، ومنه قل للسان: مسحل. والسحالة، بالضم: ما سقط من الذهب والفضة، ونحوهما، إذا برد، وقد سحله، سحلا، إذا برده، وكل ما سحل من شيء فما سقط منه سحالة، وقال الليث: السحالة: ما تحات زمن الحديد، وبرد من الموازين. ومن المجاز: السحالة: خشارة القوم، عن ابن الأعرابي، والسحالة: قشر البر والشعير، ونحوه، إذا جرد منهما، وكذلك قشر غيرهما من الحبوب، كالأرز والدخن، قال الأزهري: وما تحات من الأرز والذرة إذا دق شبه النخالة، فهي أيضا سحالة. والمسحل، كمنبر: المنحت، وقال الليث: السحل نحتك الخشبة بالمسحل، وهو المبرد. والمسحل: اللسان ما كان، قال ابن أحمر:

ومن خطيب إذا ما انساح مسحله     بمفرح القول ميسورا معسورا جعل كالمبرد، وهو مجاز، وأنشد ابن سيده:

وإن عندي إن ركبت مسحلي
سم ذراريح رطاب وخشـي

وقول الجوهري: اللسان الخطيب بغير واو سهو، والصواب: والخطيب، بحرف عطف، ولكن صحح بعض أن اللسان قد يوصف بالخطابة أيضا، فلا سهو، نقله شيخنا، وعند فيه نظر. والمسحل: اللجام، كالسحال، ككتاب، كما تقول: منطق ونطاق، ومئزر وإزار، ومنه الحديث: إن الله عز وجل قال لأيوب - على نبينا وعليه الصلاة والسلام -: لا ينبغي لأحد أن يخاصمني إلا من يجعل الزيار في فم الأسد، والشحاك، بالشين والكاف، وقد ذكر في موضعه، أو المسحل: فأسه، وهي الحديدة القائمة في الفم، قاله ابن دريد في كتاب السرج واللجام. ومن المجاز: المسحل الخطيب البليغ، الشحشح، الذي لا يكاد ينقطع في خطبته، وهو فوق المصقع. وقيل: المسحل: حلقتان، إحداهما مدخلة في الأخرى، على طرفي شكيم اللجام، هي الحديدة التي تحت الجحفلة السفلى، قال رؤبة:

لولا شكيم المسحلين اندقا وقال ابن شميل: مسحل اللجام: الحديدة التي تحت الحنك، قال: والفأس: الحديدة القائمة في الشكيمة، الشكيمة: الحديدة المعترضة في الفم، والجمع المساحل، قال الأعشى: صددت عن الأعداء يوم عباعب صدود المذاكي أفرغتها المساحل ومن المجاز: شاب مسحله، هو جانب اللحية، أو أسفل العذارين إلى مقدم اللحية، أو هو الصدغ، وهما مسحلان. قال الأزهري: والمسحل، موضع العذار في قول جندل الطهوي:

علقتها وقد نزى في مسحلي      أي في موضع عذاري من لحيتي، يعني الشيب، قال: وأما قول الشاعر:

الآن لما ابيض أعلى مسحلي

صفحة : 7167

فالمسحلان هنا: الصدغان، وهما من اللجام الخدان. والمسحل: النهاية في السخاء. وأيضا: الجلاد الذي يقيم الحدود بين يدي السلطان. وأيضا الساقي النشيط. وأيضا المنخل. وأيضا: فم المزادة. وأيضا: الماهر بالقرآن، من السحل، وهو السرد، والتتابع، والصب. وأيضا: الثوب النقي الرقيق، يكون من القطن. وأيضا: الشجاع الذي يعمل، هكذا في نسخ المحكم، وفي العباب: يحمل وحده. وأيضا: الميزاب الذي لا يطاق ماؤه. وأيضا: العزم الصارم، يقال: ركب فلان مسحله، إذا عزم على الأمر، وجد فيه، وأنشد أبو عمر الجرمي لصخر بن عمرو الباهلي:

وإن عندي إن ركبت مسحلي وتقدم عن ابن سيده أنه أنشده شاهدا على معنى اللسان. وأيضا: الحبل، وفي المحكم: الخيط يفتل وحده، فإن كان معه غيره فهو مبرم، ومغار. وأيضا: الغي، يقال: ركب فلان مسحله، أي: تبع غيه فلم ينته عنه، وأصله في الفرس إذا شمر في سيره، فدفع فيه برأسه. والمسحل: المطر الجود من السحل، وهو الصب. وأيضا: عارض الرجل، عن ابن عباد، ومنه شاب مسحله. ومسحل: فرس شريح بن قرواش العبسي، نقله الصاغاني. وأيضا: اسم رجل، وهو أبو الدهناء - امرأة العجاج - قال العجاج فيهما:

أظنت الدهنا ظن مسحل
أن الأمير بالقضاء يعجل

وأيضا: اسم جني الأعشى، وفي الصحاح، والعباب: اسم تابعة الأعشى، وفيه يقول:

دعوت خليلي مسحلا ودعوا له     جهنام جدعا للهجين المذمـم ومن سجعات الأساس: إذا ركب فلان مسحله، أعجز الأعشى ومسحله، أي إذا مضى في قريضه. ويقال للخطيب: انسحل بالكلام، إذا جرى به، وقيل: اسحنفر فيه، وهو مجاز. ورجل إسحلاني اللحية، بالكسر: أي طويلها، حسنها، قال سيبويه: الإسحلان صفة. والإسحلانية: المرأة الرائعة الطويلة الجميلة. ويقال: شاب مسحلان وأسحلان، ومسحلاني، بضمهن: أي طويل، يصف بالطول، وحسن القوام. أو مسحلان، ومسحلاني: سبط الشعر، افرع، وهي بهاء، كما في المحكم. والسحلال: البطين، أي العظيم البطن، والجمع سحاليل، قال الأعلم يصف ضباعا:

سود سـحـالـيل كـأ     ن جلودهن ثياب راهب ومسحلان، بالضم: واد، عن الليث. أو: ع، عن ابن دريد، قال النابغة الذبياني:

سأربط كلبي أن يريبك نـبـحـه     وإن كنت أرعى مسحلان فحامرا وسحول، كصبور: ع، باليمن، تنسج به الثياب السحولية، قاله ابن سيده، وقال غيره: قرية باليمن، تحمل منها ثياب قطن بيض، تسمى السحولية، قال طرفة بن العبد:

وبالسفح آيات كأن رسومها     يمان وشته ريدة وسحول

صفحة : 7168

أي أهل ريدة وسحول، وهما قريتان باليمن، وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: كفن رسول الله تعالى صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب سحولية، كرسف، ليس فيها قميص ولا عمامة. ويروى: في ثوبين سحوليين. يروى بالفتح وبالضم، الأول ظاهر، وأما الضم فعلى أنها نسبة إلى السحول، جمع سحل، وهو الثوب الأبيض من القطن، وإن كان لا ينسب إلى الجمع، لكنه قد جاء فقول للواحد، فشبه كما في العاب، ويقال: إن اسم القرية بالضم أيضا وبالوجهين أورده ابن الأثير، وعياض، والجلال، وغيرهم، وبه يعلم قصور المصنف. والإسحل، بالكسر: شجر يشبه الأثل، منابته منابت الأراك في الهول، يستاك به، أي بقضبانه، قاله الدينوري، قال امرؤ القيس:

وتعطو برخص غير شثن كأنه     أساريع ظبي أو مساويك إسحل ولا نظير له إلا إذخر، وإجرد، وإبلم، وإثمد. والسحلة، كهمزة: الأرنب الصغيرة، التي قد ارتفعت عن الخرنق، وفارقت أمها. والمسحول من الرجال: الصغير الحقير. وأيضا: المكان المستوي الواسع. وأيضا: جمل للعجاج، وهو القائل فيه:

أنيخ مسحول مع الصبار
ملالة المأسور بالإسـار

صفحة : 7169

والأساحل: مسايل الماء، عن ابن عباد. ويقال: أسحل فلانا، إذا وجد الناس يسحلونه، أي يشتمونه، ويلومونه، ويقعون فيه. والسحيل، والسحال، كأمير وغراب: الصوت الذي يدور في صدر الحمار، وهو النهيق، والنهاق، وقد سحل، سحلا، وقد تقدم. ومما يستدرك عليه: سحلت مريرة فلان: إذا ضعفت قوته، والمعنى جعل حبله المبرم سحيلا، وهو مجاز. وأسحلت الحبل، فهو مسحل: لغة عن ابن عباد، غير فصيحة. والمسحلة، كمعظمة: كبة الغزل، عن أبي عمرو، قال: وهي الوشيعة، والمسمطة أيضا. وقيل: الثياب السحولية هي المقصورة، منسوبة إلى السحول، وهو القصار، لأنه يسحلها أي يغسلها، فينقي عنها الأوساخ. وسحول: أبو قبيلة باليمن، وبه سميت القرية المذكورة، وهو ابن سوادة بن عمرو بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل الحميري. وانسحلت الدراهم: املاست. وسحلت الدراهم: صببتها، كأنك حككت بعضها ببعض. وانسحال الناقة: إسراعها في سيرها، عن الأصمعي. والانسحال: الانصباب، وتقشر وجه الأرض. وباتت السماء تسحل ليلتها: أي تصب الماء، وهو مجاز. والمسحل، كمنبر: الحمار الوحشي، وهو صفة غالية. وسحيله: أشد نهيقه، وهذا قد أورده الجوهري وغيره، فترك المصنف إياه غريب. وركب مسحله: إذا مضى في خطبته. وسحل القراءة، سحلا: قرأها متتابعا، متصلا. ويروى بالجيم، وقد تقدم. والسحل: السرد، وهو أن يتبع بعضه بعضا. وطعن في مسحل ضلالة: إذا أسرع فيها، وجد. والسحال، والمساحلة: الملاحاة بين الرجلين، يقال: هو يساحله، أي يلاحيه. وقال أبو زيد: السحليل: الناقة العظيمة الضرع، التي ليس في الإبل مثلها. والمسحل: الشيطان. وأيضا الخسيس من الرجال. وسليمان بن مسحل: تابعي، عن ابن عمر. وساحول القارورة: غلافها. نقله الصاغاني في تركيب س ج ل. والسحلول، كزهلول: الحقير، الضعيف من الرجال. وسحيل، كأمير: أرض بين الكوفة والشام، كان النعمان بن المنذر يحمي بها، قاله نصر. والساحل: مدينة بالمغرب، قبلي قيروان مما يلي القبلة، وليس بساحل بحر، منها إسرائيل بن روح الساحلي، روى عن مالك. وساحل الجوابر: كورة صغيرة بمصر. وساحل دنكرو بالدنجاوية. وساحل دبركه بالمنوفية. وساحل الحطب بالأسيوطية.

س ح ب ل
السحبل، كجعفر، من الدلو، والضب، والسقاء، والبطن: الضخم، قال:

أنزع غربا سحبـلا رويا
إذا علا الزور هوى هويا

وأنشد ابن بري:

أحب أن أصطاد ضبا سحبلا
رعى الربيع والشتاء أرملا

وقال الجميح:

في سحبل من مسوك الضأن منجوب يعني سقاء واسعا، قد دبغ بالنجب، وهو قشر السدر، وقال هميان:

وأدرجت بطونها السحابلا

صفحة : 7170

وقال الليث: السحبل: العريض البطن. والسحبل الوادي الواسع، كالسبحلل في الكل، كسفرجل، على ما تقدم، وهكذا في سائر الأصول، وجد في بعض النسخ: كالسحبلل، وهو غلط. وصحراء سحبل: واد بعينه، يضم إليه ماء يسمى قرى، في بلاد الحارث بن كعب، قاله نصر، قال جعفر بن علبة الحارثي:

ألهفى بقرى سحبل حين أجلبتعلينا المنايا العدو المباسل وقال أيضا، في هذه القطعة:

لهم صدر سيفي يوم صحراء سحبلولي منه ما ضمت عليه الأنامل والسحبلة: الخصية المتدلية الواسعة، هكذا ذكروه، وقد تقدم في س ج ل: السجيلة من الخصى: المتدلية، وهما صحيحان. ومما يستدرك عليه: وعاء سحبل، وجراب سحبل: أي واسع، وعلبة سحبلة: جوفاء. وقال أبو عبيد: السحبل: الفحل العظيم، وقال ابن دريد: السحبل: الطويل في ضخم. وسحبل، سحبلة: اتخذ دلوا كبيرة. ومما يستدرك عليه: سحبل، كجعفر: لقب عبد الله بن محمد بن أبي يحيى المدني، أخي إبراهيم، قال ابن عدي في الكامل: ليس به بأس. وسحبل بن غافق: قبيلة من عك، باليمن، فيه البيت والعدد.

س ح ج ل
السحجلة، أهمله الجوهري، والصاغاني، وقال ابن دريد: دلك الشيء، أو صقله، قال وليس بثبت.

س ح د ل
السحادل، كعلابط، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو الذكر، ومنه المثل: هو لا يعرف سحادليه من عنادليه، أي ذكره من خصييه، ثني لمكان عنادليه، وهما الخصيان. وسحدل، كجعفر: علم، هكذا أورده الصاغاني، وسيأتي ذلك في ع ن د ل.

س خ ل
السخلة: ولد الشاة ما كان، من المعز والضأن، ذكرا كان أو أنثى، قال أبو زيد: ساعة تضعها، هكذا في المحكم، وقيل: تختص بأولاد الضأن، وبه جزم عياض في المشارق، والرافعي في شرح المسند، وقل: تختص بأولاد المعز، وبه جزم ابن الأثير في النهاية، ج: سخل، وسخال، بالكسر، وسخلان، بالضم، وسخلة، كعنبة، وهذه نادرة، وقال ابن الأعرابي: السخل المولود المحبب إلى أبويه، ومنه الحديث: كأني بجبار يعمد إلى سخلي فيقتله، وهو في الأصل: ولد الغنم، قال الطرماح:

تراقبه مستشـبـاتـهـا     وسخلانها حوله سارحه ورجال سخل وسخال، كسكر ورمان: ضعفاء أرذال، قال أبو كبير:

فلقد جمعت من الصحاب سرية    خدبا لدات غير وخش سخـل

صفحة : 7171

قال ابن جني: قال خالد: الواحد سخل، بالفتح، قال: والسخل أيضا: ما لم يتمم من كل شيء. وقال الأزهري: السخل، والسخال: الأوغاد، ولا واحد لهما. وسخلهم، كمنع، سخلا: نفاهم، كخسلهم. وسخل الشيء: أخذه مخاتلة، واجتذابا، قال الأزهري: هذا حرف لا أحفظه لغير الليث، ولا أحق معرفته، إلا أن يكون مقلوبا من الخلس، كما قالوا: جذب وجبذ، وبض وضب. وسخلهم تسخيلا: عابهم، وضعفهم، وهي لغة هذيل. وسخلت النخلة: ضعفت نواها وتمرها، أو إذا نفضته، ولغة الحجاز: سخلت، إذا حملت الشيص وسخل الرجل النخلة: نفضها. وأسخله، أي الأمر: أخره. والمسخول: المرذول، كالمخسول. وأيضا: المجهول، يقال: كواكب مسخولة، أي مجهولة، قال:

ونحن الثريا وجوزاؤهـا     ونحن الذراعان والمرزم
وأنتم كواكب مسـخـولة     ترى في السماء ولا تعلم

ويروى: مخسولة، وقد تقدم ذكره في موضعه. والسخال، ككتاب: ع، قال الأعشى:

حل أهلي ما بين درنى فبادو     لي وحلت علوية بالسخـال وقيل: هو جبل مما يلي مطلع الشمس، يقال له: خنزير، قال الجعدي:

وقلت لحا الله رب العباد      جنوب السخال إلى يترب والسخل، كسكر: الشيص، بلغة المدينة، وهو الذي لا يشتد نواه، وقال عيسى بن عمر: إذا اقترثت البسرتان والثلاث في مكان واحد سمي السخل. الاقتراث الاجتماع، ودخول بعضها في بعض، وفي الحديث: أنه خرج إلى ينبع حين وادع بني مدلج، فأهدت إليه امرأة رطبا سخلا، فقبله، وفي حديث آخر: أن رجلا جاء بكبائس من هذه السخل، ويروى بالحاء أيضا. والسخالة، بالضم: النفاية، كما في العباب. ومما يستدرك عليه: أبو سخيلة، كجهينة: تابعي، عن علي، وعنه خضر بن قواس البجلي. وأم سخل: جبل لبني غاضرة، قاله ياقوت.

س د ل
سدل الشعر، والثوب، والستر: يسدله، ويسدله، من حدي ضرب ونصر، سدلا، وأسدله: أي أرخاه، وأرسله، وقال أبو عبيد: السدل المنهي عنه في الصلاة، هو إسبال الرجل ثوبه، من غير أن يضم جانبيه، فإن ضمهما فليس بسدل، وقال غيره: هو أن يلتحف بثوبه، ويدخل يديه من داخل، فيركع ويسجد وهو كذلك، وكانت اليهود تفعل ذلك، فنهوا عنه، وهذا مطرد ف بالقميص، وغيره من الثياب، وقيل: هو أن يضع وسط الإزار على رأسه، ويرسل طرفيه عن يمينه وشماله، من غير أن يجعلها على كتفيه. وشعر منسدل: أي مسترسل، وقال الليث: كثير طويل، وقد وقع على الظهر، والسدل: إرسال الشعر غير معقوف ولا معقد، وقال الفراء: سدلت الشعر، وسدنته: أرخيته. والسدل، بالضم والكسر: الستر، ج: أسدال، وسدول، وأسدل، كأفلس، فأما قول حميد بن ثور:

فرحن وقد خيلن كل ظعـينة     لهن وباشرن السدول المرقما

صفحة : 7172

فإنه لما كان السدول على لفظ الواحد، كالسدوس لضرب من الثياب، وصفه بالواحد، وهكذا رواه يعقوب، ورواية غيره: السديل المرقما، وهو الصحيح، لأن السديل واحد. والسدل، بالكسر: السمط من الجوهر، وفي المحكم: من الدر، يطو إلى الصدر، والجمع سدول، قال حاجب المازني:

كسون الفارسية كل قرن     وزين الأشلة بالسـدول والسدل، بالتحريك: الميل، ومنه ذكر أسدل: أي مائل، ج سدل، ككتب. وسدل ثوبه، يسدله، سدلا، من حد ضرب: شقه، كما في اللسان. وسدل في البلاد، سدلا: ذهب، كما في العباب. والسديل، كأمير: شيء يعرض في شقة الخباء، وقل: هو ستر حجلة المرأة، والجمع سدول، وسدائل، وأسدال. وسديل: ع. والسديل: ما أسبل على الهودج، والجمع سدول، وقال الأصمعي: السدول، والسدون، باللام النون: ما جلل به الهودج من الثياب. والسودل: الشارب، وقال الأصمعي: سودل الرجل: طال سودله، وقال ابن الأعرابي: طال سودلاه، أي شارباه. ومما يستدرك عليه: شعر مسدل، كمكرم: مسترسل، وقال ابن شميل: الشعر المسدل، كمعظم: هو الكثير الطويل، يقال: سدل شعره على عاتقيه وعنقه تسديلا. والسدلى، كزمكى، معرب، وأصله بالفارسية سه دله، كأنه ثلاثة بيوت: كالحاري بكمين، كما في العباب، واللسان. ومما يستدرك عليه:

س ر ب ل
السربال، بالكسر، القميص، أو الدرع، أوكل ما لبس، فهو سربال، والجمع سرابيل، قال الله تعالى: وسرابيل تقيكم بأسكم ، هي الدروع، ومنه قول كعب بن زهير:

شم العرانين أبطال لبوسهممن نسج داود في الهيجا سرابيل وقيل في قوله تعالى: سرابيل تقيكم الحر ، إنها القمص تقي الحر والبرد، فاكتفى بذكر الحر، لأن ما وقى الحر وقى البرد، وقد تسربل به، وسربلته إياه: ألبسته السربال، ومنه حديث عثمان رضي الله تعالى عنه: لا أخلع سربالا سربلنيه الله تعالى، السربال: القميص وكنى به عن الخلافة. والسربلة: الثريد الدسم، وقال أبو عمرو: ثريدة قد رويت دسما. ومما يستدرك عليه: سربال الموت: لقب عبد الله البيني، ويأتي في ز ب ن. ومما يستدرك عليه:

س ر ح ل
السرحال، بالكسر: لغة في السرحان: اسم للذئب، وقد ذكره المصنف استطرادا في تركيب س ر ح، ولامه مبدلة من نون، أو أنها زائدة، كما يقتضيه، صنيع المصنف.

س ر ط ل
السرطلة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: طول في اضطراب، وهو سرطل، كجعفر: طويل، مضطرب الخلق، ولو قال: السرطل: الطويل المضطرب الخلق، وقد سرطل، لكان أخصر، وأوفق لسياقه.

س ر ف ل
إسرافيل، بكسر الهمزة، أهمله الجوهري، والصاغاني، وقال ابن السكيت: اسم ملك معروف، ويقال أيضا: إسرافين، قال وهو بدل، كإسرائيل وإسرائين، وكان القناني يقول: سرافيل وسرافين، وقيل: إنه خماسي، وهمزته أصلية، وهو الصواب، لعله لكون هذه الأسماء أعجمية، فحروفها كلها أصلية. ومما يستدرك عليه: س ر ن د ل

صفحة : 7173

سرندل، كسفرجل: من أجداد مسدد بن مسرهد.

س ر و ل
السراويل: فارسية معربة، وقد تذكر، ولم يعرف الأصمعي فيها إلا التأنيث، قال قيس بن عبادة:

أردت لكيما يعلم الناس أنهـا     سراويل قيس والوفود شهود
وأن لا يقولوا غاب قيس وهذه     سراويلأ عادي نمته ثـمـود

قال ابن سيده: بلغنا أن قيسا طاول روميا، بين يدي معاوية، أو غيره من الأمراء، فتجرد قيس من سراويله، وألقاها إلى الرومي، ففضلت عنه، فقال هذين البيتين يعتذر من فعله ذلك في المشهد المجموع. وقال الليث: السراويل أعجمية، أعربت وأنثت، ج: سراويلات، قال سيبويه: ولا يكسر، لأنه لو كسر لم يرجع إلا إلى لفظ الواحد، فترك، أو هي لفظة عربية، كأنها جمع سروال، وسروالة، وأنشد في المحكم:

عليه من اللؤم سروالة      فليس يرق لمستعطف أو جمع سرويل، بكسرهن، وليس في الكلام فعويل غيرها، أما شمويل للطائر، فبالفتح، وكذا زرويل. قال شيخنا: والأشهر في سراويل منع صرفه، والتأنيث. قلت: قال ابن بري، في تركيب شرحل: شراحيل، اسم رجل، لا ينصرف عند سيبويه في معرفة ولا نكرة، وينصرف عند الأخفش في النكرة، فإن حقرته انصرف عندهما، لأنه عربي، وفارق السراويل لأنها أعجمية. قال ابن بري: العجمة هنا لا تمنع الصرف، مثل ديباج ونيروز، وإنما تمنع الصرف، مثل ديباج ونيروز، وإنما تمنع العجمة الصرف إذا كان العجمي منقولا إلى كلام العرب، وهو اسم علم، كإبراهيم وإسماعيل، قال: فعلى هذا ينصرف سراويل إذا صغر، في قولك سرييل، ولو سميت به شيئا لم ينصرف للتأنيث والتعريف، قال ويحتج من قال بترك صرفها بقول ابن مقبل:

أتى دونها ذب الـرياد كـأنـه    فتى فارسي في سراويل رامح وقول الراجز:

يلحن من ذي زجل شرواط
محتجز بخلق شمطاط
على سراويل له أسماط

والسراوين، بالنون: لغة، زعم يعقوب أن النون فيها بدل من اللام، والشروال، بالشين أيضا: لغة، حكاها السجستاني عن بعض العرب، كما سيأتي. وسرولته، سرولة: ألبسته إياها، فتسرول، أي لبس، وكذلك سرول، فهو مسرول، أي لبس، وكذلك سرول، فهو مسرول، ومتسرول كما في الأساس. ومن المجاز: حمامة مسرولة، إذا كان في رجليها ريش، وفي اللسان: طائر مسرول: ألبس ريشه ساقيه. ومن المجاز أيضا: فرس أبلق مسرول جاوز بياض تحجيله العضدين والفخذين، هكذا ذكره أبو عبيد في شيات الخيل. ومما يستدرك عليه: المسرول: الثور الوحشي، للسواد الذي في قوائمه، نقله الأزهري. وأما سرل، فليس بعربي صحيح.

س ط ل
السطل، والسيطل، كحيدر: طسيسة صغيرة، يقال إنها على هيئة التور، لها عروة كعروة المرجل، قال الطرماح:

حبست صهارته فظل عثنانه     في سيطل كـفـئت لـه

صفحة : 7174

ج: سطول. أو السيطل: الطست، وليس بالسطل المعروف، قال ابن دريد: هكذا زعم قوم. والسيطل النيطل: الرجل الطويل الجرم، عن ابن عباد. والساطل من الغبار: المرتفع، كالطاسل، قال الراجز:

بل بلد يكسى القتام الطاسلا
أمرقت فيه ذبلا ذوابلا

ويروى: الساطلا. وجاء يتسيطل، إذا جاء وحده، وليس معه شيء، عن ابن عباد. ومما يستدرك عليه: الأسطول: بالضم: المركب الحربي، المعد لقتال الكفار في البحر، نقله المقريزي في الخطط، قال: ولا أحسب هذه اللفظة عربية، قال شيخنا: وقد ذكره جماعة في المعربات. وسطله الدواء، سطلا: اسكره، لغة عامية.

س ع ب ل
السعابل: الطوال من الإبل، ولم يذكر لها واحد، أهمله الجماعة.