فصل الشين المعجمة مع اللام
الجزء الأول
ش ب ل
الشبل، بالكسر: ولد الأسد إذا أدرك الصيد، ج: أشبال، وأشبل، كأفلس، وشبول،
بالضم، وشبال، بالكسر، قال الكميت:
خلفتم سعيدا وهل يشبهن ن إلا الأشبل الأشبـل وقال رجل من بني جذيمة:
شثن البنان في غداة برده
جهم المحيا ذو شبال عده
وشبل الغلام، شبولا: إذا نشأ، وشب في نعمة، وقال الكسائي: شبل في بني فلان، إذا نشأ فيهم، وقال غيره: ولا يكون إلا في نعمة. وأشبل عليه: أي عطف، و أيضا: أعانه، وهو مجاز، قال الكميت:
ومنا إذا حزبتك الأمور
عليك الملبلب والمشبل
صفحة : 7200
وقال الكسائي: الإشبال: التعطف والمعونة. ومن المجاز: أشبلت المرأة على
ولدها، وهي مشبل: أقامت عليهم بعد زوجها، وصبرت عليهم، ولم تتزوج، تقول: هي
في إشبالها كاللبؤة على أشبالها. وإشبيلية، بالكسر كإرمينية، قال شيخنا:
ضبطه بالكسر، لان إرمينية قد قيل إنها بالفتح، وإن كان غير صواب، ووزنها
بها إشارة إلى أن الياء مخففة لا للنسب، كما توهمه كثيرون، وإن جزم أيضا
أقوام بأنها مشددة منسوبة إلى بعض ملوك اصبانيول، على غير قياس، وقيل: إنها
إسلامية، ويأتي خلافه. قلت: الوجهان المذكوران في إرمينية، قد نقلهما ياقوت
وغيره، ونقل عن أبي علي كلاما يأتي سياقه في أرمن، إن شاء الله تعالى: أعظم
بلد بالأندلس، ويقال لها: حمص، لأن جند حمص نزلها، ولواؤهم بالميمنة، بعد
لواء جند دمشق، وبها قاعدة ملك الأندلس وسريره، وبها كان بنو عباد،
ولمقامهم بها خربت قرطبة، وعملها متصل بعمل لبلة، وهي غربي قرطبة، بينهما
ثلاثون فرسخا، وكانت قديما ملك الروم، وبها كان كرسيهم الأعظم، وأما الآن
فهو بطليطلة، كذا في المعجم، وقال الشقندي: من محاسن إشبيلية اعتدال
الهواء، وحسن المباني، ونهرها الأعظم الذي يصعد المد فيه اثنين وسبعين
ميلا، ثم يحسر، وقال ابن مفلح: إشبيلية عروس البلاد الأندلسية، لأن تاجها
الشرف، وفي عنقها سمط النهر الأعظم، وليس في الأرض أتم حسنا من هذا النهر،
يضاهي دجلة والفرات والنيل، وتسير ظلال الثمار، وتغريد الأطيار، أربعة
وعشرين ميلا.
قلت: وأما شرف إشبيلية فقد تقدم ذكره في حرف الفاء، فراجعه، وفي كورة إشبيلية مدن وأقاليم، تذكر في مواضعها، وقد نسب إليها خلق كثير من أهل العلم، منهم عبد الله بن عمر ابن الخطاب، قاضيها، مات سنة 276., أبو عمر أحمد بن عبد الملك ابن هاشم، مات سنة 401، والقاضي أبو بكر بن العربي، شارح الترمذي، وغيرهم. وذو الشبلين: عامر بن عمرو بن الحارث بن جشم بن بكر بن حبيب ابن عمرو بن غنم بن تغلب التغلبي، كان له ابنان توأمان، يدعيان الشبلين، نقله الصاغاني. والخضر بن شبل، من الفقهاء. والشابل: الأسد الذي اشتبكت أنيابه. وأيضا: الغلام الممتلئ البدن، نعمة وشبابا، عن ابن الأعرابي، قال: وهو أيضا الشابن، بالنون، والحضجر، والشبلي، بالكسر: اسم جماعة، نسبوا إلى جدهم، أو إلى موضع، أشهرهم الإمام أبو بكر الشبلي، اختلف في اسمه، فقيل: دلف بن جحدر، وقيل غير ذلك، من أكابر الزهاد والعارفين، توفي ببغداد سنة 334، وقبره بها يزار، ومنهم أيضا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن الشبل الشبلي البغدادي الشاعر، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي، ومات سنة نيف وسبعين وأربعمائة، وصاحبنا الجواد الكريم المهذب علي بن محمد بن علي الشبلي الدميري، يقال: إنه من ذرية أبي بكر الشبلي المذكور، قتل في محرم هذه السنة ظلما، وقد وردت عليه بدميرة أيام زيارتي، فأكرمني رحمه الله تعالى، وقتل قاتله.
صفحة : 7201
وشبل بن عباد المكي، مقرئها، تلا على ابن كثير، وسمع أبا الطفيل، وعدة،
وعنه روح، وأبو حذيفة النهدي، قال أبو داود: ثقة، إلا أنه يرى القدر، وشبل
بن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه قال ابن عدي: له مناكير: محدثان. وكزبير،
شبيل بن عوف بن أبي حية، أبو الطفيل الأحمسي: تابعي، أدرك النبي صلى الله
عليه وسلم، في الجاهلية، وشهد القادسية مع سعد، وروى عن عمر، عداده في أهل
الكوفة، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد. وشبيل بن عروة، هكذا في النسخ،
والصواب: ابن عزرة الضبعي، أبو عمرو النحوي، عن أنس، وشهر، وعنه شعبة،
وسعيد بن عامر، وثقه ابن معين، وهو ختن قتادة بن دعامة السدوسي. ومنبه بن
شبيل، في نسب ثقيف. وأبو شبيل: عبيد الله بن أبي مسلم: محدث. ومما يستدرك
عليه: لبؤة مشبل: معها أولادها. وقال أبو زيد: فيما روى أبو عبيد عنه: إذا
مشى الحوار مع أمه، وقوي، فهي مشبل، يعني الأم، قال الأزهري: قيل لها:
مشبل، لشفقتها على الولد. وشبلان، بالضم: اسم. وشبل: صحابي، له حديث ضعيف،
من رواية عبد الرحمن، عنه. وشبل بن معبد، وقيل: ابن حامد، وقيل: ابن خليد?
المزني أبو البجلي: صحابي، روى عنه عبيد الله بن عبد الله، وقال الذهبي في
الكاشف: في أبيه أقوال، ويقال: لا صحبة له، ولذا أسقطه البخاري.
قلت: وأورده ابن حبان في ثقات التابعين، وسمى والده خليدا، وقال: يروي عن عبد الله بن مالك الأوسي، وعنه عبيد الله بن عبد الله، والزهري. وشبيل بن الجحنبار: شاعر، ذكره المصنف في حرف الراء. وأبو الخير محمد بن شبيل بن أحمد ابن شبيل الشبيلي اليمامي، من شيوخ أبي سعد الإدريسي، توفي سنة 377. ومؤتم الأشبال: لقب عيسى بن زيد بن علي بن الحسين، وإليه نعتزي في النسبة. وأشبول، بالضم: قرية بمصر، منها الشمس محمد بن محمد بن إسماعيل الأشبولي البنهاوي، من شيوخ الحافظ السخاوي، والبرهان البقاعي، والبدر المشهدي، سمع على ابن الشيخة، وغيره، وكان من المسندين بمصر. وشيخنا، زاهد الحرم، أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن الأشبولي، كان عالما صالحا، سمعنا عليه بمكة، ودخل اليمن، ثم رجع إلى مكة، وبها توفي، رحمه الله تعالى، ونفعنا به.
وشبل: بطنان في قضاعة: أحدهما شبل بن صحار بن خولان، والثاني شبل بن يعلى بن غالب بن سعد، ذكرهما الهمداني، وأبو بكر الطهماني، المعروف بشبل: محدث. وعبد الله بن شبل بن عمرو: صحابي، من نقباء الأنصار. وأبو شبل: علقمة بن قيس، تابعي، ثقة. ومما يستدرك عليه:
ش ب ر ب ل
شبربل، بضم الشين، والموحدة وسكون الراء ثم ضم الموحدة: قرية بشرف إشبيلية،
ذكره الشيخ الأكبر في الباب الخامس والعشرين من الفتوحات، وذكر منها أبا
الحجاج الشبربلي، من الأقطاب. ومما يستدرك عليه:
ش ت ل
صفحة : 7202
مشتلة: قرية بأصبهان، منها عامر ابن حمدويه الزاهد، عن الثوري، وشعبة.
ومشتول: من قرى مصر، وتعرف بمشتول الطواحين، منها أبو علي الحسن بن علي بن
موسى المشتولي الصوفي، حدث عن أبي بكر بن سهل، قال ابن القراب: توفي سنة
340. وابن شاتيل: من المحدثين. وعلي شاتيلا: أحد المعتقدين بحلب، متأخر،
مات في نيف وخمسين ومائة وألف.
والشتليون: جماعة بريف مصر.
ش ث ل
شثلت أصابعه، بالثاء المثلثة، ككرم، وفرح، كلاهما عن الفراء: أي غلظت،
وخشنت، فهو شثل الأصابع: غليظها، وخشنها، وشثنها، بالنون، وزعم يعقوب وأبو
عبيد: أن لامها بدل من نون شثن، وقال ابن السكيت: الشثل لغة في الشثن، وقد
شثل شثولة، وشثن، شثونة.
ومما يستدرك عليه: قدم شثلة: غليظة اللحم، متراكبة، وقد شثلت رجله.
ش ج ل
الشجول، كجرول، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو الطويل
الرجلين منا. وثابت بن مشجل، كمنبر: تابعي، روى عن مولاه أبي هريرة، وعنه
فليح بن سليمان، أورده ابن حبان في الثقات، والحافظ في التبصير، إلا أنه
ضبطه بالحاء لا الجيم، والصحيح ما ضبطه الحافظ، فإذا لا يكون هذا الحرف
مستدركا على المصنف والجماعة، على أن الصاغاني أورده بين تركيب شحتل وشخل،
فيلزم أن يكون بالحاء.
ش ح ت ل
أعطني شحتلة من كذا، بالحاء المهملة، وبالمثناة الفوقية أهمله الجوهري،
وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هي لغة بغدادية، أي نتفة منه، أو قليلا منه،
قال: وليس من كلام العرب. قلت: فإذا استدراكه على الجوهري في غير محله،
فتأمل ذلك.
ش خ ل
شخل الشراب، يشخله، شخلا، كمنع، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي صفاه،
وبزله بالمشخلة. قال الأزهري: سمعت العرب يقولون ذلك، قال: ويقولون أيضا:
شخل الناقة، شخلا إذا حلبها، حلبا، وكذلك: شخبها. وقال أبو زيد:: الصديق،
يقال: هو شخلي، أي صديقي، أو هو: الغلام الحدث الذي يصادقك، قاله الليث،
كالشخيل، كأمير، بمعنى الصديق، يقال: هو شخله، وشخيله، أي صفيه. وقد شاخله،
مشاخلة: إذا صافاه. والمشخل، والمشخلة، بكسر ميمهما: المصفاة، قال ابن
دريد: هي عربية صحيحة، وإن كانت مبتذلة، وقال ابن فارس: الشين والخاء
واللام ليس بشيء.
ش د ل
صفحة : 7203
شادل، كصاحب، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو علم. ومحمد
بن شادل بن علي النيسابوري، صاحب إسحاق بن راهويه، كذا في التبصير. وشادلة،
بهاء: ة بالمغرب، قرب تونس، كما في لطائف المنن، أبو هي بالذال المعجمة،
قال شيخنا: وقد أنكروه وتعقبوه. منها السيد القطب، الإمام، أبو الحسن، علي
بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يونس بن يوشع
بن ورد بن أبي بطال علي بن أحمد بن محمد بن عيسى بن إدريس بن عمر بن إدريس
بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني
الإدريسي الشادلي، قدس سره، ونفعنا به، آمين، أستاذ الطائفة العلية
الشادلية، من صوفية الإسكندرية، أي لما ورد من المغرب نزل بها، قال شيخنا:
وقد رد ذلك شيخ مشايخنا أبو علي الحسن بن مسعود اليوسي، في شرح داليته، حيث
قال: الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الجبار الزرويلي، ونسب إلى شادلة، لأنه
كان يتعبد فيها، وليس منها، كما توهم صاحب القاموس، واقتفى أثره تلميذه
شيخنا الإمام أبو عبد الله محمد بن المسناوي، وأقره على ما قاله، وله رضي
الله تعالى عنه ترجمة مبسوطة في لطائف المنن، وغيره.
ولد، رضي الله تعالى عنه، في سنة 591، ويقال: سنة 593، بقرية غمارة، من قرى إفريقية، بالقرب من سبتة، ثم انتقل إلى تونس، وسكن شادلة، من قرى إفريقية، ودخل الشرق، وتوفي بصحراء عيذاب، سنة 656، في شهر ذي القعدة، أبو شوال. وفيهم يقول الأستاذ العارف بالله تعالى تاج الدين أبو الفضل، وأبو العباس، أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري، صاحب كتاب التنوير في إسقاط التدبير، شارح الحكم وغيرهما، المتوفى بمصر سنة 709، وقد أخذ عن أبي العباس المرسي، وغيره:
تمـسك بـحب الـشـادلية تلق ما
تروم فحقق ذاك منهم وحصل
ولا تـعدون عيناك عنـهـم فإنهم
نجوم هدى فـي أعين المتأمـل
ولا تحتجب عنهم بلبس لباسهم
فأنوارهم في السر تعلو وتنجلي
وجاهد تشاهد كي تراهم حقيقة
فمـا فـقـدوا كلا ولكن بمعزل
وقال أبو الحسن علي بن عمر القرشي المخائي الشادلي:
أنا شادلي ما حييت وإن أمـت
فمشورتي في الناس أن يتشدلوا وقال غيره: تمسك بحب الشادلي
فإنه له طرق التسليك في السر والجهر
أبو الحسن السامي على أهل عصرهكراماته جلت عن العد والحصر وقال غيره:
تمسك بحب الشادلي فتلق مـا
تروم وحقق ذا المناط وحصلا
توسل به في كل حال تـريده
فما خاب من يأتي به متوسلا
قال شيخنا: ومن العجائب ما نقله
شيخنا الإمام العارف الجامع أبو العباس سيدي أحمد بن ناصر، في رحلته، عن
كتاب الأذكار للمقريزي، أن الشاذلي، بضم الذال المعجمة، قال: وكتبته لأنا
لا ننطق به إلا بكسر الذال، انتهى.
صفحة : 7204
قلت: ليس هذا بعجيب، فقد ورد أنه، رضي الله تعالى عنه، خوطب يوما من
الأيام، فقيل له: يا علي، أنت الشاذلي، أي أنت الفرد في خدمتي، فتأمل ذلك.
قال سيدي شمس الدين أبو محمود الحنفي، قدس سره: اختصت الشادلية بثلاثة
أشياء، لم تكن لأحد قبلهم ولا بعدهم، الأول أنهم مختارون من اللوح المحفوظ،
الثاني أن المجذوب منهم يرجع إلى الصحو، الثالث أن القطب منهم دائما أبدا
إلى يوم القيامة. وقال القطب سيدي ناصر الدين محمد الشاطر، لتلميذه سيدي
محمد الشريفي: يا محمد، إذا أراد الله بعبد سوءا سلطه على شادلي.
وقال أبو العباس المرسي: إذا أراد الله أن ينزل بلاء، سلم منه أمة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، فإن كان عموما سلمت منه الشادلية.
واختلف في أخذ سيدي أبي الحسن الشادلي، فقيل: أخذ عن سيدي عبد السلام بن مشيش، عن أبي العباس السبتي، عن أبي محمد صالح، عن أبي مدين الغوث. وذكر القشاشي في السمط المجيد، أن سيدي عبد السلام، أخذ عن أبي مدين من غير واسطة، قال أبو سالم العياشي: والتاريخ يقبله: وأخذ الإمام أبو الحسن أيضا عن أبي الفتح الواسطي، شيخ مشايخ الرفاعية بمصر. وسند هذه الطريقة، وكيفية تسلسلها إلى فوق، قد بيناه في كتابنا العقد الثمين، وفي إتحاف الأصفياء، وغيرهما من الرسائل.
ش ذ ل
شاذل، كصاحب، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو علم، والذال
معجمة. وشهران، هكذا في النسخ، والصواب: سهراب بن شاذل، كما في التبصير، من
أجداد مكحول، قال الحافظ: سهراب هو أبو مسلم والد مكحول، كذا في الإكمال،
فهو مكحول بن مسلم بن سهراب بن شاذل. وشيذله، كحيدرة، لقب عزيزي بن عبد
الملك الفقيه الشافعي، ترجمه السبكي في الطبقات، وقال: كان واعظا مشهورا،
غير أنه ضبطه بالدال المهملة.
ش ر ح ل
شراحيل بن أدة أبو الأشعث الصنعاني، وفي أبيه أقوال، عن عبادة ابن الصامت،
وشداد بن أوس، وعنه حسان بن عطية، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ثقة، شهد
فتح دمشق، وشراحيل بن يزيد المعافري، عن أبي قلابة، وأبي عبد الرحمن
الحبلي، وعنه حيوة بن شريح، وعبد الرحمن ابن شريح، وابن لهيعة: ثقة، و
شراحيل بن عمرو العنسي، عن محمد عمرو بن الأسود، ضعفه محمد بن عوف: محدثون
ولهم رجل آخر، يسمى: شراحيل بن عمر,، روى عن بكر بن خنيس، ضعف أيضا.
صفحة : 7205
وأما شراحيل بن عبد الحميد، وشراحيل، عن فضالة، وشراحيل عن إبراهيم،
فمجهولون. وشراحيل المنقري، يعد في الحمصيين، روى عنه أبو يزيد الهوزني،
وشراحيل الجعفي، روى عنه ابنه عبد الرحمن، أو هو شرحبيل. وشراحيل: بن مرة
الهمداني، وقيل: الكندي، روى عنه حجر بن عدي، و شراحيل بن زرعة الحضرمي، له
وفادة: صحابيون، رضي الله تعالى عنهم. قلت: وشراحيل بن مالك بن ذبيان، إليه
انتهى شرف عك، وهو جد الأمير سملقة، الذي مر ذكره في القاف، قاله الناشري.
قال الجوهري: شراحيل لا ينصرف عند سيبويه، في معرفة ولا نكرة، لأنه بزنة
جمع الجمع. أي فهي وحدها كافية في المنع، كسراويل، قاله شيخنا، قال: وهذا
هو الذي جزم به الأكثر. ثم قال الجوهري: وعند الأخفش ينصرف في النكرة. أي
لأنه عنده ليس بجمع، وما ليس بجمع، وإن كان على صيغته عنده يحتاج إلى علة
أخرى، وهي العملية، في مثل هذا. ثم قال الجوهري: فإن حقرته انصرف عندهما،
لأنه عربي، وفارق السراويل، لأنها أعجمية، وقال ابن الكلبي: كل اسم كان في
آخره ايل، أو ال، فهو مضاف إلى الله عز وجل، وهذا ليس بصحيح، إذ لو كان
كذلك لكان مصروفا، لأن الايل والال عربيان، ثم إن صريح كلام المصنف أن
اللام أصلية في شراحيل.
ويقال أيضا شراحين، وزعم يعقوب أن نونه بدل، وذكر ابن القطاع أن اللام زائدة، قال أبو حيان: وكأنه عنده من الشرح، وجزم به في الارتشاف، وشرح التسهيل، وغيرهما، وأما قول الشاعر:
وما ظني وظني كـل ظـن أمسلمني إلى قومي شراحي قال الفراء: أراد شراحيل، فرخم في غير النداء.
ش ر ح ب ل
شرحبيل، كخزعبيل، أهمله الجوهري، و الصاغاني، وهو: اسم رجل، وقيل: أعجمية.
وشرحبيل الحنظلي، لم أجد له ذكرا في معاجم الصحابة. وشرحبيل الجعفي، أو هو
شراحيل، وقد تقدم أنه روى عنه ابنه عبد الرحمن. وشرحبيل بن غيلان بن سلمة
الثففي، قال ابن شاهين: له صحبة، توفي سنة 60. وشرحبيل بن السمط الكندي،
أبو يزيد أمير حمص لمعاوية، كان من فرسانه، مختلف في صحبته، روى عن عمر،
وسلمان، وعنه مكحول، وسليم ابن عامر، وجبير بن نفير، وكثير بن مرة، مات
بصفين سنة 43. وشرحبيل بن حسنة، وهي أمه، وأبوه عبد الله بن المطاع
التميمي، أبو عبد الله الأمير، حليف بني زهرة، ممن هاجر إلى الحبشة، وهو
أحد أمراء أجناد الشام، روى عنه عبد الرحمن بن غنم.
وشرحبيل بن شفعة، توفي سنة 1189.
وشرحبيل بن أوس، أو هو أوس بن شرحبيل، نزل حمص، روى عنه نمران: صحابيون،
رضي الله تعالى عنهم.
صفحة : 7206
وفاته: شرحبيل بن حجية المرادي، أحد الأبطال، وشرحبيل والد عمرو، وشرحبيل
والد عبد الرحمن، وشرحبيل والد مصعب، وشرحبيل بن معد يكرب، فهؤلاء لهم صحبة
أيضا. وشرحبيل بن سعد، وهم ثلاثة رجال: أحدهم مولى بني خطمة، عن أبي هريرة،
وابن عباس، وعنه ابن أبي ذئب، ومالك، وضعفه الدارقطني، والثاني شرحبيل بن
سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عداده في أهل المدينة، روى عنه أهلها، والثالث
شرحبيل بن سعد بن عبادة الخزرجي، عن أبيه، وعنه ابنه عمرو بن شرحبيل.
وشرحبيل بن سعد بن سعد بن عبادة، عن جده، وأبيه، وعنه ابنه عمرو، وعبد الله
بن محمد بن عقيل، وثق. وشرحبيل بن شريك. المعافري، عن أبي عبد الرحمن
الحبلي، وعنه الليث، وابن لهيعة، صدوق. وشرحبيل بن مسلم بن حامد الخولاني
الحمصي، عن تميم الداري، وعدة أرسل عنهم، عن أبي أمامة، وجبير بن نفير،
وعنه جرير بن عثمان، وإسماعيل بن عياش، وثقه أحمد، وضعفه ابن معين. وشرحبيل
بن يزيد المعافري، عن عبد الرحمن بن رافع، وعنه سعيد ابن أبي أيوب. وشرحبيل
بن الحكم، عن عامر بن عائل، قال الذهبي في ذيل الديوان: قال ابن خزيمة: أنا
أبرأ من عهدتهما: محدثون. وفاته: شرحبيل بن شفعة الرحبي، عن عمرو بن العاص،
وثق. وشرحبيل بن مدرك الجعفي، عن ابن عباس، وعنه محمد بن عبيد، صدوق.
وشرحبيل بن معشر العنسي، عن معاذ بن جبل. وشرحبيل أبو سعد، عن ابن عباس.
وشرحبيل بن أيمن، عن أبي الدرداء. وشرحبيل بن القعقاع، وقد تكلم فيه، عن
عمرو بن معد يكرب. وشرحبيل بن الأشعث الصنعاني، من صنعاء الشام، ويقال: هو
شراحيل. وشرحبيل بن بلال الخولاني. وشرحبيل بن معن. فهؤلاء كلهم على شرط
المصنف. وشرحبيل بن الحارث بن زيد بن زنيم بن ذي رعين، جد شراحة بن شرحبيل
بن مريم بن سفيان ذي حرث، ذكره الهمداني. وأبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن
الدمشقي الشرحبيلي، عرف بذلك، لأنه ابن بنت شرحبيل، روى عنه أبو سعد
الهروي. ومما يستدرك عليه:
ش ر ذ ل
الشرذل، كجعفر، أهمله الجماعة، وقال ابن أبي خيثمة: هو الرجل الطويل.
وحميضة بن الشرذل: محدث، روى عنه قيس بن الحارث الأسدي، هكذا هو في
الاستيعاب لابن عبد البر الحافظ، ووجدته هكذا في هامش نسخة اللسان.
ش ر ل
الشروال، بالكسر، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن الأنباري: قال
السجستاني: هي لغة في السروال، بالسين، هكذا سمعته من الأعراب، قال: كأنه
سمعه بالفارسية، وهو لا يعرفه، فحكاه. قلت: وهي لغة عامية مبتذلة، ومنهم من
يقول: شلوار، ويفتح الشين.
ش س ل
الشسلة، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد، هي من الأقدام:
الغليظة، لغة في الشثلة، بالثاء المثلثة.
ش ش ق ل
صفحة : 7207
ششقل الدينار، ششقلة، أهمله الجوهري، وقال الليث: عيره، هكذا هو نص العين،
عجمية، قاله ابن سيده، وقيل ليونس: بم تعرف الشعر الجيد? قال: بالششقلة.
وقال الليث: هي كلمة حميرية، لهجت بها صيارفة العراق في تعيير الدنانير،
يقولون: قد ششقلناها، أي عيرناها، أي وزناها دينارا دينارا، وليست عربية
محضة، وقال ابن دريد: أهملت الشين والقاف، إلا الششقلة، فإنها أن تزن
الدينار بإزاء الدينار، لتنظر أيهما أثقل، قال: ولا أحسبها عربية محضة،
وقال ابن الأعرابي: يقال: أشقل الدنانير، وقد شقلتها، أي وزنتها، قال
الأزهري: وهذا أشبه بكلام العرب، وأما قول الليث: تعيير الدنانير فإن أبا
عبيد روى عن الكسائي والأصمعي وأبي زيد، أنهم قالوا جميعا: عايرت المكاييل،
وعاورتها، ولم يجيزوا: عيرتها، وقالوا: التعيير بهذا المعنى لحن.
والششقاقل، والشقاقل، والأشقاقل، واللام مشددة في الأولى: عرق شجر هندي،
يربى في العسل، فيلين، ويهيج الباءة.
ش ش ل
ومما يستدرك عليه: الشوشل: كجوهر: الخصب، والرغد. أهمله الجماعة، وأورده
الصاغاني.
ش ص ل
الشاصلى، بضم الصاد وفتح اللام المشددة مقصورة، فإذا خففت مدت، وقد أهمله
الجوهري، وهو نبت، وقال ابن الأعرابي: شوصل، وشفصل: إذا أكله، كما في
اللسان، والعباب.
ش ع ل
الشعل، محركة، والشعلة، بالضم: البياض في ذنب الفرس، أ والناصية في ناحية
منها، وخص بعضهم به عرضها، يقال: غرة شعلاء، تأخذ إحدى العينين حتى تدخل
فيها، و قد يكون في القذال، وهو في الذنب أكثر. شعل، كفرح، شعلا، وشعلة،
الأخيرة شاذة، و كذلك اشعال، اشعيلالا، إذا صار ذا شعل، قال:
وبعد انتهاض الشيب في كل جانبعلى لمتي حتى اشعأل بهيمها أراد إشعال، فحرك الألف لالتقاء الساكنين، فانقلبت همزة، لأن الألف حرف ضعيف واسع المخرج، لا يتحمل الحركة، فإذا اضطروا إلى تحريكه حركوه بأقرب الحروف إليه. ويقال: إذا كان البياض في طرف ذنب الفرس، فهو أشعل، وإن كان في وسط الذنب، فهو أصبغ، وإن كان في صدره، فهو أدعم، فإذا بلغ التحجيل إلى ركبتيه، فهو مجبب، فإن كان في يديه، فهو مقفز، وقال الأصمعي: إذا خالط البياض الذنب في أي لون كان، فذلك الشعلة، والفرس أشعل، بين الشعل، وقال غيره: شعيل، وشاعل، وهي شعلاء، وشعل فيه، كمنع، يشعل، شعلا: أمعن. وشعل النار في الحطب، يشعلها، شعلا: أجازها أبو زيد، أي ألهبها، كشعلها، تشعيلا، وأشعلها، فاشتعلت، وتشعلت، التهبت، واضطرمت، وقال اللحياني: اشتعلت النار: تأججت في الحطب. وقال مرة: نار مشعلة، ملتهبة متقدة.
والشعلة: بالضم: ما اشتعلت فيه من
الحطب، والشعلة أيضا: لهب النار، قال الأزهري: وهي شبه الجذوة، وهي قطعة
خشبة تشعل فيها النار، وكذلك القبس والشهاب، ج: ككتب، هكذا في النسخ،
والصواب: بضم ففتح، كالشعلول بالضم أيضا، وهو لهب النار.
صفحة : 7208
وشعلة: بلا لام: فرس قيس بن سباع، على التشبيه بإشعال النار لسرعتها.
والشعيلة، كسكينة، الأولى وزنها بصحيفة، فإن السكينة ربما تشتبه بسكينة،
بالكسر فتشديد الكاف المكسورة: النار المشعلة في الذبال، أو هي الفتيلة
المرولة، بالدهن، فيها نار يستصبح بها، ولا يقال لها كذلك، إلا إذا اشتعلت
بالنار، ج: شعيل، صوابه: شعل، بضمتين، كصحيفة وصحف، كما هو نص العباب،
والتهذيب، قال لبيد:
أصاح ترى بريقا هب وهنا كمصباح الشعيلة في الذبال وفي حديث عمر بن عبد العزيز: كان يسمر مع جلسائه، فكاد السراج يخمد، فقام وأصلح الشعيلة، وقال: قمت وأنا عمر، وقعدت وأنا عمر. والمشعل، كمقعد: القنديل. والمشعل، كمنبر: المصفاة، جمعهما مشاعل. والمشعل أيضا: شيء يتخذه أهل البادية من جلود، يخرز بعضها إلى بعض، كالنطع، له أربع قوائم، من خشب تشد تلك الجلود إليها فيصير كالحوض، ينبذ فيه، لأنه ليس لهم حباب، كالمشعال، والجمع المشاعل، قال:
ونسي الدن ومشعالا يكف وقال ذو الرمة:
أضعن مواقيت الصلوات عمدا وحالفن المشاعل والجـرارا وفي الحديث: أنه شق المشاعل يوم خيبر قال: هي زقاق كانوا ينتبذون فيها، وعن بعض الأعراب، أنه وجد متعلقا بأستار الكعبة يدعو، ويقول: اللهم أمتني ميتة أبي خارجة، فقيل: وكيف مات أبو خارجة? قال: أكل بذجا، وشرب مشعلا، ونام شامسا، فلقي الله شبعان، ريان، دفآن. ومن المجاز: أشعل إبله بالقطران: كثره عليها، وعمها بالهناء، ولم يطل النقب من الجرب دون غيرها من بدن البعير الأجرب. ومن المجاز: أشعل الخيل في الغارة: إذا بثها، قال:
والخيل مشعلة في ساطع ضرم كأنهن جـراد أو يعـاسـيب وأشعل الإبل: فرقها، عن اللحياني، و أشعلت الغارة: تفرقت، والغارة المشعلة: المنتشرة المتفرقة، ويقال: كتيبة مشعلة، بكسر العين، إذا انتشرت، قال جرير يخاطب رجلا، قال ابن بري: والصحيح أنه للأخطل:
عاينت مشعلة الرعال كأنهـا طير تغاول في شمام وكورا وأشعل السقي: أكثر الماء، عن ابن الأعرابي، وأشعلت القربة، أبو المزادة، سال ماؤها متفرقا، عن ابن عباد، و أشعلت الطعنة: خرج دمها متفرقا، عنه أيضا، وأشعلت العين، كثر دمعها، وفي العباب: دموعها.
ومن المجاز: جراد مشعل، كمحسن: أي كثير، منتشر، متفرق، إذا انتشر وجرى في كل وجه، يقال: جاء جيش كالجراد المشعل، وهو الذي ضبطه الأزهري، و الصاغاني، وضبطه الزمخشري كمحسن ومكرم. وقال الفراء: رجل شعل: أي خفيف متوقد، ومعل مثله، قال:
يلحن من سوق غلام شعل
قام فنادى برواح معل
وبه لقب تأبط شرا جابر بن سفيان، قال قيس بن خويلد الصاهلي:
ويأمر بي شعل لأقتل مقتـلا
فقلت لشعل بئسما أنت شافع
صفحة : 7209
وبنو شعل، كزفر، بطن من تميم. واشعال رأسه، اشعيلالا: انتفش شعره. ويقال:
ذهبوا شعاليل بقردحمة: أي متفرقين، مثل شعارير، قال أبو وجزة.
حتى إذا ما دنت منه سوابقها وللغام
بعطفيه شـعـالـيل ورجل شاعل: أي ذو إشعال، مثل تامر ولابن، وليس له فعل،
قال عمرو بن الإطنابة:
ليسوا بـأنـكـاس ولا مـيل إذا ما الحرب شبت أشعلوا بالشاعل ومما يستدرك عليه: المشعلة: الموضع الذي تشعل فيه النار. واشتعل غضبا: هاج، على المثل، وأشعلته أنا. واشتعل الشيب في الرأس: اتقد على المثل، وأصله من اشتعال النار، ودخل في قوله: الرأس، شعر اللحية، لأنه كله من الرأس. وقولهم: جاء فلان كالحريق المشعل، بفتح العين، لأنه من أشعل النار في الحطب، أي أضرمها، وأنشد ابن بري لجرير:
واسأل إذا حرج الخدام وأحمشت حرب تضرم كالحريق المشعل وأشعلت جمعه: إذا فرقته، قال أبو وجزة:
فعاد زمان بعـد ذاك مـفـرق وأشعل ولي من نوى كل مشعل والشعلول، بالضم: الفرقة من الناس، وغيرهم. وشعلان: موضع، عن ابن دريد، واسم رجل. وقال ابن عباد: الشعيل، كأمير: شبه الكواكب، يكون في أسفل القدر، وأيضا الحراق. واشعل الفرس، اشعلالا: صار أشعل. ومشعل، كمنبر: واد لبني سلامان ابن مفرج، من الأزد، كذا في المفضليات.
ش غ ل
الشغل، فيه أربع لغات، بالضم، وبضمتين، مثل خلق وخلق، وبالفتح وبفتحتين،
مثل نهر ونهر، وقرأ أهل الشام، والكوفة، وزيد، ويزيد، ورويس: في شغل
بضمتين، وعياش مخير، وقرأ ابن أبي هبيرة، ويزيد النحوي: في شغل ، بالفتح،
وقرأ مجاهد، وأبان بن تغلب، وأبو عمرو، وأبو السمال، وعبيد بن عمير: في شغل
بالتحريك، ضد الفراغ، وقال الراغب: هو العارض الذي يذهل الإنسان، ج: أشغال،
وشغول، قال ابن ميادة:
وما هجر ليلى أن تكون تباعدت
عليك ولا أن أحصرتك
شغول
صفحة : 7210
وقد شغله، كمنعه، شغلا، بالفتح، ويضم، وهذه عن سيبويه، وأشغله، واختلف
فيها، فقيل: هي، أي أشغله، لغة جيدة، أو قليلة، أو رديئة، قال ابن دريد: لا
يقال: أشغلته، ومثله في شروح الفصيح، وشرح الشفاء للشهاب، والمفردات
للراغب، والأبنية لابن القطاع، ولا يعرف لأحد القول بجودتها عن إمام من
أئمة اللغة، وكتبه بعض عمال الصاحب له في رقعة، فوقع عليها: من يكتب
إشغالي، لا يصلح لأشغالي. قال شيخنا: فإذا لا معنى لتردد المصنف فيها. قلت:
ولعله استأنس بقول ابن فارس، حيث قال في المجمل: لا يكادون يقولون: أشغلت،
فهو جائز. فتأمل ذلك. واشتغل به، وشغل، كعني، فهو مشغول، قال ثعلب: شغل، من
الأفعال التي غلبت فيها صيغة ما لم يسم فاعله، قال: ويقال منه في التعجب:
ما أشغله، قال: وهو شاذ، إنما يحفظ حفظا، لأنه أي التعجب، موضوع على صيغة
فعل الفاعل، ولا يتعجب من المجهول، ويقال: شغل عنه بكذا، على ما لم يسم
فاعله، وهو شغل، ككتف، عن ابن الأعرابي، قال ابن سيده: وعندي أنه على
النسب، لأنه لا فعل له يجيء عليه: قال ابن الأعرابي: وكذلك رجل مشتغل، بكسر
الغين، قال: وفتح الغين، أي على لفظ المفعول، نادر، وأنشد:
إن الذي يأمل الدنيا لمتلـه وكل ذي أمل عنه سيشتغل وقال الليث: اشتغلت أنا، والفعل اللازم اشتغل. وقال أبو حاتم في كتاب تقويم المفسد والمزال عن جهته من كلام العرب: لا يقال: اشتغل، وكذلك قال ابن دريد، وقال ابن فارس في المقاييس: قد جاء عنهم: اشتغل فلان بالشيء، فهو مشتغل، وأنشدوا:
حيتك ثمت قالت: إن نفرتنا اليوم كلهم يا عرو مشتغل وشغل شاغل: مبالغة، كما يقولون: شعر شاعر، وليل لائل، وموت مائت، عن ابن دريد، وقال سيبويه: هو بمنزلة قولهم: هم ناصب، وعيشة راضية. والمشغلة، كمرحلة: ما يشغلك، أي يحملك عليه. وقال ابن الأعرابي: الشغلة: بالفتح، والبيدر والكدس، والعرمة، واحد، ج: شغل، كتمرة وتمر، وروى الشعبي في الحديث: أنه خطب علي، رضي الله تعالى عنه على شغلة، فحمد الله، وأثنى عليه، وصلى على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم قال: الصمت حكم والسكوت سلامة، ولا رأي لمن لا يطاع، ومخالفة الشفيق الناصح تورث الحسرة والندامة، قالوا: حكم، فقلت: لا، فقالوا: لا بد، فلما حكمت، قالوا: لا حكم إلا لله، ألا وإن هذه كلمة حق يراد بها باطل، إنما يقولون: لا أمير ولا إمارة. وأشغولة، بالضم: أفعولة من الشغل، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: شغلتني عنك الشواغل، جمع شاغل. والمشاغل: جمع المشغلة. واشتغل فيه السم: سرى، والدواء: نجع. والشغلة، محركة: لغة في الشغلة، بالفتح، عن ابن الأثير. والشغال، كشداد: الكثير الشغل. وتشاغل عنه: ذهب.
وفلان فارغ مشغول: متعلق بما لا
ينتفع به. وهو أشغل من ذات النحيين. ومن المجاز: دار مشغولة، فيها سكان.
وجارية مشغولة: لها بعل. ومال مشغول: معلق بتجارة.
ش ف ل
صفحة : 7211
المشفلة، كمكنسة، أهمله الجماعة، وهي: الكبارجة، والكرش، ج: مشافل.
ش ف ص ل
الشفصلى، بكسر الشين، والصاد وشد اللام مقصورة، أهمله الجوهري، وقال أبو
حنيفة: نبات يلتوي على الشجر، ويخرج عليه، أمثال المسال، وينفلق، عن القطن،
أو ثمره، وهو حب كالسمسم، عن الليث. وقال ابن الأعرابي: شفصل، وشوصل: أكله.
وأكل الشاصلى، وهو نبات أيضا، قد تقدم في موضعه. ومما يستدرك عليه:
ش ف ط ل
شفطل، أهمله الجوهري، و الصاغاني، وهو اسم، قال ابن بري: ذكره شيخ الأزد.
ش ف ق ل
شفقل: كجعفر، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: اسم. قال: وأبو شفقل: راوية
الفرذدق الشاعر، وقال ابن خالويه: راوية الفرذدق، اسمه شفقل، قال: ولا نظير
لهذا الاسم. كما في اللسان.
ش ق ل
الشاقول: أهمله الجوهري، وقال الليث: خشبة تكون مع الزراع بالبصرة، وهي قدر
ذراعين، وفي رأسها زج، يجعل أحدهم فيها رأس الحبل، ثم يرزها في الأرض،
ويضبطها حتى يمد الحبل، قال: واشتقوا منها اسم الذكر، وقالوا: شقلها
بشاقوله، يشقلها شقلا: أي جامعها، يكنون بذلك عن النكاح. وقال ابن
الأعرابي: شقل الدينار: وزنه. وشوقل الرجل: ترزن حلما، ووقارا. والشقاقل،
مر ذكره في ش ش ق ل، قريبا. وأشقالية، بالفتح واللام مكسورة والياء خفيفة:
د، بالأندلس، وقال ياقوت: إقليم من بطليوس، من نواحي الأندلس. ياقوت: إقليم
من بطليوس، من نواحي الأندلس. وميمونة بنت شاقولة: من المتعبدات. ومما
يستدرك عليه: الشقل: الأخذ، وشوقل الدينار: عايره، وصححه. وشاقلا: جد أبي
إسحاق إبراهيم ابن أحمد بن عمر بن حمدان الشاقلائي، الفقيه الحنبلي
البغدادي، المتوفى 369. ويقال: عنده دراهم شقلة، وشقلة من دراهم، لكثيرة
منها، مصححة، معايرة عامية. ومما يستدرك عليه:
ش ق ب ل
اشقوبل، بضم الأول والثالث والخامس: مدينة في ساحل جزيرة صقلية، نقله
ياقوت.
ش ك ل
الشكل: الشبه، قال أبو عمرو، يقال: في فلان شكل من أبيه، وشبه، والشكل
أيضا: المثل تقول: هذا على شكل هذا، أي على مثاله، وفلان شكل فلان، أي مثله
في حالاته، قال الله تعالى: وآخر من شكله أزواج ، أي عذاب آخر من شكله، أي
من مثل ذلك الأول، قاله الزجاج، وقرأ مجاهد: وأخر من شكله ، أي: وأنواع أخر
من شكله؛ لأن معنى قوله: أزواج ، أنواع، وقال الراغب: أي مثل له في الهيئة،
وتعاطي الفعل. ويكسر، وبه قرأ مجاهد: من شكله ، بالكسر. والشكل أيضا: ما
يوافقك، ويصلح لك، تقول: هذا من هواي، ومن شكلي، وليس شكله من شكلي.
والشكل: واحد الأشكال، للأمور، والحوائج المختلفة، فيما يتكلف منها، ويهتم
لها، قاله الليث، وأنشد:
وتخلج الأشكال دون الأشكال
والأشكال أيضا: الأمور المشكلة، الملتبسة.
صفحة : 7212
والشكل أيضا: صورة الشيء المحسوسة، والمتوهمة، وقال ابن الكمال: الشكل هيئة
حاصلة للجسم، بسبب إحاطة حد واحد بالمقدار، كما في الكرة، أو حدود كما في
المضلعات، من مربع ومسدس، ج: أشكال، وشكول، قال الراغب: الشكل: في الحقيقة
الأنس الذي بين المتماثلين في الطريقة، ومنه قيل: الناس أشكال، قال الراعي،
يمدح عبد الملك بن مروان:
فأبوك جالد بالمـدينة وحـده قوما هم تركوا الجميع شكولا
وأنشد أبو عبيد
فلا تطلبا لي أيما إن طلبتما فإن الأيامى لسن لي بشكول والشكل: نبات متلون، أصفر وأحمر، عن ابن الأعرابي. والشكل في العروض: الجمع بين الخبن والكف، وبيته:
لمـن الـديار غـيرهــن كل داني المزن جون الرباب كما في العباب. والشاكلة: الشكل، يقال: هذا على شاكلة أبيه، أي شبهه. والشاكلة: الناحية، والجهة وبه فسرت الآية: قل كل يعمل على شاكلته ، عن الأخفش. وأيضا: النية، قال قتادة في تفسير الآية: أي على جانبه، وعلى ما ينوي. وأيضا: الطريقة، والجديلة، وبه فسرت الآية. وأيضا: المذهب، والخليقة، وبه فسرت الآية، عن ابن عرفة، وقال الراغب في تفسير الآية: أي على سجيته التي قيدته، وذلك أن سلطان السجية على الإنسان قاهر، بحسب ما يثبت في الذريعة إلى مكارم الشريعة، وهذا كما قال عليه السلام: كل ميسر لما خلق له.
والشاكلة: البياض ما بين الأذن
والصدغ، عن ابن الأعرابي، وقال قطرب: ما بين العذار والأذن ومنه الحديث:
تفقدوا في الطهور الشاكلة. والشاكلة: من الفرس: الجلد الذي بين عرض الخاصرة
والثفنة، وهو موصل الفخذ من الساق، وقيل: الشاكلتان ظاهر الطفطفتين، من لدن
مبلغ القصيرى إلى حرف الحرقفة، من جانبي البطن، وقيل: الشاكلة الخاصرة، وهي
الطفطفة، ومنه: أصاب شاكلة الرمية، أي خاصرتها. وتشكل الشيء: تصور، وشكله
تشكيلا: صوره. وشكلت المرأة شعرها: أي ضفرت خصلتين من مقدم رأسها عن يمين
وشمال، ثم شدت بها سائر ذوائبها، والصواب: أنه من حد نصر، كما قيده ابن
القطاع. وأشكل الأمر: التبس، واختلط، ويقال: أشكلت علي الأخبار، وأحلكت،
بمعنى واحد، وقال شمر الشكلة: الحمرة تخلط بالبياض، وهذا شيء أشكل، ومنه
قيل للأمر المشتبه: مشكل. قال الراغب: الإشكال في الأمر استعارة كالاشتباه
من الشبه، كشكل، وشكل، شكلا، وتشكيلا، و أشكل النخل: طاب رطبه، وأدرك، عن
الكسائي، وفي الأساس: أشكل النخل: طاب بسره، وحلا، وأشبه أن يصير رطبا.
وأمور أشكال: أي ملتبسة، مع بعضها مختلفة. والأشكلة، بفتح الهمزة والكاف:
اللبس. وأيضا: الحاجة، عن ابن الأعرابي، زاد الراغب، التي تقيد الإنسان،
كالشكلاء، نقله ابن سيده، و الصاغاني. والأشكل من سائر الأشياء: ما فيه
حمرة وبياض مختلط، أو ما فيه بياض يضرب إلى الحمرة والكدرة. وقيل: الأشكل
عند العرب: اللونان المختلطان، ودم أشكل: فيه بياض وحمرة مختلطان، قال
جرير:
صفحة : 7213
فما زالت القتلى تمور دماؤها بدجلة
حتى ماء دجلة أشكل والأشكل: السدر الجبلي، قال العجاج:
معج المرامي عن قياس الأشكل وقال أبو حنيفة: أخبرني بعض العرب: أن الأشكل شجر مثل شجر العناب في شوكه، وعقف أغصانه، غير أنه أصغر ورقا، وأكثر أفنانا، وهو صلب جدا، وله نبيقة حامضة شديدة الحموضة، منابته شواهق الجبال، تتخذ منه القسي، الواحدة بهاء، قال:
أو وجبة من جناة أشـكـلة إن لم يرغها بالقوس لم ينل يعني سدرة جبلية. والأشكل من الإبل، والغنم: ما يخلط سواده حمرة، أو غبرة، كأنه قد أشكل عليك لونه، وقال ابن الأعرابي: الضبع فيها غبرة وشكلة، لونان فيه سواد وصفرة سمجة.
واسم اللون: الشكلة، بالضم، ومنه الشكلة في العين، وهي كالشهلة، ويقال: فيه شكلة من سمرة، وشكلة من سواد، وعين شكلاء: بيية الشكل، ورجل أشكل العين، وقد أشكلت، وقال أبو عبيد: الشكلة كهيئة الحمرة، تكون في بياض العين، فإذا كانت في سواد العين فهي شهلة، وأنشد:
ولا عيب فيها غير شكلة عينها كذاك عتاق الطير شكل عيونها عتاق الطير: هي الصقور والبزاة، ولا توصف بالحمرة، ولكن توصف بزرقة العين وشهلتها، قال: ويروى هذا البيت: غير شهلة عينها. وقيل: الشكلة في العين الصفرة التي تخالط بياض العين، التي حول الحدقة، على صفة عين الصقر، ثم قال: ولكنا لم نسمع الشكلة إلا في الحمرة، ولم نسمعها في الصفرة. وفي الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم، أشكل العين، منهوس العقبين، قال ابن الأثير: أي في بياضها شيء من حمرة، وهو محمود محبوب، وقيل: أي كان طويل شق العين، هكذا فسره سماك ابن حرب، وروى عنه شعبة، قال ابن سيده: وهذا نادر، وقال شيخنا: هو تفسير غريب، نقله الترمذي في الشمائل عن الأصمعي، وتعقبه القاضي عياض في المشارق، وتلميذه في المطالع، وابن الأثير في النهاية، والزمخشري في الفائق، وغيرهم، وأطبق أئمة الحديث على أنه وهم محض، وأنه لو ثبت لغة لا يصح في وصفه صلى الله تعالى عليه وسلم، لأن طول العين ذم محض، فكيف وهو غير ثابت عن العرب، ولا نقله أحد من أئمة الأدب، وإنه من المصنف لمن أعجب العجب. وشكل العنب: أينع بعضه، أو اسود، وأخذ في النضج، كتشكل، وشكل، تشكيلا، كما في المحكم. وشكل الأمر: التبس، وهذا قد تقدم، فهو تكرار. ومن المجاز: شكل الكتاب، شكلا، إذا أعجمه، كقولك، قيده من شكال الدابة، وقال أبو حاتم: شكل الكتاب، فهو مشكول: إذا قيده بالإعراب، وأعجمه: إذا نقطه، كأشكله، كأنه أزال عنه الإشكال والالتباس، فالهمزة حينئذ للسلب، قال الجوهري: وهذا نقلته من كتاب من غير سماع. وشكل الدابة، يشكلها، شكلا: شد قوائمها بحبل، كشكلها، تشكيلا، واسم ذلك الحبل: الشكال، ككتاب، وهو العقال، ج شكل، ككتب، ويخفف، وفرس مشكول: قيد بالشكال، قال الراعي:
متوضح الأقراب فيه شهوبة
نهش اليدين تخاله مشكولا
صفحة : 7214
وقال الأصمعي: الشكال في الرحل: خيط يوضع بين التصدير والحقب، لكيلا يدنو
الحقب من الثيل، وهو الزوار أيضا، عن أبي عمرو، وأيضا: وثاق بين الحقب
والبطان، وكذلك الوثاق بين اليد والرجل. ومن المجاز: الشكال في الخيل، أن
تكون ثلاث قوائم منه محجلة، والواحدة مطلقة، شبه بالشكال، وهو العقال، لأن
الشكال، إنما يكون في ثلاث قوائم، وقيل: عكسه أيضا، وهو أن ثلاث قوائم منه
مطلقة، والواحدة محجلة، ولا يكون الشكال إلا في الرجل، والفرس مشكول، وهو
مكروه، لأن_ه كالمشكول صورة تفاؤلا، ويمكن أن يكون جرب ذلك الجنس، فلم تكن
فيه نجابة، وقيل: إذا كان مع ذلك أغر زالت الكراهة، لزوال شبه الشكال، وقال
أبو عبيدة: الشكال أن يكون بياض التحجيل في رجل واحدة، ويد من خلاف، قل
البياض أو كثر. والمشكول من العروض: ما حذف ثانيه وسابعه، نحو حذفك ألف
فاعلاتن والنون منها، سمي بذل لأنك حذفت من طرفه الآخر ومن أوله، فصار
بمنزلة الدابة الذي شكلت يده ورجله، كما في المحكم. والشكلاء من النعاج:
البيضاء الشاكلة، وسائرها أسود، وهي بينة الشكل. والشكلاء: الحاجة،
كالأشكلة، وهذان قد تقدم ذكرهما فهو تكرار. والشواكل: الطرق المتشعبة عن
الطريق الأعظم، يقال: هذا طريق جماعة، وهو جمع شاكلة، يقال: استوى في
شاكلتي الطريق، وهما جانباه، وطريق ظاهر الشواكل، وهو مجاز. والشكل بالكسر،
والفتح: غنج المرأة، ودلها وغزلها، يقال امرأة ذات شكل، وهو ما تتحسن به من
الغنج، وحسن الدل، وقد شكلت، كفرحت، شكلا، فهي شكلة، كفرحة، ويقال: امرأة
شكلة مشكلة حسنة الشكل. وشكلة: اسم امرأة، وهي جارية المهدي. وشكل، بالضم:
جمع العين الشكلاء، التي كهيئة الشهلاء. وأيضا: جمع الأشكل من المياه الذي
قد خالطه الدم، وهو مجاز. وأيضا: جمع الأشكل من الكباش، وغيرها، الذي خالط
سواد حمرة، أو غبرة. وشكل، محركة، أبو بطن، قلت: هما بطنان، أحدهما في بني
عامر بن صعصعة، وهو شكل بن كعب بن الحريش، والثاني في كلب، وهو شكل بن
يربوع بن الحارث. وشكل بن حميد العبسي الكوفي: صحابي، مشهور، أخرج له
الترمذي في الدعاء، وغيره، وابنه شتير بن شكل: محدث، بل تابعي، روى عن
أبيه، وعن علي، وابن مسعود، وعنه الشعبي، وأهل الكوفة، مات في ولاية ابن
الزبير، قاله ابن حبان. والشوكل: الرجالة، عن الزجاجي، وقال الفراء:
الشوكلة، أو الميمنة أو الميسرة، عن الزجاجي. وقال ابن الأعرابي: الشوكلة:
الناحية، وأيضا: العوسجة. ومن المجاز. الشكيل، كأمير: الزبد المختلط بالدم،
يظهر على شكيم اللجام، نقله الزمخشري. والأشكال: حلي من لؤلؤ، أو فضة، يشبه
بعضه بعضا، ويشاكل يقرط به النساء، وقيل كانت الجواري تعلقه في شعورهن، قال
ذو الرمة:
إذا خرجن طفـل الآصـال
يركضن ريطا وعتاق الخال
سمعت من صلاصل الأشكال
والشذر والفرائد الغـوالـي
أدبا على لباتها الـحـوالـي
هز السنى في ليلة الشمـال
صفحة : 7215
يركضن: يطأن، والخال: برد موشى، والأدب: العجب. الواحد: شكل. والمشاكلة:
الموافقة، يقال: هذا أمر لا يشاكلك، أي لا يوافقك، كالتشاكل، عن ابن دريد،
وقال الراغب: أصل المشاكلة من الشكل، وهو تقييد الدابة. وقال أبو عمرو:
يقال: فيه أشكلة من أبيه، وشكلة، بالضم، وشاكل: أي شبه منه، وهذا أشكل به:
أي أشبه. ومما يستدرك عليه: الشكل: المذهب، والقصد. والشوكلاء: الحاجة، عن
ابن الأعرابي. وفيه شكلة من دم، بالضم: أي شيء يسير. والمشكل: كمحسن:
الداخل في أشكاله، أي أمثاله، وأشباهه، من قولهم: أشكل: صار ذا شكل، والجمع
مشكلات. وهو يفك المشاكل: الأمور الملتبسة. ونبات الأشكل: مثل شجر الشريان،
عن أبي حنيفة. وقال الزجاج: شكل علي الأمر، أي: أشكل. والشكلاء: المداهنة.
وأشكل المريض، وشكل، كما تقول: تماثل. وتشكلت المرأة: تدللت. وشكل الأسد
اللبؤة: ضربها، عن ابن القطاع. وأصاب شاكلة الصواب. وهو يرمي برأيه
الشواكل، وهو مجاز. وأبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي، بالكسر: محدث.
وشكلان، بالفتح: قرية بمرو، منها أبو عصمة أحمد بن عبد الله بن محمد
الشكلاني، محدث، مات سنة 451. والمشكل، كمعظم: صاحب الهيئة، والشكل الحسن.
وعبد الرحمن بن أبي حماد شكيل، كزبير، المقرئ: شيخ لعثمان بن أبي شيبة.
وأحمد بن محمد بن سليمان بن الشكيل اليمني، مات سنة 654. مسكنهم بيت حجر،
من الزيدية، بوادي سردد، من اليمن. وأبو شكيل، كزبير: إبراهيم بن علي بن
سالم الخزرجي، مات بتريم، سنة 661.
ش ل ل
الشلل، محركة: أن يصيب الثوب سواد، أو غيره، ولا يذهب بغسله، يقال: ما هذا
الشلل بثوبك، وهو مجاز. والشلل: الطرد، كالشل، يقال: شله، يشله، شلا، فنشل،
وكذلك شل العير أتنه والسائق إبله، ومر فلان يشلهم بالسيف، أي يكسؤهم،
ويطردهم، قال لبيد رضي الله تعالى عنه:
في جميع حافظي عوراتهم لا يهمون بإدعاق الشلـل والشلل: اليبس في اليد، أو الفساد فيها، أو ذهابها، وقد شلت يده تشل، بالفتح كمل يمل، وأصله شلل، كفرح، قال ثعلب: وهي اللغة الفصيحة، شلا، وشللا، وأشلت، وشلت، مجهولين نقلهما ثعلب في فصيحه، وقال في الأخيرة: إنها رديئة، وقال شراحه: ضعيفة، مرجوحة، وقال الفراء: لا يقال: شلت يده، وإنما يقال: أشلها الله، وقال اللحياني: شل عشره، وشل خمسه، قال: وبعضهم يقول: شلت. قال: وهي أقل. يعني أن حذف علامة التأنيث، في مثل هذا التركيب أكثر من إثباتها، وأنشد:
فشلت يميني يوم أعلو ابن جعفر وشل بناناها وشل الخناصـر ورجل أش، وامرأة شلاء، وقد شللت يا رجل، بالكسر، وقد أشل يده، ويقال: لا شللا، ولا شلال، مبنية، كقطام، أي لا تشلل يدك، يقال: ذلك في الدعاء، ويقال: لمن أجاد الرمي والطعن: لا شللا، ولا عمى، ولا شل عشرك. أي أصابعك، قال أبو الخضري اليربوعي:
مهر أبي الحبحاب لا تشلي
بارك فيك الله مـن ذل أل
صفحة : 7216
أي لا شللت، حجرك اللام للقافية، والياء من صلة الكسرة، قال الليث: ويقال:
لا شلل. في معنى: لا تشلل، لأنه وقع موقع الأمر، فشبه به. وعين شلاء: قد
ذهب بصرها، عن النضر، وهو مجاز، وفي العين عرق إذا قطع حصل له ذهاب البصر.
والشليل، كأمير: د، قال النابغة الجعدي:
حتى غلبنا ولولا نحن قد علموا حلت شليلا عذاراهم وجمالا والشليل: مسح من صوف، أو شعر، يجعل على عجز البعير من وراء الرحل، قال جميل:
تئج أجيج الرحل لما تحسرت مناكبها وابتز عنها شلشيلها والجمع أشلة، قال حاجب المازني:
كسون الفارسية كل قرن وزين الأشلة بالسـدول وأيضا: الغلالة تلبس تحت الدرع، ثوبا كان أو غيره، قاله أبو عبيد، قال: وقد تكون الدرع الصغيرة القصيرة، تحت الكبيرة، أو عام ما كانت، ج: شلة، بالكسر، هكذا في النسخ، والصواب: أشلة، كما في سائر الأمهات اللغوية، قال أوس بن حجر:
وجئنا بها شهباء ذات أشـلة لها عارض فيه المنية تلمع وقال ابن شميل: شل الدرع، يشلها، شلا: إذا لبسها، وشلها عليه، ويقال للدرع نفسها: شليل. والشليل: مجرى الماء في الوادي، أو وسطه، حيث يسيل معظم الماء. هكذا رواه أبو عبيد، عن أبي عبيدة، والمشهور فيه: السليل، بالسين المهملة، وقد تقدم. والشليل: النخاع، وهو العرق الأبيض الذي في فقر الظهر، وأيضا: طرائق طوال من لحم تكون ممتدة مع الظهر، واحدتها شليلة، كلاهما عن كراع، والسين فيها أعلى. والشليل: جد جرير بن عبد الله ابن جابر البجلي الصحابي، رضي الله تعالى عنه، والشليل لقب جابر جده، وهو ابن مالك بن نصر بن ثعلبة ابن جشم بن عوف، وفي يقول الشاعر:
كرهت العقر عقر بني شليل وشليل بن مهلهل: شيخ للحافظ شرف الدين أبي محمد عبد المؤمن ابن خلف الدمياطي، أورده في معجم شيوخه، وأثنى عليه، روى عن ابن مفضل. وفاته: محمد بن أحمد بن شليل، قرأ بالسبع على الشطنوفي. وكزبير: شليل بن إسحاق الزنبقي، محدث، له ذكر. وأبو الشليل النفاثي: لص شاعر، من بني كلاب، ثم من بني نفاثة، منهم. وحمار مشل، بكسر الميم: كثير الطرد. ورجل مشل، وشلول، كصبور، وعنق، وصرد وبلبل، وفدفد: أي خفيف في الحاجة، سريع، حسن الصحبة، طيب النفس. وقال ابن الأعرابي: يقال للغلام الحار الرأس، الخفيف الروح، النشيط في عمله: شلشل، وشنشن، وسلسل، ولسلس، وشعشع، وجلجل، قال الأعشى:
وقد غدت إلى الحانوت يتبعني
شاو مشل شلول شلشل شول قال سيبويه: جمع الشلل شللون، ولا يكسر
لقلة فعل في الصفات، وقال أبو بكر، في بيت الأعشى: الشاوي: الذي شوى،
والشلول: الخفيف، والمشل: المطرد، والشلشل: الخفيف القليل، وكذلك الشول،
والألفاظ متقاربة، أريد بذكرها، والجمع بينها، المبالغة. ورجل شلشل، كبلبل،
ومتشلشل: قليل اللحم، متخدده، خفيف فيما أخذ فيه من عمل، أو غيره، قال تأبط
شرا:
صفحة : 7217
ولكنني أروي من الخمر هامتي
وأنضو الملا بالشاحب المتشلشل إنما يعني الرجل الخفيف، المتخدد، القليل
اللحم، والشاحب على هذا يريد به الصاحب، وقل: يريد به السيف، وسيأتي.
والشلشلة: قطران الماء متابعة، وقد تشلشل، وشلشلته أنا. وماء شلشل، كفدفد،
ومتشلشل: متتابع القطر في سيلانه، وكذلك الدم إذا تتابع قطران بعضه بعضا،
وفي الحديث: فإنه يأتي يوم القيامة وجرحه يتشلشل، أي يتقاطر دما. وشلشل
السيف الدم، وتشلشل به: صبه، وبه فسر الأصمعي بيت تأبط شرا السابق. وشلشل
الصبي بوله، وشلشل به، شلشلة، وشلشالا، بالكسر: فرقه، وأضرسله منتشرا،
والسم: الشلشال، بالفتح، وقيل لنصيب: ما الشلشال? في بيت قاله، فقال: لا
أدري، سمعته يقال فقلته. وشلت العين دمعها: أرسلته، كشنته، عن اللحياني،
وزعم يعقوب أنه من البدل. والشلة، بالضم: النية حيث انتوى القوم، كما في
المحكم، أو النية في السفر، كما في التهذيب، والشلة: الأمر البعيد تطلبه،
ويفتح، وبهما روي قول أبي ذؤيب:
نهيتك عن طلابك أم عمرو
بعاقبة وأنت إذ صـحـيح
وقلت بجنبن سخط ابن عـم ومطلب شلة
وهي الطروح
ورواه الأخفش: سخط ابن عمرو، وقال: يعني ابن عويمر، ويروى: ونوى طروح، وهي رواية الأصمعي، وروى ابن حبيب: شلة، بالفتح. والمشلل، كمحدث: الحمار النهار، هكذا في النسخ، والصواب: النهاية في العناية بأتنه كما في العباب، واللسان، وهو نص ابن الأعرابي. والمشلل، كمعظم: جبل يهبط بمنه إلى قديد. وقال شمر: انشل السيل، وانسل: ابتدأ في الاندفاع قبل أن يشتد، وقال غيره: انشل المطل: انحدر. والشلول، كصبور، من إناث الإبل والنساء، هكذا هو في العباب، وفي بعض النسخ: والشاء: نحو الناب. والشلول: ماء لبني العجلان، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: اليد الشلاء: التي لا تواتي صاحبها على ما يريد، لما بها من الآفة. وشل الدرع عليه، يشلها، شلا: لبسها. والشلة، بالضم: الدرع، والطرد. وذهب القوم شلالا، أي: انشلوا مطرودين. وجاءوا شلالا، إذا جاءوا يطردون الإبل. والشلال: القوم المتفرقون، قال ابن الدمينة:
أما والذي حجت قريش قطينه شلالا ومولى كل باق وهالك ويقال للكاتب النحرير الكافي: إنه لمشل عون. وشللت الثوب: خطته خياطة خفيفة، كما في الصحاح، والعباب، والعجب من المصنف كيف أهمله. والشلالة، بالكسر: خلاف الكفافة. والمشل، بالكسر: ثوب يغطى به العنق، ذكره شيخ زاده ف حاشيته على البيضاوي. والشلشل: الزق السائل. وماء ذو شلشل، وشلشال: أي ذو قطران، وأنشد الأصمعي:
واهتمت النفس اهتمام ذي السقم
ووافت الليل بشلشـال سـجـم
والشلى، كربى: النية في السفر، والصوم، والحرب، يقال: أين شلاهم?. والشلاشل: الغض من النبات، قال جرير:
يرعين بالصلب بذي شلاشلا
صفحة : 7218
وانشل الذئب في الغنم، وانشن: أغار فيها، نقله الأزهري، في تركيب ش غ غ.
والشليل: الجهام، عن أبي عمرو، وأنشد لصالح:
شحم السنام إذا الصبا أمست صبا صفراء يطردها شليل العقرب والشلال، كشداد: موضع بأعلى الصعيد، حيث ينحدر منه النيل. والصبح يشل الظلام: أي يطرده، وهو مجاز.