فصل الشين المعجمة مع اللام
الجزء الثاني
ش م ل
الشمال: ضد اليمين، كالشيمال، بزيادة الياء، وكذلك الشملال، بكسرهن، ويروى
قول امرئ القيس، يصف فرسا:
كأني بفتخاء الجناحين لقوة صيود من العقبان طأطأت شيمالي وشملالي، بالوجهين، والأخيرة أعرف، قال اللحياني: ولم يعرف الكسائي، ولا الأصمعي شملال، قال ابن سيده: عندي أن شيمالي إنما هو في الشعر خاصة، أشبع الكسرة للضرورة، ولا يكون شيمال فيعالا، لأن فيعالا إنما هو من أبنية المصادر، والشيمال ليس بمصدر، إنما هو اسم. قلت: ويروى في قول امرئ القيس: على عجل منها أطأطئ، ويروى: دفوف من العقبان، ومعنى طأطأت: حركت واحتثثت، قال ابن بري: رواية أبي عمرو: شملالي، بإضافته إلى ياء المتكلم، أي كأني طأطأت شملالي من هذه الناقة بعقاب، ورواه الأصمعي: شملال، من غير إضافة إلى الياء، أي كأني بطاطأتي بهذه الفرس، طأطأت بعقاب خفيفة في طيرانها، فشملال على هذا من صفة عقاب، الذي تقدره قبل فتخاء، تقديره بعقاب فتخاء شملل، وقال أبو عمرو: أراد بقوله: أطاطئ شملالي، يده الشمال، والشمال والشملال واحد. ج: اشمل، بضم الميم، كأعنق، .وأذرع، لأنها مونثة، قاله الجوهري، وأنشد ابن بري للكميت:
أقول لهم يوم أيمانـهـم تخايلها في الندى الأشمل وشمائل، على غير قياس، قال الله تعالى: عن اليمين والشمائل ، وفيه: وعن أيمانهم وعن شمائلهم ، وشمل بضمتين، قال الأزرق العبدي:
في أقوس نازعتها أيمن شملا وحكى سيبويه، عن أبي الخطاب في جمعه: شمال، على لفظ الواحد، ليس من باب جنب، لأنهم قد قالوا شمالان، ولكنه على حد دلاص، وهجان. وشمل به، شملا: أخذ ذات الشمال، حكاه ابن الأعرابي، وبه فسر قول زهير:
جرت سرحا فقلت لها أجيزي نوى مشمولة فمتى اللـقـاء قال: مشمولة، أي مأخوذا بها ذات الشمال، وقال ابن السكيت: مشمولة: سريعة الانكشاف. والشمال: الطبع، والخلق، ج: شمائل، وقال عبد يغوث الحارثي:
ألم تعلما أن الملامة نفـعـهـا قليل وما لومي أخي من شماليا يجوز أن يكون واحدا، أي من طبعي، وأن يكون جمعا، من باب هجان ودلاص، أو تقديره: من شمائلي، فقلب، وقال آخر:
هم قومي وقد أنكرت منهنم شمائل بدلوها من شمالـي وقال الراغب: قيل للخليقة شمال، لكونه مشتملا على الإنسان، اشتمال الشمال على البدن، ومن سجعات الأساس: ليس من شمائلي وشمالي، أن أعمل بشمالي. ومن المجاز: زجرت له طير الشمال، أي طير الشؤم، كما في الأساس، وانشد ابن الأعرابي:
ولم أجعل شؤونك بالشمال
صفحة : 7219
أي لم أضعها موضع الشؤم، وطير شمال، كل طير يتشاءم به، وجرى له غراب شمال:
أي ما يكره، كان الطائر إنما أتاه عن الشمال، قال أبو ذؤيب:
زجرت لها طير الشمال فإن يكن هواك الذي تهوى يصبك اجتنابها والشمال، بالفتح، ويكسر: الريح التي تهب، وتضأتي من قبل الحجر، كما في المحكم، وفي المفردات: من شمال الكعبة، وقال غيره: من ناحية القطب، أو من استقبلك عن يمينك وأنت مستقبل، أي واقف للقبلة، نقله ابن سيده عن ثعلب، والصحيح أنه ما كان مهبه بين مطلع الشمس وبنات نعش، أو مهبه من مطلع بنات النعش إلى مسقط النسر الطائر، عن ابن الأعرابي، كذا في تذكرة أبي علي، ويكون اسما وصفة، وهو المعروف بمصر بالمريسي، وبالحجاز الأزيب، ولا تكاد تهب ليلا، وإذا هبت سبعة أيام على أهل مصر أعدوا الأكفان، لأن طبعها طبع الموت باردة يابسة، كالشيمل، كحيدر، والشأمل، بالهمز، مقلوب من الشمأل، الآتي ذكره، والشمل، محركة، قال: ثوى مالك ببلاد العدو تسفى عليه رياح الشمل قال ابن سيده: فإما أن يكون على التخفيف القياسي في الشمأل، وهو وحذف الهمزة وإلقاء الحركة على ما قبلها، وإما أن يكون الموضوع هكذا، قال: وتسكن ميمه، هكذا جاء في شعر البعيث، ولم يسمع إلا فيه، قال:
أهاج عليك الشوق أطلال دمـنة
بناصفة البردين أو جانب الهجل
أتى أبد من دون حدثان عهدهـا
وجرت عليها كل نافحة شمـل
والشمأل، بالهمز، كجعفر، قال الكميت:
مرته الجنوب فلما اكفهر حلت عزاليه الشـمـأل وقال أوس:
وعزت الشمأل الرياح وإذ بات كميع الفتاة ملتفعـا وقد تشد لامه، وهذا لا يكون إلا في الشعر، قال الزفيان:
تلفه نكباء أو شمأل والشومل، كجوهر، والشميل، كأمير، ففيها لغات ثمانية، وإن قلنا إن مشددة اللام ليست لضرورة الشعر فتسعة، ويقال أيضا: الشامل، كهاجر، من غير همز، والشمل، محركة مع ش اللام، وهاتان نقلهما شيخنا، فتكون اللغات إحدى عشرة على قول، قال: وزاد الكاف في الأخيرين إطنابا، وخروجا عن اصطلاحه، إذ لو قال: كجوهر، وصبور، وأمير، لكفى، فتأمل. ج الشمال: شمالات، قال جذيمة الأبرش:
ربما أوفيت في علـم ترفعن ثوبي شمالات فأدخل النون الخفيفة في الواجب ضرورة. وأشملوا: دخلوا فيها، كقولهم: أجنبوا، من الجنوب، وشملوا، كفرحوا: أصابتهم، وهم مشمولون، ومنه: غدير مشمول، إذا نسجته ريح الشمال، أي ضربته فبرد ماؤه وصفا، ومنه شمل الخمر، يشملها شملا: عرضها للشمال، فبردت وطابت، ولذا يقال لها: مشمولة، وهو مجاز، وفي قول كعب ابن زهير، رضي الله تعالى عنه:
صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
صفحة : 7220
أي: ماء ضربته الشمال. والشمال، ككتاب: سمة في ضرع الشاة. وأيضا: كل قبضة
من الزرع يقبض عليها الحاصد. وأيضا شيء شبه مخلاة يغطى به ضرع الشاة، ولو
قال: وكيس يغطى به ضرع الشاة، كان أحسن وأخصر، وقوله: إذا ثقلت، الأولى:
إذا ثقل، لأن الضرع مذكر، أو خاص بالعنز، وكذلك النخلة إذا شدت أعذاقها
بقطع الأكسية لئلا تنفض، وشملها، يشملها، من حد نصر، ويشملها، من حد ضرب،
الكسر عن اللحياني علق عليها الشمال، وشده في ضرعها، وشمل الشاة أيضا، وفي
التهذيب: قيل شمل الناقة: علق عليها شمالا، وأشملها: جعل لها شمالا، أو
اتخذه لها. وشملهم الأمر، كفرح ونصر، وهذه، أعني الأخيرة، لغة قليلة، قاله
اللحياني، قال الجوهري: ولم يعرفها الأصمعي، شملا، محركة، وشملا، بالفتح،
وشمولا، بالضم: أي عمهم، قال ابن قيس الرقيات:
كيف نومي على الفراش ولما
تشمل الشام غارة شـعـواء
صفحة : 7221
أي متفرقة. أو شملهم خيرا أو شرا، كفرح: أصابهم ذلك، وأشملهم شرا: عمهم به،
ولا يقال: أشملهم خيرا. واشتمل فلان بالثوب: أداره على جسده كله حتى لا
تخرج منه يده، وقيل: الاشتمال بالثوب أن يلتف به، فيطرحه عن شماله، وفي
الحديث: نهى عن اشتمال الصماء، قال أبو عبيد: هو أن يشتمل بالثوب حتى يجلل
به جسده، ولا يرفع منه جانبا، فيكون فيه فرجة تخرج منها يده، وهو التلفع،
وربما اضطجع فيه على هذه الحالة، قال: وأما تفسير الفقهاء، فيقولون: هو أن
يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه، فيضعه على منكبه،
ويبدو منه فرجة، قال: والفقهاء أعلم بالتأويل في هذا، وذلك أصج في الكلام،
فمن ذهب إلى هذا التفسر كره التكشف، وإبداء العورة، ومن فسره تفسير أهل
اللغة، كره أن يتزمل به شاملا جسده، مخافة أن يدفع إلى حالة سادة لنفسه،
فيهلك، وقال الجوهري: اشتمال الصماء، أن يجلل جسده كله بالكساء، أو
بالإزار. ومن المجاز: اشتمل عليه الأمر: أي أحاط به، إحاطة الكساء على
الجسد. والشملة، بالكسر، هكذا في النسخ، وسقط في بعضها قوله: بالكسر: هيئة
الاشتمال، والكسر في ألفاظ الهيآت قياس، ويدل عليه قوله فيما بعد، وبالفتح.
وقد اعترض ملا علي في ناموسه، حيث ظن أن الشملة هنا بالفتح، لكونه أطلقه عن
الضبط، وهذا ليس بشيء، كما يظهر لك عند التأمل. والشملة الصماء: التي ليس
تحتها قميص، ولا سراويل، وكرهت الصلاة فيها أيضا، سيأتي ذكرها في حرف
الميم، في ص م م، إن شاء الله تعالى. والشملة، بالفتح: كساء دون القطيفة،
يشتمل به كالمشمل، المشملة بكسر أولهما، ولو قال: بكسرهما، لكفى، وقال
الأزهري: الشملة عند العرب: مئزر من صوف أو شعر، يؤتزر به، فإذا لفق لفقين
فهي مشملة، يشتمل بها الرجل إذا نام بالليل، وجمع الشملة شمال، بالكسر،
ومنه قول علي رضي الله تعالى عنه للأشعث بن قيس الكندي: إني لأجد بنة الغزل
منك، فسئل رضي الله عنه، فقال: كان أبوه ينسج الشمال باليمين، ويروى
باليمن. وعلى الرواية الأولى فما أحسنها، وألطفها بلاغة، وأفصحها. وقال
الليث: المشملة، والمشمل: كساء له خمل متفرق، يلتحف به دون القطيفة، وأنشد
ابن بري:
ما رأينا لغراب مـثـلا
إذ بعثناه يدي
بالمشملـه
غير فند أرسلوه قابـسـا فثوى حولا
وسب العجله
صفحة : 7222
وأشمله: أعطاه إياها، أي: الشملة، وشمله، كعلمه شملا، بالفتح، وشمولا،
بالضم: غطى عليه المشملة، هكذا نص اللحياني، قال ابن سيده: وأراه إنما أراد
غطاه بها، وقد تشمل بها تشملا، على القياس، وتشميلا، وهذه عن اللحياني، وهو
على غير الفعل، وإنما هو كقوله: وتبتل إليه تبتيلا ، وما كان ذا مشمل، ونص
اللحياني: صارت له مشملة. والمشمل، كمنبر: سيف قصير دقيق نحو المغول، يتغطى
بالثوب، ونص المحكم: يشتمل عليه الرجل، فيغطيه بثوبه. والمشمال، كمحراب:
ملحفة يشتمل بها. والشمول، كصبور: الخمر، أو الباردة الطعم، منها، وليس
بقوي، كالمشمولة، لأنها تشمل بريحها الناس، أي تعم، أو لأن لها عصفة كعصفة
الشمال، ومر ذكر المشمولة قريبا، عند قوله: وشمل الخمر: عرضها للشمال.
وشمول: اسم مغنية، لها ذكر ف كتاب الأغاني. ومن المجاز. المشمول: المرضي
الأخلاق، الطيبها، أخذ من الماء الذي هبت به الشمال فبردته، وقال ابن سيده:
أراه من الشمول. والشمل، بالكسر، والفتح، وكطمر: العذق نفسه، عن أبي حنيفة،
واقتصر على الفتح، وأنشد للطرماح، في تشبه ذنب البعير بالعذق في سعته،
وكثرة هلبه:
أو بشمل سال من خصبة
جردت للناس بعد الكمام
صفحة : 7223
أو القليل الحمل منه، أو بعد ما يلقط بعضه، وكان أبو عبيدة يقول: هو حمل
النخلة، ما لم يكثر ويعظم، فإذا كثر فهو حمل. والشمل، بالتحريك: القليل من
الرطب يقال: ما على النخلة إلا شمل من رطب، أي قليل، ومن المطر، يقال:
أصابنا شمل من مطر، وأخطأنا صوبه ووابله، أي أصابنا منه شيء قليل، ويقال:
رأيت شملا من الناس، وغيره كالإبل، أي قليلا، ج: أشمال، وكذا الشملول،
بالضم، وهو شيء خفيف من حمل النخلة، ج: شماليل، قال الجوهري: ما على النخلة
إلا شملة وشمل، وما عليها إلا شماليل، وهو الشيء القليل يبقى عليها من
حملها، وقال غيره: ما بقي في النخلة إلا شملة وشماليل، أي شيء متفرق.
والشمل: الكتف، هكذا ف النسخ، والصواب: الكنف، يقال: نحن في شملكم: أي في
كنفكم. وشملة بن منيب الكلبي، شيخ للهيثم بن عدي، وشملة بن هزال، عن رجاء
بن حيوة، وعنه مسلم بن إبراهيم، كنيته أبو حتروش: محدثان ضعيفان، ضعفه
النسائي، وقيل في الأول: إنه مجهول. وكجهينة: شميلة بن محمد بن جعفر بن
محمد بن عبد الله بن أبي هاشم محمد بن الحسين بن محمد بن موسى، أبو محمد
الأمير ابن تاج المعالي بن أبي الفضل بن أبي هاشم الأصغر الحسني، من أولاد
أمراء مكة قال الشيخ تاج الدين بن معية الحسني النسابة، في ترجمة والده ما
نصه: قد كان أبوه وجده أميرين بمكة، ولعلهما وليا قبل تاج المعالي شكر،
هكذا قال هبة الله، وأقول: إن الحرب بين بني سليمان وبني موسى كانت سجالا،
فلعلهما ملكاها في أثنائها، وقد نص العمري على أنهما كانا أميري ينبع، فلا
بحث فيه: محدث فاضل، معمر رحال، عاش أكثر من مائة سنة، وكان قد ولد
بخراسان، ضعيف، قال الحافظ: تكلم في سماعه من كريمة المروزية. وشمل النخلة،
يشملها شملا، وأشملها، وشمللها، وهذه عن السيرافي: لقط ما عليها من الرطب،
وقيل: شمللت النخلة، إذا أخذت من شماليلها، هو الثمر القليل الذي بقي
عليها. وذهبوا شماليل، أي: تفرقوا فرقا. وأشمل الفحل، شوله، لقاحا إشمالا:
إذا ألقح النصف منها إلى الثلثين، فإذا ألقحها كلها قيل: أقمها حتى قمت تقم
قموما، قاله أبو زيد، وشملت الناقة لقاحا من الفحل كفرح: قبلته، فهي تشمل،
شملا. وشملت إبلكم بعيرا لنا: أخفته، دخل في شملها، بالفتح، ويحرك: أي في
غمارها، كما في المحكم، والمحيط. وانشمل الرجل في حاجته: أي شمر فيها، وقال
ثعلب: انشمل الشيء، كانشمر، وقال غيره: انشمل في حاجته، وانشمر فيها،
بمعنى، وأنشد أبو تراب:
وجناء مقورة الألياط يحسبهامن لم
يكن قبل راها رأية جملا
حتى يدل عليها خلق أربعة
في لازق لحق الأقراب فانـشملا
صفحة : 7224
أراد أربعة أخلاف في ضرع لازق، لحق أقرابها فانشمل، انضم وانشمر. وانشمل
الرجل: أسرع، عن ابن دريد، كشمل، تشميلا، وشملل، أظهروا التضعيف إشعارا
بإلحاقه. وناقة شملة، بكسرتين مشددة اللام، وشمال، وشملال، وشمليل، بكسرهن:
خفيفة، سريعة، مشمرة، ومنه قول كعب بن زهير:
وعمها خالها قوداء شمليل وكذا قول امرئ القيس: طأطأت شملال، وقد مر الاختلاف فيها. وجمل شمل، وشمليل، وشملال. سريع، أنشد ثعلب:
بأوب ضبعي مرح شمل وام شملة: كنية الدنيا، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
من أم شملة ترمينا بذائفهـا غرارة زينت منها التهاويل وهو مجاز. وأيضا: كنية الخمر، عن أبي عمرو، لأنهما يشتملان على عقل الإنسان فيغيبانه. وأبو الشمال، ككتاب: تابعي، وهو ابن ضباب، روى عن أبي أيوب الأنصاري، وعنه مكحول الشامي. ومحمد بن أبي الشمال: عطاردي، حدث عن محمد بن المثنى، وأختاه: لبابة والتامة حدثتا. وذو الشمالين: عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن عمرو بن غبشان الخزاعي أبو محمد، صحابي، كان أعسر، واستشهد يوم بدر، وقيل: لأنه كان يعمل بيديه جميعا فلقب به، ووجهوا ترجيحه على ذي اليمينين، لأن عمل الشمال نادر، فغلب الوصف به، قاله شيخنا. وكشداد: شمال بن موسى، المحدث الضبي، اختلف فيه فقال عبد الغني: إنه هكذا كشداد، وهو على هذا فرد، روى عن موسى بن أنس، وعنه جرير. وقال ابن برزج: الشماليل: حبال رمل متفرقة بناحية معقلة، هذا هو الصواب، وفي بعض النسخ: مقلقلة، وهو غلط، قال ذو الرمة:
فودعن أقواع الشماليل بعدما ذوى أحرارها وذكورهـا وكزبير، وكتاب، وحمزة، وصاحب: أسماء، ومنهم أبو الحسن النضر بن شميل بن خرشة المازني، النحوي المحدث، قد مر ذكره في الديباجة. ومما يستدرك عليه: فلان عندي بالشمال، إذا أسئت منزلته. وأصبت من فلان شملا، محركة: أي ريحا، قال:
أصب شملا مني العشية إنـنـي على الهول شراب بلحم ملهوج وقول الطرماح:
.................مـزا مير الأجانب والأشامل قال ابن سيده: أراه جمع شملا على أشمل، ثم جمع أشملا على أشامل. وقد شملت الريح، تشمل، شملا وشمولا: تحولت شمالا، عن اللحياني، وقول أبي وجزة:
مشمولة الأنس مجنوب مواعدها من الهجان الجمال الشطبة القصب قال ابن الأعرابي: أي يذهب أنسها مع الشمال، وتذهب مواعدها من الجنوب، ويروى:
مجنوبة الأنس مشمول مواعدها أي أنسها محمود، لأن الجنوب مع المطر يشتهى للخصب، ومشمول مواعدها: أي ليست مواعدها محمودة، قاله ابن السكيت. وبه شمل من جنون، أي به فزع كالجنون، قال:
حملت به في ليلة مشمولة أي فزعة، وقال أخر:
فما بي من طيف على أن طيرة
إذا خفت ضيما تعتريني كالشمل
صفحة : 7225
أي كالجنون من الفزع. والنار مشمولة: هبت عليها ريح الشمال. وأمر شامل:
عام، والشمل، ككتف: المشتمل بالشملة. والتشميل: الأخذ بالشمال. وهذه شملة
تشملك: أي تسعك، كما يقال: فراش يفرشك. واشتمل على ناقة فذهب بها: أي
ركبها، وذهب بها، عن أبي زيد، وهو مجاز، وكذا قولهم: جاء فلان مشتملا على
داهية. والرحم تشتمل على الولد، إذا تضمنته. واشتمل عليه: وقاه بنفسه،
يقال: إن شئت اشتملت عليك، وكانت نفسي دون نفسك. وجمع الله شملهم، ويقال في
الدعاء على الأعداء: شتت الله شملهم، وشت شملهم، أي تفرق. وشمل القوم:
مجتمع أمرهم وعددهم، وقال ابن بزرج: يقال: الشمل والشمل، وأنشد:
قد يجعل الله بعد العسر ميسرة ويجمع الله بعد الفرقة الشملا وأنشد أبو زيد في نوادره للبعيث، في الشمل، بالتحريك:
وقد ينعش الله الفتى بعد عـثـرة وقد يجمع الله الشتيت من الشمل قال أبو عمرو الجرمي: ما سمعته بالتحريك إلا في هذا البيت. ونقل شيخنا عن بعضهم: الشمل: الاجتماع والافتراق، من الأضداد. وأخلاق مشمولة، أي مذمومة سيئة، نقله ابن السكيت في كتاب الأضداد، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
ولتعرفن خلائقا مشمـولة ولتندمن ولات ساعة مندم واللون الشامل: أن يكون شيء أسود يعلوه لون آخر. وقال شمر: الشمل، ككتف: الرقيق، وبه فسر قول ابن مقبل يصف ناقة:
تذب عنه بليف شوذب شمـل يحمي أسرة بين الزور والثفن وبليف: أي بذنب. والشماليل: ما تفرق من شعب الأغصان في رءوسها، كشماريخ العذق، قال العجاج:
وقد تردى من أراط ملحفا
منها شماليل وما تلففا
وشمل النخلة، إذا كانت تنفض حملها، فشد تحت أعذاقها قطع أكسية. وشماليل النوى: بقاياه.
وثوب شماليل: متشقق، مثل شماطيط. والشمألة: قترة الصائد، لأنها تخفي من استتر بها، جمعها الشمائل، قال ذو الرمة:
وبالشمائل من جلان مقـتـنـص رذل الثياب خفي الشخص منزرب وشمائل: قرية، ويقال بالسين، وهي من أرض عمان. ونوى مشمولة: مفرقة بين الأحبة، لأن الشمال تفرق السحاب، وبه فسر قول زهير:
نوى مشمولة فمتى اللقاء أي سريعة الانكشاف، وقد تقدم. وقد يجمع الشمال للريح على شمائل، على غير قياس، كأنهم جمعوا شمالة، مثل حمالة وحمائل، قال أبو خراش الهذلي:
تكاد يداه تـسـلـمـان إزاره
من القر لما استقبلته الشمائل
صفحة : 7226
وذو الشمال، ككتاب: حمل بن بدر، وكان أعسر. وأشملت الريح: ذهبت شمالا، مثل
شملت، وليلة مشمولة: باردة، ذات شمال. وأم شملة: كنية الشمس، عن الزمخشري:
ويقال: ضم عليه الليل شملته، وهو مجاز، وجاء مشتملا بسيفه، كما يقال:
مرتديا. وبكسرتين وشد اللام: شملة بن الحارث، أعشى بني جلان، ضبطه ابن
واجب. وعبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري، كجهينة، روى عنه مروان ابن
معاوية. وعمر بن أبي شميلة، روى عن محمد بن أبي سدرة. وشميلة بنت أبي أزيهر
الدوسي، زوج مجاشع بن مسعود السلمي، أمير البصرة، ثم خلفه عليها عبد الله
بن عباس، وكانت جميلة. وشميلة، وتدعى: شمائل بنت علي ابن إبراهيم الواسطي،
عن القاضي أبي بكر الأنصاري.
ش م ر د ل
الشمردل، كسفرجل: الفتي السريع، من الإبل، وغيره، هكذا في النسخ، والأولى:
وغيرها، الحسن الخلف، قال مساور بن هند:
إذا قلت عودوا عاد كل شمردل أشم من الفتيان جزل مواهبه وقال ابن الأعرابي: الهمرجل، والشمردل: الجمل الضخم، وقال الليث: الشمردل: الفتي القوي الجلد، وكذلك من الإبل، وأنشد:
مواشكة الأيغال حرف شمردل وأنشد أبو عمرو:
بعيد مساف الخطو عوج شمردل والشمردل بن شريك اليربوعي، والشمردل بن حاجز البجلي، والشمردل الكعبي: شعراء، دخلت فيه اللام دخولها في الحارث، والحسن، والعباس، وسقطت منه على حد سقوطها في قولك: حارث، حسن، عباس، قاله سيبويه. وقال أبو زياد الكلابي: الشمردلة: الناقة الحسنة الجميلة الخلق، حكاه عنه أبو عبيد.
ش م ر ذ ل
الشمرذل، بالذال المعجمة، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الليث: لغة في
الشمردل، بالمهملة، كما في العباب.
ش م ر ط ل
الشمرطل، والشمرطول، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو
الطويل المضطرب منا، وقد تقدم البحث فيه، في س م ر ط ل، بالمهملة، فراجعه.
ش م ط ل
الشمطالة، بالضم، أهمله الجوهري، قال ابن الأعرابي: البضعة من اللحم، يكون
فيها شحم، كما في التهذيب.
ش م ش ل
الشمشل، كزبرج، أهمله الجوهري، و الصاغاني، وقال كراع: هو الفيل، كما في
اللسان.
ش م ع ل
اشمعل: أشرف، نقله الصاغاني، وقال أبو تراب: سمعت بعض قيس يقول: اشمعط
القوم في الطلب، واشمعلوا، إذا بادروا فيه، وتفرقوا، قال أمية بن أبي
الصلت، يمدح عبد الله بن زيد بن جدعان:
له داع بمكة مشمعـل وآخر فوق دارته ينادي قال: و اشمعلت الإبل، واشمعطت، إذا انتشرت، وقال الخليل: أي مضت، وتفرقت مسرعة، قال ربيعة بن مقروم:
كأن هويها لما اشمعلت هوي الطير تبتدر الأيابا قال: واشمعلت الغارة في العدو، كذلك: أي إذا انتشرت، وشملت، وتفرقت، قال:
صبحت شباما غارة مشمعلة
وأخرى سأهديها قريبا لشاكر وقال
أوس بن مغراء:
صفحة : 7227
وهم عند الحروب إذا اشمعلت بنوها
ثم والمـتـثـوبـونـا وشمعل، شمعلة: تفرق. والمشمعل: الناقة النشيطة، وقال
الأزهري: هي السريعة، قال: والمسمغلة، بالسين والغين: هي الطويلة، وقد ذكر
في موضعه، كالشمعل، والشمعلة، وهي الخفيفة النشيطة السريعة، وأنشد:
يا أيها العود الضعيف الأثيل
مالك إذ حث المطي تزحل
أخرا وتنجو بالركاب الشمعل
والمشمعل: الرجل الخفيف الظريف، أو الطويل، وقد مر له في س م غ ل: المسمغل: الطويل من الإبل. والمشمعل: الحامض، الغالب بحموضته، من اللبن. والمشمعل بن ملحان الطائي، عن النضر، ضعفه الدارقطني، والمشمعل بن إياس، وفي بعض النسخ: إلياس: محدثان. وشمعلة اليهود: قراءتهم إذا اجتمعوا في فهرهم، وقد شمعلت. وشمعلة بن فائد، وشمعلة بن طيسلة، وشمعلة بن الأخضر الضبي: شعراء، كما في العباب.
ومما يستدرك عليه: المشمعل: السريع الماضي من الناس، وامرأة مشمعلة: كثيرة الحركة، أنشد ثعلب:
كواحدة الأدحي لا مشمـعـلة ولا جحمة تحت الثياب جشوب
ش م ه ل
اشمهل الرجل: تم طوله، نقله ابن القطاع.
ش ن ب ل
شنبله، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي، عن الدبيرية، يقال: قبله، ورشفه،
وثاغمه، وشنبله بمعنى واحد. وعبد الله بن شنبل: محدث، عن إبراهيم بن سعد،
وعنه الباغندي، وأبو شنبل: حمل بن خزرج العقيلي، شاعر في زمن المهدي. وبنو
شنبل: بطن من العلويين بالحجاز.
ش ن ف ل
الشنفلة، هكذا هو بالفاء في سائر النسخ، والذي في العباب، والمحيط بالقاف،
وقد أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو إخراجك الدراهم في
المطالبة، كما في العباب. ومما يستدرك عليه:
ش ن ق ل
الشنقلة: نوع من الصراع، عامية، ومما يستدرك عليه:
ش ن د و ل
شندويل، كزنجبيل: جزيرة كبيرة، ذات قرى، فوق طهطا بالصعيد الأعلى، وقد
رأيتها، وهي المراد عندهم بالجزيرة إذا أطلقت. ومما يستدرك عليه:
ش ن ي ل
شنيل، كأمير: نهر عظيم بالأندلس، ذكره المقري في نفح الطيب، قال فيه بعض
المغاربة يفضله على نيل مصر: شنيل ألف نيل، والشين عندهم بألف.
ش و ل
شالت الناقة بذنبها، تشوله شولا، بالفتح، وشولانا، محركة، وفي بعض النسخ،
شوالا، بالفتح، وهو غلط، وأشالته، إشالة: رفعته، فشال الذنب نفسه، لازم
متعد، نقله ابن سيده، وأنشد لأحيحة بن الجلاح، يخاطب فسيلته:
تأبري يا خيرة الفسيل
تأبري من حنذ فشولى
أي ارتفعي. وفي الصحاح: ناقة شائل، بلا هاء: هي التي تشول بذنبها للقاح، ولا لبن لها أصلا، ج: شول، كركع، جمع راكع، وأنشد لأبي النجم:
كأن في أذنابهـن الـشـول
من عبس الصيف قرون الأيل
صفحة : 7228
ويروى: شيل، كسكر، وشيل بكسر الشين وتشديد الياء المفتوحة، على ما يطرد في
هذا النحو من بنات الواو عند الكسائي، رواه عنه اللحياني، و يجمع الشائل
أيضا على: شوال،ككاتب وكتاب. والشائلة من الإبل: ما أتى عليها من حملها أو
وضعها سبعة أشهر، أو ثمانية، فجف لبنها، وارتفع ضرعها، ولم يبق في ضروعها
إلا شول من اللبن، أي بقية مقدار ثلث ما كان في ضروعها، حدثان نتاجها، ج:
شول، على غير قياس، ومنه حديث علي، رضي الله تعالى عنه: فكأنكم بالساعة
تحدوكم حدو الزاجر بشوله، أي الذي يزجر إبله لتسير، وقيل: الشول من الإبل:
التي نقصت ألبانها، وذلك إذا فصل ولدها عند طلوع سهيل، فلا تزال شولا حتى
يرسل فيها الفحل، جج جمع الجمع: أشوال، وقال بعضهم: يقال للتي شالت بذنبها:
شائل، والتي شال لبنها: شائلة، قال ابن سيده: وهو ضد القياس، لأن الهاء
تثبت في التي يشول لبنها، ولاحظ للذكر فيه، وأسقطت من التي تشول ذنبها،
والذكر يشول ذنبه، وإن لم يكن من مذهب سيبويه، وكل ما ارتفع شائل، وقال
الأزهري: وأما الناقة الشائل، بغير هاء، فهي اللاقح التي تشول بذنبها
للفحل، أي ترفعه، فذلك أية لقاحها، وترفع مع ذلك رأسها، وتشمخ بأنفها، وهي
حينئذ، شامذ، وقد شمذت شماذا، وجمع الشائل والشامذ من النوق: شول، وشمذ،
وهي العاسر أيضا، وقد عسرت، عسارا، قال الأزهري: أكثر هذا القول مسموع عن
العرب صحيح، وقد روى أبو عبيد عن الأصمعي أكثره، إلا أنه قال: إذا أتى على
الناقة من يوم حملها سبعة أشهر، وخف لبنها. وهو غلط لا أدري أهو من أبي
عبيد أو الأصمعي، والصواب: إذا أتى عليها من يوم نتاجها سبعة أشهر، كما
ذكرناه، لا من يوم حملها، اللهم إلا أن تحمل الناقة كشافا، وهو أن يضربها
الفحل بعد نتاجها بأيام قلائل، وهي كشوف حينئذ، وهو أردأ النتاج. وشول
لبنها، تشويلا: نقص. وشولت الناقة: جفت ألبانها، وقلت، وهي الشول، وفي
الصحاح: شولت: صارت شائلة، وأنشد لأبي النجم:
حتى إذا ما العشر عنها شولا
صفحة : 7229
يعني: ذهب، وتصرم. وشولت الإبل: لحقت بطونها بظهورها، وقيل: صارت ذات شول
من اللبن. كما يقال: شولت المزادة: إذا قل ما بقي فيها من الماء، وكذلك:
جرعت، إذا بقي فيها جرعة من الماء، ولا يقال: شالت، كما يقال: درهم وازن،
أي ذو وزن، ولا يقال: وزن الدرهم. وشول في المزادة: أبقى فيها شولا من
الماء، أي بقية، وشول الماء: قل، وشول الغرب: قل ماؤه. وشوالة، مشددة: علم
للعقرب. والشوالة: طائر، قال أبو حاتم: هي دخلة كدراء، إذا وقعت على حجر أو
شجر خطرت بزمكائها خطران الجمل، سميت لأنها تشول بذنبها، وفي بطنها وسفلتها
شيء من حمرة. والشولة: ما تشول العقرب من ذنبها، وقال شمر: شوكة العقرب
التي تضرب بها تسمى الشولة، والشباة، والشوكة، والإبرة. والشولة: الحمقاء،
عن ابن الأعرابي، قال الأزهري: وبشولة العقرب سميت إحدى منازل القمر في برج
العقرب شولة، وهي كوكبان نيران متقابلان، ينزلهما القمر، يقال لهما: حمة
العقرب، تشبيها بها، لان البرج كله على صورة العقرب. وأشال الحجر، إشالة،
وشال به، يشول به، شولا، عن أبي عمرو، وشاوله، أي رفعه، فانشال، ارتفع، وفي
الصحاح: شلت بالجرة، أشول بها، شولا: رفعتها، ولا يقال: شلت: ويقال أيضا:
أشلت الجرة، فانشالت هي، قال مدرك بن حصن الأسدي:
أإبلي تأكلها مصنا خافض سن ومشيلا سنا أي يأخذ بنت لبون، فيقول: هذه بنت مخاض، فقد خفضها عن سنها التي في فيها، وتكون له بنت مخاض، فيقول: لي بنت لبون، فقد رفع السن التي هي له إلى سن أخرى أعلى منها، وتكون له بنت لبون فيأخذ حقة. والمشوال، كمحراب: حجر يشال، عن اللحياني. والشول: الخفيف، كما في المحكم. وأيضا: بقية الماء في السقاء، والدلو، أو هو الماء القليل يكون في أسفل القربة، والمزادة، ج: أشوال، قال الأعشى:
حتى إذا لمع الربئ بثـوبـه سقيت وصب رواتها أشوالها وشالت، نعامته: خف، وغضب، ثم سكن، و يقال: شالت نعامة القوم: إذا منازلهم منهم، ومضوا، أو تفرقت كلمتهم، أو إذا ماتوا وتفرقوا، كأنه لم يبق منهم إلا بقية، والنعامة الجماعة، أو إذا ذهب عزهم، وسيأتي في ن ع م، وفي حديث ابن ذي يزن:
أتى هرقلا وقد شالت نعامتهـم فلم يجد عنده النصر الذي سالا والشويلاء، بالضم ممدودا: نبت من نجيل السباخ، قال أبو حنيفة: وقد ذكرها الأصمعي ولم يحلها، وهي من العشب، قال: ومنابتها السهل، يتداوى به قال الصاغاني: وقد رأيتها، وهي غبراء، تنبسط على وجه الأرض، لا شوك لها، والمال حريص عليها، وقد يقال له: الشويل: كقبيط، في لغة بعض أهل العراق. وشولة: فرس زيد الفوارس الضبي، وهو القائل فيها:
قصرت له من صدر شولة إنه
ينجي من الموت الكمي المناجد
صفحة : 7230
وقال ابن السكيت: شولة: أمة رعناء، كانت لعدوان، وكانت تنصح لمواليها فتعود
نصيحتها وبالا عليهم، لحمقها، فقيل للنصيح الأحمق: أنت شولة الناصحة، وقال
ابن الأعرابي: شولة أمة يضرب بها المثل في الحمق، يقال: أنت شولة الناصحة.
وشوال، كشداد: ة، بمرو، منها أبو طاهر محمد بن أبي النجم بن محمد الخطيب
الشوالي، من شيوخ أبي سعد السمعاني، توفي في 532. وشوال: شهر الفطر، وهو
الذي يلي شهر رمضان، وهو أول أشهر الحج، قال ابن دريد: زعم قوم أنه سمي
شوالا لأنه وافق وقتا تشول فيه الإبل: أي ترفع ذنبها، وهو قول الفراء، وقال
غيره: سمي بتشويل ألبان الإبل، وهو توليه وإدباره، وكذلك حال الإبل في
اشتداد الحر، وانقطاع الرطب. ج: شواويل، على القياس، وشواول، على طرح
الزائد، وشوالات، وكانت العرب تطير من عقد المناكح فيه، وتقول: إن المنكوحة
تمتنع من ناكحها، كما تمتنع طروقة الجمل إذا لقحت وشالت بذنبها، فأبطل
النبي، صلى الله عليه وسلم طيرتهم، وقالت عائشة: رضي الله عنها: تزوجني
رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، وأي نسائه كان
أحظى عنده مني. وسالم بن شوال بن نعيم المكي: تابعي، ثقة، روى عن مولاته أم
حبيبة بنت أبي سفيان، وعنه عفان بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، قاله ابن
حبان. وعبدة بنت أبي شوال روت عن رابعة العدوية، قدس الله سرها.
والشويلة، والشويلاء، مصغرتين: موضعان، عن ابن دريد، وهكذا ضبطهما، والذي في اللسان: الشويلة، على وزن كريمة، والشولاء، كرحضاء: موضعان. وامرأة شوالة: نمامة، قال الراجز:
ليست بذات نيرب شواله وذو الشاول، بفتح الواو: ابن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب ابن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران ابن نوف بن همدان الهمداني، ثم البكيلي، أحد الأذواء. واشتال له: تعرض له، وسبه، وهو مجاز. والتشويل: استرخاء الذكر عند محاولة الجماع، ولو قال ارتخاء الذكر عند المجامعة كان أخصر. وقال ابن عباد: الشوشلاء: النيك، هكذا ذكره هنا، أو هي حبشية، كما في العباب. والمشول، كمنبر: منجل صغير. ورجل شول، ككف: وقاد ذكي، خفيف في العمل، والخدمة، والحاجة، سريع أليها، ومنه قول الأعشى:
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني شاو مشل شلول شلشل شـول ومما يستدرك عليه: استشالت الناقة ذنبها: رفعته، وفرس شائلة الذنابى. والشوائل: جمع شائلة، وهي الناقة التي ارتفع لبنها، ومنه حديث نضلة بن عمرو: فهجم عليه شوائل له، فسقاه من ألبانها. وكل ما ارتفع شائل. وشال الميزان: ارتفعت أحدا كفتيه. ويقال: شال ميزان فلان: يشول، شولانا، وهو مثل في المفاخرة. يقال: فاخرته، فشال ميزاني، أي فخرته بآبائي، وغلبته، قال ابن بري: ومنه قول الأخطل:
وإذا وضعت أباك في ميزانهـم رجحوا وشال أبوك في الميزان وشالت العقرب بذنبها: رفعته، وشولة: علم للعقرب، قال:
قد جعلت شولة تزبئر
صفحة : 7231
وشالت القربة، والزق: ارتفع قوائمها عند الملء، أو النفخ. وأشال بضبعه:
رفعه. وذنب العقرب يقال له: شوال، كشداد. قال:
كذنب العقرب شوال علق واشتال، بمعنى شال، كارتوى، بمعنى روي، ومنه قول الراجز:
حتى إذا اشتال سهيل في السحر والمشولة، بالكسر، التي يلعب بها، عن اليزيدي. والشول، ككتف: الذي يشول بالشيء، أي يرفعه. وشاوله، وشاول به: إذا دافع، قال عبد الرحمن بن الحكم:
فشاول بقيس في الطعان ولا تكن أخاها إذا ما المشرفية سـلـت وقال أبو زيد: تشاول القوم، تشاولا: إذا تناول بعضهم بعضا عند القتال بالرماح، والمشاولة مثله، قال ابن بري: ومنه قول عبد الرحمن بن الحكم المتقدم، وفي المثل:
ما ضر نابا شولها المعلق يضرب ذلك للذي يمر أن يأخذ بالحزم، وأن يتزود، وإن كان يصير إلى زاد، ومثله قولهم: عش ولا تغتر: أي تعش، ولا تتكل أنك تتعشى عند غيرك. وسماعة بن الأشول النعامي: شاعر، ذكره ابن الأعرابي. والشول، كصرد: النصور، عن أبي عمرو. والشول، بالضم: موضع. والشال: سمكة بحرية. وأيضا: قرية ببلخ، منها أبو بكر محمد بن عميرة الشالي، عن علي بن خشرم، وغيرهن توفي في حدود سنة 300.
والشال هذا الرداء للذي يعمل بكشمير ولاهور، ويجلب به إلى البلاد، يقال: إنه من وبر الجمل، سمي به لأنه يرفع على الأكتاف، إن كانت عربية، والجمع: شلان، وشالات. وأبو شولة: محمد بن عبد الله بن وهب، من بني عبس بن شحارة.
ش ه ل
الشهل، محركة، والشهلة، بالضم: أقل من الزرق في الحدقة، وأحسن منه، كذا في
المحكم، أو أنء تشرب الحدقة حمرة وليست خطوطا كالشكلة، ولكنها قلة سواد
الحدقة، حتى كأنه، أي سوادها يضرب إلى الحمرة والسواد، وقيل: هو أن لا يخلص
سوادها. وقال أبو عبيد: الشهلة: حمرة في سواد العين، وأما الشكلة فهي كهيئة
الحمرة، تكون في بياض العين، وأنشد الفراء:
ولا عيب فيها غير شهلة عينها كذاك عتاق الطير شهل عيونها شهل، كفرح، شهلا، وأشهل، اشهلالا، والنعت: أشهل، وشهلاء، قال ذو الرمة:
كأني أشهل العينين بـاز على علياء شبه فاستحالا قال أبو زيد: الأشهل، والأشكل، والأسجر، واحد، وعين شهلاء: إذا كان بياضها ليس بخالص، فيه كدورة. وفي الحديث: كان رسول الله ضليع الفم، اشهل العينين، منهوس الكعبين. وفي رواية: أشكل العينين. قال شعبة: قلت لسماك: ما أشكل العينين? قال: طويل شق العين، قال: الشهلة: حمرة في سواد العين، كالشكلة في البياض، وقد تقدم البحث في ذلك في ش ك ل. والشهلة: العجوز، قال:
بات ينزي دلوه تنزيا
كما تنزي شهلة صبيا
صفحة : 7232
ومن سجعات الأساس: شهلة في عينها شهلة. وقيل: هي النصف العاقلة، وذلك خاص
بالنساء، لا يوصف به الرجال، يقال: امرأة شهلة كهلة، ولا يقال: رجل شهل
كهل، ولا يوصف بذلك، إلا أن ابن دريد حكى: رجل شهل كهل. وشاهله، مشاهلة:
شاتمه، وشاره، ولاحاه، وعارضه، وقيل: قارصه، وراجعه في الكلام، قال:
أن لا أرى ذا الضعفة الهبيتا
يشاهل العميثل البليتا
والشهلاء: الحاجة، قال ابن فارس: والأصل فيه الكاف، قال الراجز:
لم أقض حين شهلائي
من العروب كالكاعب الحسناء
وقال ابن الكلبي: الأشهل: صنم، ومنه بنو عبد الأشهل، لحي من العرب. قلت: وهو من الأنصار، وهو ابن جشم بن الحارث بن الخزرج، إليه يرجع كل اشهلي، منهم: سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن الأشهل، شهد بدرا، وهو الذي اهتز له عرش الرحمن، وأخوه عمرو بن معاذ، بدري، قتل يوم أحد، وأسيد بن حضير بن سماك بن عبد بن امرئ القيس، عقبي بدري، وغير هؤلاء، فأما قول الشاعر:
حين ألقت بقباء بـركـهـا واستحر القتل في عبد الأشل إنما أراد: عبد الأشهل هذا الأنصاري. وشهيل بن نابي الجرمي: كزبير: من تبع التابعين، روى عن ثابت البناني، وعنه سالم بن نوح. وشهل بن شيبان بن ربيعة بن زمان ابن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل: لقب الفند الزماني الوائلي الشاعر، ومرض له في الدال أن الفند لقب شهل، وصوبه بعض، قال ابن جني في المبهج: ليس في العرب شهل، بالشين معجمة، غير الفند، ومثله قول أب عبيد البكري، قال الحافظ: ومن ولده أبو طالوت الخارجي، وهو مطر ابن عقبة بن يزيد بن الفند. قال شيخنا: وشهل بن أنمار، من بجيلة، ضبطه بالشين معجمة أيضا. قلت: وفي كتاب أدب الخواص، للوزير أبي القاسم، أنه قرأ بخط شبل النسابة، في عدة مواضع: شهل بن عمرو بن قيس في حمير، أعجمها ثلاثا، وفوق الإعجام ظاء، قال: ولا أدري ما صحة ذلك، هكذا نقله الحافظ في التبصير. وقال ابن السكيت: يقال: فيه ولع، وشهل: أي كذب، قال: والشهل: اختلاط اللونين، والكذاب يشرج الأحاديث ألوانا. وشهال، كسحاب: ة، بمصر، وهي المعروفة بمنية شهالة، من أعمال جزيرة بني نصر. وتشهل ماء الوجه: ذهابه، من هزال،وقد مر ذلك في س م ل أيضا، قال الصغاني: والتركيب يدل على بعض الألوان، وقد شذ عنه امرأة شهلة، والمشاهلة. قلت:لا شذوذ فيهما، فإن المرأة إذا كانت نصفا، فهي تشهل، أي تخلط بين الأمرين، لدهائها وعقلها، وكذلك المشاهلة، فإنه الملاحاة، وفيه اختلاط بين أمرين، وهذا يرجع إلى دهاء ومكر وخديعة، فالصواب أن يقال: إن التركيب يدل على اختلاط لونين، كما نص عليه ابن السكيت، فلا يشذ من التركيب شيء من المعاني المذكورة، فتأمل ذلك. ومما يستدرك عليه: جبل أشهل: إذا كان أغبر في بياض، وذئب أشهل: كذلك، قاله النضر، وأنشد:
متوضح الأقراب فيه شهلة
شنج اليدين تخاله مشكولا
صفحة : 7233
وشهيل بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء، كزبير، بالشين المعجمة، هكذا
ضبطه ابن الجواني النسابة، في المقدمة الفاضلية. وشهلان: جبل، واسم رجل.
والتشهيل: التسهيل، لغة عامية. ومما يستدرك عليه:
ش ه د ل
شهدل، كجعفر: جد أبي مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم المديني، حدث عن
ابن عقدة.
ش ه م ل
الشهملة، أهمله الجوهري، وقال ابن عباد: هي العجوز، مثل الشهبرة. وقال ابن
دريد: شهميل، بالكسر: أبو بطن من العرب. قلت: كأنه مضاف إلى أيل كجبريل،
وقد رد ذلك لأنه لو كان كما قال لكان مصروفا، وقال غيره: إنه شهميل،
بالفتح، وهو أخو العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء. قلت: وقد تقدم
عن ابن الجواني النسابة، أنه شهيل بن الأسد، كزبير، فتأمل ذلك. ومما يستدرك
عليه:
ش ي ل
الشيل: لغة رديئة في الشول، يقال: شلت به، أشيله، شيلا، ومشيلا، كمقعد،
ومنه الشيال للحمال، وصنعته الشيالة، بالكسر. وفرس مشيال الخلق: أي مضطرب
الخلق، نقله صاحب اللسان في ش و ل، والصاغاني هنا عن أبي عبيدة. والشيال،
ككباب فرس أبوه نجيب، وأمه ليست كذلك. على هذه اللغة بنو شلية، بطين من
العلويين بحضرموت، أصله شيلية، فلقب به الرجل. والشيال، كشداد: لقب جماعة
منهم بثغر رشيد.