الباب الثالث والعشرون: باب اللام - الفصل السادس عشر: فصل الطاء المهملة مع اللام

فصل الطاء المهملة مع اللام

ط ب ل
الطبل: الذي يضرب به، معروف، يكون ذا وجه، وذا وجهين، وجمعه: اطبال، وطبول، قد خالف هنا اصطلاحه نسيانا، وصاحبه: طبال، وطبول، قد خالف هنا اصطلاحه نسيانا، وصاحبه: طبال، كشداد، وحرفته: الطبالة، ككتابة، وقد طبل، كنصر، وطبل تطبيلا، الأولى عن الليث. والطبل: الخلق، يقال: ما أدري أي الطبل هو? أي: أي الخلق، نقله الزمخشري، والجوهري، قال:

قد علموا أنا خيار الطبل
وأننا أهل الندى والفضل

وما أدري أي الطبل هو، وأي الطبل هو، أي: أي الناس، قال لبيد:

ثم جريت لانطلاق رسلي
سيعلمون من خيار الطبل

والطبل: ثوب يمان موشى، فيه كهيئة الطبول، وفي التهذيب: ثوب عليه صورة الطبل، تسمى به الطبلية، وقال ابن دريد: ضرب من الثياب، قال البعيث:

وأبقى طوال الدهر من عرصاتها      بقية أرمام كـأردية الـطـبـل أو ثوب مصري، وفي الأساس: برزوا في أردية الطبل، وهي برود تلبسها أمراء مصر، وفي العين: تحمل من مصر، صانها الله تعالى، قال أبو النجم:

من ذكر أيام ورسم ضاحي
كالطبل في مختلف الرياح

والطبل: الخراج، عن ابن الأعرابي، وفي الأساس: أدى أهل مصر طبلا من الخراج، وطبلين وطبولا، أي نجما، سمي بطبل البندار، ومنه: هو يحب الطبلية: أي دراهم الخراج، بلا تعب. والطوبالة، بالضم: النعجة، كما في المحكم والصحاح، ج: طوبالات، قال الجوهري: ولا يقال للكبش: طوبال، قال طرفة:

نعاني حنانة طـوبـالة      تسف يبيسا من العشرق نعاني: أخبرني بالموت، وحنانة اسم راع، ونصب طوبالة على الشتم، كأنه قال: أعني طوبالة. ومما يستدرك عليه: الطبلة: شيء من خشب، تتخذه النساء. والطبل: الربعة للطيب. وأيضا: سلة الطعام، وهو كالخوان، يقال أيضا: الطبلية، والجمع الطبالي. والطبالة: النعجة. وأرض خارج مصر، تعرف بذلك. ومن المجاز: هو طبل ذو وجهين، للنكد المرائي. وفلان يضرب الطبل تحت الكساء. وطبلية، محركة، والعامة تقول: طبلوهة: قرية من أعمال مصر، من المنوفية، وقد دخلتها، ومنها الإمام ناصر الدين أبو النصر منصور الطبلاوي الشافعي، أحد المبرزين في المعقول والمنقول. ومما يستدرك عليه:

ط ب ر ز ل

صفحة : 7261

طبرزل، كسفرجل: لغة في طبرزد، وطبرزن، لهذا السكر، فارسي معرب، حكاه الأصمعي، ونقله يعقوب، وقال: هو مثال لا أعرفه.وقال ابن جني: طبرزل، وطبرزن، لست بأن تجعل أحدهما أصلا لصاحبه بأولى منك بحمله على ضده، لاستوائهما في الاستعمال، كما في اللسان.

ط ح ل
الطحال، ككتاب: لحمة م معروفة، وهي لحمة سوداء عريضة، في بطن الإنسان، وغيره، عن اليسار، لازقة بالجنب، مذكر، صرح به اللحياني، ج: طحل، ككتب، لا يكسر على غير ذلك. وطحل الرجل، كفرح، فهو طحل، إذا عظم طحاله، قال الحارث بن مصرف بن أصمع:

أكويه إما أراد الكي معترضاكي المطنى من النحز الطني الطحلا وطحل الماء، وطهل: فسد، وأنتن، وتغيرت رائحته، من حمأة. وطحل الرجل، كعني، طحلا: شكاه، فهو مطحول. وطحله كمنعه، طحلا، بالفتح، ويحرك: أصاب طحاله، فهو مطحول. والطحلة، بالضم: لون بين الغبرة والسواد ببياض قليل، ونص المحكم: بين الغبرة والبياض بسواد قليل، كلون الرماد. ذئب أطحل، قال الشنفرى:

أزل تهاداه التنائف أطحل وشاة طحلاء، والفعل منه طحل، كفرح، طحلا، وجعل أبو عبيد الأطحل اسم اللون، فقال: هو لون الرماد، وأرى أبا حنيفة حكى: نصل أطحل. وشراب طاحل، إذا لم يكن صافي، وكذلك شراب أطحل، وغبار طاحل: كدر، قال رؤبة:

وبلدة تكسى القتام الطاحلا ومعقل بن خويلد بن واثلة بن مطحل، كمنبر، ورأيته في ديوان أشعارهم مضبوطا، كمحسن: شاعر هذلي، وهو الوافد على النجاشي في الأسرى، كانوا من قومه، فكلمه فيهم، فوهبهم له، أو هو أبو المطاحل. ويوم المطاحل: يوم لهم، قتلوا فيه، أو المطاحل: ع، قال عبد مناف ابن ربع الهذلي:

هم منعوكم من حـنـين ومـائه     وهم أسلكوكم أنف عاذ المطاحل وروى أبو عمرو: عاد المطاحل، بالدال المهملة، وأنفها: أولها، ويروى: المطافل. والطحل، ككتف: الغضبان. وأيضا الملآن، وأنشد ابن الأعرابي:

ما إن يرود ولا يزال فراغه     طحلا ويمنعه من الأعيال قال: كل إناء عند العرب فراغ. وأيضا: الماء المطحلب، عن ابن الأعرابي، وقال أبو زيد: ماء طحل: كثير الطحلب، قال زهير:

يخرجن من شربات ماؤها طحل     على الجذوع يخفن الغم والغرقا وأيضا: الأسود الكدر، عن ابن الأعرابي، قال الزمخشري: وفيه وجهان، أن يكون من الطحال، أو من معنى الطحلب. وطحله، كمنعه، طحلا: ملأه، وإناء مطحول: مملوء. وطحال، ككتاب: اسم كلب. وأيضا: ع لبني الغبر، كسكر، وقيل: جبل، قال ابن مقبل:

ليت الليالي يا كبيشة لم تكن     إلا كليلتنا بحزم طـحـال وقال الأخطل:

وعلا البسيطة فالشقيق بريق    فالضوج بين رؤية فطحال قال الأزهري: ومنه المثل: ضيعت البكار على طحال يضرب لمن طلب حاجة إلى من أساء إليه، لأن سويد بن أبي كاهل اليشكري هجا بني غبر، في رجز له، بقوله:

صفحة : 7262

من يره النيك بغير مال
فالغبريات على طحال
شواغرا يلمعن بالقفال

ثم أسر سويد، فطلب إلى بني غبر أن يعينوه في فكاكه، وفي نسخة: على فكاكه، فقالوا له ذلك، والبكار: جمع بكر، وهو الفتي من الإبل. وطحلاء: قريتان، بل ثلاث قرى بمصر، من أعمال الشرقية، من إحداها - وهي المشهورة المشرفة على النيل - شيخنا المفنن المحدث أبو علي عمر بن علي بن يحيى بن مصطفى المالكي الطحلاوي المتوفى سنة 1181. ومما يستدرك عليه: يقال: إن الفرس لا طحال له، وهو مثل لسرعة جريه، كما يقال للبعير: لا مرارة له، أي لا جسارة له، نقله الجوهري. وكساء أطحل: على لون الطحال، ورماد أطحل، إذا لم يكن صافيا. ويقال: فرس أخضر أطحل، للذي تعلو خضرته قليل صفرة. وأطحل: جبل بمكة، حرسها الله تعالى، يضاف إليه ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة، يقال: ثور أطحل، لأنه نزله، وفيه الغار المذكور في القرآن. ومحمد بن طحلاء المدني، عن أبي سلمة، والأعرج، وعنه أبناء يعقوب ويحيى، والدراوردي: صدوق من رجال النسائي، وأبي داود.

ط خ م ل
الطخميل، كقنديل، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو الديك، وأنشد:

عجبت لخرطيط ورقم جناحـه     ورمة طخميل ورعث الضغادر أورده الأزهري، في ترجمة خ ر ط، قال: قرأت في نسخة من كتاب الليث، فذكره ط ر ب ل

الطربال، بالكسر: علم يبنى فوق الجبل، وقيل: كل بناء عال، وقال ابن الأعرابي، دريد: هي كل كقطعة من جبل، أو حائط، مستطيلة في السماء، مائلة. وقال الجوهري: هي القطعة العالية من الجدار، وأيضا: الصخرة العظيمة المشرفة من الجبل، قال جرير: ألوى بها شذب العروق مشذب فكأنما وكنت على طربال وقال ابن الأعرابي: هو الهدف المشرف، وفي الحديث: إذا مرض أحدكم بطربال مائل فليسرع المشي، قال أبو عبيدة: هو شبيه بالمنظرة من مناظر العجم، كهيئة الصومعة والبناء المرتفع، قال الأزهري: ورأيت أهل النخل في بيضاء بني جذيمة يبنون خياما من سعف النخل، فوق نقيان الرمال، يتظلل بها نواطيرهم، ويسمونها الطرابيل، والعرازيل. وقال ابن شميل: هو بناء يبنى علما للخيل، يستبق إليه، ومنه ما هو مثل المنارة، وبالمنجشانية واحد منها، بموضع قريب من البصرة، قال دكين:

حتى إذا كان دوين الطربال
رجعن منه بصهيل صلصال
مطهر الصورة مثل التمثال

فسر الطربال هنا بالمنارة. ويقال: طربل بوله: إذا مده إلى فوق، نقله الجوهري. وقال ابن عباد: الطربيل، كقنديل: النورج الذي يدق به الكدس. قال الجوهري: وطرابيل الشأم: صوامعها، وقال الفراء: الطربال: الصومعة. ومما يستدرك عليه: طربل فلان: إذا سحب ذيله، وتمطى في مشيته. وجرة مطربلة الجوانب: طويلتها، رواه ابن حمويه، عن شمر. والطربال، بالكسر: قرية بهجر. والطربيل: أخرى، قاله نصر.

ط ر ج ه ل

صفحة : 7263

الطرجهالة، بالكسر: مثل الفنجانة، معروفة، نقله الجوهري، كالطرجهارة، بالراء، وقد ذكر في موضعه.

ط ر غ ل
الأطرغلات، بضم الهمزة والراء والغين المعجمة وتشديد اللام، أهمله الجوهري، وقال شمر: هي الدباسي، والقماري، والصلاصل ذوات الأطواق، قال الأزهري: ولا أدري أمعرب أم عربي. قلت وكأنها سميت باسم هذا الصوت والصلاصل: هي الفواخت، أو ما يشبهها، وقد تقدم قريبا. ومما يستدرك عليه:

ط ر ف ل
طرفل، قال الأزهري في الرباعي: دواء مؤلف، وليس بعربي محض قلت: وكأنه يعني به اطريفل، وهو نوعان، كبير وصغير، كما هو مصرح به في كتب الأطباء.

ط س ل
الطسل: الماء الجاري على وجه الأرض كما في المحكم. وأيضا: ضوء السراب، وقال الجوهري: اضطرابه، وقد طسل طسلا. والطيسل، كصيقل: السراب البراق، أو الريح، كالطيسل، عن ابن الأعرابي، أو الشديدة منها، والغبار، نقله الجوهري. وأيضا: المظلم من الليالي. وأيضا: الكثير من كل شيء، يقال: ماء طيسل، ونعم طيسل. نقله الجوهري، وقد ذكره المصنف أيضا في السين بناء على أن لامه زائدة، وجوز ابن عصفور في الممتع، كونهما كسبط وسبطر، قال أبو حيان والزيادة أولى. وأيضا: الطست، عن ابن الأعرابي، كالسطل، مقدمة السين، وقد ذكر في موضعه. وطيسل الرجل: سافر سفرا قريبا، فكثر ماله، عن ابن الأعرابي. وطيسلة، كحيدرة: اسم، قال صخر:

تهزأ مني أخت آل طيسله
قالت أراه مبلطا لا شيء له

ومما يستدرك عليه: الطسل: التراب الدقيق الناعم، قال رؤبة:

تقنع الموماة طسلا طاسلا وقيل الطاسل، والساطل، من الغبار: المرتفع، ويقال: قتام طاسل، أي ملبس، وانشد أبو عمرو:

ترفع في كل رقاق قسطلا
فصبحت من شبرمان منهلا
أخضر طيسا زغربيا طيسلا

يصف حميرا وردت ماء، قال: والطيس، والطيسل، والطرطبيس: بمعنى واحد في الكثرة. وقال أبو عمرو: التطيسل: التنكر. والطيسل: الريح الشديدة، عن ابن الأعرابي.

ط ع ل
الطعل، كالمنع، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الطعن في الأنساب، قال: والطاعل: السهم المقوم، قال الأزهري: وهذان حرفان غريبان، لم أسمعهما لغيره.

ط ف ل
الطفل: الرخص الناعم من كل شيء، يقال: بنان طفل، وإنما جاز أن يوصف البنان وهو جمع، بالطفل وهو واحد، لأن كل جمع ليس بينه وبين واحده إلا الهاء، فإنه يوحد ويذكر، ولهذا قال حميد بن ثور، رضي الله تعالى عنه:

فلما كشفن اللبس عنه مسحـنـه      بأطراف طفل زان غيلا موشما أراد بأطراف بنان طفل، فجعله بدلا عنه، قال الجوهري: ج: طفال، بالكسر، وطفول، بالضم، قال عمرو بن قميئة:

إلى كفل مثل دعص النقا     وكف تقلب بيضا طفالا وقال ابن هرمة:

متى ما يغفل الواشون تومئ    بأطراف منعمة طـفـول وهي بهاء، قال الأعشى:

صفحة : 7264

رخصة طفلة الأنامل ترتب     ب سخاما تكفه بـخـلال وقد طفل، ككرم طفالة، وطفولة: إذا رخص. والطفل، بالكسر: الصغير من كل شيء، أو المولود، كما في الصحاح، وولد كل وحشية أيضا: طفل، كما في الصحاح، بين الطفل، محركة، والطفالة، والطفولة، والطفولية، بضمهما مع تشديد الياء في الأخيرة، وقد سمع تخفيفها أيضا، ولا فعل له، نقله ابن سيده في المحكم، والسرقسطي في الأفعال، وشراح الفصيح قاطبة، واستعمله عياض وغيره، هكذا مصدرا، فلا عبرة بمناقشة الشهاب، وغيره، من شراح الشفاء، تقليدا له في اللغة ذكروا ورود الطفولة، فلا يحتاج إلى النسبة التي تصير بها الجوامد مصادر، وجعلوا مثله سماعيا، مثل الخصوصية، كما فعله المرزوقي وغيره من أئمة اللغة، ثم قال الشهاب: إلا أن المصنف ثقة، فلعله وقف عليه. قال شيخنا: دعواهم فيه أن الياء للنسب لا يخلو عن نظر، وإن قاله السعد، وغيره، في الخصوصية، فقد أشرنا لبطلانه من وجوه، منها كون يائه حكي فيها التخفيف، وياء النسب لا تخفف، ومنها أن دعوى النسب إنما ادعوها في لغة الفتح، وأما من نقل الضم في الخصوصية وشبهه، فلا يتصور عنده نسب، ومنها أن هذه الياء وقعت في كثير من المصادر التي ليست على فعولة، كالطواعية، ومنها أن هذا اللفظ نفسه حكاه جماعة غير عياض، كابن سيده، وشراح الفصيح، وغيرهم، فلا يصح ما قاله الشهاب، وإن اعتمد فيه على الراغب، وأيده بكلام المرزوقي وغيره، التفات إليه، إذ على تسليم ما قالوه فقد صح ثبوت الطفولية، وصحت الخصوصية، والله أعلم. انتهى. قلت: وقد سبق شيء من ذلك في خ ص ص، فراجعه. ونقل الأزهري عن أبي الهيثم، قال: الصبي يدعى طفلا حين يسقط من بطن أمه، إلى أن يحتلم، وقال المناوي: ويبقى هذا الاسم له حتى يميز، ثم لا يقال له بعد ذلك طفل، بل صبي. وهذا منازع بما قاله أبو الهيثم: إلى أن يحتلم، فتأمل. قال الجوهري: وقد يكون الطفل واحدا وجمعا، مثل الجنب، قال اله تعالى: أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ، ج: أطفال، قال الزجاج في قوله تعالى: ثم يخرجكم طفلا : إنه هنا في موضع أطفال، والعرب تقول جارية طفلة وطفل، وجاريتان طفل، وجوار طفل، وطفلة، وطفلان، وأطفال، وطفلتان، وطفلات، في القياس، وفي حديث الاستسقاء: أن أعرابيا أنشد النبي صلى الله عليه وسلم:

أتيناك والعذراء يدمى لبـانـهـا    وقد شغلت أم الصبي عن الطفل ومن المجاز: الطفل: الحاجة الصغيرة، يقال: هو يسعى لي في أطفال الحوائج، أي صغارها، كما في الأساس. والطفل أيضا: الليل، يقال: أتيته والليل طفل، في أوله، وهو مجاز، كما في الأساس. والطفل أيضا: الشمس قرب الغروب، عن ابن سيده، قال الشاعر:

ولا متلافيا والشمس طفل

صفحة : 7265

ومن المجاز: الطفل: سقط النار، كما في المحكم، أو الجمرة، كما في الأساس، يقال: لففت في الخرقة طفل النار، وفي التهذيب: يقال للنار ساعة تقدح طفل وطفلة، والجمع أطفال، ومنه: تطايرت أطفال النار أي شررها، وكل ذلك قد فسر به قول زهير:

لأرتحلن بالفجر ثم لأدأبنإلى الليل إلا أن يعرجني طفل يعني حاجة يسرة، مثل قدح نار، أو نز,ل للبول، وما أشبهه.

وكل جزء منكل شيء، عينا كان أو حدثا، طفل، والجمع أطفال، ومن هنا قال,ا: طفل الهم والحب، قال:

يضم إلي الليل أطفال حبهاكما ضم أزرار القميص البنائق والمطفل، كمحسن: ذات الطفل، من الإنس والوحش، وقد أطفلت المرأة، والظبية، والنعم، قال لبيد:

فعلا فروع الأيهقان وأطفلت      بالجلهتين ظباؤها ونعامهـا وفي الصحاح: المطفل: الظبية معها ولدها، وهي قريبة عهد بالنتاج، ج: مطافيل، ومطافل، قال رؤبة في الظباء:

فاستبدلت من أهلها بدائلا
عينا وآراما بها مطافلا

وقال أبو ذؤيب في الإبل:

وإن حديثا منك لو تـبـذلـينـه     جنى النحل في ألبان عوذ مطافل
مطافيل أبكار حديثا نـتـاجـهـا   تشاب بماء مثل ماء المفاصـل

وقال أبو عبيد: ناقة مطفل، ونوق مطافل، ومطافيل بالإشباع: معها أولادها . وفي الحديث: سارت قريش بالعوذ المطافيل، أي الإبل مع أولادها، والعوذ: الإبل التي وضعت أولادها حديثا، ويقال: أطفلت، فهي م فل، ومطفلة، يريد أنهم جاءوا بأجمعهم، كبارهم وصغارهم، وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه: فأقبلتم إلي إقبال العوذ المطافل، فجمع بغير إشباع. وليلة مطفل: تقتل الأطفال بردا، أي ببردها. ومن المجاز: طفل الكلام، تطفيلا: إذا تدبره، وكذلك: رشحه، كما في الأساس. وطفل الليل: دنا، وأقبل بظلامه، وأنشد ابن الأعرابي:

وطيبة نفسا بتأبين هالـك    تذكر أخدانا إذا الليل طفلا وطفلت الناقة: رشحت طفلها، قال الأخطل:

إذا زعزعته الريح جر ذيوله    كما رجعت عوذ ثقال تطفل وطفلت الشمس: همت بالوجوب، ودنت للغروب، ومنه حديث ابن عمر: أنه كره الصلاة على الجنازة حين طفلت الشمس للغروب، أي دنت منه، كطفلت، تطفل، طف,لا، فيهما أي في الشمس والناقة. وطفل الإبل تطفيلا: رفق بها في السير، حتى تلحقها أطفالها، نقله الجوهري. وطفل العشي، محركا: آخره عند الغروب، واصفرار الشمس، وفي الصحاح: الطفل بعد العصر إذا طفلت الشمس للغروب، يقال: أتيته طفلا، وقال ابن بزرج: أتيته طفلا، أي ممسيا، وذلك بعدما تدنو الشمس للغروب. والطفل من الغداة: من لدن ذرور الشمس إلى استكنانها في الأرض، ونص المحكم: إلى استكمالها في الأرض، وفي التهذيب: طفل الغداة والعشي من لدن أن تهم الشمس بالذرور إلى أن يستمكن الضح من الأرض. انتهى. ويقال: أتيته طفلا، وذلك بعد طلوع الشمس. والطفل: إقبال الليل على النهار بظلمته، وقال أبو عمرو: الطفل: الظلمة نفسها، وأنشد لابن هرمة:

صفحة : 7266

وقد عراني من لون الدجى طفل ونسبه الصاغاني إلى نابغة بني شيبان، واسمه عبد الله بن مخارق، وأوله:

سمعت منها عزيف الجن ساكنها وطفل الرجل، طفولا: دخل في الطفل، كأطفل. وطفلت الشمس: إذا طلعت، نقله الفراء في نوادره. وقال الزجاج: طفلت: احمرت عند الغروب، ودنت له، كأطفلت، وهو ضد أي: بين طفلت: طلعت، وطفلت: احمرت، وكذا بين: أتيته طفلا ممسيا، وأتيته طفلا بعد طلوع الشمس. وقال ابن عباد: طفل النبت، كفرح، وطفل، بالضم، تطفيلا: أصابه التراب، فأفسده، وقال غيره: عشب طفل، لم يطل، والذي نص عليه الصاغاني، نقلا عن ابن عباد: طفل، كفرح، وطفل بالضم، أي كعني، فراجع المحيط. قال شيخنا: واعترض بعضهم على قول المصنف: وطفل بالضم إلخ، بأن التفعيلأ مصدر طفل مضاعفا، وظاهر قوله: بالضم، أنه ككرم، فكيف يقول: تطفيلا? قلت: وهو غفلة عن استيفاء اصطلاحاته، فقد أشرنا مرارا إلى أن المصنف قد يطلق بالضم في الأفعال كثيرا على المبني للمجهول، وهذا منه، ويؤيده ذكر مصدره تطفيلا، إذ مثله مما لا يخفى، فلا يتوهم أن الضبط راجع للعين، كما هو قاعدته في الأفعال، لأن كلا منهما من اصطلاحاته، كما لا يخفى، والله تعالى أعلم. والطفيل، كأمير: الماء الكدر يبقى في الحوض، واحدتها، هكذا في النسخ، والصواب: واحدته بهاء، طفيلة، والذي في اللسان: أنه الطفئل، كزبرج، لأنه ذكره في طفأل، وقال: هو الماء الرنق الكدر، يبقى ف الحوض، والواحدة طفئلة، يعني بالواحدة الطائفة، فتأمل. وطفيل: جبل بمكة، وقد تمثل بلال رضي الله تعالى عنه، فقال:

وهل اردن يوما مياه مجـنة     وهل يبدون لي شامة وطفيل

صفحة : 7267

وقال الخطابي: شامة وطفيل: عينان. والطفيل، كزبير: شاعر من بني غني. وقال أبو عبيدة: الطفيل بن زلال، كشداد، الكوفي، الذي يدعى، طفيل الأعراس، أو العرائس، وقال ابن السكيت: هو من بني عبد الله بن غطفان، كان يأتي الولائم بلا دعوة، وكان يقول: وددت أن الكوفة بركة مصهرجة، فلا يخفى علي منها شيء، ومنه الطفيلي، نسبة إليه، وهو الذي يدخل الوليمة والمآدب ولم يدع إليها، والطفليل، بالكسر: الذي يدخل مع القوم، فيأكل طعامهم، من غير أن يدعى، ثم كل واغل طفيلي، وصرفوا فعلا، فقالوا: قد طفل عليه، تطفيلا، وتطف عليه، قال الليث: التطفيل من كلام أهل العراق، يقال: هو يتطفل في الأعراس، ومن سجعات الأساس: ما زال يطفل على الناس، حتى نسخ طفيل الأعراس. وحكى ابن بري عن ابن خالويه: الطفيلي، والوارش، والواغل، والارشم، والزلال، والقسقاس، والدامر، والدامق، والزامج، واللعمظ، واللعموظ، والمكزم. ونقل الراغب في اشتقاقه وجها آخر، فقال:يقال إنه من طفل النهار، وهو إتيانه إلى الطعام من غير دعوة في ذلك الوقت، ونقل أبو طالب عن الأصمعي، أنه مأخوذ من الطفل، وهو إقبال الليل على النهار بظلمته، يعني أنه يظلم على القوم أمرهم، فلا يدر,ن من دعاه، ولا كيف دخل عليهم، قلت: والراجح الأول والطفيل، كحذيم: الطفل، وهو بناء وضعي، وكذلك: رجل طريم، قال كهدل الراجز:

يارب لا تردد إلينا طفيلا وقيل: إنه أراد طفيلا، يصغره بذلك ويحقره، فلما لم يستقم له الوزن غير بناء التصغير، وهو يريده، وهذا مذهب ابن الأعرابي، والقياس الأول. وأيضا: اسم، وبه فسر قول الراجز. والطفال، والطفال، كغراب وسحاب: الطين اليابس، يمانية. والمطافل:ع، وهكذا روي قول عبد مناف الهذلي:

وهم أسلكوكم أنف عاذ المطافل وقد ذكر في ط ح ل.

ومما يستدرك عليه: الطفل، محركة: المطر، نقله الجوهري، وأنشد:

لوهد جاده طفل الثريا وفي الأساس: وقعت أطفال الوسمي: مطيراته، وجاده طفل من مطر. والطفل، بالكسر: السحاب الصغار، في قول أبي ذؤيب:

ثلاثا فلما استحـيل الـجـهـا     م واستجمع الطفل فيها رشوحا

صفحة : 7268

والطفل، بالفتح: هذا الطين الأصفر المعروف بمصر، وتصبغ بهش الثياب. وأطفل الكلام: تدبره. وطفلت الحمر العشب، إذا رعته، فأثارت عليه التراب، عن ابن عباد. وريح طفل، إذا كانت لينة الهبوب. ووادي طفيل كزبير: بين تهامة واليمن، قاله نصر. وطفيل بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث: بطن من كلب، منهم أبو طفيل الشاعر، الذي وفد على علي رضي الله تعالى عنه، ذكره ابن الكلبي، ومن ولده أبو نهيك مساور بن سريع بن أبي طفيل، شاعر. والطفال: من يبيع الطفل، وكذلك نسب أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسني بن السري الطفال النيسابوري المصري، ثقة، صدوق، عن أبي الطاهر الذهلي، وعنه أبو محمد النخشبي، وأبو عبد الله الرازي، توفي سنة 448. وعبد الكريم بن عمر الطفال، وعبد الكريم بن علي النحوي ابن الطفال، كتب عنه السلفي، ذكرهما منصور. وأبو الطفيل: عامر بن واثلة الليثي، رضي الله تعالى عنه، آخر الصحابة موتا، روى عنه أبو الزبير المكي.

ط ف ش ل
الطفيشل، بالمعجمة كسميدع، أهمله الجوهري، وقال ابن عباد: نوع من المرق معروف. وقال شمر: الطفنشل، بالنون: الرجل الضعيف، وأنشد:
لما رأت بعيلها زئجيلا
طفنشلا لا يمنع الفصيلا

قال: أنشدنيه الأيادي هكذا، ومثله قول الفراء، وهو منه، أي من معنى المرق، وأنشد الأموي:

طفنشأ لا يمنع الفصيلا مقصورا مهموزا، كما في التهذيب، ويروى أيضا: طفيشلا، بالياء واللام، وسئل بعضهم عن سبب تسمية العصفور، فقال: لأنه عصا وفر، قال: فالطفيشل، قال: لأنه طفا وشال

ط ل ل
الطل: المطر الضعيف، أو أخف المطر، كما في المحكم، أو أضعفه، كما في الصحاح، قال الراغب: وهو ماله أثر قليل، ومنه قوله تعالى: فإن لم يصبها وابل فطل ، أو هو الندى الذي ينزل من السماء في الصحو، أو هو فوقه ودون المطر، ج: طلال، بالكسر، أنشد ابن جني في المحتسب، للقحيف العقيلي:

ديار الحي يضربها الطلال     بها أهل من الخافي ومال وطلل، كعنب، هذه عن الفراء، ومثله حرف الجبل وحرف، قال: ولم يسمع غيرهما. والطل: الحسن المعجب، من ليل، وشعر، وماء، وغير ذلك، وف نسخة بزيادة الواو بين الحسن والمعجب، يقال: ليل طل، وماء طل،وشعر طل، أي حسن، وكذلك: حديث طل، أي حسن.

صفحة : 7269

والطل: اللبن، يقال: ما بالناقة طل، أي ما بها لبن، وقالوا أيضا: ما بها طل ولا ناطل، والناطل :الخمر. والطل: الرجل الكبير سنا، عن كراع. والطل: الحية، عن أبن الأعرابي، ويكسر عن أبي عمرو. والطل: المطل، ومنه قول يحيى بن يعمر: أنشأت تطلها وتضهلها، أي تمطلها، وقد ذكر ف ض ه ل. والطل: قلة لبن الناقة، وقيل: هو اللبن قل أو كثر، ويضم، وبه ضبط الجوهري قولهم: ما بالناقة طل. أي ما بها لبن، قال يعقوب: حكي ذلك عن أبي عمرو. والطل: سوق الإبل سوقا عنيفا. والطل: هدر الدم، أو أن لا يثأر به، ونص المحكم، وقيل هو أن لا يثأر به، أو تقبل ديته، قال الراغب: وذلك إذا قل الاعتداد به، ويصير أثره كأنه طل. وقد طل هو، أي الدم نفسه، نقله ابن سيده، وبالضم أكثر، نقله الجوهري عن أبي زيد، ومنه الحديث: ومثل ذلك يطل، أي يهدر، قال أبو زيد: وطللته أنا، طلا، وطلولا: مهدر، قال:

دماؤهم ليس لها طالب     مطلولة مثل دم العذره وأطل دمه، بالضم: أهدر، وأطله الله تعالى، وطله: أي أهدره، قال الجوهري: قال أبو زيد: ولا يقال: طل دمه، بالفتح، وأبو عبيدة والكسائي يقولانه، وقال أبو عبيدة: فيه ثلاث لغات: طل دمه، يطل، كيزل، ويمل، أي من حد ضرب وعلم، وأطل دمه، وطل، بالضم، فيهما، فهو مطل، ومطلول، ولا يخفى ما في سياق المصنف من مخالفة وتكرار، يظهر عند التأمل. وطله حقه، كمده: نقصه إياه، وقال خالد بن جنبة: منعه إياه، وحبسه، وقيل: أبطله. وطل غريمه، طلا: مطله، وبه فسر قول يحيى بن يعمر السابق، وقيل: سعى في بطلان حقه، كأنه من الدم المطلول. وما بالناقة طل: أي طرق، كما في المحكم. وطل طلالة، كمل ملالة: أي أعجب، وحسن. وطلت الأرض، بالضم، طلا: نزل عليها الطل، وفي نسخة: أصابها الطل، وطلت، بالفتح، فهي مطلولة، وقالوا في الدعاء: طلت بلادك، وطلت. فطلت: أمطرت، وطلت: نديت. وقال أبو إسحاق: طلت، بالضم لا غير، يقال: رحبت بلادك، وطلت، بالضم، ولا يقال: طلت، لأن الطل لا يكون منها، إنما هي مفعولة، وكل ند طل. والطلاء، كسلاء، أي بضم فتشديد، وفي بعض النسخ: بكسر ففتح، وهو غلط: الدم المطلول نفسه، وقال ابن عباد: هو شبه جليدة على وجه الدم، قال أبو علي الفارسي: همزته منقلبة عن ياء، مبدلة من لام، وهو عنده من محول التضعيف، كما قالوا: لا أملاه، يريدون: لا أمله. والطلة: الخمر اللذيذة، وقيل: السلسة، قال حميد بن ثور، رضي الله تعالى عنه:

أظل كأني شارب لـمـدامة     لها في عظام الشاربين دبيب
ركود الحميا طلة شاب ماءها    بها من عقاراء الكروم ربيب  

أراد: من كروم العقاراء، فقلب. ومن المجاز: الطلة: الزوجة، وأنشد الجوهري، لعمرو بن حسان بن هانئ بن مسعود بن قيس بن خالد:

أفي نابين نالهما إسفاف     تأوه طلتي ما إن تنام وإساف: رجل، وأنشد ابن بري لشاعر:

صفحة : 7270

وإني لمحتاج إلى موت طلتي ولكن قرين السوء باق معمر والطلة: اللذيذة من الروائح، أنشد ثعلب:

تجيء بريا من عثيمة طـلة    يهش لها القلب الدوي فيثيب وأنشد أبو حنيفة:

بريح خزامى طلة من ثيابـهـا     ومن أرج من جيد المسك ثاقب والطلة: الروضة بلها الطل، أي الندى، وقد طلت هي. والطلة:الروضة بلها الطل، أي الندى، وقد طلت هي. والطلة: العجوز. وأيضا المرأة البذية اللسان، المؤذية. والطلة: النعمة في المطعم والملبس. والطلة: بالكسر: جمع طليل، كأمير، للحصير، المنسوج من دوم، الآتي ذكره. والطلة:بالضم: العنق. وأيضا: الشربة من اللبن، نقله الأزهري. ج: طلل، كصرد، وهو قول الفراء. والطلل، محركة: الشاخص من آثار الدار، والرسم، ما كان لاصقا بالأرض، وقيل: الطلل شخص كل شيء، كالطلالة، كسحابة فيهما، يقال: حيا الله طللك، وطلالتك، أي شخصك، ج: أطلال، وطلول، ويقال: حيا الله طللك، وأطلالك، أي ما شخص من جسدك. وقال الأزهري: الطلل من الدار، موضع من صحنها، يهيأ لمجلس أهلها، وقال ابن سيده: كالدكانة يجلس عليها، ونقل الأزهري، عن أبي الدقيش، قال: كأن يكون بفناء كل بيت دكان عليه المأكل والمشرب، فذلك الطلل. والطلل من السفينة: جلالها، عن ابن سيده، والجمع أطلال، وهي شراعها، ومنه حديث أبي بكر: أنه كان يصلي على أطلال السفينة. والطلل: الطريء من كل شيء. ويقال: مشى على طلل الماء: أي على ظهره، نقله ابن عباد، وقال الزمخشري: أي على وجهه، وهو مجاز. والطل، بالضم: اللبن، وهذا قد سبق عن الجوهري، في معنى قولهم: ما بالناقة من طل، أو الدم عن ابن عباد. وقوله أنشده ابن الأعرابي:

مثل النقا لبده ضرب الطلل قال ابن سيده: أراد: ضرب الطل، ففك، المدغم، ثم حركه. وروي: ضرب الطلل، بكسر الطاء مقصورا من الطلال، التي هي جمع الطل، فحذف ألف الجمع. قلت: وعلى هذا الوجه اقتصر ابن جني في المحتسب. وتطاللت: تطاولت: فنظرت، قال أبو العميثل: هما بمعنى واحد، وقال الجوهري: تطال: مد عنقه ينظر إلى الشيء يبعد عنه، قال طهمان بن عمرو.

كفى حزنا أني تطاللت كي أرى    ذرى قلتي دمخ فمـا تـريان
ألا حبذا والله لو تعـلـمـانـه    ظلالكما يا أيها الـعـلـمـان
وماؤكما العذب الذي لو شربته    وبي نافض الحمى إذا لشفاني

وقال أبو عمرو: التطال: الاطلاع من فوق المكان، أو من الستر. وأطل عليه، أي أشرف، ومنه حديث صفية بنت عبد المطلب، رضي الله تعالى عنها: فأطل علينا يهودي، فقمت فضربت رأسه بالصيف. وقال جرير:

أنا البازي المطل على نمير    أتحت من السماء لها انصبابا قال الراغب: وحقيقة أطل عليه: أوفى عليه بطلله، أي بشخصه، كاستطل، وأنشد ابن سيده، لساعدة ابن جؤية.

ومنه يمان مستطـل وجـالـس    لعرض السراة مكفهرا صبيرها

صفحة : 7271

والطليل، كأمير: الخلق، في لغة هذيل، عن ابن عباد، وأيضا: الحصير، عن ابن الأعرابي، أو المنسوخ من دوم، أو من سعف، أو من قشوره، كل ذلك في المحكم، وفي التهذيب: قال أبو عمرو: الطليلة البورياء، وقال الأصمعي: الباري، لا غير، ج: أطلة، وطلة، بالكسر، وهذه قد ذكرها المصنف قريبا، وطلل، ككتب، كما يقال: جليل وأجلة وجلة، وكثيب وكثب. وأطلال: ناقة، أو فرس لبكير بن عبد الله بن الشداخ الشداخي الليثي، زعموا أنها تكلمت لمأ قال لها فارسها يوم القادسية، وقد انتهى إلى نهر: ثبى أطلال، فقالت الفرس، وثب، هكذا في النسخ والصواب: وثبت وسورة البقرة، وفي كتاب الخيل لابن الكلبي، كان بكير قد وجه مع سعد بن أبي وقاص، وشهد يوم القادسية، فذكر لنا - والله أعلم - أن الأعاجم لما قطعوا الجسر الذي على نهر القادسية، صاح بكير لفرسه: ثبي أطلال، فاجتمعت، ثم وثبت، فإذا هي من وراء النهر، وكان - فيما يقال - عرض نهر القادسية يومئذ أربعين ذراعا،فقال الأعاجم: هذا أمر من السماء، لا طاقة لكم به، فانهزموا، وأنشد لبعض الشعراء:

لقد غاب عن خيل بموقان أحجمت     بكير بني الشداخ فارس أطـلال والطلاطلة، كعلابطة، الداهية، العقماء، كما في التهذيب، والصحاح، كالطلطلة، هو مقصور عنه، والطلطل مقصور عن الطلاطل، والطلاطلة، لحمة في الحلق، عن ابن سيده، أو لحمة سائلة على طرف المسترط، عن الأصمعي، نقله الأزهري، أو هي سقوط اللهاة حتى لا يسوغ له طعام ولا شراب عن أبي الهيثم، يقال: وقعت طلاطلته، يعني لهاته إذا سقطت. والطلاطلة: والد مالك: أحد المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وسلم هكذا وقع في السيرة الشامية، وفي أنساب أبي عبيد في نسب أسلم من خزاعة في بني بوي بن ملكان بن أفصى، والذي في الروض للسهيلي: هو الحارث بن الطلاطلة، قاله أبو الوليد الوقشي، وقرأت في أنساب ابن الكلبي: هو الحارث بن قيس بن عدي ابن سعد بن سهم، كان من المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر ذلك.
وأيضا: داء، يأخذ في أصلاب الحمر، يقطعها، أي يقطع ظهورها، كما في المحكم، كالطلاطل، بالضم، والفتح. والطلاطلة: الموت، كالطلاطل، بالفتح، والضم، كما في المحكم. وذو طلال، ككتاب، ماء قريب من الربذة أو ع، ببلاد بني مرة، قال أبو صخر الهذلي:

يفيدون القيان مـقـينـات      كأطلاء النعاج بذي طلال وذو طلال: فرس أبي سلمى بن ربيعة المزني، والد زهير الشاعر. والطلاطل، كعلابط: الموت، وهذا قد تقدم قريبا، فهو تكرار، ويروى فيه الفتح أيضا، و أيضا: الداء العضال، كما في المحكم، وقال الجوهري: رماه الله بالطلالة، وحمى مماطلة، وهو الداء العضال، الذي لا دواء له، وفي المحكم:هو وجع في الظهر، وزاد الأزهري بعد العضال: الذي لا يقدر له على حيلة، ولا يعرف المعالج موضعه، وقال ابن الأعرابي: هي الذبحة التي تعجله. والطلالة: كسحابة: الفرح، والسرور، عن أبي عمرو، وأنشد:

صفحة : 7272

فلما أن وبهت ولم أصـادف    سوى رحلي بقيت يلا طلاله معناه: بغير فرح ولا سرور. وأيضا: البهجة، يقال: على منطقه طلالة الحسن، أي بهجته، و قال ابن الأعرابي: الطلالة: الحالة الحسن، والهيئة الجميلة، وبه فسر قولهم: ليست لفلان طلالة، وقال:

فقلت ألم تعلمي أنـه    جميل الطلالة حسانها والطلطل، كهدهد: المرض الدائم، عن ابن الأعرابي، نقله الأزهري. وطليطله، بضم الطاءين، وهكذا ضبطه الصاغاني أيضا، والصواب بكسر الطاء الثانية، كما ضبطه مؤرخو المغرب، وابن السمعاني، وغيرهم: د، بالمغرب، صوابه بالأندلس، وهي بلدة عظيمة، واسعة الأعمال، بينها وبين قرطبة سبعة أيام، منها أبو عثمان سعيد بن أبي هند الطليطلي، الذي سماه مالك: الحكيم، لكلمة، سمعها منه، وقيل: اسمه عبد الوهاب، قيل: عبد الرحمن، سكن قرطبة، توفي سنة 200، وأحمد ابن الوليد بن عبد الخالق بن عبد الجبار ابن بشر بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن قتيبة بن مسلم الباهلي، قاضي طليطلة، عن عيسى ابن دينار، ويحيى ابن يحيى، وسحنون، وتوفي بالأندلس. وطله بالورس، طلا: طلاه به طليا، وقال خالد بن جنبة: طل فلانا حقه: منعه إياه، وحبسه، وبه فسر قول يحيى بن يعمر الذي تقدم. وطلطله: حركه، كتلتله، وقال ابن عباد: الطلطلة: تحريك اليدين في المشي. وتقول: هذا أمر مطل: أي ليس بمسفر، نقله الجوهري. ومما يستدرك عليه. يوم طل: ذو طل، أي رطب. وأرض طلة، ومطلولة: طلها الندى. وطلت السماء: اشتد وقعها. والمطلول: اللبن المحض، فوقه رغوة، مصبوب عليه ماء، فتحسبه طيبا، وهو لا خير فيه، قال الراعي:

وبحسب قومك إن شتوا مطلولة      شرع النهار ومذقة أحـيانـا وقيل: المطلولة هنا: جلدة مودونة بلبن محض يأكلونها. والطلى، كربى: الشربة من اللبن، نقله الأزهري. وحديث طل: حسن، وعن أعرابية: ما أطل شعر جميل وأحلاه. وامرأة طلة: حسنة لطيفة. ويقال: فرس حسن الطلالة، وهو ما ارتفع من خلقه. ويقال: أطل فلان على فلان بالأذى، إذا دام على إيذائه. والطلالة، بالضم: لغة في الطلالة، عن أبي عمرو، في معنى الفرح والسرور، وقال الأصمعي: الطلالة: الحسن والماء. وخطب فلان خطبة طليلة: أي حسنة. وأطل عليه حتى غلبه، أي: ألح، وهو مجاز، عن ابن عباد. والمطلل، كمحدث: الضباب. والطلطلة، والطلاطلة: داء يصيب الإنسان في بطنه. وقال ابن عباد: ذهب دمه طلا، وطلا، بالضم والكسر، أي هدرا. وأطل على حقي فذهب به، أي: ألمأ عليه، عن ابن عباد. قال: واستطل الفرس بذنبه، ومر مطلا به، إذا نصبه في السماء. وقال أبو عمرو: يقال: هذه أرض قد تطللت، أي نبتت وتخيرت، ولم يطأها أحد. وذو طلال، كسحاب: واد بالشربة، لغطفان.

ط م ل

صفحة : 7273

الطمل: الخلق كلهم. والطمل، بالكسر: الرجل الفاحش، الذي لا يبالي ما صنع، كذا في المحكم، ونص العين بعد الفاحش: البذيء، الذي لا يبالي ما أتى، وما قيل له. وإنه لملط طمل، كالطامل، والطمول، كصبور، ج: طمول، بالضم، والاسم: الطمولة بالضم، وقال ابن الأعرابي: الطمل: الماء الكدر. وأيضا: الثوب المشبع صبغا. وأيضا: الكساء الأسود، نقله الصاغاني، أو الأسود مطلقا. وأيضا: القلادة عن ابن الأعرابي. وأيضا: اللئيم، لا يبالي ما صنع. وأيضا: الأحمق. وأيضا: اللص، عن أبي عمرو، وأنشد الجوهري:

وأسرع في الفواحش كل طمل     يجر المخزيات ولا يبـالـي وخص به غيره الفاسق، وفي الأمثال للميداني: الخبيث، كالطمليل، بالكسر. وأيضا: الثوب الخلق. وأيضا: الذئب، عن ابن الأعرابي، وخص به غيره الأطلس الخفي الشخص، كما في المحكم، كالطمل، كطمر، والطملال، كسربال، نقلهما ابن سيده. وأيضا: الفقير السيء الخلق، وفي المحكم: السيء الحال، القبيح الهيئة، الأغبر التقشف، كذا في النسخ، والصواب: القشف، كما هو نص المحكم، كالطملال، والطمليل، بكسرهما، والطملول، بالضم، أو هو: العاري من الثياب، وأكثر ما يوصف به القانص، نقلهن ابن دريد، ما عدا الطملال، وأنشد:

أطلس طملول عليه طمر والطميل، كأمير: الخفي الشأن. وأيضا: الجدي، والعناق، كالطميلة، لأنهما يطملان، أي: يشدان، والطميل: الحصير، وقد طمله، طملا فهو مطمول، وطميل: إذا رمله، وجعل فيه الخيوط، وأيضا: ماء الحمأة. وأيضا: السلاءة. وأيضا: النصل العريض. وأيضا: القلادة، قال:

فكيف أبيت الليل وابنة مالك     بزينتها لما يقطع طميلهـا

صفحة : 7274

سميت لأنها تطمل، أي تلطخ بالطيب. وطملال، كسربال: فرس كان لبني الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، ومنه قول الكاهن: اركبوا شنخوبا وطملالا، فاقتاسوا الأرض أميالا. والطملول، كزنبور، وفي بعض النسخ: كزبير، غلط: الرجل العاري من الثياب، وهذا قد تقدم عن ابن دريد قريبا، ومر أن أكثر ما يوصف به القانص، فهو تكرار. والطملة، بالضم، والفتح، وبالتحريك، واقتصر الجوهري على الأخيرتين، وقال: هي الحمأة، وما بقي في أسفل الحوض من الماء الكدر، ونص الجوهري: والطين يبقى في أسفل الحوض، يقال صار الماء طملة، كما يقال: دكلة، ونقل الأزهري عن الفراء: صار الماء دكلة، وطملة، وثرمطة، كله الطين الرقيق. والطملة، بالكسر: المرأة الضعيفة، نقله الصاغاني. وطمل الإبل: ساقها سوقا عنيفا فسيحا، ووقع في نسخ الصحاح: طملت الناقة، طملا: سرتها سيرا قبيحا، وكأنه تصحيف من الكاتب، والصواب: فسيحا: كما في العباب، وفي المحكم: الطمل: السير العنيف. وطمل الحصير، يطمله، طملا: رمله، وجعله بالخيوط، فهو مطمول، وطميل، كما تقدم. وطمل الثوب، يطمله، طملا: أشبع صبغه، فهو طمل، بالكسر. وطمل الخبز، يطمله، طملا: وسعه بالمطملة، كمكنسة، اسم للشوبق، كجوهر، ما توسع به الخبزة، نقله الجوهري. وطمل الدم السهم، وغيره: لطخه، فهو مطمول، وطميل، عن ابن الأعرابي. فيهما، أي في السهم والخبز، وكل ما لطخ بدهن أو دم أو قار وشبه ذلك، فقد طمل، كعني، وفرح. ويقال: وقع في طملة: أي أمر قبيح، فالتطخ به، وهو مجاز. وأطمل ما في الحوض، كافتعل: أخرج فلم يترك فيه قطرة، نقله الجوهري. وانطمل: شارك اللصوص، عن ابن الأعرابي. وأطمل الدفتر، إطمالا: محاه. ومما يستدرك عليه. الطمل: العجن، كما في العباب. وبالكسر: النصيب، عن ابن الأعرابي. والطملال، بالكسر: الذئب، عن الفراء. ورجل مطمول، مطمل: ملطوخ بدم أو بقبيح، أو غير ذلك، نقله ابن سيده، والأزهري. وطملية، محركة: قرية بمصر، في جزيرة بني نصر، وتعرف بطملاهه.

ط م ل س
طمسل الرجل عن المرأة، أهمله الجوهري، وقال ابن عباد: أي عجز عنها، قال والطمسل، بالضم، ونص المحيط: والطمسلة: اللص، ج: طماسلة. قال: وتقول: هو يمشي لي الطمسلى، كخوزلى: أي الضراء. ومما يستدرك عليه. الطمسلة: الدؤوب في السقي، وهو أيضا: التلطف والتدسس في الشيء، وفي الغل أيضا، كل ذلك في المحيط.

ط ن ب ل

صفحة : 7275

طنبل الرجل، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: أي: تحامق بعد تعاقل. وطنبول، بالفتح، كما هو ظاهر إطلاقه، بل وجد هكذا في نسخة شيخنا مقيدا، قال شيخنا: ولعله معرب أو مولد، إذ لا فعلول بالفتح في كلام العرب: قريتان بمصر، من أعمال الشرقية، ويقال أيضا: طمبول، بقلب النون ميما، وهكذا ورد في الكتب، والمشهور الأول. ومما يستدرك عليه. الطنبل، كجعفر: هو البليد الأحمق الوخم الثقيل. وقال ابن عباد: كان بينهم طنبلة، أي شر.

ط و ل
طال، يطول، طولا، بالضم: أي امتد، وكل ما امتد من زمن أو لزم من هم ونحوه فقد طال، كقولك: طال الهم والليل، والطول: خلاف العرض، كما في الصحاح،وفي المحكم: نقيض القصر، يكون في الناس، وغيرهم من الحيوان والموات، وقال الراغب: الطول والقصر من الأسماء المتضايفة، ويستعمل في الأعيان، والأعراض، كالزمان ونحوه. قال شيخنا عند قوله: امتد: أي فهو لازم، ولا يتعدى إلا للمبالغة، كاستطال، قال شيخنا: كلام المصنف صريح في أن طال واستطال بمعنى واحد، فهما لازمان عنده، والسين والطاء للتأكيد، واستعمل البيضاوي كالزمخشري استطال متعديا، وبنوا منه مستطالا، ووقع في المفصل أيضا، وقال شراحه: استطاله: عده طويلا، إلا أنهم لم يستندوا فيه لنقل عن أئمة اللغة، ولا مصنفاتها، كما أشار إليه في العناية. قلت: وقد استعمله السعد أيضا في المطول، فقال: وكما إذا استطلت ليلتك، ففسره الملا عبد الحكيم، بقوله: أي عددتها طويلة، بناء قياسي، فإن الاستفعال يجيء للحسبان والعد، والاستعمال اللغوي للاستطالة هو اللازم انتهى، فهو طويل، ومستطيل، وقالوا: إن الليل طويل، ولا يطل إلا بخير، عن اللحياني، قال: ومعناه الدعاء، وطوال، كغراب، وأنشد ابن بري لطفيل:

طوال الساعدين يهز لدنا     يلوح سنانه مثل الشهاب وهي بهاء، طويلة،وطوالة، وقال النحويون: أصل طال طول، ككرم، استدلالا بالاسم منه إذ جاء على فعيل، نحو طويل، حملا على شرف فهو شريف، وكرم فهو كريم، وج، أي جمع طويل وطوال: طوال، قال ابن جني في المنصف: هذا من الطول ضد القصر، إذا كان لازما غير متعد، وأما طاله متعديا فهو فعل، ولا يكون فعل، لأن فعل لا يتعدى، وإنما صحت الواو في طويل لأنه لم يجيء على الفعل، لأنك لو بنيته على الفعل قلت: طائل، وإنما هو كفعيل يعنى به مفعول، وقد جاء على الأصل ما اعتل فعله، نحو مخيوط، فهذا أجدر، انتهى. وقال سيبويه: صحت الواو في طوال، لصحتها في طويل، فصار طوال من طويل، كجوار من جاورت، قال: ووافق الذين قالوا فعيل الذين قالوا فعال، لأنهما أختان، فجمعوه جمعه، وحكى اللغويون: طيال، ولا يوجبه القياس، لأن الواو قد صحت في الواحد، فحكمها أن تصح في الجمع. قال ابن جني: لم تقلب إلا في بيت شاذ، وهو قوله:

تبين لي أن القـمـاءة ذلة      وأن أعزاء الرجال طيالها

صفحة : 7276

وقوله: بكسرهما، أي بكسر طاء طوال وطيال. والطوال، كرمان: المفرط الطول، ولا يكسر، إنما يجمع جمع السلامة، يقال للرجل إذا كان أهوج الطول: طوال وطوال،وامرأة طوالة وطوالة، وأنشد ابن جني في المحتسب:

جاءوا بصيد عجب من العجب
أزيرق العينين طوال الذنب

وقال الكسائي في باب المغالبة: طاولني فطلته: كنت أطول منه، في الطول والطول جميعا، كذا في النسخ، وصوابه: من الطول والطول جميعا، ومثله في الصحاح، والمخصص، وفي المحكم: كنت أشد طولا منه، وقال:

إن الفرزدق صخرة عادية    طالت فليس تنالها الأوعالا أي طالت الأوعال. ومن الطول، بالضم الحديث: ما مشى مع طوال إلا طالهم، وحديث الاستسقاء: فطال العباس عمر، أي غلبه في طول القامة. وفي الصحاح: وطلت، أصله طولت، بضم الواو، لأنك تقول طويل، فنقلت الضمة إلى الطاء، وسقطت الواو لاجتماع الساكنين، ولا يجوز أن تقول منه: طلته، لأن فعلت لا يتعدى، فإن أردت أن تعديه قلت طولته، أو أطلته، وأما قولك: طاولني فطلته، فإنما تعني بذلك: كنت أطول منه، من الطول والطول جميعا، انتهى. وقال سيبويه: يقال: طلت، على فعلت، لأنك تقول: طويل وطوال، كما قلت: قبح وهو قبيح، قال: ولا يكون طلته، كما لا يكون فعلته في شيء. قال المازني: طلت فعلت أصل، واعتلت من فعلت غير محولة، الدليل على ذلك طويل وطوال، قال: وأما طاولته فطلته، فهي محولة، كما حولت قلت، وفاعلها طائل، لا يقال فيه: طويل، كما لا يقال في قائل قويل، قال: ولم يؤخذ هذا إلا عن الثقات، قال: وقلت، محولة من فعلت إلى فعلت، كما أن بعت محولة من فعلت إلى فعلت، وكانت فعلت أولى بها، لأن الكسرة من الياء، كما كان فعلت أولى بقلت، لأن الضمة من الواو. وأطاله، إطالة، وأطوله، إطوالا: طوله، أي جعله طويلا، قال ابن سيده: وكأن الذين قالوا ذلك إنما أرادوا أن ينبهوا على أصل الباب، ولا يقاس هذا إنما أتى للتنبيه على الأصل، أنشد سيبويه:

صددت فأطولت الصدود وقلما     وصال على طول الصدود يدوم والطول، محركة: طول في مشفر البعير الأعلى على الأسفل، كما في المحكم، وقول الحوهري: في شفة البعير، ونصه: وجمل أطول، إذا طالت شفته العليا، وهو وهم، لأن الشفة خاصة بالإنسان، والبعير إنما يقال فيه مشفر. قال شيخنا: ومثله لا يكون وهما، وإنما هو مجاز، وقصد الجوهري الإيضاح والبيان، لأن المشفر لا يعلمه إلا فقهاء اللغة، فأطلقها الجوهري لذلك، كما قيل في الإنسان مجازا: عظيم المشافر، والله تعالى أعلم، انتهى. يقال: بعير أطول، وبه طول. وتطاول الرجل: مثل تطالل، إذا قام على أصابع رجليه، ومد قوامه، لينظر إلى الشيء، قال:

تطاولت كي يبدو الحصير فما بدا     لعيني ويا ليت الحصير بـدالـيا

صفحة : 7277

واستطال الشق: امتد، وارتفع، حكاه ثعلب، وهو كاستطار. واستطال عليه: تفضل، ورفع نفسه، وأيضا: تطاول، قال الأزهري: الاستطالة، والتطاول: هو أن يرفع رأسه، ويرى أن له عليه فضلا في القدر، وهو مذموم، يوضع موضع التكبر، وفي الحديث: أربى الربا الاستطالة في عرض الناس، أي استحقارهم، والترفع عليهم، والوقيعة فيهم. والطيلة، بالكسر: العمر، يقال: أطال الله طيلته. والتطول، كدرهم، وزنه به يدل على أصالة التاء، وهي زائدة، فلذا لو قال: بالكسر، كان أحسن، والطويلة، كسفينة، عن الليث، وأنكره الأزهري، وقال: لم نسمعه من العرب بهذا المعنى، ورأيتهم يسمونه: الطول والطيل، كعنب فيهما، وقد تشدد لامهما في الشعر ضرورة، قال منظور بن مرثد الأسدي:

تعرضت لي بمكان حل
تعرضا لم يأل عن قتل لي
تعرض المهرة في الطول

قال الجوهري: وقد يفعلون مثل ذلك في الشعر كثيرا، ويزيدون في الحرف من بعض حروفه، قال الراجز:

قطنة من أجود القطن قال ابن بري: وأنشد غيره:

قطننة من أجود القطنن وأوله:

كأن مجرى دمعها المستن قاله ذهل بن قريع، ويقال: قارب بن سالم المري، كل ذلك: حبل طويل، يشدث به قائمة الدابة، أو هو الحبل تشد به، وتمسك أنت طرفه، وترسلها ترعى، أو يشد أحد طرفيه في وتد والآخر في يد الفرس، ليدور فيه ويرعى، ولا يذهب لوجهه، قال مزاحم:

وسلهبة قوداء قلص لحمهـا     كسعلاة بيد في خلال وتطول وقال طرفة:

لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لكالطول المرخى وثنياه باليد وفي الحديث: لا حمى إلا في ثلاث، طول الفرس، وثلة البئر، وحلقة القوم، يعني إذا نزل رجل في عسكر على موضع، له أن يمنع غيره طول فرسه، وكذلك إذا حفر بئرا له أن يمنع غيره مقدار ما يكون حريما له. وطول لها، تطويلا: أرخى طويلتها في المرعى، ويقال: طول لفرسك يا فلان، أي أرخ حبله في مرعاه، وفي الحديث: ورجل طول لها في مرج فقطعت طولها، وفي آخر: فأطال لها الطول والطيل. وطول له، تطويلا: أمهله، ولم يعجله. والطوال، كسحاب: مدى الدهر، قال الجوهري: هو من قولك: لا أكلمه طوال الدهر، وطول الدهر، بمعنى، وذكره أيضا ابن مالك في المثلثات. ويقال: طال طولك، وطيلك، كعنب فيهما، وطولك، بالضم، وهذه عن كراع، وطولك، بالفتح، وطيلك، بالكسر، وهذه عن كراع أيضا، وطولك، كصرد، وطوالك، كسحاب، وطيالك، ككتاب، قال الجوهري: كل ذلك ذكره ابن السكيت، قال: فأما الحبل فلم نسمعه إلا بكسر الأول وفتح الثاني: أي طال مكثك وتماديك في أمر، أو تراخيك عنه، كما في الأساس،وهو مجاز، وقال الزجاج: طال طيلك، وطولك: أي طالت مدتك، أو عمرك، نقله الجوهري، وهو مجاز أيضا، أو غيبتك، نقله الجوهري أيضا، قال القطامي:

إنا محيوك فاسلم أيها الطلل وإن بليت وإن طالت بك الطول

صفحة : 7278

ويروى: الطيل، جمع طيلة، والطول: جمع طولة، فاعتل الطيل، وانقلبت ياؤه واوا لاعتلالها في الواحد، فأما طولة وطول، فمن باب عنبة وعنب، وقال طفيل:

أتانا فلم ندفعه إذ جاء طارقا وقلنا له قد طال طولك فانزل أي أمرك الذي أنت فيه، من طول السفر، ومكابدة ا لسير، ويروى: طيلك. وأنشد ابن بري:

أما تعرف الأطلال قد طال طيلها والطول، والطائل، والطائلة: الفضل، والقدرة، والغنى، والسعة، والعلو، قال أبو ذؤيب:

ويأشبني فيها الذين يلونـهـا    ولو علموا لم يأشبوني بطائل وأنشد ثعلب، في صفة ذئب:

وإن أغار فلم يحلـل بـطـائلة    في ليلة من جمير ساور الفطما وقد تطول عليهم، أي امتن، كطال عليهم، وأصل الطول المن والفضل، قال الأزهري: والتطول عند العرب محمود، يوضع موضع المحاسن، والتطاول مذموم، يوضع موضع التكبر، كالاستطالة، وقد تقدم. وقوله تعالى: ومن لم يستطع منكم طولا ، قال الزجاج: معناه من لم يقدر منكم على مهر الحرة، قال: والطول: القدرة على المهر. وقال الراغب: هو كناية عما يصرف إلى المهر والنفقة. وقوله تعالى: ذي الطول لا إله إلا هو ، أي ذي القدرة، وقيل: ذي الفضل والمن. ويقال: ما هو بطائل: للدون الخسيس، الذكر والأنثى في ذلك سواء، قال:

لقد كلفوني خطة غير طائل ومنه حديث ابن مسعود، في قتل أبي جهل: ضربته بسيف غير طائل، أي: غير ماض ولا قاطع كأنه كان سيفا دونا بين السيوف، وفي حديث آخر: أنه ذكر رجلا من أصحابه قبض فكفن في كفن غير طائل، أي غير رفيع ولا نفيس. وأصل الطائل: النفع والفائدة. والطول، كسكر: طائر، وعليه اقتصر الجوهري، وزاد الصاغاني: مائي، طويل الرجلين. وطوالة، كثمامة: ع، أو بئر في ديار فزارة، لبني مرة، قاله نصر، وأنشد الصاغاني للشماخ:

كلا يومي طوالة وصل أروى     ظنون آن مطرح الظـنـون وطوالة: فرس لبني ضبيعة بن نزار، نقله الصاغاني. وأبو طوالة: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر النجاري، قاضي المدينة، تابعي، عن أنس، وابن المسيب، وعنه مالك وورقاء، والدراوردي، وكان يسرد الصوم، كذا في الكاشف. وطوال، كغراب: اسم رجل. وأطالت المرأة: ولدت أولادا طوالا، أو ولدا طويلا، وفي الأساس، والصحاح: ولدا طوالا، وفي المثل: إن القصيرة قد تطيل، وإن الطويلة قد تقصر، وليس بحديث، كما وهم الجوهري، قال شيخنا: لا وهم، إذ كونه مثلا لا ينافي أنه حديث، ففي الأحاديث النبوية كثير من الأمثال المشهورة، وقد صرح ابن الأثير أنه حديث. انتهى، قلت: والمصنف قلد الصاغاني في جعله مثلا. وبنو الأطول: بطن من العرب، عن ابن دريد. والطالة: الأتان، قال ذو الرمة، يصف ناقته:

موارة الضبع مثل الحيد حاركها     كأنها طالة في دفهـا بـلـق

صفحة : 7279

قال الأزهري: ولا أعرفه، فلينظر في شعر ذي الرمة. والمطول، كمنبر: الذكر، كما في العباب. وأيضا: الرسن، والجمع المطاول، ومطاول الخيل: أرسانها، نقله الأزهري. وطيلة الريح، ككيسة: نيحتها، نقله الجوهري. وطاوله، مطاولة: ماطله في ا لدين، والعدة. والسبع الطول، كصرد، في القرآن: من سورة البقرة إلى سورة الأعراف، هي البقرة وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، فهذه ست سور متواليات، واختلفوا في السابعة، فقيل: هي سورة يونس، عليه السلام، أو الأنفال وبراءة جميعا، لأنهما سورة واحدة عنده، أي عند من قال بهذا القول، وقال بعضهم: هي الكهف، وقيل: التوبة، وقيل: الحواميم، والصحيح ما ذكره المصنف أولا، والطول: جمع الطولى، يقال: هي السورة الطولى، وهن الطول، وقال الشاعر:

سكنته بعد ما طارت نعامـتـه      بسورة الطور لما فاتني الطول وفي الحديث: أوتيت السبع والطول، وهذا البناء يلزمه الألف واللام أو الإضافة. وفي المثل: قصيرة من طويلة، أي تمرة من نخلة، يضرب في اختصار الكلام، وجودته. والطويلة: روضة بالصمان، واسعة، عرضها قدر ميل في طول ثلاثة أميال، قاله الأزهري، وقال مرة: تكون ثلاثة أميال في مثلها، وفيها مساك للمطر، إذا امتلأ شربوا الشهر والشهرين، وأنشد:

عاد قلبي من الطويلة عيد والطولى، كطوبى: تأنيث الأطول، ومنه حديث أم سلمة: أنه كان يقرأ في المغرب بطولى الطوليين، أي بأطول السورتين الطويلتين، يعني الأنعام والأعراف. والطولى أيضا: الحالة الرفيعة، ج: طول، كصرد. والطويل من بحور الشعر: معروف، وقال الجوهري: من جنس العروض، وهي كلمة مولدة، سمي بذلك لأنه أطول الشعر كله، وذلك أن أصله ثمانية وأربعون حرفا، وأكثر حروف الشعر من غير دائرته اثنان وأربعون حرفا، ولأن أوتاده مبتدأ بها، فالطول لمتقدم أجزائه لازم أبدا، لأن أول أجزائه أوتاد، والزوائد أبدا تتقدم أسبابها ما أوله وتد، كذا في المحكم، ووزنه فعولن مفاعلين، ثماني مرات، مثل قول امرئ القيس:

ألا انعم صباحا أيها الطلل الباليوهل ينعمن من كان في العصر الخالي

صفحة : 7280

وبينهم طائلة: أي عداوة، وترة، نقله الجوهري، والجمع: الطوائل، وهي الذحول والأوتار، وفلان يطلب بني فلان بطائلة: أي بوتر، كأن له فيهم ثأرا يطلبه بدم قتيله. وفي الصحاح: يقال: هذا أمر لا طائل فيه، إذا لم يكن فيه غناء ومزية، يقال ذلك في التذكير والتأنيث. ولم يحل منه بطائل: خاص بالجحد، أي لا يتكلم به إلا فيه. ويقال: استطالوا عليهم: أي قتلوا منهم أكثر مما كانوا قتلوا، نقله الجوهري. ومما يستدرك عليه. الرجال الأطاول، جمع الأطول، كما في الصحاح. وتطاولا: تباريا. وتطاول عليهم الرب بفضله: تطول، أو أشرف، وهو من باب طارقت النعل، في إطلاقها على الواحد. وفي الحديث: أطولكن يدا أسرع بي لحوقا، أي أمدكن يدا بالعطاء، من الطول. وأطال لفرسه: شده في الحبل. وتطاول فلان: أظهر الطول، أو الطول، قال الله تعالى: فتطاول عليهم العمر ، أي طال، ومثله قول الشاعر:

تطاول ليلك بالإثمد والطويل: لقب حميد بن أبي حميد تيرويه، مولى طلحة الطلحات، من ثقات التابعين، كان قصيرا، طويل اليدين، فسمي بالضد، أو لطول يديه، مات سنة 143. وقول الفرزدق:

بيتا دعائمه أعز وأطول أي عزيزة طويلة. وفي حديث الدعاء: وبك أطاول، من الطول، وهو الفضل، والعلو على الأعداء. والفحل يتطاول على إبله: أي يسوقها كيف يشاء، ويذب عنها الفحول. ورجل طولاني، بالضم، ومطاول: كثير الطول، عامية. والطويلة: قرية بمصر، قرب البرمون، وقد دخلتها. وأحمد بن طولون، بالضم: أمير مصر، وابنه أبو معد عدنان بن أحمد، ولد بمصر، وروى عن الربيع بن سليمان المرادي، ومات سنة 325.

ط ه ب ل
الطهبلة، أهمله الجوهري، والصاغاني، وصاحب اللسان، وهو: الذهاب في الأرض. قلت: وهو مقلوب الطهلبة، بهذا المعنى، وقد تقدم له هناك، ولم يذكروه أيضا.

ط ه ف ل
طهفل الرجل، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: إذا أكل خبز الذرة، وداوم عليه، نقله الأزهري، وزاد ابن بري في أماليه: لعدم غيره.

ط ه ل

صفحة : 7281

طهل الماء، كفرح ومنع، الأولى عن ابن دريد، فهو طهل، بالفتح، وطاهل: أي أجن، وتغير، كتطهل. وقال أبو حنيفة: الطهلة، بالضم: اليسير من الكلأ، وقال ابن الأعرابي: في الأرض طهلة من كلأ، أي شيء يسير، وليس بالكثير، قال: والطهلة أيضا: بقلة ناعمة، قال: وطهيل الرجل: أكلها. والطهئلة، والطهلئة، بكسرهما وتقديم الهمزة وتأخيرها، الأخيرة عن الليث، ويقال أيضا: الطهيلة، كسفينة: الأحمق، الذي لا خير فيه. وأيضا: ما انحت من الطين في الحوض، ونص العباب: ما انحت فيه من الحوض، بعد ما ليط. وذكر الجوهري فيه هنا: وما في السماء طهلئة، أي سحابة، الذي في الصحاح: ما على السماء طهلئة، أي: شيء من غيم، وهو فعلية، وقال: إن همزه زائد، كهمز الغرقئ، والكرفئ، وقد تقدما في الهمزة، والأولى ذكره أي هذا الحرف، في الموضعين، لما في همزه من الاختلاف في الزيادة وعدمها، أما زيادتها في الثلاثة فقد صرح به الفراء، ونقلناه في الهمزة، وأما عدم زيادتها فقد نقل عن ابن جني، وقد ذكرناه في غ ر ق، مطولا، فراجعه إن شئت.

ط ه م ل
الطهمل: الذي لا يوجد له حجم إذا مس، عن ابن عباد، وأيضا: المرأة الدقيقة، هكذا في النسخ، وفيه نظر، لأن المرأة الدقيقة هي الطهملة بالهاء، عن ابن عباد، وهذا خلاف صنعته واصطلاحه فتأمل، و الطهمل: الجسيم القبيح الخلقة، نقله الجوهري، وهي بهاء، ومنه الحديث: وقفت امرأة على عمر رضي الله تعالى عنه، فقالت: إني امرأة طهملة. فسر بالدقيقة، وبالقبيحة، والجمع طهامل، وأنشد الجوهري للعجاج:

يمسين عن قس الأذى غوافلا
ينطقن هونا خردا بهاللا
لا جعبريات ولا طهاملا

والطهملي: الأسود القصير، نقله الصاغاني. وتطهمل الرجل: مشى ولا شيء معه، ومر يتطهمل له: احتال، وتلطف أن يأخذ منه شيئا، كما في العباب. ومما يستدرك عليه. الطهامل: الضخام. والطهملة، بالكسر: المرأة السوداء القبيحة، عن كراع.