الباب الثالث والعشرون: باب اللام - الفصل الثامن عشر: فصل العين المهملة مع اللام: الجزء الثاني

فصل العين المهملة مع اللام

الجزء الثاني

ع ر ط ل
العرطل، والعرطليل: الضخم، وقال الليث: الطويل من كل شيء،وقال ابن دريد: هو الفاحش الطول، المضطرب، قال أبو النجم:

يأوي إلى ملط له وكلكل
في سرطم هاد وعنق عرطل

والعرطليل: الطويل، وقيل: الغليظ، عن السيرافي، قال ابن بري: وذكر سيبويه عرطليلا، فقال الزبيدي: لم نلف تفسيره، قال: وقد قيل: إنه الطويل، واستدل على صحة ذلك بقولهم: عرطل للطويل. والعرطويل، والعرطل: الحسن الشباب والقد من الغلمان. ومما يستدرك عليه. عرطل، إذا استرخى في مشيه، نقله الصاغاني.

ع ر ق ل
العراقيل: الدواهي، كما في الصحاح، والعراقيل من الأمور: صعابها، كعراقيبها، كما في الصحاح. وعرقل الرجل: جار عن القصد، والعرقلة: والتعويج، يقال: عرقل كلامه، أي عوجه، وقال ابن الأنباري، في قولهم: عرقل فلان على فلان، وحوق، معناهما: عوج عليه الفعل والكلام، وأدار عليه كلاما غير مستقيم، قال: وحوق مأخوذ من حوق الكمرة، وهو ما دار على الكمرة. قال: ومنه أي من العرقلة: عرقل بن الخطيم: الشاعر المعروف. والعرقيل، بالكسر: صفرة البيض، قال:

طفلة تحسب المجاسد منها    زعفرانا يداف أو عرقيلا وقيل: الغرقيل: بياض البيض، بالغين. والعرقلى، كخوزلى: مشية يتبختر فيها، ويقال: هي العرقلاء، بالمد. والعرقال، بالكسر: من لا يستقيم على رشده، كما في المحكم.

ع ر ك ل
العركل، أهمله الجوهري، وفي العباب: هو الدف، والطبل. وفي اللسان: عركل: اسم.

ع ر ه ل
العرهل، كإردب، أهمله الجوهري، وفي العباب: هو الشديد من الإبل، قال:

وأعطاه عرهلا من الصهب دوسرا وقال ابن بري: العراهل: كعلابط: الكامل الخلق، زاد الصاغاني: من الخيل، قال:

يتبعن زياف الضحى عراهلا
ينفح ذا خصـائل غـدافـلا
كالبرد ريان العصا عثاكـلا

صفحة : 7316

والعراهيل: الجماعة المهملة من الإبل، والزاي لغة في الكل، كما سيأتي.

ع ز ل
عزله عن العمل، يعزله، عزلا، وعزله، تعزيلا، فاعتزل، وانعزل، وتعزل، وفي الصحاح: فعزل: أي نحاه، وأفرزه جانبا، فتنحى، كما في المحكم، قال شيخنا: لكن في المصباح ما يقتضي أنه لا يقال: انعزل، لخلوه عن العلاج، كما هو قاعدة المطاوعة في مثله، والله أعلم، فتأمل. وقوله تعالى: إنهم عن السمع لمعزولون ، أي ممنوعون بعد أن كانوا يمكنون. وعزل عنها، عزلا: لم يرد ولدها، كاعتزلها، قال الأزهري: العزل عزل الرجل الماء عن جاريته إذا جامعها لئلا تحمل، ومنه الحديث: فكيف ترى في العزل?. والمعزال: الراعي المنفرد بإبله، في رعي أنف الكلأ، يتتبع مساقط الغيث، في الصحاح: الذي يعتزل بماشيته، ويرعاها بمعزل من الناس، وأنشد الأصمعي:

إذا الهدف المعزال صوب رأسهوأعجبه ضفو من الثلة الخطل وقال الأعشى:

تخرج الشيخ عن بنيه وتلوي    بلبون المعزابة المعـزال وهذا المعنى ليس بذم عندهم، لأن هذا من فعل الشجعان، وذوي البأس والنجدة من الرجال. وأيضا: النازل ناحية من السفر، ينزل وحده، وهو ذم عندهم بهذا المعنى. وأيضا: من لا رمح معه، ج: معازيل، قال عبدة بن الطبيب:

إذ أشرف الديك يدعو بعض أسرتهإلى الصباح وهم قوم معازيل والمعزال أيضا: من يعتزل أهل الميسر لؤما، نقله الجوهري. وأيضا: الضعيف الأحمق نقله الجوهري أيضا. وتعازلوا: انعزل بعضهم عن بعض، أي انفرز. والعزالة، بالضم: الاعتزال، هو اسم من اعتزل، وفي اللسان: الانعزال نفسه، يقال: العزلة عبادة. والأعزل: الرمل المنفرد المنقطع المنعزل، عن ابن الأعرابي. والأعزل من الدواب: المائل الذنب عن الدبر عادة، لا خلقة، وهو عيب، وقيل: هو الذي يعزل ذنبه في شق، وقد عزل، كعلم، عزلا، محركة، ومنه قولهم: أعوذ بالله من الأعزل على الأعزل. أي من رجل لا سلاح معه، على فرس معوج العسيب، قال الزمخشري: والعرب تتشاءم به إذا كانت إمالته إلى اليمين. والأعزل: سحاب لا مطر فيه، نقله الجوهري. وأيضا: نصيب الرجل الغائب يكون من اللحم، والجمع عزل، عن ابن الأعرابي. وسمي أحد السماكين الأعزل، وهو كوكب على المجرة، قال الأزهري: وفي نجوم السماء سماكان، أحدهما السماك الأعزل، والآخر السماك الرامح، فأما الأعزل فهو من منازل القمر، به ينزل، وهو شآم، سمي أعزل لأنه لا شيء بين يديه من الكواكب، كالأعزل الذي لا سلاح معه، كما كان مع الرامح، أو لأنه إذا طلع لا يكون في أيامه ريح ولا برد، قال أوس بن حجر:

كأن قرون الشمس عند ارتفاعها    وقد صادفت طلقا من النجم أعزلا
تردد فيه ضوؤها وشعاعها         فأحصن وأزين لامرئ إن تسربلا

والجمع العزل، قال الطرماح:

محاهن صيب نوء الربـيع    من الأنجم العزل والرامحه

صفحة : 7317

والأعزل: الناقص إحدى الحرقفتين بين العزل، محركة، عن ابن الأعرابي. وأيضا: من لا سلاح معه، فهو يعتزل الحرب، وربما خص به من لا رمح معه، وأنشد أبو عبيد:

وأرى المدينة حين كنت أميرها     أمن البريء بها ونام الأعزل وفي حديث الحسن: إذا كان الرجل أعزل، فلا بأس أن يأخذ من سلاح الغنيمة، كالعزل، بضمتين، حكاه الهروي في الغريبين، كما يقال: ناقة علط، وامرأة فنق، وماء سدم، ومنه حديث سلمة بن الأكوع، رضي الله تعالى عنه: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية عزلا، فأعطاني حجفة، الحديث، أي ليس معي سلاح، وجمعهما: عزل، بالضم، كأحمر وحمر، وأعزال، جمع عزل، بضمتين، كجنب وأجناب وسدم وأسدام، قاله الأزهري، قال الفند:

رأيت الفتية الأعـزا     ل مثل الأينق الرعل هكذا رواه علي بن حمزة، وهو جمع الأعزل، والمعروف الأرعال، وعزل، كركع، قال شيخنا: صرحوا بأنه لا يجمع أفعل على فعل، ولكنه لما وقع الأعزل في مقابلة الرامح حملوه عليه، لأنهم قد يحملون الصفة على ضدها، كعدوة حملا على صديقة، أو أجري عزل مجرى حسر جمع حاسر، لتقاربهما في المعنى، قاله السهيلي في الروض، قال أبو كبير الهذلي:

سجراء نفسي غير جمع أشابة    حشدا ولا هلك المفارش عزل وقال الأعشى:

غير ميل ولا عواوير في الهي    جا ولا عـزل ولا أكـفـال وعزلان، بالضم كأحمر وحمران، ومعازيل، عن ابن جني، وهو على غير قياس. والاسم: العزل، بالتحريك، وبالضم، وهما لغتان، كالشغل والشغل، والبخل والبخل. والعزال، ككتاب: الضعف، كما في اللسان. والعزل، بالفتح: ما يورد بيت المال تقدمة، غير موزون ولا منتقد إلى محل النجم، كما في اللسان والمحيط. وأيضا: ع، عن ابن دريد، قال امرؤ القيس:

حي الحمول بجانب العزل     إذ لا يلائم شكلها شكلـي والعزلاء: الاست، نقله الصاغاني، وأيضا: مصب الماء من الراوية ونحوها، كالقربة في أسفلها، حيث يستفرغ ما فيها من الماء، وفي الصحاح: العزلاء فم المزادة الأسفل، وقال الخليل: لكل مزادة عزلاوان من أسفلها، وفي المحكم: سميت عزلاء لأنها في أحد خصمي المزادة، لا في وسطها، ولا هي كفمها الذي منه يستقى فيها، ج: عزالي، بكسر اللام، وإن شئت فتحت اللام، فقلت: عزالى، مثل الصحاري والصحارى، والعذاري والعذارى، قال الكميت:

مرته الجنوب فلما اكفهر     حلت عزاليه الشـمـأل كما في الصحاح، يقال للسحابة إذا انهمرت بالمطر الجود: قد حلت عزاليها، وأرسلت عزاليها، وفي حديث الاستسقاء:

دفاق العزائل جم البعاق أصله العزالي، مثل الشائك والشاكي، شبه اتساع المطر واندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة. والعزلاء: فرس كانت لبني جعفر بن كلاب، كما في العباب. والأعازل: ع، وفي اللسان: مواضع في بلاد بني يربوع، قال جرير:

تروي الأجارع والأعازل كلها    والنعف حيث تقابل الأحجار

صفحة : 7318

وقد أهمله ياقوت. وعزلة، بالضم: ة، باليمن، من عمل بحرانة، وبحرانة مدينة بها. والعزالان: الريشتان اللتان في طرف ذنب العقاب، والجمع أعزلة، عن ابن عباد. وعزيلة، كجهينة: ع عن ابن دريد. والمعتزلة: فرقة من القدرية، زعموا أنهم اعتزلوا فئتي الضلالة عندهم، أي أهل السنة والجماعة، والخوارج الذين يستعرضون الناس قتلا، أو سماهم به سيد التابعين الحسن بن يسار البصري، لما اعتزله واصل بن عطاء، وكان من قبل يختلف إليه، وكذا أصحابه، منهم عمرو بن عبيد، وغيره، إلى أسطوانة من أسطوانات المسجد، فشرع واصل يقرر القول بالمنزلة بين المنزلتين، وأن صاحب الكبيرة لا مؤمن مطلق ولا كافر مطلق، بل هو بين المنزلتين، كجماعة من أصحاب الحسن، فقال الحسن: اعتزل عنا واصل، فسموا المعتزلة لذلك، وقالت الخوارج بتكفير مرتكبي الكبائر، والحق أنهم مؤمنون، وإن فسقوا بالكبائر، فخرج واصل من الفريقين، ويقال: مر قتادة بعمرو بن عبيد، فقال: ما هذه المعتزلة? فسموا بذلك. وعمرو بن عبيد هذا، هو ابن عبيد ابن باب، أبو عثمان، مولى بلعدوية من بني تميم، بصري ناسك، سمع الحديث، وقال بالقدر، ودعا إليه، مات بمكة سنة 144، ودفن بمران، على ليلتين من مكة، بطريق البصرة، وصلى عليه سليمان بن علي، ورثاه أبو جعفر المنصور:

صلى الإله عليك من متوسـد     قبرا مررت به على مـران
قبرا تضمن مؤمنا متعفـفـا      صدق الإله ودان بالـقـرآن
فلو أن هذا الدهر أبقى صالحا    أبقى لنا حيا أبا عـثـمـان

ويقال لسائق الحمار: اقرع عزل حمارك، محركة، أي مؤخرة، كما في العباب، والعزلة، محركة: الحرقفة. ومما يستدرك عليه. اعتزل الشيء، وتعزله، ويتعديان بعن: تنحى عنه، وقوله تعالى: وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون ، أي لا تكونوا علي ولا معي، وقول الأحوص:

يا بيت عاتكة الذي أتعـزل    حذر العدا وبه الفؤاد موكل يكون على الوجهين. والمعزال: المستبد برأيه. وكنت بمعزل عن كذا وكذا، كمجلس: أي بموضع عزلة عنه، وقوله تعالى: وكان في معزل ، أي في جانب من دين أبيه وقيل: من السفينة، قال تأبط شرا:

ولست بجلب جلب غـيم وقـرة    ولا بصفا صلد عن الخير معزل والأعزل من الطير: من لا يقدر على الطيران، نقله شيخنا. والأعزلة: واد لبني العنبر بن عمرو ابن تميم، قال صخير بن عمرو:

ألست أيام حضرنا الأعزله
وقبل إذ نحن على الضلضله

والأعزل: ماء في ديار كلب، في واد لهم. والأعزلان: واديان، يقال لأحدهما الأعزل الريان، لأن به ماء، وللآخر الأعزل الظمآن، قال أبو عبيدة: هما واديان، يقطعان بطن المروت، في بلاد بني حنظلة بن مالك، قال جرير:

هل تؤنسان ودير أروى دوننا     بالأعزلين بواكر الأظعـان وعازلة: اسم ضيعة، كانت لأبي نخيلة الحماني، وهو القائل فيها:

صفحة : 7319

عازلة عن كل خير تعزل
يابسة بطحاؤها تفلفل
للجن بين قارتيها أفكل

والعزال، كرمان: المعتزلة، قال الشاعر:

برئت من الخوارج لست منهم    من العزال منهم وابن بـاب وأراد بابن باب عمرو بن عبيد. والعزل، محركة: نقص إحدى الحرقفتين، قال:

قد أعجلت ساقتها قرع العزل والعزل في ذنب الدابة: أن يميل إلى أحد الجانبين. والعزال، بالكسر: متاع البيت، عامية، وكذا العزلان، بالضم، بمعنى العزل. والعزالة، مشددة: حي من العرب في جيزة مصر. والعزيل، كزبير: اسم، وهو ابن سلمة بن بداء بن عامر بن عوثبان بن زاهر بن مراد، جد قيس بن المكشوح، قاله الطبري.

ع ز ه ل
العزهول، بالضم: الجمل المهمل، ج: عزاهيل، قال الشماخ:

حتى استغاث باحوى فوقه حبكيدعو هديلا به العزف العزاهيل وأيضا: السريع الخفيف، عن ابن دريد، قال: ومنه اشتقاق عزهل: اسم، كما سيأتي. والعزهل، كزبرج، وجعفر: الرجل المضطرب. وقال الليث: العزهل، بالكسر: ذكر الحمام، وقال غيره بالفتح أيضا، أو فرخها، والجمع عزاهل، وأنشد الليث:

إذا سعدانة الشعفات ناحت    عزاهلها سمعت لها عرينا قال ابن الأعرابي: العرين: الصوت. وكزبرج، وزنبور: السابق السريع. والعزهل، كإردب: الرجل الفارغ، والجمع عزاهل، نقله الأزهري، وأنشد:

وقد أرى في الفتية العزاهل
أجر من خز العراق الـذائل
فضفاضة تضفو على الأنامل

وعزهل، كجعفر: اسم، عن ابن دريد. وأيضا: ع، عنه أيضا. والمعزهل للمفعول: الحسن الغذاء، كالمعلهز. وعزاهل، كعلابط، عن ابن سيده. ومما يستدرك عليه. العزهل، بالكسر: ذكر الحمام، عن ابن بري. وبعير عزهل، كإردب: شديد، قال: وأعطاه عزهلا من الصهب دوسرا والعزاهل من الخيل، كعلابط: الكامل الخلق، قال:
يتبعن زياف الضحى عزاهلا وقال ابن الأعرابي: المعبهل، والمعزهل: المهمل.
ع س ل

صفحة : 7320

العسل، محركة: حباب الماء إذا جرى من هبوب الريح، قاله ابن الأعرابي، وقوله عز وجل: وأنهار من عسل مصفى ، اختلف في عسل الدنيا، فقيل: هو لعاب النحل، تخرجه من أفواهها، وذلك أنها تأكل من الأزهار والأوراق ما يملأ بطونها، ثم إنه تعالى يقلب تلك الأجسام في داخل أبدانها عسلا، ثم تلقيه من أفواهها، فتكون من، في قوله تعالى: يخرج من بطونها ، للتبعيض، ورجحه الغزنوي، قال: لأن استحالة الأطعمة لا تكون إلا في البطن، وقال آخرون: إنه يخرج من أدبارها، حكاه ابن عطية، عن علي رضي الله تعالى عنه، فإنه حكي عنه أنه قال، محتقرا للدنيا: أشرف لباس ابن آدم فيها لعاب دودة، وأشرف شرابه فيها رجيع نحلة. فظاهره أنه يخرج من دبرها، وتعقب عليه الدميري ذلك، وقال: الذي يروى عنه: إنما الدنيا ستة أشياء، مطعوم، ومشروب، وملبوس، ومركوب، ومنكوح، ومشموم، فأشرف المطعوم العسل، وهو مذقة ذباب. الحديث. قلت: هذا الحديث روي عن عمار بن ياسر بهذا الوجه، كما ذكره ابن الجوزي في بعض مؤلفاته، واعترض بعض من ألف في تفضيل اللبن على العسل أن هذا غير وارد، فإن المذق هو خلط الشيء، فوصف العسل بأنه مخلوط في بطونها، فلا ينافى الأول، انتهى. قلت: وهذا جهل باللغة العربية، فإن المراد بالمذقة هنا، ما تمذقه بفيها، أي تمجه، والمذق كالمج لا يكون إلا بالفم، فتأمل، أو طل خفي، يحدثه الله في الهواء، يقع على الزهر وغيره، كأوراق الشجر، فيلقطه النحل بإلهام من الله تعالى بأفواهها، فإذا شبعت التقطت مرة أخرى من تلك الأجزاء، وذهبت به إلى بيوتها، ووضعته هناك، فهو العسل، وقيل في هذا الطل اللطيف الخفي: هو بخار يصعد، فينضج في الجو، فيستحيل، فيغلط في الليل من برد الهواء، فيقع عسلا، قال الإمام الرازي في تفسيره: وهذا أقرب إلى العقل، وأشد مناسبة للاستقراء، فإن طبيعة الترنجبين قريبة من العسل، ولا شك أنه طل يحدث في الهواء، ويقع على أطراف الأشجار والأزهار، وأيضا نحن نشاهد أن النحل يغتذي بالعسل، وإذا استخرج من بيوتها ترك لها منه ما تأكله، انتهى. قلت: ظاهر كلام الرازي أنه طل تحمله بأفواهها، وتضعه في بيوتها، فينعقد عسلا، وظاهر القرآن يخالفه، فإنه نص على أنه يخرج من بطونها، والظاهر أنه بعد استقراره في بطونها تقذفه عسلا، بقدرة السميع العليم، كما يخرج اللبن من بين فرث ودم، إنه على كل شيء قدير، فتأمل، وقد يقع العسل ظاهرا فيلقطه الناس، وذكر الكواشي في تفسيره الأوسط، أن العسل ينزل من السماء على هيئة، فيثبت في أماكن، فتأتي النحل فتشربه، ثم تأتي الخلية فتلقيه في الشمع المهيأ للعسل، لا كما توهمه بعض الناس أنه من فضلات الغذاء، وأنه قد استحال في المعدة عسلا. هذه عبارته، قلت: وهو قريب مما ساقه الرازي، وكل ذلك فيه دلالة على أنه مخرجه من أفواه النحل، وهو مذهب الجمهور، وقد أشكل ذلك على المتقدمين، حتى إن

صفحة : 7321

أرسطاطاليس لما تحير في تحقيق هذا الأمر صنع لها خلايا من زجاج، لينظر إلى كيفية ذلك، فأبت أن تعسل فيه، حتى لطخته من باطن الزجاج بالطين، فلم يتحقق، حكاه الغزنوي. والحق أنه لا يعلم بحقيقة حروجه إلا خالقه سبحانه وتعالى، لكن لا يتم إصلاحه إلا بحمي أنفاسها. وقال شيخنا: كلام المصنف في العسل غير سديد، وخلافاته غير منقولة عن الواضع، ولا مسموعة عن العرب الذين هم قدوة كل متكلم مجيد، وخصوصا دعوى أنه بخار . . . .إلخ. أما ما مال المصنف به لرأي الحكماء، وأهل التصعيد، فهو قول باطل، لا يعرف لإمام كامل، فيجب الحذر من إيراده في المصنفات الموضوعة في كلام العرب إفرادا وتركيبا، انتهى. قلت: وذهل شيخنا أن كتابه هذا البحر المحيط، وأن من شأنه جلب الأقوال من كل مديد ووسيط،وقد عرفناك أن الأقوال المذكورة للرازي والغزنوي والكواشي صاحب الوسيط، وكفى بهؤلاء قدوة ومتبعا لكل مدع محيط، وأفردت لمنافعه وأسمائه كتابا، قال شيخنا: تصنيفه هذا مختصر في نحو ورقتين، فيه فائدة ما، قلت: إن كان المراد به: ترقيق الأسل لتصفيق العسل، فهو نحو كراسين وأزيد، وقد رأيته، وطالعته، واستفدت منه، فكيف يقول شيخنا: في نحو ورقتين، فتأمل ذلك، ومنافعه كثيرة جدا، أفردها الأطباء في تصانيفهم، ليس هذا محل ذكرها، وهو غذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلاوة، وطلاء مع الأطلية، ومفرح مع المفرحات،وفي سنن ابن ماجة، من حديث ابن مسعود، رفعه: العسل شفاء من كل داء، والقرآن شفاء لما في الصدور، فعليكم بالشفاءين، القرآن، والعسل. يذكر ويؤنث، والتذكير لغة معروفة، والتأنيث أكثر، كما في المصباح، وبه جزم القزاز في الجامع، قال الشماخ:أرسطاطاليس لما تحير في تحقيق هذا الأمر صنع لها خلايا من زجاج، لينظر إلى كيفية ذلك، فأبت أن تعسل فيه، حتى لطخته من باطن الزجاج بالطين، فلم يتحقق، حكاه الغزنوي. والحق أنه لا يعلم بحقيقة حروجه إلا خالقه سبحانه وتعالى، لكن لا يتم إصلاحه إلا بحمي أنفاسها. وقال شيخنا: كلام المصنف في العسل غير سديد، وخلافاته غير منقولة عن الواضع، ولا مسموعة عن العرب الذين هم قدوة كل متكلم مجيد، وخصوصا دعوى أنه بخار . . . .إلخ. أما ما مال المصنف به لرأي الحكماء، وأهل التصعيد، فهو قول باطل، لا يعرف لإمام كامل، فيجب الحذر من إيراده في المصنفات الموضوعة في كلام العرب إفرادا وتركيبا، انتهى. قلت: وذهل شيخنا أن كتابه هذا البحر المحيط، وأن من شأنه جلب الأقوال من كل مديد ووسيط،وقد عرفناك أن الأقوال المذكورة للرازي والغزنوي والكواشي صاحب الوسيط، وكفى بهؤلاء قدوة ومتبعا لكل مدع محيط، وأفردت لمنافعه وأسمائه كتابا، قال شيخنا: تصنيفه هذا مختصر في نحو ورقتين، فيه فائدة ما، قلت: إن كان المراد به: ترقيق الأسل لتصفيق العسل، فهو نحو كراسين وأزيد، وقد رأيته، وطالعته، واستفدت منه، فكيف يقول شيخنا: في نحو ورقتين، فتأمل ذلك، ومنافعه كثيرة جدا، أفردها الأطباء في تصانيفهم، ليس هذا محل ذكرها، وهو غذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلاوة، وطلاء مع الأطلية، ومفرح مع المفرحات،وفي سنن ابن ماجة، من حديث ابن مسعود، رفعه: العسل شفاء من كل داء، والقرآن شفاء لما في الصدور، فعليكم بالشفاءين، القرآن، والعسل. يذكر ويؤنث، والتذكير لغة معروفة، والتأنيث أكثر، كما في المصباح، وبه جزم القزاز في الجامع، قال الشماخ:

صفحة : 7322

كأن عيون الناظرين يشوقـهـا     بها عسل طابت يدا من يشورها ج: أعسال، وعسل، بضمتين، وعسل، وعسول، وعسلان، بضمهن، هكذا ذكر أبو حنيفة في جمعه، قال: وذلك إذا أردت أنواعه، وأنشد:

بيضاء من عسل ذروة ضرب    شيبت بماء القلات من عرم والعسال،والعاسل: مشتاره من موضعه،وآخذه من الخلية، قال لبيد:

بأشهب من أبكار مزن سحـابة     وأري دبور شاره النحل عاسل أراد: شاره من النحل، فعدى بحذف الوسيط، ك اختار موسى قومه سبعين رجلا . والعسالة، كجبانة: شورة النحل، وهي التي تتخذ فيها النحل العسل، من راقود وغيره، فتعسل فيه، ومنه: بنو فلان يوفضون إلى العسالة، كما تطرد النحل إلى العسالة، وأيضا: النحل نفسها كما في الصحاح. وعسل الطعام، يعسله، ويعسله، من حدي ضرب ونصر، عسلا، وعسله تعسيلا: خلطه به، وطيبه، وحلاه، ومنه: زنجبيل معسل، أي معمول به، قال ابن بري: ومنه قول الشاعر:

إذا أخذت مسواكها منحت بـه    رضابا كطعم الزنجبيل المعسل

صفحة : 7323

واستعسلوا: استوهبوه، وفي الصحاح: جاءوا يستعسلون. أي يطلبون العسل، فعسلتهم، بالتخفيف، وعسلتهم، بالتشديد: أي زودتهم إياه، واقتصر الجوهري على التشديد. والعسل أيضا: صقر الرطب، وهو ما سال من سلافته، وهو حلو بمرة، هكذا استعاره أبو حنيفة، فقال: الصقر عسل الرطب، وعسل النحل هو المنفرد بالاسم، دون ما سواه من الحلو المسمى به على التشبيه، والعرب تسمي صمغ العرفط عسلا، لحلاوته، وهو من ذلك. وعسلي اليهود: علامتهم، نقله الجوهري. وعسل اللبنى طيب، وفي العباب: صمغ، وفي المحكم: شيء ينضح من شجرة، وفي المحكم: من شجرها، يشبه العسل، لا حلاوة له، ويتبخر به، والعامة تقول: حصى لبان. وعسل الرمث: شيء أبيض، يخرج منه كالجمان. وبنو عسل: قبيلة، عن ابن دريد، كما في العباب. وعسل بن ذكوان: أخباري، م معروف، لقي الأصمعي، قال الحافظ في التبصير: ذكر ابن الصلاح في علوم الحديث، أنه رآه بخط الأزهري في التهذيب، بكسر العين، وسكون السين، ثم قال: ولا أراه ضبطه. وعسل فلانا: طيب الثناء عليه، عن ابن الأعرابي، وهو من العسل، لأن سامعه يلذ بطيب ذكره، وهو مجاز. وعسل المرأة، يعسلها، عسلا: نكحها، وهو مجاز، إما أن تكون مشتقة من قوله: حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك، وإما أن تكون لفظة مرتجلة على حدة، قال ابن سيده: وعندي أنها مشتقة. وعسل من طعامه، عسلا، بالتحريك، أي ذاقه، كحلب حلبا، عن أبي عمرو. ومن المجاز: عسل الله فلانا، يعسله، عسلا: حببه إلى الناس، ومنه الحديث: إذا أراد الله بعبد خيرا عسله، قيل: يا رسول الله ما عسله? فقال: يفتح له عملا صالحا بين يدي موته، حتى يرضى عنه من حوله، أي جعل له من العمل الصالح ثناء طيبا، شبه ما رزقه الله تعالى من العمل الصالح، الذي طاب به ذكره بين قومه، بالعسل الذي يجعل في الطعام، فيحلو به ويطيب، وهذا مثل، أي وفقه الله لعمل صالح يتحفه كما يتحف الرجل أخاه، إذا أطعمه العسل. وعسل الرمح، يعسل، من حد ضرب، عسلا، بالفتح، وعسولا، بالضم، وعسلانا، بالتحريك: اشتد اهتزازه، واقتصر الجوهري على المصدر الأخير، وقال: اهتز واضطرب، وأنشد لأوس:

تقاك بكعب واحـد وتـلـذه     يداك إذا ما هز بالكف يعسل فهو رمح عاسل، وعسال، وعسول: مضطرب لدن، وهو العاتر، وقد عتر، وعسل، قال:

بكل عسال إذا هز عتر وعسل الذئب، أو الفرس، أو الثعلب، يعسل، من حد ضرب، عسلا، وعسلانا، محركتين: مضى مسرعا، واضطرب في عدوه، وهز رأسه، وقيل: عسل الفرس، وعسلانه: أن يضطرم، في عدوه، فيخفق برأسه، ويطرد متنه، قال:

والله لولا وجع في العرقوب
لكنت أبقى عسلا من الذيب

وقال لبيد:

عسلان الذئب أمسى قاربا     برد الليل عليه فنـسـل وقال ساعدة بن جؤية:

لدن بهز الكف يعسل متـنـه    فيه كما عسل الطريق الثعلب

صفحة : 7324

أراد: عسل في الطريق، فحذف وأوصل، كقولك: دخلت البيت. وقد يستعار العسل والعسلان للإنسان كما سيأتي. وعسل الماء، عسلا، وعسلانا، محركتين: حركته الريح، فاضطرب، وارتفعت حبكه، أنشد ثعلب:

قد صبحت والظل غض ما زحل
حوضا كأن ماءه إذا عسل
من نافض الريح رويزي سمل

الرويزي: الطيلسان، والسمل: الخلق، وإنما شبه الماء في صفائه بخضرة الطيلسان، وجعله سملا، لأن الشيء إذا أخلق كان لونه أعتق. وعسل الدليل بالمفازة: أعنق، وأسرع، كإسراع الذئب. والعسل، بالفتح: الناقة السريعة، كالعنسل، والنون زائدة. قاله الجوهري، وأنشد للأعشى:

وقد أقطع الجوز جوز الفلا    ة بالحرة البازل العنسـل ذهب سيبويه إلى أنه من العسلان، وقال محمد بن حبيب: قالوا للعنس عنسل، فذهب إلى أن اللام زائدة من عنسل، وأن وزن الكلمة فعلل، واللام الأخيرة زائدة، قال ابن جني: وقد ترك في هذا القول مذهب سيبويه، الذي عليه ينبغي أن يكون العمل، وذلك أن عنسل فنعل من العسلان، الذي هو عدو الذئب، والذي ذهب إليه سيبويه هو القول، لأن زيادة النون ثانية أكثر من زيادة اللام، ألا ترى إلى كثرة باب قنبر، وعنصل، وقنعاس، وقلة باب ذلك، وأولالك. قلت: وهذا القول وافقه الأكثرون، كابن عصفور وأضرابه، وصوبه صاحب الممتع. والعسل: ع في شعر زهير، قاله نصر. وعسل، بالكسر: قبيلة من الجن، ويقال: عسر، بالراء. وبنو عسل: قبيلة من بني عمرو بن يربوع، من تميم، وهو عسل بن عمرو بن يربوع، ويزعمون أن أمهم السعلاة، وفيهم قال علباء بن أرقم:
يا قبح الله بني السـعـلات
عمرو بن يربوع شرار النات
ليسوا أعـفـاء ولا أكـيات

وقد ذكر في ن و ت. والمعسلة، كمرحلة: الخلية، يقال: قطف فلان معسلته، إذا أخذ ما هنالك من العسل. وفي الصحاح: يقال: ما لفلان مضرب عسلة، يعني من النسب، وما أعرف له مضرب عسلة، أي: أعراقه، وفي الأساس: من المجاز: ما يعرف له مضرب عسلة، أي منصب ومنكح، وفي المحكم: لا يستعملان إلا في النفي. والعسيل، كأمير، هكذا في النسخ، والصواب: ككتف: الرجل الشديد الضرب، السريع رجع اليد بالضرب، قال الشاعر:

تمشي موالية والنفس تنذرهامع الوبيل بكف الأهوج العسل وكمكنسة: العطار، هكذا في النسخ، وهو غلط، والصواب: وكأمير: مكنسة العطار، وهي التي يجمع بها العطر، كما في الصحاح، وهي مكنسة شعر، يكنس بها العطار بلاطه من العطر، وأنشد الجوهري:

فرشني بخير لا أكون ومدحتيكناحت يوما صخرة بعسيل

صفحة : 7325

أراد: كناحت صخرة يوما، فحال بين المضاف والمضاف إليه، لأن الوقت عندهم كالفضل في الكلام، كما في الصحاح، وهكذا أنشده الفراء. أو العسيل: الريشة التي يقلع بها الغالية، وهو قول ابن الأعرابي والفراء، وجمعه عسل. والعسيل: قضيب الفيل، نقله الجوهري، وربما قيل: لقضيب البعير عسيلا أيضا، ج عسل، ككتب. ويقال: هو عسل مال: بالكسر: أي إزاؤه، وخاله، أي مصلحه، وحسن الرعية له، والجمع أعسال. وقصر عسل: بالبصرة، قرب خطة بني ضبة، نسب إلى عسل أبي صبيغ، كأمير: رجل من بني تميم، وولده صبيغ هو الذي سأل عمر عن غرائب القرآن، وقال يحيى بن معين: بل هو صبيغ بن شريك، قال الحافظ: القولان صحيحان، وهو صبيغ بن شريك بن المنذر بن قطن بن قشع بن عسل بن عمرو بن يربوع التميمي، فمن قال: صبيغ بن عسل، فقد نسبه إلى جده الأعلى، وقد ذكر في ص ب غ. وذو عسل: ع لبني نمير، ويقال: هو بالغين، كما سيأتي. وابن عسلة، محركة: شاعر، قال ابن الأعرابي: هو عبد المسيح بن عسلة. وأبو عسلة، بالكسر بالعين والغين: من كنى الذئب، يقال: هو أخبث من أبي عسلة، ومن أبي رعلة، ومن أبي سلعامة، ومن أبي معطة، كله الذئب. والعسيلة، كجهينة: ماء شرقي سميراء، وهو منهل من مناهل طريق مكة، لحاج العراق. ومن المجاز: العسيلة: النطفة، أو ماء الرجل، وبكل منهما فسر الحديث: لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك، أو العسيلة في هذا الحديث كناية عن حلاوة الجماع، الذي يكون بتغييب الحشفة في فرج المرأة، ولا يكون ذواق العسيلتين معا إلا بالتغييب، وإن لم ينزلا، ولذلك اشترط عسيلتهما، قاله الأزهري، وقال ابن الأثير: فيه تشبيه بالعسل، للذته، لأن الجماع هو المستحلى من المرأة، فشبه لذة الجماع بذوق العسل، فاستعار لها ذوقا، وقالوا لكل ما استحلوا: عسل، ومعسول، على أنه يستحلى استحلاء العسل، وفي الصحاح: وفي الجماع العسيلة، شبهت تلك اللذة بالعسل، وصغرت بالهاء، لأن الغالب على العسل التأنيث، ويقال: إنما أنث لأنه أريد به العسلة، وهي القطعة منه، كما تقول للقطعة من الذهب: ذهبة، وقال ابن الأثير: ومن صغره مؤنثا، قال: عسيلة، كقويسة، وشميسة، قال: وإنما صغره إشارة إلى القدر القليل، الذي يحصل به الحل. والعسل، بضمتين: الرجال الصالحون، عن ابن الأعرابي، قال: الواحد: عاسل، وعسول، وهو مما جاء على لفظ فاعل وهو مفعول به، قال الأزهري: كأنه أراد: رجل عاسل، ذو عسل، أي ذو عمل صالح، الثناء عليه به يستحلى كالعسل. وصفوان بن عسال المرادي، كشداد: صحابي، رضي الله تعالى عنه، نزل الكوفة، وروى عنه ابن مسعود مع جلالته. ويقال: عسلا له وبسلا: أي تعسا، ويقال: العسل: اللحي في الملام. والعسل: والعسلان: الخبب، وفي الحديث، عن عمر رضي الله تعالى عنه، قال لعمرو بن معد يكرب: كذب عليك العسل، بنصب العسل ورفعه، أي عليك بسرعة المشي، هو من العسلان، مشي الذئب واهتزاز الرمح، وقال الراغب:

صفحة : 7326

العسلان: اهتزاز الرمح، واهتزاز الأعضاء في العدو، وأكثر ما يستعمل في الذئب، يقال: مر يعسل وينسل، وقال بعضهم: إن المراد بالعسل هنا، هو عسل النحل، ومر شرحه في ك ذ ب، تفصيلا، فراجعه. والعاسل: الذئب، ج: عسل، وعواسل، كركع، وفوارس، قال أبو كبير الهذلي:سلان: اهتزاز الرمح، واهتزاز الأعضاء في العدو، وأكثر ما يستعمل في الذئب، يقال: مر يعسل وينسل، وقال بعضهم: إن المراد بالعسل هنا، هو عسل النحل، ومر شرحه في ك ذ ب، تفصيلا، فراجعه. والعاسل: الذئب، ج: عسل، وعواسل، كركع، وفوارس، قال أبو كبير الهذلي:

إلا عواسل كالمراط معيدة     بالليل مورد أيم متغضف والعاسل: ذو العمل الصالح، يستحلى الثناء عليه به، كالعسل، قاله الأزهري في شرح قول ابن الأعرابي، وقد سبق قريبا. وعسلة، كفرحة: ة باليمن، من عمل البعدانية، وبعدان: حصن له قرى. وهو على أعسال من أبيه: أي على آسان من أبيه، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه. واحدة العسل عسلة، جاءوا بالهاء لإرادة الطائفة، كقولهم لحمةق ولبنة. ومكان عاسل: فيه عسل، وقول أبي ذؤيب:

تنمى بها اليعسوب حتى أقرهـا     إلى مألف رحب المباءة عاسل إنما هو على النسب، أي ذي عسل. ويقال للحديث الحلو: معسول. وعسل الرجل، تعسيلا: جعل أدمه عسلا. والعسيلتان: العضوان: لكونهما مظنة الالتذاذ، وهو كناية، قاله الزمخشري. والعسال: الذئب، قال الفرزدق:

وأطلس عسال وما كان صاحبا    رفعت لناري موهنا فأتانـي

صفحة : 7327

هكذا أنشده المبرد، قال: إنما أراد رفعتها للذئب، فقلب، كذا في الموازنة للآمدي. وخلية عاسلة: ذات عسل. وما ترك له مضرب عسلة: أي شتمه حتى هدم نسبه، ونفى منصبه، وهو مجاز، قاله الزمخشري. ولبنه ولحمه وعسله: أطعمه اللبن واللحم والعسل. وجارية معسولة الكلام، إذا كانت حلوة المنطق، مليحة اللفظ، طيبة النغم. وهو معسول المواعيد: أي صادقها. وهو عسيل مال، كأمير: أي عسله، نقله الصاغاني. وعسل بالشيء كعلم عسولا، وعسلا: لزمه. وعاسل بن غزية: من شعراء هذيل. ويقال: علم فلان عسلة بني فلان، أي علم جماعتهم وأمرهم. وكزبير: عسيل بن عقبة بن صمعة ابن عاصم بن مالك بن قيس بن مالك، بطن من سامة بن لؤي. قلت: ومنهم بقية ببيت المقدس، والشام، وريف مصر، منهم البرهان إبراهيم بن يوسف بن سليمان المناوي المنزل، العسيلي، من أصحاب الشيخ محمد الغمري، توفي سنة 886، وولده الشمس محمد بن إبراهيم، ولد بمنية سلسيل سنة 856، وتميز بالفضيلة، وأشير إليه، أجازه الشادي، والخيضري، والديمي. وبالكسر: عسل بن عبد الله بن عسل التميمي، روى عن عمه صبيغ ابن عسل، وعسل بن سفيان، عن عطاء. وهذا عسل هذا، وعسنه: أي مثله. وربيعة بن عسل التميمي، شهد الجمل، هو أخو صبيغ. والعسال: لقب أبي عبد الله محمد ابن موسى النيسابوري الزاهد، عن ابن المبارك، وابن عيينة. وأيضا: لقب أبي أحمد محمد بن أحمد الأصبهاني، من شيوخ أبي نعيم، وأبي الشيخ. ووادي العسل: الأندلس، حوله جنان المنازه، واستدركه شيخنا. وفي التهذيب، في تركيب عسم: ذكر أعرابي - زاد الزمخشري - من بني عامر، أمة فقال: هي لنا وكل ضربة لها من عسلة، قال: العسلة: النسل. وفي الأساس: يريد: لنا كل ولد ولدته من فحل، وهو مجاز. والعسلي: ما كان على لون العسل. والتعسيلة: النومة الخفيفة، عامية.

ع س ب ل
العسبلة، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو اختلاف الناس بعضهم إلى بعض، وأيضا: اجتماعهم، وترددهم، وهم يعسبلون، ونقله أيضا ابن القطاع.

ع س ج ل
عسجل، كجعفر، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وفي العباب: ع، بحرة بني سليم، وقال نصر: في شعر العباس بن مرداس، قال:

أبلغ أبا سلمى رسولا يروعـه     ولو حل ذا سدر وأهلي بعسجل

ع س ط ل
العسطلة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الكلام غير ذي نظام، كالعلسطة، قال: وهذه لغة بعيدة، يقال: كلام معسطل، ومعلسط، وتقدم أيضا في السين: كلام معطلس، بهذا المعنى.

ع س ق ل
العسقلة: مكان فيه صلابة، ونشوز، وحجارة بيض كما في المحيط، والمحكم، وأيضا: تريع السراب، وتلمعه. والعساقيل: الكمأة التي بين البياض والحمرة، وقيل: هو أكبر من الفقع، وأشد بياضا واسترخاء، الواحد عسقل، كجعفر، وعسقول، بالضم، وقال الجوهري: هي الكمأة الكبار البيض، يقال لها: شحمة الأرض، وأنشد:

صفحة : 7328

وأغبر فل منيف الـربـا     عليه العساقيل مثل الشحم والعساقل، والعساقيل: السراب، جعلا اسما لواحد، كما قالوا: حضاجر، قال الجوهري: لم أسمع بواحده، ونقله ابن هشام في شرح الكعبية، وأيده. والعساقل: القطع المتفرقة من السحاب تلمع، هكذا نص العباب، وفي المحكم: عساقيل السراب: قطعه، لا واحد لها، قال كعب بن زهير:

كأن أوب ذراعيها وقد عرقت    وقد تلفع بالقور العسـاقـيل ويروى:

عيرانة كأتان الضحل ناجية    إذا ترقص بالقور العساقيل والقور: الربا، أي قد تغشاها السراب، وغطاها، وهذا من المقلوب، لأن القور هي التي تلفعت بالعساقيل. وعساقل: جمع عسقلة، وعساقيل: جمع عسقول، وقال ابن سيده: أراد: وقد تلفعت القور بالعساقيل، فقلب، وقد ذكر في ق و ر، وقال الأزهري: وقطع السراب عساقل، قال رؤبة:

جرد منها جددا عساقلا
تجريدك المصقولة السلائلا

يعني المسحل، جرد أتنا أنسلت شعرها، فخرجت جددا بيضا، كأنها عساقل السراب. قلت: فظهر مما تقدم أن العساقل والعساقيل اسم لقطع السراب لا السحاب، وكأن المصنف قلد الصاغاني علىعادته. وعسقلان: د، بساحل بحر الشام، له سوق، تحجه النصارى، في كل سنة، أنشد ثعلب:

كأن الوحوش به عـسـقـلا     ن صادف في قرن حج ديافا شبه ذلك المكان لكثرة الوحوش بسوق عسقلان، وقال الأزهري: عسقلان: من أجناد الشام، وقال الجوهري: وهي عروس الشام، وقال ابن الأثير: هي من فلسطين، وفي اللباب: وبها كان دار إبراهيم عليه السلام، وقد خرج منها خلق كثير من أهل العلم، وفي القرن الخامس استولى عليها الإفرنج، لعنهم الله تعالى، ثم فتحها السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، رحمه الله تعالى، وأخرب قلعتها خوفا من سطوة الكفرة، فاستولى عليها الخراب إلى زماننا هذا، وأما الآن فلم يبق بها إلا الرسوم، فسبحان الحي القيوم. وعسقلان أيضا: ة ببلخ، أو محلة بها، ورجح ابن السمعاني القول الأخير، وقال: أخطأ من قال إنها قرية ببلخ، بل هي محلة بها، سمعت بها الحديث، منها أبو يحيى عيسى بن أحمد بن عيسى بن وردان العسقلاني البلخي، ثقة، عن عبد الله بن وهب، وبقية بن الوليد، وعنه النسائي، وأبو حاتم. والعسقلان من الرأس: أعلاه، يقال: ضرب عسقلانة: أي أعلى رأسه، عن أبي عمرو. ومما يستدرك عليه. العساقل: الكمأة، واحدها عسقل، عن الأصمعي، وأنشد أبو زيد:

ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا     ولقد نهيتك عن بنات الأوبر والعسقل، والعسقول: تلمع السراب. ومما يستدرك عليه.

ع ش ل
العاشل: المخمن الذي يظن فيصيب، كالعاشن والعاكل، كما في اللسان، وأهمله الجماعة.

ع ص ق ل
العصقول، بالضم، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو ذكر الجراد، قال: والعصاقيل: الأعاصير، كما في العباب.

ع ص ل

صفحة : 7329

العصل، محركة: المعى، كما في المحكم، ويكسر، ج: أعصال، وفي الصحاح: العصل: واحد الأعصال، وهي الأعفاج، عن الأصمعي، وأنشد لأبي النجم:

في بارد يبرد من أغلالها
يرمي به الجرع إلى أعصالها

وأنشد ابن سيده للطرماح:

فهو خلو الأعصال إلا من الما     ء وملجوذ بارص ذي انهياض والعصل: شجر يشبه الدفلى، تأكله الإبل، وتشرب عليه الماء كل يوم، وقيل: هو حمض ينبت على المياه، الواحدة عصلة، بهاء، وقيل: العصلة: شجرة تسلح الإبل، إذا أكل البعير منها سلحته، والجمع العصل، قال حسان، رضي الله تعالى عنه:

تخرج الأضياح من أستاهكم    كسلاح النيب يأكلن العصل الأضياح: الألبان الممذوقة، وقال لبيد:

وقبيل من عقيل صـادق     كليوث بين غاب وعصل والعصل: التواء في عسيب ذنب الفرس، حتى يصيب كاذته وفائله، وفي الصحاح: حتى يبدو بعض باطنه، الذي لا شعر عليه. والعصل: الاعوجاج في صلابة، ومنه حديث علي رضي الله تعالى عنه: لا عوج لانتصابه، ولا عصل في عوده. والفعل عصل، كفرح، وهو عصل، ككتف، وأعصل: اعوج وصلب، وكل معوج فيه صلابة فهو أعصل، وعصل، والأعصل: الفرس المعوج العسيب، ج: عصال، بالكسر، وهو نادر، قال ابن سيده: والذي عندي أن عصالا جمع عصل، كوجع ووجاع. والمعصال: كمفتاح: محجن، أو عود يعطف رأسه، ويتناول به أغصان الشجرة، عن ابن دريد سمي به لاعوجاجه، وأنشد:

إن لها ريا كمعصال السلم
إنك لن ترويها فاذهب فنم

والمعصال: أيضا الصولجان، كالمعصيل، وهو المعقف، والصاع، والميجار أيضا. وامرأة عصلاء: لا لحم عليها، وهي اليابسة، قال الشاعر:

ليست بعصلاء تذمي الكلب نكهتهاولا بعندلة يصطك ثدياها وعصل الرجل، وغيره: بال، وفي الحديث: كان لرجل صنم، كان يأتي بالخبز والزبد فيضعه على رأس صنمه، ويقول: اطعم، فجاء ثعلبان، فأكل الخبز والزبد، ثم عصل على رأس الصنم، أي بال. الثعلبان: ذكر الثعالب وفي كتاب الغريبين للهروي: فجاء ثعلبان فأكلا، أراد تثنية ثعلب، وقد مر تحقيقه في ث ع ل ب. وعصل العود، يعصله، عصلا: عوجه، تعويجا، فإن كان اعوجاجه خلقة، قلت: عصل، كفرح، وفي بعض النسخ: وكفرح: اعوج خلقة، فإن كان اعوجاجه به قلت: عصل، تعصيلا. وقال ابن خالويه: اعصأل، كاطمأن: إذا قبض على عصاه. والتعصيل: الإبطاء، عن أبي عمرو، وقد عصل الرجل، وأنشد:

يألبهـا حـمـران أي ألـب
وعصل العمري عصل الكلب

صفحة : 7330

والألب: السوق الشديد. والمعصل، كمنبر: المشدد، كذا في النسخ، والصواب: المتشدد على غريمه. والعاصل: السهم الشديد الصلب. والمعصل من السهام، كمحدث: ما يلتوي إذا رمي به، وقد عصل، تعصيلا، وحكى ابن بري، عن علي بن حمزة، قال: هو المعضل، بالضاد المعجمة، من عضلت الدجاجة، إذا التوت البيضة في جوفها. والعنصل، كقنفذ: ع، وقال نصر: طريق بشق الدهناء، من طريق البصرة. وطريق العنصل: هو طريق من اليمامة إلى البصرة، يقال له أيضا: طريق العنصلين، بضم الصاد وفتحها، قال الفرزدق:

أراد طريق العنصلين فيامـنـت     به العيس في نائي الصوى متشائم والعنصل، كقنفذ، وجندب، ويمدان، أربع لغات، ذكرهن الجوهري: البصل البري، والجمع العناصل، ويعرف بالإسقال، وفي الصحاح: وهو الذي تسميه الأطباء الإسقال، قلت: المعروف عند الأطباء الإسقيل، كما تقدم، ويعرف أيضا ببصل الفار، وهذا أشهر عند العامة، وفي الصحاح: ويكون منه خل، عن اسرافيون، كذا في نسخ، وفي بعضها ابن اسرافيون، قلت: إنما هو يحيى بن سرافيون صاحب الكناش، وقال كراع: العنصل: بقلة، ولم يحلها، وقال ابن الأعرابي: هو نبت في البراري، وزعموا أن الوحامى تشتهيه وتأكله، قال: وزعموا أنه البصل البري، وقال أبو حنيفة: هو ورق مثل الكراث، يظهر منبسطا سبطا، وقال مرة: هي شجيرة سهلية، تنبت في مواضع الماء والندى نبات الموزة، ولها نور كنور السوسن الأبيض، تجرسه النحل، والبقر تأكل ورقها في القحوط، يخلط لها في العلف نافع لداء الثعلب، والفالج، والنسا، وخله نافع للسعال المزمن، والربو، والحشرجة من الصدر، ويقوي البدن الضعيف، وله مدخل في الكيمياء كبير، وليس هذا محل ذكره. والعصل، بالضم: جمع الأعصل، للمعوج الساق، اليابس البدن، قال الراجز:

ورب خير في الرجال العصل أو الأعصل: هو الملازم للشيء، والمتعطف عليه. وأيضا للناب الأعوج، يقال: ناب أعصل بين العصل: أي معوج شديد، قال أوس:

رأيت لها نابا من الشر أعصلا وقال غيره:

ضروس تهر الناس أنيابها عصل وأيضا: السهم المعوج، وسهام عصل: معوجة، قال لبيد:

فرميت القوم رشقا صائبا     ليس بالعصل ولا بالمقتعل ويروى: لسن. وعصل: ع، قال أبو صخر:

عفت ذات عرق عصلها فرئامهـا     فضحياؤها وحش قد اجلى سوامها ومما يستدرك عليه. سهم عصل، ككتف: معوج المتن. والأعصل أيضا: السهم القليل الريش. وشجرة عصلة، كفرحة: عوجاء، كما في الصحاح، زاد غيره: لا يقدر على استقامتها، لصلابتها. وناب عصل: معوج شديد، قال صخر:

أبا المثلم أقصر قبل بـاهـظة    تأتيك مني ضروس نابها عصل

صفحة : 7331

أي هي قديمة، وذلك أن ناب البعير إنما يعصل بعد ما يسن، أي: شر عظيم. وعصل نابه، وأعصل: اشتد ووصف رجل جملا، فقال: إذا عصل نابه، وطال قرابه، فبعه بيعا دليقا، ولا تحاب به صديقا. وقال أبو صخر الهذلي:

أفحين أحكمني المشيب فلا فتى    غمر ولا قحم وأعصل بازلي والعصل: الرمل الملتوي المعوج، ومنه حديث بدر: يامنوا عن هذا العصل. أي خذوا عنه يمنة. ورجل أعصل: يابس البدن، وهي عصلاء. ويقال للرجل إذا ضل: أخذ في طريق العنصلين، كما في الصحاح، ويقال: سلك طريق العنصلين: أي الباطل. وأمر أعصل: شديد، وهو مجاز. والعصلاوان: شعبتان تصبان على ذات عرق. قاله نصر.

ع-ض-ل

العضلة، محركة وكسفينة: كل عصبة معها لحم غليظ، وقد عضل كفرح عضلا فهو عضل ككتف، وندس هكذا في النسخ، والصواب وبضمتين مشدد اللام، قال بعض الأغفال:

لو تنطح الكنادر العضلا
فضت شؤون رأسه فافتلا

صار كثير العضل، أو ضخمت عضلة ساقه، وقال الليث: العضلة: كل لحمة غليظة منتبرة، مثل لحم الساق والعضد، وفي الصحاح والعباب: كل لحمة مجتمعة مكتنزة في عصبة فهي عضلة. وعضل عليه عضلا: ضيق وحال بينه وبين مراده. وفي الصحاح: عضل عليه تعضيلا وعضل به الأمر: أي اشتد، عن ابن دريد كأعضل إذا ضاقت عليه الحيل، وأصل العضل: المنع والشدة. وأعضله الأمر: غلبه. عضل المرأة يعضلها، مثلثة، قال شيخنا: الضم هو الأفصح الأعرف، وبه رد الذكر، والكسر لغة حكاها في الاقتطاف كابن القطاع وابن سيده، وأما الفتح فلا يعرف ولا وجه له؛ إذ لا موجب له، كما لا يخفى، والله تعالى أعلم، قلت: وكأن المصنف يعني بالتثليث أنه من الأبواب الثلاثة: نصر وضرب وعلم، لا أنه من حد منع، كما يتبادر إلى في الذهن، فتأمل. عضلا بالفتح وعضلا وعضلانا بكسرهما نقلهما الفراء وعضلها تعضيلا: إذا منعها الزوج أي من التزوج ظلما، قال الله عز وجل: فلا تعضلوهن من أن ينكحن أزواجهن قيل: خطاب للأزواج، وقيل: للأولياء، وأما قوله تعالى: ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن العضل في هذه الآية من الزوج لامرأته، وهو أن يضارها ولا يحسن عشرتها ليضطرها بذلك إلى الافتداء منه بمهرها الذي أمهرها، سماه الله تعالى عضلا لأنه يمنعها حقها من النفقة وحسن العشرة، كما أن الولي إذا منع حرمته من التزويج، فقد منعها الحق الذي أبيح لها من النكاح إذا دعت إلى كفء لها. من المجاز: عضل بهم المكان تعضيلا: إذا ضاق. عضلت الأرض بأهلها: إذا غصت بهم. نقله الجوهري، أي لكثرتهم، وأنشد لأوس:

ترى الأرض منا بالفضاء مريضة     معضلة منا بجمـع عـرمـرم عضلت المرأة بولدها تعضيلا: إذا نشب الولد فخرج بعضه ولم يخرج بعض، فبقي معترضا، وكان أبو عبيدة يرى هذا من إعضال الأمر، ويراه منه، وقيل: عضلت: إذا عسر عليها ولاده كأعضلت فهي معضل، بغير هاء، ومعضل، أيضا كمحدث، وكذا الدجاجة ببيضها، وغيرها كالشاء والطير، قال الكميت:

وإذا الأمور أهم غب نتاجها     يسرت كل معضل ومطرق

صفحة : 7332

وقال الليث: يقال للقطاة إذا نشب بيضها: قطاة معضل، وقال الأزهري: كلام العرب: قطاة مطرق، وامرأة معضل، وأنشد الصاغاني لنهشل بن حري:

ترى الرجال قعودا فايحون لهـا     دأب المعضل قد ضاقت ملاقيها والغنم معاضيل. وقال أبو مالك: عضلت المرأة بولدها: إذا غص في فرجها فلم يخرج ولم يدخل، وفي حديث عيسى عليه السلام: أنه مر بظبية قد عضلها ولدها، معناه أن ولدها جعلها معضلة، حيث نشب في بطنها ولم يخرج، قاله ابن الأثير. وتعضل الداء الأطباء، وأعضلهم: غلبهم فأعياهم دواؤه. وداء عضال، كغراب: شديد معي غالب، قالت ليلى:

شفاها من الداء العضال الذي بها    غلام إذا هز القناة سـقـاهـا وقال شمر: الداء العضال: المنكر الذي يأخذ مبادهة، ثم لا يلبث أن يقتل، وهو الذي يعيي الأطباء علاجه، وقال ابن الأثير: هو المرض الذي يعجز الأطباء فلا دواء له. وحلفة عضال: شديدة لا مثنوية فيها، أي غير ذات مثنوية، قال: إني حلفت حلفة عضالا. وقال ابن الأعرابي: عضال هنا: داهية عجيبة، أي حلفت يمينا داهية شديدة. واعضألت الشجرة، بالهمز، كاطمأنت: كثرت أغصانها والتفت، نقله الجوهري، وأنشد:

كأن زمامها أيم شـجـاع     ترأد في غصون معضئله همز على قولهم: دأبة، وهي هذلية شاذة، وقال الأزهري: الصواب معطئلة، بالطاء، وهي الناعمة. والعضل، بالكسر: الرجل الداهية الشديد، عن ابن الأعرابي. أيضا: الشيء الشديد القبح، كالمعضل كمحسن، عن ابن الأعرابي أيضا، وأنشد:

ومن حفافي لمة لي عضل

صفحة : 7333

العضل، بالتحريك: ع، بالبادية كثير الغياض، كما في العباب، أو هو بالفتح. عضل بن الهون بن خزيمة: أبو قبيلة، أخو الديش، وهما القارة من كنانة، وقد تقدم شيء من ذلك في ق-و-ر، وفي د-ي-ش. العضل: الجرذ، وقال ابن الأعرابي: هو ذكر الفأر، وسياق كلام الجوهري يقتضي أنه بضم العين، إذ أتى به عقب قوله: العضلة، بالضم: الداهية، ثم قال والعضل الجرذ وهكذا هو مضبوط في سائر النسخ بضم العين، وليس كذلك، وإنما هو بالتحريك فقط، كما ضبطه ابن الأعرابي وغيره من الأئمة، ولما لم يهتد لما قلناه شيخنا رحمه الله تعالى قال: كلام المصنف هنا غير محرر فلا يدرى الاعتراض على أي شيء، والذي في أصول الصحاح هو ما حكاه المصنف وصوبه، انتهى، فتأمل ذلك. ج: عضلان، بالكسر نقله الجوهري عن أبي نصر. العضل، كصرد وقفل: الدواهي، الواحد عضلة، بالضم، يقال: إنه عضلة من العضل: أي داهية من الدواهي، كما في الصحاح. عضل، كصرد: ع. وبنو عضيلة كجهينة: بطن من العرب، عن ابن دريد. والمعضلات: الشدائد، جمع معضلة، وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه: أعوذ بالله من كل معضلة ليس لها أبو الحسن، ويروى: معضلة، أراد المسألة أو الخطة الصعبة، وفي حديث الشعبي أنه كان إذا سئل عن معضلة قال: زباء ذات وبر أعيت قائدها وسائقها لو وردت على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لعضلت بهم، ويروى لأعضلت بهم. قال الأزهري: معناه أنهم يضيقون بالجواب عنها ذرعا لإشكالها، وفي حديث معاوية رضي الله تعالى عنه وقد جاءته مسألة: معضلة ولا أبا حسن. قال ابن الأثير: أبو حسن معرفة وضعت موضع النكرة، كأنه قال: ولا رجل لها كأبي حسن، لأن لا النافية تدخل على النكرات دون المعارف. والعضيل، كقرشب: اللئيم الضيق الخلق، كما في العباب. ومما يستدرك عليه: عضلته عضلا: ضربت عضلته. وفي صفة سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه كان معضلا، أي موثق الخلق، وفي رواية مقصدا، وهو أثبت. والعضلة من النساء: المكتنزة السمجة. وعضل عليه في أمر تعضيلا: ضيق وحال بينه وبين ما يريد. وعضل الشيء عن الشيء: ضاق. والمعضل من السهام، كمحدث: الذي يلتوي إذا رمي به، هكذا رواه علي بن حمزة، وذكره غيره بالصاد المهملة، وقد تقدم. والمعضلة، كمحدثة: التي يعسر عليها ولدها حتى تموت، قاله اللحياني. ويقال: أنزل بي القوم أمرا معضلا، وأمرا عضالا: لا أقوم به، قال ذو الرمة:

ولم أقذف لمؤمنة حصان     بإذن الله موجبة عضالا ويقال: الأمر أوله عضال، فإذا لزم فهو معضل. ويقال: عضلت الناقة تعضيلا وبددت تبديدا، وهو الإعياء من المشي والركوب وكل عمل. وعضل بي الأمر وأعضل بي وأعضلني: اشتد وغلظ واستغلق، قال الأموي في تفسير قول عمر رضي الله تعالى عنه: أعضل بي أهل الكوفة ما يرضون بأمير، هو من العضال، وهو الأمر الشديد الذي لا يقوم به صاحبه، أي ضاقت علي الحيل في أمرهم وصعبت علي مداراتهم. والمعضلة، كمحسنة ومحدثة: الخطة الضيقة المخارج. العضلة، محركة: شجر الدفلى، أو يشبهه، عن أبي عمرو، قال الأزهري: أحسبه العصلة بالصاد فصحف، قال الصاغاني: والصواب ما قاله الأزهري.

ع-ض-ب-ل

صفحة : 7334

العضبل، كجعفر، أهمله الجوهري والصاغاني، وقال ابن دريد: هو الصلب، حكاه عن اللحياني، قال: وليس بثبت. قلت: وكأنه تصحيف العضيل كقرشب الذي تقدم آنفا، فتأمل.

ع-ض-ه-ل
عضهل القارورة، أهمله الجوهري والصاغاني، وفي اللسان: أي صم رأسها، كعلهضها، قلت: وهو مقلوب.

ع-ط-ل
عطلت المرأة، كفرح، عطلا، بالتحريك، وعليه اقتصر الجوهري، وعطولا، بالضم نقله الصاغاني وابن سيده، وتعطلت: إذا لم يكن عليها حلي ولم تلبس الزينة، وفي الصحاح: إذا خلا جيدها من القلائد، وقال الراغب: العطل: فقدان الزينة والشغل فهي عاطل بغير هاء، أنشد القناني:

ولو أشرفت من كفة الستر عاطلا     لقلت غزال ما عليه خضـاض وقيل: العاطل من النساء: التي ليس في عنقها حلي وإن كان في يديها ورجليها، وعطل بضمتين، ومنه الحديث: أن عائشة رضي الله تعالى عنها كرهت أن تصلي المرأة عطلا، ولو أن تعلق في عنقها خيطا. وقال الشماخ:

يا ظبية عطلا حسانة الجيد ومن سجعات الأساس: رب عارية عطل لا يشينها العري والعطل، وكاسية حالية لا يزينها الحلي والحلل. من نسوة عواطل وعطل، كسكر، كلاهما جمع عاطل، وأعطال جمع عطل، بضمتين. ومعتادتها معطال، قال امرؤ القيس:

ليالي سلمى إذ تريك منصـبـا     وجيدا كجيد الريم ليس بمعطال وقال ابن شميل: المعطال من النساء: الحسناء التي لا تبالي أن تتقلد القلائد، لجمالها وتمامها، ومعاطلها: مواقع حليها، عن ابن دريد، قال الأخطل:

من كل بيضاء مكسال برهرهة     زانت معاطلها بالدر والذهب والأعطال من الخيل والإبل: التي لا قلائد عليها ولا أرسان لها واقتصر الجوهري على الابل وقال الأعشى:

ومرسون خيل وأعطالها وقال ثعلب: الأعطال من الابل التي لا سمة عليها. في الصحاح: الأعطال: الرجال الذين لا سلاح معهم، واحدة الكل عطل بضمتين، يقال: فرس عطل، وناقة عطل، ورجل عطل، وأنشد ابن الأعرابي:

في جلة منها عداميس عطل قيل: إنه يجوز أن يكون جمع عاطل، كبازل وبزل. الأعطال: الأشخاص والواحد عطل، كجبل، وخص به بعضهم شخص الإنسان، وكذلك الطلل والأطلال بمعناه، يقال: ما أحسن عطله، أي شطاطه وتمامه، كما في الصحاح. والتعطيل: التفريغ، كما في الصحاح. أيضا: الإخلاء، في مثل الدار ونحوها. أيضا: ترك الشيء ضياعا. وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في امرأة توفيت فقالت: عطلوها: أي انزعوا حليها واجعلوها عاطلا. والعطلة من الإبل، كفرحة: الحسنة العطل إذا كانت تامة الجسم والطول، وقال أبو عبيد: العطلات من الإبل: الحسان، فلم يشتقه، قال ابن سيده: وعندي أن العطلات على هذا إنما هو على النسب. العطلة أيضا: الناقة الصفي، أنشد أبو حنيفة للبيد:

فلا نتجاوز العطلات منهـا    إلى البكر المقارب والكزوم
ولكنا نعض السيف منـهـا    بأسؤق عافيات اللحم كـوم

صفحة : 7335

العطلة أيضا: المغزار من الشياه، عن الليث، ونصه في العين: شاة عطلة: يعرف في عنقها أنها غزيرة. العطلة أيضا: الدلو التي انقطع وذمها فتعطلت من الاستقاء بها، وقال ابن الأثير: هي التي ترك العمل بها حينا وعطلت وتقطعت أوذامها وعراها، ومنه حديث عائشة تصف أباها رضي الله تعالى عنهما: فرأب الثأي وأوذم العطلة. أرادت أنه رد الأمور إلى نظامها، وقوى أمر الإسلام بعد ارتداد الناس، وأوهى أمر الردة حتى استقامت له الأمور. والعطل، محركة: العنق، قال رؤبة:

أوقص يخزي الأقربين عطله والعيطل من النساء، كحيدر: الطويلة العطل، أي العنق في حسن جسم، وقيل: الطويلة مطلقا، وكذلك من النوق والخيل ، أو كل ما طال عنقه من البهائم: عيطل، وقال ابن كلثوم:

ذراعي عيطل أدماء بكر     هجان اللون لم تقرأ جنينا العيطل: الناقة الطويلة في حسن منظر وسمن، والياء زائدة. والعيطل كحيدر، والعطيل كأمير: شمراخ من طلع فحال النخل يؤبر به، قال الأزهري: سمعت ذلك من النخليين بالأحساء. المعطل، كمعظم: شاعر هذلي: أخو بني رهم بن سعد بن هذيل. أيضا: الموات من الأرض، لأنها عطلت، أي أهملت من خدمتها. وإبل معطلة: لا راعي لها، وكذلك كل ماشية إذا أهملت بلا راع فقد عطلت. وعطالة، كسحابة: جبل لبني تميم، قال سويد بن كراع العكلي:

خليلي قوما في عطالة فانظرا     أنارا تراءى في عطالة أم برقا كما في العباب، وليس فيه لبني تميم، وفي التهذيب: قال الأزهري: ورأيت بالسودة من ديارات بني سعد جبلا منيفا يقال له عطالة، وهو الذي قال فيه القائل:

خليلي قوما في عطالة فانظـرا    أنارا ترى من ذي أبانين أم برقا عطالة: اسم رجل. وتعطل الرجل: بقي بلا عمل، وفي بعض نسخ الصحاح: إذا بقي لا شيء له. والاسم: العطلة، بالضم، يقال: هو يشكو العطلة. وعطل، كفرح: عظم بدنه، نقلع الصاغاني. قال الجوهري: قد يستعمل العطل في الخلو من الشيء وإن كان أصله في الحلي، يقال: عطل الرجل من المال والأدب: أي خلا منهما فهو عطل بضمة وبضمتين، مثل: عسر وعسر، وخلق وخلق. وقوس عطل، بضمتين: بلا وتر، والجمع أعطال، وقد عطلها تعطيلا. ومما يستدرك عليه: امرأة عطلاء: لا حلي عليها. والرعية إذا لم يكن لها وال يسوسها فهم معطلون، وقد عطلوا، أي أهملوا. وإذا ترك الثغر بلا حام يحميه فقد عطل. وبئر معطلة: لا يستقى منها ولا ينتفع بمائها، وقيل: بئر معطلة لبيود أهلها، ومن الشاذ قراءة من قرأ وبئر معطلة وكل ما ترك ضياعا: معطل ومعطل، قلت: وهي قراءة الجحدري. وامرأة حسنة العطل، محركة: إذا كانت حسنة الجردة. وامرأة عطلة، كفرحة: ذات عطل، أي حسن جسم، وأنشد أبو عمرو:

ورهاء ذات عطل وسيم وتعطيل الحدود: أن لا تقام على من وجبت عليه. وعطلت الغلات والمزارع: إذا لم تعمر ولم تحرث. وهو ذو عطلة، بالضم: إذا لم تكن له ضيعة يمارسها. وهضبة عيطل: طويلة. والعطل: شمراخ فحل النخل. وعيطل: اسم ناقة بعينها، نقله الجوهري، وأنشد ابن بري:

باتت تباري شعشعات ذبلا
فهي تسمى زمزما وعيطلا

صفحة : 7336

وشجر عيطل: ناعم. واعطألت الشجرة، كاطمأنت: كثرت أغصانها واشتد التفافها، نقله الأزهري، وقد مر في ترجمة ع-ض-ل. وقوله تعالى: وإذا العشار عطلت أي لاشتغالهم بأهوال يوم القيامة. وأبو عمرو صفوان بن المعطل بن رحيضة الذكواني السلمي: صحابي رضي الله تعالى عنه. ويقال لمن يجعل العالم بزعمه فارغا عن صانع أتقنه وزينه: معطل، قاله الراغب.

ع-ط-ب-ل
العطبل والعطبول والعطبولة، بضمهن، والعيطبول، كحيزبون: المرأة الفتية الجميلة الممتلئة الطويلة العنق. وقيل: هي الحسنة التامة من النساء. ومن الظباء: الطويلة العنق، وأنشد الجوهري لعمر بن أبي ربيعة، وفي العباب قال عبد الرحمن بن حسان بن ثابت حين قتلت عمرة بنت النعمان بن بشير امرأة مسيلمة على الكفر:

إن من أعجب العجائب عندي     قتل بيضاء حرة عطـبـول قال ابن بري: ولا يقال: رجل عطبول، إنما يقال رجل أجيد، إذا كان طويل العنق، انتهى. وقد ذكر ابن الأثير في غريب الحديث له: ورد في صفته صلى الله تعالى عليه وسلم أنه لم يكن بعطبول ولا بقصير. وفسره فقال: العطبول: الممتد القامة الطويل العنق، وقيل: هو الطويل الأملس الصلب، قال: ويوصف به الرجل والمرأة، ج: عطابل وعطابيل، كما في الصحاح والمحكم، والذي في العباب: والجمع العطابيل، ويجوز في الشعر العطابل، وأنشد أبو عمرو:

لو أبصرت سعدى بها كتائلي
مثل العذارى الحسر العطابل

وأما ما أنشده ثعلب:

بمثل جيد الرئمة العطبل إنما شدد اللام للضرورة. العيطبول: الطويلة القد دون العنق.

ع-ظ-ل
العظال، ككتاب: الملازمة في السفاد من الكلاب، والسباع، والجراد، وغيره مما ينشب ويتلازم في السفاد، كالمعاظلة والتعاظل والاعتظال، وقد عاظلت معاظلة وعظالا، وتعاظلت واعتظلت، قال:

كلاب تعاظل سود الفقـا     ح لم تحم شيئا ولم تصطد وقال أبو الزحف الكلبي:

تمشي الكلب دنا للكلبة
يبغي العظال مصحرا بالسوءة قال ابن الأعرابي: سفد السبع وعاظل، قال: والسباع كلها تعاظل. والجراد والعظا تعاظل ويقال: تعاظلت السباع وتشابكت. وعظلت الكلاب، كنصر وسمع، عظلا: ركب بعضها بعضا في السفاد. وجراد عاظل وعظلى، كسكرى: أي متعاظلة، لازمة بعضها بعضا في السفاد، لا تبرح، ومن كلامهم للضبع: أبشري بجراد عظلى، ورجال قتلى، ومنه قوله:

يا أم عمرو أبشري بالبشرى
موت ذريع وجراد عظلى أراد أن يقول: يا أم عامر فلما لم يستقم له البيت قال: يا أم عمرو، وأم عامر: كنية الضبع، قاله الأزهري. وتعظلوا عليه تعظلا، وعظلوا تعظيلا أي اجتمعوا، وقيل: تراكبوا عليه ليضربوه، قال:

أخذوا قسيهم بأيمنهـم     يتعظلون تعظل النمل ويوم العظالى، كحبارى: من أيام العرب، م، معروف، في الأساس: لبني تميم حين غزوا بكر بن وائل، سمي به لأن الناس ركب بعضهم بعضا عندما انهزموا، وقال أبو حيان: لتجمع الناس فيه حتى كأنهم متراكبون، أو لأنه ركب فيه الاثنان والثلاثة دابة واحدة في الهزيمة، وهذا قول الأصمعي، قال العوام بن شوذب الشيباني:

فإن يك في يوم العظالى ملامة    فيوم الغبيط كان أخزى وألوما

صفحة : 7337

وقيل: سمي يوم العظالى، لأنه تعاظل فيه على الرياسة بسطام بن قيس، وهانئ بن قبيصة، ومفروق بن عمرو، والحوفزان. وعاظل في القافية عظالا: ضمن، يقال: فلان لا يعاظل بين القوافي، ومنه قول عمر رضي الله تعالى عنه: أشعر شعرائكم من لم يعاظل الكلام ولم يتتبع حوشيه، قوله: لم يعاظل، أي لم يحمل بعضه على بعض ولم يتكلم بالرجيع من القول، ولم يكرر اللفظ والمعنى، وحوشي الكلام: وحشيه وغريبه، وقيل: معنى لم يعاظل: لا يعقده ولا يوالي بعضه فوق بعض، وكل شيء ركب شيئا فقد عاظله، قاله الآمدي في الموازنة، وفي العباب: يريد أنه فصل القول وأوضحه ولم يعقده، وقال أبو حيان: عاظل الشاعر: إذا ضمن في شعره، أي جعل بعض أبياته مفتقرا في بيان معناه إلى غيره. والعظل، بضمتين: المجبوسون، وهم المأبونون، عن ابن الأعرابي، مأخوذ من المعاظلة، وقال أبو حيان: هم المفعول بهم فعل قوم لوط. والمعظل، كمحسن، والمعظئل، كمشمعل: الموضع الكثير الشجر، كلاهما عن كراع. وقد تقدم في الضاد: اعضألت: كثرت أغصانها، كما في اللسان، وقال ابن خالويه: اعظأل الشجر: كثرت أغصانه. ومما يستدرك عليه: قال ابن شميل: يقال: رأيت الجراد ردافى وركابى وعظالى: إذا اعتظلت، وذلك أن ترى أربعة وخمسة قد ارتدفت. والتعظل: أن يتتبع الشيء قد فاته، يقال: ظل يتعظل في أثره منذ اليوم. والتعظل: لغة في التعاظل. وجراد عظال بمعنى عظلى، عن أبي حيان. وتعاظلوا على الماء: كثروا عليه وازدحموا. وعاظله، وهو عظيله: إذا قال كل منهما: أنا مثلك أو خير منك. والعظل، بالضم: لغة في العظل، بضمتين. والعظل، كصرد وجبل: الفأرة الكبيرة، يرى بالظاء والضاد، عن أبي سهل.


ع-ف-ل
العفل والعفلة، محركتين: شيء يخرج من قبل النساء وحياء الناقة كالأدرة التي للرجال في الخصية. وحكى الأزهري عن ابن الأعرابي: العفل: نبات لحم ينبت في قبل المرأة، وهو القرن. وقال أبو عمرو الشيباني: العفل: شيء مدور يخرج بالفرج، قال: ولا يكون في الأبكار، ولا يصيب المرأة إلا بعد ما تلد. وقال ابن دريد: العفل في الرجال: غلظ يحدث في الدبر، وفي النساء: غلظ في الرحم، قال: وكذلك هو في الدواب. قال الليث: عفلت المرأة كفرح فهي عفلاء وعفلت الناقة، والعفلة الاسم، ومنه حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أربع لا يجزن في البيع ولا النكاح: المجنونة والمجذومة والبرصاء والعفلاء. والتعفيل: إصلاحه عن ابن عباد، قال أبو عمرو: القرن بالناقة مثل العفل بالمرأة، فيؤخذ الرضف فيحمى ثم يكوى به ذلك القرن. التعفيل: النسبة إليه، يقال: عفله به، إذا نسبه إليه عن ابن عباد. والعفل: كثرة شحم ما بين رجلي التيس والثور، ولا يكاد يستعمل إلا في الخصي منهما، ولا يستعمل في الأنثى. أيضا: الخط الذي بين الدبر والذكر. أيضا: شحم خصيتي الكبش وما حوله، عن ابن فارس. أيضا: مجس الكبش بين رجليه ليعرف سمنه من هزاله، عن الكسائي، قال بشر يهجو عتبة بن جعفر بن كلاب:

جزيز القفا شبعان يربض حجرة     حديث الخصاء وارم العفل معبر

صفحة : 7338

والعافل: من يلبس الثياب القصار فوق الطوال، عن ابن الأعرابي. عفال، كقطام: شتم للمرأة، وفي العباب: وعفال: شتم، يقال للأمة: يا عفال. عفلان، كسكران: جبل لبني أبي بكر بن كلاب. العفلانة بهاء: ماءة عادية بقربه لهم أيضا، قاله نصر والصاغاني. والعفلاء: الشفة التي تنقلب عند الضحك كما في العباب. وبنو العفيل، كزبير: هم: بنو مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم رهط العجاج الراجز. ومما يستدرك عليه: العفلة، محركة: بظارة المرأة، عن ابن الأعرابي. وقال المفضل بن سلمة في قول العرب: رمتني بدائها وانسلت. قال: كان سبب ذلك أن سعد بن زيد مناة تزوج رهم بنت الخزرج بن تيم الله، وكانت من أجمل النساء، فولدت له مالك بن سعد، وكان ضرائرها إذا ساببنها يقلن لها: يا عفلاء، فقالت لها أمها: إذا ساببنك فابدئيهن بعفال سببت. فأرسلتها مثلا، فسابتها بعد ذلك امرأة من ضرائرها، فقالت لها رهم: يا عفلاء، فقالت ضرتها: رمتني بدائها وانسلت. وقد تقدم ذلك في س-ل-ل. وكبش حولي أعفل، أي: كثير شحم الخصية من السمن. وإذا مس الرجل عفل الكبش لينظر سمنه يقال: جسه، وغبطه، وعفله.

ع-ف-ج-ل
العفنجل، كسمندل، أهمله الجوهري، وفي اللسان والمحيط: هو الثقيل الهذر الكثير فضول الكلام في كل شيء، والنون زائدة.