فصل العين المهملة مع اللام
الجزء الثالث
ع-ف-ش-ل
العفشل، كجعفر: الثقيل الوخم، كما في العباب، كالعفنشل بزيادة النون، وهذه
عن الأزهري والعفشليل. قال ابن عباد: رجل عفشال، بالكسر أي فشل قليل البأس.
والعفشليل: الرجل الجافي الثقيل، كما في الصحاح. أيضا: العجوز المسنة
المسترخية اللحم، كما في الصحاح والمحكم. أيضا: الكساء الكثير الوبر، كما
في المحكم، ونقل الجوهري عن الجرمي: هو الكساء الجافي، زاد غيره: الثقيل.
ربما سميت الضبع عفشليلا به، أو هو الضبعان أي ذكر الضباع، قال ساعدة بن
جؤية:
كمشي الأقبل الساري عليه عفاء كالعباءة عفشـلـيل قال الأخفش: أي منتفش كثير، وفي بعض نسخ الديوان عنشليل، بالنون.
ع-ف-ط-ل
العفطلة: بالطاء المهملة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو خلطك الشيء
بالشيء كالعفلطة، يقال: عفطله بالتراب، وعفلطه: إذا خلطه به، وهو مقلوب.
ع-ف-ق-ل
العفقل، كجعفر، أهمله الجوهري والجماعة، وهو الرجل العظيم الوجه. قلت:
وكأنه مقلوب العفلق، قال الجوهري: هو الرجل الضخم المسترخي، وقد تقدم في
القاف.
ع-ف-ك-ل
العفكل، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الأحمق كما في العباب
واللسان.
ع-ق-ل
صفحة : 7339
العقل: العلم، وعليه اقتصر كثيرون، وفي العباب: العقل: الحجر والنهية،
ومثله في الصحاح، وفي المحكم: العقل: ضد الحمق، أو هو العلم بصفات الأشياء
من حسنها وقبحها، وكمالها ونقصانها، أو هو العلم بخير الخيرين وشر الشرين،
أو مطلق لأمور أو لقوة بها يكون التمييز بين القبح والحسن، ولمعان مجتمعة
في الذهن يكون بمقدمات يستتب بها الأغراض والمصالح، ولهيئة محمودة للإنسان
في حركاته وكلامه. هذه الأقوال التي ذكرها المصنف كلها في مصنفات المعقولات
لم يعرج عليها أئمة اللغة، وهناك أقوال غيرها لم يذكرها المصنف، قال
الراغب: العقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم، ويقال للذي يستنبطه
الإنسان بتلك القوة عقل، ولهذا قال علي رضي الله تعالى عنه: العقل عقلان:
مطبوع ومسموع، فلا ينفع مطبوع إذا لم يكن مسموعا، كما لا ينفع ضوء الشمس
وضوء العين ممنوع. وإلى الأول أشار النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلق الله
خلقا أكرم من العقل ، وإلى الثاني أشار بقوله: ما كسب أحد شيئا أفضل من عقل
يهديه إلى هدى أو يرده عن ردى . وهذا العقل هو المعني بقوله عز وجل: وما
يعقلها إلا العالمون وكل موضع ذم الله الكفار بعدم العقل فإشارة إلى الثاني
دون الأول، كقوله تعالى: صم بكم عمي فهم لا يعقلون ونحو ذلك من الآيات، وكل
موضع رفع التكليف عن العبد لعدم العقل فإشارة إلى الأول. انتهى. وفي شرح
شيخنا قال ابن مرزوق: قال أبو المعالي في الإرشاد: العقل: هو علوم ضرورية
بها يتميز العاقل من غيره إذا اتصف، وهي العلم بوجوب الواجبات، واستحالة
المستحيلات، وجواز الجائزات، قال: وهو تفسير العقل الذي هو شرط في التكليف،
ولسنا نذكر تفسيره بغير هذا، وهو عند غيره: من الهيئات والكيفيات الراسخة
من مقولة الكيف، فهو صفة راسخة توجب لمن قامت به إدراك المدركات على ما هي
عليه ما لم تتصف بضدها، وفي حواشي المطالع: العقل: جوهر مجرد عن المادة لا
يتعلق بالبدن تعلق التدبير بل تعلق التأثير، وفي العقائد النسفية: أما
العقل وهو قوة للنفس بها تستعد للعلوم والإدراكات، وهو المعني بقولهم:
غريزة يتبعها العلم بالضروريات عند سلامة الآلات، وقيل: جوهر يدرك به
الغائبات بالوسائط، والمشاهدات بالمشاهدة. وفي المواقف: قال الحكماء:
الجوهر إن كان حالا في آخر فصورة، وإن كان محلا لها فهيولى، وإن كان مركبا
منهما فجسم، وإلا فإن كان متعلقا بالجسم تعلق التدبير والتصرف فنفس، وإلا
فعقل. انتهى. وقال قوم: العقل: قوة وغريزة أودعها الله سبحانه في الإنسان
ليتميز بها عن الحيوان بإدراك الأمور النظرية، والحق أنه نور روحاني يقذف
به في القلب أو الدماغ به تدرك النفس العلوم الضرورية والنظرية، واشتقاقه
من العقل، وهو المنع؛ لمنعه صاحبه مما لا يليق، أو من المعقل، وهو الملجأ؛
لالتجاء صاحبه إليه، كذا في التحرير لابن الهمام، وقال بعض أهل الاشتقاق:
العقل أصل معناه المنع، ومنه العقال للبعير؛ سمي به لأنه يمنع عما لا يليق،
قال:
قد عقلنا والعقـل أي وثـاق
وصبرنا والصبر مر المذاق
صفحة : 7340
وفي الإرشاد لإمام الحرمين: العقل من العلوم الضرورية، والدليل على أنه من
العلوم استحالة الاتصاف به مع تقدير الخلو من جميع العلوم، وليس العقل من
العلوم النظرية؛ إذ شرط النظر تعذر العقل، وليس العقل جميع العلوم
الضرورية؛ فإن الضرير، ومن لا يدرك يتصف بالعقل مع انتفاء علوم ضرورية عنه،
فبان بهذا أن العقل من العلوم الضرورية وليس كلها. انتهى. وقال بعضهم:
اختلف الناس في العقل من جهات: هل له حقيقة تدرك أو لا? قولان، وعلى أن له
حقيقة هل هو جوهر أو عرض? قولان، وهل محله الرأس أو القلب? قولان، وهل
العقول متفاوتة أو متساوية? قولان، وهل هو اسم جنس، أو جنس، أو نوع? ثلاثة
أقوال، فهي أحد عشر قولا، ثم القائلون بالجوهرية أو العرضية اختلفوا في
اسمه على أقوال، أعدلها قولان، فعلى أنه عرض هو ملكة في النفس تستعد بها
للعلوم والإدراكات، وعلى أنه جوهر هو جوهر لطيف تدرك به الغائبات بالوسائط،
والمحسوسات بالمشاهدات، خلقه الله تعالى في الدماغ، وجعل نوره في القلب،
نقله الأبشيطي، وقال ابن فرحون: العقل نور يقذف في القلب فيستعد لإدراك
الأشياء، وهو من العلوم الضرورية. ولهم كلام في العقل غير ما ذكرنا لم
نورده هنا قصدا للاختصار، قالوا: وابتداء وجوده عند اجتنان الولد، ثم لا
يزال ينمو ويزيد إلى أن يكمل عند البلوغ، وقيل: إلى أن يبلغ أربعين سنة
فحينئذ يستكمل عقله، كما صرح به غير واحد، وفي الحديث: ما من نبي إلا نبئ
بعد الأربعين وهو يشير إلى ذلك، وقول ابن الجوزي - إنه موضوع لأن عيسى نبئ
ورفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، كما في حديث، فاشتراطه الأربعين ليس بشرط -
مردود لكونه مستندا إلى زعم النصارى، والصحيح أنه رفع وهو ابن مائة وعشرين،
وما ورد فيه غير ذلك فلا يصح، وأيضا كل نبي عاش نصف عمر الذي قبله، وأن
عيسى عاش مائة وعشرين ونبينا عاش نصفها، كذا في تذكرة المجدولي، ج: عقول.
وقد عقل الرجل يعقل عقلا ومعقولا وهو مصدر، وقال سيبويه: هو صفة، وكان
يقول: إن المصدر لا يأتي على وزن مفعول البتة، ويتأول المعقول فيقول: كأنه
عقل له شيء، أي حبس عليه عقله وأيد وشدد، قال: ويستغنى بهذا عن المفعل الذي
يكون مصدرا، كذا في الصحاح والعباب، وأنشد ابن بري:
فقد أفادت لهم حلما وموعظة
لمن يكون له إرب ومعقول
صفحة : 7341
ومن سجعات الأساس: ذهب طولا، وعدم معقولا. وما لفلان مقول، ولا معقول، وما
فعلته منذ عقلت، وقيل: المعقول: ما تعقله بقلبك. وعقل تعقيلا، شدد للكثرة
فهو عاقل من قوم عقلاء وعقال كرمان، قال ابن الأنباري: رجل عاقل، وهو
الجامع لأمره ورأيه، مأخوذ من عقلت البعير: إذا جمعت قوائمه، وقيل: هو الذي
يحبس نفسه ويردها عن هواها. عقل الدواء بطنه يعقله ويعقله، من حدي ضرب
ونصر، عقلا: أمسكه، وخص بعضهم بعد استطلاقه، قال ابن شميل: إذا استطلق بطن
الإنسان ثم استمسك فقد عقل بطنه. عقل الشيء يعقله عقلا: فهمه، فهو عقول،
يقال: لفلان قلب عقول ولسان سؤول، أي فهم، وقال الزبرقان: أحب صبياننا
إلينا الأبله العقول، قال ابن الأثير: هو الذي يظن به الحمق فإذا فتش وجد
عاقلا، والعقول: فعول منه للمبالغة. عقل البعير يعقله عقلا: شد وظيفه إلى
ذراعه، وفي الصحاح: قال الأصمعي: عقلت البعير أعقله عقلا، وهو أن تثني
وظيفه مع ذراعه فتشدهما جميعا في وسط الذراع، كعقله تعقيلا، شدد للكثرة،
كما في الصحاح. وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه قدم رجل من بعض الفروج عليه
فنثر كنانته فسقطت صحيفة فإذا فيها أبيات منها - وهي من أبيات أبي المنهال
بقيلة الأكبر -:
فلما قلص وجدن معقلات
قفا سلع بمختلف التجـار
يعقلهن جعد شـيظـمـي وبئس
معقل الذود الظؤار
يعني نساء معقلات لأزواجهن كما تعقل النوق عند الضراب. ويروى:
.... جعـدة مـن سـلـيم معيدا يبتغي سقط العذارى أراد أنه يتعرض لهن، فكنى بالعقل عن الجماع، أي أن أزواجهن يعقلونهن، وهو يعقلهن أيضا، كأن البدء للأزواج، والإعادة له. قلت: وهذا الرجل صاحب الأبيات كان وجهه عمر رضي الله عنه إلى إحدى الغزوات بنواحي فارس، وكان ترك عياله بالمدينة، فبلغه أن رجلا من بني سليم اسمه جعدة يختلف إلى النساء الغائبات أزواجهن، فكتب إلى سيدنا عمر يشكو منه. وفي الحديث: القرآن كالإبل المعقلة أي المشدودة بالعقال، والتشديد للتكثير. واعتقله اعتقالا: مثل عقله. عقل القتيل يعقله عقلا: وداه أي أعطاه العقل، وهو الدية. عقل عنه عقلا: أدى جنايته وذلك إذا لزمته دية فأعطاها عنه، قال الشاعر:
فإن كان عقل فاعقلا عن أخيكما بنات المخاض والفصال المقاحما عداه بعن؛ لأن في قوله: اعقلوا معنى أدوا وأعطوا، حتى كأنه قال: فأعطيا عن أخيكما. عقل له دم فلان عقلا: ترك القود للدية، قالت كبشة أخت عمرو بن معد يكرب:
وأرسل عبد الله إذ حان يومه إلى قومه لا تعقلوا لهم دمي فهذا هو الفرق بين عقلته، وعقلت عنه، وعقلت له، كذا في المحكم والتهذيب لابن القطاع، وسيأتي قريبا. عقل الظبي عقلا وعقولا، بالضم: صعد، وفي الصحاح عقل الوعل، أي امتنع في الجبل العالي يعقل عقولا، وبه سمي الوعل عاقلا، أي على حد التسمية بالصفة، ويقال: وعل عاقل: إذا تحصن بوزره عن الصياد. عقل الظل عقلا: قام قائم الظهيرة، وذلك عند انتصاف النهار، قال لبيد رضي الله تعالى عنه:
تسلب الكانس لم يورأ بهـا
شعبة الساق إذا الظل عقل
صفحة : 7342
عقل إليه عقلا وعقولا: إذا لجأ. عقل فلانا: إذا صرعه الشغزبية وهو أن يلوي
رجله على رجله كاعتقله والاسم العقلة بالضم، قال:
علمنا إخواننا بنو عجل
شرب النبيذ واعتقالا بالرجل
عقل البعير: أكل العاقول، اسم نبت يأتي ذكره يعقل بالكسر، من حد ضرب، عقلا في الكل. والعقل: الدية، وقد عقله: إذا وداه، كما تقدم، ومنه الحديث: العقل على المسلمين عامة، ولا يترك في الإسلام مفرج ، قال الأصمعي: وإنما سميت بذلك لأن الإبل كانت تعقل بفناء ولي المقتول، ثم كثر استعمالهم هذا اللفظ حتى قالوا: عقلت المقتول: إذا أعطيت ديته دراهم أو دنانير، قال أنس بن مدركة:
إني وقتلي سليكا ثم أعـقـلـه كالثور يضرب لما عافت البقر العقل: الحصن، وأيضا: الملجأ والجمع عقول، قال أحيحة:
وقد أعددت للحدثان حصنـا لو ان المرء تحرزه العقول قال الليث: وهو المعقل، قال الأزهري: أراه أراد بالعقول التحصن في الجبل، ولم أسمع العقل بمعنى المعقل لغير الليث. قال ابن الأعرابي: العقل: القلب، والقلب: العقل. قلت: وبه فسر بعض قوله تعالى: لمن كان له قلب . العقل: ثوب أحمر يجلل به الهودج، قال علقمة:
عقلا ورقما تكاد الطير تخطفه كأنه من دم الأجواف مدمـوم أو ضرب من الوشي، وفي المحكم من الوشي الأحمر، وقيل: ضرب من البرود. أيضا: إسقاط اللام من مفاعلتن، هكذا في سائر النسخ، وفي نسخة إسقاط الياء، قال شيخنا: وهو غلط ظاهر، فإسقاط الياء وكل خامس ساكن من الجزء إنما يقال له القبض، والعقل إنما هو حذف الخامس المتحرك، انتهى. قلت: وفي المحكم: العقل في العروض: إسقاط الياء من مفاعيلن بعد إسكانها في مفاعلتن، فيصير مفاعلن، وبيته:
منازل لفرتنى قفـار كأنما رسومها سطور العقل، بالتحريك: اصطكاك الركبتين، أو التواء في الرجل، وقيل: هو أن يفرط الروح في الرجلين حتى يصطك العرقوبان، وهو مذموم، قال الجعدي يصف ناقة:
مطوية الزور طي البئر دوسرةمفروشة الرجل فرشا لم يكن عقلا يقال: بعير أعقل، وناقة عقلاء: بينة العقل، وقد عقل، كفرح عقلا، وهو التواء في رجل البعير، واتساع. وتعاقلوا دم فلان: عقلوه بينهم، وفي حديث عمر رضي الله عنه: إنا لا نتعاقل المضغ بيننا. أي أن أهل القرى لا يعقلون عن أهل البادية، ولا أهل البادية عن أهل القرى في مثل الموضحة، أي لا نعقل بيننا ما سهل من الشجاج، بل نلزمه الجاني. يقال: دمه معقلة، بضم القاف، على قومه أي: غرم عليهم يؤدونه من أموالهم. والمعقلة أيضا: الدية نفسها، يقال: لنا عند فلان ضمد من معقلة، أي بقية من دية كانت عليه. معقلة: خبراء بالدهناء تمسك الماء، حكاها الفارسي عن أبي زيد، قال الأزهري: وقد رأيتها، وفيها حوايا كثيرة تمسك ماء السماء دهرا طويلا، وإنما سميت معقلة لأنها تمسك الماء كما يعقل الدواء البطن، قال ذو الرمة:
حزاوية أو عوهج معـقـلـية
ترود بأعطاف الرمال
الحرائر
صفحة : 7343
يقال: هم على معاقلهم الأولى: أي على حال الديات التي كانت في الجاهلية،
يؤدونها كما كانوا يؤدونها في الجاهلية، واحدته معقلة. على معاقلهم: على
مراتب آبائهم، وأصله من ذلك، وفي الحديث: كتب بين قريش والأنصار كتابا فيه
المهاجرون من قريش على رباعتهم، يتعاقلون بينهم معاقلهم الأولى، أي يكونون
على ما كانوا عليه من أخذ الديات وإعطائها. وهو عقال المئين، ككتاب: أي
الشريف الذي إذا أسر فدي بمئين من الإبل. ويقال: فلان قيد مائة، وعقال
مائة، إذا كان فداؤه إذا أسر مائة من الإبل، قال يزيد بن الصعق:
أساور بيض الدارعين وأبـتـغـي عقال المئين في الصباح وفي الدهر واعتقل رمحه: جعله بين ركابه وساقه، وفي حديث أم زرع: واعتقل خطيا. قال ابن الأثير: اعتقال الرمح: أن يجعله الراكب تحت فخذه ويجر آخره على الأرض وراءه. اعتقل الشاة: وضع رجليها بين ساقه وفخذه فحلبها، ومنه حديث عمر رضي الله تعالى عنه: من اعتقل الشاة وحلبها وأكل مع أهله فقد برئ من الكبر. يقال: اعتقل الرجل: إذا ثناها فوضعها على الورك، كذا في النسخ، والصواب على المورك، قال ذو الرمة:
أطلت اعتقال الرجل في مدلهمة إذا شرك الموماة أودى نظامها أي خفيت آثار طرقها، كتعقلها. يقال: تعقل فلان قادمة رحله، بمعنى اعتقله، ومنه قول النابغة:
متعقلين قوادم الأكوار اعتقل من دم فلان، ومن دم طائلته: إذا أخذ العقل، أي الدية. والعقال، ككتاب: زكاة عام من الإبل والغنم، ومه قول عمرو بن العداء الكلبي:
سعى عقالا فلم يترك لنا سـبـدا
فكيف لو قد سعى عمرو عقالين
لأصبح الحي أ وبادا ولـم يجـدوا
عند التفرق في الهيجا جمالـين
قال ابن الأثير: نصب عقالا على الظرف، أراد مدة عقال، ومنه قول أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه حين امتنعت العرب عن أداء الزكاة إليه: لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. قال الكسائي: العقال: صدقة عام، وقال بعضهم: أراد أبو بكر رضي الله تعالى عنه بالعقال الحبل الذي كان يعقل به الفريضة التي كانت تؤخذ في الصدقة إذا قبضها المصدق، وذلك أنه كان على صاحب الإبل أن يؤدي مع كل فريضة عقالا تعقل به ورواء، أي حبلا، وقيل: ما يساوي عقالا من حقوق الصدقة، وقيل: إذا أخذ المصدق أعيان الإبل قيل: أخذ عقالا، وإذا أخذ أثمانها قيل: أخذ نقدا، وقيل أراد بالعقال صدقة العام، واختاره أبو عبيد، وعليه اقتصر المصنف، وقال أبو عبيد: وهو أشبه عندي، قال الخطابي: إنما يضرب المثل في مثل هذا بالأقل لا بالأكثر، وليس بسائر في لسانهم أن العقال صدقة عام، وفي أكثر الروايات: لو منعوني عناقا، وفي أخرى: جديا، وقد جاء في الحديث ما يدل على القولين. قلت: وورد في بعض طرق الحديث: لو منعوني عقال بعير، وهو بعيد عن التأويل. عقال: اسم رجل. العقال: القلوص الفتية. ذو العقال، كرمان: فرس، وسياق المصنف يقتضي أن اسم الفرس عقال، وهو غلط، ووقع في الصحاح: وذو عقال: اسم فرس، قال ابن بري: والصحيح ذو العقال، بلام التعريف، وهو فحل من خيول العرب ينسب إليه، قال حمزة سيد الشهداء رضي الله تعالى عنه:
ليس عندي إلا سلاح وورد
قارح من بنات ذي العقال
صفحة : 7344
أتقي دونه المنـايا بـنـفـسـي وهو
دوني يغشى صدور العوالي وقال ابن الكلبي: هو فرس حوط بن أبي جابر الرياحي
من بني ثعلبة بن يربوع، وهو أبو داحس، وابن أعوج لصلبه ابن الديناري بن
الهجيسي بن زاد الركب، قال جرير:
إن الجياد يبتن حول قبـابـنـا من نسل أعوج أو لذي العقال ومر للمصنف استطراده في د-ح-س فراجعه، وفي الحديث أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم فرس يسمى ذا العقال. العقال: داء في رجل الدابة إذا مشى ظلع ساعة ثم انبسط، وأكثر ما يعتري في الشاء، ويخص أبو عبيد بالعقال الفرس. وفي الصحاح: العقال: ظلع يأخذ في قوائم الدابة، وقال أحيحة:
يا بني التخوم لا تظلموها إن ظلم التخوم ذو عقال عقال، كشداد: اسم أبي شيظم بن شبة المحدث عن الزهري. العقيلة من النساء، كسفينة: الكريمة المخدرة النفيسة، هذا هو الأصل، ثم استعمل في الكريم من كل شيء من الذوات والمعاني، ومنه عقائل الكلام. العقيلة، من القوم: سيدهم. العقيلة، من كل شيء: أكرمه، قال طرفة:
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي عقيلة مال الفاحش المـتـشـدد ومنه قول علي رضي الله عنه: المختص بعقائل كراماته. عقيلة البحر: الدر، وقيل: هي الدرة الكبيرة الصافية، وقال ابن بري: هي الدرة في صدفتها. قال الأزهري: العقيلة: كريمة النساء، والإبل، وغيرهما، والجمع العقائل، وأنشد الصاغاني لطرفة أيضا:
فمرت كهاة ذات خيف جلالة
عقيلة شيخ كالوبيل يلـنـدد
صفحة : 7345
والعاقول: معظم البحر، أو موجه. أيضا: معطف الوادي والنهر، وقيل: عاقول
النهر والوادي والرمل: ما اعوج منه، وكل معطف واد: عاقول، والجمع عواقيل،
وقيل: عواقيل الأودية: دراقيعها في معاطفها، واحدها عاقول. العاقول جمعه
عواقيل: ما التبس من الأمور. أيضا: الأرض لا يهتدى لها لكثرة معاطفها.
العاقول: نبت، م، معروف له شوك ترعاه الإبل، ويقال له: شوك الجمال، يطلع
على الجسور والترع، وله زهرة بنفسجية، وأغفله أبو حنيفة في كتاب النبات.
ودير عاقول: د، بالنهروان، بينها وبين المدائن مرحلة، منه عبد الكريم بن
الهيثم أبو يحيى العاقولي، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، وعنه أبو العباس
محمد بن إسحاق الثقفي، قاله الحاكم. أيضا: د، بالمغرب، منه أبو الحسن علي
بن إبراهيم. عاقول: ة، بالموصل، كما في العباب. وعاقولى، مقصورة: اسم
الكوفة في التوراة، كما في العباب. وعاقلة الرجل: عصبته، وهي القرابة من
قبل الأب الذين يعطون دية قتل الخطأ، وهي صفة جماعة عاقلة، وأصلها اسم
فاعلة من العقل، وهي من الصفات الغالبة، وفي الحديث: وقضى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بدية شبه العمد والخطأ المحض على العاقلة، يؤدونها في ثلاث
سنين إلى ورثة المقتول. قال ابن الأثير: ومعرفة العاقلة أن ينظر إلى إخوة
الجاني من قبل الأب فيحملون ما تحمل العاقلة، فإن احتملوها أدوها في ثلاث
سنين، وإن لم يحتملوها رفعت إلى بني جده، فإن لم يحتملوها رفعت إلى بني جد
أبيه، فإن لم يحتملوها رفعت إلى بني جد أبي جده، ثم هكذا لا ترفع عن بني أب
حتى يعجزوا، قال: ومن في الديوان ومن لا ديوان له في العقل سواء. وقال أهل
العراق: هم أصحاب الدواوين، قال إسحاق بن منصور: قلت لأحمد بن حنبل: من
العاقلة? فقال: القبيلة، إلا أنهم يحملون بقدر ما يطيقون، قال: فإن لم تكن
عاقلة لم تجعل في مال الجاني، ولكن تهدر عنه، وقال إسحاق: إذا لم تكن
العاقلة أصلا فإنه يكون في بيت المال، ولا تهدر الدية. وعاقله معاقلة:
غالبه في العقل، فعقله، كنصره، عقلا، أي غلبه، وكان أعقل منه، كما في
العباب. والعقيلى، كسميهى: الحصرم. وعقله تعقيلا: جعله عاقلا. عقل، الكرم،
تعقيلا: أخرج عقيلاه، أي الحصرم، ومنه حديث الدجال: ثم يأتي الخصب فيعقل
الكرم ثم يمجج، أي يخرج العقيلى، ثم يطيب طعمه. وأعقله: وجده عاقلا، كأحمده
وأبخله. واعتقل لسانه مجهولا، أي حبس ومنع، وقيل: امتسك، وقال الأصمعي: مرض
فلان فاعتقل لسانه: أي لم يقدر على الكلام، وقال ذو الرمة:
ومعتقل اللسان بغير خبل يميد كأنه رجـل أمـيم ومنه أخذ العاقل الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها. وعاقل: جبل، بعينه، نجدي، في شعر زهير:
لمن طلل كالوحي عاف منازله عفا الرس منه فالرسيس فعاقله
وثناه الشاعر ضرورة، فقال:
يجعلن مدفع عاقلين أيامنـا
وجعلن أمعز رامتين شمالا
صفحة : 7346
عاقل: سبعة مواضع منها: رمل بين مكة والمدينة، وماء لبني أبان بن دارم،
إمرة في أعاليه، والرمة في أسافله. وبطن عاقل: على طريق حاج البصرة بين
رامتين وإمرة. عاقل بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب الكناني الليثي، حليف
بني عدي بن كعب، الصحابي: بدري، رضي الله عنه، وكان اسمه غافلا، كما في
العباب، وقيل: نشبة، كما في معجم ابن فهد، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم
وسماه عاقلا تفاؤلا. والمرأة تعاقل الرجل إلى ثلث ديتها، أي توازيه، معناه
أن موضحته وموضحتها سواء، فإذا بلغ العقل ثلث الدية صارت دية المرأة على
النصف من دية الرجل. وفي حديث ابن المسيب: فإن جاوزت الثلث ردت إلى نصف دية
الرجل. ومعناه أن دية المرأة في الأصل على النصف من دية الرجل، كما أنها
ترث نصف ما يرث الابن، فجعلها سعيد تساوي الرجل فيما يكون دون ثلث الدية،
تأخذ كما يأخذ الرجل، إذا جني عليها، ولها في إصبع من أصابعها عشر من الإبل
كإصبع الرجل، وفي إصبعين من أصابعها عشرون من الإبل، وفي ثلاث من أصابعها
ثلاثون كالرجل، فإن أصيب أربع من أصابعها ردت إلى عشرين، لأنها جاوزت الثلث
فردت إلى النصف مما للرجل، وأما الشافعي وأهل الكوفة فإنهم جعلوا في إصبع
المرأة خمسا من الإبل، وفي إصبعين لها عشرا، ولم يعتبروا الثلث كما فعله
ابن المسيب. وقول الجوهري، نقلا عنهم: ما أعقله عنك شيئا، أي دع عنك الشك،
هذا حرف رواه سيبويه في باب الابتداء يضمر فيه ما بني على الابتداء، كأنه
قال: ما أعلم شيئا مما تقول، فدع عنك الشك، ويستدل بهذا على صحة الإضمار في
كلامهم للاختصار، وكذلك قولهم: خذ عنك، وسر عنك، وقال بكر المازني: سألت
أبا زيد والأصمعي والأخفش وأبا مالك عن هذا الحرف فقالوا جميعا: ما ندري ما
هو، وقال الأخفش: أنا منذ خلقت أسأل عن هذا، قال ابن بري: هذا تصحيف،
والصواب ما أغفله عنك بالفاء والغين، وهكذا رواه سيبويه، وهكذا صرح به أيضا
أبو محمد إسماعيل بن محمد بن عبدوس النيسابوري أنه تصحيف، والمسموع بالغين
والفاء، كذا بخط أبي سهل الهروي وأبي زكريا. وقول الشعبي: لا تعقل العاقلة،
العمد ولا العبد، ورواه غيره: لا تعقل العاقلة، عمدا، ولا صلحا ، ولا
اعترافا، ولا عبدا، أي أن كل جناية عمد فإنها في مال الجاني خاصة ولا يلزم
العاقلة منها شيء، وكذلك ما اصطلحوا عليه من الجنايات في الخطأ، وكذلك إذا
اعترف الجاني بالجناية من غير بينة تقوم عليه، وإن ادعى أنها خطأ لا يقبل
منه، ولا يلزم بها العاقلة. وليس بحديث كما توهمه الجوهري. قلت: هذا الحديث
أخرجه الإمام محمد في موطئه بإسناده عن ابن عباس، ومتنه: لا تعقل العاقلة
عمدا ولا صلحا ولا اعترافا ولا ما جنى المملوك. وكذلك ابن الأثير في
النهاية فإنه سماه حديثا، وإذا ثبت الحديث عن ابن عباس، ولو موقوفا، سيما
إذا كان في حكم المرفوع، فقوله: ليس بحديث إلخ، مردود عليه، وكأنه نظر إلى
الصاغاني، قال في العباب: وفي حديث الشعبي: لا تعقل العاقلة عمدا ولا عبدا
ولا صلحا ولا اعترافا. فقلده في قوله ذلك، وذهل عن أنه مروي من طريق ابن
عباس، وقد أشار إلى ذلك المنلا علي في رسالة ألفها في ذلك، سماها: تشييع
فقهاء الحنفية لتشنيع فقهاء الشافعية. ونقله شيخنا، معناه: أن يجني الحر،
الأولى حر، على عبد، خطأ، فليس على عاقلة الجاني شيء إنما جنايته في ماله
خاصة، وهو
صفحة : 7347
قول ابن أبي ليلى، وصوبه الأصمعي، وإليه ذهب الإمام الشافعي، قال ابن
الأثير: وهو موافق لكلام العرب، لا أن يجني العبد على حر، كما توهم أبو
حنيفة، أي في تفسير قول الشعبي السابق: لا تعقل العاقلة العمد ولا العبد.
قال ابن الأثير: وأما العبد فهو أن يجني على حر فليس على عاقلة مولاه شيء
من جناية عبده، وإنما جنايته على رقبته، قال: وهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله
تعالى، هذا نص ابن الأثير، وقد قدمه على القول الثاني، وفيه تأدب مع الإمام
صاحب القول، وأما قول المصنف: كما توهم إلى آخره، ففيه إساءة أدب مع الإمام
رضي الله تعالى عنه لا تخفى، كما نبه أكمل الدين في شرح الهداية، وغيره ممن
اعتنى من فقهاء الحنفية، ثم قال: لأنه لو كان المعنى على ما توهم، ونص
النهاية: إذ لو كان المعنى على الأول، أي على القول الأول، وهو قول أبي
حنيفة، ولم يقل: على ما توهم، لأن فيه إساءة أدب ، ونص الأصمعي: لو كان
المعني ما قال أبو حنيفة لكان الكلام: لا تعقل العاقلة عن عبد، ولم يكن ولا
تعقل العاقلة عبدا، هكذا في النسخ، ولا تعقل بزيادة الواو، وهي مستدركة،
وقال الأصمعي: كلمت في ذلك أبا يوسف القاضي بحضرة الرشيد الخليفة فلم يفرق
بين عقلته وعقلت عنه حتى فهمته، هكذا نقله ابن الأثير في النهاية،
والصاغاني في العباب، وابن القطاع في تهذيبه، وقلدهم المصنف فيما أورده
هكذا خلفا عن سلف، وقد أجاب عنه أكمل الدين في شرح الهداية، فقال: يستعمل
عقلته بمعنى عقلت عنه، وسياق الحديث، وهو قوله: لا تعقل العاقلة، وسياقه،
وهو قوله: ولا صلحا ولا اعترافا، يدلان على ذلك، لأن المعنى عمن تعمد وعمن
صالح وعمن اعترف، انتهى. قال شيخنا: ولو صح عن أبي يوسف أنه فهم عن الأصمعي
خلاف ما قاله أبو حنيفة لرجع إليه، وعول عليه، لأنه وإن كان مفصلا لما أجمل
من قواعد أبي حنيفة فإنه في حيز أرباب الاجتهاد، وهو أتقى لله من ارتكاب
خلاف ما ثبت عنده أنه صواب، وكون هذه اللغة مما خفي عن الأصمعي والشافعي
لغرابتها، لا ينافي أنها واردة في بعض اللغات الفصيحة الواردة عن بعض
العرب، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم جامع لكلام الكل، كما عرف في الأصول
العربية وغيرها، فتأمل. في التهذيب: يقال: تعقل له بكفيه: أي شبك بين
أصابعهما ليركب الجمل واقفا، وذلك أن البعير يكون قائما مثقلا، ولو أناخه
لم ينهض به وبحمله، فيجمع له يديه، ويشبك بين أصابعه، حتى يضع فيها رجله
ويركب، قال الأزهري: هكذا سمعت أعرابيا يقول. والعقلة، بالضم في اصطلاح
حساب الرمل: فرد وزوجان وفرد، هكذا صورته 5 5 هكذا نقله الصاغاني قال: وهي
التي تسمى الثقاف، قال شيخنا: هو ليس من اللغة في شيء. عقيل، كزبير: ة،
بحوران، كما في العباب. عقيل: اسم، وأبو قبيلة، وفي شرح مسلم للنووي أن
عقيلا كله بالفتح، إلا ابن خالد عن الزهري، ويحيى بن عقيل، وأب القبيلة
فبالضم، قلت: ابن خالد أيلي، وابن عقيل مصري، روى عنه واصل مولى ابن عيينة
، ومن ذلك أيضا عقيل بن صالح: كوفي عن الحسن، ومحمد بن عقيل الفريابي بمصر،
عن قتيبة بن سعيد، وحسين بن عقيل، روى التفسير عن الضحاك، وعقيل بن إبراهيم
بن خالد بن عقيل، عن أبيه عن جده، وقوله: وأبو قبيلة، هو عقيل بن كعب بن
ربيعة بن عامر. وفاته: عقيل بن هلال في فزارة، وفي أشجع أيضا عقيل
صفحة : 7348
بن هلال، والضحاك بن عقيل: زوج الخنساء الشاعرة، وعقيل بن طفيل الكلابي: له
ذكر، واختلف في إسحاق بن عقيل شيخ الباغندي، فضبطه الأمير وغيره بالفتح،
وحكى ابن عساكر عن طاهر أنه ضبطه بالضم. المعقل، كمحدث، وضبطه الحافظ على
وزن محمد: لقب ربيعة بن كعب المذحجي، وابنه عبد الله بن المعقل له ذكر في
نسب تنوخ. المعقل، كمنزل: الملجأ، ويستعار، فيقال: هو معقل قومه: أي
ملجؤهم، قال الكميت:هلال، والضحاك بن عقيل: زوج الخنساء الشاعرة، وعقيل بن
طفيل الكلابي: له ذكر، واختلف في إسحاق بن عقيل شيخ الباغندي، فضبطه الأمير
وغيره بالفتح، وحكى ابن عساكر عن طاهر أنه ضبطه بالضم. المعقل، كمحدث،
وضبطه الحافظ على وزن محمد: لقب ربيعة بن كعب المذحجي، وابنه عبد الله بن
المعقل له ذكر في نسب تنوخ. المعقل، كمنزل: الملجأ، ويستعار، فيقال: هو
معقل قومه: أي ملجؤهم، قال الكميت:
لقد علم القوم أنا لهم إزاء، وأنا لهم معقل قيل: هو من عقل الظبي عقلا: إذا صعد وامتنع، والجمع معاقل، وفي حديث ظبيان: إن ملوك حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها، أي حصونها، وفي حديث آخر: ليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل. أي يعتصم ويلتجئ، وبه سمي الرجل معقلا، منهم: معقل بن المنذر الأنصاري السلمي، عقبي بدري. ومعقل بن يسار بن عبد الله المزني: شهد الحديبية ونزل البصرة. ومعقل بن سنان وهما اثنان أحدهما: ابن سنان بن مظهر الأشجعي، شهد الفتح وسكن المدينة، والثاني: ابن سنان بن بيشة المزني له وفادة. ومعقل بن مقرن، أبو عمرة، أخو النعمان بن مقرن، وهم سبعة إخوة هاجروا وصحبوا، قاله الواقدي. ومعقل بن أبي الهيثم، وهو ابن أم معقل، ويقال معقل بن أبي معقل ويقال: معقل بن الهيثم الأسدي، وهو واحد، روى عنه سلمة والوليد أبو زيد. وذؤالة بن عوقلة اليماني، وخبره موضوع: صحابيون رضي الله تعالى عنهم. وكأمير عقيل بن أبي طالب، كنيته أبو يزيد أنسب قريش وأعلمهم بأيامها شهد المشاهد كلها، وهو أخو علي وجعفر لأبويهما، وهو الأكبر، روى عنه ابنه محمد، وعطاء، وأبو صالح السمان، مات زمن معاوية وقد عمي. عقيل بن مقرن المزني أبو حكيم، أخو النعمان، له وفادة صحابيان رضي الله تعالى عنهما. والعقنقل، كسفرجل: الوادي العظيم المتسع، قال امرؤ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل والجمع: عقاقل وعقاقيل، قال العجاج:
إذا تلقته الدهاس خطرفا
وإن تلقته العقاقيل طفا
صفحة : 7349
قيل: هو الكثيب المتراكم المتداخل المتعقل بعضه ببعض، ويجمع عقنقلات أيضا،
وقيل: هو الحبل منه، فيه حقفة وجرفة وتعقد، قال سيبويه: هو من التعقيل، فهو
عنده ثلاثي. ربما سموا قانصة الضب عقنقلا، وقيل: مصارينه، وقيل: كشيته
كالعنقل بحذف أول القافين، وفي المثل: أطعم أخاك من عقنقل الضب، يضرب عند
حثك الرجل على المواساة، وقيل: إن هذا موضوع على الهزء. قال ابن عباد:
العقنقل القدح. أيضا: السيف كما في العباب. وأعقل الرجل: وجب عليه عقال، أي
زكاة عام. ومما يستدرك عليه: العقول: العاقل، والدواء يمسك البطن. وتعقل:
تكلف العقل، كما يقال: تحلم وتكيس. وتعاقل: أظهر أنه عاقل فهم، وليس كذلك.
وعقل الشيء يعقله عقلا: فهمه. وعقل الرجل، كفرح: صار عاقلا، لغة في عقل
كضرب، حكاها ابن القطاع وصاحب المصباح. والمعقلة، بفتح القاف: الدية، لغة
في ضم القاف، حكاه السهيلي في الروض. واعتقل الدواء بطنه، مثل عقله. وعقله
عن حاجته، وعقله وتعقله واعتقله: حبسه ومنعه. والعقال، ككتاب: ما يشد به
البعير، والجمع عقل، ككتب، وقد يعقل العرقوبان. ويكنى بالعقل عن الجماع.
وعقله عقلا، وعكله: أقامه على إحدى رجليه، وهو معقول منذ اليوم، وكل عقل
رفع. ومعاقل الإبل: حيث تعقل فيها. وداء ذو عقال، كرمان: لا يبرأ منه.
والعقل: ضرب من المشط، يقال: عقلت المرأة شعرها، وعقلته، قال:
أنخن القرون فعقـلـنـهـا كعقل العسيف غرابيب ميلا والقرون: خصل الشعر. والماشطة: يقال لها: العاقلة، كما في الصحاح. وعقل الرجل على القوم عقالا: سعى في صدقاتهم، عن ابن القطاع. وعقل البطن: استمسك. ويقال: لفلان عقلة يعقل بها الناس: إذا صارعهم عقل أرجلهم. ويقال أيضا: به عقلة من السحر، وقد عملت له نشرة. ونهر معقل بالبصرة، نسب إلى معقل بن يسار المزني، رضي الله تعالى عنه، ومنه المثل: إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل. والرطب المعقلي بالبصرة منسوب إليه أيضا. وأعقل القوم: عقل بهم الظل، أي لجأ وقلص عند انتصاف النهار. وعقاقيل الكرم: ما غرس منه، أنشد ثعلب:
نجذ رقاب الأوس من كل جانب كجذ عقاقيل الكروم خبيرهـا ولم يذكر لها واحدا. وعقال الكلأ، كرمان: ثلاث بقلات يبقين بعد انصرامه، وهن: السعدانة، والحلب، والقطبة. وعاقولة: قرية بالفيوم. ومحمد بن أحمد بن سعيد الحنفي المكي المعروف كوالده بعقيلة، كسفينة: ممن أخذ عنه شيوخنا. ويقال لصاحب الشر: إنه لذو عواقيل. ونخلة لا تعقل الإبار: أي لا تقبله، وهو مجاز، كما في الأساس. وعقيل بن مالك الحميري: صحابي ذكره ابن الدباغ. وكذا معقل بن خويلد أو خليد، أورده ابن قانع. ومعقل بن قيس الرياحي: أدرك الجاهلية مات سنة 42. ومعقل بن خداج، ذكر وثيمة أنه قتل باليمامة، من الصحابة. ومعقل بن عبد الله الجزري، عن عطاء، وعنه الفريابي. ومعقل بن مالك الباهلي، من شيوخ البخاري. ومعقل بن أسد العمي أبو الهيثم الحافظ، أخو بهز، روى عنه البخاري، مات سنة 218. وعقال، ككتاب: عن ابن عباس، تابعي بجلي. وأبو عقال: محمد بن الأغلب التميمي، أمير إفريقية له ذكر. وعقيلة بالفتح بنت عبيد: صحابية. وعقيلة، عن سلامة بنت الحر، وعنها أم عبد الملك.
ع-ق-ب-ل
صفحة : 7350
العقابيل: بقايا العلة والعداوة والعشق كالعباقيل، عن اللحياني. قيل: هو ما
يخرج على الشفة غب الحمى، ويقال: العقابيل: بقايا كل شيء، قال عبدة بن
الطبيب:
رس كرس أخي الحمى إذا غبرت يوما تأوبه منـهـا عـقـابـيل العقابيل: الشدائد من الأمور واحدة الكل عقبولة، وعقبول، بضمهما. وفي الصحاح: العقبولة والعقبول: الحلأ، وهو قروح صغار تخرج بالشفة من بقايا المرض، والجمع العقابيل. قلت: ويجمع أيضا على عقابل في ضرورة الشعر، قال رؤبة:
من ورد حمى أسأرت عقابلا وتعقبله أي تعقبه، عن ابن عباد، قال: يقال: هو عقبلة فلان كعلبطة، قال الصاغاني: هكذا قاله ولم يفسره، كما في العباب، وفسره غيره فقال: أي يتعقبه. يقال: هو ذو عقابيل وذو عواقيل: أي شرير. ومما يستدرك عليه: رماه الله بالعقابيس والعقابيل، أي بالدواهي، نقله الأزهري.
ع-ق-ر-ط-ل
العقرطل، كسفرجل أهمله الجوهري والصاغاني وقد تكسر العين والقاف والطاء
وعليه اقتصر ابن سيده، ولو قال: وقد يقال بكسرات كان أخصر: الأنثى من
الفيلة، كما في اللسان.
ع-ك-ل
عكله يعكله ويعكله من حدي ضرب ونصر، عكلا: جمعه. وعكل السائق الخيل والإبل:
حازها، أي جمعها وساقها وضم قواصيها، قال الفرزدق:
وهم على صدف الأميل تداركوا نعما تشل إلى الرئيس وتعكـل قال أبو عمرو: عكل البعير يعكله عكلا: شد رسغ يديه إلى عضده بحبل، ولو قال: عقله بحبل، كما هو نص أبي عمرو كان أخصر، وما ذكره المصنف أبين، وفي الصحاح: هو أن يعقل برجل، وهو أي الحبل يسمى العكال، ككتاب سمي بذلك كالعقال لما يعقل به البعير، وإبل معكولة أي معقولة. عكل في الأمر عكلا؛ قال فيه برأيه. قال الزجاج: عكل عليه الأمر أي التبس وأشكل كأعكل واعتكل، وكذلك حكل واحكل واحتكل. عكل برأيه: حدس، يقال: إنك لتعكل الآن، أي لتهرج القول. عكل فلانا يعكله عكلا: حبسه، عن يعقوب، يقال عكلوهم معكل سوء. أو عكله عكلا: صرعه، كما في الصحاح. عكل المتاع يعكله ويعكله: نضد بعضه على بعض، عن ابن دريد، واقتصر الجوهري على الضم. عكل فلان: مات. عكل في الأمر: جد، كما في الصحاح. والعكل، بالكسر والضم واقتصر ابن الأعرابي على الكسر: اللئيم من الرجال، ج: أعكال. والعوكل، كجوهر: ظهر الكثيب، وقيل: هو العظيم من الرمال إلا أنه دون العقنقل، وهي العوكلة أو المتراكم المتداخل منها، قال ذو الرمة:
وقد قابلته عوكلات عوانـك ركام نفين النبت غير المآزر أيضا: ضرب من الإدام يؤتدم به، ويجعل في المرق، ومنه قولهم: مرقة عوكلية، كما في العباب. العوكل: الأرنب العقور. وقال الفراء: العوكلة: الأرنب. العوكلة: الرجل القصير الأفحج البخيل المشؤوم، قال:
ليس براعي نعجات عوكل
أحل يمشي مشية المحجل
صفحة : 7351
العوكل من النساء: الحمقاء. وعكل، بالضم: د كما في الصحاح. أيضا: أبو قبيلة
فيهم غباوة وقلة فهم، وذلك يقال لكل من فيه غفلة ويستحمق: عكلي، اسمه عوف
بن عبد مناة من الرباب حضنته أمة تدعى عكل، فلقب به، قال ابن الكلبي: ولد
عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة، الحارث وجشم وقيسا وسعدا وعلباء،
وأمهم بنت ذي اللحية من حمير، حضنتهم عكل، أمة لهم، فغلبت عليهم. والعاكل:
القصير البخيل المشؤوم، عن ابن الأعرابي، ج: عكل ككتب. عاكل: اسم. وسموا
أيضا عكالا، ككتاب وزبير وشداد. والعوكلان: نجمان، كما في المحكم. وعوكلان،
بضم النون: ع. أيضا أبو قبيلة من العرب. والعكلية، بالضم: ماءة لبني أبي
بكر بن كلاب. قلدته قلائد عوكل أي الفضائح، عن كراع. المعكل كمنبر: مخيط
الراعي، نقله الصاغاني. وعكلت المسرجة، كفرح عكرت أي اجتمع فيها الدردي.
واعتكل: اعتزل. اعتكل الثوران أي تناطحا. ومما يستدرك عليه: العكل من الإبل
كالعكر، لغة، والراء أحسن. والعاكل والمعكل: الذي يظن فيصيب. واعتكال
الضرائر: اختلاط الأمور. وعوكل كل رملة: رأسها. والاعتكال: الاعتلاج
والاصطراع، قال البولاني:
واعتكلا وأيما اعتكال والعوكلانيون: بنو عبد الله بن موسى الكاظم، بطن، كأنهم نزلوا في عوكلان، قبيلة أو بلد. ومما يستدرك عليه:
ع-ك-ب-ل
العكبل، كجعفر: الشديد. وبلا لام: اسم رجل، كما في اللسان، وقد أهمله
الجماعة.
ع-ك-ز-ل
العكازيل، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هي براثن الأسد كما
في العباب، ولم يذكر لها واحدا.
ع-ل-ل
العل، والعل محركة: الشربة الثانية أو الشرب بعد الشرب تباعا، يقال: علل
بعد نهل، عل بنفسه يعل ويعل من حدي ضرب ونصر، يتعدى ولا يتعدى، يقال: علت
الإبل تعل، وتعل: إذا شربت الشربة الثانية. وقال ابن الأعرابي: عل الرجل
يعل من المرض. وعل يعل، ويعل من علل الشراب، قال ابن بري: وقد يستعمل العلل
والنهل في الرضاع، كما يستعمل في الورد، قال ابن مقبل:
غزال خلاء تصدى له فترضعه درة أو علالا واستعملهما بعض الأغفال في الدعاء والصلاة، فقال:
ثم انثنى من بعد ذا فصلى
على النبي نهلا وعلا
وعله يعله ويعله من حدي ضرب ونصر علا وعللا، وأعله إعلالا: سقاه السقية الثانية، قال الأصمعي: إذا وردت الإبل الماء فالسقية الأولى النهل، والثانية العلل. وأعلوا: علت إبلهم أي شربت العلل. هذا طعام قد عل منه، أي أكل منه، عن كراع. وتعلل بالأمر أي تشاغل، أو تعلل به: تلهى وتجزأ، كما في الصحاح كاعتل، قال:
فاستقبلت ليلة خمس حنان
تعتل فيه برجيع العيدان
أي أنها تشاغل بالرجيع، الذي هو الجرة، تخرجها وتمضغها. تعلل بالمرأة: تلهى بها، ومنه سمي العل، للذي يزورهن. تعللت المرأة من نفاسها: أي خرجت منه وطهرت وحل وطؤها، كتعالت، وتخفف اللام أيضا. وعلله بطعام وغيره كالحديث ونحوه تعليلا: شغله به كما تعلل المرأة صبيها بشيء من المرق ونحوه ليجزأ به عن اللبن، قال جرير:
تعلل وهي ساغبة بنيهـا
بأنفاس من الشبم القراح
صفحة : 7352
والتعلة بفتح فكسر فتشديد لام مفتوحة، والعلة بالفتح، والعلالة بالضم: ما
يتعلل به الصبي ليسكت، وفي حديث أبي حثمة - يصف التمر -: تعلة الصبي وقرى
الضيف. والعلالة أيضا والعراكة والدلاكة: ما حلب بعد الفيقة الأولى، هكذا
في النسخ، ونص ابن الأعرابي: ما حلبت قبل الفيقة الأولى وقبل أن تجتمع
الفيقة الثانية، وفي الصحاح: هي الحلبة بين الحلبتين. أيضا بقية اللبن في
الضرع وغيره من بقية السير وجري الفرس، ويقال لأول جري الفرس بداهة، وللذي
يكون بعده علالة، قال الأعشى:
إلا بـداهة أو عـلا لة سابح نهد الجزاره العلالة أيضا: بقية كل شيء، كعلالة الشاة، لبقية لحمها. وعلالة الشيخ: بقية قوته، وكل ذلك مجاز. العلالة أيضا: أن تحلب الناقة أول النهار ووسطه وآخره، والوسطى هي العلالة، وقد يدعى كلهن علالة، وقيل: العلالة: اللبن بعد حلب الدرة تنزله الناقة، قال:
أحمل أمي وهي الحماله
ترضعني الدرة والعلاله
ولا يجازى والد فعاله
وقد عالت الناقة هكذا في النسخ، وصوابه: وقد عاللت الناقة، كما هو نص اللحياني، والاسم العلال، ككتاب: حلبتها صباحا ونصف النهار، قال الأزهري: العلال: الحلب بعد الحلب قبل استيجاب الضرع للحلب بكثرة اللبن، وقال بعض الأعراب:
العنز تعلم أنـي لا أكـرمـهـا عن العلال ولا عن قدر أضيافي والعل: من يزور النساء كثيرا ويتعلل بهن، أي يتلهى. أيضا التيس الضخم العظيم، عن ابن سيده، قال:
وعلهبا من التيوس علا أيضا: القراد الضخم والجمع علال، قيل: هو القراد المهزول، كما في الصحاح، وقيل: هو الصغير الجسم منه، فهو ضد. العل أيضا: الرجل الكبير المسن الصغير الجثة، كما في الصحاح، وقيل: هو النحيف الضعيف، يشبه بالقراد، فيقال: كأنه عل، قيل: هو الرقيق كذا في النسخ، والصواب الدقيق الجسم المسن من كل شيء كما في المحكم، قال المتنخل الهذلي:
ليس بعل كبير لا شبـاب لـه لكن أثيلة صافي الوجه مقتبل أي مستأنف الشباب. قال ابن دريد: العل: من تقبض جلده من مرض. والعلة: الضرة، ومنه بنو العلات وهم بنو أمهات شتى من رجل واحد، سميت بذلك لأن التي تزوجها على أولى قد كانت قبلها ناهل، ثم عل من هذه، ووقع في الصحاح والعباب: لأن الذي، وقال ابن بري: وإنما سميت علة لأنها تعل بعد صاحبتها، من العلل، ويقال: هما أخوان من علة، وهما ابنا علة وهم من علات وهم إخوة من علة وعلات كل هذا من كلامهم ونحن أخوان من علة وهما أخوان من ضرتين، ولم يقولوا: من ضرة، وقال ابن شميل: هم بنو علة، وأولاد علة، وأنشد:
وهم لمـقـل الـمـال أولاد عـلة
وإن كان محضا في العمومة مخولا
صفحة : 7353
وفي الحديث: الأنبياء أولاد علات . معناه أنهم لأمهات مختلفة ودينهم واحد،
كذا في التهذيب، وفي النهاية: أراد أن إيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة، وقال
ابن بري: يقال لبني الضرائر: بنو علات، ولبني الأم الواحدة بنو أم، ويصير
هذا اللفظ يستعمل للجماعة المتفقين، وأبناء علات يستعمل في الجماعة
المختلفين. والعلة، بالكسر معنى يحل بالمحل فيتغير به حال المحل، ومنه سمي
المرض علة؛ لأن بحلوله يتغير الحال من القوة إلى الضعف، قاله المناوي في
التوقيف. عل الرجل يعل بالكسر، علا فهو عليل، واعتل اعتلالا، وأعله الله
تعالى أي أصابه بعلة فهو معل وعليل، ولا تقل معلول. وفي المحكم: واستعمل
أبو إسحاق لفظ المعلول في المتقارب من العروض، فقال: وإذا كان بناء
المتقارب على فعولن فلا بد من أن يبقى فيه سبب غير معلول، وكذلك استعمله في
المضارع، فقال: أخر المضارع في الدائرة الرابعة لأنه وإن كان في أوله وتد
فهو معلول الأول، وليس في أول الدائرة بيت معلول الأول، وأرى هذا إنما هو
على طرح الزائد، كأنه جاء على عل وإن لم يلفظ به، وإلا فلا وجه له
والمتكلمون يقولونها ويستعملونها في مثل هذا كثيرا، قال: بالجملة فلست منه
على ثقة ولا على ثلج لأن المعروف إنما هو أعله الله فهو معل، إلا أن يكون
على ما ذهب إليه سيبويه من قولهم: مجنون ومسلول من أنه جاء على جننته
وسللته وإن لم يستعملا في الكلام، استغني عنهما بأفعلت، قال: وإذا قالوا:
جن وسل فإنما يقولون جعل فيه الجنون والسل، كما قالوا: حزن وسل. العلة
أيضا: الحدث يشغل صاحبه عن وجهه، كما في الصحاح والعباب، وفي المحكم: عن
حاجته، كأن تلك العلة صارت شغلا ثانيا منعه عن شغله الأول. وفي حديث عاصم
بن ثابت: ما علتي وأنا جلد نابل، أي ما عذري في ترك الجهاد ومعي أهية
القتال، فوضع العلة موضع العذر، ومنه المثل: لا تعدم خرقاء علة. يقال هذا
لكل معتذر مقتدر، أي لكل من يعتل ويعتذر وهو يقدر. وقد اعتل الرجل علة
صعبة. وهذه علته، أي سببه، وفي المحكم: وهذا علة لهذا، أي سبب له، وفي حديث
عائشة: فكان عبد الرحمن يضرب رجلي بعلة الراحلة. أي بسببها، يظهر أنه يضرب
جنب البعير برجله وإنما يضرب رجلي. وعلة بن غنم بن سعد بن زيد: بطن في
قضاعة، أحد رجالات العرب، وقولهم: على علاته، بالكسر، أي على كل حال، قال
زهير:
إن البخيل ملوم حيث كان ول كن الجواد على علاته هرم وقال المرار:
قد بلوناه عـلـى عـلاتـه
وعلى الميسور منه والضمر
صفحة : 7354
والمعلل، كمحدث: دافع جابي الخراج بالعلل كما في المحكم. أيضا: من يسقي مرة
بعد مرة، كما في الصحاح. أيضا من يجني الثمر مرة بعد مرة، كما في الصحاح.
معلل: يوم من أيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء؛ لأنه يعلل الناس
بشيء من تخفيف البرد، وهي: صن، وصنبر، ووبر، ومعلل، ومطفئ الجمر، وآمر،
ومؤتمر، وقيل: إنما هو محلل، وقد تقدم ذلك مرارا. وعل هذا هو الأصل ويزاد
في أولها لام توكيدا، هكذا قاله بعض النحويين، وأما سيبويه فجعلهما حرفا
واحدا غير مزيد: كلمة طمع وإشفاق، ومعناه التوقع لمرجو، أو مخوف، وهو حرف
مثل إن، وليت، وكأن، ولكن، إلا أنها تعمل عمل الفعل لشبههن له، فتنصب الاسم
وترفع الخبر، كما تعمل كان وأخواتها من الأفعال، وبعضهم يخفض ما بعدها،
فيقول: لعل زيد قائم، وعل زيد قائم، سمعه أبو زيد من بني عقيل وفيه لغات
تذكر في ل-ع-ل قريبا. واليعلول: الغدير الأبيض المطرد، نقله الصاغاني عن
الأصمعي، وقال السهيلي في الروض: اليعاليل: الغدران، واحدها يعلول؛ لأنه
يعل الأرض بمائه. اليعاليل: الحباب أي حباب الماء، واحده يعلول، كما في
المحكم. يقال: اليعاليل: نفاخات تكون فوق الماء، كما في الصحاح، زاد غيره:
من وقع المطر، وأنشد الصاغاني لكعب بن زهير رضي الله تعالى عنه:
تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه من صوب سـارية يعـالـيل ويروى تجلو وروى الأصمعي من نوء سارية، قال البغدادي في شرحه - على قصيدة كعب بعد نقله هذا القول -: فعلى هذا يكون على حذف مضاف، أي بيض ذات يعاليل. اليعلول: السحاب ونص السهيلي في الروض: اليعاليل: السحاب، وزاد ابن سيده: المطرد، وقال غيره: السحاب الأبيض، وقال نفطويه في شرح البيت: بيض يعاليل: يعني سحائب بيضا، ولم يزد على هذا، قال أبو العباس الأحول - في شرح القصيدة -: اليعاليل: سحاب بيض، لم يعرف لها أبو عبيدة واحدا، وقد قال بعض الأعراب: واحدها يعلول، وقال الشارح البغدادي: وبيض: فاعل أفرطه، ووصفها بالبياض لتكون أكثر ماء، يقال: بيضت الإناء، إذا ملأته من الماء، وقال الجوهري: اليعاليل: سحائب بعضها فوق بعض، الواحد يعلول، وأنشد للكميت:
كأن جمانا واهي السلك فـوقـه
كما انهل من بيض يعاليل تسكب
صفحة : 7355
أو القطعة البيضاء منه، أي من السحاب، كما في المحكم. قال أبو عبيدة:
اليعلول: المطر بعد المطر والجمع: اليعاليل. اليعلول من الصبغ: ما عل مرة
بعد أخرى، يقال: صبغ يعلول، كما في العباب. وقال عبد اللطيف البغدادي: ثوب
يعلول: إذا صبغ وأعيد مرة أخرى. والبعير ذو السنامين يعلول، وقرعوس
وعصفوري، عن ابن الأعرابي. والعلعل، كهدهد، وعليه اقتصر الجوهري، زاد كراع:
مثل فدفد، ونقله ابن فارس أيضا: اسم الذكر جميعا، أو هو إذا أنعظ، قال ابن
خالويه: العلعل: الجردان إذا أنعظ، أو ما إذا أنعظ لم يشتد. أيضا: القنبر
الذكر كالعلعال، ووقع في بعض نسخ الصحاح: العلعل: الذكر من القنافذ، وعنه
نقل صاحب اللسان، والصحيح: من القنابر، كما في نسختنا بخط ياقوت. أيضا:
الرهابة التي تشرف على البطن من العظم كأنه لسان، كما في الصحاح، وقيل: هو
رأس الرهابة من الفرس، وقيل: طرف الضلع الذي يشرف على الرهابة، وهي طرف
المعدة، والجمع علل وعل وعل، وفتح ابن فارس عين الأخيرتين. العلعول كسرسور:
الشر الدائم، والاضطراب، والقتال، عن الفراء، يقال: إنه لفي علعول شر،
وزلزول شر، أي في قتال واضطراب، قال أبو حزام العكلي:
أيها النأنأ المسافـه فـي الـعـل عول أن لاغف الورى الجعسوسا وتعلة: اسم رجل، قال:
ألبان إبل تعلة بن مسافر ما دام يملكها علي حرام وعل عل: زجر للغنم، عن يعقوب، زاد في العباب: والإبل. قال أبو عمرو: العليلة: المرأة المطيبة طيبا بعد طيب، قال: وهو من قول امرئ القيس:
ولا تبعديني من جناك المعلل
صفحة : 7356
فيمن رواه بالفتح، أي المطيب مرة بعد أخرى. والعلية، بكسرتين واللام والياء
مشددتان وتضم العين أي مع كسر اللام المشددة: الغرفة، ج: العلالي. يقال هو
من علية قومه، وعليتهم، بالكسر والضم وعليتهم بالكسر وعليهم وعليهم بالكسر
والضم وتشديد اللامين وحذف التاء يصفه بالعلو والرفعة. قوله تعالى: كلا إن
كتاب الأبرار لفي عليين قيل: الواحد علي كسكين، وعلية بزيادة الهاء، وعلية
بضم العين، قيل: هو مكان في السماء السابعة تصعد إليه أرواح المؤمنين،
وقيل: هو اسم أشرف الجنان، كما أن سجينا اسم شر مواضع النيران، وقيل: بل
ذلك على الحقيقة اسم سكانها، وهذا أقرب في العربية؛ إذ كان هذا الجمع يختص
بالناطقين، أو جمع بلا واحد، وسيعاد في المعتل أيضا. والعلعلان: شجر كبير
ورقه مثل ورق القرم. وتعلعل: اضطرب واسترخى. وعللان محركة: ماء بحسمى
وعلعال: جبل بالشام، كما في العباب. وامرأة علانة: جاهلة: وهو علان، قال
أبو سعيد يقال: أنا علان بأرض كذا وكذا، أي جاهل، وامرأة علانة، أي جاهلة،
قال: وهي لغة معروفة، قال الأزهري: لا أعرف هذا الحرف، ولا أدري من رواه عن
أبي سعيد. عليل، كزبير: اسم، منهم والد القطب أبي الحسن علي المدفون بساحل
أرسوف، ويقال فيه: عليم، بالميم أيضا. والحسن بن عليل العنزي الإخباري، عن
أبي نصر التمار، وابن أخيه أحمد بن يزيد بن عليل، من شيوخ ابن خزيمة، وولده
عليل بن أحمد، روى عن حرملة وغيره. وعل الضارب المضروب: إذا تابع عليه
الضرب، نقله الجوهري، وهو مجاز، ومنه حديث عطاء أو النخعي: رجل ضرب بالعصا
رجلا فقتله، قال: إذا عله ضربا ففيه القود، أي إذا تابع عليه الضرب، من علل
الشرب. وفي المثل: عرض علي سوم عالة. إذا عرض عليك الطعام وأنت مستغن عنه،
بمعنى قول العامة: عرض سابري: أي لم يبالغ؛ لأن العالة لا يعرض عليها الشرب
عرضا مبالغة فيه، كالعرض على الناهلة، نقله الجوهري. وأعللت الإبل إذا
أصدرتها قبل ربها، كذا نص الصحاح، وروى أبو عبيد عن الأصمعي: أعللت الإبل
فهي عالة: إذا أصدرتها ولم تروها، أو هي بالغين ونسبه الجوهري إلى بعض أئمة
الاشتقاق، قال: وكأنه من الغلة، وهو العطش، وقال: والأول هو المسموع، وروى
الأزهري عن نصير الرازي قال: صدرت الإبل غالة وغوال، وقد أغللتها، من الغلة
والغليل، وهو حرارة العطش، وأما أعللت الإبل، وعللتها، فهما ضدا أغللتها؛
لأنه معناهما أن تسقيها الشربة الثانية ثم تصدرها رواء، وإذا علت فقد رويت.
واعتله اعتلالا: اعتاقه عن أمر. أو اعتله: إذا تجنى عليه. ومما يستدرك
عليه: عللت الإبل، مثل أعللت، نقله الأزهري، وإبل على: عوال، حكاه ابن
الأعرابي، وأنشد لعاهان بن كعب:
تبك الحوض علاها ونهلا ودون ذيادها عطن منيم تسكن إليه فينيمها، ورواه ابن جني: علاها ونهلا، أراد ونهلاها، فحذف، واكتفى بإضافة علاها عن إضافة نهلاها. وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه: من جزيل عطائك المعلول، يريد أن عطاء الله مضاعف يعل به عباده مرة بعد أخرى، ومنه قول كعب:
كأنه منهل بالراح معلول والعلل - محركة - من الطعام: ما أكل منه، عن كراع. والعلول، كصبور: ما يعلل به المريض من الطعام الخفيف، والجمع علل، بضمتين. وتعاللت نفسي، وتلومتها بمعنى. وتعاللت الناقة: إذا استخرجت ما عندها من السير، قال:
وقد تعاللت ذميل العنس
صفحة : 7357
بالسوط في ديمومة كالترس والمعلل، كمحدث: الذي يعلل مترشفه بالريق، وبه فسر
أيضا قول امرئ القيس:
... من جناك المعلل فيمن رواه بالكسر. وقال ابن الأعرابي: المعلل: المعين بالبر بعد البر. وحروف العلة والاعتلال: الألف والواو والياء، سميت بذلك لأنها للينها وموتها. والعل: الذي لا خير عنده، قال الشنفرى:
ولست بعل شـره دون خـيره ألف إذا ما رعته اهتاج أعزل واليعلول: الأفيل من الإبل، كما في العباب. وقال أبو السمح الطائي: اليعاليل: الجبال المرتفعة، نقله أبو العباس الأحول في شرح الكعبية، زاد السهيلي: ينحدر الماء من أعلاها. وقال أبو عمرو: اليعاليل: التي شربت مرة بعد أخرى، لا واحد لها، وقال غيره: هي التي تهمي مرة بعد مرة، واحدها يعلول، وهو يفعول، وقيل: اليعاليل: المفرطة في البياض. وهو يتعال ناقته: يحلب علالتها، والصبي يتعال ثدي أمه. ويقال في المجهول: هو فلان ابن علان. والشمس محمد بن أحمد بن علان البكري المكي، سمع منه شيوخ مشايخنا. وعل بن شرحبيل: بطن من قضاعة. وعلالة، كثمامة: جد أحمد بن نصر بن علي بن نصر الطحان البغدادي، ثقة، عن أبي بكر بن سليم النجار. وعلان: لقب جماعة من المحدثين، منهم: علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي البصري. وعلان أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الصمد الطيالسي البغدادي. وعلان بن أحمد بن سليمان المصري المعدل. وعلان بن إبراهيم بن عبد الله البغدادي، وغيرهم. وأبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي علانة: محدث بغدادي.