الباب الثالث والعشرون: باب اللام - الفصل العشرون: فصل الفاء مع اللام: الجزء الأول

فصل الفاء مع اللام

الجزء الأول

ف-أ-ل
الفأل: ضد الطيرة، وهو فيما يستحب، والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء، قال ابن السكيت: كأن يسمع مريض آخر يقول: يا سالم، أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر يقول: يا واجد فيقول: تفاءلت بكذا، ويتوجه له في ظنه - لما سمعه - أنه يبرأ من مرضه أو يجد ضالته، وفي الحديث: كان يحب الفأل ويكره الطيرة. أو يستعمل الفال في الخير والشر، وفيما يحسن وفيما يسوء، قال الأزهري: من العرب من يجعل الفأل فيما يكره أيضا، قال أبو زيد: تفاءلت تفاؤلا، وذلك أن تسمع الإنسان وأنت تريد الحاجة يدعو يا سعيد، يا أفلح، أو يدعو باسم قبيح. وفي الحديث: لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح ، والفأل الصالح: الكلمة الحسنة، فهذا يدل على أن من الفال ما يكون صالحا، ومنه ما يكون غير صالح، وقد جاءت الطيرة بمعنى الجنس، والفأل بمعنى النوع، ومنه: أصدق الطيرة الفأل. ج: فؤول، عن ابن سيده، وقال الجوهري: جمعه أفؤل، وأنشد للكميت:

ولا أسأل الطير عما تقول    ولا تتخالجنـي الأفـؤل وقد تفاءل به، بالهمز ممدودا على التخفيف والقلب، وتفأل به، بالهمز مشدودا، قال ابن الأثير: وقد أولع الناس بترك همزه تخفيفا. والافتئال: افتعال منه، قال الكميت يصف خيلا:

إذا ما بدت تحت الخوافق صدقت     بأيمن فأل الزاجرين افتئالـهـا وقال الفراء: افتألت الرأي بالهمز، وأصله غير الهمز. والتفئيل: تفعيل منه، قال رؤبة:

لا يأخذ التفئيل والتحزي

صفحة : 7394

فينا ولا قذف العدا ذو الأز وروى أبو عمرو: لا يأخذ التأفيل، وفسره بالسحر، لأنه قلب الشيء عن وجهه. في نوادر الأعراب: يقال: لا فأل عليك: أي لا ضير عليك، ولا طير عليك، ولا شر عليك. ورجل فئل اللحم، ككتف، أي كثيره. الفئال، ككتاب: لعبة للصبيان، أي صبيان الأعراب، وذلك أنهم يخبئون الشيء في التراب ثم يقتسمونه ويقولون في أيهما هو، وسيذكر في ف-ي-ل أيضا. ومما يستدرك عليه: رجل فيأل اللحم، كحيدر: أي كثيره. والمفائل: الذي يلعب بالفئال، ومنه قول طرفة:

يشق حباب الماء حيزومها بها    كما قسم الترب المفائل باليد وشمس الدين بن الفالاني من المحدثين. ومما يستدرك عليه

ف-ب-ل
فبيل، كأمير: جد أبي عمر أحمد بن خالد بن عبد الله التاجر الأندلسي، رحل وسمع من عثمان بن السماك، وغيره، وعنه أبو عمر الطلمنكي، ضبطه الحافظ في التبصير هكذا.

ف-ت-ل
فتله يفتله، من حد ضرب فتلا: لواه، كلي الحبل والفتيلة، كفتله تفتيلا، فهو فتيل، ومفتول، وأنشد أبو حنيفة:

لونها أحمر صـاف     وهي كالمسك الفتيل قال: وهو كالفتيل، قال أبو الحسن: وهذا يدل على أنه شعر غير معروف، إذ لو كان معروفا لما اختلف في قافيته، فتفهمه جيدا. وقد انفتل وتفتل. فتل وجهه عنهم فتلا: صرفه، كلفته، وهو مقلوب، فانفتل: انصرف، وهو مجاز. والفتيل، كأمير: حبل دقيق من خزم أو ليف أو عرق أو قد، وقد يشد على العنان، وهي الحلقة التي عند ملتقى الدجرين، وهو مذكور في موضعه. الفتيل: السحاة التي تكون في شق النواة، وبه فسر قوله تعالى: ولا يظلمون فتيلا أي مقدار تلك السحاة التي في شق النواة. الفتيل أيضا: ما فتلته بين أصابعك من الوسخ، وبه فسر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الآية، وقال ابن السكيت: النقير: النكتة في ظهر النواة، والفتيل: ما كان في شق النواة، والقطمير: القشرة الرقيقة على النواة، قال الأزهري: وهذه الأشياء يضرب بها مثلا للشيء التافه الحقير القليل، كالفتيلة. يقال: ما أغني عنك فتيلا ولا فتلة، بالفتح، هذه عن ثعلب، ويحرك، وهذه عن ابن الأعرابي: أي ما أغني عنك شيئا، مقدار تلك السحاة التي بشق النواة. والفتلة: وعاء حب السلم والسمر خاصة، وهو الذي يشبه قرون الباقلا، وذلك أول ما يطلع، وقد أفتل، السلم والسمر. قيل: الفتلة: حمل السمر والعرفط، وقيل: نور العضاه إذا انعقد، وقد أفتلت: إذا أخرجت الفتلة، وقيل: برمة العرفط خاصة، ويحرك، رواه أبو حنيفة عن بعض الرواة، قال: لأن هيادبها كأنها قطن، وهي بيضاء مثل زر القميص أو أشف. الفتلة، بالفتح: واحد الفتل، وهو ما يكون مفتولا من ورق الشجر، كورق الطرفاء والأثل، ونحوهما. أو هو ما ليس بورق ولكن يقوم مقامه، عن أبي حنيفة. قيل: ما لم ينبسط من النبات لكنه يفتل فكان كالهدب. من المجاز: الفتل، بالتحريك: اندماج في مرفق الناقة وبيون عن الجنب، وهو الوظيف والفرسن عيب، والنعت مرفق أفتل بين الفتل، وهي فتلاء، وفي الصحاح: هو ما بين المرفقين عن جنبي البعير، وقوم فتل الأيدي، قال طرفة:

لها مرفقان أفتلان كأنما    أمرا بسلمي دالج متشدد

صفحة : 7395

وناقة فتلاء: في ذراعها بيون عن الجنب، أو الفتلاء: الناقة الثقيلة المتأطرة الرجلين كأنهما فتلا فتلا، وهو مجاز. الفتال كشداد: البلبل. والفتل: صياحه ولهذا فهو مصدر، قاله ابن الأعرابي، وهو مجاز. ويفتل، كيجعل: د، بطخيرستان من أواخرها، نقله الصاغاني. من المجاز: فتل في ذؤابته: إذا أزاله عن رأيه، وذلك إذا خدعه، ويقال: جاء وقد فتلت ذؤابته: أي خدع وصرف عن رأيه. والفتيلة: الذبالة، وذبال مفتل، كمعظم: شدد للكثرة، قال امرؤ القيس:

وشحم كهداب الدمقس المفتل من المجاز أيضا: ما زال يفتل من فلان في الذروة والغارب، أي يدور من وراء خديعته. ومنه حديث الزبير رضي الله تعالى عنه أنه سأل عائشة رضي الله تعالى عنها الخروج إلى البصرة فأبت عليه: فما زال يفتل في الذروة والغارب حتى أجابته، قال الصاغاني: الفتل فيهما يفعله خاطم الصعب من الإبل، يختله بذلك، فجعله مثلا للمخادعة والإزالة عن الرأي. ومما يستدرك عليه: رجل مفتول الساعد، كأنه فتل فتلا لقوته. وفتلت الناقة، كفرح، فتلا: املس جلد إبطها فلم يكن فيه عرك ولا حاز ولا خالع، وهذا إذا استرخى جلد إبطها وتبخبخ. وأبو الحسن علي بن الحسن بن ناصر، يعرف بابن مفتلة كمرحلة، عن عمر بن إبراهيم الزيدي، وعنه الدبيثي. وأبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني المفتولي، روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ. وإبراهيم بن منصور الفتال، الحنفي الدمشقي، أخذ عن أيوب الخلوتي، وغيره، وعنه أبو المواهب الحنبلي، توفي سنة 1097 عن اثنتين وسبعين سنة بدمشق. وفتائل الرهبان: نبت ورقه كالسنا، وزهره أصفر. وابن فتيل، كأمير هو: هبة الله بن موسى بن الحسن الموصلي المحدث عن أبي يعلى الموصلي، وعنه أبو جعفر السمناني وغيره. وفتيلة: لقب بشر بن مبشر الواسطي، عن الحكم بن فصيل.

ف-ت-ك-ل
الفتكلين، كدرخمين أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الفراء: هي الداهية، كالفتكليم، بالميم، كما في العباب. ومما يستدرك عليه:

ف-ث-ل
رجل فثول، كقرشب، أهمله الجماعة، وقال ابن بري: أي عيي، فدم، قال صاحب اللسان: وقد انفرد به ابن بري، والصواب أنه بالقاف.

ف-ج-ل
فجل الشيء يفجل كفرح ونصر: إذا استرخى وغلظ، قال ابن عباد: ومنه اشتقاق الفجل. وفجله تفجيلا: عرضه. والأفجل والفنجل، كجندل: المتباعد ما بين القدمين والساقين، قال الراجز:

لا هجرعا رخوا ولا مثجلا
ولا أصك أو أفج فنـجـلا    

قال ابن سيده: وإنما قضيت على نونه بالزيادة لقولهم: فجل: إذا استرخى. والفجل، بالضم، وبضمتين، كلاهما عن أبي حنيفة، والمشهور الكسر على ألسنة العامة: هذه الأرومة الخبيثة الجشاء، معروفة، واحدتها بالهاء، قال مجهز السفينة يهجو رجلا:

أشبه بشيء بجشاء الفجل
ثقلا على ثقل وأي ثقـل

صفحة : 7396

وهو بستاني كثير الوجود وشامي، يقال: إنه مركب من وضع بزر السلجم في الفجل، والعكس، وكله جيد لوجع المفاصل، واليرقان، وعرق النسا، والنقرس، ولوجع الكبد الحاصل من البرد، دخله في تجفيف الاستسقاء عظيم، يمنع من نهش الأفاعي والعقارب خاصة، حتى إن آكله لا يضره لسعها، من المجربات إن وضع قشره أو ماؤه على عقرب ماتت، أو وضع على جحرها لم تستطع الخروج، هو بعد الطعام يهضم ويجشئ ويخرج الرياح ويلين تليينا لطيفا، وقبله يطفئه، وأقوى ما فيه بزره ثم قشره ثم ورقه ثم لحمه، وسف بزره ينعظ ويزيد الباه، ويصلح برد الكبد وفساد الاستمراء شربا، ويزيل البهق طلاء، ومن خواص الفجل أيضا: أنه ينفي وينقي الصدر والمعدة، ويبرئ السعال مصلوقا، وماؤه يفتح السدد، وعصارة أغصانه تفتت الحصى بالسكنجبين. وأكله يحسن اللون وينبت الشعر المتناثر، وكذا طلاؤه في داء الثعلب، وإن قور وطبخ فيه دهن الورد أزال الصمم قطورا، وكذا دهن بزره، وماؤه يجلو البياض كحلا، وجرمه لحل المادة ضمادا، وهو يضر الرأس والحلق، ويصلحه العسل، كذا في التذكرة للحكيم داود الأنطاكي رحمه الله تعالى. وحب الفجل دواء آخر وليس هذا الفجل الذي هو من البقول، قاله أبو حنيفة، وقال الحكيم داود: بل هو نوع من أنواع هذا الفجل بري مستطيل كثير الوجود في صعيد مصر، ومنه يتخذ دهن الفجل من بزره، ويعرف بالسيمعة. والفنجلة والفنجلى وعلى الأولى اقتصر الجوهري، وقال: مشية فيها استرخاء كمشية الشيخ، وقال صخر بن عمير:

فإن تريني في المشيب والعله
فصرت أمشي القعولى والفنجله
وتارة أنبث نبثا نقثله

ورواية ابن القطاع في الأبنية، قال الراجز:

قاربت أمشي الفنجلى والقعوله والفاجل: القامر عن ابن الأعرابي، وفي بعض النسخ: الفاجر، وهو غلط. وافتجل أمرا: اختلقه واخترعه، قاله ابن عباد. ومما يستدرك عليه: الفجال، ككتان: بائع الفجل. وشيخ مشايخنا محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني يعرف بابن فجلة، وقد مرت ترجمته في زرق.

ف-ح-ل
الفحل: الذكر من كل حيوان، ج: فحول، بالضم، وأفحل كأفلس، وفحال، بالكسر، وفحالة مثل الجمالة، قال الشاعر:

فحالة تطرد عن أشوالها وفحولة كصقورة، قال سيبويه: ألحقوا الهاء فيهما لتأنيث الجمع. ورجل فحيل: أي فحل، وإنه بين الفحولة والفحالة والفحلة بكسرهما، وهن مصادر، وقيل لجحا: على من فحالتك? قال: على أمي وأخياتي، يضرب لمن قوته على الضعيف. وفحل إبله فحلا كريما، كمنع: اختار لها، كافتحل، قال:

نحن افتحلنا فحلنا لم نأثله في الصحاح: فحل الإبل: إذا أرسل فيها فحلا، قال أبو محمد الفقعسي:

نفحلها البيض القليلات الطبع
من كل عراص إذا هز اهتزع

الفحيل: فحل الإبل، يقال: فحل فحيل أي كريم منجب في ضرابه، وأنشد الجوهري للراعي:

كانت نجائب منذر ومحرق     أماتهن وطرقهن فحـيلا

صفحة : 7397

قال الأزهري: أي وكان طرقهن فحلا منجبا، والطرق: الفحل هنا، قال ابن بري: والصواب في إنشاد البيت: نجائب منذر، بالنصب، والتقدير: كانت أمهاتهن نجائب منذر، وكان طرقهن فحلا. وأفحله فحلا: أعاره إياه يضرب في إبله. والاستفحال: ما يفعله أعلاج كابل وجهالهم، كانوا إذا رأوا رجلا جسيما من العرب خلوا بينه وبين نسائهم ليولد فيهم مثله، نقله الليث. قال: ومن قال: استفحلنا فحلا لدوابنا فقد أخطأ. وكبش فحيل: يشبه فحل الإبل في نبله وعظمه. من المجاز: الفحل سهيل، هكذا تسميه العرب على التشبيه لاعتزاله النجوم، كالفحل من الإبل فإنه إذا قرع الإبل اعتزلها، كذا في الصحاح، وفي الأساس: يقال: أما ترى الفحل كيف يزهر، يراد سهيل، شبه في اعتزاله الكواكب بالفحل إذا اعتزل الشول بعد ضرابه، وقيل: سمي به لعظمه، وقال ذو الرمة:

وقد لاح للساري سهيل كأنـه     قريع هجان دس منه المساعر الفحل بن عياش بن حسان، الذي قاتل يزيد بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي، وتخالفا في ضربة فقتل كل منهما صاحبه، هكذا في سائر النسخ، والصواب أنه القحل بالقاف، كما ضبطه الحافظ في التبصير، وقد ذكره الصاغاني في العباب على الصواب في القاف، فتنبه لذلك. الفحل: ذكر النخل الذي يلقح به حوائل النخل، كالفحال، كرمان نقلهما ابن سيده، واقتصر الليث على الأخيرة، قال ابن سيده: وهذه خاصة بالنخل أي لا يقال لغير الذكر من النخل فحال، وقال أبو حنيفة عن أبي عمرو: لا يقال فحل إلا في ذو الروح، وكذلك قال أبو نصر، قال أبو حنيفة: والناس على خلاف هذا، وجمعه فحاحيل، وأما فحل فجمعه فحول، قال أحيحة بن الجلاح:
تأبري يا خيرة الفسيل
تأبري من حنذ فشول
إذ ضن أهل النخل بالفحول

وقال البطين التيمي:

يطفن بفحال كأن ضـبـابـه    بطون الموالي يوم عيد تغدت وفي الأساس: فحول بني فلان وفحاحيلهم مباركة، وهي ذكور النخل. وإذا كان الفحال في علاوة الريح والنخلة في سفالتها ألقحها. من المجاز: الفحل: الراوي، ج: فحول وهم الرواة، كما في المحكم. الفحل: حصير تنسج من فحال النخل أي من خوصه، والجمع فحول، وبه فسر الحديث: دخل على رجل من الأنصار وفي ناحية البيت فحل من تلك الفحول، فأمر بناحية منه فرشت ثم صلى عليه ، قال شمر: سمي به لأنه يسوى من سعف الفحل، من النخيل، فتكلم به على التجوز، كما قالوا: فلان يلبس القطن والصوف، وإنما هي ثياب تغزل وتتخذ منهما. فحل: ع، بالشام، كان به وقائع في صدر الإسلام مع الروم، ومنه يوم فحل، وللذي شهده الفحلي. قلت: الصواب فيه فحل بالكسر، كما ضبطه نصر في معجمه، والحافظ في التبصير، وابن الأثير في النهاية، فتنبه لذلك. من المجاز: الفحل: لقب علقمة بن عبدة الشاعر، لأنه تزوج بأم جندب لما طلقها امرؤ القيس حين غلبته عليه في الشعر، كما في الصحاح والعباب، وقيل: سمي فحلا لأنه عارض امرأ القيس في قصيدته التي يقول في أولها:

خليلي مرا بي على أم جندب بقوله:

ذهبت من الهجران في غير مذهب وكل واحد منهما يعارض صاحبه في نعت فرسه، ففضل علقمة عليه. واستفحلت النخلة: صارت فحالا، وقال اللحياني: نخلة مستفحلة: لا تحمل. من المجاز: استفحل الأمر: أي تفاقم واشتد. وتفحل: تشبه بالفحل في الذكورة. وفحلان، بالكسر مثنى فحلا: ع في جبل أحد، كذا نص العباب، قال القتابي الكلابي:

صفحة : 7398

يا هل ترون بأعلى عاسم ظعنا     نكبن فحلين واستقبلن ذا بقـر وفي اللسان: الفحلان: جبلان صغيران، قال الراعي: هل تؤنسون بأعلى عاسم ظعنا وركن فحلين واستقبلن ذا بقر وفي كتاب نصر: الفحلان: جبلان من أجأ يشتبهان إلى الحمرة. قلت: ولعل قوله: في أحد تصحيف من قوله أجأ فتنبه لذلك. والفحلتان، مثنى فحلة: ع. وفحل، بالكسر وبالفتح وككتف: مواضع، أما فحل - بالكسر - فهو موضع بالشام، وقد تقدمت الإشارة إليه، وأما بالفتح، فهو جبل لهذيل، يصب منه وادي شجوة، أسفله لقوم من بني أمية. وفحول الشعراء: الغالبون بالهجاء من هاجاهم، مثل جرير والفرزدق، وكان يقال لهما: فحلا مضر، وكذا كل من عارض شاعرا فضل عليه، كعلقمة بن عبدة الذي مر ذكره. والفحلاء: ع. في الأساس والمحيط: المتفحل من الشجر: المتعقر الذي يصير عاقرا، لا يحمل ولا يثمر كالفحل، وهو مجاز. من المجاز: تفحل: تكلف الفحولة في اللباس والمطعم فخشنهما، ومنه حديث عمر رضي الله تعالى عنه: أنه لما قدم الشام تفحل له أمراء الشام. أي تكلفوا له الفحولة في اللباس والمطعم فخشنوهما، أي تلقوه متبذلين متزينين، مأخوذ من الفحل ضد الأنثى، لأن التزين والتصنع في الزي من شأن الإناث والمتأنثين، والفحول لا يتزينون. وامرأة فحلة: أي سليطة، نقله الجوهري. ومما يستدرك عليه: الفحلة، بالكسر افتحال الإنسان فحلا لدوابه، وبعير ذو فحلة: يصلح للافتحال. والفحيل كالفحل: عن كراع. وقال اللحياني: فحل فلانا بعيرا، وافتحله: أعطاه، كأفحله. واختلف في سعيد بن الفحل والراوي عن سالم بن عبد الله بن عمر، فقيل بالفاء، وقيل بالقاف.

ف-ح-ج-ل
الفحجل، كجعفر، أهمله الجوهري والجماعة، وقد ذكره النحاة في كتبهم وفسروه بالأفحج، وعندي أنه وهم، وإنما الأفحج هو الفنجل للمتباعد الفخذين، لكنهم لما ذكروه أوردته تبعا لهم، قال شيخنا: وصرحوا في بعض الحواشي بأنها دعوى لا يقوم عليها دليل، والحافظ حجة على غيره، ولا بدع أن يسمى الأفحج فحجلا، كما ذكروه، وفنجلا، كما زعمه، ثم رأيتهم صرحوا به في مصنفات الصرف، قال ابن عصفور في الممتع: لام الفحجل زائدة لأنه بمعنى الأفحج، وقال الشيخ أبو حيان: اللام في الفحجل زائدة لسقوطها في الأفحج، قال: وكثرة الاستعمال لا يكون دليلا إلا حيث يتساوى حمل كل واحد منهما على صاحبه، كالقلب، وأما هنا فسقوط اللام مع اتحاد المعنى دليل الزيادة، ولا يشترط في دليل التصريف والاشتقاق كثرة ولا قلة، قال شيخنا: وهو كلام ظاهر يعلم به ما في كلام المصنف من القصور، انتهى. قلت: ويحتمل أن يكون مركبا من فحج الرجل: إذا تباعد ما بين ساقيه، وفجل: إذا غلظ واسترخى، فتكون أصلية، فتأمل. ومما يستدرك عليه:

ف-ح-ط-ل
فحطل، كزبرج: اسم رجل، هكذا وجد في نسخ المحكم، وأثبته الجوهري غيره بتقديم الطاء على الحاء، وسيأتي ذلك.

ف-خ-ل
تفخل الرجل، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: إذا أظهر الوقار والحلم. أيضا: إذا تهيأ ولبس أحسن ثيابه، كذا في العباب واللسان.

ف-د-ك-ل
الفداكل، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هي عظام الأمور، كما في العباب، ولم يذكر لها واحدا.

ف-ر-ج-ل
فرجل الرجل فرجلة، أهمله الجوهري، قال أبو عمرو: هو أن يتفحج ويسرع، وأنشد:

يقحم الفيل إذا ما فرجلا

صفحة : 7399

يمر أخفافا تهض الجندلا ويقال: هو الذي يدربج في مشيته، وهي مشية سهلة. قال ابن عباد: الفرجول، كبرذون: الفرجون، وسيأتي في النون.

ف-ر-ز-ل
الفرزل، بالكسر أهمله الجوهري، وقال ابن عباد: هو القيد. قال: أيضا: المقراض، كذا في النسخ، وفي العباب: المفراص الذي يقطع به الحداد الحديد. وفرزله فرزلة: قيده، عن كراع. ورجل فرزل، كقنفذ: ضخم، حكاه ابن دريد، وقال ابن سيده: ليس بثبت. ومما يستدرك عليه:

ف-ر-س-ل
الفراسلة: نوع من الموازين، حجازية.

ف-ر-ع-ل
الفرعل، بالضم: ولد الضبع، كما في الصحاح، زاد الأزهري: من الضبع، وفي المحكم: هو ولد الوبر من ابن آوى، وأنشد ابن بري لأبي النجم:

تنزو بعثنون كظهر الفرعل وأنشد الصاغاني للشنفرى:

فقالوا لقد هرت بليل كلابـنـا    فقلنا: أذئب عس أم عس فرعل وقولهم في المثل: أغزل من فرعل، هو من الغزل والمراودة، كما في الصحاح، وقد تقدم. وهي بهاء، ج: فراعل وفراعلة، زادوا الهاء لتأنيث الجمع، وأنشد ابن بري لأبي مهراس:

كأن نداءهن قشاع ضبع    تفقد من فراعله أكيلا وقال ذو الرمة:

يناط بألحيها فراعلة غثر نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: فرعل، بالضم: اسم رجل من القدماء، وبه فسر قولهم: أغزل من فرعل، كما في العباب. ومما يستدرك عليه:

 ف-ر-غ-ل
الفرغل، كجعفر: اسم. والفرغل بن أحمد: دفين أبي تيج بالصعيد، وقد زرته.

ف-ر-ف-ل
الفرافل، كعلابط أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الليث: فرافل: سويق ينبوت عمان، هكذا نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه:

ف-ر-ق-ل
الفرقلة، بالفتح وكسر القاف وتشديد اللام: هذه التي يرمى بها الحجر، وهي عامية، ويكنون به أيضا عن الواغل: الذي يتدخل في كل أمر.

ف-ز-ل
الفيزلة، أهمله الجوهري، وقال الأصمعي: هي من الأرضين: السريعة السيل إذا أصابها الغيث. ومما يستدرك عليه: الفزل: الصلابة عن الأصمعي، قال: ومنه أرض فيزلة، والياء زائدة.

ف-س-ل
الفسل: قضبان الكرم للغرس، وهو ما أخذ من أمهاته ثم غرس، حكاه أبو حنيفة. الفسل من الرجال: الرذل الذي لا مروءة له ولا جلد كالمفسول، كما في الصحاح، ج: أفسل، كأفلس، وفسول، بالضم، وفسال، ككتاب، قال الشاعر:

إذا ما عد أربـعة فـسـال    فزوجك خامس وأبوك سادي

صفحة : 7400

يروى ذلك للنابغة الجعدي يهجو ليلى الأخيلية. وفسل، وقالوا فسولة فأثبتوا الجمع، كما قالوا: بعولة وفحولة، حكاه كراع. قالوا: فسلاء، بضمهن، والأخيرة نادرة، وكأنهم توهموا فيه فسيلا، ومثله سمح وسمحاء، كأنهم توهموا فيه سميحا، قال سيبويه: والأكثر فيه فعال، وأما فعول ففرع داخل عليه، أجروه مجرى الأسماء؛ لأن فعالا وفعولا يعتقبان على فعل في الأسماء كثيرا، فحملت الصفة عليه. وقد فسل كرم وعلم، وحكى سيبويه: فسل مثل عني، قال: كأنه وضع ذلك فيه، فسالة وفسولة وفسولا، فهو فسل من قوم أفسال، وفسول، وفسل، وفسلاء. والفسيلة: النخلة الصغيرة، ج: فسائل وفسيل، وفي بعض النسخ فسل، والذي في الكتاب هو الصواب، وفسلان، بالضم، جمع الجمع عن أبي عبيد، وقال الأصمعي في صغار النخل: أول ما يقلع من صغار النخل هو الفسيل والودي، والجمع فسائل، وقد يقال للواحدة فسيلة. وأفسلها: انتزعها من أمها واغترسها. وفسالة الحديد، بالضم: سحالته، وفي المحكم: فسالة الحديد ونحوه: ما تناثر منه عند الضرب إذا طبع. والمفسلة، كمحدثة: المرأة التي إذا أريد غشيانها قالت أنا حائض لترده، ومنه الحديث: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم السوفة والمفسلة وهي التي تعتل لزوجها بأنها حائض وتسوفه، لأنه مما يفتره ويكسر نشاطه، قاله الزمخشري. والفسل، بالكسر: الأحمق، عن أبي عمرو. وقال: وفسل الصبي: إذا فطمه، كأنه لغة في فصله بالصاد. قال الليث: أفسل عليه متاعه، أي أرذله. أفسل عليه دراهمه: إذا زيفها، وهي دراهم فسول، ومنه حديث حذيفة: أنه اشترى ناقة من رجلين وشرط لهما من النقد رضاهما، فأخرج لهما كيسا فأفسلا عليه، ثم أخرج كيسا فأفسلا عليه، أي أرذلا وزيفا منها، وأصلها من الفسل، وهو الرديء الرذل من كل شيء. ومما يستدرك عليه: فسله تفسيلا: أرذله وزيفه. والافتسال: أن يقتلع فسيل النخل ثم يغرس في مكان آخر. وفسيلة بنت واثلة بن الأسقع، كجهينة: تابعية. وأبو فسيلة: صحابي، قيل: هو واثلة، وقيل: غيره.

ف-س-ك-ل
الفسكل، كقنفذ وزبرج وزنبور وبرذون، أربع لغات، اقتصر الجوهري منهن على الأولى: الفرس الذي يجيء في الحلبة آخر الخيل، ومنه قيل: رجل فسكل، كزبرج: رذل، قال الجوهري: والعامة تقول: فسكل، قال أبو الغوث: وأولها المجلي، وهو السابق، ثم المصلي، ثم المسلي، ثم التالي، ثم العاطف، ثم المرتاح، ثم المؤمل، ثم الحظي، ثم اللطيم، ثم السكيت، وهو الفسكل والقاشور. رجل فسكول، كزنبور وبرذون: متأخر تابع. وقد فسكل وفسكل وفسكله غيره: أخره، عن شمر، لازم متعد، ومنه قول علي رضي الله تعالى عنه لأولاد أسماء بنت عميس: قد فسكلتني أمكم، وقال الأخطل:

أجميع قد فسكلت عبدا تابعا     فبقيت أنت المفحم المكعوم ف-ش-ل

صفحة : 7401

فشل، كفرح، فشلا فهو فشل: كسل وضعف وتراخى، وجبن، وفزع، ومنه الآية: إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا ، وقوله تعالى: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ، قال الزجاج: أي تجبنوا عن عدوكم إذا اختلفتم، أخبر أن اختلافهم يضعفهم، وأن الألفة تزيد في قوتهم. ورجل خشل فشل بفتحهما، وككتف: ضعيف جبان، وقوله ككتف غلط، وأخذه من عبارة المحكم وإنما نصه: رجل خشل فشل، وخسل فسل، أي بالشين فيهما، وبالسين أيضا، فهما لغتان، لا أنه بالفتح فيهما وككتف كما ظنه المصنف، فتأمل ذلك، ج: فشل، بالضم، وأنشد:

وقد أدركتني والحوادث جمة     أسنة قوم لا ضعاف ولا فشل ويروى ولا فسل، بالسين المهملة، جمع فسل. ويجمع الفشل على أفشال، ذكره الجوهري. والفشل، بالكسر: ستر الهودج، عن ابن الأعرابي، أو شيء من أداة الهودج تجعله المرأة تحتها فيه، أي في الهودج، كما في المحكم، ولكن نص الجوهري يقتضي الفتح، ج: فشول، بالضم. وقد أفشلت المرأة فشلها، هكذا في النسخ، والذي في المحكم والعباب: افتشلت وتفشلت وفشلته فشلا: علقت ثوبا على الهودج، ثم أدخلته فيه، وشدت أطرافه إلى القواعد، فكان ذلك وقاية من رؤوس الأحناء والأقتاب وعقد العصم، وهي الحبال، قاله ابن شميل. وتفشل منهم: إذا تزوج، عن ابن السكيت. تفشل الماء: سال. والفيشلة، كحيدرة: الحشفة، طرف الذكر. قيل: رأس كل محوق، قال بعضهم: لامها زائدة، كزيادتها في عبدل وزيدل، وقد يمكن أن تكون فيشلة من غير لفظ فيشة، فتكون الياء في فيشلة زائدة، ويكون وزنها فيعلة، لأن زيادة الياء ثانية أكثر من زيادة اللام، وتكون الياء في فيشة عينا، فيكون اللفظان مقترنين، والأصلان مختلفين، ونظير هذا قولهم: رجل ضياط وضيطار، وإليه مال ابن جني، والفياشل جمعه، ويجمع أيضا بحذف الهاء، ومنه قول جرير:

ما كان ينكر في ندي مجـاشـع    أكل الخزير، ولا ارتضاع الفيشل الفياشل: شجر. أيضا: ماء لبني حصين. أيضا إكام حمر حول ذلك الماء، وبه سمي، وسميت تلك الإكام بالفياشل، تشبيها لها بالفياشل التي تقدم ذكرها، قال القتال الكلابي:

فلا يسترث أهل الفياشل غارتي     أتتكم عتاق الطير يحملن أنسرا المفشل، كمنبر: ستر الهودج، عن ابن الأعرابي. قال: أيضا من يتزوج في الغرائب، لئلا يخرج الولد ضاويا ضعيفا. قال الفراء: التفشيل، والتمشيل: ما يبقى في الضرع من اللبن. فشال، كسحاب: ة، قرب زبيد، على مرحلة منها مما يلي مكة شرفها الله تعالى. والأفشولية، بالضم: ة، بواسط، في غربيها، بينهما نحو ثلاثة فراسخ، ينسب إليها حبشي بن محمد بن شعيب أبو الغنائم النحوي الضرير الأفشولي، مات في سنة 565. ومما يستدرك عليه: فشل يفشل، ككتب يكتب، وبه قرئ: فتفشلوا ، وفشل يفشل، كضرب يضرب، وبه قرأ الحسن البصري فتفشلوا ، لغتان نقلهما الصاغاني. والفشل: الضعيف، ومنه حديث الاستسقاء:

ولا شيء مما يأكل الناس عـنـدنـا     سوى الحنظل العامي والعلهز الفشل

صفحة : 7402

أي الضعيف آكله ومدخره، كقوله تعالى: والشجرة الملعونة في القرآن ، أي آكلوها ومستوجبوها، فنسبت اللعنة إلى الشجرة، وهي في الحقيقة لغيرها، ويروى بالسين أيضا فلا يحتاج إلى التأويل. وقال ابن شميل: المفشلة: الكبارجة. وفنشل لحيته: نفشها. وفشل، بالفتح: قرية باليمن.

ف-ص-ل
الفصل: الحاجز بين الشيئين، كما في المحكم، والمصنفون يترجمون به أثناء الأبواب، إما لأنه نوع من المسائل مفصول عن غيره، أو لأنه ترجمة فاصلة بينه وبين غيره، فهو بمعنى مفعول أو فاعل، قاله شيخنا. الفصل: كل ملتقى عظمين من الجسد، كالمفصل، كمجلس. الفصل: الحق من القول، وبه فسر قوله تعالى: إنه لقول فصل أي حق، وقيل: فاصل قاطع. قال الليث: الفصل، من الجسد: موضع المفصل، وبين كل فصلين وصل، وأنشد:

وصلا وفصلا وتجميعا ومفترقا     فتقا ورتقا وتأليفـا لإنـسـان

صفحة : 7403

الفصل عند البصريين كالعماد عند الكوفيين، كقوله تعالى: إن كان هذا هو الحق من عندك فقوله: هو، فصل وعماد، ونصب الحق، لأنه خبر كان، ودخلت هو للفصل. الفصل: القضاء بين الحق والباطل، كالفيصل، كحيدر، هذا هو الأصل، وقيل: الفيصل: اسم ذلك القضاء. الفصل: فطم المولود، كالافتصال، يقال: فصل المولود عن الرضاع، وافتصله: إذا فطمه. والاسم، الفصال، ككتاب، ومنه قوله تعالى: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا المعنى: ومدى حمل المرأة إلى منتهى الوقت الذي يفصل فيه الولد عن رضاعها ثلاثون شهرا. الفصل: الحجز بين الشيئين إشعارا بانتهاء ما قبله، قاله الراغب، وفي بعض النسخ الحجر بالراء. الفصل: القطع، وإبانة أحد الشيئين عن الآخر، وقال الحرالي: هو اقتطاع بعض من كل. فصل بينهما يفصل، بالكسر، فصلا، في الكل، مما ذكر. والفاصلة: الخرزة التي تفصل بين الخرزتين في النظام، وقد فصل النظم، ظاهره أنه من حد نصر، والصحيح وقد فصل بالتشديد، فإن الجوهري قال بعده: وعقد مفصل، أي جعل بين كل لؤلؤتين خرزة، وفي التهذيب: فصلت الوشاح: إذا كان نظمه مفصلا، بأن يجعل بين كل لؤلؤتين مرجانة أو شذرة من لون واحد. وأواخر آيات التنزيل العزيز فواصل، بمنزلة قوافي الشعر، جل كتاب الله عز وجل، الواحدة فاصلة. وحكم فاصل، وفيصل: أي ماض، وحكومة فيصل كذلك. وطعنة فيصل: تفصل بين القرنين، أي تفرق بينهما. والفصيل، كأمير: حائط قصير دون الحصن، أو دون سور البلد. يقال: وثقوا سور المدينة بكباش وفصيل. الفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن أمه، وقد يقال في البقر أيضا، ومنه حديث أصحاب الغار: فاشتريت به فصيلا من البقر، ج: فصلان، بالضم والكسر، وهذه عن الفراء، شبهوه بغراب وغربان، يعني أن حكم فعيل أن يكسر على فعلان بالضم، وحكم فعال أن يكسر على فعلان، لكنهم قد أدخلوا عليه فعيلا لمساواته في العدة وحروف اللين. من قال: فصال، ككتاب، فعلى الصفة، كقولهم: الحارث والعباس. والفصيلة: أنثاه. والفصيلة، من الرجل: عشيرته ورهطه الأدنون، وبه فسر قوله تعالى: وفصيلته التي تؤويه ، أو أقرب آبائه إليه، عن ثعلب، وكان يقال للعباس رضي الله عنه فصيلة النبي صلى الله عليه وسلم وهي بمنزلة المفصل من القدم. قال ابن الأثير: الفصيلة من أقرب عشيرة الإنسان، وأصلها القطعة من لحم الفخذ، حكاه عن الهروي. قال ثعلب: الفصيلة: القطعة من أعضاء الجسد، وهي دون القبيلة. وفصل من البلد فصولا: خرج منه، قال أبو ذؤيب:

وشيك الفصول بعيد الغفو     ل إلا مشاحا به أو مشيحا

صفحة : 7404

ويقال: فصل فلان من عندي فصولا: إذا خرج. وفصل مني إليه كتاب: إذا نفذ، قال الله عز وجل: ولما فصلت العير أي خرجت، ففصل يكون لازما وواقعا، وإذا كان واقعا فمصدره الفصل، وإذا كان لازما فمصدره الفصول. فصل، الكرم: خرج حبه صغيرا، أمثال البلسن. والفصلة: النخلة المنقولة، المحولة، وقد افتصلها عن موضعها، وهذه عن أبي حنيفة. وقال هجري: خير النخل ما حول فسيله عن منبته، والفسيلة المحولة تسمى الفصلة، وهي الفصلات. والمفاصل: مفاصل الأعضاء، الواحد مفصل، كمنزل، وهو كل ملتقى عظمين من الجسد، وفي حديث النخعي: في كل مفصل من الإنسان ثلث دية الإصبع، يريد مفصل الأصابع، وهو ما بين كل أنملتين. والمفاصل: الحجارة الصلبة المتراكمة، المتراصفة. قيل: المفاصل: ما بين الجبلين، وقيل: هي منفصل الجبل يكون بينهما، من رمل ورضراض، وحصى صغار، فيرق ويصفو ماؤه، وبه فسر الأصمعي قول أبي ذؤيب:

مطافيل أبكار حديث نتاجهـا     يشاب بماء مثل ماء المفاصل وأراد صفاء الماء لانحداره من الجبال لا يمر بتراب ولا بطين، وقال أبو عبيدة: مفاصل الوادي: المسايل، وقال أبو عمرو: المفاصل في البيت: مفاصل العظام، شبه ذلك الماء بماء اللحم، كذا في العباب، ونقل السكري عن ابن الأعرابي ما يقرب من ذلك، قال: هو ماء اللحم الذي يقطر منه، فشبه حمرة الخمر بذلك، وفي التهذيب: المفصل: كل مكان في الجبل لا تطلع عليه الشمس، وأنشد بيت الهذلي، وقال أبو العميثل: المفاصل: صدوع في الجبال يسيل منها الماء، وإنما يقال لما بين الجبلين الشعب. والمفصل، كمنبر: اللسان، قال حسان رضي الله عنه:

كلتاهما حلب العصير فعاطني     بزجاجة أرخاهما للمفصـل

صفحة : 7405

والفيصل، كحيدر، والفيصلي، بزيادة الياء، وهذه عن ابن عباد: الحاكم، لفصله بين الحق والباطل، قال شيخنا: وفي شرح المفتاح للسيد ما يقتضي أنه أطلق عليه مجازا مبالغة، وأصله القضاء الفاصل بين الحق والباطل. رجل فصال، كشداد: مداح الناس ليصلوه، وهو دخيل كما في العباب. وسموا فصلا، منهم فصل بن القاسم، عن سفيان عن زبيد عن مرة، وعنه يعقوب بن يعقوب. وفصيلا، كأمير، وسيأتي في آخر الحرف من تسمى كذلك. وأبو الفصل البهراني: شاعر له ذكر، كما في العباب والتبصير. الفصل، كزفر: واحد، أي فرد في الأسماء، والصواب أنه بالقاف إجماعا، وبالفاء غلط صريح، وما أدري من ضبطه بالفاء، وهو رجل من جهينة، ابن عم عمير بن جندب، له خبر وذكر في كتاب من عاش بعد الموت، كما سيأتي ذلك للمصنف في ق-ص-ل، روينا بالسند المتصل عن إسماعيل بن أبي خالد الكوفي الحفظ الطحان المتوفى سنة 146، روى عن ابن أبي أوفى وأبي جحيفة وقيس، وعنه شعبة وعبيد الله وخلق، كذا في الكاشف للذهبي، وقال ابن حبان: كنيته أبو عبد الله، كوفي، واسم أبي خالد سعد البجلي، وقيل: هرمز مولى بجيلة يروي عن ابن أبي أوفى، وعمرو بن حريث، وأنس بن مالك، وكان شيخا صالحا، قال: مات عمير بن جندب، رجل من جهينة، وهو ابن عم له، قبيل الإسلام، فجهزوه بجهازه إذ كشف القناع عن رأسه فقال: أين القصل? والقصل: أحد بني عمه، قالوا: سبحان الله، مر آنفا، فما حاجتك إليه? فقال: أتيت فقيل لي: لأمك الهبل، ألا ترى إلى حفرتك تنثل، وقد كادت أمك تثكل، أرأيت إن حولناك إلى محول، ثم غيب في حفرتك القصل، الذي مشى فاحزأل، يقال: احزأل البعير في السير: إذا ارتفع، ثم ملأناها من الجندل، أتعبد ربك وتصل، وتترك سبيل من أشرك وأضل، فقلت: نعم، قال: فأفاق ونكح النساء، وولد له أولاد، ولبث القصل ثلاثا ثم مات ودفن في قبر عمير. وهذا الخبر قد رواه الشعبي بسنده: أغمي على رجل من جهينة، فلما أفاق قال: ما فعل القصل? وحكاه غيره، وفي السياق بعض اختلاف، وذكر المصنف هذا لغرابته، وكان الأولى ذكره في ق-ص-ل. وممن تكلم بعد الموت زيد بن خارجة الأنصاري، كما في شروح المواهب والموطأ، وكذلك ربعي بن حراش، وقد ذكر في ر-ب-ع. والمفصل، كمعظم، من القرآن: اختلف فيه، فقيل: من سورة الحجرات إلى آخره في الأصح من الأقوال، أو من الجاثية، أو من القتال، أو من قاف، وهذا عن الإمام محيي الدين النواوي، أو من الصافات، أو من الصف، أو من تبارك، وهذا يروى عن محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف اليماني، أو من إنا فتحنا، عن أحمد بن كشاشب الفقيه الشافعي الدزماري، أو من سبح اسم ربك، عن الفركاح فقيه الشام، أو من الضحى عن الإمام أبي سليمان الخطابي رحمهم الله تعالى، وسمي مفصلا لكثرة الفصول بين سوره، أو لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة، وقيل: لقصر أعداد سوره من الآي، أو لقلة المنسوخ فيه، وقيل غير ذلك، وفي الأساس: المفصل: ما يلي المثاني من قصار السور، الطوال ثم المثاني، ثم المفصل، قال شيخنا: وقد بسطه الجلال في الإتقان في الفن الثامن عشر منه. وفصل الخطاب في كلام الله عز وجل، قيل: هو كلمة أما بعد، لأنها تفصل بين الكلامين، أو هو البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه، أو هو أن يفصل بين الحق والباطل، أو هو ما فيه قطع الحكم، قاله الراغب.

صفحة : 7406

والتفصيل: التبيين، ومنه قوله تعالى: آيات مفصلات وقوله تعالى: وكل شيء فصلناه تفصيلا ، وقوله تعالى: أحكمت آياته ثم فصلت ، وقيل في قوله تعالى آيات مفصلات، أي بين كل اثنتين فصل، تمضي هذه وتأتي هذه، بين كل اثنتين مهلة، وقوله تعالى: بكتاب فصلناه أي بيناه، وقيل: فصلنا آياته بالفواصل. وفاصل شريكه مفاصلة: باينه. والفاصلة الصغرى في العروض، هي السببان المقرونان، وهو ثلاث متحركات قبل ساكن نحو ضربت، ومتفا من متفاعلن، وعلتن من مفاعلتن. والفاصلة الكبرى أربع حركات بعدها ساكن نحو ضربتا، وفعلتن، وقال الخليل: الفاصلة في العروض: أن تجتمع ثلاثة أحرف متحركة والرابع ساكن، قال: فإن اجتمعت أربعة أحرف متحركة فهي الفاضلة بالضاد معجمة، وسيأتي في ف-ض-ل. والنفقة الفاصلة: التي جاء ذكرها في الحديث أنها بسبعمائة ضعف، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: من أنفق نفقة فاصلة في سبيل الله فبسبعمائة وفي رواية: فله من الأجر كذا ، تفسيره في الحديث: هي التي تفصل بين إيمانه وكفره، وقيل: يقطعها من ماله ويفصل بينها وبين مال نفسه. والفصل في القوافي: كل تغيير اختص بالعروض ولم يجز مثله في حشو البيت، وهذا إنما يكون بإسقاط حرف متحرك فصاعدا، فإذا كان كذلك سمي فصلا، وإذا وجب مثل هذا في العروض لم يجز أن يقع معها في القصيدة عروض يخالفها، ويجب أن يكون عروض أبيات القصيدة كلها على ذلك المثال، وبيان هذا أن كل عروض تثبت أصلا أو اعتلالا على ما يكون في الحشو، نحو مفاعلن عروض الطويل، لأنها تلزم في الحشو، وفاعلن في عروض المديد، وفعلن في عروض البسيط، فكل عروض جاز أن يدخلها هذا التغيير سميت باسم ذلك التغيير، وهو الفصل، ومتى لم يدخلها ذلك التغيير سميت صحيحة، كما في العباب. والحكم بن فصيل، كأمير، عن خالد الحذاء، وابنه محمد بن الحكم يروى عن خالد الطحان، كذا في الإكمال. وعدي بن الفصيل عن عمر بن عبد العزيز، وعنه الأصمعي، ثقة. وبحير بن الفصيل، هكذا في النسخ والصواب يحيى بن الفصيل، وهما رجلان، أحدهما: العنزي البصري الراوي عن أبي عمرو بن العلاء، وعنه أبو عبيدة معمر بن المثنى اللغوي، والثاني كوفي روى عن الحسن بن صالح بن حي، وعنه محمد بن إسماعيل الأحمسي، ذكره ابن ماكولا، محدثون. وفاته: هياج بن عمران بن الفصيل البرجمي، بصري حدث. ومما يستدرك عليه: الانفصال: الانقطاع، وهو مطاوع فصله. وذكر الزجاج أن الفاصل صفة من صفات الله عز وجل، يفصل القضاء بين الخلق. ويوم الفصل: يوم القيامة. وفي صفة كلامه صلى الله عليه وسلم: فصل لا نزر ولا هذر، أي بين ظاهر يفصل بين الحق والباطل. وفصل القصاب الشاة تفصيلا: عضاها. والفيصل: القطيعة التامة، ومنه حديث ابن عمر: كانت الفيصل بيني وبينه. وجاءوا بفصيلتهم، أي بأجمعهم. وفصيل من حجر: أي قطعة منه، فعيل بمعنى مفعول. وفصيلة، كجهينة: اسم. والفصل: الطاعون العام. والفصول: واحد الفصل: ربيعية، وخريفية، وصيفية، وشتوية.يل: التبيين، ومنه قوله تعالى: آيات مفصلات وقوله تعالى: وكل شيء فصلناه تفصيلا ، وقوله تعالى: أحكمت آياته ثم فصلت ، وقيل في قوله تعالى آيات مفصلات، أي بين كل اثنتين فصل، تمضي هذه وتأتي هذه، بين كل اثنتين مهلة، وقوله تعالى: بكتاب فصلناه أي بيناه، وقيل: فصلنا آياته بالفواصل. وفاصل شريكه مفاصلة: باينه. والفاصلة الصغرى في العروض، هي السببان المقرونان، وهو ثلاث متحركات قبل ساكن نحو ضربت، ومتفا من متفاعلن، وعلتن من مفاعلتن. والفاصلة الكبرى أربع حركات بعدها ساكن نحو ضربتا، وفعلتن، وقال الخليل: الفاصلة في العروض: أن تجتمع ثلاثة أحرف متحركة والرابع ساكن، قال: فإن اجتمعت أربعة أحرف متحركة فهي الفاضلة بالضاد معجمة، وسيأتي في ف-ض-ل. والنفقة الفاصلة: التي جاء ذكرها في الحديث أنها بسبعمائة ضعف، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: من أنفق نفقة فاصلة في سبيل الله فبسبعمائة وفي رواية: فله من الأجر كذا ، تفسيره في الحديث: هي التي تفصل بين إيمانه وكفره، وقيل: يقطعها من ماله ويفصل بينها وبين مال نفسه. والفصل في القوافي: كل تغيير اختص بالعروض ولم يجز مثله في حشو البيت، وهذا إنما يكون بإسقاط حرف متحرك فصاعدا، فإذا كان كذلك سمي فصلا، وإذا وجب مثل هذا في العروض لم يجز أن يقع معها في القصيدة عروض يخالفها، ويجب أن يكون عروض أبيات القصيدة كلها على ذلك المثال، وبيان هذا أن كل عروض تثبت أصلا أو اعتلالا على ما يكون في الحشو، نحو مفاعلن عروض الطويل، لأنها تلزم في الحشو، وفاعلن في عروض المديد، وفعلن في عروض البسيط، فكل عروض جاز أن يدخلها هذا التغيير سميت باسم ذلك التغيير، وهو الفصل، ومتى لم يدخلها ذلك التغيير سميت صحيحة، كما في العباب. والحكم بن فصيل، كأمير، عن خالد الحذاء، وابنه محمد بن الحكم يروى عن خالد الطحان، كذا في الإكمال. وعدي بن الفصيل عن عمر بن عبد العزيز، وعنه الأصمعي، ثقة. وبحير بن الفصيل، هكذا في النسخ والصواب يحيى بن الفصيل، وهما رجلان، أحدهما: العنزي البصري الراوي عن أبي عمرو بن العلاء، وعنه أبو عبيدة معمر بن المثنى اللغوي، والثاني كوفي روى عن الحسن بن صالح بن حي، وعنه محمد بن إسماعيل الأحمسي، ذكره ابن ماكولا، محدثون. وفاته: هياج بن عمران بن الفصيل البرجمي، بصري حدث. ومما يستدرك عليه: الانفصال: الانقطاع، وهو مطاوع فصله. وذكر الزجاج أن الفاصل صفة من صفات الله عز وجل، يفصل القضاء بين الخلق. ويوم الفصل: يوم القيامة. وفي صفة كلامه صلى الله عليه وسلم: فصل لا نزر ولا هذر، أي بين ظاهر يفصل بين الحق والباطل. وفصل القصاب الشاة تفصيلا: عضاها. والفيصل: القطيعة التامة، ومنه حديث ابن عمر: كانت الفيصل بيني وبينه. وجاءوا بفصيلتهم، أي بأجمعهم. وفصيل من حجر: أي قطعة منه، فعيل بمعنى مفعول. وفصيلة، كجهينة: اسم. والفصل: الطاعون العام. والفصول: واحد الفصل: ربيعية، وخريفية، وصيفية، وشتوية.

صفحة : 7407

ف-ص-ع-ل
الفصعل، أهمله الجوهري، وقال شمر: هو كزبرج، وقال ابن الأعرابي: هو مثال قنفذ: من أسماء العقرب، والفرضخ مثله، وأنشد:

وما عسى يبلغ لسب الفصعل أو الصغير من ولدها، نقله ابن سيده. وقال ابن بري: قد يوصف به الرجل اللئيم الذي فيه شر، وأنشد:

قامة الفصعل الضئيل وكف     خنصراها كذينقا قصـار قال: وهذا يمكن أن يريد العقرب، وقال آخر:

سأل الوليدة هل سقتني بـعـدمـا     شرب المرضة فصعل حد الضحى