الباب الثالث والعشرون: باب اللام - الفصل العشرون: فصل الفاء مع اللام: الجزء الثاني

فصل الفاء مع اللام

الجزء الثاني

ف-ض-ل
الفضل، معروف، وهو ضد النقص، ج: فضول وفي التوقيف للمناوي: الفضل: ابتداء إحسان بلا علة، وفي المفردات للراغب: الفضل: الزيادة على الاقتصاد، وذلك ضربان، محمود: كفضل العلم والحلم، ومذموم: كفضل الغضب على ما يجب أن يكون عليه، والفضل في المحمود أكثر استعمالا، والفضول في المذموم، والفضل إذا استعمل بزيادة أحد الشيئين على الآخر فعلى ثلاثة أضراب: فضل من حيث الجنس، وفضل من حيث النوع، كفضل الإنسان على غيره من الحيوان، وفضل من حيث الذات، كفضل رجل على آخر، فالأولان جوهريان لا سبيل للناقص منهما أن يزيل نقصه، وأن يستفيد الفضل كالفرس والحمار، لا يمكنهما اكتساب فضيلة الإنسان، والثالث قد يكون عرضيا فيوجد السبيل إلى اكتسابه، ومن هذا النحو التفضيل المذكور في قوله تعالى: والله فضل بعضكم على بعض أي في المكنة والمال والجاه والقوة، وكل عطية لا يلزم إعطاؤها لمن تعطى له يقال لها فضل، نحو: واسألوا الله من فضله وقوله تعالى: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء متناول للأنواع الثلاثة من الفضائل. انتهى. وقد فضل، كنصر وعلم، الأخيرة حكاها ابن السكيت، وأما فضل كعلم يفضل كينصر فمركبة منهما، أي من البابين شاذة لا نظير لها، قال سيبويه: هذا عند أصحابنا إنما يجيء على لغتين، قال: وكذلك نعم ينعم، ومت تموت، ودمت تدوم، وكدت تكود، كما في الصحاح، قال شيخنا: والذي في كتاب الفرق لابن السيد: أن هذه اللغات الثلاث إنما هي في الفضل الذي يراد به الزيادة، فأما الفضل الذي هو بمعنى الشرف فليس فيه إلا لغة واحدة، وهي فضل يفضل كقعد يقعد، ومن روى قول الشاعر:

وجدنا نهشلا فضلت فقيما

صفحة : 7408

بكسر الضاد فقد غلط، ولم يفرق بين المعنيين، وقال الصيمري في كتاب التبصرة له: فضل يفضل كنصر ينصر من الفضل الذي هو السؤدد، وفضل يفضل بكسرهما في الماضي وضمها في المضارع من الفضلة وهي بقية الشيء، انتهى، وقال ابن السكيت عن أبي عبيدة: فضل منه شيء قليل، فإذا قالوا يفضل ضموا الضاد، فأعادوها إلى الأصل، وليس في الكلام حرف من السالم يشبه هذا، قال: وزعم بعض النحويين أنه يقال: حضر القاضي امرأة ثم يقولون يحضر، وتحقيقه في بغية الآمال لأبي جعفر اللبلي. ورجل فاضل: ذو فضل. وفضال، كشداد، ومنبر، ومحراب، ومعظم: كثير الفضل والمعروف والخير والسماح. وهي مفضالة ومفضلة: ذات فضل سمحة. والفضيلة: خلاف النقيصة، وهي الدرجة الرفيعة في الفضل، والاسم من ذلك الفاضلة، والجمع الفواضل. وفضله على غيره تفضيلا: مزاه أي أثبت له مزية، أي خصلة تميزه عن غيره، أو فضله: حكم له بالتفضيل، أو صيره كذلك، وقوله تعالى: وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا قيل في التفسير: إن فضيلة ابن آدم أنه يمشي قائما وأن الدواب والإبل والحمير وما أشبهها تمشي منكبة، وابن آدم يتناول الطعام بيديه وسائر الحيوان يتناوله بفيه. والفضال ككتاب، والتفاضل: التمازي في الفضل، وهو التفاعل من المزية، والتفاضل بين القوم: أن يكون بعضهم أفضل من بعض. وفاضلني ففضلته أفضله فضلا: غالبني في الفضل فغلبته به، وكنت أفضل منه. وتفضل عليه: تمزى، ومنه قوله تعالى: يريد أن يتفضل عليكم أي يكون له الفضل عليكم في القدر والمنزلة. أو تفضل عليه: إذا تطول وأحسن وأناله من فضله، قال الشاعر:

متى زدت تقصيرا تزدني تفضلا     كأني بالتقصير أستوجب الفضلا كأفضل عليه إفضالا، قال حسان رضي الله تعالى عنه:

أولاد جفنة حول قبر أبـيهـم     قبر ابن مارية الكريم المفضل أو تفضل الرجل: ادعى الفضل على أقرانه، وبه فسر قوله تعالى: يريد أن يتفضل عليكم ، كما في الصحاح. وأفضل عليه في الحسب: حاز الشرف، قال ذو الإصبع:

لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب    عني ولا أنت دياني فتخـزونـي الديان هنا: الذي يلي أمرك ويسوسك، وأراد فتخزوني فأسكن للقافية؛ لأن القصيدة كلها مردوفة. أفضل عنه: إذا زاد، قال أوس يصف قوسا:

كتوم طلاع الكف لا دون مـلـئهـا     ولا عجسها هم موضع الكف أفضلا والفواضل: الأيادي الجسيمة أو الجميلة وهذه عن ابن دريد، يقال: فلان كثير الفواضل. وفواضل المال: ما يأتيك من غلته ومرافقه من ريع ضياعه، وأرباح تجاراته، وألبان ماشيته وأصوافها، ولهذا قالوا: إذا عزب المال قلت مرافق صاحبها منها، وكذلك الإبل إذا عزبت قل انتفاع ربها بدرها، قال الشاعر:

سأبغيك مالا بـالـمـدينة إنـنـي     أرى عازب الأموال قلت فواضله

صفحة : 7409

والفضلة: البقية من الشيء كالطعام وغيره إذا ترك منه شيء، ومنه قولهم لبقية الماء في الماء في المزادة، ولبقية الشراب في الإناء: فضلة، ومنه قول العامة: الفضلة للفضيل، كالفضل، بالفتح، والفضالة، بالضم، وفي الحديث: فضل الإزار في النار ، هو ما يجره على الأرض تكبرا، وفي آخر: لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ ، أي ليس لأحد أن يغلب على البئر المباحة ويمنع الناس منه، حتى يحوزه في إناء ويملكه. وقد فضل منه شيء، كنصر وسمع. قال اللحياني في نوادره: فضل مثل حسب نادر. الفضلة: الثياب التي تبتذل للنوم، لأنها فضلت عن ثياب التصرف. الفضلة: الخمر، ذكره أبو عبيد في باب أسماء الخمر، وقال أبو حنيفة: ما يلحق من الخمر بعد القدم، قال ابن سيده: وإنما سميت فضلة لأن صميمها هو الذي بقي، وفضل، قال أبو ذؤيب:

فما فضلة من أذرعات هوت بها     مذكرة عنس كهادية الضحـل كالفضال، ككتاب، وأنشد الأزهري:

والشاربون إذا الذوارع أغليت    صفو الفضال بطارف وتلاد ج: فضلات، محركة، وفضال، بالكسر، قال الشاعر:

في فتية بسط الأكف مسامح     عند الفضال قديمهم لم يدثر

صفحة : 7410

والفضل: جبل لهذيل، نقله الصاغاني. الفضل بن عباس بن عبد المطلب: ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، ورديفه بعرفة: صحابي رضي الله تعالى عنه، روى عنه أخوه، وأبو هريرة، وأرسل عنه طائفة، مات بطاعون عمواس. وفاته: الفضل بن ظالم بن خزيمة، قال ابن الكلبي: له وفادة. واسم جماعة محدثين، منهم: سميه وسمي أبيه الفضل بن العباس الحلبي، من شيوخ النسائي، ثقة، والفضل بن دكين، والفضل بن جعفر، والفضل بن الحسن الضمري، والفضل بن دلهم القصاب، والفضل بن سهل الأعرج، والفضل بن الصباح البغدادي، والفضل بن عبيد الله بن أبي رافع، والفضل بن عنبسة الواسطي، والفضل بن عيسى بن أبان، والفضل بن الفضل المدني، والفضل بن مبشر الأنصاري، والفضل بن مساور البصري، والفضل بن موسى السيناني، والفضل بن الموفق، والفضل بن يزيد، والفضل بن يعقوب البصري، وغير هؤلاء. وكزبير: فضيل بن عياض بن مسعود، أبو علي التميمي الخراساني الزاهد، شيخ الحرم روى عن منصور وحصين وصفوان بن سليم، وخلق، وعنه القطان وابن مهدي، ولوين وخلق، وروى له الجماعة سوى ابن ماجة، مات بالحرم في المحرم سنة 187 وقد جاوز الثمانين. الفضيل بن عياض التابعي الضعيف، هو خولاني مجهول. الفضيل بن عياض الصدفي الثقة، مصري مقبول، مات قبل سنة عشرين ومائة. الفضيل: جماعة من المحدثين، كفضيل بن حسين الجحدري، وفضيل بن سليمان النميري، وابن أبي عبد الله المدني، وابن عبد الوهاب السكري، وابن عمرو الفقيمي، وابن غزوان الضبي، وابن فضالة الهوزني، وابن مرزوق الكوفي، وابن ميسرة العقيلي، وغيرهم. فضالة، كسحابة، ويضم، جماعة من المحدثين، منهم: فضالة بن خالد الجهني، عن علقمة المزني، وفضالة بن إبراهيم النسوي، عن الليث، وفضالة بن الفضل الطهوي، عن أبي بكر بن عياش، وفضالة بن أبي فضالة الأنصاري، عن علي، وعنه عبد الرحمن بن محمد بن عقيل، وفضالة بن مفضل بن فضالة ابن أبي أمية البصري، وعمه المبارك بن فضالة محدثون، وفضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس الأنصاري الأوسي أبو محمد: شهد بدرا والحديبية وولي قضاء دمشق، روى عنه أبو علي الجنبي، وحنش الصنعاني، ومحمد بن كعب، وعدة، مات سنة 53، فضالة بن هلال المزني، له حديث، ذكره أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب، فضالة بن هند الأسلمي، روى عنه عبد الرحمن بن حرملة، فضالة بن عبد الله، لم أجد له ذكرا في معاجم الصحابة فلينظر ذلك: صحابيون رضي الله تعالى عنهم. وفاته فضالة بن عمر بن الملوح، ذكره ابن هشام، وفضالة بن دينار الخزاعي له إدراك، روى له الترمذي، وفضالة الظفري، له حديث عند بنيه، وفضالة بن حارثة، أخو أسماء، روى له النسائي، وفضالة بن شريك الأسدي الشاعر، أدرك الجاهلية، وفضالة بن النعمان بن قيس الأنصاري، أخو سماك، شهد أحدا، قاله ابن سعد، فضالة: رجل آخر غير منسوب من موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال: إنه مات بالشام. فضيلة كجهينة: امرأة، قال:

فلا تذكرا عندي فـضـيلة إنـهـا     متى ما يراجع ذكرها القلب يجهل فضالة، كثمامة، ع، قال سلمى بن المقعد الهذلي:

عليك ذوي فضالة فاتبعهـم     وذرني إن قربي غير مخلي

صفحة : 7411

المفضل، كمنبر ومكنسة وعنق وهذه عن الفراء: الثوب تتفضل فيه المرأة ببيتها. والتفضل: التوشح وأن يخالف اللابس بين أطراف ثوبيه على عاتقيه، هكذا في النسخ، والصواب: على عاتقه. ورجل فضل وامرأة فضل بضمتين، كجنب، كذلك متفضل؛ أي في ثوب واحد، أنشد ابن الأعرابي:

يتبعها ترعية جاف فضل
إن رتعت صلى وإلا لم يصل

وشاهد الأنثى قول الأعشى:

ومستجيب تخال الصنج يسمعه    إذا تردد فيه القينة الفضـل وقال الجوهري: تفضلت المرأة في بيتها: إذا كانت في ثوب واحد كالخيعل ونحوه، وقال غيره: تفضلت المرأة: لبست ثياب مهنتها، وقال امرؤ القيس:

فجئت وقد نضت لنوم ثيابهـا     لدى الستر إلا لبسة المتفضل وقال أيضا:

وتضحي فتيت المسك فوق فراشها     نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل أي ليست بخادم تنتطق، وهي فضل تجيء وتذهب. وإنه لحسن الفضلة، بالكسر، من التفضل في الثوب الواحد عن أبي زيد، مثل الجلسة والركبة. وفضال، كشداد، ابن جبير التابعي. وفضلان: اسم رجل. والفاضلة هي الفاصلة الكبرى، هكذا يسميه بعضهم، لفضل حرف فيها، وقد ذكرت في ف-ص-ل. والفضولي، بالضم: المشتغل بما لا يعنيه، وقال الراغب: الفضول: جمع الفضل، وقد استعمل الجمع استعمال المفرد فيما لا خير فيه، ولهذا نسب إليه على لفظه، فقيل: فضولي، لمن يشتغل بما لا يعنيه؛ لأنه جعل علما على نوع من الكلام فنزل منزلة المفرد، والفضولي في عرف الفقهاء: من ليس بمالك ولا وكيل ولا ولي، زاد الصاغاني: وفتح الفاء منه خطأ. قال ابن الأعرابي: الفضولي: الخياط، وكذا القراري. والفضالى، كسمانى: المتفضلون أي المتطولون. ورجل مفضال على قومه، وهي بهاء، ذو فضل ومعروف سمح، وهي كذلك ذات فضل سمحة، وقد تقدم آنفا: المفضال بمعنى كثير الفضل في صيغ المبالغة. وأفضلت منه الشيء واستفضلت بمعنى واحد، أي تركت منه وأبقيته، والاسم منهما الفضلة، قال الشاعر:

كلا قادميها تفضل الكف نصفه     كجيد الحبارى ريشه قد تزلعا في الحديث: شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت ، يعني حلف الفضول، وهو أن هاشما وزهرة وتيما دخلوا على عبد الله بن جدعان فتحالفوا بينهم على دفع الظلم، وأخذ الحق من الظالم، سمي بذلك لأنهم تحالفوا أن لا يتركوا عند أحد فضلا يظلمه أحدا إلا أخذوه له منه. وقيل: سمي به تشبيها بحلف كان قديما بمكة أيام جرهم على التناصف والأخذ للضعيف من القوي، والغريب من القاطن، وسمي حلف الفضول لأنه قام به رجال من جرهم كلهم يسمى الفضل: الفضل بن الحارث، والفضل بن وداعة، والفضل بن فضالة، فقيل: حلف الفضول جمعا لأسماء هؤلاء، كما يقال: سعد وسعود، وهذا الحلف كان عقده المطيبون، وهم خمس قبائل، وقد ذكر في ح-ل-ف، وقد أوسع الكلام فيه السهيلي في الروض، والثعالبي في المضاف والمنسوب، وابن قتيبة في المعارف، وغيرهم. ومما يستدرك عليه: رجل مفضول: مغلوب، قد فضله غيره، ومنه قولهم: قد يوجد في المفضول ما لا يوجد في الفاضل، وقال الشاعر:

شمالك تفضل الأيمان إلا     يمين أبيك نائلها الغزير

صفحة : 7412

أي تغلب. والفضل، بالضم وبضمتين: مصدران بمعنى الزيادة، وبهما يروى الحديث: إن لله ملائكة سيارة فضلا أي زيادة على الملائكة المرتبين مع الخلائق. وذات الفضول، بالضم ويفتح: اسم درعه صلى الله تعالى عليه وسلم، سميت لفضلة كانت فيها وسعة. وفضول الغنائم: ما فضل منها حين تقسم، قال ابن عنمة:

لك المرباع منها والصفـايا     وحكمك والنشيطة والفضول وقال الليث: الفضال، بالكسر، الثوب الواحد يتفضل به الرجل يلبسه في بيته، وأنشد:

فألق فضال الوهن منه بوثبة     حوارية قد طال هذا التفضل وامرأة فضل، بضمتين: مختالة تفضل من ذيلها. وقد سموا مفضلا، كمعظم، وفضلون، ومنية فضالة: قرية بمصر. وفي شرح المفتاح للقطب الشيرازي: اعلم أن فضلا يستعمل في موضع يستبعد فيه الأدنى ويراد به استحالة ما فوقه، ولهذا يقع بين كلامين متغايري المعنى، وأكثر استعماله ومجيئه بعد نفي، انتهى. وفاضل بين الشيئين. والأشياء تتفاضل. ومال فلان فاضل: أي كثير: يفضل عن القوت. وفي يده فضل الزمام: أي طرفه. واستفضل ألفا: أخذه فاضلا عن حقه. والفضلى، كبشرى: تأنيث الأفضل. والقاضي الفاضل عرف به أبو علي عبد الرحيم بن علي بن الحسين بن أحمد بن الفرج بن أحمد اللخمي العسقلاني البيساني صاحب دواوين الإنشاء، ووزير السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، ولد سنة 529، سمع من السلفي وابن عساكر، وتوفي سنة 596، ودفن هو والشاطبي في قبر واحد بالقرافة. والملك المفضل قطب الدين بن العادل أبي بكر محمد بن أيوب، له ذرية بمصر يقال لهم: القطبية.

ف-ط-ح-ل
الفطحل، كهزبر، هكذا ضبطه الجوهري وغيره، وزاد شراح الفصيح أنه يقال بفتحتين وسكون الحاء: دهر لم يخلق فيه الناس بعد، وفي الصحاح زمن بدل دهر. أو زمن الفطحل: زمن نوح عليه السلام وعلى نبينا. أو زمن كانت الحجارة فيه رطابا، وهكذا أجاب به رؤبة حين سئل عنه، وفي الصحاح: قال الجرمي: سألت أبا عبيدة عنه فقال: الأعراب تقول زمن كانت الحجارة فيه رطبة، انتهى. وقال بعضهم:

زمن الفطحل إذ السلام رطاب وقال أبو حنيفة: أتيتك عام الفطحل والهدملة؛ يعني زمن الخصب والريف، وأنشد أبو عبيدة للعجاج كما في الصحاح، والصواب لرؤبة كما في العباب، ونبه عليه أبو سهل الهروي، ويروى أن رؤبة بن العجاج نزل ماء من المياه، فأراد أن يتزوج امرأة فقالت له المرأة: ما سنك? ما مالك? ما كذا? فأنشأ يقول:

لما ازدرت نقدي وقلت إبلي
تألقت واتصلت بعكل
تسألني عن السنين كم لي
فقلت لو عمرت عمر الحسل
أو عمر نوح زمن الفطحل
والصخر مبتل كطين الوحل
أو أنني أوتيت علم الحكل
علم سليمان كلام النمل
كنت رهين هرم أو قتل

الفطحل: السيل، عن شمر. أيضا: التار العظيم، عن ابن عباد. أيضا: الضخم من الإبل، كسبحل، عن الفراء وشمر. فطحل، كجعفر، وعليه اقتصر الجوهري، زاد الصاغاني فطحل مثال قنفذ وبرقع: اسم رجل، وأنشد ثعلب، قلت: وهو لجبير بن الأضبط:

تباعد مني فطحل إذ سألته     أمين فزاد الله ما بيننا بعدا وفي الصحاح: إذ دعوته، وبخطه في الهامش: إذ رأيته، ووقع في نسخ المحكم: تباعد مني فحطل، بتقديم الحاء، وقد أشرنا إليه.

ف-ع-ل

صفحة : 7413

الفعل، بالكسر: حركة الإنسان، وقال الصاغاني: هو إحداث كل شيء من عمل أو غيره، فهو أخص من العمل. أو كناية عن كل عمل، متعد أو غير متعد، كما في المحكم، وقيل: هو الهيئة العارضة للمؤثر في غيره بسبب التأثير أولا، كالهيئة الحاصلة للقاطع بسبب كونه قاطعا، قاله ابن الكمال. وقال الراغب: الفعل: التأثير من جهة مؤثر، وهو عام لما كان بإيجاده أو بغيره، ولما كان لعلم أو بغيره، ولما كان بقصد أو غيره، ولما كان من الإنسان أو الحيوان أو الجماد، والعمل مثله والصنع أخص منهما، انتهى. وقال الحرالي: الفعل: ما ظهر عن داعية من الموقع، كان عن علم أو غير علم، لتدين كان أو غيره، وقال الجويني: الفعل: ما كان في زمن يسير بلا تكرير، والعمل: ما تكرر وطال زمنه واستمر، ورد بحديث: ما فعل النغير . والفعل عند النحاة: ما دل على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، وقال السعد في شرح التصريف: الفعل: بالكسر: اسم لكلمة مخصوصة. وبالفتح مصدر فعل، كمنع، وفعل به يفعل فعلا وفعلا، فالاسم مكسور والمصدر مفتوح، وقال قوم: المكسور هو الاسم الحاصل بالمصدر، قال ابن كمال: ولكن اشتهر بين الناس كسر الفاء في المصدر، قال شيخنا وفيه نظر، وقيل: لا نظير له لفعله يفعله فعلا إلا سحره يسحره سحرا، وقد جاء خدع يخدع خدعا وخدعا، وصرع يصرع صرعا وصرعا، وقرأ بعضهم: وأوحينا إليهم فعل الخيرات . الفعل: كناية عن حياء الناقة وعن فرج كل أنثى. الفعال، كسحاب: اسم الفعل الحسن من الجود والكرم ونحوه، قاله الليث. الفعال: الكرم، قال هدبة:

ضروبا بلحييه على عظم زوره     إذا القوم هشوا للفعال تقنعـا أو يكون الفعال فعل الواحد خاصة في الخير والشر، يقال: فلان كريم الفعال، وفلان لئيم الفعال، قاله ابن الأعرابي، قال الأزهري: وهذا هو الصواب، ولا أدري لم قصر الليث الفعال على الحسن دون القبيح. قال المبرد: الفعال يكون في المدح والذم وهو مخلص لفاعل واحد، وإذا كان من فاعلين فهو فعال، بالكسر، قال الأزهري: وهذا هو الجيد، قلت: وهو إذن مصدر فاعل. وهو أيضا جمع فعل، كقدح وقداح، وبئر وبئار، كما في الصحاح. الفعال: نصاب الفأس والقدوم ونحوه، كالمطرقة، قال ابن بري: الفعال مفتوح أبدا إلا الفعال لخشبة الفأس، فإنها مكسورة الفاء، يقال: يا بابوس أولج الفعال في خرت الحدثان، والحدثان: الفأس التي لها رأس واحدة، وقال ابن الأعرابي: الفعال: العود الذي في خرت الفأس يعمل به، وقال ابن مقبل في نصاب القدوم، وسماه فعالا:

وتهوي إذا العيس العتاق تفاضلت    هوي قدوم القين حال فعالـهـا قال ابن فارس: لا أدري كيف صحتها، وأنشد ابن الأعرابي:

أتته وهي جـانـحة يداهـا      جنوح الهبرقي على الفعال ج: فعل، ككتب. والفعلة، محركة: صفة غالبة على عملة الطين والحفر ونحوه لأنهم يفعلون، قال ابن الأعرابي: والنجار يقال له: فاعل. قلت: وقد خص به الآن من يعمل بالطين ويحفر الأساس. الفعلة، كفرحة: العادة. من المجاز: افتعل عليه كذبا وزورا: أي اختلقه، قال ذو الرمة:

غرائب قد عرفن بكل أفق     من الآفاق تفتعل افتعـالا وقال ابن الأعرابي: افتعل فلان حديثا: إذا اخترقه، وأنشد:

ذكر شيء يا سليمى قد مضى     ووشاة ينطقون المفـتـعـل

صفحة : 7414

قال ابن الأعرابي: سئل الدبيري عن جرحه فقال: أرقني وجاء بالمفتعل، بالفتح، أي على صيغة اسم المفعول، أي جاء بأمر عظيم، قيل له: أتقوله في كل شيء? قال: نعم أقول جاء مال فلان بالمفتعل، وجاء بالمفتعل من الخطأ. ويقال: عذبني وجع أسهرني فجاء بالمفتعل: إذا عانى منه ألما لم يعهد مثله فيما مضى له. وفعال، كقطام قد جاء بمعنى افعل. وفعالة بالضم في قول عوف بن مالك:

تعرض ضيطارو فعالة دوننـا      وما خير ضيطار يقلب مسطحا كناية عن خزاعة، وهي قبيلة معروفة. ومما يستدرك عليه: الفعال، بالفتح: مصدر كذهب ذهابا، نقله الجوهري. ويجمع الفعل على أفعال، كقدح وأقداح. وقوله تعالى: وفعلت فعلتك التي فعلت أراد المرة الواحدة، كأنه قال: قتلت النفس قتلتك، وقرأ الشعبي: فعلتك بالكسر، على معنى وقتلت القتلة التي قد عرفتها؛ لأنه قتله بوكزة، هذا عن الزجاج، قال: والأول أجود. وكانت منه فعلة حسنة أو قبيحة. واشتقوا من الفعل المثل للأبنية التي جاءت عن العرب مثل: فعالة، وفعولة، وأفعولة، ومفعيل، وفعليل، وفعلول، وفعول، وفعل، وفعل، وفعلة، ومفعنلل، وفعيل، وفعيل. وكنى ابن جني بالتفعيل عن تقطيع البيت الشعري؛ لأنه إنما بأجزاء مادتها كلها ف-ع-ل كقولك: فعولن مفاعيلن، وفاعلاتن فاعلن، وفاعلاتن مستفعلن، وغير ذلك من ضروب مقطعات الشعر. ويقال: شعر مفتعل: إذا ابتدعه قائله ولم يحذه على مثال تقدمه فيه من قبله، وكان يقال: أعذب الأغاني ما افتعل، وأظرف الشعر ما افتعل. وقوله تعالى: وكنا فاعلين أي قادرين على ما نريده. وقوله تعالى: والذين هم للزكاة فاعلون أي مؤتون، قاله الزجاج، وقيل: معناه الذين هم للعمل الصالح فاعلون. وتقول: إن الرشا تفعل الأفاعيل، وتنسي إبراهيم وإسماعيل، الأفاعيل: جمع أفعول أو إفعال: صيغة تختص بما يتعجب منه، قاله السعد في حواشي الكشاف، وهو عربي، وقيل: مولد. وقال الراغب: والذي من جهة الفاعل يقال له مفعول ومنفعل، وقد فصل بعضهم بينهما فقال: المفعول يقال إذا اعتبر بفعل الفاعل، والمنفعل إذا اعتبر قبول الفعل في نفسه، فهو أعم من المنفعل؛ لأن المنفعل يقال لما يقصد الفاعل إلى إيجاده وإن تولد منه، كحمرة اللون من خجل يعتري من رؤية إنسان، والطرب الحاصل من الغناء، وتحرك العاشق لرؤية معشوقه، وقيل: لكل فعل انفعال إلا للإبداع الذي هو من الله عز وجل، فذلك هو إيجاد من عدم لا من مادة وجوهر، بل ذلك هو إيجاد الجوهر.

ف-ع-م-ل
الفعمل، كجعفر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الأزهري: هو الفعم أي الممتلئ، واللام زائدة، وإنما ذكره المصنف هنا تبعا للصاغاني رعاية للفظ، قال شيخنا: ومال جماعة إلى تصحيح أصالة اللام. قلت: وهو غير ظاهر، والصواب زيادتها، وعليه الأكثر.

ف-ف-ل

صفحة : 7415

الفوفل، بالضم والفتح، أهمله الجوهري، وفي العباب: قال أبو زياد: شجرة الفوفل: نخلة كنخلة النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل أمثال التمر، ومنه أسود ومنه أحمر، وليس من نبات أرض العرب، وفي تذكرة داود: ثمر كالجوز الشامي، مستدير عفص قابض، يوجد في شجر كالنارجيل، جيد للأورام الحارة الغليظة، طلاء، ولالتهاب العين، ضماد واكتحالا، وفيه خاصية عظيمة لتجفيف المني وهضم الطعام. وقد سموا فوفلة، وأورده صاحب اللسان بعد تركيب ف-و-ل.

ف-ق-ل
الفقل، أهمله الجوهري، وقال النضر في كتاب الزرع: هو التذرية، بلغة أهل اليمن، يقال: فقلوا ما ديس من كدسهم، وهو رفع الدق بالمفقلة، كمكنسة، وهي الحفراة ذات الأسنان، ثم نثره، قال: والدق ما قد ديس ولم يذر، قال: وهذا الحرف غريب. وأرض كثيرة الفقل، أي كثيرة الريع. وقد أفقلت إفقالا: ظهر فيها الفقل. والفقل، بالضم: سمكة مسمومة لا تؤكل، ولجمع فقلة، كعنبة، قدها كإصبع، قاله الخارزنجي في تكملة العين.

ف-ق-ح-ل
فقحل، أهمله الجوهري والصاغاني، وقال الفراء: أي أسرع الغضب في غير موضعه. ومنه الفقحل، بالضم: الرجل السريع الغضب. وفقحل، كجعفر: حي من بني شيبان.

ف-ك-ل
الأفكل، كأحمد: الرعدة تعلو الإنسان، تكون من البرد والخوف، ولا فعل له، ومنه حديث ابن سلام: فأخذني أفكل، وفي حديث ابن عباس: أوحى الله تعالى إلى البحر أن أطع موسى بضربه لك، فبات وله أفكل. وأنشد ابن بري:

فباتت تغني بغربالها     غناء رويدا له أفكل وقال الشنفرى:

دعست على غطش وبغش وصحبتي    سعار وإرزيز ووجـر وأفـكـل قال ابن فارس: ويقولون: لا يبنى منه فعل، وليس كذلك، فإنهم قالوا: هو مفكول، أي أصابه الأفكل. والأفكل: الشقراق، لأنهم يتشاءمون به، فإذا عرض لهم كرهوه وفزعوا منه وارتعدوا. والأفكل: الجماعة، وقد جاءوا بأفكلهم، أي بجماعتهم، عن ابن عباد. والأفكل: فرس نزال بن عمرو المرادي. أيضا: لقب الأفوه الأودي، الشاعر، لرعدة كانت فيه. أيضا: أبو بطن، من العرب، وحينئذ لا ينصرف في المعرفة للتعريف ووزن الفعل، وينصرف في النكرة، وبنوه يسمون الأفاكل، قاله ابن دريد. يقال: عنده أفاكيل من كذا: أي أفواج منه، عن ابن عباد. وأخذت بي ناقتي أفكلا من السير، كذا في المحيط، وفي بعض النسخ من السبق. قال ابن الأعرابي: افتكل فلان في فعله، واحتفل، بمعنى واحد. ومما يستدرك عليه: أفكل: موضع، قال الأفوه:

تمنى الحماس أن تزور بلادنا     وتدرك ثأرا من رغانا بأفكل كما في اللسان.

ف-ل-ل
فله يفله فلا، وفلله تفليلا: ثلمه، فتفلل وانفل وافتل، الأخيران مطاوعا فله، وتفلل مطاوع فلله، ولذا قال شيخنا: فيه نخليط بالنسبة لقواعد الصرفيين، ويحمل كلامه على اللف والنشر المشوش، انتهى، وقال بعض الأغفال:

لو تنطح الكنادر العضلا
قضت شؤون رأسه فافتلا

صفحة : 7416

وفي حديث أم زر: شجك، أو فلك، أو جمع كلا لك، أرادت بالفل الكسر والضرب، تقول: إنها معه بين شج رأس ، أو كسر عضو، أو جمع بينهما، وقيل: أرادت بالفل الخصومة. فل القوم يفلهم فلا: هزمهم فانفلوا وتفللوا، أي انهزموا. وقوم فل: منهزمون، يستوي فيه الواحد والجمع، قال ابن بري: ومنه قول الجعدي:

وأراه لم يغادر غير فل أي المفلول، وفي قصيد كعب:

أن يترك القرن إلا وهو مفلول أي مهزوم: ج: فلول، بالضم، وأفلال، هكذا في لنسخ، والصواب فلال كرمان، ففي المحكم قال أبو الحسن: لا يخلو من أن يكون اسم جمع أو مصدرا، فإن كان اسم جمع فقياس واحده أن يكون فالا، كشارب وشرب، ويكون فال فاعلا بمعنى مفعول، لأنه هو الذي فل، بل هو جمع فال، لأن جمع الجمع نادر، وأما فلال فجمع فال لا محالة، لأن فعلا ليس مما يكسر على فعال، فتأمل. وسيف فليل، ومفلول، وأفل، ومنفل: أي منثلم، قال عنترة:

وسيفي كالعقيقة وهو كمعي     سلاحي لا أفل ولا فطارا وسيف أفل، بين الفلل: ذو فلول. وفلوله: ثلمه، وهي كسور في حده، واحدها فل، وقد قيل: الفلول مصدر، والأول أصح، قال النابغة الذبياني:

بهن فلولب من قراع الكتائب وفي حديث سيف الزبير: فيه فلة فلها يوم بدر، الفلة: الثلمة في السيف. والفليل: ناب البعير المنكسر، وفي الصحاح إذا انثلم. الفليل: الجماعة، كالفل، والجمع فلول، قال أعشى باهلة:

فجاشت النفس لما جاء فلهـم     وراكب جاء من تثليث معتمر أي جماعتهم المنهزمون. الفليل: الشعر المجتمع، كالفليلة، قال ابن سيده: فإما أن يكون من باب سلة وسل، وإما أن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء، قال الكميت:

ومطرد الدماء وحيث يلقى     من الشعر المضفر كالفليل والجمع فلائل، وأنشد ابن بري لابن مقبل:

تحدر رشحا ليته وفلائله وفي حديث معاوية: أنه صعد على المنبر وفي يده فليلة وطريدة، الفليلة: الكبة من الشعر، وقال الزمخشري: وكأن المراد الكبة من الدمقس. الفليل: الليف، هذلية. والفل: ما ندر عن الشيء كسحالة الذهب، وبرادة الحديد، وشرر النار، وفي بعض النسخ وشرار الناس، وهو غلط، والجمع فلول. والفل: الأرض الجدبة، ويكسر، أو هي التي تمطر ولا تنبت، عن أبي عبيدة، أو ما أخطأها المطر أعواما، أو ما لم تمطر بين أرضين ممطورتين، وهي الخطيطة، وقد رده أبو عبيدة، وصوب أنها التي تمطر ولا تنبت، وقيل: هي التي لم يصبها مطر، أو هي الأرض القفرة لاشيء بها، وفلاة منها، والجمع كالواحد، وقد تكسر على أفلال، قال الراجز:

مرت الصحارى ذو سهوب أفلال وأفللنا: وطئناها، وقال الفراء: أفل الرجل صار بأرض فلم يصبه مطر وأنشد:

أفل وأقوى فهو طـاو كـأنـمـا     يجاوب أعلى صوته صوت معول الفل، بالكسر: الأرض لا نبات بها ولم تمطر، قال عبد الله بن رواحة رضي الله تعالى عنه:

شهدت فلم أكذب بـأن مـحـمـدا     رسول الذي فوق السموات من عل
وأن أبا يحيى ويحيى كـلـيهـمـا     له عمل فـي دينـه مـتـقـبـل
وأن التي بالجزع من بطن نـخـلة      ومن دانها فل من الخير مـعـزل

صفحة : 7417

أي خال من الخير، ويروى: ومن دونها، أي الصنم المنصوب حول العزى.

قال الصاغاني: وتروى القطعة التي منها هذه الأبيات لحسان رضي الله تعالى عنه، وهي موجودة في أشعارهما. وقال أبو صالح مسعود بن قيد، واسم قيد، يصف إبلا:

حرقها حمض بلاد فل
وغتم نجم غير مستقل
فما تكاد نيبها تولي

الغتم: شدة الحر الذي يأخذ بالنفس. الفل: ما رق من الشعر. واستفل الشيء: أخذ منه أدنى جزء كعشره. وقيل: الاستفلال أن يصيب من الموضع العسر شيئا قليلا من موضع طلب حق أو صلة، فلا يستفل إلا شيئا يسيرا. وأفل الرجل، ذهب ماله، من الأرض الفل. وفل عنه عقله يفل: ذهب ثم عاد. قال أبو عمرو: الفلى، كربى: الكتيبة المنهزمة، وكذلك الفرى. والفلفل، كهدهد وزبرج، ونسب الصاغاني الكسر للعامة، ومنعه صاحب المصباح أيضا وصوبوا كلامه: حب هندي معروف، وهو معرب بلبل، بالكسر، لا ينبت بأرض العرب، وقد كثر مجيئه في كلامهم. قال أبو حنيفة: أخبرني من رأى شجره فقال: مثل شجر الرمان سواء، زاد داود الحكيم: وأرفع، وبين الورقتين منه شمراخان منظومان، والشمراخ في طول الإصبع، وهو أخضر، فيجتنى ثم يشر في الظل فيسود وينكمش، وله شوك كشوك الرمان، وإذا كان رطبا ربب بالماء والملح، حتى يدرك، ثم يؤكلكما تؤكل البقول المرببة على الموائد فيكون هاضوما، واحدته فلفلة. وقال داود الحكيم في التذكرة: ورقه رقيق أحمر مما يلي الشجرة، أخضر من الجهة الأخرى، وعوده سبط، وهو أبيض وأسود، والأبيض أصلح في الاستعمال، وكلاهما إما بستاني أو بري، وثمرته عناقيد كالعنب، حار يابس، نافع لقلع البلغم اللزج مضغا بالزفت، ويجلو الصوت، ولتسخين العصب والعضلات تسخينا لا يوازيه غيره، وللمغص والنفخ، واستعماله في اللعوق للسعال البارد وأوجاع الصدر وضيق النفس، وينفع في الأكحال فيجلو الظلمة والبياض، ويذكي ويقوي الحفظ، ولا شيء مثله في تحمير الألوان. من المشهور أن قليله يعقل البطن، وكثيره يطلق ويجفف الرطوبات، ويدر البول، ويبدد المني بعد الجماع، ويفسد الزرع بقوة، وقد جاء في قول امرئ القيس:

ترى بعر الصيران في عرصاتها    وقيعانها كأنه حـب فـلـفـل

وقال المرقش الأكبر، وقيل: الأصغر:

فكأن حبة فلفل في جفـنـه    ما بين مضجعها إلى إمسائها

صفحة : 7418

وأما الدار فلفل وهو شجر الفلفل أول ما يثمر، قال شيخنا: صرح جماعة بأن شجر دار فلفل غير شجر الفلفل، فيزيد في الباءة ويحدر الطعام، أي يهضمه، ويزيل المغص والنفخ، وينفع من نهش الهوام طلاء بالدهن. قلت: ويعرف الدار فلفل بمصر بعرق الذهب، وبالفارسية بلبل دراز. الفلفل، كهدهد: الخادم الكيس، زاد منلا علي في ناموسه: وكزبرج أيضا مثل ذلك، بل هو الأكثر في استعماله. قال شيخنا: كذا قال وفيه تأمل. الفلفل: الليف. فلفل: اسم رجل. وتفلفل الرجل: قارب بين الخطا وتبختر، وبه فسر الحديث عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: خرج علينا علي، رضي الله تعالى عنه، وهو يتفلفل. وكان كيس الفعل، وروى: يتقلقل، وروى عبد خير: أنه خرج وهو يتفلفل فسألته عن الوتر، فقال: نعم ساعة الوتر هذه، هكذا فسره النضر. قال ابن الأعرابي: تفلفل شاص فاه بالسواك، وبه فسر الحديث، وفسره النضر أيضا هكذا. ونقل ابن الأثير عن الخطابي يقال: جاء فلان متفلفلا، إذا جاء والمسواك في فيه يشوصه. وقال القتيبي: لا أعرف يتفلفل بمعنى يستاك، قال: ولعله يتتفل؛ لأن من استاك تفل، كفلفل فيهما، عن النضر. تفلفل: قادمتا الضرع؛ إذا اسودت حلمتاهما، ووجد في بعض نسخ الصحاح: حلمتاها؛ قال ابن مقبل يصف ناقة:

فمرت على أظراب هر عشية     لها توأبانيان لم يتـفـلـفـلا التوأبانيان: قادمتا الضرع. قال ابن شميل: الفلية، بالكسر كالعلية: الأرض التي لم يصبها مطر عامها حتى يصيبها المطر من العام القابل، ج: الفلالي. وثوب مفلفل، بالفتح، أي على صيغة المفعول: موشى، دارات وشيه كصعارير الفلفل، أي تحكي استدارته وصغره. وشراب مفلفل: يلذع لذعة، قال:

كأن مكاكي الـجـواء غـدية    صبحن سلافا من رحيق مفلفل ذكر على إرادة الشراب. وقيل: خمر مفلفل ألقي فيه الفلفل فهو يحذي اللسان؛ وطعام مفلفل كذلك. وشعر مفلفل: شديد الجعودة. كشعر الأسود. وأديم مفلفل: نهكه الدباغ فظهر فيه مثل الفلفل. والأفل: سيف عدي بن حاتم، الطائي، رضي الله تعالى عنه، وفيه يقول:

إني لأبذل طارفي وتلادي     إلا الأفل وشكتي والجرولا وفلفلان، بالكسر: ة بأصبهان، منها: أبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل بن السكن، عن إسحاق بن سلمان الرازي، صاحب جرير، وعنه أبو محمد بن فارس. ومما يستدرك عليه: الفل: الخصومة والنزاع والشقاق، وبه فسر أيضا حديث أم زرع كما تقدم، والمعنى كسرك بخصومته. والتفليل: تفلل في حد السكين، وفي غروب الأسنان، وفي السيف، وفي حديث عائشة تصف أباها رضي الله تعالى عنهما: ولا فلوا له صفاة. أي كسروا له حجرا، كنت به عن قوته في الدين. واستفل غربه: أي كسره. وتفللت مضاربه: تكسرت. والفل: ثوب من مشاقة الكتان. وانفل سنه: انثلم، قال:

عجيز عارضها منفل
طعامها اللهنة أو أقل

وقوم فلال، بالكسر: منهزمون، نقله الجوهري. وأفلت الأرض: صارت فلا عن أبي حنيفة، وأنشد:

وكم عسفت من منهل متخاطئ     أفل وأقوى فالجمام طوامـي والفليل: العرف، وبه فسر السهيلي في الروض قول ساعدة بن جؤية:

وغودر ثاويا وتأوبته     مذرعة أميم لها فليل

صفحة : 7419

نقله شيخنا، وأما السكري فإنه فسره بالشعر المكبوب. وتفلفل شعر الأسود: اشتدت جعودته، كما في المحكم. وربما سمي ثمر البروق فلفلا، تشبيها بهذا الفلفل، قال:

وانتفض البروق سودا فلفله وأهل اليمن يسمون ثمر الغاف فلفلا. وفلفل وتفلفل: مشى متبخترا. وفلان، كرمان: ناحية ببلاد السودان. وفيلال، بالكسر: اسم سجلماسة، لمدينة في الغرب. وفلفل الماء: نبت يجاور الماء، سبط ناعم الورق، له حب في عناقيد. وفلافل السودان: حب مستدير أملس في غلف، ذي أبيات، مثل الصنوبر. وفلفل القرود: حب الليم. وفلفل الصقالبة: فنجكشت. والفل، بالضم: عبارة عن ياسمين مضاعف، إما بالتركيب أو بشق أصله، ويوضع فيه الياسمين، وهو زهر نقي البياض، والتدلك بورقه يطيب البدن. وفلفلة بن عبد الله الجعفي: تابعي يروي عن ابن مسعود، وعنه القاسم بن حسان، ثقة. وفي المثل: من قل ذل، ومن أمر فل. وغدا فلا من الطعام، بالكسر: أي خاليا. والفليلة: شعر زبرة الأسد، قال مالك بن نويرة:

يا لهف من عرفاء ذات فليلة    جاءت إلي على ثلاث تخمع والفليفلة: بالضم: نهر صغير ينشق من النيل.

ف-ن-أ-ل
الفنئل كزبرج، أهمله الجوهري، وقال الفراء: هي المرأة القصيرة، كذا نقله الأزهري في ثلاثي التهذيب، وفي كتاب الوافر، وهو بالقاف. قال ابن الأعرابي: الفنئل: رقبة الفيل، نقله الأزهري أيضا.

ف-ن-ج-ل
الفنجل، كقنفذ، أهمله الجوهري، وفي اللسان: هو عناق الأرض، ويروى بالعين، وقد تقدم عن ابن خالويه. الفنجل من الرجال، بالفتح: الأفحج، وهو المتباعد الفخذين الشديد الفحج، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

الله أعطانيك غير أحدلا
ولا أصك أو أفج فنجلا

والفنجلة: تباعد ما بين الساقين والقدمين. أيضا: مشية ضعيفة كالفنجلى، وهي مشية الشيخ، وقال ابن الأعرابي: الفنجلة: أن يمشي متفاجا، وقد فنجل، وقد تقدم في ف-ج-ل.

ف-ن-د-ل
فندلة، أهمله الجوهري والجماعة، وهو والد الوزير الكاتب أبي بكر محمد، كذا في النسخ، وفي بعضها أبي بكر بن محمد، وهو غلط، والصواب أنه جد الوزير أبي بكر محمد بن عبد الغني، روى عن الأعلم الشنتمري، ذكره أبو حيان، كذا في التبصير. ومما يستدرك عليه: فندلاوة: بليدة قرب سبتة منها يوسف بن درناس بن عيسى الفندلاوي الفقيه المالكي، سمع منه الحافظ أبو القاسم بن عساكر، وغيره، وقتله الفرنج بدمشق سنة 543، كذا في اللباب للبلبيسي.

ف-ن-ش-ل
المفنشل، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وأورده الصاغاني في ف-ش-ل فقال: هو المفنشي، يقال: أتانا مفنشلا لحيته ومنفشلا، بتقديم النون: أي مفنشيا، والذي في العباب: أتانا منفشلا بلحيته ومنفشيا: أي منفشا.

ف-و-ل
الفول، بالضم كتبه بالحمرة بناء على أنه قد أهمله الجوهري، وليس كذلك، بل ذكره في آخر ترتيب ف-ي-ل، ووجدت في هامشه ما نصه: كذا وجدته قد ذكر الفول في ف-ي-ل، وصوابه أن يذكر في ف-و-ل، وهو حب كالحمص، وهو الباقلى عند أهل الشام حكاه سيبويه، أو مختص باليابس، الواحدة فولة، خالف هنا اصطلاحه. والفولة، بالضم: د، بفلسطين، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: الفوال، بالتشديد: بائع الفول. وأبو عبد الله محمد الفوال: من مشايخ ابن عربي. وعبد الله بن إبراهيم بن الفوالة، عن ابن كاس النخعي، وعنه ابن الحاج في الخلعيات.

صفحة : 7420

ف-ه-ل-ل
فهلل، كجعفر، ممنوعا من الصرف في قولهم: هو الضلال بن فهلل: من أسماء الباطل مثل ثهلل، كما في الصحاح والعباب، وروى ابن السكيت فيه الضم أيضا، وقال هو الذي لا يعرف، ثم كونه ممنوعا صرح به الجوهري والصاغاني وقبلهما ابن السكيت، قال: لا ينصرف، وقال شيخنا: لا وجه لمنعه، بل ولا قائل به؛ لأن العلمية على تسليمها فيه لا تستقل وحدها بالمنع، ولا علة أخرى توجب المنع، فتأمل، انتهى. وقد تقدم مثل ذلك في ث-ه-ل، وب-ه-ل. ومما يستدرك عليه: الفهلوية منسوبة إلى فهلة، معرب بهلة: اسم يقع على خمسة بلدان: أصبهان، والري، وماه، ونهاوند، وأذربيجان، وكلام الفرس قديما كان يجري على خمسة ألسنة: الفهلوية، والدرية، والفارسية، والخوزية، والسريانية، حققه ابن الكمال والشيخ عبد القادر البغدادي. والفهلوان: الشديد المصارع، وقد سمي هكذا جماعة من المحدثين.

ف-ي-ل
الفيل، بالكسر: حيوان م معروف، ج: أفيال، وفيول، وفيلة كعنبة، قال ابن السكيت: ولا تقل أفيلة، قال سيبويه: يجوز أن يكون أصل فيل فعلا، فكسر من اجل الياء، كما قالوا أبيض وبيض، وقال الأخفش: هذا لا يكون في الواحد، وإنما يكون في الجمع، وهي بهاء، وصاحبها فيال، هكذا في النسخ، والصواب وصاحبه، قال لبيد رضي الله تعالى عنه:

لو يقوم الفـيل أو فـيالـه     زل عن مثل مقامي وزحل والمفيولاء: أولاده كما في العباب، قال شيخنا: ينظر هل له مفرد فيلحق بمفعولاء الوارد جمعا، أو غير ذلك. والفيلا أيضا: الثقيل الخسيس، وهو مجاز. واستفيل الجمل: صار كالفيل في عظمه، نقله الزمخشري، وحكاه ابن جني في باب استحوذ وأخواته، وأنشد لأبي النجم:

يدير عيني مصعب مستفيل وتفيل النبات: اكتهل، عن ثعلب. تفيل الشباب: زاد، عن الليث، وأنشد:

حتى إذا ما حان من تفيله تفيل فلان: سمن، وقال العجاج:

كل جلال يمنع المحبلا
عجنس قرم إذا تفيلا

أي إذا سمن كأنه فيل. وفال رأيه يفيل فيلولة، وفي بعض النسخ فيولة، ومثله في الأساس، وفيلة، كذا في النسخ، وفي العباب فيالة: أخطأ وضعف، يقال: ما كنت أحب أن يرى في رأيك فيالة، كما في اللسان، وفي الأساس: فيولة: أي ضعفا، كتفيل، نقله ابن سيده والزمخشري. وفيل رأيه: قبحه وخطأه، قال أمية ابن أبي عائذ الهذلي:

فلو غيرها من ولد كعب بن كاهل     مدحت بقول صادق لـم تـفـيل أي لم يفيل رأيك، وفي هذا دليل على أن المضاف إذا حذف رفض حكمه، وصارت المعاملة إلى ما صرت إليه وحصلت عليه، ألا ترى أنه ترك حرف المضارعة المؤذن بالغيبة وهو الياء، وعدل إلى الخطاب البتة فقال: تفيل بالتاء، أي لم تفيل أنت. ورجل فيل الرأي والفراسة بالكسر والفتح وككيس وهذا عن ابن السكيت، وفاله وفائله، وفال من غير إضافة: أي ضعيفه، أي الرأي، مخطئ الفراسة، ج: أفيال، ويقال أيضا: فيأل الرأي، كحيدر، وقد ذكر في ف-أ-ل وشاهد الفيل قول الكميت:

بني رب الجواد فلا تفيلوا    فما أنتم فنعذركم لفـيل رب الجواد: ربيعة الفرس، وشاهد الفال قول جرير:

رأيتك يا أخيطل إذ جرينـا    وجربت الفراسة كنت فالا

صفحة : 7421

وقال أبو عبيدة: الفائل من المتفرسين: الذي يظن ويخطئ، قال: ولا يعد فائلا حتى ينظر إلى الفرس في حالاته كلها ويتفرس فيه، فإن أخطأ بعد ذلك فهو فارس غير فائل. وفي رأيه فيالة، كسحابة، وفيولة، بالضم: أي ضعف، وفي الحديث: إن تمموا على فيالة هذا الرأي انقطع نظام المسلمين قاله علي يصف أبا بكر رضي الله تعالى عنهما، وأنشد ابن بري لأفنون التغلبي:

فالوا علي ولم أملك فيالـتـهـم     حتى انتحيت على الأرساغ والثنن والمفايلة والفيال، بالكسر والفتح غير مهموزين عن الليث، قال: فمن فتح جعله اسما، ومن كسر جعله مصدرا: لعبة لفتيان العرب، وقيل: لصبيانهم بالتراب يخبئون الشيء فيه، ثم يقسمونه، ثم يقول الخابئ لصاحبه: في أي القسمين هو، وتقدم في ف-أ-ل، فإذا أخطأ قيل له: فال رأيك، وقال طرفة:

يشق حباب الماء حيزومها بها     كما قسم الترب المفايل باليد وقال بعضهم: يقال لهذه اللعبة الطبن والسدر. وقال ابن بري: والفئال من الفأل بالظفر، ومن لم يهمز جعله من فال رأيه: إذا لم يظفر، قال: وذكره النحاس فقال: الفيال من المفايلة، ولم يقل من المفاءلة. قلت: وقد همز شمر الفيال، وقد تقدم. والفائل: اللحم الذي على خرب الورك، نقله أبو عبيد، أو عرق، وفي الصحاح: وكان بعضهم يجعل الفائل عرقا في الفخذ، نقله عن أبي عبيد، وأنشد للراجز، وهو هميان:

كأنما ييجع عرقا أبيضه
وملتقى فائله ومأبضه

وهما عرقان في الفخذ. قيل: الفائلتان: مضغتان من لحم أسفلهما على الصلوين من لدن أدنى الحجبتين إلى العجب، مكتننفتا العصعص منحدرتان في جانبي الفخذين، وهما من الفرس كذلك، أو هما عرقان مستبطنان حاذي الفخ، وقال الأصمعي في كتاب الفرس: وفي الورك الخربة وهي نقرة فيها لحم لا عظم فيها، وفي تلك النقرة الفائل، قال: وليس بين تلك النقرة وبين الجوف عظم إنما هو جلد ولحم، وأنشد للأعشى:

قد نخضب العير من مكنون فائله     وقد يشيط على أرماحنا البطـل قال: ومكنون الفائل دمه، يقول: نحن بصراء بموضع الطعن، انتهى. وروى أبو عمرو: قد نطعن العير في، وروى الأصمعي: قد نخضب العير من، وقد خطئ أبو عمرو في روايته، كذا في العباب. والفال: لغة فيه، قال الصاغاني: عرق يخرج من فوارة الورك، وأنشد الجوهري لامرئ القيس:

سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا    له حجبات مشرفات على الفالـي

صفحة : 7422

أراد على الفائل فقلبه، وهو عرق في الفخذين يكون في خربة الورك ينحدر في الرجل. ورجل فيل اللحم، ككيس وهمزه بعضهم، وقد تقدم: أي كثيره. وفال: ة، بفارس في آخر نواحيها من جهة الجنوب، وهي معربة بال بين الفاء والباء، وهي بين شيراز وهرمز، لها قلعة حصينة، وهي كثيرة الفواكه، منها القطب محمد بن مسعود بن محمود الفالي، مؤلف التقريب وغيره كاللباب وشرح الكشاف، ووالده العلامة صفي الدين مسعود المفسر، مات سنة 678، العلامة مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم بن فضل الله بن ربيع الفالي قاضيا شيراز، الأخير روى عن السراج مكرم بن أبي العلاء الفالي، أيضا جماعة ذكرهم الذهبي والحافظ، فمنهم العلامة فخر الدين أحمد بن أبي غسان كامل بن محمود، أخذ عن عمه والد القطب المذكور، وأبوه مجد الدين أبو غسان مات سنة 635، والقاضي سراج الدين مكرم بن أبي العلاء الفالي وغيره، ومن ولد مكرم هذا جماعة حدثوا بفال. فال أيضا: د، بخوزستان قريبة من أيذج، منه أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن سلك الأديب، كذا في النسخ، والصواب المؤدب، عن أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي وغيره، وعنه أبو بكر الخطيب، وأبو جعفر الطيوري، مات سنة 448، أو هو فالة بزيادة هاء، قاله الذهبي. وفيلان، بالكسر: ع، قرب باب الأبواب المعروف بدربند. وفيل، بالكسر: اسم خوارزم أولا، هكذا كان يقال له ثم قيل له المنصورة وقد ذكر في ن-ص-ر، ثم كركانج بالضم، كذا في العباب. فيل بن عرادة: محدث من أهل البصرة، كنيته أبو سهل، يروي عن جراد بن طارق، وعنه الصعق العيشي، ذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وفيل أيضا: مولى زياد بن أبي سفيان. وأبو الفيل الخزاعي صحابي، روى عنه عبد الله بن جبير صحابي أيضا، رضي الله تعالى عنهما، في النهي عن سب ماعز. ومما يستدرك عليه: ليلة مثل لون الفيل: أي سوداء لا يهتدى لها، وألوان الفيلة كذلك. وفيل الرجل في رأيه تفييلا: إذا لم يصب، ومنه قول علي يصف أبا بكر رضي الله تعالى عنهما: وكنت آخرا حين فيلوا. أي حين فال رأيهم، ويروى: حين فشلوا. والفيال، كشداد: صاحب الفيل. وفال الرجل: تعظم فصار كالفيل، أو تجهم. وذو الفيل البجلي قتلته بنو نصر بن معاوية، قال شاعرهم:

وذا الفيل المقنع قد تركنا     غداة القاع منجدلا بقفر وبركة الفيل: إحدى برك مصر، ويقال: بركة الأفيلة، وقد تقدم في ب-ر-ك. والشهاب أحمد بن علي بن إبراهيم بن سليمان الكردي الفيلي، من أصحاب الشيخ أبي الحسن علي بن قفل، روى عن أبي المكارم الدمياطي، وابن الصابوني، وغيره بالإجازة، ومات سنة 686 قال القطب الحلبي في تاريخ مصر: هو نسبة إلى جامع الفيلة ظاهر مصر؛ لأنه ولد به. وفالي: عدة قرى بالهند، خرج منها أكابر العلماء.