الباب الثالث والعشرون: باب اللام - الفصل الثالث والعشرون: فصل اللام مع اللام

فصل اللام مع اللام

ل-ت-ل
لتلة أهمله الجوهري والصاغاني، وفي اللسان: هو ع، ولكنه ضبطه بالمثلثة. ومما يستدرك عليه:

ل-ب-ل
لبلة بالموحدة الساكنة، وهي كورة عظيمة بالأندلس، منها أبو جعفر أحمد بن يوسف بن علي بن يوسف الفهري اللبلي المقرئ النحوي اللغوي، أحد مشاهير أصحاب الشلوبين، وروى عنه الوادياشي وأبو حيان وابن رشد، ولد سنة 623، ومات بتونس سنة 691، ومن مؤلفاته شرح فصيح ثعلب، وشرح أدب الكاتب لابن قتيبة، والبغية في اللغة، وهذه عندي، وله كتاب في التصريف ضاهى به الممتع، ترجمه غير واحد من العلماء.

ل-ع-ل
لعل بتشديد اللام، ولعل بتخفيفها: كلمة طمع وإشفاق، كعل بغير لام، وقال الجوهري: لعل: كلمة شك، واللام في أولها زائدة، قال قيس بن الملوح:

يقول أناس عل مجنون عامر    يروم سلوا، قلت أنا لما بيا? وأنشد ابن بري لنافع بن سعد الغنوي:

ولست بلوام على الأمر بعدما    يفوت، ولكن عل أن أتقدما

صفحة : 7499

وقد تكرر في الحديث ذكر لعل، وجاءت في القرآن بمعنى كي، وفي حديث حاطب: وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر، قال ابن الأثير: ظن بعضهم أن معنى لعل هنا من جهة الظن والحسبان، قال: وليس كذلك وإنما هي بمعنى عسى، وعسى ولعل من الله تحقيق، فيه لغات: عن، وغن، وأن، ولأن، ولون، ورعل، ولعن، ولغن، ورغن، ويقال: علي أفعل، وعلني أفعل، ولعلي أفعل، ولعلني أفعل، ولعني، ولعنني ولغني، ولغنني، ولوني، ولونني، ولأني، ولأنني، وأني، وأنني، ورغني، ورغنني، فهذه ثمانية وعشرون لغة، قال شيخنا: وفيه تطويل من غير كبير فائدة، وكان يكفي أن يقول: بنو الوقاية ودونها، وأحكام لعل، ولغاتها مشروحة في المغني، والتسهيل، وشروحهما. قلت: وشاهد لأنني بمعنى لعلني: من قول امرئ القيس:

عوجا على الطلل المحيل لأننا    نبكي الديار كما بكى ابن خذام أي لعلنا، ومثله قول الآخر:

أريني جوادا مات هزلا لأنني    أرى ما ترين أو بخيلا مكرما وشاهد أن بمعنى عل قوله تعالى: وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون .

ل-م-ل
اللمال، كسحاب أهمله الجوهري والصاغاني، وقال أبو رياش: هو الكحل، وأنشد:

لها زفرات من بوادر عبـرة    يسوق اللمال المعدني انسجالها ويضم، وهكذا رواه كراع. قلت: وقد تقدم في الكاف اللماك، بالضم: الجلاء يكحل به العين، عن ابن الأعرابي، وضبطه ابن عباد ككتاب، ولا أرى اللمال بلامين إلا محرفا عن اللماك، فتأمل ذلك. وتلمل بفمه مثل تلمظ، قال كعب بن زهير:

وتكون شكواها إذا هي أنجدت     بعد الكلال تلمل وصـريف

ل-و-ل
اللولاء أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الأصمعي: هو الضر والشدة، كما في العباب. ولال: جد والد أبي بكر أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الفرج بن لال الهمداني الفقيه المحدث، ومعناه بالفارسية: الأخرس، سمع من عبد الباقي بن قانع وابن الأعرابي، كذا في طبقات الزمخشري.

ل-ي-ل
الليل: ضد النهار معروف، والليلاه أصله، حكاه ابن الأعرابي، وأنشد:

في كل يوم ما وكل ليلاه
حتى يقول كل راء إذ راه
يا ويحه من جمل ما أشقاه

وحده من مغرب الشمس إلى طلوع الفجر الصادق، أو إلى طلوع الشمس، وتصغيره لييلة أخرجوا الياء الأخيرة من مخرجها في الليالي، وقال الفراء: ليلة كانت في الأصل ليلية ولذلك صغرت لييلية ومثلها الكيكة للبيضة، كانت في الأصل كيكية، وجمعها الكياكي، ج: ليال على غير قياس، توهموا واحدته ليلاه، ونظيره ملامح ونحوها مما حكاه سيبويه، وقد شذ التحقير كما شذ التكسير، قال أبو الهيثم: وكأن الواحد ليلاه في الأصل، يدل على ذلك جمعهم إياها الليالي، وتصغيرهم إياها لييلة، حكى الكسائي ليائل وهو شاذ، وأنشد ابن بري للكميت:

جمعتك والبدر ابن عائشة الذي     أضاءت به مسحنككات الليائل وقال الجوهري: الليل واحد بمعنى جمع، وواحده ليلة، مثل تمرة وتمر، وقد جمع على ليال فزادوا فيها الياء على غير قياس، ونظيره أهل وأهال، ويقال: كأن الأصل فيها ليلاه فحذفت. وليلة ليلاء، بالمد وتقصر: طويلة شديدة صعبة، أو هي أشد ليالي الشهر ظلمة، وبه سميت المرأة ليلى، وأنشد ابن بري:

صفحة : 7500

كم ليلة ليلاء ملبسة الـدجـى    أفق السماء سريت غير مهيب أو الليلاء: ليلة ثلاثين، والدهماء: ليلة تسع وعشرين، والدعجاء: ليلة ثمان وعشرين، قاله ابن السكيت. وليل أليل ولائل ومليل، كمعظم كذلك؛ أي شديد الظلمة، قال ابن سيده: وأظنهم أرادوا بمليل الكثرة، كأنهم توهموا ليل، قال عمرو بن شأس:

وكان مجود كالجلاميد بعدمـا     مضى نصف ليل بعد ليل مليل وقال الليث: تقول العرب: هذه ليلة ليلاء: إذا اشتدت ظلمتها، وليل أليل، وأنشد للكميت:

...... وليلهم الأليل قال: وهذا في ضرورة الشعر، وأما في الكلام فليلاء، قال الفرزدق:

قالوا وخاثره يرد علـيهـم     والليل مختلط الغياطل أليل وألالوا وأليلوا: دخلوا في الليل، وقال النضر: أليل: صار فيه. والليل: الذكر والأنثى جميعا من الحبارى، أو فرخها. كذلك فرخ الكروان، وقول الفرزدق:

والشيب ينهض في الشباب كأنه    ليل يصيح بجانـبـيه نـهـار قيل: عنى بالليل فرخ الكروان، أو الحبارى، وبالنهار: فرخ القطا فحكي ذلك ليونس، فقال: الليل ليلكم والنهار نهاركم هذا، وقال الجوهري: وذكر قوم أن الليل: ولد الكروان، والنهار: ولد الحبارى، قال: وقد جاء ذلك في بعض الأشعار، قال: وذكر الأصمعي - في كتاب الفرق -: النهار، ولم يذكر الليل، قال ابن بري: الشعر الذي عناه الجوهري بقوله: وقد جاء ذلك... إلخ، هو قول الشاعر:

أكلت النهار بنصف النهار     وليلا أكلت بليل بـهـيم الليل: سيف عرفجة بن سلامة الكندي كذا في النسخ، والصواب الكلبي من بني زهير، كما هو نص العباب، وفيه يقول:

آتيك سلـمـى بـاطـلا    والليل ذو الغريبين كمعي
إن لم أعـجـل ضـربة    ترقص بجمعكم وجمعي

وأم ليلى: الخمر السوداء، عن أبي حنيفة، قال ابن بري: وبها سميت المرأة، ولم يقيدها ابن الأعرابي بلون، قال: وليلى: نشوتها، وهو بدء سكرها. ليلى من أسماء النساء، وفي الصحاح: اسم امرأة، ج: ليالي، قال الراجز:

لم أر في صواحب النعال
اللابسات البدن الحوالي
شبها لليلى خيرة الليالي

وحرة ليلى: بالبادية، وهي إحدى الحرار، قال الرماح بن ميادة:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة     بحرة ليلى حيث ربتني أهلي


صفحة : 7501

وابن ليلى المرماني، هكذا في النسخ، وفي بعضها المزين، وكله غلط، والصواب المزني، كما نص عليه ابن فهد والذهبي، قالا: إسناد حديثه مدني. وأبو ليلى الأشعري، روى عنه عامر بن لدين الأشعري إن صح الحديث. أبو ليلى الخزاعي، ذكره ابن حبان، وهو مجهول. أبو ليلى: النابغة الجعدي، اسمه قيس بن عبد الله بن عمرو، يقال: إنه أنشد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. أبو ليلى: عبد الرحمن بن كعب بن عمرو المازني، مات في أول خلافة عثمان، وهو أخو عبد الله. أبو ليلى الغفاري، يروى عن الحسن البصري عنه حديث كأنه موضوع: صحابيون رضي الله تعالى عنهم. وفاته: أبو ليلى الأنصاري: والد عبد الرحمن بن أبي ليلى، له صحبة، واختلف في اسمه، فقيل: بلال، وقيل: بليل، وقيل: داود بن بلال بن بليل، ويقال: إن بلالا أخوه، روى عنه ابنه عبد الرحمن. وأبو ليلى: عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سهل بن كعب الأنصاري، وهو الذي روى عنه مالك حديث القسامة. وأبو ليلى الكندي مولاهم، قيل: اسمه سلمة بن معاوية، وقيل: معاوية بن سلمة، وقال أبو حاتم: اسمه سعيد بن أشرف بن سنان، روى عن سويد بن غفلة. وأبو ليلى الخراساني، روى عنه وكيع بن الجراح، قيل: اسمه عبد الله بن ميسرة الحارثي. يقال: ألبس ليل ليلا: إذا ركب بعضه بعضا، كما في العباب. ولايلته ملايلة وليالا: استأجرته لليلة، عن اللحياني. وعامله ملايلة من الليل، كياومه مياومة من اليوم. ومما يستدرك عليه: الليل: اللين على البدل، حكاه يعقوب. ورجل ليلي: يحب سرى الليل. وإلى نصف النهار تقول: فعلت الليلة، وإذا زالت الشمس قلت: فعلت البارحة؛ لليلة التي قد مضت. ويقال للمضعف والمحمق: أبو ليلى، وكان معاوية بن يزيد يكنى أبا ليلى، قاله علي بن سليمان الأخفش. وقال المدائني: يقال: إن القرشي إذا كان ضعيفا يقال له أبو ليلى، وإنما ضعف معاوية لأن ولايته كانت ثلاثة أشهر، قال: وأما عثمان بن عفان فيقال له أبو ليلى لأن له ابنة يقال لها ليلى. ويقال: أبو ليلى: كنية الذكر، قال نوفل بن ضمرة الضمري:

إذا ما ليلي ادجوجى رماني     أبو ليلى بمخزية وعـار وليل، وليلى: موضعان في قول النابغة:

اضطرك الحزن من ليلى إلى برد     تختاره معقلا عن جـش أعـيار وأبو الليل: كنية عطاف بن يوسف بن مطاعن الحسني، جد الليول بالحجاز.