الباب الثالث والعشرون: باب اللام - الفصل الرابع والعشرون: فصل الميم مع اللام: الجزء الأول

فصل الميم مع اللام

الجزء الأول

م-أ-ل
المأل، بالفتح والمئل، ككتف أهمله الجوهري والصاغاني، وفي اللسان: هو الرجل السمين التار الضخم، وهي بهاء مألة ومئلة. وقد مأل، كمنع إذا تملأ، في التهذيب: مئل، مثل علم وكرم، مؤولة، بالضم ومآلة كسحابة، يقال: جاء ه أمر ما مأل له مألا، وما مأل مأله، الأخيرة عن ابن الأعرابي: أي لم يستعد له ولم يشعر به، وقال يعقوب: ما تهيأ له. والمألة: الروضة. أيضا: الرحى، ج: مئال، بالكسر. وأما موأل - اسم رجل فيمن جعله من هذا الباب، وهو عند سيبويه مفعل - فشاذ، وتعليله مذكور في موضعه. ومما يستدرك عليه: المتمئل، كمشمعل: الطويل المنتصب من الرجال. والمأل: الملجأ، قاله الليث.

م-ت-ل
متله متلا أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي زعزعه وحركه، وكذلك ملته ملتا.

م-ث-ل

صفحة : 7502

المثل، بالكسر والتحريك، وكأمير: الشبه، يقال: هذا مثله ومثله، كما يقال: شبهه وشبهه. قال ابن بري: الفرق بين المماثلة والمساواة أن المساواة تكون بين المختلفين في الجنس والمتفقين؛ لأن التساوي هو التكافؤ في المقدار لا يزيد ولا ينقص، وأما المماثلة فلا تكون إلا في المتفقين، تقول: نحوه كنحوه وفقهه كفقهه ولونه كلونه وطعمه كطعمه، فإذا قيل: هو مثله، على الإطلاق، فمعناه أنه يسد مسده، وإذا قيل: هو مثله في كذا، فهو مساو له في جهة دون جهة، انتهى. وقرأت في الرسالة البغدادية للحاكم أبي عبد الله النيسابوري - وهي عندي - ما نصه: أن مما يلزم الحديثي من الضبط والإتقان إذا ذكر حديثا وساق المتن ثم أعقبه بإسناد آخر أن يفرق بين أن يقول: مثله أو نحوه، فإنه لا يحل له أن يقول: مثله إلا بعد أن يقف على المتنين والحديث جميعا، فيعلم أنهما على لفظ واحد، فإذا لم يميز ذلك حل له أن يقول: نحوه، فإنه إذا قال نحوه فقد بين أنه مثل معانيه، وقوله تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير أراد ليس مثله، لا يكون إلا ذلك؛ لأنه إن لم يقل هذا أثبت له مثلا، تعالى الله عن ذلك، ونظيره ما أنشد سيبويه:

لواحق الأقراب فيها كالمقق وقولهم: فلان مستراد لمثله، وفلان مسترادة لمثلها: أي مثله يطلب ويشح عليه، وقيل: معناه مستراد مثله أو مثلها، واللام زائدة. والمثل، محركة: الحجة، وأيضا: الحديث نفسه، وقوله عز وجل: ولله المثل الأعلى جاء في التفسير أنه قول: لا إله إلا الله، وتأويله أن الله أمر بالتوحيد ونفي كل إله سواه، وهي الأمثال. وقد مثل به تمثيلا وامتثله وتمثله وتمثل به، قال جرير:

والتغلبي إذا تنحنح للقرى     حك استه وتمثل الأمثالا

صفحة : 7503

على أن هذا قد يجوز أن يريد به تمثل بالأمثال، ثم حذف وأوصل. المثل أيضا: الصفة، كما في الصحاح، قال ابن سيده: ومنه قوله تعالى: مثل الجنة التي وعد المتقون ، قال الليث: مثلها هو الخبر عنها، وقال أبو إسحاق: معناه صفة الجنة، قال عمر بن أبي حنيفة: سمعت مقاتلا صاحب التفسير يسأل أبا عمرو بن العلاء عن هذه الآية فقال ما مثلها? فقال: فيها أنهار من ماء غير آسن قال: ما مثلها? فسكت أبو عمرو، قال: فسألت يونس عنها فقال: مثلها: صفتها، قال محمد بن سلام: ومثل ذلك قوله: ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل أي صفتهم، قال الأزهري: ونحو ذلك روي عن ابن عباس، وأما جواب أبي عمرو حين سأله ما مثلها فقال: فيها أنهار من ماء غير آسن ثم تكريره السؤال: ما مثلها? وسكوت أبي عمرو عنه فإن أبا عمرو أجابه جوابا مقنعا، ولما رأى نبوة فهم مقاتل سكت عنه لما وقف من غلظ فهمه، وذلك أن قوله تعالى: مثل الجنة تفسير لقوله تعالى: إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار وصف تلك الجنات فقال: مثل الجنة التي وصفتها، وذلك مثل قوله: مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل أي ذلك صفة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وأصحابه في التوراة، ثم أعلمهم أن صفتهم في الإنجيل كزرع، قال الأزهري: وللنحويين في قوله تعالى: مثل الجنة التي وعد المتقون قول آخر، قاله محمد بن يزيد المبرد في كتاب المقتضب، قال: التقدير: فيما يتلى عليكم مثل الجنة، ثم: فيها، وفيها، قال: ومن قال: إن معناه صفة الجنة فقد أخطأ، لأن مثل لا يوضع في موضع صفة، إنما يقال: صفة زيد أنه ظريف، وأنه عاقل، ويقال: مثل زيد مثل فلان، إنما المثل مأخوذ من المثال، والحذو، والصفة تحلية ونعت، انتهى. قلت: ومثل ذلك لأبي علي الفارسي فإنه قال: تفسير المثل بالصفة غير معروف في كلام العرب، إنما معناه التمثيل، قال شيخنا: ويمكن أن يكون إطلاقه عليها من قبيل المجاز لعلاقة الغرابة. وامتثل عندهم مثلا حسنا، وكذا: امتثلهم مثلا حسنا. وتمثل: أي أنشد بيتا، ثم آخر، ثم آخر، وهي الأمثولة، بالضم. وتمثل بالشيء: ضربه مثلا، يقال: هذا البيت مثل يتمثله، ويتمثل به. والمثال، بالكسر: المقدار، وهو من الشبه والمثل ما جعل مثالا، أي مقدارا لغيره يحذى عليه، والجمع أمثلة ومثل، ومنه أمثلة الأفعال والأسماء في باب التصريف. قال أبو زيد: المثال: القصاص، وهو اسم من أمثله إمثالا، كالقصاص اسم من أقصه إقصاصا. المثال: صفة الشيء. أيضا: الفراش، ومنه حديث عبد الله بن أبي نهيك: أنه دخل على سعد رضي الله تعالى عنه وعنده مثال رث. أي: فراش خلق. وفي حديث آخر: فاشترى لكل واحد منهم مثالين، قال جرير: قلت للمغيرة ما مثالان? قال: نمطان، والنمط: ما يفترش من مفارش الصوف الملونة، قال الأعشى:

بكل طوال الساعدين كـأنـمـا     يرى بسرى الليل المثال الممهدا

صفحة : 7504

ج: أمثلة ومثل، بضمتين، وإن شئت خففت. وتماثل العليل: قارب البرء فصار أشبه بالصحيح من العليل المنهوك، وقيل: هو من المثول وهو الانتصاب، كأنه هم بالنهوض والانتصاب، وفي الصحاح: تماثل من علته: أي أقبل. والأمثل: الأفضل، يقال: هو أمثل قومه: أي أفضلهم، وقال أبو إسحاق: الأمثل: ذو العقل الذي يستحق أن يقال هو أمثل بضني فلان، وفي الحديث: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، أي الأشرف فالأشرف، والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة. وفي حديث التروايح: لكان أمثل ، أي أولى وأصوب، ج: أماثل. وقال الجوهري: فلان أمثل بني فلان: أي أدناهم للخير، وهؤلاء أماثل القوم: أي خيارهم. والمثالة: الفضل، وقد مثل ككرم مثالة، أي صار فاضلا، ويقال: من ذوي مثالتهم. المثلى: تأنيث الأمثل، كالقصوى تأنيث الأقصى، قاله الأخفش، وقوله تعالى: ويذهبا بطريقتكم المثلى أي بجماعتكم الأفضلين. وقيل: الطريقة المثلى: التي هي الأشبه بالحق. قوله تعالى: إذ يقول أمثلهم طريقة معناه: أعدلهم وأشبههم بالحق، أو أعلمهم عند نفسه بما يقول. قاله الزجاج. المثيل، كأمير: الفاضل، وإذا قيل: من أمثلكم? قلت: كلنا مثيل، حكاه ثعلب، وإذا قيل: من أفضلكم? قلت: كلنا فاضل، أي أنك لا تقول: كلنا فضيل كما تقول: كلنا مثيل. والتمثال، بالفتح: التمثيل، وهو مصدر مثلت تمثيلا وتمثالا، وذكر الفتح مستدرك؛ إذ قوله فيما بعد: وبالكسر الصورة يغني عنه، وهي الشيء المصنوع مشبها بخلق من خلق الله عز وجل، وأصله من مثلت الشيء بالشيء: إذا قدرته على قدره، والجمع التماثيل، ومنه قوله تعالى: ما هذه التماثيل أي الأصنام، وقوله تعالى: من محاريب وتماثيل هي صور الأنبياء عليهم السلام، وكان التمثيل مباحا في ذلك الوقت. التمثال: سيف الأشعث بن قيس الكندي رضي الله تعالى عنه، وهو القائل فيه:

قتلت وتري معا وسنجال
فقد توافت حمم وآجال
وفي يميني مشرفي قصال
أسماؤه الملك اليماني تمثال

ومثله له تمثيلا: صوره له بكتابة أو غيرها حتى كأنه ينظر إليه. وامتثله هو: أي تصوره، فهو مطاوع، قال الله تعالى: فتمثل لها بشرا سويا أي تصور. يقال: امتثل مثال فلان: إذا احتذى حذوه وسلك طريقته. وامتثل طريقته: تبعها فلم يعدها. وفي الصحاح: امتثل أمره: أي احتذاه. امتثل منه: اقتص، قال:

إن قدرنا يوما على عامر     نمتثل منه أو ندعه لكـم وفي حديث سويد بن مقرن: امتثل منه، فعفا، أي: اقتص منه، كتمثل منه، كذا في المحكم. ومثل الرجل بين يديه يمثل مثولا: قام منتصبا، ومنه الحديث: فمثل قائما ، كمثل، بالضم أي من حد كرم، مثولا بالضم، فهو ماثل. مثل: أي لطأ بالأرض، وهو ضد، نقله الجوهري، وأنشد لزهير:

تحمل منها أهلها وخلت لها      رسوم فمنها مستبين وماثل وقال زهير: أيضا في الماثل بمعنى المنتصب:

يظل بها الحرباء للشمس ماثلا    على الجذل إلا أنه لا يكبـر

صفحة : 7505

مثل: زال عن موضعه، قال أبو عمرو: كان فلان عندنا ثم مثل: أي ذهب. يقال: مثل فلانا فلانا ومثله به: شبهه به وسواه به. مثل فلان فلانا: صار مثله، أي يسد مسده. مثل بفلان مثلا، ومثلة، بالضم وهذه عن ابن الأعرابي: نكل تنكيلا بقطع أطرافه والتشويه به، ومثل بالقتيل: جدع أنفه وأذنه، أو مذاكيره، أو شيئا من أطرافه، وفي الحديث: من مثل بالشعر فليس له عند الله خلاق يوم القيامة ، أي حلقه من الخدود، أو نتفه، أو غيره بالسواد، وروي عن طاوس أنه قال: جعله الله طهرة فجعله نكالا. وفي حديث آخر: أنه نهى عن المثلة ، كمثل تمثيلا، التشديد للمبالغة، وفي الحديث: نهى أن يمثل بالدواب وأن تؤكل الممثول بها ، وهو أن تنصب فترمى أو تقطع أطرافها وهي حية. وهي المثلة، بضم الثاء وسكونها، هكذا في سائر النسخ، أي مع فتح الميم، وفي الصحاح المثلة، بفتح الميم وضم الثاء: العقوبة، وزاد الصاغاني: والمثلة، بضمتين، والمثلة، بالضم، فهي ثلاث لغات اقتصر الجوهري منها على الأولى، ولم أر أحدا ضبطها بسكون الثاء مع الفتح، كما هو مقتضى عبارته فتأمل ذلك، وقوله ج: مثولات ومثلات، هكذا في النسخ وهو غلط؛ والصحيح أن مثلات - بضم الثاء - جمع مثلة، ومن قال: مثلة - بضمتين - قال في جمعه مثلات بضمتين أيضا، ومن قال مثلة - بالضم - قال في جمعه مثلات بالضم أيضا، وأيضا مثلات بضمتين، وأيضا، مثلات بالتحريك، وأما مثولات الذي ذكره المصنف فلم أره في كتاب، فاعرف ذلك، وقال الزجاج: الضم في المثلات عوض عن الحذف، ورد ذلك أبو علي، وقال: هو من باب شاة لجبة وشياه لجبات، قالوا في تفسير قوله: وقد خلت من قبلهم المثلات أي وقد علموا ما نزل من عقوبتنا بالأمم الخالية فلم يعتبروا بهم، وقال بعضهم: أي وقد تقدم من العذاب ما فيه مثلة ونكال لهم لو اتعظوا، وكأن المثل مأخوذ من المثل؛ لأنه إذا شنع في عقوبته جعله مثلا وعلما، ونقل الصاغاني عن ابن اليزيدي، أن المراد بالمثلات هنا الأمثال والأشباه. وفي كتاب المحتسب لابن جني: قراءة عيسى الثقفي وطلحة بن سليمان: المثلات وقرأ: المثلات يحيى بن وثاب، وقراءة الناس: المثلات رويناه عن أبي حاتم، قال: روى زائدة عن الأعمش عن يحيى: المثلات بالفتح والإسكان، قال: وقال زائدة: ربما ثقل سليمان - يعني الأعمش - يقول: المثلات ، وأصل هذا كله المثلات، بفتح الميم وضم الثاء، فأما من قرأ: المثلات فعلى أصله كالسمرات جمع سمرة. ومن قال: المثلات بضم الميم وسكون الثاء احتمل عندنا أمرين: إما أنه أراد المثلات، ثم آثر إسكان الثاء استثقالا للضمة ففعل ذلك إلا أنه نقل الضمة إلى الميم، فقال: المثلات، أو أنه خفف في الواحد فصارت مثلة إلى مثلة، ثم جمع على ذلك فقال: المثلات. ثم قال بعد توجيه كلام: وروينا عن قطرب أن بعضهم قرأ: المثلات بضمتين، فهذا إما عامل الحاضر معه فثقل عليه، وإما فيها لغة أخرى وهي مثلة - كبسرة، فيمن ضم السين - وإما فيها لغة ثالثة وهي مثلة كغرفة. وأما من قال: المثلات، بفتح الميم وسكون الثاء فإنه أسكن عين المثلات استثقالا لها فأقر الميم مفتوحة، وإن شئت قلت: أسكن عين الواحدة فقال: مثلة، ثم جمع وأقر السكون بحاله ولم يفتح الثاء، كما يقال في جفنة وتمرة جفنات وتمرات، لأنها ليست في الأصل فعلة، وإنما هي مسكنة من فعلة، ففصل بذلك بين فعلة مرتجلة وفعلة مصنوعة منقولة من

صفحة : 7506

فعلة، كما ترى، وإن شئت قلت: قد أسكن الثاء تخفيفا فلم ير مراجعة تحريكها إلا بحركتها الأصلية لها، وقد يمكن أيضا أن يكون من قال: المثلات ممن يرى إسكان الواحد تخفيفا، فلما صار إلى الجمع وآثر التحريك في الثاء عاود الضمة؛ لأنها هي الأصل لها، ولم يرتجل لها فتحة أجنبية عنها، كل ذلك جائز، انتهى. وأمثله من صاحبه إمثالا: قتله بقود، يقول الرجل للحاكم أمثلني من فلان، وأقصني، وأقدني، بمعنى واحد، والاسم المثال والقصاص والقود. قالوا: مثل ماثل: أي جهد جاهد، عن ابن الأعرابي، وأنشد: كما ترى، وإن شئت قلت: قد أسكن الثاء تخفيفا فلم ير مراجعة تحريكها إلا بحركتها الأصلية لها، وقد يمكن أيضا أن يكون من قال: المثلات ممن يرى إسكان الواحد تخفيفا، فلما صار إلى الجمع وآثر التحريك في الثاء عاود الضمة؛ لأنها هي الأصل لها، ولم يرتجل لها فتحة أجنبية عنها، كل ذلك جائز، انتهى. وأمثله من صاحبه إمثالا: قتله بقود، يقول الرجل للحاكم أمثلني من فلان، وأقصني، وأقدني، بمعنى واحد، والاسم المثال والقصاص والقود. قالوا: مثل ماثل: أي جهد جاهد، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

من لا يضع بالرملة المعاولا
يلق من القامة مثلا ماثلا
وإن تشكى الأين والتلاتلا

والماثول: ع بالمدينة من نواحيها على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. والماثلة: منارة المسرجة، هكذا هو بكسر الميم من المسرجة في نسخ الصحاح بخط الجوهري، والصواب بفتحها، نبه عليه المحشون، وفي العباب: الماثلة: المسرجة لانتصابها. والماثل من الرسوم: ما ذهب أثره ودرس، وشاهده قول جرير السابق:

.... فمنها مستبين وماثل قال الجوهري: المستبين: الأطلال، والماثل: الرسوم، وهو بعينه بمعنى اللاطئ بالأرض، فإنها إذا ذهب أثرها فقد لطئت بالأرض، فتأمل ذلك. وبالكسر: المثل بن عجل بن لجيم بن صعب بن بكر بن وائل ملك اليمن، وصحف عبد الملك بن مروان فقال - لقوم من اليمن -: ما الميل منكم? فقالوا: يا أمير المؤمنين كان ملك لنا يقال له: المثل، فخجل عبد الملك، وعرف أنه وقع في التصحيف، وهذا من حسن الأدب في الجواب. وبنو المثل بن معاوية: قبيلة من العرب، منهم أبو الشعثاء يزيد بن زياد الكندي، وقال أبو عمرو: هو من بني أسد. المثل، بالضم: ع، بفلج، ويقال له رحى المثل أيضا، قال مالك بن الريب:

فيا ليت شعري هل تغيرت الرحـى    رحى المثل، أو أمست بفلج كما هيا

صفحة : 7507

والأمثال: أرضون متشابهة أي يشبه بعضهم بعضا، ولذلك سميت أمثالا، ذات جبال قرب البصرة على ليلتين، نقله ياقوت. ومما يستدرك عليه: قال أبو حنيفة: المثال: قالب يدخل عين النصل في خرق في وسطه ثم يطرق غراراه حتى ينبسط، والجمع أمثلة. وامتثله غرضا: نصبه هدفا لسهام الملام، وهو مجاز. ويقال: المريض اليوم أمثل، أي أحسن مثولا وانتصابا، ثم جعل صفة للإقبال، وقال الأزهري: معناه أحسن حالا من حالة كانت قبلها، وهو من قولهم: هو أمثل قومه. وقال ابن بري: المثالة: حسن الحال، ومنه قولهم: كلما ازددت مثالة: زادك الله رعالة، والرعالة: الحمق. وقال أبو الهيثم: قولهم: إن قومي مثل، بضمتين: أي سادات ليس فوقهم أحد، كأنه جمع الأمثل. وفي الحديث: أنه قال بعد وقعة بدر: لو كان أبو طالب حيا لرأى سيوفنا قد بسأت بالمياثل قال الزمخشري: معناه اعتادت واستأنست بالأماثل. وماثله: شابهه. وفي الحديث: قام ممثلا ضبط كمحدث ومعظم: أي منتصبا قائما، قال ابن الأثير: هكذا شرح، قال: وفيه نظر من جهة التصريف. ويجمع ماثل على مثل، كخادم وخدم، ومنه قول لبيد:

ثم أصدرناهما فـي وارد     صادر وهم صواه كالمثل ويقال: المثل بمعنى الماثل. والمثول: الزوال عن الموضع، قال أبو خراش الهذلي:

يقربه النهض النجيح لما يرى     فمنه بدو تـارة ومـثـول و أمثله: جعله مثلة. وأمثل السلطان فلانا: أراده. وتمثل بين يديه: قام منتصبا. والعرب تقول: هو مثيل هذا، ومثيل هاتيا، وهم أميثالهم، يريدون أن المشبه به حقير كما أن هذا حقير، كما في الصحاح. ومثولي، بفتح الميم والثاء وكسر اللام: مدينة بالهند.

م-ج-ل
مجلت يده، كنصر وفرح مجلا ومجلا ومجولا، فيه لف ونشر غي مرتب: نفطت من العمل فمرنت وصلبت، وثخن جلدها وتعجر، وظهر فيها ما يشبه البثر من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة، وفي حديث فاطمة رضي الله تعالى عنها: أنها شكت إلى علي - رضي الله تعالى عنهما - مجل يديها من الطحن ، كأمجلت، وكذلك الحافر: إذا نكبته الحجارة فرهصته فبرئ وصلب واشتد، قال رؤبة:

.... رهصا ماجلا وقد أمجلها العمل، الضمير راجع إلى اليد دون الحافر. أو المجل أن يكون بين الجلد واللحم ماء بإصابة نار أو مشقة أو معالجة الشيء الخشن، قال:

قد مجلت كفاه بعد لين
وهمتا بالصبر والمرون

أو المجلة: قشرة رقيقة يجتمع فيها ماء من أثر العمل، ج: مجال، بالكسر ومجل، بالفتح. يقال: جاءت الإبل كالمجل من الري: أي رواء ممتلئة كامتلاء المجل، وذلك اعظم ما يكون من ريها. الرهص الماجل: الذي فيه ماء فإذا نزع خرج منه الماء، ومن هذا قيل للمستنقع كل ماء في أصل جبل أو واد: ماجل، قاله ابن دريد، هكذا رواه ثعلب عن ابن الأعرابي بكسر الجيم غير مهموز، وأما أبو عبيد فإنه روى عن أبي عمرو: المأجل، بفتح الجيم وهمزة قبلها، قال: وهو مثل الجيأة، والجمع المآجل، وقال رؤبة:

وأخلف الوقطان والمآجلا

صفحة : 7508

الماجل أيضا: ع، بباب مكة يجتمع فيه ماء يتحلب إليه، هكذا ذكره ابن دريد في هذا التركيب، وزيفه ابن فارس، فقال: هو من باب أجل والميم زائدة، قال الصاغاني: والذي ذهب إليه ابن فارس هو قول أبي عمرو، وما ذهب إليه ابن دريد هو قول ابن الأعرابي، وكلاهما مصيب، انتهى. وفي حديث أبي واقد: كنا نتماقل في ماجل أو صهريج ، قال ابن الأثير: هو الماء الكثير المجتمع، وقيل: هو معرب، والتماقل: التغاوص في الماء. ومما يستدرك عليه:: المجل: انفتاق في العصبة التي في أسفل عرقوب الفرس، وهو من حادث عيوب الخيل. وتمجل رأسه قيحا ودما: أي امتلأ. والمجول، بالضم: قرية بمصر من أعمال الشرقية.

م-ح-ل
المحل: المكر والكيد، ومنه المحال، بالكسر، على ما يأتي. المحل: الغبار، عن كراع. المحل: الشدة والجوع الشديد، وإن لم يكن جدب. المحل: الجدب، وهو انقطاع المطر ويبس الأرض من الكلأ، والجمع محول. يقال: زمان ماحل، قال الشاعر:

والقائل القول الذي مثلـه     يمرع منه الزمن الماحل ومكان ماحل، وبلد ماحل. وأرض محل وقحط: لم يصبها المطر في حينه. أرض محلة ومحول، كصبور هكذا هو في المحكم، وفي الصحاح بضم الميم، قال: كما يقال: بلد سبسب وبلد سباسب، وأرض جدبة وأرض جدوب؛ يريدون بالواحد الجمع، قال ابن سيده: وأرى أبا حنيفة حكى أرض محول، بضم الميم، وأرضون محلة ومحل، ومحول. أرض ممحلة وممحل، الأخيرة على النسب. قال الأزهري: عن ابن شميل: أرض ممحال، قال الأخطل:

وبيداء ممحال كأن نعامـهـا     بأرجائها القصوى أباعر همل قال ابن سيده: وقد حكي: محلت الأرض ككرمت ومنعت. قال ابن السكيت: أمحل البلد فهو ماحل، ولم يقولوا ممحل، قال: وربما جاء في الشعر، وهو قليل، قال حسان رضي الله تعالى عنه:

إما ترى رأسي تغير لـونـه     شمطا فأصبح كالثغام الممحل أمحل القوم: أجدبوا واحتبس عنهم المطر حتى مضى زمان الوسمي فكانت الأرض محولا، ويقال: قد أمحلنا منذ ثلاث سنين. والمتماحل: الطويل المضطرب الخلق من الإبل، يقال: ناقة متماحلة، وبعير متماحل: طويل بعيد ما بين الطرفين مساند الخلق مرتفعه، ومنا أي من الرجال، قال أبو ذؤيب:

وأشعث بوشي شفينا أحاحه     غداتئذ ذي جردة متماحل قال الجوهري: هو من صفة أشعث. قلت: والبوشي: الكثير العيال، والأحاح: ما يجده في صدره من غيظ، والجردة: بردة خلق، والمتماحل: الطويل. المتماحل: المتباعدة الأطراف من الدور، يقال: سبسب متماحل، ومفازة متماحلة، وأنشد ابن بري:

بعيد من الحادي إذا ما تـدفـعـت     بنات الصوى في السبسب المتماحل وقد تماحلت بهم الدار: أي تباعدت، أنشد ابن الأعرابي:

وأعرض إني عن هواكن معرض    تماحل غـيطـان بـكـن وبـيد

صفحة : 7509

دعا عليهن حين سلا عنهن بكبر أو شغل أو تباعد. وتمحل له: احتال، هكذا هو في الصحاح. قال الأزهري: وأما قول الناس: تمحلت مالا لغريمي، فإن بعض الناس ظن أنه بمعنى احتلت، وقدر أنه من المحالة بفتح الميم، وهي مفعلة من الحيلة، ثم وجهت الميم فيها وجهة الميم الأصلية فقيل: تمحلت، كما قالوا: مكان، وأصله من الكون، ثم قالوا: تمكنت من فلان، ومكنت فلانا من كذا، قال: وليس التمحل عندي ما ذهب إليه في شيء، ولكنه من المحل، وهو السعي، كأنه يسعى في طلبه ويتصرف فيه، والمحل: السعاية من ناصح وغير ناصح. تمحل له حقه: تكلفه له، والذي في المحكم: ومحل لفلان حقه: تكلفه له. الممحل، كمعظم: المطول، وبه فسر قول جندل الطهوي:

عوج تساندن إلى ممحل
فعم وأسنان قرا مهلل

ومن اللبن: الآخذ طعم الحموضة أو ما حقن فلم يترك يأخذ الطعم وشرب، وقال الأصمعي: إذا حقن اللبن في السقاء فذهبت عنه حلاوة الحلب لم يتغير طعمه، فهو سامط، فإن أخذ شيئا من الريح فهو خامط، فإن أخذ شيئا من طعم فهو الممحل، وأنشد الجوهري للراجز:

ما ذقت ثفلا منذ عام أول
إلا من القارص والممحل

قال ابن بري: الرجز لأبي النجم يصف راعيا جلدا، وصوابه: ما ذاق ثفلا، وقبله:

صلب العصا جاف عن التغزل
يحلف بالله سوى التحلل

والثفل: طعام أهل القرى من التمر والزبيب ونحوهما. والمحال، ككتاب: الكيد والقوة، وبه فسر قول عبد المطلب بن هاشم:

لا يغلبن صليبـهـمء     ومحالهم غدوا محالك أي: كيدك وقوتك. وروم الأمر بالحيل وقد محل به يمحل محلا. أيضا: التدبير. أيضا: المكر بالحق، وبه فسر الشعبي: شديد المحال وقال الأعشى:

فرع نبع يهتز في غصن المج   د غزير الندى شديد المحـال أي شديد المكر، وقال ذو الرمة:

ولبس بين أقـوام فـكـل      أعد له الشغازب والمحالا

صفحة : 7510

أيضا: القدرة، وبه فسر أيضا: شديد المحال . قال ابن عرفة: المحال: الجدال، ماحل: أي جادل. قيل: المحال: العذاب، وأيضا: العقاب، وبهما فسر أيضا: شديد المحال . المحال من الناس: العداوة. قيل: هو مصدر ماحله بمعنى المعاداة، كالمماحلة. أيضا: القوة، وبه فسر أيضا: شديد المحال ، نقله الأزهري. أيضا: الشدة، كالمحل، كالمهاد والمهد والفراش والفرش. أيضا: الهلاك، قال ثعلب أصله أن يسعى بالرجل ثم ينتقل إلى الهلكة. أيضا: الإهلاك، وبه فسر أيضا: شديد المحال . وروى الأزهري بسنده عن قتادة قال: شديد المحال : أي شديد الحيلة. وروى عن ابن جريج: أي شديد الحول، قال: وقال أبو عبيد: أراه أراد المحال بفتح الميم، كأنه قرأه كذلك، ولذلك فسره بالحول. وقال القتيبي: أصل المحال الحيلة وبه فسر الآية، ورد ذلك الأزهري وغلطه، قال: وأحسبه توهم أن ميم المحال ميم مفعل، وأنها زائدة، وليس الأمر كما توهمه؛ لأن مفعلا إذا كان من بنات الثلاثة فإنه يجيء بإظهار الواو والياء، مثل المرود والمزود والمجول والمحور والمزيل والمعير وما شاكلها، قال: وإذا رأيت الحرف على مثال فعال أوله ميم مكسورة فهي أصلية، مثل ميم مهاد، وملاك، ومراس، وما أشبهها. وقال الفراء في كتاب المصادر: المحال: المماحلة، يقال في فعلت محلت أمحل محلا، قال: وأما المحالة فهي مفعلة من الحيلة. قال الأزهري: وقرأ الأعرج: وهو شديد المحال بفتح الميم، قال: وتفسيره عن ابن عباس يدل على الفتح لأنه قال: المعنى وهو شديد الحول. ومحل به - مثلثة الحاء - محلا ومحالا: كاده بسعاية ولم يعين ابن الأعرابي إلى السلطان: سعة به وكاده أم إلى غيره، وأنشد:

مصاد بن كعب والخطوب كثيرة     ألم تر أن الله يمحل بـالألـف وقال عدي:

محلوا محلهم بصرعتنا العا      م فقد أوقعوا الرحى بالثفال أي مكروا وسعوا، وقال الأزهري: المحل هو السعي من ناصح وغير ناصح. وقال ابن الأنباري: سمعت أحمد بن يحيى يقول: المحال مأخوذ من قول العرب: محل فلان بفلان: أي سعى به إلى السلطان وعرضه لأمر يهلكه، فهو ماحل ومحول، والماحل: الساعي، يقال: محلت بفلان أمحل: إذا سعيت به إلى ذي سلطان حتى توقعه في ورطة ووشيت به. وماحله مماحلة ومحالا: قاواه حتى يتبين أيهما أشد فمحله محلا: إذا غلبه. والمحالة: البكرة العظيمة التي يستقي بها الإبل، كالمحال بغير هاء، وكثيرا ما تستعملها السفارة على البئار العميقة، وهي مفعلة لا فعالة، بدليل جمعها على محاول، سميت لأنها تدور فتنقل من حالة إلى حالة، قال ابن بري: فحقه أن يذكر في حول، وأنشد الجوهري لحميد الأرقط:

يردن والليل مـرم طـائره
مرخى رواقاه هجود سامره
ورد المحال قلقت محاوره

المحالة أيضا: الفقرة من فقر البعير، هي أيضا مفعلة لا فعالة، قيل: إنها منقولة من المحالة التي هي البكرة. ج: محال، بحذف الهاء، جج: محل، بالضم، وأنشد ابن الأعرابي:

كأن حيث تلتقي منه المحل
من قطريه وعلان ووعل

يعني قرون وعلين ووعل، شبه ضلوعه في اشتباكها بقرون الأوعال. المحالة أيضا: الخشبة التي يستقر، كذا في النسخ والصواب: يستقي عليها الطيانون سميت بفقارة البعير فعالة، وقيل: مفعلة؛ لتحولها في دورانها. من المجاز: المحال: ضرب من الحلي يصاغ مفقرا، أي محززا على تفقير وسط الجراد، قال:

صفحة : 7511

محال كأجواز الجراد ولؤلؤ    من القلقي والكبيس الملوب ورجل محل: لا ينتفع به، شبه بالجدب من الأرضين التي لا كلأ بها. والممحلة، كمرحلة: شكوة اللبن، عن شمر، زاد غيره: يمحل فيها اللبن. المحل، ككتف: من طرد حتى أعيا، قال العجاج:

تمشي كمشي المحل المبهور في النوادر: رأيته متماحلا وماحلا وناحلا: أي متغير البدن. قال اللحياني عن الكسائي: يقال: محلني يا فلان: أي قوني. وفي كلام علي رضي الله تعالى عنه: إن من ورائكم أمورا متماحلة ردحا، وبلاء مكلحا مبلحا، أي فتنا طويلة المدة، وقيل: يطول شرحها وأيامها ويعظم خطرها، ويشتد كلبها، وقيل: يطول أمرها، وليس بحديث كما توهمه الجوهري، قال شيخنا: قد تقرر أن ما يقوله الصحابي - ولا سيما مما لا مجال للرأي فيه - من قبيل الحديث المرفوع، وكلام الصحابة رضي الله تعالى عنهم داخل في الحديث كما علم في علوم الاصطلاح، فما قاله الجوهري صحيح، ولا أمور بالرفع كما غيره الجوهري فإن الرواية بالنصب، كما في النهاية والأساس والعباب والمحكم. ومما يستدرك عليه: المحل: الجوع الشديد، والبعد. وجمع المحل - نقيض الخصب - محول وأمحال، قال:

لا يبرمون إذا ما الأفق جلـلـه      صر الشتاء من الأمحال كالأديم وأرض محولة: لا مرعى بها ولا كلأ، كما في التهذيب. وأمحل المطر: احتبس. وأمحل الله الأرض. وفتنة متماحلة: متطاولة لا تنقضي، وهو مجاز. وتمحل الدراهم: انتقدها. والمحول، كصبور: الساعي. وهو يماحل عن الإسلام: أي يماكر ويدافع ويجادل. والمحال، بالكسر: الغضب وبه فسر: شديد المحال . وروى الأزهري عن سفيان الثوري في تفسير قوله تعالى: شديد المحال أي شديد الانتقام. ويقال: إنه لدحل محل، ككتف فيهما: أي محتال ذو كيد، عن الأصمعي. وتمحل لي خيرا: أي اطلبه. . ومماحلة الإنسان: مناكرته إياه ينكر الذي قاله. ومحل فلان بصاحبه: إذا بهته، وقال: إنه قال شيئا لم يقله. والماحل: الخصم المجادل. وذات الأماحل: موضع قرب مكة، قال بعض الحضريين:

جاب التنائف من وادي سكاك إلى    ذات الأماحل من بطحاء أجـياد نقله ياقوت.

م-خ-ل
الماخل أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الهارب كالمالخ والخافل، وقد ذكر كل منهما في موضعه. ومما يستدرك عليه: مخيلة: قبيلة من البربر، منهم يوسف بن عبد المعطي المخيلي، عن السلفي، وعنه صاحب اللسان.
م-د-ل

صفحة : 7512

المدل، بالكسر: الرجل الخفي الشخص، القليل اللحم بالدال والذال جميعا، كما في الصحاح، ووقع في المحكم: القليل الجسم، وفي المجمل لابن فارس مثل ما في الصحاح. قال أبو عمرو: المدل، بالفتح: الخسيس من الرجال. قال ابن دريد: المدل: اللبن الخاثر، وضبطه بكسر الميم. مدل، كجبل: قيل من حمير، عن ابن دريد. ومدلين، بالتحريك: حصن بالأندلس من أعمال ماردة، كما في العباب. قلت: وهو المعروف الآن بالمدلي بكسر الميم والدال وشد اللام المكسورة، وهو في جزيرة واسعة بيد ملوك آل عثمان في هذا الزمان، خلد الله تعالى ملكهم آمين. والمدلاء: رملة شرقي نجران، كما في العباب. مدالة كسحابة: ع. وتمدل بالمنديل: كتندل، نقله الجوهري. ومما يستدرك عليه: المدأل، كمقعد مهموزا: بطن من ذي رعين، منهم الحارث بن تبيع الصحابي، شهد فتح مصر، هكذا قيده الرشاطي، وظني أنه المدلي كجبلي، على ما ضبطه ابن دريد، فتأمل.

م-ذ-ل
مذل، كفرح مذلا: ضجر وقلق، فهو مذل، ككتف، وهي مذلة. ومذل بسره - كنصر وعلم وكرم - مذلا، بالفتح وبالتحريك ومذالا، بالكسر، وإطلاقه يقتضي الفتح، فهو مذل ومذيل: قلق وضجر حتى أفشاه، وكل من قلق بسره حتى يذيعه أو بمضجعه حتى يتحول عنه فقد مذل به، قال قيس بن الخطيم:

فلا تمذل بسرك، كل سر     إذا ما جاوز الاثنين فاشي مذلت نفسه بالشيء، كعلمت وكرمت، مذلا ومذالة: طابت وسمحت. مذلت رجله مذلا ومذلا: خدرت، كأمذلت وامذالت، كأكرمت واحمارت، وكل فترة أو خدر مذل وامذلال، قال ذو الرمة:

وذكر البين يصدع في فؤادي     ويعقب في مفاصلي امذلالا وأنشد أبو زيد:

وإن مذلت رجلي دعوتك أشتفي      بذكراك من مذل بها فيهـون ورجل مذل النفس والكف واليد: أي سمح. المذيل، كأمير: المريض الذي لا يتقار وهو ضعيف، قال الراعي:

ما بال دفك بالفراش مـذيلا     أقذى بعينك أم أردت رحيلا وقد مذل على فراشه - كفرح - مذلا فهو مذل، ومذل - ككرم - مذالة فهو مذيل. قال ابن دريد: المذيل: حديد يسمى بالفارسية نرم آهن؛ أي الحديد اللين. والمذل، بالكسر: لغة في المدل بالدال المهملة للصغير الجثة القليل اللحم، نقله الجوهري. ورجال مذلى: لا يطمئنون، جاءوا به على فعلى لأنه قلق، ويدل على ذلك عامة ما ذهب إليه سيبويه في هذا الضرب. والممذل، كمنبر: القواد على أهله، عن ابن الأعرابي. والممذئل، كمشمعل: الخاثر النفس، كما في العباب. والمذال، ككتاب: المذاء، ومنه الحديث: الغيرة من الإيمان، والمذال من النفاق ، ويروى المذاء. قال الأزهري: المذال في الحديث هو: أن يقلق الرجل بفراشه؛ أي عن فراشه الذي يضاجع فيه، أي عليه حليلته، أي زوجته ويتحول عنه حتى يفترشها غيره. ومما يستدرك عليه: المذل، ككتف: الباذل لما عنده من المال، قال الأسود بن يعفر:

ولقد أروح على التجار مرجلا     مذلا بمالـي لـينـا أجـيادي ومذل بنفسه وعرضه: جاد بهما، قال:

مذل بمهجته إذا ما كذبت     خوف المنية أنفس الأجياد وقالت امرأة من بني عبد القيس تعظ ابنها:

وعرضك لا تمذل بعرضـك إنـمـا      وجدت مضيع العرض تلحى طبائعه

صفحة : 7513

والمذل أيضا: من لم يقدر على ضبط نفسه. والمماذل: المماذي. والممذل، كمنبر: الذي يقلق بسره. والكثير خدر الرجل، عن ابن الأعرابي. والمذل، والماذل: الذي تطيب نفسه عن الشيء يتركه ويسترجي غيره. والمذلة، بالضم: النكتة في الصخرة ونواة التمر. وقال الكسائي: مذلت من كلامك، ومضضت بمعنى واحد. وحكى ابن بري عن سيبويه: رجل مذل ومذيل، وقرح وقريح، وطب وطبيب.

م-ر-ج-ل
الممرجل: ضرب من ثياب الوشي نقله الجوهري، وأنشد للعجاج:

بشية كشية الممرجل ونقل عن سيبويه أن ميم مراجل من نفس الكلمة، وهي ثياب الوشي، وقال الليث: المراجل: ضرب من برود اليمن، وأنشد:

وأبصرت سلمى بين بردى مراجلو أخياش عصب من مهلهلة اليمن وأنشد ابن بري لشاعر:

يسائلن من هذا الصريح الذي نرى     وينظرن خلسا من خلال المراجل وثوب ممرجل: على صنعة المراجل من البرود. وقال شيخنا: اختلفوا في ميم الممرجل، فقال السيرافي والجمهور: هي أصلية؛ لثبوتها في التصريف، وهو معيار الزيادة والأصالة، وذهب أبو العلاء المعري وغيره إلى أنها زائدة كالميم في ممسكن، ولم يعتبر ثبوتها في التصريف، وكلامهم في شرح اللفظة وأنها ثياب تعمل على نحو المراجل، أو نفسها، أو صورها، كما قاله السيرافي وغيره، صريح في الزيادة، فتأمل.

م-ر-د-ل
المردلة، بالمهملة أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو أن لا تحكم ما تعمله، كما في العباب.

م-ر-ط-ل
مرطل العمل: إذا أدامه، أو لا تكون المرطلة إلا في فساد. مرطل عرضه: وقع فيه، قال صخر:

ممغوثة أعراضهم ممرطله
كما تماث في الهناء الثمله

مرطل المطر فلانا: بله، كما في اللسان.

م-ز-ه-ل
امزهل السحاب أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وفي العباب: أي انقشع. قال: امزهل الثلج: ذاب، قال: وهو قلب ازمهل وقد تقدم.

م-س-ل
المسل، محركة: خط من الأرض ينقاد، عن ابن عباد. قال ابن السكيت: المسل: مسيل الماء، نقله الجوهري، وفي المحكم: المسل والمسيل: مجرى الماء. وهو أيضا: ماء المطر. وقيل: المسل: المسيل الظاهر. ج: أمسلة ومسل، بضمتين، ومسلان، بالضم، ومسائل. وزعم بعضهم أن ميمه زائدة من سال يسيل، وأن العرب غلطت في جمعه، قال الأزهري: هذه الجموع على توهم ثبوت الميم أصلية في المسيل، كما جمعوا المكان أمكنة، وأصله مفعل من كان. والمسالة: طول الوجه في حسن، عن ابن الأعرابي. والمسل: السيلان، والمصل: القطر. وامتسل السيف: استله، عن ابن الأعرابي. قال: ومن الأبنية التي أغفلها سيبويه: مسولى، كتنوفى أي مقصورا ويمد كجلولاء وحروراء: ع، وأنشد للمرار بن سعيد الفقعسي:

فأصبحت مهموما كأن مطيتي    ببطن مسولى أو بوجرة ظالع ومما يستدرك عليه: الأمسلة: جمع المسيل، وهو الجريد الرطب، وجمعه المسل، وقال ساعدة بن جؤية يصف النحل:

منها جوارس للسراة وتحتوي    كربات أمسلة إذا تتصـوب وقال الأزهري: سمعت أعرابيا من بني سعد نشأ بالأحساء يقول لجريد النخل الرطب: المسل، والواحد مسيل. ومسالا الرجل: عضداه، أو جانبا لحييه، أو عطفاه، وهو أحد الظروف الشاذة التي عزلها سيبويه ليفسر معانيها، وأنشد لأبي حية النميري:

صفحة : 7514

إذا ما نعشناه على الرحل ينثني     مساليه عنه من وراء ومقـدم ومسيلة، كسفينة: مدينة بالمغرب، منها أبو العباس أحمد بن محمد بن حرب المسيلي المغربي، قد قرأ عليه عبد العزيز السماقي، وميم مسيلة أصلية، ويقال أيضا: مزيلة بالزاي، وهي في الأصل اسم قبيلة من البربر.

م-ش-ل
المشل، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الحلب القليل. قال: الممشل، كمنبر: الحالب الرفيق بالحلب. ومشلت الناقة تمشيلا: أنزلت شيئا قليلا، من اللبن، قاله الأموي. أو انتشر درتها ولم تجتمع فيحلبها الحالب، وقد تمشلها الحالب أو فصيلها، عن ابن شميل، وقال شمر: لو لم أسمعه لابن شميل لأنكرته. وروى سلمة عن الفراء: التمشيل: أن تحلب وتبقي في الضرع شيئا، وهو التفشيل أيضا، وقد ذكر في موضعه. وامتشل السيف: استله، واخترطه، وكذلك: امتشنه، وانتضاه، وانتضله، بمعنى واحد، قاله ابن السكيت، كمشله، مشلا، كما في العباب. وموشيل، كبوصير: ة، بأرمية، منها غانم بن حسين الفقيه أبو الغنائم الموشيلي الأرموي، تفقه على الشيخ أبي إسحاق، وسمع أبا محمد الصريفيني وغيره، وعنه أبو بكر الضفائري، وقال ابن النجار عن ابن السمعاني أنه مات سنة 525 بأرمية، أو هو منسوب إلى موشيلا، وهو كتاب للنصارى وجده كان نصرانيا، فأسلم وحسن إسلامه، قال بعضهم: إن موشيل معناه موسى بالعربية ولعل بعض أجداده كان كذلك فنسب إليه. ومشل لحمه مشولا: قل، وفخذ ماشلة: قليلة اللحم، رواه أبو تراب عن بعض الأعراب، وكذلك فخذ ناشلة، بالنون. ورجل ممشول الفخذ: قليل اللحم. ومما يستدرك عليه: مشلى، كذكرى: قرية بمصر.

م-ص-ل

صفحة : 7515

المصل والمصالة، بفتحهما، ويضم الأخير أيضا: ما سال من الأقط إذا طبخ ثم عصر، كذا في المحكم، وهو رديء الكيموس، ضار للمعدة. قد مصل يمصل مصلا ومصولا: إذا قطر. وقال أبو زيد: المصل: ماء الأقط حين يطبخ ثم يقطر، فعصارة الأقط هو المصل. مصل اللبن، صار في وعاء خوص، هكذا في النسخ، وهو يقتضي أن يكون لازما، والذي في المحكم وغيره: مصل اللبن يمصله مصلا: إذا وضعه في وعاء خوص، أو خرق ليقطر ماؤه. مصل الأقط: عمله، قال الجوهري: وهو أن تجعله في وعاء خوص أو غيره حتى يقطر ماؤه، وقال غيره: اللبن إذا علق مصل ماؤه فقطر منه، وبعضهم يقول: مصله مثل أقطه. مصل الجرح: سال منه شيء يسير، كما في العباب والصحاح. والمصالة، بالضم، ويفتح: ما قطر من الحب، وفي الصحاح: والذي يسيل منه، أي من مصل الأقط المصالة، والمصالة أيضا: قطارة الحب، واقتصر كغيره على الضم. والماصل: القليل من العطاء واللبن، يقال: أعطاه عطاء ماصلا، أي قليلا، وإنه ليحلب من الناقة لبنا ماصلا، أي قليلا، كما في الصحاح. والمصول، بالضم: تمييز الماء من اللبن، وفي التهذيب تميز الماء من الأقط. وشاة ممصل وممصال: يتزايل، وفي بعض نسخ الصحاح: يتزيل لبنها في العلبة قبل أن يحقن، كما في المحكم والعباب والصحاح. الممصل، كمحسن: المرأة التي تلقي ولدها مضغة، قد أمصلت. الممصل، كمنبر: راووق الصباغ، عن ابن الأعرابي. قال سليمان بن المغيرة: مصل فلان لفلان من حقه: إذا خرج له منه، وقال غيره: ما زلت أطالبه بحقي حتى مصل به صاغرا، هذا نص اللسان، وفي العباب: حتى مصل منه لي صاغرا. مصل ماله مصولا: أفسده، وصرفه فيما لا خير فيه، كأمصله، وهذه عن الجوهري، وأنشد للكلابي يعاتب امرأته:

لعمري لقد أمصلت مالي كـلـه    وما سست من شيء فربك ماحقه والمصلاء: الدقيقة الذراعين، كما في العباب. والاستمصال: الإسهال، كما في العباب. وأمصل الراعي الغنم: إذا حلبها مستوعبا ما فيها، كما في الصحاح. ومما يستدرك عليه: مصلت استه: أي قطرت، حكاه الأصمعي. ومصلت البضاعة مصولا: فسدت وصرفت فيما لا خير فيه. والماصلة: المضيعة لمتاعها. والممصل، كمنبر: الذي يبذر ماله في الفساد، عن ابن الأعرابي. وحكى ابن بري عن ابن خالويه: الماصل: ما رق من الدبوقاء، والجعموس: ما يبس منه. وموصلا، بضم الميم وفتح الصاد: جد الرئيس أبي سعد العلاء بن الحسين بن وهب البغدادي الموصلاني: صاحب الرسائل والأشعار المروية.

م-ض-ح-ل
امضحل الشيء، بتقديم الميم على الضاد، كتبه بالحمرة مع أن الجوهري ذكره في تركيب ض-ح-ل وقال: إنها لغة للكلابيين في اضمحل بتقديم الضاد على الميم، حكاها أبو زيد، وهو على القلب، وامضحن، بالنون، على البدل عن يعقوب، قال: والدليل على أنه مقلوب أن المصدر إنما هو اضمحلال، ولا يقولون: امضحلال، وقد تقدم ذلك للمصنف في ض-م-ح-ل وتكلمنا عنه.

م-ط-ل

صفحة : 7516

المطل: التسويف، والمدافعة، بالعدة والدين، وليانه، مأخوذ من مطل الحديد، ومنه الحديث: مطل الغني ظلم ، كالامتطال والمماطلة والمطال بالكسر، يقال: مطله حقه، وبه مطلا، وامتطله، وماطله به مماطلة، ومطالا، وهو مطول ومطال، كصبور وشداد. المطل: مد الحبل. أيضا: مد الحديد، وضربه، وسبكه وطبعه وصوغه بيضة، وقد مطله مطلا: ضربه ومده وسبكه وأداره، ثم طبعه فصاغه بيضة، وكذلك الحديدة تذاب للسيوف ثم تحمى وتضرب وتمد وتربع، ثم تطبع بعد المطل فتجعل صفيحة. والمطال: صانعه، وحرفته المطالة، بالكسر، على القياس. والممطول: المضروب طولا، قال الأزهري: أراد الحديد أو السيف الذي ضرب طولا، كما قال الليث: وكل ممدود ممطول، قال الجوهري: ومنه اشتقاق المطل بالدين. والمطلة، بالفتح: لغة في الطملة، ويحرك، عن ابن الأعرابي، وهي بقية الماء الكدر في أسفل الحوض، وقيل: مطلته طينته، وقال ابن الأعرابي: وسط الحوض: مطلته وسرحانه، قال: ومطلته: غرينه ومسيطته ومطيطته. المطلة، بالضم: الشيء اليسير تصبه من الزق، كما في العباب. وامتطل النبات: التف، وتداخل، كما في المحكم. قال ابن دريد: ماطل، كصاحب: فحل، من كرام فحول الإبل، تنسب إليه الإبل الماطلية، وأنشد:

سمام نجت منها المهارى وغودرت     أراحيبها والماطلي الـهـمـلـع وقال أبو وجزة:

كفحل الهجان الماطلي المرفل ومما يستدرك عليه: المطل: الطول. والمطيلة، كسفينة: الحديدة التي تمطل من البيضة، والجمع المطايل. واسم ممطول: طال بإضافة أو صلة، استعمله سيبويه فيما طال من الأسماء كعشرين رجلا، وخيرا منك، إذا سمي بهما رجل. وقال ابن الأعرابي: الممطل، كمنبر: اللص. وأيضا ميقعة الحداد.