الباب الثالث والعشرون: باب اللام - الفصل الرابع والعشرون: فصل الميم مع اللام: الجزء الثاني

فصل الميم مع اللام

الجزء الثاني

م-ع-ل
معل الحمار، وغيره، كمنع: استل خصييه، وهو ممعول، نقله الجوهري عن أبي عمرو. معل الشيء، يمعله معلا: اختطفه. أيضا: اختلسه، ومنه قول القلاخ:

إني إذا ما الأمر كان معلا أي اختلاسا. معله عن حاجته: أعجله وأزعجه، كأمعله، كما في الصحاح. معل أمره معلا: عجل به، قبل أصحابه، وقطعه وأفسده بإعجاله. معل معلا: أسرع في سيره، وأنشد ابن بري لابن العمياء:

إن ينزلوا لا يرقبوا الإصباحا
وإن يسيروا يمعلوا الرواحا

أي يعجلوا ويسرعوا. معل ركابه يمعلها: قطع بعضها عن بعض، عن ثعلب. معل الخشبة معلا: شقها. معل الرجل معلا: مد الحوار من حياء الناقة، يعجله بذلك، قيل: هو إذا استخرجه بعجلة. معل به عند فلان معلا: إذا وقع به، والصحيح أنه بالغين المعجمة كما سيأتي. يقال: هو صاحب معالة: أي شر، هكذا أورده، والصحيح أنه بالغين المعجمة، كما سيأتي. والمعل، ككتف: المستعجل. وبطن معولة، بضم العين وسكون الواو: ع، أو هو معولة كمرحلة، فمحله ع-و-ل. قال ابن الأعرابي: امتعل فلان: إذا دارك الطعان في اختلاس وسرعة. ومما يستدرك عليه: المعل: الاختلاس بسرعة في الحرب. وغلام معل، ككتف: خفيف. ومالك منه معل: أي بد.

م-غ-ل

صفحة : 7517

مغيل، كأمير: د، قرب فاس، وفي العباب بعدوة الأندلس على مرحلة من فاس، في بلاد البربر، وقال شيخنا: مغيلة: بلد قرب زرهون. قلت: والصحيح أن مغيلة: قبيلة من البربر سمي البلد بهم، كما حققه ياقوت وابن السمعاني، ففي كلام المصنف محل نظر من وجهين، منه المغيليون، محدثون، منهم أبو بكر يحيى بن عبد الله بن محمد القرطبي المغيلي، سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن وطبقته، وكان بصيرا بالعربية، مات سنة 362، وآخرون. وبنو مغالة: قوم من الأنصار من بني عدي بن النجار، نسبوا إلى أمهم مغالة، امرأة من الخزرج. والمغالة: الخيانة والغش، يقال: إنه لصاحب مغالة، وقال حسان رضي الله تعالى عنه:

إن الخيانة والمغالة والخنى    واللؤم أصبح ثاويا بالأبطح ومنه قول لبيد أيضا:

يتأكلون مـغـالة ومـلاذة     ويعاب قائلهم وإن لم يشغب ومغلت الدابة، كمنع ونصر، والذي في الصحاح والعباب واللسان: مغلت الدابة، بالكسر تمغل مغلا، فهي مغلة، كفرحة، زاد ابن سيده: ومغلت، أي كمنع، فالصواب كمنع وفرح: أكلت التراب مع البقل فأخذها لذلك وجع في بطنها، والاسم المغلة، بالفتح، قال الجوهري: ويكوى صاحب المغلة ثلاث لذعات بالميسم خلف السرة. وأمغلوا: مغلت إبلهم وشاؤهم، وهو داء، يقال: مغلت تمغل. والمغل، ويحرك: اللبن الذي ترضعه المرأة ولدها وهي حامل، وقد مغلت به كفرح وأمغلته فهي ممغل، كمحسن، كذا في المحكم. والإمغال: وجع في بطن الشاة كلما حملت ولدا ألقته. أو هو أن تنتج سنوات متتابعة، كالكشاف في الإبل. أو هو أن يحمل عليها في السنة الواحدة مرتين. الإمغال أيضا: أن تلد المرأة كل سنة، وتحمل قبل الفطام، وقد أمغلت فهي ممغل، نقله أبو عمرو، وقال القطامي:

بيضاء محطوطة المتنين بهكنة     ريا الروادف لم تمغل بأولاد والمغلة: الفساد، ومنه حديث: الصوم يذهب بمغلة الصدر أي بنغله وفساده، ويروى بتشديد اللام، بمعنى الغل والحقد. المغلة، وضبط في بعض نسخ الصحاح كفرحة: النعجة، والعنز، تنتج في عام واحد مرتين، كما في الصحاح، ج: مغال، بالكسر، وقد أمغلت: إذا كانت تلك حالها، وهي غنم ممغال. ومغل به كمنع مغلا ومغالة: إذا وقع فيه، أو وشى به عند السلطان، أو عام، سواء وشى به عند سلطان أو لا. مغل، كفرح: فسدت عينه، ونص أبي زيد: المغل: القذى في العين، يقال: مغلت عينه، بالكسر: إذا فسدت، وقال غيره: المغل: الرمص، والجمع أمغال. والممغل، كمنبر: المولع بأكل التراب، يدقى منه، أي يسلح، عن ابن الأعرابي. ومما يستدرك عليه: قال ابن الأعرابي: الإمغال: أن لا تراح الإبل ولا غيرها سنة، وهو مما يفسدها. وأمغل به عند السلطان: إذا وشى به. وإنه لصاحب مغالة: أي شر. والممغل كمنبر: الأرض الكثيرة الغملى، وهو نبت. والمغل، بالضم: قوم بالعجم. ودابة ممغولة: كمغلة.

م-ق-ل
المقل: النظر، مقله بعينه يمقله مقلا: نظر إليه، قال القطامي:

ولقد يروع قلوبهن تـكـلـمـي     ويروعني مقل الصوار المرشق

صفحة : 7518

ويقال: ما مقلته عيني منذ اليوم، وحكى اللحياني: ما مقلت عيني مثله مقلا، أي ما أبصرت ولا نظرت، وهو فعلت من المقلة. المقل: الغمس، مقله في الماء مقلا: غمسه وغطه، ومنه حديث الذباب: فامقلوه ، قال أبو عبيدة: أي فاغمسوه في الطعام أو الشراب. المقل: الغوص في الماء، وقد مقل فيه يمقل مقلا: غاص. المقل: ضرب من الرضاع، قال الأزهري: وكأنه مقلوب الملق. المقل: أسفل البئر، يقال: نزحت الركية حتى بلغت مقلها. المقل: أن يخاف الرجل على الفصيل من شربه اللبن فيسقيه في كفه قليلا قليلا. قال شمر: قال بعضهم: لا يعرف المقل: الغمس، ولكن المقل: أن يمقل الفصيل الماء إذا آذاه حر اللبن فيوجر الماء، فيكون دواء، والرجل يمرض فلا يسمع، فيقال: امقلوه الماء واللبن، أو شيئا من الدواء فهذا المقل الصحيح، وقال أبو عبيد: إذا لم يرضع الفصيل أخذ لسانه ثم صب الماء في حلقه، وهو المقل، وربما خرج على لسانه قروح فلا يقدر على الرضاع حتى يمقل. المقل، بالضم: الكندر الذي يتدخن به اليهود، وحبه يجعل في الدواء، قاله الليث. وهو صمغ شجرة، شائكة كشجر اللبان، ومنه هندي، وعربي، وصقلي، وقال أبو حنيفة: هو الذي يسمى الكور، أحمر طيب الرائحة، أخبرني بعض أصحاب عمان أنه لا يعلمه نبت شجرة إلا بجبل من جبال عمان يدعى قهوان، مطل على البحر، والكل نافع للسعال، ونهش الهوام، والبواسير، وتنقية الرحم، وتسهيل الولادة، وإنزال المشيمة وحصاة الكلية، والرياح الغليظة، مدر باهي مسمن محلل للأورام. والمقل المكي: ثمر شجر الدوم، الشبيه بالنخلة في حالاتها، ينضج ويؤكل، خشن قابض بارد مقو للمعدة. والمقلة، بالضم: شحمة العين التي تجمع البياض والسواد، وفي بعض نسخ الصحاح: تجمع السواد والبياض. أو هي السواد والبياض الذي يدور كله في العين. أو هي الحدقة، عن كراع، وقيل: هي العين كلها، وإنما سميت مقلة، لأنها ترمي بالنظر، والمقل: الرمي، والحدقة: السواد دون البياض، قال ابن سيده: وأعرف ذلك في الإنسان، وقد يستعمل في الناقة، وأنشد ثعلب:

من المنطيات الموكب المعج بعدما     يرى في فروع المقلتين نضـوب ج: مقل، كصرد، ومن سجعات الأساس: فلان كلما دور القلم نور المقل، وحلى العقول وحل العقل. المقلة، بالفتح: حصاة القسم، بفتح القاف وسكون السين: توضع في الإناء، وفي الصحاح: التي تلقى في الماء ليعرف قدر ما يسقى كل واحد منهم، وذلك عند قلة الماء في المفاوز، وفي المحكم: إذا عدم الماء في السفر، ثم يصب عليه من الماء قدر ما يغمر الحصاة فيعطى كل منهم سهمه، وأنشد الجوهري ليزيد بن طعمة الخطمي، وفي العباب الجعفي، قال: وجدته في شعر الكميت، وهو بيت يتيم:

قذفوا سيدهـم فـي ورطة     قذفك المقلة وسط المعترك

صفحة : 7519

ومقلها مقلا: ألقاها في الإناء وصب عليها ما يغمرها من الماء. قوله: هذا خير، إلى آخره مأخوذ من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال في مسح الحصا في الصلاة: مرة، وتركها خير، من مائة ناقة لمقلة بالضم، قال أبو عبيد: أي تركها خير من مائة ناقة تختارها بعينك ونظرك كما تريد، قال: وقال الأوزاعي: ولا يريد أنه يقتنيها، ويروى من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: كلها أسود المقلة، أي كل واحد منها أسود العين. وتماقلا: إذا تغاطا في الماء، ومنه حديث عبد الرحمن وعاصم: يتماقلان في البحر، ويروى يتماقسان. وامتقل: غاص في الماء مرارا. ومما يستدرك عليه: قال أبو داود: سمعت أبا العزاف يقول: سخن جبينك بالمقلة، شبه عين الشمس بالمقلة. ورجل مقلة، كهمزة: يكثر المقل. وماقله مماقلة: غامسه. وانغمس بالماء حتى جاء بالمقل معه، أي بالحصا والتراب. ومقلة الركية: أسفلها. وحكى ابن بري عن علي بن حمزة: يقال: في حصاة القسم: مقلة ومقلة، بالفتح والضم، شبهت بمقلة العين؛ لأنها في وسط بياض العين، وأنشد بيت الخطمي هكذا، ومنه حديث علي: لم يبق منها إلا جرعة كجرعة المقلة، هي بالفتح: حصاة القسم، وهي بالضم: واحدة المقل: الثمر المعروف، وهي لصغرها لا تسع إلا الشيء اليسير من الماء. ومقل الشيء في الشيء مقلا: غمسه. وفي حديث لقمان الحكيم: أرأيت الحبة التي تكون في مقل البحر؛ أي في مغاص البحر، أراد في موضع المغاص من البحر. وأبو الحسن علي بن هلال الوزير الكاتب، يعرف بابن مقلة: مشهور، ومن سجعات الأساس: في خطه حظ لكل مقلة، كأنه خط ابن مقلة، وترجمته مستوفاة في تاريخ ابن خلكان وغيره.

م-ك-ل
المكلة، بالفتح ويضم: جمة البئر. وقيل: أول ما يستقى من جمتها، يقال: أعطني مكلة ركيتك، يروى بالوجهين. أو القليل من الماء يبقى في البئر إلى وقت النزح الثاني، أو في الإناء، فهو ضد. وقد مكلت الركية تمكل مكولا، فهو من حد نصر كما يقتضيه اصطلاحه، ومثله في المحكم، ونص الصحاح والعباب: مكلت البئر، بالكسر، وهو نص الليث بعينه، فهي مكول، كصبور، ج: مكل، ككتب. قال الليث: بئر مكول، وجمة مكول: اجتمع الماء في وسطها وكثر، وقال ابن عباد: المكول: التي نزح ماؤها، وهو من الأضداد. حكى ابن الأعرابي: قليب مكل، كعنق، ومكل مثل كتف وممكلة، كمكرمة، وممكولة، كل ذلك التي قد نزح ماؤها. قال: والممكل، كمنبر: الغدير القليل الماء. قال ابن عباد: الممكل، كمعظم: البئر التي فيها ماؤها، هكذا هو في سائر النسخ ولا بد من ذكر كمعظم كما هو نص المحيط والعباب. قال واستمكل بها: أي تزوج بها، كأنه مقلوب استملك. وما بها أي الناقة مكال، كغراب: أي شحم، كما في العباب. قيل: المكول، كصبور: البئر يقل ماؤها فيستجم حتى يجتمع الماء في أسفلها، ونص العين: في وسطها. والمكولي: اللئيم، عن أبي العميثل الأعرابي، كأنه نسب إلى المكول: البئر القليلة الماء. والمماكل: من يمكل كل شيء يلقاه كما تمكل البئر، عن ابن عباد. ومما يستدرك عليه: نفس مكول: قليلة الخير، مثل البئر المكول، قال أحيحة بن الجلاح:

صحوت عن الصبا واللهو غول     ونفس المـرء آونة مـكـول واستدرك شيخنا هنا: ابن ماكولا: المحدث المشهور، وقد ذكرناه في تركيب أ-ك-ل.

م-ي-ك-ل

صفحة : 7520

ميكائيل أهمله الجوهري والصاغاني، وقال يعقوب: هو وميكائين على البدل بكسرهما: اسم ملك من الملائكة م معروف، موكل بالأرزاق، وبهذا الوزن من غير همز بياءين عن الأعمش، وقرأ: ميكئل على وزن ميكعل ابن هرمز الأعرج وابن محيصن، فأما جبراييل وميكاييل بياءين بعد الألف والمد فيقوى في نفسي أنها همزة مخففة، وهي مكسورة، فخفيت وقربت من الياء فعبر القراء عنها بالياء كما قالوا في قوله سبحانه: آلاء عند تخفيف الهمزة آلاي بالياء، انتهى. وقد يقال: إن كانت الكلمة سريانية فمحل ذكرها آخر هذا الحرف، كما فعله صاحب اللسان وغيره، فإن الحروف كلها أصلية، وإن كانت مركبة من ميكا وإيل كتركيب جبرائيل وغيرهما من أسماء الملائكة فالأنسب حينئذ ذكرها في م-ي-ك كما فعله المصنف في جبرائيل فإنه ذكره في ج-ب-ر، وتركيب م-ي-ك ساقط عند المصنف وغيره، فاعرف ذلك. ومما يستدرك عليه: ميكال بن عبد الواحد بن حرمك بن القاسم بن بكر بن ديواشتي، وهو: شور الملك بن شور بن شور بن شور، أربعة من الملوك الذين ذكرهم المصنف في حرف الراء، وهو ابن فيروز بن يزدجرد بن بهرام، وهو جد أهل البيت الميكالي بنيسابور، وهم أمراء فضلاء، منهم أبو العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال الأديب شيخ خراسان ووجهها، سمع بنيسابور محمد بن إسحاق بن خزيمة، والعباس بن السراج، وبالأهواز عبدان الحافظ، وعنه أبو علي النيسابوري، والحاكم أبو عبد الله وهو الذي أدبه أبو بكر بن دريد، ومدح أباه بمقصورته المشهورة، توفي سنة 362، وقرأت في الرسالة البغدادية للحاكم أبي عبد الله، وهي عندي، ما نصه: أبو محمد عبد الله بن إسماعيل الميكالي، أوجه الوجوه بخراسان وآدبهم، وأكفأ الرؤساء، وهو صدوق كبير المحل، انتهى. وميكائيل الخراساني: تابعي روى عن عمر رضي الله تعالى عنه.

م-ل-ل
مللته، ومللت منه، بالكسر، مللا، محركة وملة وملالة وملالا: سئمته، وبرمت به، وقال بعضهم: الملال: أن تمل شيئا وتعرض عنه، قال الشاعر:

وأقسم ما بي من جفاء ولا ملل وفي مهمات التعريف للمناوي: الملال: فتور يعرض للإنسان من كثرة مزاولة شيء فيوجب الكلال والإعراض عنه. وفي الحديث: فإن الله لا يمل حتى تملوا ، معناه أن الله لا يمل أبدا مللتم أو لم تملوا، فجرى مجرى قولهم: حتى يشيب الغراب ويبيض القار، وأن الله لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله، فسمى فعل الله مللا على طريق الازدواج في الكلام، وهو باب واسع في العربية كثير في القرآن. وفي حديث الاستسقاء: فألف الله السحاب وملتنا ، قال ابن الأثير: كذا جاء في رواية لمسلم، أي كثر مطرها حتى مللناها، وقيل: هي ملتنا، بالتخفيف، من الامتلاء، فخفف الهمز. وأنشدنا حسن بن منصور بن داود الحسني:

أكثرت من زورة فملك     وزدت في الود فاستقلك
لو كنت ممن تزور يوما    لكان عند اللقا أجـلـك

كاستمللته، قال ابن هرمة:

قفا فهريقا الدمع بالمنزل الدرس     ولا تستملا أن تطول به عنسي وقال آخر:

لا يستمل ولا يكرى مجالسها    ولا يمل من النجوى مناجيها

صفحة : 7521

وهذا كما قالوا: خلت الدار واستخلت، وعلا قرنه واستعلاه. زاد الزمخشري: واستمللت به: تبرمت. وأملني إملالا، وأمل علي: أي أبرمني، يقال: أدل فأمل. فهو مل وملول وملولة ومالولة وملالة، بالتشديد، وذو ملة، نقله الجوهري وأنشد:

إنك والـلـه لـذو مـلة    يطرفك الأدنى عن الأبعد وفي العباب: قال جارية من الأنصار، وأنشد البيت هكذا، وقال ابن بري: الشعر لعمر بن أبي ربيعة، وصواب إنشاده: عن الأقدم، وبعده:

قلت لها بـل أنـت مـعـتـلة     في الوصل يا هند لكي تصرمي وهي ملول، على القياس، وملولة، على الفعل. والملل، محركة: سمة على حرة الذفرى خلف الأذن، عن ابن عباد. والملة: الرماد الحار الذي يحمى ليدفن فيه الخبز لينضج، كالملل، قال أبو الأسود الدؤلي يذم عمار بن عمرو البجلي، وكان بخيلا:

صلد الندى زاهد في كل مكرمة    كأنما ضيفه في مـلة الـنـار وفي الحديث: فقال له إنما تسفهم المل . الملة أيضا: الجمر، وبه فسر حديث كعب: أنه مر به رجل من جراد، فأخذ جرادتين فملهما، أي شواهما بالملة. الملة: عرق الحمى، كالملال، بالضم. والملة، بالضم: الخياطة الأولى، قبل الكف، وقد مل الثوب يمله ملا. الملة، بالكسر: الشريعة أو الدين، كملة الإسلام والنصرانية واليهودية، وقيل: هي معظم الدين، وجملة ما يجيء به الرسل، وكلام المصنف يشير إلى ترادف الثلاثة، قال الراغب: الملة: اسم لما شرعه الله تعالى لعباده على لسان أنبيائه ليتوصلوا به إلى جواره، والفرق بينها وبين الدين إن الملة لا تضاف إلا للنبي الذي تستند إليه، ولا تكاد توجد مضافة إلا إلى الله تعالى، ولا إلى آحاد الأمة، ولا تستعمل إلا في جملة الشرائع دون آحادها. وتملل، وامتل: دخل فيها، أي في الملة، كتسنن واستن، من السنة. وقال أبو إسحاق: الملة في اللغة: السنة والطريقة، ومن هذا أخذ الملة، أي الموضع الذي يختبز فيه، لأنه يؤثر في مكانها كما يؤثر في الطريق، قال: وكلام العرب إذا تفق لفظه فأكثره مشتق من بعض. وفي الأساس: ومن المجاز: الملة: الطريق المسلوكة، ومنه: ملة إبراهيم عليه السلام خير الملل. قال أبو الهيثم: الملة: الدية، والجمع ملل، ومنه حديث عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال: ليس على عربي ملل. وأنشد أبو الهيثم:

غنائم الفتيان في يوم الوهل
ومن عطايا الرؤساء في الملل

ومل القوس أو السهم أو الرمح بالنار: إذا عالجه بها، ونص أبي حنيفة: في النار: عالجها بها. مل الشيء في الجمر: أدخله فيه، فهم مملول ومليل، ومنه قول كعب بن زهير رضي الله تعالى عنه:

كأن ضاحيه بالنار مملول أي كأن ما ظهر منه للشمس مشوي بالملة من شدة حره. مل في المشي ملا: أسرع كامتل، وذلك إذا مر مرا سريعا، عن الأصمعي، وقال مصعب: امتل واستل بمعنى واحد، كذلك تملل. مل الثوب يمله ملا: درزه، عن كراع، وقال غيره: خاطه، الخياطة الأولى قبل الكف. مل الملال الخبز واللحم، يملها ملا: أدخله في الملة، أي الرماد الحار، والخبز يسمى المليل والمملول، وكذلك اللحم، وأنشد أبو عبيد:

ترى التيمي يزحف كالقرنبى     إلى تيمية كعصا المـلـيل

صفحة : 7522

وفي حديث خيبر: إذا أناس من يهود مجتمعون على خبزة يملونها، أي يجعلونها في الملة. قال الزجاج: مل عليه السفر ملا: طال، كأمل عليه. والملال، بالضم: خشبة قائم السيف، وقيل: ظهر القوس، كما في العباب. ملال: ع، قال الشاعر:

رمى قلبه البرق الملالي رمية     بذكر الحمى وهنا فبات يهـيم الملال: الحر الكامن في العظم، من الحمى وتوهجها، كالمليلة، كسفينة، يقال: رجل مملول ومليل: به مليلة، وهو مجاز، وفي الصحاح: المليلة: حرارة يجدها الرجل، وهي حمى في العظم، انتهى، وفي المثل: ذهبت البليلة بالمليلة، أي الصحة بالحمى، وفي الحديث: لا تزال المليلة والصداع بالعبد. وقال اللحياني: مللت ملا، والاسم المليلة، كحممت حمى، والاسم الحمى. الملال: وجع الظهر، أنشد ثعلب:

داو بها ظهرك من ملاله
من خزرات فيه وانخزاله
كما يداوى العر من أكاله

الملال: عرق الحمى، وهذا قد تقدم له قريبا، فهو تكرار. الملال: التقلب مرضا أو غما، قال:

وهم تأخذ النجواء منه    يعد بصالب أو بالملال فعل الكل مللت، بالكسر، ملا، ومللت بالتشديد، وتمللت. من المجاز: تملل الرجل وتململ: تقلب، من مرض أو نحوه كأنه على ملة، قاله ابن أبي الحديد، وأصله تملل، ففك بالتضعيف، وقال شمر: إذا نبا بالرجل مضجعه من غم أو وصب قيل: قد تململ، وهو تقلبه على فراشه، قال: وتململه وهو جالس أن يتوكأ مرة على هذا الشق ومرة يجثو على ركبتيه، والحرباء تتململ من الحر، تصعد رأس الشجرة مرة وتبطن فيها مرة وتظهر أخرى. ومللته أنا: أي قلبته فهو يتعدى ولا يتعدى. من المجاز: طريق مليل وممل، بفتح الميم الثانية: أي سلك كثيرا وطال الاختلاف عليه، فهو معلم لاحب، ومنه أمل عليه الملوان: طال اختلافهما عليه، وقال ابن مقبل:

ألا يا ديار الحي بالسبعان     أمل عليها بالبلى الملوان أي ألح عليها حتى أثر فيها. وأمله: قال له فكتب عنه، وأملاه كأمله على تحويل التضعيف، وفي التنزيل: فليملل وليه بالعدل وهذا من أمل، وفي التنزيل أيضا: فهي تملى عليه بكرة وأصيلا وهذا من أملى، وحكى أبو زيد: أنا أملل عليه الكتاب، بإظهار التضعيف. وقال الفراء: أمللت لغة أهل الحجاز وبني أسد، وأمليت لغة بني تميم وقيس، يقال: أمل عليه شيئا يكتبه وأملى عليه، فنزل القرآن باللغتين معا. قال الليث: حمار ملامل، كعلابط، وكذا ناقة ململى، على فعللى: أي سريع وسريعة. وهي الململة، بمعنى السرعة، وأنشد لأبي محمد الفقعسي:

يا ناقتا مالك تدألـينـا
ألم تكوني ململى ذقونا

صفحة : 7523

والملمول، بالضم: المكحال، وفي الصحاح: الذي يكتحل به، وقال أبو حاتم: هو الذي يكحل ويسبر به الجراح، ولا يقال: الميل، إنما الميل من أميال الطريق، وكذلك قاله أبو سعيد وغيره من أهل اللغة. الملمول: قضيب الثعلب، عن ابن دريد، قال غيره: قضيب البعير أيضا. قال الأزهري: الملمول: الحديدة التي يكتب بها في ألواح الدفتر. ملل، كجبل: ع، بين الحرمين على سبعة عشر ميلا من المدينة على ساكنها السلام، ومنه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: أصبح النبي صلى الله عليه وسلم بملل، ثم راح وتعشى بسرف. وقيل: هو على عشرين ميلا من المدينة، قيل: إنه سمي به لأن الماشي إليه من المدينة لا يبلغه إلا بعد ملل وجهد، قاله السهيلي في الروض. مليلة، كسفينة: د، بالمغرب، قرب سبتة. ملالة، كجبانة: ة، قرب بجاية، على ساحل البحر، ومنها العلامة محمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر بن علي الملالي، ممن أخذ على الشيخ سيدي محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي. والملى، كربى: الخبزة المنضجة. وهارون بن ملول المصري، كتنور شيخ الطبراني، وقد وقع مصغرا في معجم ابن شاهين فإنه قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جامع العسكري، حدثنا هارون بن عيسى بن مليل، وعيسى هو ملول، كان يلقب به، كذا في التبصير. وشعيب بن إسحاق المعروف بابن أخي ملول الصيرفي، هكذا يقوله أصحاب الحديث بالتشديد: محدثان. المليل، كزبير: الغراب، عن ابن عباد. مليل: اسم، منهم مليل بن وبرة الصحابي، رضي الله تعالى عنه، بدري جليل، لا رواية له. وأبو مليل بن عبد الله الأنصاري، أورده المستغفري. وأبو مليل بن الأغر ويقال: ابن الأزعر الأنصاري، ثم الأوسي الضبعي: بدري، صحابيان رضي الله عنهما. وانمل، مثل انسل، عن مصعب. ومما يستدرك عليه: رجل ملة: إذا كان يمل إخوانه سريعا. وكذلك ذو أماليل، واحدها إملال وإملالة وأملولة. وفي حديث المغيرة: مليلة الإرغاء، أي مملولة الصوت، فعيلة بمعنى مفعولة، يصفها بكثرة الكلام ورفع الصوت حتى تمل السامعين. وأمل الخبزة في الملة: أدخلها فيها، وقال أبو عبيد: الملة: الحفرة نفسها، هكذا هو في اللسان والعباب، ووقع في الصحاح: الخبزة نفسها. ورجل مليل ومملول: أحرقته الشمس. وتملل اللحم على النار: اضطرب. وململت فلانا: إذا قلبته. وقال أبو زيد: أمل فلان على فلان: إذا شق عليه وأكثر في الطلب. وبعير ممل: أكثر ركوبه حتى أدبر ظهره، قال العجاج - فأظهر التضعيف لحاجته إليه - يصف ناقة:

حرف كقوس الشوحط المعطل
لا تحفل السوط ولا قولي حلي
تشكو الوجى من أظلل وأظلل
من طول إملال وظهر مملل

ومل الطريق، بالضم: أي اتضح. وملالة: قرية بالفيوم. وملوه، بالتشديد: مدينة بالصعيد الأوسط. وأملال: أرض، عن اليزيدي، قال الفضل اللهبي:

موحشات من الأنيس قفار     دارسات بالنعف من أملال وحبان بن ملة وأخوه أنيف: صحابيان. وأبو مليل، كزبير: محمد بن عبد العزيز الكلابي، عن أبيه. وعبد الرحمن بن مليل، عن علي. ومليلة بنت هانئ بن أبي صفرة بنت أخي المهلب، عن عائشة. ومما يستدرك عليه: م-ن-د-ل

صفحة : 7524

المندل، قال المبرد: هو العود الرطب كالمندلي، قال الأزهري: هو عندي رباعي، لأن الميم أصلية، ولا أدري أعربي هو أم معرب، وسيأتي للمصنف في ن-د-ل.

م-و-ل
المال: ما ملكته من كل شيء، قال الجوهري: وذكر بعضهم أن المال يؤنث، وأنشد لحسان:

المال تزري بأقوام ذوي حسب     وقد تسود غير السيد المـال ج: أموال، وفي الحديث: نهى عن إضاعة المال. قيل: أراد به الحيوان، أي يحسن إليه ولا يهمل، وقيل: إضاعته: إنفاقه في المعاصي والحرام وما لا يحبه الله، وقيل: أراد به التبذير والإسراف وإن كان في حلال مباح. وقال ابن الأثير: المال في الأصل: ما يملك من الذهب والفضة، ثم أطلق على كل ما يقتنى ويملك من الأعيان، وأكثر ما يطلق المال عند العرب على الإبل، لأنها كانت أكثر أموالهم. وملت، بالضم، تمول وتمال، وملت، بالكسر، تمال مولا ومؤولا: صرت ذا مال. وتمولت واستملت: كثر مالك. وموله غيره تمويلا. ورجل مال ومال: ذو مال، أو كثيره، كأنه قد جعل نفسه مالا، وحقيقته ذو مال، وأنشد أبو عمرو:

إذا كان مالا كان مالا مرزأ      ونال نداه كل دان وجانب قال ابن سيده: قال سيبويه: مال إما أن يكون فاعلا ذهبت عينه، وإما أن يكون فعلا. رجل ميل، كسيد، والقياس مائل، وفي حديث الطفيل: كان رجلا شريفا شاعرا ميلا، أي ذا مال، قال ابن جني: وحكى الفراء: رجل مئل، ككتف، قال: الأصل مول بالواو، ثم انقلبت الواو ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصارت: مال. ثم إنهم أتوا بالكسرة التي كانت في واو مول فحركوا بها الألف في مال فانقلبت همزة. وقالوا: مئل: أي كثيره، وهم مالة ومالون: كثيرو المال، وهي مالة ومالئة، ج: مالة أيضا ومالات، قاله سيبويه. وملته، بالضم: أعطيته المال، عن ابن دريد، زاد غيره: كأملته إمالة. والمولة، بالضم: العنكبوت، عن أبي عمرو، وفي الصحاح: زعم قوم أن المول العنكبوت، الواحدة مولة، وأنشد:

حاملة دلوك لا محموله
ملأى من الماء كعين الموله

قال: ولم أسمعه عن ثقة. ومويل، كزبير: من أسماء شهر رجب، قال ابن سيده: أراها عادية. ومما يستدرك عليه: تمول فلان مالا: إذا اتخذ قينة، وفي الحديث: ما جاءك منه وأنت غير مشرف عليه فخذه وتموله أي اجعله لك مالا. وما أموله: أي ما أكثر ماله. وامرأة ميلة، ككيسة: ذات مال. ويصغر المال على مويل، والعامة تقول: مويل، بتشديد الياء. والمول: المال، لغة اليمن، سمعتها من بني واقد وبني الجعد. وأما الموال الذي ولعت به العامة فأصله من الياء، يأتي ذكره في و-ل-ي إن شاء الله تعالى.

م-ه-ل
المهل، بالفتح، ويحرك، والمهلة، بالضم: السكينة، والتؤدة، والرفق. وأمهله: أنظره ورفق به ولم يعجل عليه، قال الشاعر:

فيا ابن آدم ما أعددت في مهل     لله درك ما تأتي ومـا تـذر

صفحة : 7525

ومهله تمهيلا: أجله، ومنه قوله تعالى: فمهل الكافرين . وتمهل، في عمله: اتأد، وكل ترفق تمهل. قال الليث: المهل: السكينة والوقار، يقال: مهلا يا رجل، وكذا للأنثى، وفي العباب للإثنين والجمع، زاد في الصحاح: والمؤنث، وهي موحدة بمعنى أمهل: أي ارفق واسكن لا تعجل. وتقول مجيبا، أي إذا قيل لك مهلا قلت: لا مهل والله، ولا تقول: لا مهلا والله. وتقول: ما مهل والله بمغنية عنك، وأنشد الجوهري للكميت:

أقول له إذا ما جاء مهـلا    وما مهل بواعظة الجهول قال ابن بري: هذا البيت نسبه الجوهري للكميت، وصدره لجامع بن مرخية الكلابي، وهو مغير ناقص جزءا، وعجزه للكميت، ووزنهما مختلف، الصدر من الطويل، والعجز من الوافر، وبيت جامع: أقول له مهلا ولا مهل عنده ولا عند جاري دمعه المتهلل وأما بيت الكميت فهو:

وكنا يا قضاع لكم فمهـلا     وما مهل بواعظة الجهول فعلى هذا يكون البيت من الوافر موزونا. قلت: وقد أنشده الصاغاني للكميت على الصواب، وكذا الأزهري أنشد البيت الأول لجامع بن مرخية على الصواب. يقال: رزق مهلا: إذا ركب الذنوب والخطايا فمهل ولم يعجل. والمهل، بالضم: اسم يجمع معدنيات الجواهر الأرضية كالفضة والحديد ونحوهما، كالذهب والنحاس، وقال أبو عبيدة: هو كل فلز أذيب. المهل: القطران الرقيق الماهي يشبه الزيت، وهو يضرب إلى الصفرة، دسم، يدهن به الإبل في الشتاء، والقطران الخاثر لا يهنأ به، كالمهلة، بزيادة الهاء. المهل أيضا: ما ذاب من صفر أو حديد، وهكذا فسر في التنزيل، والله أعلم، وهو قوله تعالى: يغاثوا بماء كالمهل ، وسئل ابن مسعود عن المهل، فأذاب فضة فجعلت تميع وتلون، فقال: هذا ممن أشبه ما أنتم راؤون بالمهل، وقال بعضهم: هو النحاس المذاب، قيل: هو الزيت عامته أو درديه، عن أبي عمرو، وبه فسر الزجاج قوله تعالى: يوم تكون السماء كالمهل ، وقيل: هو العكر المغلى، وأنشد ابن بري للأفوه الأودي:

وكأنما أسلاتـهـم مـهـنـوءة     بالمهل من ندب الكلوم إذا جرى شبه الدم حين يبس بدردي الزيت، أو رقيقه. قال أبو عبيد: المهل في غير القرآن: ما يتحات عن الخبزة من الرماد والجمر، إذا أخرجت من الملة، وقال ابن شميل: المهل عندهم: الملة إذا حميت جدا رأيتها تموج، قالت العامرية: المهل عندنا السم، هو في حديث أبي بكر رضي الله عنه: القيح وصديد الميت، عن أبي عمرو، وهو أنه أوصى في مرضه فقال: ادفنوني في ثوبي هذين فإنما هما للمهل والتراب. كالمهل، بالفتح وبالتحريك، نقله ابن سيده، والمهلة مثلثة، وبكل ذلك روي الحديث المذكور، ويحرك، وهذه عن ابن عباد، وبه روي الحديث أيضا. ومهل البعير مهلا: طلاه بالخضخاض، فهو ممهول، قال أبو وجزة:

صافي الأديم هجان غير مذبحه     كأنه بدم المكنان مـمـهـول مهلت الغنم: إذا رعت، بالليل أو النهار، على مهلها. والمهل، محركة: التقدم في الخير، يقال: فلان ذو مهل: أي ذو تقدم في الخير، ولا يقال في الشر، وقال ذو الرمة:

كم فيهم من أشم الأنف ذي مهليأبى الظلامة منه الضيغم الضاري

صفحة : 7526

أي تقدم في الشرف والفضل، وقال ابن الأعرابي: روي عن علي رضي الله تعالى عنه أنه لما لقي الشراة قال لأصحابه: وإذا سرتم إلى العدو فمهلا مهلا، أي رفقا رفقا، وإذا وقعت العين على العين فمهلا مهلا، أي تقدما تقدما، الساكن للرفق، والمتحرك للتقدم، كالتمهل، عن أبي عبيد، يقال: تمهل في الأمر: إذا تقدم فيه، قال ابن فارس: ولعله من الأضداد. المهل أيضا: أسلاف الرجل المتقدمون، يقال: قد تقدم مهل قبلك، ورحم الله مهلك. يقال: خذ المهلة في أمرك، بالضم: أي خذ العدة. قال أبو سعيد: يقال: أخذ فلان على فلان المهلة: إذا تقدمه في سن أو أدب. وأمهل: بالغ وأعذر، قال أسامة بن الحارث الهذلي:

لعمري لقد أمهلت في نهي خالد     عن الأم إما يعصينـك خـالـد ويروى أملهت: أي بالغت وأعذرت. قال ابن الأعرابي: الماهل: السريع، وهو المتقدم. وأبو مهل، محركة: عروة بن عبد الله الجعفي من تابع التابعين. واستمهله: استنظره. وأمهله: أنظره، قال الله تعالى: فمهل الكافرين أمهلهم رويدا فجاء باللغتين، أي أنظرهم. واتمهل اتمهلالا: اعتدل وانتصب، نقله الجوهري، كاتمأل، الهمزة بدل من الهاء، قال عقبة بن مكدم:

في تليل كأنه جذع نخل     متمهل مشذب الأكراب والاتمهلال أيضا: سكون وفتور. ومما يستدرك عليه: قال أبو حنيفة: المهلة، بالضم: بقية جمر في الرماد. والمتمهل من الرجال: الطويل. والمهل، محركة: الهداية للأمر قبل ركوبه. ومهلته وأمهلته: سكنته وأخرته.

م-ه-ص-ل
حمار مهصل، بالضم، أهمله الجوهري والصاغاني، وفي المحكم: أي غليظ كبهصل، قال ابن سيده: وأرى الميم بدلا.


م-ي-ل
مال إليه يميل ميلا وممالا ومميلا، كمعاب ومعيب، في الاسم والمصدر، وتميالا، وهذه عن ابن الأعرابي، وميلانا، محركة، وميلولة، وهذه عن الفراء: عدل وأقبل عليه، ومال الشيء بنفسه كذلك. ومال عليه في الظلم. ومال عن الحق، وفي التنزيل: فلا تميلوا كل الميل ، وأنشد ابن الأعرابي:

لما رأيت أنني راعي مال
حلقت رأسي وتركت التميال

قال ابن سيده: وهذه الصيغة موضوعة بالأغلب لتكثير المصدر، كما أن فعلت بالأغلب موضوعة لتكثير الفعل، فهو مائل ج: مالة وميل، كركع، يقال: إنهم لمالة عن الحق. وماله ميلا، وأماله إليه إمالة، وميله فاستمال، فهو مطاوع. والميلاء: ضرب من الاعتمام، حكى ثعلب: يقال: هو يعتم الميلاء، أي يميل العمامة. الميلاء: من الامتشاط: ما يملن فيه العقاص، وهي مشطة البغايا، وقد جاء كراهتها في الحديث، وهو عن ابن عباس: قالت له امرأة إني أمتشط الميلاء، فقال عكرمة: رأسك تبع لقلبك فإن استقام قلبك استقام رأسك، وإن مال قلبك مال رأسك . والميلاء: المائلة السنام من الإبل. والميلاء: عقدة ضخمة من الرمل، كما في الصحاح والعين. زاد الأزهري: معتزلة، قال ذو الرمة:

ميلاء من معدن الصيران قاصية     أبعارهن على أهدافها كـثـب

صفحة : 7527

قال الأزهري: لا أعرف الميلاء في صفة الرمال، ولم أسمعه من العرب، وأما الأميل فمعروف، قال: وأحسب الليث أراد قول ذي الرمة السابق، إنما أراد بالميلاء هنا أرطاة، ولها حينئذ معنيان: أحدهما: أنه أراد أن فيها اعوجاجا، والثاني: أنه أراد بالميلاء أنها متنحية متباعدة من معدن بقر الوحش، قال: وميلاء موضعه خفض لأنه من نعت أرطاة في قوله:

فبات ضيفا إلى أرطاة مرتكـم      من الكثيب لها دفء ومحتجب والميلاء: الشجرة الكثيرة الفروع، نقله الجوهري. ومالت الشمس ميولا: ضيفت، أي دنت للغروب، أو زالت عن كبد السماء. مال بنا الطريق: أي قصد بنا. والميل، محركة: ما كان خلقة وقد يكون في البناء، وقد ميل كفرح فهو أميل، وهي ميلاء، يقال: رجل أميل العاتق: أي في عنقه ميل. والأميل: من يميل على السرج، وفي العباب: من لا يستوي على السرج، وقال ابن السكيت: الأميل عند الرواة: الذي لا يثبت على ظهور الخيل إنما يميل عن السرج في جانب، فإذا كان يثبت على الدابة قيل: فارس، وإن لم يثبت قيل: كفل، والجمع ميل، قال جرير:

لم يركبوا الخيل إلا بعدما هرموا     فهم ثقال على أكتافهـا مـيل وقال الأعشى:

غير ميل ولا عواوير في الهي     جا ولا عـزل ولا أكـفـال الأميل أيضا: من لا ترس معه، أو من لا سيف معه، أو من لا رمح معه، وقال ابن السكيت: الأميل: الذي لا سيف معه، والأكشف: الذي لا ترس معه. وقيل: هو الجبان، والجمع ميل، قال الأعشى:

... لا ميل ولا عزل قال ابن الأعرابي: مايلنا الملك فمايلناه: أي أغار علينا فأغرنا عليه. والميل، بالكسر: الملمول الذي يكتحل به، هكذا عبر به الجوهري في م-ل-ل، والجمع أميال، ومنهم من جعله من لغة العامة. الميل من الأرض: قدر مد البصر، ونص ابن السكيت: منتهى مد البصر. الميل: منار يبنى للمسافر في أنشاز الأرض، ومنه الأميال التي في طريق مكة المشرفة، وهي الأعلام المبنية لهداية المسافرين. أو الميل: مسافة من الأرض متراخية بلا حد معين، وفي شرح الشفاء: الفرسخ: ثلاثة أميال، ومثله في العباب. أو الميل: مائة ألف إصبع إلا أربعة آلاف إصبع، أو ثلاثة أو أربعة آلاف ذراع، بذراع محمد بن فرج الشاشي، قال الكرماني، بحسب اختلافهم في الفرسخ، هل هو تسعة آلاف بذراع القدماء، أو اثنا عشر ألف ذراع بذراع المحدثين، وفي شرح الشفاء: الميل: أربعة آلاف ذراع، طولها أربعة وعشرون إصبعا، وقيل: الميل: أربعة آلاف خطوة، كل خطوة ثلاثة أقدام بوضع قدم أمام قدم ويلصق به، وقال شيخنا عند قوله أو ثلاثة أو أربعة: وقد يقال: لا تغاير بين التقدير بالأذرع وبالأصابع على الثاني، لأن الذراع أربع وعشرون إصبعا عرض كل إصبع ست حبات شعير ملصقة ظهرا لبطن، فإذا ضربت في أربعة آلاف حصل ستة وتسعون ألفا، وعلى الأول يكون اثنين وسبعين ألف إصبع، والصحيح أن الميل: أربعة آلاف خطوة. وهي ذراع ونصف، فيكون ستة آلاف ذراع، والفرسخ: ثلاثة أميال، على أن المصنف قال: والبريد: فرسخان واثنا عشر ميلا، فيكون الفرسخ ستة أميال، وهو بيان ما هنا، ومقتضاه أن الفرسخ ستة وثلاثون ألف ذراع، فتأمل. ج: أميال وميول، قال كثير عزة:

صفحة : 7528

سيأتي أمير المؤمنـين ودونـه    صماد من الصوان مرت ميولها وبلا لام، ميل بنت مشرح الأشعري التابعية. وأمال الرجل: رعى الخلة، قال لبيد:

وما يدري عبيد بني أقيش     أيوضع بالحمائل أم يميل أوضع: حول إبله إلى الحمض. واستمال: اكتال بالكفين أو بالذراعين، وفي المحيط: بالكفين والذراعين، وفي المحكم: باليدين وبالذراعين، قال الراجز:

قالت له سوداء مثل الغول
مالك لا تغدو فتستميل

من المجاز: استمال فلانا، واستمال بقلبه: استعطفه وأماله. والمائلات في الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: صنفان من أهل النار لم أرهما بعد؛ قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ، وهن اللاتي يملن خيلاء، ويصبين قلوب الرجال، وقيل: المائلات: المتبخترات في المشي، والمميلات: أي لأكتافهن وأعطافهن، وقيل: هن اللاتي يملن قلوبنا إليهن، أو المائلات: يملن إلى الهوى والغي عن العفاف، وقيل: مائلات الرؤوس إلى الرجال، وقيل: مائلات الخمرة كما قال الآخر:

مائلة الخمرة والكلام أو معنى المميلات: يملن المقانع لتظهر وجوههن وشعورهن، وقال ابن الأثير: المائلات: الزائغات عن طاعة الله وما يلزمهن حفظه، ومميلات: يعلمن غيرهن الدخول في مثل فعلهن، وقيل: مائلات: يمتشطن المشطة الميلاء، والمميلات: يمشطن غيرهن تلك المشطة. من المجاز: الميلة، بالكسر: الحين والزمان، ج: ميل، كعنب، يقال: كان ذلك في ميلة من ميل الدهر أي في حين من أحيانه، كما في العباب. وفي حديث أبي موسى أنه قال لأنس: عجلت لنا الدنيا وغيبت الآخرة، أما والله لو عاينوها ما عدلوا ولا ميلوا، قال شمر: أي لم يشكوا ولم يترددوا، وهو مجاز، وقال عمران بن حطان:

لما رأوا مخرجا من كفر قومهم     مضوا فما ميلوا فيه وما عدلوا وإذا ميل بين هذا وهذا فهو شاك، وما عدلوا: أي ما ساووا بها شيئا، وفي حديث أبي ذر: دخل عليه رجل فقرب إليه طعاما فيه قلة فميل فيه لقلته، فقال أبو ذر: إنما أخاف كثرته ولم أخف قلته. ميل، أي تردد: هل يأكل أو يترك، تقول العرب: إن لأميل بين ذينك الأمرين وأمايل بينهما، أيهما آتي. من المجاز: هو لا تميل عليه المربعة: أي هو قوي، والمربعة هي التي ترفع بها الأحمال، كما تقدم. ومما يستدرك عليه: تمايل في مشيته تمايلا. والتمييل بين الشيئين كالترجيح بينهما، وكذلك الممايلة والممايطة. وبينهم تمايل: أي تفاتن وتحارب، وهو مجاز. وألف الإمالة: هي التي تجدها بين الألف والياء. ورجال ميل الطلى من النعاس، بالكسر. وتميلت في مشيتها كتمايلت. وتمايل الجل عن الفرس. واستمال ما في الوعاء: أخذه. والدهر ميل، كعنب: أطوار. وأملت بالفرس يدي: أرخيت عنانه، وخليت له طريقه. وفلان يتميل في ظلاله ويتفيأ. ومال علي: ظلمني. ومال معه، ومايله: مالأه. ومال إليه: أحبه. ووقعت الميلة في الناس: الموتان. قال الزمخشري: سماعي من العرب. ومال به: غلبه. ومال النهار أو الليل: دنا من المضي. وأبو مائلة: من كناهم. والميال: الكثير الميل.

صفحة : 7529