الباب الثالث والعشرون: باب اللام - الفصل الخامس والعشرون: فصل النون مع اللام: الجزء الأول

فصل النون مع اللام

الجزء الأول

ن-أ-ل
نأل، كمنع نألا، بالفتح، ونألانا، محركة، ونئيلا، كأمير: مشى ونهض برأسه يحركه إلى فوق كمن يعدو. وعليه حمل ينهض به، وقد صحف الليث النألان، فقال: التألان، قال الأزهري: وهو تصحيف فاضح. نأل الفرس ينأل نألا، أو الضبع: اهتز في مشيه فهو نؤول، كصبور، قال ساعدة بن جؤية:

لها خفان قد ثلـبـا ورأس     كرأس العود شهربة نؤول ويقال أيضا: رجل نؤول إذا فعل ذلك. نأل الرجل نألا: حسده. ونأل أن يفعل: أي ينبغي، كما في المحكم.

ن-أ-د-ل
النئدل، كزبرج، أهمله الجماعة، وهي الداهية، كالنئطل، بالطاء. والنئدلان، بكسر النون والدال وتضم داله: لغتان في النيدلان، بالياء كما سيأتي في ن-د-ل. ومما يستدرك عليه: النئدل، بالكسر وضم الدال: الكابوس، عن ابن بري، وجعله ثالثا لضئبل وزئبر، ومر فيه كلام في الضاد مع اللام فراجعه. ثم إنه وقع هنا في بعض النسخ النئبل، كزبرج: الداهية، بالباء بدل الدال، وهو غلط، والصواب ما هنا.

ن-أ-ر-ج-ل
النأرجيل، بالهمز، أهمله الجوهري والصاغاني، وفي اللسان: هي لغة في النارجيل، بالألف، وسيأتي ذلك، قال الليث: يهمز ولا يهمز.

ن-أ-ط-ل
النئطل، كزبرج، أهمله الجوهري والصاغاني، وروى أبو عبيد عن الأصمعي: جاء فلان بالضئبل والنئطل، وهما الداهية، وزاد غيره، الشنعاء. هو أيضا: الرجل الداهي.

ن-أ-م-ل
النأملة، أهمله الجوهري والصاغاني، وفي اللسان: هو مشي المقيد، وقد نأمل نأملة، وسيأتي للمصنف في ن-م-ل أيضا.

ن-ب-ل
النبل، بالضم: الذكاء والنجابة، ويروى أن معاوية رضي الله تعالى عنه سئل ما النبل? فقال: الحلم عند الغضب، والعفو عند المقدرة. نبل، ككرم، نبالة وتنبل فهو نبيل، كأمير، ونبل، محركة، هكذا في النسخ والصواب بالفتح، وهي نبلة، بالفتح، ج: نبال، بالكسر، ونبل، بالتحريك، في معنى جماعة النبيل كالأدم في جماعة الأديم والكرم في جماعة الكريم، ونبلة، بالتحريك أيضا، ونبلاء. وامرأة نبيلة في الحسن بينة النبالة، أنشد ابن الأعرابي في صفة امرأة:

ولم تنطقها على غلاله
إلا بحسن الخلق والنباله

وكذا الناقة في حسن الخلق، والفرس، يقال: فرس نبيل المحزم: أي حسنه مع غلظ، وهو مجاز، قال عنترة:

وحشيتي سرج على عبل الشوى     نهد مراكله نبيل الـمـحـزم كذلك الرجل، أنشد ثعلب في صفة رجل:

فقام وثاب نبيل محزمـه
لم يلق بؤسا لحمه ولا دمه

صفحة : 7530

من المجاز: يقال: ما انتبل نبله إلا بأخرة، ونباله، ونبالته، ونبله، ونبلته، بضمهما، فهي خمس لغات، ذكر ابن السكيت منها أربعة ما عدا الأخيرة، قال الجوهري: قال يعقوب: وفيها أربع لغات: نبله ونباله ونبالته ونبالته، قال ابن بري: اللغات الأربع التي ذكرها يعقوب إنما هي: نبله ونبله ونباله ونبالته لا غير. قلت: والأخيرة التي زادها المصنف قد حكاها اللحياني، وقال: وهي لغة القناني: أي لم يتنبه له، وما بالى به، قال بعضهم: معناه ما شعر به ولا تهيأ له، ولا أخذ أهبته، يقال ذلك للرجل يغفل عن الأمر في وقته، ثم ينتبه له بعد إدباره، وفي حديث النضر بن كلدة: والله يا معشر قريش لقد نزل بكم أمر ما ابتلتم بتله. قال الخطابي: هذا خطأ، والصواب ما انتبلتم نبله، أي ما انتبهتم له، ولم تعلموا علمه. والنبل، محركة: عظام الحجارة والمدر، أيضا: صغارهما، ضد، واحدتها نبلة، وقيل: النبل: العظام والصغار من الحجارة والإبل والناس وغيرهم، وأنشد الجوهري في النبل بمعنى الكبار قول بشر:

نبيلة موضع الحجـلـين خـود     وفي الكشحين والبطن اضطمار وفي النبل بمعنى الصغار، قول حضرمي بن عامر:

أفرح أن أرزأ الكرام وأن     أورث ذودا شصائصا نبلا يقول: أأفرح بصغار الإبل وقد رزئت بكبار الكرام، وقد تقدم تفصيله في ج-ز-أ، قال الجوهري: وبعضهم يرويه: نبلا، بضم ففتح، يريد جمع نبلة، وهي العطية. النبل: الحجارة التي يستنجى بها كالنبل، كصرد، ومنه الحديث: اتقوا الملاعن وأعدوا النبل ، هكذا يرويه المحدثون بالتحريك، قال أبو عبيد: وبعضهم يقول: النبل، قال ابن الأثير: واحدها نبلة، كغرفة وغرف، والمحدثون يفتحون النون والباء، كأنه جمع نبيل في التقدير، قال الجوهري: يقال: سميت بذلك لصغرها. ونبله النبل تنبيلا: أعطاه إياها يستنجي بها، وقال الأصمعي: أراها هكذا بضم النون وفتح الباء، يقال: نبلني أحجارأ للاستنجاء: أي أعطنيها. وتنبل بها: استنجى. واستنبل المال: أخذ خياره. والتنبالة، بالكسر: القصير، كالتنبال، ذهب ثعلب إلى أنه من النبل، وبه صرح الشيخ أبو حيان، وجزم ابن هشام في شرح الكعبية، والسهيلي في الروض، وأقره عبد القادر البغدادي شيخ مشايخ مشايخنا في الحاشية التي وضعها على شرح ابن هشام المذكور، وهي عندي، وجعله سيبويه رباعيا، وقال: هما فعلال وفعلالة، وهما أكثر من تفعال وتفعالة، قال الفرزدق:

ومهور نسوتهم إذا ما أنكحوا     غذوي كل هبنقع تنـبـال والنبل، بالفتح: السهام، وقيل: هي العربية، وقيده بعضهم بقوله: قبل أن يركب فيها السهم وهي مؤنثة، بلا واحد، له من لفظه، فلا يقال: نبلة، وإنما يقال: سهم ونشابة، أو يقال في واحده نبلة، نقله أبو حنيفة عن بعضهم، والصحيح أنه لا واحد له إلا السهم، قال الفند الزماني:

ونبلي وفقـاهـا ك    عراقيب قطا طحل ج: أنبال ونبال، قال الشاعر:

وكنت إذا رميت سواد قوم     بأنبال مرقن من السـواد وأنشد ابن بري على نبال قول أبي النجم:

واحبسن في الجعبة من نبالها ونبلان، بالضم. والنبال، بالتشديد: صاحبه، وصانعه، كالنابل. وحرفته النبالة، بالكسر، قال امرؤ القيس:

صفحة : 7531

وليس بذي سيف فيقتلني به     وليس بذي رمح وليس بنبال يعني ليس بذي نبل. وقال الفراء: النبل بمنزلة الذود، يقال: هذه النبل، وتصغر بطرح الهاء، وصاحبها نابل. ورجل نابل: ذو نبل. والنابل: الذي يعمل النبل، وكان حقه أن يكون بالتشديد، وقال ابن السكيت: رجل نابل ونبال: إذا كان معه نبل، فإذا كان يعملها قلت نابل، وكان أبو حرار يقول: ليس بنابل مثل لابن وتامر، قال ابن بري: النبال: الذي يعمل النبل، والنابل: صاحب النبل، هذا والمستعمل، قال الراجز:

ما علتي وأنا جلد نابل
والقوس فيها وتر عنابل

ونسب ابن الأثير هذا القول لابن عاصم، وقال: نابل: ذو نبل، قال: وربما جاء نبال في موضع نابل، ونابل في موضع نبال، وليس القياس، قال سيبويه: يقولون لذي التمر واللبن والنبل، تامر ولبان ونبال، ثم قال: وقد تقول لذي السيف: سياف، ولذي النبل: نبال على التشبيه بالآخر. والمتنبل: حامله، يقال: هذا رجل متنبل نبله: إذا كان معه نبل. ونبله بالنبل ينبله نبلا: رماه به. نبله ينبله نبلا: أعطاه النبل كأنبله، يقال: أنبلته سهما: أي أعطيته. نبل على القوم ينبل نبلا: لقطه لهم ثم دفعها لهم ليرموا بهان ومنه الحديث: كنت أيام الفجار أنبل على عمومتي ، ويروى بالتشديد، وفي حديث آخر: إن سعدا كان يرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد والنبي ينبله. وفي رواية: وفتى ينبله كلما نفدت نبله، وفي رواية: ينبله، كينصره، قال ابن الأثير: قال ابن قتيبة: وهو غلط من نقلة الحديث، لأن معنى نبلته أنبله: رميته بالنبل، وقال أبو عمر الزاهد: بل هو صحيح، يقال: نبلته وأنبلته ونبلته. نبل فلانا بالطعام ينبله نبلا: علله به، وناوله، الشيء بعد الشيء. نبل به ينبل نبلا: رفق، قال أبو زيد: يقال: انبل بقومك: أي ارفق بهم، وأنشد لصخر الغي:

فانبل بقومك إما كنت حاشرهم     وكل جامع محشور له نبـل نبل الإبل ينبلها نبلا: ساقها سوقا شديدا، عن ابن السكيت: وقيل: النبل: حسن السوق للإبل، نبلها أيضا: قام بمصلحتها، قال زفر بن الخيار المحاربي:

لا تأويا للعيس وانبلاها
فإنها ما سلمت قواها
بعيدة المصبح من ممساها
إذا الإكام لمعت صواها
لبئسما بطء ولا نرعاها

نبل الرجل نبلا: سار شديدا، سريعا. وقوم نبل، كركع: رماة، حكاه أبو حنيفة. والنابل والنبيل: الحاذق بالنبل، وقال أبو زيد: النبل في الحذق، والنبالة والنبل في الرجال، وقال غيره: النابل: الحاذق بما يمارسه من عمل. في المثل: ثار حابلهم على نابلهم: أي أوقدوا بينهم الشر، وقد ذكر في ح-ب-ل. وأنبل النخل: أرطب. من المجاز: أنبل قداحه: أي جاء بها غلاظا جافية، حكاه أبو حنيفة، ونقله الزمخشري. وتنبل البعير، والرجل: مات، وأنشد ابن بري قول الشاعر:

فقلت له يا با جعادة إن تمت     أدعك ولا أدفنك حين تنبل ومن خصه بالجمال كصاحب الفصيح وفقه اللغة فإن قول الشاعر هذا حجة عليه. تنبل: تكلف النبل، بضم فسكون، كما في الصحاح. تنبل: أخذ الأنبل فالأنبل، وأنشد ابن بري لأوس:

صفحة : 7532

لما رأيت العدم قيد نـائلـي      وأملق ما عندي خطوب تنبل يقال: أصابني الخطب فتنبل ما عندي: أي أخذه، وبه فسر قول أوس السابق أيضا. ويقال: تنبلت الخطوب ما عندي: أي ذهبت بما عندي. والنبيلة، كسفينة: الميتة، وهي الجيفة. والنبلة، بالضم: الثواب والجزاء، يقال: ما كان نبلتك من فلان فيما صنعت: أي ما كان ثوابك وجزاؤك منه. قال ابن الأعرابي: النبلة: اللقمة الصغيرة. وانتبل: مات. أيضا: قتل، ضد، والذي في نص ابن الأعرابي: انتبل: إذا مات أو قتل أو نحو ذلك، هكذا ضبط في النوادر، أو قتل، بالضم، فقول المصنف: وقتل وضبطه مبنيا للمعلوم وجعله ضدا محل تأمل. انتبل الشيء: احتمله بمرة حملا سريعا. ونابل كآنك: اسم رجل، قلت: الصواب في اسم الرجل بكسر الموحدة، وهو الذي روى عن ابن عمر. وسهيل بن أبي نابل، عن أبي الدرداء. وأيمن بن نابل، عن جابر. وغنم بن حسين بن نابل القرطبي، روى عنه أبو عمر بن الحذاء. ونابل بن القعقاع بن هرماس الباهلي: تابعي روى عن جده، وعنه ابنه عمر بن نابل المقرئ. نابل، بضم الياء: ع، بإفريقية، منه أحمد بن علي بن عمار المغربي النابلي، علق عنه السلفي، ومنه أيضا: محمد بن عبد الحميد النابلي، وأبوه، وعبد المنعم بن عبد القادر النابلي، وأبوه: حدثوا. وأنبل، كأحمد: ناحية ببطليوس، من بلاد الأندلس، كذا في معجم ياقوت. وكزفر: نبل بنت بدر: محدثة. وأبو عاصم الضحاك بن مخلد بن مسلم الشيباني البصري، ثقة، روى عنه البخاري في صحيحه، مات سنة 312 وهو ابن تسعين سنة وأربعة أشهر. يقال: أخذ للأمر نبالته ونبله، بضمهما: أي عدته وعتاده. قال ابن السكيت: نابلته فنبلته: إذا كنت أجود منه نبلا، أي في الرمي، أو أكثر نبالة، ونبلا، قد يكون كذلك. وهو نابل وابن نابل: حاذق وابن حاذق، قال أبو ذؤيب الهذلي:

تدلى عليها بالحبال موثـقـا     شديد الوصاة نابل وابن نابل جعله ابن نابل، لأنه أحذق له. ونبيلة بنت قيس، كسفينة: صحابية، ويقال:: هي الأنصارية، ويقال: هي بنت الربيع بن قيس. ومما يستدرك عليه: النبلة، بالضم: المدرة الصغيرة، عن ابن الأعرابي. وأيضا العطية، كما في الصحاح. ويقال: نبلة كل شيء: خياره، والجمع نبلات، كحجرة وحجرات، وقال الكميت:

لآلئ من نبلات الـصـوا    ر كحل المدامع لا تكتحل أي: خيار الصوار، شبه البقر الوحشي باللآلئ. وحكى ابن بري عن ابن خالويه: النبل، محركة: جمع نابل، وهم الحذاق بعمل السلاح. والنبلة، بالضم: الصغير الجسم، والجمع نبل. وقال أبو سعيد: كل ما ناولت شيئا ورميته، فهو نبل. وقال أبو حاتم في كتاب الأضداد: ضب نبل: أي ضخم. وقالوا: النبل: الخسيس، قاله أبو عبيد. والتنبل، بالكسر: القصير، وأنشد أبو الهيثم بيت طرفة:

وهو بشمل المعضلات تنبل

صفحة : 7533

فقال: قال بعضهم: تنبل: أي عاقل، وقيل: حاذق، وقيل: رفيق بإصلاح عظام الأمور. والأنبل كأحمد: الأصغر والأكبر ، ضد. واستنبله: سأله النبل. ونبله تنبيلا، كأنبله ونبله، وبهما روي الحديث المذكور. وقيل: المنبل كمحدث: الذي يرد النبل على الرامي من الهدف، وقال أبو زيد: تنابلا: تنافرا أيهما أنبل، من النبل، وأيهما أحذق. وهو من أنبل الناس: أعلمهم بالنبل، قال ذو الإصبع العدواني:

ترص أفواقها وقومها     أنبل عدوان كلها صنعا أي أعلمهم بالنبل. وتنبلت الخطوب: عظمت، وهو مجاز. ولأنبلنك بنبالتك: أي لأجزينك جزاءك. والنابل: المحسن للسوق. وتمرة نبيلة: عظيمة، وكذلك قدح نبيل. والنبيل: الذي يلقط من النخلة من الرطب. ونبلت النخلة أنبلها: خرفتها. وموسى بن أبي سهل النبال: محدث مدني. ويوسف بن يعقوب النبلي، عن ابن عيينة. والنبيل: لقب أبي الحسن عبد الله بن محمد بن الحسن بن أيوب الكاتب، عن علي بن المديني. وأحمد بن سعيد بن نبيل الأموي، من رجال الأندلس، مات سنة 464. ونبالة، بالكسر: موضع يماني أو تهامي. وانبلونة: مدينة على البحر قرب إفريقية. ونبلوهة: قرية بمصر، من أعمال الأبوانية، ومنها الفقيه الشاعر محمد بن عبد الوهاب النبلاوي، أدركه شيوخنا.

ن-ب-ت-ل
النبتل، كجعفر أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: هو الصلب الشديد. نبتل: ع بأرض الشام، وأيضا: جبل في ديار طيئ قرب أجأ، قاله نصر. نبتل: علم، وعبد الله بن نبتل بن الحارث: كان منافقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هكذا هو في العباب، والذي حققه الحافظ في التبصير أن الذي كان منافقا هو نبتل بن الحارث، وأما ولده عبد الله فله ذكر. ومما يستدرك عليه: أبو حازم نبتل، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وغيره. ونبتل: رجل له خبر، وإياه عنى جرير بقوله في هجاء الفرزدق:

ما بات يفزع في الوليدة نبتل

ن-ت-ل
نتل من بينهم ينتل نتلا ونتولا بالضم ونتلانا محركة: تقدم في خير أو شر، قاله ابن الأعرابي، وفي حديث أبي بكر: أن ابنه عبد الرحمن برز يوم بدر مع المشركين فتركه الناس لكرامة أبيه فنتل أبو بكر ومعه سيفه، أي تقدم إليه. واستنتل من الصف: إذا تقدم أصحابه، وفي حديث سعد بن إبراهيم: ما سبقنا ابن شهاب من العلم بشيء إلا كنا نأتي المجلس فيستنتل ويشد ثوبه على صدره، أي يتقدم. واستنتل القوم على الماء: إذا تقدموا. والنتل أيضا: الجذب إلى قدام، وفي العباب: جذب إلى قدم. النتل: الزجر، كما في العباب. النتل: بيض النعام الذي يملأ ماء فيدفن في المفاوز البعيدة من الماء، وذلك في الشتاء، فإذا سلكوها في القيظ استثاروا البيض وشربوا ما فيها من الماء، وقال الأزهري: وأصل النتل التقدم والتهيؤ للقدوم، فلما تقدموا في أمر الماء بأن جعلوه في البيض ودفنوه سمي البيض نتلا، كالنتل محركة، قال الأعشى يصف مفازة:

لا يتنمى لها في القيظ يهبطها     إلا الذين لهم فيما أتوا نتـل وتناتل النبت: التف وصار بعضه أطول من بعض، قال عدي بن الرقاع:

والأصل ينبت فرعه متناتلا     والكف ليس بناتها بسـواء

صفحة : 7534

وناتل، كهاجر: اسم رجل من العرب. ناتل أيضا: بليدة: بآمل طبرستان، كثيرة الخضرة والمياه، منها أبو جعفر محمد بن أحمد الناتلي الحاجي، هكذا ضبطه نصر بفتح التاء كما يدل له سياق المصنف، وضبطه ابن السمعاني والحافظ بكسرها، وأبو جعفر هذا محدث يروي عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، وعنه أبو حاتم القزويني. ومنها أيضا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عمر الناتلي الحلبي، كتب عنه أبو الفضل بن ناصر، مات سنة 517. ناتل، كصاحب: فرس ربيعة بن مالك أبي لبيد بن ربيعة رضي الله تعالى عنه، وفي المحكم ربيعة بن مالك، أو هو بالمثلثة ورجحه الصاغاني. وسموا نتلة ونتيلة، كحمزة وجهينة، وهما من أسماء النساء، وهي أم العباس وضرار ابني عبد المطلب، إحدى نساء بني النمر بن قاسط، وهي نتيلة بنت خباب بن كليب بن مالك بن عمرو بن زيد مناة بن عامر، وهو الضحيان. ونتل الجراب: نثله. والنتيلة: الوسيلة، زنة ومعنى. ورجل نتنل، كزبرج ودرهم وتنتيل، كزنبيل وتنتالة، كقرطاسة: أي قصير، قال الصاغاني وليس بتصحيف تنبالة، وقد تقدم للمصنف أيضا مثل ذلك في التاء مع اللام على أن التاء أصلية وفيه خلاف، والصواب زيادتها. ومما يستدرك عليه: النتل: التهيؤ للقدوم. واستنتل للأمر: استعد له. ونتل الحصان الحجر: علاها. وقال أبو عمرو: النتلة: البيضة، وهي الدومصة. وانتتل: تقدم واستعد، عن ابن الأعرابي. والنتل، محركة: العبد الضخم، وبه فسر قول أبي النجم:

يطفن حول نتل وزواز قال ابن بري: رواه ابن جني:

يطفن حول وزأ وزواز وكصاحب: ناتل، شامي سأل أبا هريرة. وناتل بن زياد بن جهور، ذكره الأمير، ورد على أبيه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وناتل بن أسد بن جاجل، في الصدف. وناتل بن هصيص، في تغلب. وأبو ناتل عبدة بن رياح بن عبدة بن ثوابة الأزدي. وعبد الملك بن ناتل، عن محمد بن يزيد، وعنه هارون بن عمير.

ن-ث-ل
نثل الركية ينثلها نثلا: استخرج ترابها، وهو أي ذلك التراب، المستخرج يسمى النثيلة، كسفينة والنثالة، بالضم، وقال أبو الجراح: النثيلة مثل النبيثة، وهو تراب البئر. نثل الكنانة نثلا: استخرج نبلها فنثرها، وكذلك إذا نفض ما في الجراب من الزاد. من المجاز: نثل درعه: إذا ألقاها عنه، قال ابن السكيت: ولا يقال: نثرها. نثل اللحم في القدر ينثله نثلا: وضعه فيها مقطعا، وامرأة نثول: تفعل ذلك كثيرا، وأنشد ابن الأعرابي:

إذ قالت النثول للجمول
يا ابنة شحم في المريء بولي

أي أبشري بهذه الشحمة المجمولة الذائبة في حلقك، قال ابن سيده: وهذا تفسير ضعيف، لأن الشحمة لا تسمى جمولا، إنما الجمول: المذيبة لها. من المجاز: نثل عليه درعه: إذا صبها عليه ولبسها، قال الزمخشري: هو مثل قولهم: خلع عليه الثوب وخلعه عنه، وفي حديث طلحة: أنه كان ينثل درعه إذ جاءه سهم فوقع في نحره، أي يصبها عليه ويلبسها. نثل الفرس ينثل، بالضم، وقد كان عدم ذكر المضارع مغنيا عن هذا الضبط على ما هو اصطلاحه: راث، وكذا البغل والحمار، قال الأحمر: يقال لكل حافر: ثل ونثل: إذا راث، فهو منثل كمنبر، قال مزاحم العقيلي يصف برذونا:

ثقيل على من ساسه غير أنه    مثل على آريه الروث منثل

صفحة : 7535

والنثيل، كأمير: الروث، ومنه حديث عمر بن عبد العزيز أنه دخل دارا فيها روث فقال: ألا كنستم هذا النثيل، وكان لا يسمى قبيحا بقبيح. والنثيلة: البقية من الشحم. أيضا: اللحم السمين، وقال الأصمعي في قول ابن مقبل يصف ناقة:

مسامية خوصاء ذات نثـيلة    إذا كان قيدام المجرة أقوادا أي ذات بقية من الشد. والنثلة: النقرة التي بين الشاربين، وفي المحكم: بين السبلتين في وسط ظاهر الشفة العليا. النثلة: الدرع عامة، أو السابغة منها، أو الواسعة منها مثل النثرة، قال النابغة الذبياني:

وكل صموت نثلة تبـعـية     ونسج سليم كل قضاء ذائل ناثل كصاحب: فرس ربيعة أبي لبيد، وقد ذكر في ن-ت-ل. وتناثلوا إليه: أي انصبوا. ومما يستدرك عليه: أنثل البئر: مثل نثلها. وتقول: حفرتك نثل، محركة: أي محفورة. وانتثل ما في كنانته: استخرج ما فيها من السهام. ونثلت حفرته: أي حفر قبره. وناقة نثيلة: ذات لحم، أو ذات بقية من شحم. والمنثلة: الزنبيل.

ن-ج-ل
النجل: الولد، كما في المحكم، ومنه حديث الزهري: كان له كلب صائد يطلب لها الفحولة، يطلب نجلها، أي ولدها، وفي العباب: أي نسلها. والوالد أيضا ضد، حكى ذلك أبو القاسم الزجاجي في نوادره. النجل: الرمي بالشيء، وقد نجل به، ونجله، قال امرؤ القيس:

كأن الحصى من خلفها وأمامها     إذا أنجلته رجلها خذف أعسرا والناقة تنجل الحصى بمناسمها نجلا: أي ترمي به وتدفعه. النجل: العمل والصنع، قال بلعاء بن قيس:

ولـمـا أتـى يوم بـأيام فـخة     وأنجل في ذاك الصنيع كما نجل قال أبو عمرو: النجل: الجمع الكثير من الناس، زاد غيره: يجتمعون في الخير. النجل: السير الشديد. أيضا: المحجة الواضحة. أيضا: محو الصبي لوحه. أيضا: الطعن، يقال: نجله بالرمح: أي طعنه فأوسع شقه. أيضا: الشق، وقد نجله ينجله نجلا. أيضا: النز الذي يخرج من الأرض ومن الوادي وهو الماء المستنقع، ومنه حديث المدينة: وكان واديها نجلا يجري ، أي: نزا؛ وهو الماء القليل، ويجمع على نجال، وأنجال، ومنه حديث الحارث بن كلدة أنه قال لعمر: البلاد الوبئة ذات الأنجال والبعوض ، أي: النزوز والبق. واستنجلت الأرض: كثر نجلها وهو الماء يخرج من الأرض. النجل: الماء السائل، وقال الأصمعي: النجل: ماء يستنجل من الأرض، أي يستخرج. النجل، بالضم: ة أسفل صفينة بالحجاز. النجل، بالتحريك: سعة شق العين مع حسن. نجل، كفرح، فهو أنجل، ج: نجل، بالضم ونجال بالكسر. قال ابن الأعرابي: النجل: نقالو الجعو لطين اللبن في السابل، وهو محمل الطيانين، إلى البناء. والأنجل: الواسع العريض الطويل من كل شيء، يقال: مزاد أنجل: أي واسع عريض، وليل أنجل: واسع طويل قد علا كل شيء وألبسه. ونجله أبوه نجلا ولده، قال الأعشى:

أنجب أزمان والداه به     إذ نجلاه فنعم ما نجلا نجل الإهاب: شقه عن عرقوبيه ثم سلخه كما يسلخ الناس اليوم، وهو منجول وذاك ناجل، قال المخبل:

وأنكحتم رهوا كأن عجانـهـا     مشق إهاب أوسع السلخ ناجله

صفحة : 7536

يعني بالرهو هنا خليدة بنت الزبرقان، ولها حديث مذكور في موضعه، وقال اللحياني: المرجول والمنجول: الذي يسلخ من رجليه إلى رأسه، وقال أبو السميدع: المنجول: الذي يشق من رجله إلى مذبحه، والمرجول: الذي يشق من رجله ثم يقلب إهابه. نجل فلانا ينجله نجلا: ضربه بمقدم رجله فتدحرج. نجلت الأرض: اخضرت. يقال: من نجل الناس نجلوه، أي من شارهم شاروه، وقد ورد هذا بعينه في الحديث وفسروه بقولهم: من عاب الناس عابوه، ومن سبهم سبوه وقطع أعراضهم بالشتم كما يقطع المنجل الحشيش، وقد صحف هذا الحرف فقيل: نحل فلان فلانا: إذا سابه كما سيأتي في التركيب الذي يليه. نجل الشيء ينجله نجلا: أظهره، قيل: ومنه اشتقاق الإنجيل. والناجل: الكريم النجل، أي النسل، يقال: فحل ناجل، وفرس ناجل. المنجل، كمنبر: حديدة ذات أسنان يقضب بها الزرع، وقيل: هو ما يقضب به العود من الشجر فينجل به؛ أي يرمى به، قال سيبويه: وهذا الضرب مما يعتمل به مكسور الأول كانت فيه الهاء أو لم تكن، واستعاره بعض الشعراء لأسنان الإبل، فقال:

إذا لم يكن إلا القتاد تنزعت     مناجلها أصل القتاد المكالب وفي الحديث: من أشراط الساعة أن تتخذ السيوف مناجل ، أي يتركون الجهاد ويشتغلون بالزراعة. المنجل: الواسع الجرح والطعن من الأسنة، يقال: سنان منجل: إذا كان موسع خرق الطعنة، قال أبو النجم:

سنانها مثل القدامى منجل     قال ابن الأعرابي: المنجل: الزرع الملتف المزدج. أيضا الرجل الكثير النجل، أي الولد. أيضا: البعير الذي ينجل الكمأة بخفه: أي يثيرها، وقد نجلها نجلا. أيضا: شيء تمحى به ألواح الصبيان هكذا في سائر النسخ، والذي في المحكم والعباب: المنجل: الذي يمحو ألواح الصبيان، فتأمل ذلك. منجل، كمقعد: جبل، وضبطه نصر بكسر الميم، وقال هو اسم واد، قال الشنفرى:

ويوما بذات الرس أو بطن منجل هنالك نبغي القاصي المتغـورا

صفحة : 7537

والإنجيل بالكسر كإكليل وإخريط، ويفتح وبه قرأ الحسن قوله تعالى: وليحكم أهل الإنجيل ، وليس هذا المثال في كلام العرب، قال الزجاج: ولقائل أن يقول: هو اسم أعجمي فلا ينكر أن يقع بفتح الهمزة لأن كثيرا من الأمثلة العجمية تخالف الأمثلة العربية، نحو آجر وإبراهيم وهابيل وقابيل، يذكر ويؤنث فمن أنث أراد الصحيفة، ومن ذكر أراد الكتاب، وهو: اسم كتاب الله المنزل على عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، والجمع أناجيل، ومنه الحديث في صفة الصحابة: صدورهم أناجيلهم ، وفي رواية: وأناجيلهم في صدورهم . واختلف في لفظ الإنجيل فقيل: اسم عبراني، وقيل: سرياني، وقيل: عربي، وعلى الأخير قيل: مشتق من النجل، وهو الأصل، أو من نجلت الشيء: أي أظهرته، أو من نجله: إذا استخرجه، وقيل غير ذلك، وحكى شمر عن الأصمعي: الإنجيل: كل كتاب مكتوب وافر السطور، وهو إفعيل من النجل، وقد أوسع الكلام فيه الخفاجي في شفاء الغليل، وغيره. قال أبو عمرو: تناجلوا بينهم: إذا تنازعوا. وانتجل الأمر انتجالا: إذا استبان ومضى. والنجيل، كأمير: ضرب من دق الحمض، قال أبو حنيفة: هو خير الحمض كله وألينه على السائمة، وهذا عن الأعراب القدم، وقالوا: إذا أخرج عن الحمض أربع شجرات فسائره نجيل، وهي الرمث والغضى والحاذ، والسلج، قالوا: فمن النجيل: الخذراف، والرغل، والغولان، والهرم، والغذام، والقلام، والطحماء. أو النجيل: ما تكسر من ورقه، أي من ورق الحمض، وقال أبو عمرو: النجيل من الحمض: ما قد وطئه المال، ونجله بأخفافه، وأنشد:

إن قعوديك لمختلان
ما هبطا النجيل مذ زمان

وأما ابن الأعرابي فزعم أن النجيل: الحمض الذي يكون قريبا من الماء، وليس لهذا وجه، وأنشد غيره لأبي خراش:

يفجين بالأيدي على ظهر آجن     له عرمض مستأسد ونجـيل ج: نجل بضمتين. وأنجل دابته: أرسلها فيه، عن أبي حنيفة. نجيل، كزبير: ع بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، أو من أعراض المدينة من ينبع، ويروى بالراء بدل اللام أيضا، وهو عين ماء ونخيل بين الصفراء وينبع. النجيل، كأمير: قاع قرب المسلح والأتم، فيه مزارع على السواني. النجيلة، كجهينة: ماء بوادي النشناش بين اليمامة وضرية، قاله نصر، وقد تقدم في الشين. وانتجل انتجالا: صفى ماء النجل أي النز من أصل حائطه. ومناجل: ع، قال لبيد:

وجاد رهوى إلى مناجل فالص     حراء أمست نعاجه عصـبـا ومما يستدرك عليه: الانتجال: اختيار النجل، قال:

وانتجلوا من خير فحل ينتجل والنجل: القطع. وأيضا: إثارة أخفاف الإبل الكمأة. وهو كريم النجل: أي الأصل والطبع. وطعنة نجلاء: واسعة بينة النجل. وبئر نجلاء المجم: واسعته، أنشد ابن الأعرابي:

إن لها بئرا بشرقي العلم
واسعة الشقة نجلاء المجم

وعين نجلاء: واسعة، وعيون نجل. والأسد أنجل. واستنجل النز: استخرجه. ويقال للجمال إذا كان حاذقا بالسوق: منجل، عن ابن الأعرابي، وهو المطرد، قال مسعود بن وكيع:

قد حشها الليل بحاد منجل أي مطرد ينجلها؛ أي يسرع بها. وليلة نجلاء: واسعة طويلة. وصحصحان أنجل: واسع، قال جندل يصف السراب:

كأنه بالصحصحان الأنجل
قطن سخام بأيادي غـزل

صفحة : 7538

و أنجل الصبي لوحه: إذا محاه. ونجل الأرض نجلا: شقها للزراعة. والنجيلة، كسفينة: قرية ببحيرة مصر، وقد وردتها، وهي على غربي النيل. والنواجل من الإبل: التي ترعى النجيل. قال الصاغاني: وصحف بعض أصحاب الحديث في زينب بنت منخل بفتح الخاء المشددة فقال: بنت منجل. وأنجلت الأرض: اخضرت. ونجال، ككتاب: موضع بين الشام وسماوة كلب. ومن المجاز: قبح الله ناجليه: أي والديه.

ن-ح-ل
النحل: ذباب العسل، يقال للذكر والأنثى، وقد أنثها الله سبحانه، فقال: أن اتخذي من الجبال بيوتا فمن ذكر النحل فلأن لفظه مذكر، ومن أنثه فلأنه جمع نحلة، وقال الزجاج: جائز أن يكون سمي نحلا لأن الله عز وجل نحل الناس العسل الذي يخرج من بطونها، وإليه نسب أبو الوليد النحلي الأديب ذكره ابن بسام في الذخيرة، له حكاية مع المعتمد بن عباد، قاله الذهبي. واحدتها بهاء، وفي الصحاح: النحل والنحلة: الدبر، يقع على الذكر والأنثى، حتى تقول يعسوب، انتهى. وفي الحديث: نهى عن قتل النحلة والنملة والصرد والهدهد ، قال الحربي: لأنهن لا يؤذين الناس، وفي حديث ابن عمر: مثل المؤمن مثل النخلة، المشهور في الرواية بالخاء المعجمة، ويروى بالحاء المهملة، يريد نحلة العسل، ووجه المشابهة بينهما: حذق النحل، وفطنته وقلة أذاه، وحقارته، ومنفعته، وقنوعه، وسعيه في الليل، وتنزهه عن الأقذار، وطيب أكله، وأنه لا يأكل من كسب غيره، ونحوله وطاعته لأميره، وأن للنحل آفات تقطعه عن عمله منها: الظلمة، والغيم، والريح، والدخان، والماء، والنار، وكذلك المؤمن له آفات تفتره عن عمله: ظلمة الغفلة، وغيم الشك، وريح الفتنة، ودخان الحرام، وماء السعة، ونار الهوى. النحل: العطاء بلا عوض هكذا في النسخ، وهو يقتضي أن يكون بالفتح، وليس كذلك فالصواب: وبالضم: العطاء بلا عوض، هكذا ضبطه ابن سيده، والأزهري، وفي الحديث: ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن ، قال ابن الأثير: النحل، بالضم: العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق، وفي حديث أبي هريرة: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين، كان مال الله نحلا، أراد يصير الفيء عطاء من غير استحقاق على الإيثار والتخصيص، أو عام في جميع أنواع العطاء. النحل: اسم الشيء المعطى وهو أيضا بالضم، كما في المحكم. النحل، بالفتح: الناحل، قاله الجوهري، وأنشد لذي الرمة:

ألم تعلمي يا مي أني وبـينـنـا     مهاو يدعن الجلس نحلا قتالها?

صفحة : 7539

النحل: ة من سواد بخارا منها منيح بن سيف بن الخليل النحلي البخاري، عن المسيب بن إسحاق، وعنه ابنه عبد الله، مات سنة 264، ذكره ابن ماكولا، قال الحافظ: وروى عن ابنه عبد الله بن علي الأديب، ومات عبد الله في سنة 317. من المجاز: النحل: الأهلة، جمع هلال ناحل ونحيل، سميت لدقتها أو هو اسم للجمع؛ لأن فاعلا ليس مما يكسر على فعل، وفي العباب: ويقال للأهلة النحل، وضبطه بضم النون، وهو الصواب. في الصحاح: النحل بالضم: مصدر نحله ينحله نحلا: أعطاه وهذا بعينه هو القول الأول الذي نقلناه عن المحكم والتهذيب، فضبطه أولا بالفتح، وثانيا بالضم تخليط، وسوء تحرير، فتدبر. النحل: مهر المرأة، والاسم النحلة، بالكسر، يقال: نحلت المرأة مهرها عن طيب نفس من غير مطالبة أنحلها، ويقال من غير أن تأخذه عوضا، يقال: أعطاها مهرها نحلة، بالكسر، وقال أبو عمرو: وهي التسمية أن تقول: نحلتها كذا وكذا، فتحد الصداق وتبينه، كما في الصحاح، ويضم وهذه عن ابن دريد، ومثل نحلة ونحل، حكة وحكم، وفي التنزيل العزيز: وآتوا النساء صدقاتهن نحلة وقد اختلف في تفسير هذا على أوجه: فقال بعضهم: فريضة، وقيل: ديانة، وقال ابن عرفة: أي دينا وتدينا، وقيل: أراد هبة، وقال بعضهم: هي نحلة من الله عز وجل لهن، أي جعل على الرجل الصداق ولم يجعل على المرأة شيئا من الغرم، فتلك نحلة من الله للنساء. النحلى، كبشرى: العطية، كما في الصحاح، وكذلك النحلان، كما في العباب. وأنحله ماء: أعطاه. قال ابن دريد: أنحل الرجل ولده مالا: إذا خصه بشيء منه، ولم أر من ذكر أنحله ماء، وكأنه تحريف من أنحله مالا، فتأمل، كنحله فيهما نحلا، وأبى بعضهم هذه. والنحل والنحلان، بضمهما: اسم ذلك المعطى، وقد تقدم النحل بهذا المعنى، وهو الذي ضبطه المصنف بالفتح، ونبهنا عليه، وقوله هذا هنا يؤيد ما قلناه. وانتحله وتنحله: ادعاه لنفسه وهو لغيره، يقال: انتحل فلان شعر فلان أو قوله: ادعاه أنه قائله، وتنحله: ادعاه وهو لغيره، قال الأعشى:

فكيف أنا وانتحـالـي الـقـوا     ف بعد المشيب كفى ذاك عارا
وقيدني الشعـر فـي بـيتـه      كما قيد الآسرات الحـمـارا

وقال الفرزدق:

إذا ما قلت قافية شـرودا تنحلها ابن حمراء العجان ويروى: تنخلها، بالخاء، أي أخذ خيارها، وقال ابن هرمة:

ولم أتنخل الأشعار فيهـا     ولم تعجزني المدح الجياد ويقال: فلان ينتحل مذهب كذا وقبيلة كذا: إذا انتسب إليه، وقال ثعلب، في قولهم: انتحل فلان كذا وكذا، معناه: قد ألزمه نفسه وجعله كالملك له، وهي الهبة يعطاها الإنسان. ونحله القول: كمنعه نحلا: إذا نسبه إليه قولا قاله غيره، وادعاه عليه، ويقال: نحل الشاعر قصيدة: إذا نسبت إليه وهي من قبل غيره، ومنه حديث قتادة بن النعمان: كان بشير بن أبيرق يقول الشعر ويهجو به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وينحله بعض العرب أي ينسبه إليه، من النحلة، وهي النسبة بالباطل. قال الليث: يقال: نحل فلان فلانا: إذا سابه، فهو ينحله: يسابه، وأنشد لطرفة:

فدع ذا وانحل النعمان قولا     كنحت الفأس ينجد أو يغور

صفحة : 7540

قال الأزهري: وهذا باطل، وهو تصحيف لنجل فلان فلانا، بالجيم: إذا قطعه بالغيبة، وأشار إليه الصاغاني أيضا، وكأن المصنف تبع الليث فيما قاله، ولم يلتفت إلى قول الأزهري والصاغاني، وهو غريب. نحل جسمه، كمنع وعلم ونصر وكرم، نحولا، واقتصر الجوهري على الأولى والثانية، وقال: الفتح أفصح، وأنشد الصاغاني للراعي:

فكأن أعظمه محاجن نبـعة     عوج قدمن فقد أردن نحولا ذهب من مرض أو سفر، فهو ناحل ونحيل، ج: كسكرى، هو جمع نحيل، وأما جمع ناحل فنحل، كركع، وهي ناحلة من نساء نواحل، وأما قول أبي ذؤيب: وكنت كعظم العاجمات اكتنفنه بأطرافها حتى استدق نحولها إنما أراد ناحلها فوضع المصدر موضع الاسم. وأنحله الهم: أهزله. وجمل ناحل: مهزول دقيق. من المجاز: سيف ناحل: أي رقيق، والجمع النواحل، وقيل: النواحل: هي السيوف التي رقت ظباها من كثرة الاستعمال، وقال الأزهري: السيف الناحل: الذي فيه فلول فيسن مرة بعد أخرى حتى يرق ويرهف أثر فلوله، وذلك أنه إذا ضرب فصمم انفل، فيحنى القين عليه بالمداوس والصقل حتى يذهب فلوله، ومنه قول الأعشى:

مضاربها من طول ما ضربوا بها     ومن عض هام الدارعين نواحل ونحلة: فرس لكندة، قال سبيع بن الخطيم التيمي:

أرباب نحلة والقريط وساهم     إني هنالك آلف مـألـوف نحلة أيضا: فرس لسبيع بن الخطيم المذكور، وهو القائل فيه:

يقول نحلة أودعيني فقلت له     عول علي بأبكار هراجيب نحلة: ة، قرب بعلبك على ثلاثة أميال، قاله نصر. وكجهينة: أبو نحيلة البجلي: صحابي، أو هو بالخاء كما سيأتي، قال الصاغاني، قيل: والأول أصح. قلت: وهو قول عبد الغني بن سعيد الحافظ، روى عنه أبو وائل قوله لما أصيب في غزاة، وقال بعضهم: لا صحبة له، وقال المزي: روى عن جرير بن عبد الله حديث: بايعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على إقام الصلاة روى عنه أبو وائل، وقيل: عن أبي وائل عن أبي جميلة عن جرير، وقيل: عن أبي وائل عن جرير نفسه. ونحلين، كغسلين: ة بحلب، منها أبو محمد عامر بن سيار النحلي، بالكسر المحدث، روى عن فرات بن السائب، وعنه عمر بن الحسين الحلبي. والنحلة، بالكسر: الدعوى، ومنه الانتحال، وهو ادعاء ما لا أصل له، أو ادعاء ما لغيره، كما تقدم. ومما يستدرك عليه: النحل، محركة: لغة في النحل بالفتح، وبه قرأ ابن وثاب: وأوحى ربك إلى النحل . ويجمع الناحل على نحول، كشاهد وشهود، وبه فسر أيضا قول أبي ذؤيب السابق:

.... حتى استدق نحولها كأنه جعل كل طائفة من العظم ناحلا، ثم جمعه على فعول. وفي حديث أم معبد: لم تعبه نحلة، بالضم، أي دقة وهزال، والنحل: الاسم، قال القتيبي: لم أسمع بالنحل في غير هذا الموضع إلا في العطية. وحبل ناحل: رقيق. وقد يجمع الناحل على النحل، وقيل: هو اسم للجمع، وبه فسر قول ذي الرمة:

.... نحلا قتالها وقمر ناحل: دق واستقوس. وهو ينتحل كذا وكذا: أي يدين به. والنحلة، بالكسر: الفريضة، وقيل: الديانة، ويقال: ما نحلتك? أي ما دينك. والنحال: العسال. ونحله المرض، كأنحله، فهو منحول.

ن-خ-ل

صفحة : 7541

نخله ينخله نخلا، وتنخله، وانتخله: صفاه واختاره، وكل ما صفي ليعزل لبابه فقد انتخل وتنخل. ويقال: انتخلت الشيء: استقصيت أفضله، وتنخلته: تخيرته. وإذا نخلت الأدوية لتستصفي أجودها قلت: نخلت وأنخلت، فالنخل: التصفية، والانتخال: الاختيار لنفسك أفضله، قال الشاعر:

تنخلتها مدحا لقوم ولم أكن     لغيرهم فيما مضى أتنخل والنخالة، بالضم: ما ينخل به منه هكذا في النسخ، والصواب: ما ينخل منه. والنخل: تنخيلك الدقيق بالمنخل لتعزل نخالته عن لبابه. النخالة أيضا: ما نخل عن الدقيق، ونخل الدقيق: غربلته. أيضا: ما بقي في المنخل مما ينخل، حكاه أبو حنيفة، قال: وكل ما نخل فما يبقى فلم ينتخل نخالة، وهذا على السلب. من الخواص: إذا طبخت النخالة بالماء، أو ماء الفجل، وضمد بها لسعة العقرب أبرأت وحيا. والمنخل، بالضم وتفتح خاؤه: ما ينخل به، لا نظير له إلا قولهم منصل ومنصل، وهو أحد ما جاء من الأدوات على مفعل بالضم، وأما قولهم فيه منعل فعلى البدل للمضارعة. والنخل: م معروف، وهو شجر التمر، كالنخيل كأمير، وهكذا في العباب، وظاهر كلامهما أنه استعمل كالنخل، وهو اسم جنس جمعي، واستعمل جمعا لنخلة، كما يأتي له قريبا، والمعروف أنه جمع لنخل، كعبد وعبيد، كما صرح به في التوشيح، يؤنث ويذكر، قال أبو حنيفة: أهل الحجاز يؤنثونه، وفي التنزيل العزيز: والنخل ذات الأكمام ، وأهل نجد يذكرون، قال الشاعر:

كنخل من الأعراض غير منبق واحدته نخلة، ج: نخيل وثلاثة نخلات. واستعار أبو حنيفة النخل لشجر النارجيل تحمل كبائس فيها الفوفل أمثال التمر، وقال مرة يصف شجر الكاذي: هو نخلة في كل شيء من حليتها، وإنما يريد في كل ذلك أنه يشبه النخلة. النخل: تنخيل الثلج والودق، تقول: انتخلت ليلتنا الثلج أو مطرا غير جود، والسحاب ينخل البرد والرذاذ وينتخله، وهو مجاز. النخل: ضرب من الحلي على صورة النخل، قاله ابن فارس، وبه فسر قول الشاعر:

رأيت بها قضيبا فوق دعص     عليه النخل أينع والكـروم قالوا: والكروم: القلائد. النخل: ع غربي مسجد الأحزاب، وهو نخل عبد الرحمن بن سهل بن سعد، وقيل: هو على ثلاثة أميال من المدينة، وقيل: منهل دون المدينة. نخيلة، كجهينة: مولاة لعائشة رضي الله تعالى عنها روت عنها. النخيلة: الطبيعة. أيضا: النصيحة، هكذا في النسخ، والصواب كسفينة في المعنيين، والجمع نخائل. نخيلة ع، بالمدينة. أيضا: ع، بالعراق قرب الكوفة على سمت الشام، وهو مقتل علي رضي الله تعالى عنه والخوارج. وأبو نخيلة العكلي كني بذلك لأنه ولد عند جذع نخلة، أو لأنه كانت له نخيلة يتعهدها، وسماه بخدج الشاعر: النخيلات، فقال يهجوه:

لاقى النخيلات حناذا محنذا
مني وشلا للئام مشـقـذا

صفحة : 7542

أو أبو نخيلة السعدي، ويقال: الحماني، وهو اسمه، وكنيته أبو الجنيد، بن حزن بن زائدة بن لقيط بن هدم بن أثربي بن ظالم بن مخاشن بن حمان بن عبد العزى بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم: راجزان. أبو نخيلة البجلي وقد تقدم الاختلاف فيه في التركيب الذي قبله. أبو نخيلة اللهبي له حديث رواه ابن مندة من طريق المسلم بن حذيفة صحابيان. المنخل بن خليل اليشكري، كمعظم: شاعر، ومنه: لا أفعله حتى يؤوب المنخل، مثل للتأبيد يضرب في الغائب الذي لا يرجى إيابه، كما يقال: حتى يؤوب القارظ العنزي، واسمه عامر بن رهم بن هميم. وقال الأصمعي: المنخل: رجل أرسل في حاجة فلم يرجع فصار مثلا في كل ما لا يرجى. والمتنخل: لقب مالك بن عويمر بن عثمان سويد بن خنيس بن خناعة بن عادية بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان بن هذيل الهذلي الشاعر المشهور، كنيته أبو أثيلة. النخيل، كزبير: ع، بالشام. أيضا: عين قرب المدينة على ساكنها السلام، فوق نخل على خمسة أميال. أيضا: موضعان آخران. وذو النخيل، كأمير: ع بين المغمس وأثبرة بالقرب من مكة شرفها الله تعالى. ونخلة الشامية واليمانية: واديان على ليلة من مكة شرفها الله تعالى من بلاد هذيل، ويصب في نخلة اليمانية يدعان، وهو واد به مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه عسكرت هوازن يوم حنين، ويصب فيه أيضا سبوحة على بستان ابن عامر، ومجتمع الواديين بطن مر، وقال الأزهري: في بلاد العرب واديان يعرفان بالنخلتين، أحدهما: باليمامة ويأخذ إلى قرى الطائف، والآخر: يأخذ إلى ذات عرق. وخمسة مواضع أخر، منها نخلة: موضع بين مكة والطائف، ويقال له: بطن نخلة، وإياه عنى امرؤ القيس:

فريقان منهم سالك بطن نخلة    وآخر منهم جازع نجد كبكب وأيضا: واد باليمامة. وذو النخلة: هو المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام، لأنه ولد عند جذع نخلة. وبنو نخلان: بطن من ذي كلاع من حمير. وعمران بن سعيد النخلي: تابعي من أهل الكوفة، ثقة، روى عن سفينة، وعنه شريك وأبو نعيم وابنه حماد، قاله الذهبي، قال الحافظ: فرق ابن ماكولا بين عمران بن سعيد النخلي، وبين عمران النخلي الذي روى عن سفينة، ونقل عن يحيى بن معين أن الراوي عن سفينة هو عمران بن عبد الله بن كيسان، قال: وهذا تحقيق بالغ، وحماد هو ولد عمران بن عبد الله، قال: وفي قول الذهبي إنه روى عنه شريك وأبو نعيم نظر، فإن أبا نعيم إنما روى عن حماد بن عمران لا عن أبيه، انتهى. قلت: وكأن الذهبي تابع لما في الثقات لابن حبان، فإنه قال فيه: عمران النخلي: من أهل الكوفة يروى عن ابن عمر، وعنه شريك النخعي، وابنه حماد بن عمران، فتأمل. قال الذهبي: وإبراهيم بن محمد النخلي: له تاريخ. ومما يستدرك عليه: رجل ناخل الصدر: أي ناصح. ونصيحة ناخلة: أي منخولة خالصة، فاعلة بمعنى مفعولة، كماء دافق. وفي الحديث: لا يقبل الله إلا نخائل القلوب أي النيات الخالصة، يقال: نخلت له النصيحة: إذا أخلصتها، وهو مجاز. وانتخل السحاب الرذاذ، مثل نخل. وأبو نخلة: كنية، وأنشد ابن جني عن أبي علي:

أطلب أبا نخلة من يأبوكا
فقد سألنا عنك من يعزوكا
إلى أب فكلهم ينـفـيكـا

صفحة : 7543

وبذل له نخيلة قلبه. وهو نخيلتي من إخواني، ونخيلة نفسي: أي خيرتي، وهو مجاز. ونخال، كغراب: شعب يصب في الصفراء بين الحرمين. والنخل: موضع بالقرب من زبيد، ومنهل معروف بين مصر والعقبة. وعين نخل: موضع آخر، قال:

من المتعرضات بعين نخل     كأن بياض لبتهـا سـدين والنخال، كشداد: من ينخل الدقيق. وأبو سعيد جعفر بن عبد الله بن محمد السرخسي النخالي، بالضم، حدث عن أبي العباس الدغولي، مات في حدود سنة 400. وشيخ مشايخنا أبو العباس أحمد بن محمد النخلي الشافعي المكي. وكمعظم، المنخل بن سبيع بن زيد بن جعونة العنبري، والمنخل بن مسعود بن عامر بن ربيعة بن عمرو اليشكري: شاعران.