الجزء الأول - العرب وقبائلهم - العرب المستعربة (العرب العدنانية)

العرب المستعربة

(العرب العدنانية)

وهؤلاء من ولد اسماعيل (ع) فإنه كان قد ترك أولاداً كثيرين وكانت أمور مكة بيد ابنه (نابت) فلما توفي غلبت جرهم على البيت والحرم فخرج ابنه الآخر (قيذر) بأهله وماله يتتبع مواقع القطر فيما بين كاظمة وغمر ذي كندة والشعثمين. وما الى تلك الأرضين حتى كثر ولده وانتشروا في جميع أرض تهامة والحجاز ونجد. وفي خلال هذه المدة واثر حادثة سيل العرم انفصل عن جماعة الأزد فريق منهم، عمرو بن ربيعة المعروف ب(لحي) ومن معه فانتشروا بالحجاز وما والاها فصار قوم الى عمان وآخرون الى الشام. وإن عمرو بن لحي أزاح جرهم وولي أمر مكة وكان أمير خزاعة فبقيت الامارة في أيدي قبيلة خزاعة.. ومن هؤلاء تكونت بطون كثيرة وعلى كل قد أزاحوا جرهم باتفاق مع ذرية اسماعيل (ع) ولم تمض مدة حتى جاءت النوبة الى أولاد معد بن عدنان من سلالة اسماعيل (ع) فتكاثروا وتكونت منهم قبائل أسد، وكنانة، وربيعة وتميم، وعنزة، وأياد، وأنمار، ومضر، وغيرها..

ومن هؤلاء مضر وربيعة هما الصريحان من ولد اسماعيل بن ابراهيم (ع) وتنازع النساب في أياد وأنمار فمنهم من عدّهم من نزار ومنهم من اعتبرهم من قحطان والباقون إما من ربيعة أو من عدنان قطعاً.... ومن ثم سمّوا (بالعرب العدنانية) كما ان عرب اليمن من قحطان قيل لهم (العرب القحطانية).

وقف العلماء عند عدنان ولم يقطعوا في سلسلة نسب آباءه وأجداده الى اسماعيل فقد اختلفوا في ذلك اختلافاً كبيراً جداً إلا أنهم أجمعوا على أن عدنان من ذرية اسماعيل (ع) وعند التجاوز قالوا: (كذب النسابون) وفي الحقيقة لا يقوم دليل على عدّ الأنساب والمعرفة في هذا اجمالية، وهي المعوّل عليها...

ولا يهمنا إيراد ما قيل في آباء العدنانيين وسرد الاختلافات في انسابها. والتفصيل في كتاب الانباه على قبائل الرواه وغيره والأكثر ممن يرغب في الإيضاح يركن الى قصيدة أبي العباس عبدالله بن محمد الناشي في الكتاب المذكور.

والتساهل ظاهر في التسمية للقبائل المتفرعة، أو الناجمة من أصل اسماعيل (ع) من العدنانية، أو المعدية، أو النزارية، أو المضرية، وكلها تعني القبائل المستعربة أو الاسماعيلية.