انتشار العربان في الاطراف
ومن هذا يرى ان هذه القبائل كان بدء انتشارها
ومجيئها الى العراق أيام بختنصر وان أولاد اسماعيل (ع) كان أصلهم من العراق
أيضاً ثم عادوا بالاتفاق مع القحطانية وتملكوا قسماً منه... والتاريخ يبرهن
ان صلة العرب بالعراق غير مقطوعة من عهد ابعد مما ذكره مؤرخو العرب وان
الكلدان جاؤوا من جزيرة العرب، وهم في الحقيقة أول عرب قطنوا هذه الديار ثم
ملكوها... وعلى كل حال استمر اتصالهم ولم ينقطعوا بالرغم من تحكم ملوكه
واستبدادهم حتى جاء الاسلام فقضي على حكومة فارس في العراق وكوّن حكومة
عربية واسعة النطاق... ولا يزال تأثيرها باقياً، وأثرها ثابتاً الى
اليوم... فالعراق لم يقف عند سكانه الأصليين ولم يبق عليهم بل لم يقطع
الباحثون في أصل سكانه، والأطماع موجهة اليه من كل صوب، ومن شعر بقوة مال
اليه وحله أو ان من ضاقت به أرضه رمى بنفسه اليه... والصحيح لم يعرف
بالتحقيق عن أصل سكانه ممن سبق الكلدان والأثوريين ولا عرف بصورة واضحة عن
كيفية تكوّنهم ومجيئهم.. والمظنون ان العرب دفعوا سكانه السابقين لهم ممن
كانوا قد زاحموهم أو تغلبوا عليهم واقاموا فيه من أبعد عصوره فكوّنوا النبط
(الكلدان والاثوريين) وهذه أول هجرة للعرب علمها التاريخ من جزيرة العرب
فدوّنت اللغة وكان من هذا التدوين شكلها الأول... ثم دوّنت ثانية على يد
العبرانيين في توراتهم وهكذا ما سجلته الآثار الحجرية. وبعدها جاءت اللغة
الفصحى على يد العرب المسلمين... فثبتها القرآن الكريم اما ما قبل الكلدان
فليس بمعلوم... وان تيار هذه الهجرات مؤيد بالمشاهدات الحاضرة، وبالتاريخ
وبمقطوعية العنصر، والسحنات... واللغة..
هذا ما رأيناه من بين تلك الآراء الشائعة قديماً وحديثاً وهو الذي ايدته
اللغة أيضاً ولا يسع المحل التفصيل باكثر من هذا.