الجزء الأول - العرب وقبائلهم - ترتيب الانساب

ترتيب الانساب

مر بعض البيان عن تيار الهجرة واختلاط العرب. ونظراً لآراء علماء الأنساب وللتوراة وما تقصه عن ولد نوح (ع) وهم البقية الباقية من البشر ان العرب جدهم معروف أي انهم وصلوا قبائلهم بولد من اولاد نوح (ع) ومن ثم قالوا يتكوّن العرب الأولى وهي العاربة، ثم المتعربة، والعدنانية المستعربة على النحو الذي تقدم القول عنه. فالحقوا القبائل الكبرى من العدنانية باسماعيل، والقحطانية بيعرب أو أحد اخوته... ثم تدافعوا ولم يبق من اولئك سوى القحطانية والعدنانية وانقرض الآخرون، أو تشتتوا بين القبائل الموجودة واندغموا بها أو مالوا إليها وإندمجوا إليها...

ثم استمروا في ترتيب انسابهم فجعلوا القبائل التالية للقبائل الكبرى المذكورة انها في الأصل أبناء لأولئك... وهكذا سلسلوا الأنساب وأقوى سند يعوّلون عليه في هذه السلسلة الحافظة من جهة واشتقاق الأفخاذ الحاضرة من جهة أخرى... أما الحافظة فهذه ليس في طاقتها أن تبقى مستمرة في حفظها وسيرها حتى تصل الى اليوم.. أو الى أن شرع التاريخ بتدوين مشاهداته..

ولهذا السبب وقع الاختلاف بين نسابي القبائل في أصلها وفي سلسلة أجدادها، وفي الجد الذي تناسلوا منه وفي بيان عمود النسب.. ولكن من المقطوع به ان بعض القبائل عدنانية والأخرى قحطانية وكفى، وإيصال الأشخاص أو أسماء القبائل بالأشخاص التاريخية الأولى من ولد نوح (ع) مما لا يعوّل عليه... وان كان الانتساب الى القبيلة مقطوع به في اكثر الاحيان.

وهنا قبائل لا يعرف انتسابها الى احد هذين الشطرين يقال لها (القبائل المتحيرة) وسيأتي الكلام عليها.

ولما كانت الاقوام والقبائل اختلطت واشتبكت في وقائع كثيرة فاللغة وتخالف اللهجة عادا لا يصلحان تماماً وقطعاً وليس فيهما كفاية للتفريق، واما النسب، والنخوة: فهما مما يؤيد وجود القربى، او الاتصال... ولم يكن ذلك معوّلاً عليه في سنده من كل وجه. وما قاله صاحب اشتقاق الانساب من ان الحميرية لا تقف على اشتقاق لبعد العهد بمن كان يعرفها... دليل آخر على ان الانساب عادت لا تعرف ايضاً إلا اجمالا لعين السبب، ولم يصح اتصال الاشخاص وحفظ اسمائهم بالتوالي... إلا لمقدار معلوم ومعين.