الجزء الثاني - أصل الكرد - لواء السليمانية: قبائل الجاف، قبيلة الهماوند، الكلالية، قبيلة كشكي، قبائل هاورامان، قبائل ايل غواره، قبائل ييشدر

لواء السليمانية

قبائل الجاف

بصورة عامة

هذه القبيلة يبالغ في كثرتها، ولا يزال منها قسم على البداوة والتنقل، وقسم آخر أهل قرى يقطن في مكان واحد. وأول ما ورد ذكرها في معاهدة السلطان مراد الرابع المعقودة في 11 المحرم سنة 1049ه، ولم يعرف عنها قبل ذلك، وكل ما ذكر عن فروعها 4، ولعل هذه هي الفروع التي وقع عليها النزاع ولم نجد تدوينات تشير الى ما كانت عليه. والآن أكثرها في "لواء السليمانية"، وقسم لا يستهان به في ناحية شيروانة التابعة لقضاء كفري من لواء كركوك، وفريق ثالث كبير جداً في أنحاء إيران في "زهاب" والمواطن الأخرى حتى أردلان ونواحيها من إيران.

ولا نرى انتشاراً وكثرة في قبائل العراق الكردية مثل ما نراه في هذه القبيلة وفروعها إلا قليلا فقد زادت نفوسها، وتنقلت في مواطن عديدة بحيث صارت في كل موطن تعد بالألوف ولم يقع إحصاء يوثق به في بيان نفوسها أو يصح الاعتماد عليه لنرجع إليه. والنفوس متحولة في العشائر، غير مستقرة. وهذا لا يمنع أن تكون من العشائر ذات المكانة الكبيرة، والاهتمام الزائد من الحكومات المجاورة. لكثرتها وبداوتها وقوتها. ولوقوعها في الحدود، ولأنها تتردد بين إيران والعراق ففي رحلة الشتاء تميل الى السليمانية والأنحاء العراقية الأخرى وفي رحلة الصيف تذهب الى إيران. مما دعا أن يشار الى القبائل المنازع فيها في المعاهدة المذكورة.

وأكثر ما جاء عن هذه القبيلة من التدوينات نراه في تقرير "تحديد الحدود الإيرانية" المقدم من الفريق درويش باشا في سنة 1269ه والمطبوع سنة 1283ه وسنة 1321ه، وفي كتاب خورشيد باشا مكتوبي وزارة الخارجية المسمى "سياحتنامهء حدود" وكان قد رافق درويش باشا فكتب ما علمه بأمر من السلطان وإيعاز من وزير الخارجية بصورة خاصة وكذا جاء عن هذه القبيلة في دوحة الوزراء، وفي "عنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد" للسيد إبراهيم فصيح الحيدري، وراجعت أيضاً نفس القبيلة وتحققت منها أشياء كثيرة لها قيمتها سواء من رؤسائها أو من أمرائها.

لم نجد من تعرض لوجه تسمية هذه القبائل ب"الجاف" وقد سألنا الكثيرين منهم فلم نظفر ببغية. كانوا في جوانرود، فجاءوا العراق، ولا يزال قسم منهم في "جوانرود". ولعل "الجاف" منحوت من "جوانرود" نطق به العرب، فعم وشاع ولعل في القراء من يدري سبب التسمية وتاريخه لما قبل المعاهدة الإيرانية - التركية أيام السلطان مراد الرابع فيفيدنا.

والظاهر ان القبيلة لم يكن لها من الشأن ما يستدعي التدوين عنها، وإنما عظم شأنها أيام النزاع بين إيران والعراق. ومن ثم شعروا بوجودهم للعلاقات الحربية بين الدولتين الإيرانية والعثمانية، فكانوا كما يظهر أعانوا الدولة العثمانية، فأدرجوا في المعاهدة تأييداً لولائهم ولما قاموا به من خدمات، والفرق الأخرى جعلت لإيران من جراء عين السبب... أو لتوطنها إيران وبعدها عن العلاقات السياسية.

ولما كانت الحكومة في العراق عاجزة عن تعقب أثرهم في استحصال البيتية وتسمى "الكودة" "الرسوم المعلومة" فقد اتفقت مع أمرائهم على مقطوع يستوفى بقسطين يؤدى الى لواء السليمانية في الربيع وفي الخريف، وكانت الأقسام الأخرى من هذه القبيلة قبل نحو 30 أو 35 سنة تؤدي ضرائب للحكومة الإيرانية إلا أنها امتنعت من إعطائها خلال المدة المذكورة، كما أن العشائر الإيرانية من الجاف حينما كانت ترد الى أنحاء خانقين ومندلي "بندنيجين" تقوم ببعض الأوضاع غير اللائقة، تعتدي على بعض المواطن فلا تخلو من إثارة زعازع وهكذا أعمال هذه العشائر حينما تذهب الى أنحاء "سنة" من المملكة الإيرانية لا يراعون الحالة الاعتيادية، وإنما يقومون ببعض الأضرار وإثارة الأذى بالرعاية.

وكذلك الأمر في عشائر الجاف القاطنين في لواء السليمانية يمضون الى "صغوق بولاق" المعروفة ب"صاوجبلاق" أيضاً كانت تأتي الى أنحاء إيران المذكورة وتؤدي رسوم المراعي "شاة مرتع" إلا أنها منذ 35 سنة امتنعت عن التأدية، وأنها عدا ذلك لا تخلو من إيقاع اضطرابات، وإحداث غوائل بما يقومون به من حوادث. هذا. والملحوظ أن هؤلاء نظراً لمنازعات الحدود صارت الحكومتان تخطبان ودهم وتراعيان جانبهم، الأمر الذي أدى أن تغمض العين عن هؤلاء في أمر المطالبة بالتكاليف الأميرية. فتمكنوا أن يعيشوا بنجوة من الرسوم. أو قلة التدخلات بحيث صاروا لا يتفاهمون إلا مع أمرائهم رأساً.

أمراء الجاف

وهؤلاء إمارتهم عامة على كافة قبائل الجاف إلا أن الطوائف في إيران يحكمها أمراء آخرون من سلسلتهم وهم الآن منفصلون عنهم إلا أنهم يقطعون بالاشتقاق ويحفظون الصلة النسبية.

1- سلسلة نسبهم: وهؤلاء سادة عرفوا بهذا النسب أباً عن جد. ولا يزالون يقطعون في أنهم سادة.

راجعت شيوخهم، والعارفين منهم فتحصل لي أن سلسلتهم ترجع الى (بير خضر شاهو) وهو الجد الأعلى المحفوظ اسمه، و (شاهو) جبل في أنحاء إيران في جهات جوانرود ينتسب إليه جميع سادة الأكراد، ومنهم الجاف.

ومن هذا نعلم أن إمارتهم دينية في الأصل، تمسك بهم القوم لأنهم سادة ومن ثم قوى تسلطهم ونفوذهم على القبائل فانقلبت السيادة والمشيخة الدينية الى إمارة عشائرية، فاستقرت إدارتهم، ودامت أمداً طويلاً، والى اليوم، ولا يحكم عليهم أمير بعينه، وإنما نرى في كل ناحية أميراً من أمرائهم مطاعاً، يسلمون له بالإمارة. ويغلب على الأمراء اليوم أنهم ملاكون يتعيشون من أموالهم، ولم تكن لهم تلك السلطة المباشرة على القبائل كما كانت قديماً ونراهم في هدوء وطمأنينة، لا يبتغون الفتنة والشر. ولهم الإحسان والإنعام في إعالة قبائلهم بأملاكهم، والحب بينهم حقيقي ومتبادل، ولم يكن نتيجة خوف وقوة إلا أن الإمارة ليس لها ما كان معروفاً من جباية، وعائدات وما أشبه.. بل الطاعة حقيقية.

وهذه سلسلة أمرائهم: 1- ظاهر بك بن سيد احمد بن بير حمزة وظاهر ينطق به (زاير) جاء الى العراق وكان في جوانرود وهو أول من ورد العراق وكان مركز إمارتهم في إيران، ومن ظاهر هذا يمضي العمود الى بير خضر شاهو المذكور، ويقفون عند ذلك، ولا يستطيعون تعداد من بعده.

ومن هذا يجري التفرع كما يلي: زاير بك (ظاهر بك) قادر بك محمد بك، سليمان بك 2- إن قادر بك المذكور ترك ولداً اسمه محمد بك، وهذا أعقب ولداً اسمه (بهرام بك) وإن فرع البهرامية ينتسب الى بهرام بك بن محمد بك ابن قادر بك وتسمى بهرام بيكية. وسلسلتها كما يلي: بهر أم بيكية: محمد بك بن قادر بك بن سليمان بك المذكور بهرام بك، عزيز بك، قادر بك، أحمد بك عبد الله باشا رستم بك، قادر بك محمد صالح بك محمد بك مصطفى بك، محمد بك، علي بك أحمد بك،عزت بك أحمد أحمد حسن برويز كيخسرو حسين، محمد محمد رشيد جميل أمجد، ماجد، كمال محمد بك، توفيق بك، حسن بك امين بك، فتاح بك، أحمد محمد بك، كمال، صبري، يوسف مصطفى، أحمد محمد ميران بك قادر بك

الكيخسرو بيكية

رأس هذه الأسرة كيخسرو بك بن سليمان بن قادر بك بن ظاهر بك (زاير بك) المذكور سابقاً. وأولاده: قادر بك عبد الله بك وهؤلاء لم يعقبوا.

سليمان بك محمد باشا. وتفرعاته في المشجر رقم 1 عبد الرحمن بك. وتفرعاته في المشجر رقم 2 المشجر رقم 1: محمد باشا بن كيخسرو حسن فتاح عثمان باشا محمود باشا سليمان محمد علي حسين عبد القادر، محمد كريم، رضا عبد الرحمن، محمد، أحمد داود محمد محمد،عبد الرحمن،علي جميل أحمد، عزة، محمد سعيد، طاهر، مجيد أنور، جمال حامد كيخسرو، علي، حسين، أحمد عبد الله عثمان، محمود، عبد الله شوكة المشجر رقم 2: عبد الرحمن بن كيخسرو محمد صالح، عزيز، احمد، نامق مصطفى، عبد الله، فائق، كريم

فريق

والملحوظ أن هؤلاء كل منهم ملقب ب(بك) ويقصد به (الأمير). وهم بيت الإمارة، واللفظة تركية. وحباً بالاختصار ذكرنا الأسماء مجردة عن الصفة فاقتضى التنبيه الا أن يكون المرء ملقباً بلقب (باشا) فاننا ذكرناه كما في المشجر السابق. ولم نتعرض لذكر من انقرض ولم يعقب.

الولد بيكية في الجاف العراقية

ولد بيكي رستم، أحمد قادر محمد  حسن، كريم، محمد محمد سعيد، محمد عبد الرحمن احمد محمد علي، حسين الآن في حلبجه في سنة وهؤلاء الأمراء منهم في إيران ومنهم في العراق، ولا يتيسر الاطلاع على تفرعاتهم، وقد رأيت بعض رؤسائهم، وكتبت عن بعض ما يتعلق بقبائلهم، ولم يتيسر أن أعرف الباقين. والمعروف أن رئيس ولد بيكي اليوم في إيران هو يعقوب بك وأخوه صالح بك أولاد فتاح بك بن سعيد بك بن صوفي بك بن بهام بك بن سيد أحمد بك ابن ظاهر بك. كما علمت ذلك من رئيسهم صالح بك نفسه.

ومن هذه المشجرات نعلم أنهم يتفرعون الى: بهرام بيكية كيخسرو بيكية ولد بيكية ومن هؤلاء يشتق أمراؤهم الموجودون. وجاء في سياحتنامهء حدود سنة 1268ه وفي تقرير درويش باشا أيضاً أن الجاف قد توزع سلطتهم محمد بك كيخسرو بك "هو محمد باشا"، ومحمد بك بن قادر بك، ومحمد بك بن أحمد بك "من الولد بيكية"، وبين أن محمد بك كيخسرو سلطته أوسع من غيره، ومحمد بك قادر بك يتلوه قليلا، والثالث ليس له حكم إلا على القليل من الطوائف المبعثرة ولا يتصرف بأكثر من 150 بيتاً من الجاف الأصليين. وفي الحقيقة قد توزعت قبائل الجاف بين آل كيخسرو بك، وآل قادر بك. كما أن هذه العشائر كانت تؤدي للحكومة مقطوعاً يؤخذ من العشيرة على عدد بيوتها سوية يصيب كل بيت 87.5 قرشاً، فانهم يتقاضون عوائد هذه الرسوم من العشيرة سواء من جراء ما يحدث من جرائم، أو من غيرها لأسباب مختلفة.

فإذا عصت طائفة على أميرها استعان هذا الأمير بالقبائل الأخرى وتمكن منها، وحينئذ نهب أموالها، وفعل فيها ما شاء بلا سائل ولا معاتب.

وتظهر مكانة الإمارة عند وقوع النزاع بين "إيران والعراق"، أو بين الحكومة العثمانية، وبين إمارة بابان ولكن هذه العلاقات أدركتها الحكومة مؤخراً، أو أنها لم يكن في وسعها الالتفات اليها في أواسط القرن الثالث عشر الهجري أيام قضت على إمارة بابان.

وكل ما نقوله الآن أن الحكومة أدركت أمر الجاف مما دعا الى القضاء على إمارة بابان قبل تحديد الحدود، فتوضح لها عند تدقيق الحدود وأثناء الاتصال بهم أن البابان كانوا ناظم هذه القبائل، وكانت إمارة فوق تلك الإمارات، فاتصلت بالجاف، وتفاهمت مع الأمراء منهم، وأعطت محمد بك لقب (باشا)، ومن بعده منحت ابنه محمود بك لقب باشا وهكذا... فعلمت كيف تدبر الأمر...

أمراء الجاف

و الأوضاع السياسية بعد معاهدة السلطان مراد لم يعد للجاف ذكر في حوادث العراق إلا قليلاً. لأن أمراء "بابان" كانوا قد سيطروا بإمارة عامة على العشائر في لواء شهرزور ومن جملتهم الجاف وربما استعانوا بهم في القضاء على "إمارة بلباس"، وكانت لا تقل عن الجاف. فاستخدموها أثناء تنازع السلطة بينها وبين بلباس، كما أن البابانيين توسلوا بقوة الحكومة في أحيان عديدة لقهر بلباس بداعي أن هؤلاء البلباس مفسدون في الأرض بالنهب والسلب، وكذا كانوا يصاولونهم بالقبائل المجاورة، فمال البلباس الى إيران ولم يبق منهم في العراق إلا القليل بل تبعثر أمرهم، وتشتتوا.

أما الدولة فإنها في كل أحوالها تريد التدخل، وتحاول التسلط بوسائل مختلفة لتقف على الحالة وتنظر إلى ما وراء ذلك مما عزمت على إجرائه بأمل السيطرة على الامارتين معاً وهكذا يختلف الوضع بالنظر لآمال كل، ولكنها أضاعت الرشد في القضاء على البلباس فانفرد البابانيون في السلطة فكانوا في يقظة، فاستخدموا الجاف من جراء أن قسماً منهم في إيران والآخر في العراق للمحاربة بهم والتشويش على الدولتين ليكونوا بنجوة من تسلط إحداهما. فإذا تضايق البابانيون من العراق، وشعروا بقوة الحكومة مالوا الى إيران، وهكذا إذا شعروا بقوة إيران مالوا عنها. واستخدموا الجاف على البلباس وعلى غيرها. وهكذا استخدموا قبائل أخرى لعين الغرض ولم يقصروا في تدبير.

مضت إمارة بابان مدة على هذه الوتيرة حتى أخذت الحكومة وضعها قبل أيام درويش باشا الفريق بقليل واستولت على ما كان بيدها، وراقبت الحالة بنظرات صادقة، واطلعت على إمارة البابان وأنها لا قدرة لها إلا في النفوذ على أكبر القبائل في اللواء وهم الجاف ومن على شاكلتهم فاشتغلت لتقريبهم، ومنحتهم الألقاب الفخمة، وجلبتهم لجانبها..

 وهناك قد حصل التفاهم بين إيران وتركية على التعاون للقضاء على هذه الإمارة ليكونا بنجوة من الغوائل، فلم يستطع آل بابان أن يعودوا للتجربة السابقة بالميل إلى إيران إذ لم يجدوا مساعدة منها بل عزمت الدولتان على المناصرة في القضاء على الإمارة المذكورة، فكان ذلك قبل تحديد الحدود بمدة قليلة.

وإن الجاف لم يعودوا إلى الالتفات إلى أقوال أمراء البابان، وقد رأوا توجهاً من الدولة وحصلوا على مكانة مرضية.

شعر الجاف بقوة، ونظرت الدولة أمر إدارتهم بأنفسهم. فتفاهموا مع الدولة العثمانية، ولم يظهر منهم ما ينفر أو يدعو للقيام عليهم، فبقوا موالين للحكومة حتى أيامها الأخيرة.

ومن ثم قضت الحكومة على الأسرة البابانية، ونالت هذه مكانتها وزيادة. لأنها كانت في خشية من تلك، وأمن وطمأنينة من هذه، فقامت هذه في حراسة الحدود ومراعاة سياسة الحكومة. ولقبت الحكومة أميرها محمد بك كيخسرو بلقب "باشا" مما يعين هذا الاتصال بالدولة. على أن الدولة لم تأمن غوائل الحدود، ولزوم مراقبتها خشية إحداث أمثال ما وقع في بابان مما فصل "تاريخ العراق"، ولكن الحكومة أمينة منها أكثر، وهي "خير حارس للحدود".

كل هذه مما جعل الدولة تمشي بصورة معقولة. وتنهج سياسة قويمة، ومثلها إيران فإنها ملت الحروب، وصارت تودّ الطمأنينة بكل قواها، فلا إثارة فتن، ولا قيام زعازع أو حروب. والدولة العثمانية خاصة راعت العدل بين أمرائها ومجاوريهم، فلا تركن الى ما يشعرون بشدة وطأته، ولا الى ما يؤدي الى انتهاك الحرمات والحقوق لما هو مألوفهم ومعتادهم.

جروا على ذلك الى أواخر أيامهم، ومضوا على سياسة كأنها ملهمة، أو تابعة لطراز عملي، أو وجهة مبناها الاحتفاظ ب"تقرير ما كان على ما كان"، فلم يعهد لها الاحتفاظ بسياسة رشيدة أكبر من مراعاة هذه القبيلة، وملاحظة العنعنات القديمة بين رجالها.

وفي كل أحوالها كانت لها مخصصات التزام تأخذها منها مقررة لا تتجاوزها ولا تتدخل في أمرها، وإن الأمراء كان ربحهم في هذه المخصصات والاستفادة من عوائدها بصورة متعينة، فكانت العلاقة محدودة. الأمر الذي جعل قبائل الجاف تسرح وتمرح في هناء ونعيم، وبنجوة من الموظفين وتدخلاتهم بحيث صارت القبائل الأخرى من الجاف تتوارد بين حين وآخر لأدنى ما ترى من إيران من تضييق أو تشاهد من ضغط حتى تكون اليوم منها قبائل كثيرة مالت من هناك ولجأت الى العراق.

ومن جهة أخرى أن القبائل لا ترى من أمرائها ما هو مشهود في هذه فلا تجد الأمراء يأخذون "شاة مرتع"، أو تكاليف أخرى تزيد عن المقطوع، فالجاف كانت تؤدي المقطوع للحكومة، ولا تزيد الأمراء فيه مهما زادت قبائلها أو تكاثرت. فالأمر الذي جعل تلك القبائل في اتصال وثيق بالأمراء. يزرعون الأراضي العائدة لهم ويؤدون ما يؤديه سائر الزراع بكلفة أقل، ولا يرهقونهم أكثر مما يتحملون من العوائد. ولم يعرف في أمراء القبائل الأخرى أو رؤسائها ما كان مشهوداً منها من جراء الطمع، ومراعاة سلب القبيلة بقدر الامكان ولحد أقصى حتى لا يبقى مجال لما هو أكثر بقدر الطاقة. ولا حاكم في القبائل الأخرى سوى القوة بخلاف هؤلاء الأمراء فهم بمثابة رأس أسرة، وكبير عائلة يرأف ولا يقسر، ويقوي قبيلته ولا يضيق، وإذا أكل أكل بمعروف.

ذلك ما ولد التفادي، وهو قليل من كثير، وهو الذي قوى الألفة، وحافظ على المجموعة، فليس هناك آمر ومأمور، أو قاهر ومقهور، بل طاعة صادقة وخدمة حقيقية.

وكل ما أقوله أن القبيلة بسعادة وهناء من رؤسائها وفي وئام معهم في أغلب أحوالهم، ذلك ما دعا أن لا يردوا لهم قولاً، ولا يعدلوا عن أمر. ويعجبني أن رضا بك من أمراء الجاف قد أكد لي أن أكثر أوصاف العرب التي عرفها في التاريخ موجودة فيهم وهي تلك السجايا المرضية المرغوب فيها من كل قوم وأمة على وجه البسيطة، وتحلى بها العرب، وتحلت بها هذه القبيلة، بل قبائل أخرى أيضاً. وكل ما عرفناه من سجايا هذه القبيلة وخصالها الحميدة دعانا الى بيانه، وهكذا قل عن خصال الأمراء، وعلو أخلاقهم، وحسن سلوكهم.. فهم أهل لأن يكونوا أمراء هذه القبيلة، وهم أحق بها وأهلها. واللسان ليعجز من إيراد كل ما يستحقونه من الثناء عليهم في صفوتهم، وصفاء سريرتهم، وحسن عقيدتهم، وادائهم للفرائض الدينية مما لا نعهده في الأمراء الذين أفسدتهم بهارج المدنية..

ولا يستغرب المرء مما أقول، ويرى أن هؤلاء ملائكة، ولكنني أؤكد أنني لم أكتب إلا ما شاهدات أو رأيت، أو علمت، ولم أغال في مدح، وهم فوق ما وصفت، وإنما كتبت مما اقتضاه واجب الذمة، ورأيته لازم الصدق فدونت ما علمت.

وأني في هذه الحالة أعد نفسي قد تجاوزت الوصف، ولا ألبث أن أحاسب نفسي مرة أخرى، فلم أر ما يستحق أن يطوى، أو يجب أن يخفف منه، أو يحور وإنما أنا معتقد بصحة كل ما قلته، ولا يهمني من في قلبه زيغ، أو يتصور أن الأخلاق الفاضلة مفقودة، أو أن السلوك المرضي غير مشهود.. فيستاء من كل شيء، ولا يرضى عن أحد، بل أن الدين متأصل في أكثر الأكراد، راسخ فيهم، وطاعتهم للعلماء عظيمة.

وما ذكرت إلا ما اعتقدت، وليكتب من شاء ما شاء من ملاحظة عيوب، أو التوسل ببيان الصفحة التي قد يراها في فرد أو أفراد لا يمثلون المجموع فلا نرى قيمة لأمثال هذه التي وجدت من حين وجد البشر والناس لا يخلون من صالح وطالح، والجماعة تعرف بالصلاح إذا كان غالبها على ذلك، وتكون طالحة بدرجة تغلب أهل الشر.. والمجتمع الفاضل هو الذي يتغلب على أهل الشر بما ملك من سجايا قوية، وما نال من مكافحة لهذه الفئة. وقدرة على المجاهرة بحربها، ومحاولة القضاء عليها، وليعش المجتمع الفاضل بسلوكه وأخلاقه، وسجاياه النبيلة.

وكل ما تحتاجه القبيلة أن يكون بين ظهرانيها علماء لهم المكانة المقبولة والمنزلة المرضية في تعليم العقيدة الحقة دون أن تشوبها شائبة.

تفصيل قبائل الجاف

هؤلاء مجموعة كبيرة، والآن قد استقل جملة أمراء كل واحد في قسم من أقسامها سواء في إيران أو في العراق في لواء السليمانية، أو في ناحية شيروانة التابعة لقضاء كفري. ولا يفرق بين قبائل الجاف إلا أن الأوضاع السياسية دعت أن تعتبر هذه القبائل مجموعتين: جاف العراق، ويقال لهم "جاف مرادي".

جاف إيران، ويدعون "جاف جوانرودي".

وفي العراق جاء ذكر قبيلتين من الجاف في معاهدة السلطان مراد: ضياء الديني. وهذه تفرقت شذر مذر، ولا يعرف عنها اليوم شيء. وكانت قبيلة كبيرة لها شأنها.

وكان قد جاء في سياحتنامهء حدود، وفي تقرير درويش باشا أنهم لا يتجاوزن الخمسين أو الستين بيتاً.

هاروني. وهذه لا تزال معروفة ولها كيانها.

وفي إيران ورد ذكر قبيلتين من قبائل الجاف في المعاهدة المذكورة: بيره. وهذه لم يعرف لها ذكر. ولعل لفظها "ندره يى" فخفف الى نيره يى ودخله التصحيف. أو جاء محرفاً. فلم تعد تذكر. وقد حاولت أن أعرف قبيلة بهذا الاسم من نفس الجاف في إيران وفي العراق فلم أظفر بخبر.

زردويي. وكانت أيام تقرير الحدود الإيرانية من جانب السلطان مراد الرابع في إيران والآن موزعة في إيران والعراق. و "زردو" موقع عرفت به بين هاورامان و جوانرود، فصارت تسمى "زردويي" وهو من أنحاء جوانرود.

وللكلام على جاف إيران من جراء الصلة والقربى قد أفردنا بحثاً خاصاً في فروعها وأوضاعها حتى اليوم.
وهنا نقول أن القبائل المذكورة لا تدل على الحصر، وإنما هي القبائل التي وقع النزاع عليها بين إيران والعراق، وإلا فالجاف كثيرون، لا يحتمل أن يكونوا تفرعوا حديثاً، وإنما فروعهم تحتاج في تكونها الى زمن أكثر بكثير مما ورد في تاريخ المعاهدة "سنة 1049ه".

جاف العراق

أو جاف مرادي هؤلاء الجاف قديمو العهد في العراق. ويرجع تاريخهم الى ما قبل السلطان مراد، فإنه لا يدله في تكوينهم، وإنما كانوا موجودين، تدل على ذلك المعاهدة. أو الأصح أن نقول "جاف العراق" لا أن نقول "جاف مرادي" ونريد جاف السلطان مراد الرابع. وليس لدينا من الوثائق ما يعين تكون فروعهم أو قبائلهم بصورة منتظمة، والأحوال الشعبية عندنا لم نر المدونات فيها إلا قليلة جداً، وكفى أن ندون الحاضر، ونعين الفروع المعروفة اليوم، ونعلم حينئذ أنها نتيجة الماضي القريب والبعيد... فهم خلاصة العصور ونتاجه. أما ما كان قد علم تاريخه فقد دوناه، وأشرنا الى ما قيل فيه. إلا أننا نقول أن بعض القبائل منها قسم في إيران، وقسم في العراق كما أن أجزاءها في العراق متفرقة في مختلف المواطن، ففي شيروانة بعض الفرق وأجزاؤها الأخرى في السليمانية وفي مواطن أخرى. فالفخذ الواحد نرى أقسامه في أماكن عديدة...

وكذلك يهمنا أن نشير الى أن بعض الفروع أو الطوائف على ما يظهر خارجة عن القبيلة واختلطت بها بمرور وصارت تعد منها، ولا سبب لذلك إلا أنها جاءت مجموعة أو أفراداً تكاثروا وعرف أنهم ليسوا منهم مدة ثم تنوسي الحال...

وكل ما نريد أن نقوله في هذه القبيلة بل الإمارة أننا دونا ما رأيناه أو شاهدناه من أمرائهم وقبائلهم، أو علمناه منهم ومن غيرهم، وكذا ما قرأناه في مختلف الآثار وليس على المرء أكثر من أن يبذل قدرته. وقد جمعت -بقدر الإمكان- بين الأمرين المنقول والمشهود في الحال الحاضر. حذراً من الاشتباه في الأعلام سواء في الأشخاص أو في المواطن مما قد يعرض له التحريف والتصحيف...

ومهما توسعنا في تفصيل هذه القبيلة كان ذلك قليلاً، وهي إمارة قبائلية تتكون من فروع عديدة وطوائف كثيرة منها ما استقرت في ناحية، وكادت تستقل في فروعها عن غيرها، بل هي ماضية في هذا السبيل، وقد حلت محل الأصل ولا يدرك شأن هذه الفروع أو الطوائف إلا من عرفها وأدرك ما أصابها من التشتت او التوزع من جراء ضيق العطن. ومع كل هذا نراها وحدة عظيمة في اجزائها، ذات شأن مذكور في التاريخ. ويصح ان يقال ان اكبر عامل لانفراط العقد هدوء الحالة بين إيران والعراق، فليس هناك في العصر الأخير من الطوارئ ما يدعو للوحدة فتوزعت اذ لا يوجد ضرورة قاهرة، ولا حالات مجبرة. والحالة الاجتماعية تابعة لما تقتضيه أوضاعها وحاجاتها. او ما يهدد سلامتها، فكان لهذا الهدوء مكانته وأثره الكبير في خلود هذه القبائل إلى ما يخدم الحضارة، ويسهل اتصالاتها التجارية والاجتماعية...

ومكانة قبائل الجاف والقبائل الأخرى في الحدود مهمة جداً، وهي مكانة حراسة ومشارفة وقد أكدت العلاقات الجديدة بين إيران والعراق الهدوء اكثر بمراعاة حسن الجوار بين الطرفين، فكان له أثره في خلود العشائر للراحة والطمأنينة. خصوصاً نرى التعاون بين الدولتين بالغاً حده في التعاضد للقضاء على الغوائل الداخلية التي تثيرها قبائل الحدود. ومن أمثلة ذلك الفيلية، وكلهور وغيرهما مما حدث من قضاء على إماراتهم.

ولا يستغرب القارئ فالنصوص التاريخية في مختلف العصور والأيام تبرهن على ما يؤدي بنا حتماً إلى لزوم المعرفة الصحيحة، وإدراك نفسيات القبائل..وما يقع في الحدود اعتيادياً، وما هو نتيجة إثارة وحركة غير اعتيادية. ودرجة الاهتمام، ومن ثم نتيقن المكانة...

والملحوظ أن هذه القبائل يقطع أمراؤها، ورؤساؤها في أصلها وقد اجتمعت بالكثيرين منهم فقالوا متفقاً انهم من قبائل عنزة إلا ميكايلي فأنها أموية تمت بصلة الى عثمان بن عفان الخليفة "رض" وقد استثنى أيضاً كلالي وهؤلاء ليسوا منهم أو لبعد الاتصال عدت كذلك. وكذا الأمراء فإنهم سادة. ولكن هذا لا دليل يؤيده سوى المسموع. والظاهر أنه رياسة لا غير. والمنقول في أصل كل قبيلة منها سنتناوله بذكر ما جاء أو عرف، ولكن مما لاشك فيه أن القوم كرد، عاشوا كرداً، ويشعرون بما يشعر به هؤلاء من عوائد وأوصاف، وهم أقرب الى العرب في أوصافهم الفاضلة من إكرام ضيف وأخلاق مرضية.

وفي أيامنا كريم بك ابن فتاح بك أحد أمراء الجاف قد تكلم على قبائله خاصة في رسالة(1) تتضمن "تاريخ الجاف" وقد استفدنا منها كثيراً فهي من خير المراجع للمعرفة الحاضرة كما أن النصوص الأخرى تعين الماضي...

ولنمض الى تفصيل طوائفهم.

1- ميكايلي

هذه الطائفة من أكبر فروع الجاف، وتنتسب الى الأموية، الى عثمان ابن عفان رضي الله عنه. وميكائيل جدها الأعلى الذي تسمت به هو صاحب الأصابع الست المشهور بين الأكراد ب"شش انكشت" ويتصل من جهة الأم ب"بير خضر" الفاطمي. ومن هذه القبيلة الشيخ خالد النقشبندي.

وفروع هذه الطائفة:

1- رشوبوري. رئيسها حارث بن عزيز ومحمد خان بن سليمان وعدها معالي أمين زكي من أقسام الجاف رأساً مع أنها فرع من فروعه أعني ميكايلي.

2- شوانكاره. الظاهر أنها من شبانكارة القبيلة المعروفة في إيران أو متسماة باسمها. ورؤساؤها رمضان وسعيد بخشا.

3- آلي بكي "علي بكي". ومنهم الشيخ خالد النقشبندي المشهور ورؤساؤهم خورشيد ومحمد طالب أولاد الحاج شاهسوار.

ومنهم خاصة نبغ الشاعر الكردي المشهور ب"نالي".

4- ميره يى. وهذا فرع كبير.

5- حمه ألي ويس "محمد علي ويس". رئيسهم رستم بن حسن، وعلي الحاج قادر.

6- رزده يى. رئيسهم أحمد فتاح.

7- كاكلي "بتفخيم اللام".

8- آخه سوري.

9- صوفياني.

ومن هذه الأفخاذ يتكون عدد كبير، ومجموع عظيم. إلا أن ميره يى، ورزده يى، وكاكلي يعدون من آلي بيكي، والآن مستقلون كفرقة. أو مندمجون في الفروع الأخرى. ولا يزال قسم منهم رحلاً، والقسم الآخر سكن القرى وأقام بها. واشتهر بعض هؤلاء الفروع بالغنى مثل آلي بكي، وكان يبالغ في ثرائهم، واليوم لم يكونوا بتلك الدرجة.

2- كمال يى

وتلفظ بتفخيم اللام. وهي من الطوائف المعروفة بين الجاف. ويقيمون في كوبان التابع لناحية شيروانة في كفري. رئيسهم محمود بن أمين وهؤلاء يعرفون بالصلاح والتقوى، وإن تارك الصلاة عندهم مقبوح جداً. ينفرون منه نفرة لا مزيد عليها.

وفروعهم:

1- شرواني. رئيسهم محمود المذكور.

2- سُوْسِكى رئيسهم فتاح بن كريم.

3- كَجلي. رئيسهم حسين بن محمد عيسى.

4- محمود خاني. رئيسهم محمد بن حسن.

5- شاويسي. رئيسهم سمين.

ملحوظة

يعد منهم "دراجي"، وهم ليسو منهم، وإنما هم طائفة قائمة برأسها وعلى حدة.

وقبيلة كماله يى فيها رحل، ومتوطنون لا يفارقون أمكنتهم. مشهورة بالشجاعة فلا تلين لهم قناة. وهم بعيدون عن الحضارة، ولا يزالون في بداوتهم ولكنهم أكثر حرصاً على أداء الفرائض الدينية، وكذا الخرافات متأصلة فيهم، ومسيطرة عليهم.

ومن قراهم: كوبان.

كومه زرد كوبان دوميلان محمود حمه عيسى أحمد حسين

3- دراجي

وهذه طائفة صغيرة إلا أنها صارت تعد من كماله يى المذكورة. ورئيسها سمين بن شاويسي وهم اليوم في قلة.

4- روغزادي

وتلفظ روغزابي أيضاً. من قبائل الجاف الأصلية الكبرى ويصرحون كسائر الفرق الأخرى أنهم من عنزة. رئيسهم محمود بن رستم بن محمد بن محمود ابن رستم بن حمه جان بن علي بن روغزاد. وهم في مقاطعة سر قلعة، وسماق التابعة لناحية شيروانة.

وهذه فروعها: حمه جاني. رئيسهم محمود المذكور، وسليمان محمد جان، وأسعد ابن محمد محمود، ورستم حمه جان.

اسماعيلي. رئيسهم مدحت بن صالح، ورستم بن حمه فتاح، ومنهم من يقيم في ناحية قره طاغ، ومنهم في ناحية خورمال. وفيهم رحل يذهبون صيفاً الى إيران.

سرحد. رئيسهم خليفة بن يونس، قسم منهم في شيروانة وقسم في ناحية عرَبتْ من لواء السليمانية، وليس في هذه رحل.

شاويسي. رئيسهم شاهسوار بن عزيز في ناحية سنكاره التابعة للواء كركوك، وحسن كاكه أحمد.

نفس روغزاد. رئيسهم فتاح كامِرَن. وعثمان أمين. في شيروانة، وفي كُرده مير التابعة لشيروانة وفيهم رحل.
شيخ علي ويسي. رئيسهم محمد أمين قادر شيخ.

ومن هؤلاء "طرخاني"، وكانت منهم في الأصل، ثم تكاثرت طرخاني فاستقلت عنهم بتسميتها.

وفي قبيلة روغزادي رحل، وأهل قرى، وهؤلاء يقيمون في سر قلعة. وأما الرحل، فيذهبون إلى إيران صيفاً. هذا وأفراد هذه الطائفة لهم رغبة ملحة في الفلاحة والكسب من طريقه الشرعي.

ومن قراهم: سَرْكلْ "ثلاث قرى" زاله "ثلاث قرى" خلوْهَ كومَزَرْ كافحل بَلهْ وُشكْ تيه جرَمو واركه قوُلا كاكه برا سماق سه خِرّن كُلْه جو ناوَهْ يله وُش

5- طرخاني

وتلفظ "تُرخاني" أيضاً. ويراد بها المعفوة من التكاليف. كما هو المصطلح عند المغول. وهؤلاء من روغزادي لا تفرق عنها إلا أنها استقلت منها. وصارت فرعاً قائماً برأسه، وتعد طائفة من طوائف الجاف، وهي كبيرة. ويقيمون في ناحية شيروانة في أراضي سر قلعة وسماق وفروعها: اَلِكْ. رئيسهم محمد حسن "حمه حسن" ابن محمد بير ويسي، ومحمد شاهسوار "حمه ساهسوار".

باويسي. رئيسهم محمد بن حسن ميرويس.

فرقة حسن علي. رئيسهم محمد صالح بن رستم.

قرني الي جان. رئيسهم عبد القادر بن احمد الي جان.

هذا ومنهم في أنحاء قره داع، وجهات وارماوا. والرحل يذهبون الى أنحاء سَنكَاوْ، وسائر أنحاء إيران يتجولون في مراعيها الجبلية. ويقال في تسميتهم انهم خدموا محمد باشا أمير الجاف فأعفاهم من التكاليف، ومن ثم سموا "ترخاني" ولهم ثروة وغناء عظيم كما جاء في "تاريخ الجاف لكريم بك الجاف".

ومن قراهم: سيد جَزني. ومنهم دلوُ فتاح عمر زرد قاري محمود توران كوجك توران زرد محمد علي محمود زرد محمد محمود قوره جلاملا واركه بَرْزا تيمانه تيه سَوْز كاني ماران دوروزِنه "كبرى" دوروزِنه "صغرى" بيازه جار "البصل الجاث" قلاقوُ جالي زَرين منصور اَلكان

6- شاطرى

وتلفظ "شاتري" أيضاً. يقيمون في أراضي "زاله"، و "باوه نور" داخل ناحية شيروانة وهذه من القبائل الكبيرة بين قبائل الجاف. رئيسهم محمد ابن محمود، وقادر بن محمود بن محمد بن إبراهيم بن منصور ابن آخه. وهذا الأخير رأيته في موطنه في ناحية شيروانة، ومنهم في أنحاء حلبجه. رحل وأهل قرى والرحل يميلون صيفاً الى أنحاء إيران. ومنهم في قره تيه. وفروعها: إبراهيمي. رئيسهم محمد المذكور.

ميرويسي "آخه". رئيسهم أحمد بن محمد فرج آخه في كاني جقال.

وُرده شاطري في أراضي كاني جقل من ناحية شيروانة. وفروعهم: اَلكي. رئيسهم فرج بن محمد رسول.

شَمشيرْ كُلْ "بتفخيم اللام". رئيسهم محمد ابن أمين شاويسي.

علي ميره. رئيسهم حسين بن حاجي محمد.

شاطر.

- يوسف جاني. وهؤلاء من شاطري إلا أنهم اليوم يعدون فرقة مستقلة ويسكنون في قضاء حلبجه في أراضي سَراوْ سبحان اغا. ويتفرعون الى: خلكي. رئيسهم محمد علي بن محمود بيرويسي وهو رئيس الكل.

جَرْمَلُ. رئيسهم أحمد بن قادر.

يوسف جاني. رئيسهم محمد علي المذكور.

باوه جاني. رئيسهم أحمد بن قادر المذكور.

ويتبع قبيلة شاطري: "وهم في قلة" وَلي "بتفخيم اللام". رئيسهم ملا عارف.

كزوه يى. يقال أنهم الكروية، أو أن الكروية منهم وهذا مستبعد. رئيسهم محمد قادر.

نزويني.
هان.
ويقال في سبب تسمية "شاطري" بهذا الاسم ان الشاه عباس الصفوي كان قد استخدمهم قصاد بريد، وعندهم "شاطر" بمعنى قاصد البريد. ومنهم من يقول أن اللفظة مأخوذة من "شاهترين" ومعنى ذلك أنهم أكابر الفرق ويتفوقون عليهم.

ومن قراهم: يوقا.

كواجَرمُك.

فقيه مصطفى.

كرده يعني سيد خليل.

قاسم اغا.

بَرلود.

تازه دي.

حسن محه.

زاله صفر.

بسم الله.

خالد بك.

كيوزوك.

توُهَ قت.

سارامردك.

7- عيسايى

وهؤلاء مشهورون في ايقاع الشرور يقيمون في كاني جقال، وباوه نورمن ناحية شيروانة، ويعدون في عداد شاطري الا ان الاكثر يعتبرونهم فرعاً مستقلاً. وفي الحقيقة هم فرع قائم برأسه. ورؤساؤهم عزيز بن علي ميرخان، وأحمد بيرام، وفرج ابن علي ميرخان وقد اشتهروا قديماً بالسرقات، بل يهولون بهم في السابق، وقد تبعهم هذا النبز، ولا ادري ما إذا كان لها أثر اليوم أم لا؟ وفرقهم:

1- اميرخاني. الرؤساء.

2- مرادويسي. رئيسهم يارويسي بن مراد ويسي.

هذا. والرحل فيهم قليلون جداً.

8- هاروني

من قبائل الجاف. وهم نحو "500" بيت، رئيسهم علي بن محمد أمين، ومحمود حاجي قادر، يقيمون في كرميان في "بي باز" ناحية تابعة لكركوك. وفي شهرزور في قده قري، وتوُهَقت، وجرَدْا سِنهْ، وبي سَامينْ، وريشهَ نْ، وكان في بردينه، وقاَلبزهْ، وتيه ريَزينه، وقهرمَاني، وخلامي، وكلكْ "بتفخيم اللام" وتيه كلاوي. وكل هذه تابعة قضاء حلبجه. وهذه القبيلة من قبائل الجاف القديمة المذكورة في معاهدة السلطان مراد الرابع بل أنها ذكرت في الشرفنامة. وجاء عنها في سياحتنامهء حدود أنها كانت تقيم بين زهاب وسربل. والآن منها في سنة، وفي كرمنشاه، وفي شهرزور. قال وأغلبهم في كرند التابعة لكرمنشاه، وفي ما هي دشت غير مجموعين وإنما هم متفرقون بين قبائل السنجابية ومن فرقهم: نفس هاروني. رئيسهم محمود حاجي قادر.

سليمي. رئيسهم علي بن محمد أمين.

نِدْرِشهي. رئيسهم احمد بن حسين، وبير ويس حاجي علي.

قده فري "غضنفري". رئيسهم عبد الكريم باويَس.

قهرماني. رئيسهم احمد بن مصطفى خاله وتلفظ القرية "قاراماني".

خلامي. رئيسهم محمود ابن أحمد.

زاله يى. رئيسهم محمد بن قادر علي مجموعهم 1200 بيت ويزيدون.

كاكه يى. رئيسهم حاجي رستم من بهرام وهم "بهرام بَيزَنْ" ويقال لها كاكه يى، وهي من سليمي.

وهذه قبل مائة سنة كانت متفرقة، واليوم مجموعة، ولها مكانتها. جاء ذكرها في المعاهدة أيام السلطان مراد، وأيام درويش باشا الفريق، وذكرت هناك كما انها ورد ذكرها في سياحتنامهء حدود. والآن سائرة في طريقها الى التوطن والإقامة في محل واحد، والرحل في قلة.

وكان العداء بينهم وبين المريوانيين كبيراً جداً، والحزازات متأصلة مما دعا أن يقتل من الطرفين مقدار كبير، ولا يزال العداء قائماً. 

9- صراني

أصلهم من "سهان" موقع قرب جوانرود ويقال لهم "صياني" أيضاً وكذا "سداني" كما في تقرير الحدود وكما يلفظونه أنفسهم. والآن أكثرهم في العراق يقيمون في ناحية قوره تو، والباقون في ناحية شيروانة في باوه نور، وقسم في قضاء حلبجه في ناحية خورمال، وعمومهم 1200 بيت.

فرقهم: نفس صداني. رئيسهم عبد الله رستم.

سيد مرادي. رئيسهم خسرو مصطفى "خسرومجه" ناوْدَيري. رئيسهم عبد الله بن محمد جان، ومحمد علي بن فرج رستم وكان سابقاً والده فرج بن حسن شيخ آلي.

والرحل من هؤلاء قليلون جداً. وكانوا كثيرين إلا أن رحلاتهم فقدت العدد الكبير منهم لميلهم للقرى وتوطنها منفرداً.
وقراهم: جقلاوه.

كلكني. وعدت فرقة مستقلة.

كيله ك.

شيره مَرْ.

شيخ موسيْ.

آمورُه.

ولك سَينانْ.

وهذا داخل ناحية خورمال قضاء حلبجه.

قره جم.

علي بَكان.

خُرخُر.

بانه بُور.

معروف خزان.

وهذه في ناحية قوره تو.

10- بداخى

قسم منهم في قوره تو، وفي باوه نور من ناحية شيروانة، وقسم في حلبجه في خورمال وعمومهم نحو 300 بيت.

فرقهم: بداخي. رئيسهم محمد علي مرادخان.

اِيرنَكَه يي. رئيسهم محمد علي مرادخان.

وهم رحل، وأهل قرى. وجاؤا بلفظ "باداغي(1" كما في خلاصة تاريخ الكرد.

ومن قراهم: مستكان. في خورمال في مقاطعة قره تيه "عليا وسفلى" دولاش. في خورمال.

قاجره. في خورمال.

حاجي عبد الله. في خورمال.

باوه نور. داخل ناحية شيروانة.

محمد علي مرادخان. داخل ناحية شيروانة.

11- صوفى ون

في شيروانه في مقاطعة كاني جقال وفي أراضي هردَي سيداره(1) نحو 200 بيت. رئيسهم توفيق بن مصطفى قادر ومنهم قسم في أنحاء السليمانية في قرية "هوانه"، وقسم في البجه في قرية "مالى جو" وهؤلاء أصلهم من الهماوند الذين ذهبوا الى جمجمال وبقوا مع الجاف. والهماوند من الجاف كما قطع بذلك الأمير كريم الجاف. وذكرهم في تقرير الحدود بلفظ صوفيوند.

ومن قراهم: "داخل ناحية شيروانة" تال كَاوي.

زابت.

كوُسين.

زَندَكا.

وفي السليمانية.

هوُآنهْ.

قالي جوُ.

12- تيدكو

ئيسهم محمد أمين بك بن أحمد بك بن محمد بك بن بكر بك تيله كو. وهم في أراضي سر قلعة وسماق من ناحية شيروانه، وجاء ذكر هؤلاء في تقرير الحدود للفريق درويش باشا ومثله في سياحتنامهء حدود. ومنهم من عدهم من قبائل بلباس. إن معالي الأستاذ أمين زكي ذكرهم بين عشائر اردلان كقبيلة من قبائل تلك المواطن، ولكن كريم بك الجاف، وتقرير درويش باشا، وصاحب سياحتنامهء حدود عدوهم من الجاف.

وفرقهم: البكزاده. رئيسهم محمد أمين بك المذكور.

حمه ويسي. ويقيمون في بوه بياو. رئيسهم صالح بن خسرو، وحاجي سمين بن حاجي علي.

ومن قراهم: ولي حيدر.

نا صالح.

تيله كو "ثلاث قرى".

13- يزدان بخشى

يقيمون في شميران التابعة لحلبجه نحو 1000 بيت وعدهم في سياحتنامهء حدود وفي تقرير الحدود من قبائل الجاف في العراق وفروعهم: نفس يزدان بخسي. رئيسهم محمد سلطان أحمد.

بكزاده نحو "200 بيت". رئيسهم محمود بك ابن عبد الرحمن بك، وتوفيق فرج.

سلطان أحمد "سان أحمد". رئيسهم محمد بن سان أحمد نحو 350 بيتاً.

مامه شه يى. رئيسهم عبد الكريم محمد ياوبس. نحو 600 بيت.

وقراهم: "في قضاء حلبجه" كاني كوَهْ.

شميران.

توُلهَ ويْان.

دِلِفْ.

حَمه رش.

وُل وَر.

وُزمان.

زِمنا كوْ.

شَك ميدان.

كِوي كِنم.

بِشي بيرك.

14- كوكوبى

رئيسهم أحمد بن حسين في حلبجه في الجبل هناك، وكثير منهم في جوانرود في إيران، وعددهم كبير في أنحاء هاورمان...

ومن قراهم: نفس كوكويى. في حلبجه.

أحمد حسين. في حلبجه.

ولهم قرى كثيرة في إيران.

15- زردويى

وهؤلاء في قلة وأكثرهم في إيران. رئيسهم في العراق أمين محمد في حلبجه، أصلهم في جوانرود ورئيسهم هناك عبد الرحمن بك في هاورمان وعدهم في تقرير الحدود من قبائل العراق وإيران.

ومن قراهم: باُموك.

دَلهَ مرك.

شِندِرْ وَه.

سازان.

وفي إيران قراهم كثيرة.

16- تاو كوزى

وهؤلاء في إيران ومنهم قسم في العراق وهم قرب قلعة شميران. والشاعر "مولوي" منهم وهو عبد الرحيم وله شعر في اللغات التركية والعربية والفارسية وله كتاب في العقائد بالكردية والفارسية... و "مولوي" الشاعر مريد الشيخ عثمان طويلة خليفة الشيخ خالد النقشبندي. وله منزلة في الشعر الكردي، ومثله نالي الشاعر المعروف خصوصاً في أنحاء السليمانية...

ورئيسهم في إيران أحمد بن كل محمد، ويقيمون صيفاً في زمكان و ماكوان وفي الشتاء يقطنون "دوآوان ليله" ويراد بها ليله كدر، و "شيخَ سيلهَ" و "تاريكه". وفي سياحتنامهء حدود، وفي تقرير الحدود جاء ذكرهم بين عشائر الجاف في إيران واليوم في الموطنين، وفي العراق قرب قلعة شميران... ومنهم من يقول "طاووق كوزي".
ومن قراهم: "قرى تاوكوزي" سيد كاكه أحمد.

سيد محمود.

سيد محمد.

سيد عبد الله.

وقرى أخرى تبلغ 12 قرية.

17- ميراولى

رئيسهم فتاح بيرام. في حلبجه، وهم من فروع الجاف...

وقراهم: ميراولي.

بَيله نكه.

18- نجم الدينى

ذكرهم في تقرير الحدود وتلفظ "نَزويني"، وهم فرقة تابعة الى "شاطري".

من قراهم: 1- رند علي خان. في شيروانة.

19- براز

وهؤلاء وردوا بلفظ "برار" كما في تقرير درويش باشا، وفي سياحتنامهء حدود جاءت بلفظ "براز" وهو الصواب، وهي معروفة اليوم بهذا الاسم فالتصحيف ظاهر. وهي في ناحية خورمال، وقراها: قلخورد.

براز.

ومنهم في ماهي دشت ورئيسهم عزيز خان بن حيدر خان...

20- كلكني

وهذه أيضاً جاء ذكرها في تقرير الحدود. تابعة سداني. في خورمال من قضاء حلبجه.
1- كلكني راجع سداني مذكورة فيها.

21- مريد ناصرى

هذه جاء ذكرها في تقرير الحدود أيضاً. والآن أهلها جبارية، سادة ولا يعدون من الجاف بل ليسوا من الجاف. في ناحية قلخانو التابعة لقضاء ليلان من لواء كركوك.

22- شيخ اسماعيلى

هذه مذكورة في تحديد الحدود. ومنهم من يعدها من طوائف "ايل غواره" وهذا لا يمنع أن يكونوا من الجاف. رئيسهم في إيران أمين خان ابن مراد خان بن شامراد خان يقيمون صيفاً في "ميهم" و "يهج"، وفي الشتاء كيلان. وهم في إيران والعراق.

وفرقهم: بِنهَ جود. رئيسهم أحمد بن حسن.

شاندري. رئيسهم طالب بن صالح.

وقراهم: شاندري.

كجلي.

ماو.

قره يتاغ.

توت آغاج.

اوج قبه.

نادر بيجه.

تيله كوُوَه.

كِرَه زَه.

بنه جود.

موان.

23- جنكنى

مذكورة في سياحتنامهء حدود وفي تقرير تحديد الحدود أيضاً. جاف داخل روغزادي. وميكايلي، وشاطري متفرقون ليس لهم مجموعة. والقسم الأعظم داخل سوران.

24- قدافري

أصلها غضنفري. وهي معروفة اليوم ومذكورة في سياحتنامهء حدود وتقرير الفريق. وهؤلاء من هاروني. ولهم قرية "قدافري" في خورمال.

25- قبائل أخرى

وهناك قبائل عدها صاحب سياحتنامهء حدود من قبائل الجاف: كلور "كلهر". وفي الجاف متفرقون ومن قراهم: كوَجِك تاش.

بلباس. رئيسهم محمد اغا ابن احمد اغا.

ومن قرى بلباس: قاي ينجه.

كاني بانكه.

لك. رئيسهم فرج كرم الله.

وقراهم: كلال كوَه.

شيخ طوبل.

سيد محمود.

في حين أن هذه القبائل مستقلة، وعلى كل حال هذه أشهر قبائل الجاف المعروفة في العراق، ولا ينكر أنها دخلتها عناصر أخرى عاشت معها، وامتزجت بها بحيث لا تعرف لها قبيلة غير الجاف، وذلك مثل شبانكاره، وكلالي...

وعن قبيلة الجاف في العراق جاء في عنوان المجد للحيدري بما نصه: "الجاف في غاية الكثرة والشجاعة والاقدام، ونشأ منهم شيخنا حضرة مولانا ضياء الدين خالد العثماني النقشبندي... ويكفيهم فخراً نشوء هذا الإمام منهم."اه.

كل هذا مما يبين مكانة هذه القبيلة، وهي مشهودة عياناً لا يخفى مقامها بين القبائل المجاورة سواء في السليمانية، أو كفرى وقزلرباط "لسعدية".

وجاء في سالنامة الموصل: "إن عشائر الجاف متفرقون، ومن فرقهم ميره يى وطرخاني وغيرهما... ولكل طائفة رئيس، وإن رئيسهم العام عثمان باشا ابن محمد باشا وأخواه سليمان بك ومحمد علي بك... وكلهم إسلام، شافعية، ولكنهم بدو أهل خشونة، وشجعان... وأن أشجع هؤلاء روغزادي، ولغة الكل كردية، وفي 1-150 يقرأ ويكتب، وغالب ما يكتبون الفارسية..." انتهى باختصار وقد عددت بيوتهم، فأبلغتهم 685 بيتاً ولا نعتقد صحة في هذا الإحصاء ولا في غيره من جراء أنه لم يقطع به، ولم يستند الى أصل.

ويجاور الجاف في حلهم وترحالهم: داوده.

طالباني.

جباري.

زند. رئيسهم غني.

بالاني.

زنكنه. رئيسهم خسرو بك.

دلوه.

شوان.

هماوند.

مَريون.

هاورمان.

سادات برزنجه. وهؤلاء سادة وقراهم كثيرة.

باجلان.

قلعه كاهي. سادة نعيم قليلون في كفري جمور.

تنبيه واعتذار

فاتنا سهواً أن نذكر في المشجر الأول من صفحة :

1- الحاج إبراهيم بك، وحسن بك، ومحمد رشيد بك أولاد سليمان بك ابن محمد باشا فمن هؤلاء الحاج إبراهيم بك وله من الأولاد محمد رشيد بك وعبد القادر بك وأعقب هذا محمد بك ومنهم "حسن بك" وله من الأولاد بهجت بك، وكريم بك، ومحمد رشيد بك ومحمد بك وأعقب محمد بك هذا محمود بك وأحمد بك. ومنهم محمود رشيد بك ابن سليمان بك أعقب علي بك.

2- حسن بك ابن علي بك ابن محمود باشا.

هذا ما يرجى إلحاقه بالمشجر وأما الأولاد المذكورون في المشجر فيطول تعدادهم.

جاف زهاب

أو جاف جوانرودي يقيم هؤلاء بين زهاب والسليمانية والأطراف المجاورة بصورة ممتدة، ويعدون من العشائر الإيرانية. ومواطنهم على امتداد يبلغ مسافة سبع ساعات في أنحاء زهاب من قرية سرزل التابعة لناحية "بُشت تنك" من الدربند هناك حتى "قلعة زنجير" التي كانت تذكر في المعاهدات القديمة حداً فاصلاً بين إيران والعراق، وهؤلاء يقال لهم "جاف زهاب" أو "جاف جوانرودي" للتفريق بينهم وبين أقسامهم الأخرى في العراق.

هذه القبائل تتعاطى الزراعة والفلاحة وتربية المواشي، وفي موسم الشتاء تتجول بين خانقين وزهاب في الأراضي الجبلية المسماة "آق طاغ" إلا أنها لم تكن شاهقة وإنما هي تلول صغيرة يتنقلون بينها، وأما في الصيف فإن بعضهم يمضي الى بان دالهو أو الجبل المسمى دالهو في المراعي هناك.

ونفوس هذه القبيلة غير مقطوع بها، ويبالغ فيها. وكان يخمن قبل مائة سنة تقريباً ب"ألف بيت" ولكنه يعد الآن أضعاف مضاعفة لهذا المقدار وهم أغنى القبائل، وأكثرها ثروة في تلك الأنحاء. وقد مر ذكر قبائلها القديمة وهي تابعة لإيران ولا تزال على مذهب أهل السنة وكلها شافعية.

والقبائل التي ترد لواء زهاب شتاء: جاف جوانرود.

طائفة ندَري.

طائفة زردويى.

باوه جاني "بابا جاني".

تاو كوزي. وهذه الفرق كانت تسكن قديماً "قلاي آلاني" ويسمى اليوم "جوانرود"وكلها يقال لها "جاف جوانرود". والآن منها بعض الأجزاء في إيران، والأخرى منها في العراق... والتي في إيران تقيم في جوانرود صيفاً، وفي الشتاء تميل الى زهاب في الجانب الغربي والشرقي من جبل "بَموْ"، وطائفة ندري تقيم صيفاً في الجانب الشرقي من جبل ساراونَد، وشتاء في زهاب بناحية خانه شور. وزردويى تقيم في الصيف بأنحاء "جوانرود" وفي الشتاء في خانه شور أيضاً. وطائفة "باوه جاني" تقيم صيفاً في جبل ساراوند في الجانب الشرقي منه، وشتاء في خانه شور المذكور. وأما (طائفة تاوْ كوزي) فإنها صيفاً تقيم في جبل ساراوند، وفي الشتاء في جبل (بمو) في الجانب الشرقي منه في المحل المعروف ب "بشتكيف".

وقد عد صاحب سياحتنامهء حدود القبائل التي ترد شتاء الى زهاب(2): كشكي. وهؤلاء من قبيلة الكلالية.

سورسوري. في إيران. رئيسهم رستم خان ابن عزيز سلطان في ترازوله وخامسان، وبير مغار وبين هذه ما يعد اليوم من قبائل الجاف ويعتبر منهم ولعل المؤلف لم يراع أصول هذه القبائل.

كوُركه يى. في إيران.

بربيشه.
منمى.
شيخ اسماعيلي.

آخه سوري "لا توجد الآن في إيران بل في العراق".

براز مر ذكرها.

وجاف جوانرود، أو جاف زهاو كثيرون اليوم، يقدرون ب(5000) بيت يسكنون إيران والعراق، في الشتاء يميلون الى جهة خانقين، وأكثر أموالهم في زهاو المعروفة بزهاب أيضاً ومن فرقهم: بابا جاني رئيسهم محمد بك بن حبيب الله بك.

قبادي يناخي. أو ايناخي تحت استيلاء جعفر سلطان. ومنهم في لواء السليمانية.

ولد بيكي. رئيسهم بهرام بك ابن فتاح بك.

وربما يبالغ في عدد هؤلاء، والفرق المذكورة أعلاه تمثل فرق الأمراء دون الاتباع من الجاف..

رأيت منهم داراخان رئيس كشكي، وصالح بك رئيس ولد بكي، ومنهم أخذت المعلومات الوافية عن قبائلهم وفروعهم.. وليس لهم رئيس عمومي، وكل فرقة لها رئيس خاص، ومواطنها خاصة بها..

1- ولد بيكي

رئيسهم محمد صالح بك، ويعقوب بك أولاد فتاح بك بن سعيد بك ابن صوفي بك بن بهرام بك بن احمد بن ولدبك ابن ظاهر بك (زاير بك)، ويقيمون في الشتاء في سر قلعة وجا كيران، وفي كره ودولت آباد، وسراويان، ومامنه وهؤلاء من الأمراء. وفي العراق رئيسهم علي بك بن احمد بك بن محمد بك من آل ولدبك.

وفرقهم: -دَرْوَيشي. رئيسهم كتخدا محمد بن شامراد.

-دَله هْ زه رِي. رئيسهم كاكه بن مير احمد.

-بكزادَه. وهم الرؤساء.

-كرك كش. في إيران.

ويتبعها: علي آخه يى. رئيسهم كتخدا كاكه بن حسين تسكن مع ولدبكي وتعدّ منها، وهم من الجاف. والظاهر ان هؤلاء عاشوا معهم في وقت متأخر.


دِرّوُيى. وهؤلاء أيضاً من الجاف فرقة مستقلة الاّ أنهم عاشوا معهم، وصاروا يعدون منهم. رئيسهم فرج الله بك بن خسرو بك يقيمون صيفاً في (شاهو)، وشتاء في (دربند هول).


ولد بيكي في إيران سعيد بك فتاح بك، سعيد بك، محمد بك، سليم بك، محمود بك، علي بك جهان بخش كيخسرو، محمد أمين يعقوب، محمد صالح هذا. وليعقوب بك وصالح بك أخوة كثيرون لم نر مجالاً لذكر أسمائهم جميعاً.

2- كشكى

يأتي الكلام عليها.

3- باوه جانى

رئيسهم محمد بك ابن حبيب الله خان ابن محمد خان باشا ابن ظاهر بك، يقيمون صيفاً في جوانرود في نهراب، وميراباد، ولوشه، وزَلال، وبازان، بيله تاَوْ وفي الشتاء في هوله، وخانه شور، ودشت خرْ، وازكله وقيتول، وبانه دار، دارزنكه.

ورؤساؤهم من الأمراء. وباوه جان أراض معروفة ينتسبون إليها..

وفرقهم: بكزادة. محمد بك المذكور.

تاوكوزي. كتخدا يوسف.

محمه يى. رئيسهم محمود بن محمد.

مله لوكه يى. رئيسهم عبد القادر بن عزيز.

امامي. رئيسهم محمد طاهر بن علي، وعثمان بك ابن محمد بك وفي هاورمان وقد مرّ النقل عنها من سياحتنامهء حدود.

ايناخي. رئيسهم اغا بن احمد وحمه خان بك بن سليم بك. في هاورامان.

ميركي. رئيسهم مصطفى بن فرج.

قلاني. رئيسهم احمد بن مصطفى.

كوزه يي. كتخدا حسين علي بن حسن.

بازاني. رئيسهم عزيز فتاح. وهؤلاء في الحقيقة ما عدا الأمراء (بكزاده) طوائف تابعة لهم.. ولم تكن من فروعهم.. الاّ أنهم جاف قطعاً، وقد حلوا أماكن تسموا بها أو بأشهر وصف لهم..

4- جوانرودي

رئيسهم عبد الرحمن بك ابن محمد بك ابن عبد الكريم بن أمير بك ابن رستم بك ابن زاير بك (ظاهر بك) ويقيمون في الصيف في قلعة جوانرود وليس فيهم سيار. وهذه إقامتها في جوانرود فاحتفظت بهذا الاسم.

5- تاييشه لي

رئيسهم علي سلطان بن معروف سلطان بن نظر سلطان، بن فقي مصطفى، وهؤلاء يقيمون صيفاً في داله هو، وفي الشتاء في زهاب وجه كيران.

6- قادر ميرويسي

رئيسهم كتخدا علي ابن كتخدا حسن ابن كتخدا علي ويقيمون في الصيف في داله هو، وفي الشتاء بسرقلعة وفي إيران في حدود العراق.

7- يوسف يار احمدى

رئيسهم كتخدا محمود ابن كتخدا علي محمد ابن كتخدا يوسف، ويقيمون في الصيف في داله هو، وفي الشتاء ب(دربندزرد).

8- نيرزى

وهؤلاء قسم كبير من هاروني يقيمون في إيران في الصيف في داله هو، وسيهانه، وفي الشتاء في دسك وزهاب. وهم هارونية إيران. ورئيسهم رضا خان ابن يارويسي خان ابن صفر.

9- كويك

رئيسهم كتخدا أحمد ابن كتخدا محمد، ومواطنهم صيفاً داله هو، وفي الشتاء زهاب.

10- بى ويانى

رئيسهم فيض الله خان ابن حميد خان، يقيمون صيفاً في داله هو، وفي الشتاء في زهاو. ويقال لهم (بيبياني) أيضاً. وفي أنحاء كركوك لهم جملة قرى.

11- كووكرى

وكو تعني الإذن يقيمون في إيران خاصة. ورئيسهم كتخدا حاجي مراد ابن ويسي مراد. ومواطنهم صيفاً في داله هو، وفي الشتاء في زهاب.

12- قبادى

ورئيسهم ورئيس باوه جاني واحد، وهو أحمد بك ابن مصطفى بن حبيب الله خان ابن محمد خان ابن قادر وإن مصطفى المذكور له أخ اسمه محمد بك. وهؤلاء يقيمون صيفاً في بازار، وزلان وسراب بندزنجي (وسراب يراد به العين)، وسراب روه، وسراب شيان.

وهم من الأمراء في إيران. ورياستهم على هؤلاء وعلى باوه جاني.

ومنهم الشاعر خانا قبادي، وله ديوان باللغة الكردية، وشعر فارسي، وبلاغته معروفة عندهم..

13- شيخ سرخاوى

رئيسهم كتخدا أحمد ابن كتخدا محمد ابن كتخدا شيخ مراد، ويقيمون صيفاً في داله هو، وفي الشتاء في سر قلعة.

14- ندرى

رئيسهم كتخدا عزيز بن سليمان، يقيمون في الصيف في (شاهو)، وفي الشتاء في (كوزه روت)، و (دريليه).

15- ترره يى

رئيسهم كتخدا سليمان بن عزيز. يقيمون صيفاً في جوانرود. وفي الشتاء في دربند ده هول. والظاهر ان هذه والتي قبلها قبيلة واحدة.

رستم بكى

رئيسهم فتح الله بك ابن رستم بك، ويقيمون صيفاً في جوانرود في زرنه وفي الشتاء في سر قلعة.
وهم من الأمراء.

17- منوجرى

رئيسهم اغا بك. في هاورامان.

1- ملحوظة

وهذه القبائل في الغالب لها فروع في العراق وفي إيران، وبعضها ليس له فروع في العراق كما أن العراق يحوي قبائل ليس لها تفرعات في إيران.

2- ملحوظة

ويواطن الجاف في إيران: قبائل السنجاوية "سنجابية".

قبائل الكورانيين وفروعهم: تفنكجي.

قلخاني.
ويجاورهم: كلهر.

كلواخي.
مَنمي.
هاورامان.
بلباس.
لك.
لرُ.
وغيرها...
ومن هذه قبائل عاشت معهم، وصارت تعد منهم...

2

قبيلة الهماوند

من القبائل التي أحدثت ضجة في لواء السليمانية مدة.. وهؤلاء يعدون في الأصل من الجاف على ما ذكر لي كريم بك الجاف، إلا أنهم يعدون اليوم قبيلة قائمة بنفسها ومنهم فرقة صوفيوند لا تزال مع الجاف. واضطربت آراء الباحثين في أصلهم، فلا ينبغي أن يتخذ القول بأنهم من الجاف قطعياً، وقال آخرون أنهم جاؤوا من إيران حوالي سنة 1180ه أو سنة 1190 فسكنوا قضاء بازيان. قال ذلك صاحب سياحتنامهء حدود، وسماهم (أحمد وند)، فبين أنهم كانوا نحو سنة 1210ه أو ما قارب ذلك يؤدون الضرائب إلا أنهم امتنعوا بعد ذلك، وصاروا يتخذون النهب والسلب والضرر بالمارة ديدناً، فملأوا تلك الأنحاء بمظالمهم وتعدياتهم. قال وإن هذه الطائفة يقال لها (هماوند) أيضاً مما يدل على أن أصلها أحمد وند فتصرفوا باللفظ. وباقي ما ينسب لهم من وجوه في التسمية وأصلها لم نجد له ذكراً في كتب التاريخ ولا يعول عليه بوجه.

كانت عاداتهم السلب والنهب. ومع هذا يزاولون تأدية الفرائض من صلوة، وصيام، ومما يحكى عنهم أنهم يقتلون المرء، وينهبون القوافل، وإذا حان وقت الصلوة قاموا لأدائها ولا يتركونها حتى ولو كانت القتلى قد طرحت أشلاؤها أمام أعينهم، أو أن الجرحى يئنون من جراء المصاب. وموطنهم حوالي جمجمال وبازيان...

اشتهروا بالشجاعة والبسالة، ولم تؤثر قلتهم على التخفيف من وطأة الشجاعة، ونرى الأطراف تخافهم، وتخشى بطشهم، فإذا بطشوا بطشوا جبارين ولغتهم لا تختلف عن لغة الجاف، وتختلف عن لغة أهل السليمانية وأطرافها المعروفة بلغة "كرمانج"...

وفرقهم: رشه وَن. رئيسهم كاك عبد الله أفندي "كاكا ولاي افندي"، وفقي محمد.

رمه وَن. رئيسهم أمين رشيد اغا. واصل جدهم رمه أي رمضان.

سيته بسر. ويتفرعون الى: كاوَيس.

صالح ريحان.

4- بكزاده. رئيسهم محمد أمين فقي خالد، وأصلهم من جلبي وهو الأخ الرابع.

5- خورده هماوند أو ورده هماوند.

ويقال لهم هموند، وهماوند جلبي. وإن عدداً كبيراً منهم يعرف الفارسية الحديثة، ويقرأون ويكتبون، ويحفظون قسماً من الشهنامة لهم ألفة مع قبيلة الشوان.

وكل ما عرف عنهم أن جدهم "خوا مراده شير"، جاء من ماهي دشت. وافترق من هذه القبيلة "هماوند بيتوني" وتقطن الآن بين قصر شيرين وكرمانشاه ولا تزال ذات شأن ومكانة في إيران. وكان لخوامراده شير أربعة أولاد: يادكار. "ومنه البكزاده" ويقال لهم "الجلبية".

صفر. "صفره ون".

رمضان. "رمَه وَن".

رشيد. "رَشه وَنْ" والأول تولد منه "البكزاده" وفروعهم: فرقة جوامير. والآن رئيسهم رشيد خسرو.

فرقة فقي قادر. رئيسهم محمد أمين اغا.

فرقة كاكه. وهو كاكه عبد الله بن عزيزي خاله. رئيسهم عارف كاكه الله.

والثاني تولد منه "صفره وَن". ورئيسهم يونس محمود خضر.

والثالث رمضان، وفرقته "رَمَه وَنْ". ورئيسهم أمين رشيد اغا نائب كركوك سنة 1940م و 1947م.

والرابع رشيد، ويقال لفرقته "رشهْ وَن" رئيسهم فقي محمدي ابن حاجي محمود ويقيمون في "مغان طاغ" حتى جبل "طاشلوجه" ويلفظ "طاسلوجه" وبين مغان ودربند بازيان التابعة الى كركوك، والمنطقة بين دربند بازيان وطاسلوجه تابعة للسليمانية.

وفرقهم: "سيته بسر". أصلها "سه تابسر". وهم من الفرق الكبيرة. رئيسهم "حمه زرد"، ونادري صالح ريحان.

"ورده هماوند". مخفف خورده هماوند وهؤلاء فروع كثيرة: قركه وَنْ. أمين حمه امام.

تيمه وَنْ. كاكه رش وصواب اسم هذه الفرقة ميته وند قاسمه وَنْ.

همايل. عزيز رحيم دوينه.

بابله ون.

والملحوظ أن هل الشقاء من المجاورين يميلون الى من يظهر ليعيشوا معه في الأمن، وكذلك يقومون على حسابهم أحياناً بمثل ذلك استفادة من شهرة جوامير واضرابه، وهذا مشهود أمثاله كما حصل أيام عبدكه ومن على شاكلته، فصار كل حادث ينسب إليه...

أما وقائعهم فإنها مذكورة في تاريخ العراق ومن أهمها واقعة السردار الأكرم عمر باشا، فإنها سببت عزله لأنه نكل بهم، وقتل منهم رؤساء كثيرين وهذا على خلاف رغبة دولته فإنها لا تريد أن تقسو بهم حذر أن يميلوا الى إيران، ويكون ضررهم كبير جداً...

ومن الوقائع المحفوظة للجاف أنهم تقاتلوا معهم في موقع بين السليمانية وجمجال يقال له "كرْدَه لرّ بوبه" فقتل ابن كيخسرو بك الجاف عم والد الحاج إبراهيم بك الجاف.

3

الكلالية

من عشائر العراق المعروفة في التاريخ ولا تزال كثيرة العدد، وتعد اليوم من فروع الجاف، وليس بصحيح كما يحفظه أهل هذه القبيلة...

وهذه القبيلة كردية في الأصل، وهي من القبائل المهمة. وكل ما علمناه عنهم أنهم: "قوم لهم مقدار وكمية تعرف ب"جماعة سيف الدين صبور"، ومقامهم داشرك "كذا، ولعلها داترك"، ونهاوند إلى قرب شهرزور، وعدتهم ألف رجل مقاتلة، قوية، وأميرهم يحكم على من جاورهم من العصابة الكردية حكم الملك على جنده، ويقدر على جميع أصناف عشيرته... ومنهم طائفة مقيمة بداقوق "دقوقا" وعددها ألف أو دونه، والأخرى باشنه من نواحي أذربيجان عدة رجالها مائتان، وكانوا أكثر من ذلك عدداً، وأوفر مدداً. ولما كان الملك شرف الدين بن سالار صاحب أربل من جهة التتر قتله رجل من الكفار، عصى قومه على الكفار، وهاجر بعضهم الى مصر والشام وبقى ولده الأمير حاكماً على من بأشنه من قبيلته، وولده عثمان كان أميراً لمن قام بوطنه من عشيرته فلما توفي ولده تولاهم سواهم."اه.

ومن هذا يعلم أن الكلالية كان لهم شأن يذكر، ثم صار عليهم ما صار على يد التتر، وذكر صاحب المسالك توالي أمرائهم، ثم انقراض الإمارة.. وفي هذا ما يعين مكانتهم القديمة.. واليوم يعدون بنحو ألف بيت، وعلى ما هو المسموع أن هؤلاء ما فيهم إلا القليل ممن لا يتعاطى السرقات، ويشبهون ب"بني ويس، وربيعة" في أنحاء قزلرباط قديماً إلا أننا لا نعتقد بهذا، فإنه غير معقول أن يكون أكثرهم يميلون الى هذه الدرجة من السرقة.. وكل قبيلة لا تخلو من أخيار وأشرار..

والمحفوظ أنهم في الأصل كانوا في شهرزور بمحل يسمى "دول كلال" أي وادي كلال، يسكنون فيه قبل أن يأتي الجاف الى العراق، وفي إيران كانوا في مكان يسمى "كليابي"، وهو فوق جوانرود بين كرمان شاهان "قرمسين" وسنة في مقاطعة ماي دشت.. ومن رؤسائهم توفيق اغا عاشوا مع الجاف مدة طويلة، وهم ليسوا منهم إلا أن طول الاقامة معهم جعلهم يعرفون أنفسهم من الجاف، وتسميتهم ناشئة من المكان الذي كانوا يقيمون فيه، وهو وادي كلال، ويصح أن يكون قد تسمى باسمهم لأنهم طال بقاؤهم فيه فعرف بهم. ولا أرى هذا راجحاً..

والكلالية فرق عديدة: "أغوات". ورئيسهم توفيق اغا ابن عباس اغا، ومحمد رضا اغا وهذا قد رأيته وبين لي عن القبيلة. ومن رؤسائهم مصطفى اغا أيضاً وهم في كثرة وغالبهم لا يزال من الرحل في إيران. اختاروا الاقامة هناك، وكانت لهم رهبة في نفوس الإيرانيين، لما يقومون به من صولات على المجاورين.

خضر ويسي "خدر ويسي". رئيسهم حاجي كريم ويسي.

بيشدري. رئيسهم إبراهيم بن كريم قباد. "ولعل هؤلاء من بيشدر فمالوا إليهم وعاشوا معهم".

بوره. رئيسهم محمود بن مراد خان.

كرم وني. رئيسهم محمد رحيم.

سركجْ. رئيسهم حسين بن حسن.

سيره. رئيسهم حاجي قادر نورس.

لوُته يى. رئيسهم كريم محمد.

ملحوظة: قبيلة كشكي مستقلة اليوم بنفسها وهي في الحقيقة من كلالي.

وليس لدينا ما يؤيد أنهم من الجلالية إلا أن اللفظ واحد، والظاهر أنهم عينهم مما لا يدع ريباً في أصلهم ووحدته...

ومن قراهم: باشه.

كرَمْ كه رَشْ.

ومن هذه القبيلة ظهر من العلماء: 1- العلامة الزاهد الأستاذ الملة أحمد الكلالي. ذكره إبراهيم فصيح الحيدري إلا أنه لم يبين تاريخ وفاته وعده من العلماء الذين انتسبوا الى الطريقة النقشبندية الخالدية.

4

قبيلة كشكي

وهؤلاء رئيسهم دارا خان ابن محمد خان ابن شاه مراد خان ابن فتح الله خان ابن شاه مارخان بن باجلان خان ابن ميرزا خان وكنت قد رأيته. ويقيمون في كامران صيفاً، وكج شامراد خان شتاء، ومواطنهم في إيران في شمال روانسر. وفي الحقيقة هؤلاء من قبيلة الكلالية إلا أنها معدودة بين قبائل الجاف. انفصلت عن "كلالي" من مدة، والآن مستقلة بنفسها...

وفروعهم: شيخ حسني. الرؤساء.

زُوراب وني. رئيسهم كتخدا سادة خان بن كمَر.

قته وني. رئيسهم كتخدا احمد بن رحمة علي.

كلكهَ وندي. رئيسهم كتخدا محمد بن حسن.

ميرَهْ وندي. رئيسهم كتخدا محمد بن حيدر.

وهذه المعلومات مستقاة من نفس رئيسهم. ولم أجد لها ذكراً في سياحتنامهء ولا في تحديد الحدود.

5

قبائل هاورامان

إن جبال هاورامان "آورامان" بين العراق وإيران، وإن الأنحاء المطلة منها على صحراء شهرزور، وناظرة الى قلعة "زلم" كانت بموجب المعاهدة الإيرانية - التركية أيام السلطان مراد تعود إلى العراق فما كان بسفح جبلها من الجانب الغربي في العراق والقسم الشرقي من الجبال المذكورة المطل على إيران يعود لها. وفي هذا القسم بلدة هاورامان. والقرى هناك لإيران، وإن الحدود الفاصلة منتصف ذروات الجبال.

والقرى في الجانب الغربي بمقتضى تلك المعاهدة تعود الى العراق إلا أن إيران قد تصرفت بقسم من هذه القرى، والقسم الآخر يعود للعراق. ويسكن هناك قبائل يقال لها قبائل "هاورامان"، منها 17 قرية تحت سلطة إيران، والقرى المتباقية تحت تصرف العراق.

وأهمية هذه المواطن في قبائلها. أما الحدود وتفصيل القول فيها، والجبال وأوضاعها الجغرافية، ونهر سيروان وسيره، وقلعة زلم والبحث في موضوعها... كل هذه مما بسطنا القول فيها في "تاريخ العراق"، وفي "تاريخ شهرزور أو السليمانية" اللواء والمدينة. فلا طريق للبحث في ذلك الآن، ولا فيما يتجدد من آمال، أو ظهر منها في مختلف العصور. والملحوظ أن توزيع هاورامان بالنظر للسلطة والإدارة أمر سياسي لا غير.

راجعنا مراجع كثيرة لمعرفة هذه القبائل وماضيها التاريخي فكانت النصوص قليلة، كما أننا رأينا المحفوظات مرتبكة، والوقائع أساطيرية، أو متداخلة تتعلق بإمارتهم أو رياستهم القبائلية. ومن المشاهد أن هؤلاء يسكنون قرى عديدة في صافقي الجبل من شرقية وغربية، ومنتشرون هنا وهناك ونتولى أمرهم أو شؤونهم أمراء، وإن الحاكمية للقسم الإيراني، وللقسم العراقي تابعة للضرائب والأمور السياسية، واستيفاء المقرر المعتاد قديماً وحديثاً فهي سلطة عامة في أمور معينة لا تتجاوزها، والسلطة في الحقيقة لأمرائهم.

ويرجع تاريخ هذه الإمارة الى زمن قديم، وعرض لها بعض الانحلال في أوائل القرن الحادي عشر من أيام الشاه حسين الصفوي، ثم عادت الحياة أيام هواس قلي خان في قصة، وتوالى أمراؤهم الواحد بعد الآخر، ومن آخرهم جعفر سلطان، وقد توفي، والآن ذريته معروفة والإمارة فيهم وقد بسطنا القول فيها في "تاريخ شهرزور".

أما القبائل فهي موضوع بحثنا. وأصحاب القرى في هاورامان من الرعايا أي ممن لم يكن من بيت الإمارة يدعون "كورانيين". ومعناها (المقيمون) كما أن الجاف يطلق على الرحل. ولعل الملازمة عينت ذلك. وبين قصر شيرين وبين كرمان شاهان "قرمسين" كورانيون أيضاً وكثرتهم هناك إلا أنهم على "عقيدة العلي اللهية"، كما أن قرية واحدة من قرى هاورامان على عقيدة الكاكائية وهي قرية "هاوار" يعتقدون في "سلطان اسحاق" بما هو أشبه بالعبادة وقبره في قرية "شيخا" قرب قرية "نوسود" التي كان يسكنها جعفر سلطان. وإن الكاكائية يزورون هذا المرقد سنوياً، وليس لهم يوم معين لزيارته، والأكثر يأنون في فصل الربيع.

وباقي القرى مسلمة، شافعية المذهب، وطريقتهم نقشبندية، وقليل منهم "قادرية الطريقة" وقد توزعت هذه القبائل الى مجموعات كبيرة "قبائل".

وهنا نذكر أقسامهم على الوجه التالي: 1- هاورامان لهون. وهذه منها تابع للعراق، ومنها تابع لإيران. والعراقية منها داخل ناحية خورمال من قضاء حلبجه "اليجه". وهذه قراهم التابعة للعراق: طويله.

سوسه كان.

بلخه.

دركاش خان.

بالا نبا.

خار كيلان.

هوار.

دره نفى.

كريدانه.
بدين.
بياره.
نارنجله.
كلب.
بنجودره.
ناويره.
سركف.
هانه وند.

وزه مر.

وقرى هورامان لهون التابعة لإيران: نوسود.

طشار.
وزلي.
شره كان.

نروي.
نروشاه.
هجيج.
هجيجيا.
شوشمربرو.
زاور.
شوشمرخوارد.
شيخان.
هيروي.
بله بزان.

هانه كرمله.

كيمنه.
بدرواز.
داريان.
والملحوظ أن القرى كانت 17 قرية. ولعل اندثار بعض القرى وحياة أخرى أدى إلى أن تكون 18 قرية.

ومن قرى هاورامان لهون في جوانرود ويقال لهم "هاورامان جوانرود" وهم تابعون لإيران: باوا.

بندره.
دسره.
خلكا.
كلال.
دره ببان.

درمور.
نوسر.
قشلاق.
دينوى "ونيدى".

زيران.
دوريسان.
نورباو.
نجار.
كومه دره.

دري بر.

دوران.
وقسم منهم يقال له "هاورامان دزلي" وهؤلاء بعض قراهم في العراق والباقي في إيران. قبيلة "هاورامان تخت" تابعة لإيران إلا أن قراها قليلة.

هذا وإن إمارة العراقيين اليوم بيد أفراسيان بن رستم سلطان. وكانت الإمارة قبله بيد والده، فلما توفي صارت الإمارة الى عمه "جعفر سلطان بن محمد سعيد سلطان" فآلت الإمارة الى أفراسياب فهو أميرهم في العراق. وأما في إيران فإنها بيد كريم بك ابن جعفر سلطان. والكلام على إمارتهم فصلنا بحثه في "لواء السليمانية".

وهنا نشير الى أن لغة الكورانيين تختلف عن لغة أهل السليمانية إلا أنه من الممكن أن يتفاهموا فلا يعسر التخاطب، ومعرفة الغرض في التعبير. فمثلاً آوى يراد بها آب، آو بمعنى "ماء" وكذا "آير" بدل "آكر"، وآخكر أي جمرة الى آخر ما هنالك. ويقال ان لهم لغة خاصة بهم، ولهم كتاب مدون في تلك اللغة يحرصون عليه ولا يظهرونه لأحد إلا أننا لم نجد تدوينات عنه.

وجاء في تقرير الحدود أن القرى العراقية 17 قرية، وفصل أوضاع الحدود هناك كما أن صاحب سياحتنامهء حدود قد أوضح الجبال والطرق والأنهار إيضاحاً وافياً مما لا محل لذكره هنا وقد أوضحنا في تاريخ العراق بعض حوادث هاورامان إيران فنكتفي بالإشارة هنا. وكان ذلك أيام فرهاد ميرزا، وكان أميرهم حسن سلطان...

ومن علمائهم المشاهير آنئذ الشيخ عمر الهورماني قد قام بإصلاح ذات البين، وسعى جهده أن يؤلف بين العشائر والدولة الإيرانية، ولهذا اقطعه الشاه مقاطعة مكافأة له فأجابه مخاطباً البرق "التلغراف" مجيباً له ومعتذراً عن قبول هدية الشاه قال: ما آب روي فقر وقناعت نميبريم أي "تل" بكو بشاه كه روزي مقررست

6

قبائل ايل غواره

هذه القبائل تشبه العشائر العربية في طباعها وكثير من أعمالها لما فيهم من نخوة... إلا أن الفقراء منهم ينالهم الحيف من الأقوياء. ولا توجد مشادة بينهم وبين أهل القرى، ولا مع بعضهم، وأما علاقاتهم بإيران فهي حسنة جداً، ولهم ألفة مع الوجوه والأعيان هناك... وايل غوارة سميت القبائل التي تحله باسمه.

يتعاطون الزراعة إلا أن هذه أقل مما يكفيهم، ويتعيشون في الأكثر من تربية المواشي، وما يتحصل منها من لبن وجبن وسمن وصوف وجلود يتاجرون بها وبمنتوجاتها، ويتعهدون الخيول إلا أنها لم تنل الرواج أو القيمة المشهودة في الخيول العربية. وينسجون أنواع البسط والسجاد فيبيعونها في الأطراف، ويصنعون من الشعر بيوتاً لاستعمالهم...

وعلى كل لا يختلفون عن سائر القبائل الكردية هناك... وتعد كافة القبائل التي تقيم فيه بهذا الاسم، واللفظ مغولية، وشاعت هناك ألفاظ مغولية كثيرة، فقد كان طريقهم الى هذه الأنحاء، ولذا نرى أكثر المواطن معروفة باسمها المغولي. وتخفف فيقال "قبائل غواره"...

يتجولون في سورداش، وسرجنار صيفاً، وفي بازيان شتاء. ويجمعها عدة قبائل بينها ما هو من قبائل الجاف أو مستقل عنها، أو ما هو معدود منها. وهؤلاء في أنحاء لواء السليمانية، ويميلون في الربيع إلى إيران إلى صوغوق بولاق "صاو جبلاق".

وبين هذه ما يعد من القبائل الأخرى، وليس لها جامعة قرابة تجمعها، ولا ارتباطاً تتصل به سوى المكان. ومر ذكر بعضها فلا نرى محلاً لإعادة القول فيها، وإنما نذكر البواقي مما لم يسبق ذكره منها.

1- اسماعيل عزيزي: كانت كثيرة العدد، والآن في قلة بالنظر لقبيلة الجاف...

وهذه القبيلة في أنحاء السليمانية، وكانت مع الجاف، إلا أنها اليوم منفصلة عنها، وتعد من القبائل المعروفة ويصح أن تعد من نوع كلالي ساكنت الجاف وعاشت معها. والصعوبة كل الصعوبة في مثل هذه الحالة أن تعد القبيلة مشتقة من الأخرى ما لم تظهر لنا أدلة كافية على الاشتقاق، خصوصاً إن القبائل في مثل هذه الحالة قد تسمت بأسماء جديدة بالنظر للمواطن التي حلتها، فغلبت عليها أو الأشخاص الذين ظهروا فيها، واشتهروا كثيراً بحيث عاد لا يعرف الاسم الأصلي، وهكذا... بل عاد خارج الامكان أن نعتبر القبيلة مشتقة من الأخرى ما لم يكن ذلك محفوظاً عنها أو مسموعاً من رجال قبائلها العارفين بتاريخ قبيلتهم... وفي سياحتنامهء حدود بين أنهم خمسمائة بيت.

وفرقهم: مير أغايي. رئيسهم رشيد حمه اسمر.

كومه يي. رئيسهم فقي حسن محمد أمين.

نفس اسماعيل عزيزي. رئيسهم محمد صالح بن محمد بك، ومجيد بك فيض الله بك.

قره ويسي. رئيسهم مُرزاي الغالي. وتعد هذه القبيلة اليوم من القبائل المجاورة للجاف. وإن عشيرة "كرد" في لواء اربل من هذه القبيلة، تسكن في أنحاء كويسنجق عرفوا بهذا الاسم، وصاروا كأنهم قبيلة مستقلة. وأصلهم من هذه القبيلة. ويأتي الكلام عليهم.

2- منرمى: وهذه كانت تؤدي ضرائب نحو "40" ألف قرش سنوياً لأمراء بابان، وفي أيام صاحب سياحتنامهء حدود تفرقوا شذر مذر وأقاموا في القرى والآن لم يكونوا في كثرة... وليس لهم فروع مهمة...

3- اغاسورى: رحل، مع الجاف صيفاً وشتاء، وينتسبون الى قبائل ايل غواره، أو يعدون منها.

4- كلوى أوكلو وكاوانى: وهذه من قبائل ايل غوارة، وتابعة رواندوز من اربل. رئيسهم عزيز ابن قلنج اغا. ومن قراهم: كوسكه.

سيوه كا.

سوكند.
زر جويس.

جمكا.
5- قبائل ايل غواره الأخرى: ومن قبائلها أيضاً ما هو في قلة. وهذه أشهرها: مَرْ زنك وكرزه يى.
جوجاني.
بيسرَي.
قاويله يى.

شيخ اسماعيلي.

ورمزيار.
صاتباري.
كافروشي.
هباسي.
مامه ليسي.

وكانت مواطن هذه القبائل تعتبر ناحية من نواحي السليمانية تعرف باسم ناحية "ايل غواره"، أو ناحية "غواره". وهم عشائر عديدة وكلهم شافعية، يذهبون صيفاً الى أنحاء صاوجبلاق "صوغوق بولاق"، وهي أنحاء إمارة مكري وقبائلها، وفي الخريف يعودون إلى أنحاء السليمانية الى سورداش وبازيان وقره داغ، وفي الشتاء يميلون الى عسكر، وقلعة سوكه، وسرجنار وكند اغاج وجوبق قلعه، وجمجمال، وبازيان وقد يمضون الى أنحاء كركوك الى مواطن الزند وزنكنه.

وهذا مشهود إلا أن الصلة بإيران، والتجول في أنحائها أو الرحلة اليها قد انقطع في هذه الأيام نوعاً.

7

قبائل ييشدر

أو ييزدر في معجم البلدان "بشتير" قرية ينسب إليها الشيخ عبد القادر الكيلاني، وهذه القبيلة لا تعرف صلتها بتلك القرية، والمعروف أنها تعني ما وراء المضيق "الجبل" مما يلي العراق في المواطن التي تقيم بها، وتسمى باسم ذلك المكان ويلفظ "يزدر". وهذه القبيلة حديثة العهد في تكونها، فلم يعرف لها ذكر في كتب التاريخ بهذا الاسم وتعد اليوم من أقوى عشائر الكرد. ورئيسها عباس آغا ابن محمود آغا، وقد نبغ منها علماء كثيرون منهم حسين أفندي اليزدري المتوفى في 3 شوال سنة 1322ه-1905م من مدرسي مدرسة الإمام الأعظم ببغداد.

وأعتقد أنهم يتفقون وبلباس في أصل واحد، اتصلوا بالموقع المعروف باسمهم، فتسموا بيشدر وغلب عليهم، وهكذا بابان من عين الأصل، والكل يقال لهم "خالدى" وينتسبون إلى بني خالد، أو خالد بن الوليد أو خالد آخر ومهما كان فالآن يعرفون باسم المكان. ومنهم أمراء بأنه "البكزاده" وكذا "فيض الله بكي" بين ساقزو صوغوق بولاق. يقال انهم كلهم أبناء جد واحد.

وتسكن مع بيشدر في المكان المعروف في أيام العثمانيين "بمعمورة الحميدية" وتمتد الى سردشت. وكان مركز قضائها قلعة "دِزَهْ" ولم يكن لهؤلاء مدن وإنما هم أهل قرى، ورحل، وفي أيام الترك كان القضاء "مركه" ثم صار المركز قلعة دزه والمنطقة "بيشدر" صارت تطلق على السكان.

وبيشدر من أقضية لواء السليمانية وقد جمعت قبائل عديدة وطفحت الى الأطراف، ومنها في إيران، ومنها في اربل.

ويجاورهم في إيران عشيرة كوَرك، ومنكور، وفي العراق قبائل آكو، وسن، ورمك، وبيران. ومن قبائلها: 1- قبيلة نور الدينى: فرقة الرؤساء. وهذه في الحقيقة ينتسب آل بابان إليها، فهي أصل. وبعضهم يسميها "نور الدينى" رأساً لا بيشدر فعرفت باسمها الأخير. وإلى نور الدينى ينتسب جد البابان. وإن فقي أحمد نشأ في قرية دار شمانه من قرى بيشدر في عشيرة نور الديني. ومنهم من يقول من "سكر".

وبيشدر خلف "دربند رانيه" وتقع وراء بيشكي دربند، والعشيرة تسمى "نور الديني"، والرؤساء من "مير آودلي" وهي من أكبر العشائر في أنحاء الكرد، ويرجعون كلهم الى محمد اغا. ورؤساؤهم: بابكر اغا ابن سليم اغا.

محمود اغا.

بكزاده.
احمد اغا.

عباس اغا ابن محمود اغا.

هومر اغا "عمر اغا".

علي اغا.

رسول اغا.

كانوا أخوة ينتسبون الى جدهم الأعلى محمد اغا وله "25" ولداً والفروع متشعبة منهم.

2- شيلانى: وهذه القبيلة في أطراف مركه. وهم تابعون لنور الديني. ورئيسهم عباس سليم اغا. ولم يكونوا من نفس نور الديني. وإنما هي قبيلة على حدة.

3- سوسني: ومنهم من يقول "سوسلي". وهؤلاء رعايا. ويعدون من نور الديني. ورئيسهم عبد الله بابز اغا. الآن داخل حدود الإيرانيين. وتعد اليوم عشيرة على حدة.

4- ميراودلى: رؤساء هذه القبيلة رؤساء قبائل "بيشدر". ورئيسهم بابكر اغا في نفس بيشدر. ورئيسهم عباس اغا ابن محمود اغا في شهر بازار.

وهؤلاء أصلهم خالدي كما مر، وكذا أهل دار شمانه، وأمراء بانة وفيض الله بكي... كلهم يعدون أبناء جد واحد.

ولغة بيشدر تختلف عن لغة السليمانية، وعن لغة الجاف. ومن بيشدر من هم في مركه. ورئيسهم بايير اغا وأصلها أخوان أحدهما ميراودل "مير عبد الله"، ومنه تكون ميراودلي. والآخر فقي أحمد ومنه تكون آل بابان فجاؤوا الى دار شمانه ثم الى قره جوالان وهما قريتان.

5- جاف ياخيان: "جافتي بيشدر" ضمن عشيرة بيشدر. ويقال لهم "جافه رشكه". و "جاف تلان" بين بيشدر والسليمانية، فوق "سوردار".

وهؤلاء تبع بيشدر وليسوا منهم وإنما هم جاف كما هو معلوم من نفس القبائل ومن التسمية.

إمارة آل بابان

من أمد بعيد حكمت شهرزور والأنحاء المجاورة لها. عدّ صاحب الشرفنامة من رجالها "بير بوداق بن مير أبدال" وهو أول من عرف منهم، وتوسع نطاق حكمه الى مكري وبانه، وتقدم نحو سهران، وبعد وفاته خلفه ابن أخيه "بوداق ابن رستم"، فلم يطل حكمه، فانقرضت هذه الإمارة، إمارة بابان ولم يبق الا اسمها...

ثم انتقلت هذه الإمارة الى أعوان الأمير بوداق ولكنها حافظت على اسمها السابق، ومن هؤلاء نظر بن بيرام قد تغلب على هذه الإمارة، وامتدت سطوته الى كفري. وكان حسن التصرف وبوفاته صارت هذه الإمارة الى اثنين من أمراء "بير بوداق"، توزعوها، واقتسموا حكمها وهما إبراهيم وسليمان، ثم استأثر سليمان بالحكم، وقتل نده إبراهيم، واستقل بإمارة بابان.

وبعد وفاته طال النزاع بين أولاد الأمير إبراهيم، وأولاد الأمير سليمان، فلم يستقر حكم لواحد، ثم آلت الى الدولة العثمانية، ولم يبق من يحكم البلاد، وإنما كان يتولى كل صقع رجاله المميزون من رؤساء القبائل وأعيان القرى، وبقيت كذلك من أيام السلطان مراد الثالث حتى سنة 1005ه وينتهي بها ما قصه صاحب الشرفنامة.

ومن تواريخ عديدة يفهم أنه ظهر رجل يدعى "فقيه أحمد"، أو "فقي أحمد" كان من قبائل بيشدر "يزدر"، وصار عماد هذا البيت، وكان له ابن اسمه "ماودو" قد استولى على الأنحاء المجاورة من شهر بازار وأطرافها، فأعقب ابناً اسمه "ببه سليمان". وهذا ضبط "قره جوالان" سنة 1080ه، فكان حاكمها وخلفه ابنه "بكر بك"، فلم يتمكن من الاحتفاظ بما كان بيد والده، بل انتزعت منه مواطن عديدة انتزعتها منه إمارة "الزنكنة".

وهكذا توالوا، فصارت "إمارة بابان" في حوزتهم. وبدت مواهب الكثيرين من أمرائهم، ومن أشهرهم سليمان باشا، وخالد باشا، وعثمان باشا، وعبد الرحمن باشا. وإبراهيم باشا، وآخرون عديدون. فمن هؤلاء إبراهيم باشا قد بنى مدينة السليمانية، وعلاقاتهم بقبائل بلباس، وسهران، وغيرها مشهودة في وقائع عديدة كما أن الصلات بإيران، وبالدولة العثمانية كثيرة جداً... وقد توسع حكمهم، وضاق تبعاً لمواهب أمرائهم...

ولا محل للإطالة في تاريخهم فقد بسطنا القول في "تاريخ العراق بين احتلالين" وفي "تاريخ شهرزور-السليمانية" اللواء والمدنية، وكل ما نقوله ان اضطراب الحالة بين إيران والدولة العثمانية مما سبب ظهورهم واستقرارهم. قال الأستاذ حمدي بك بابان:  "بابان اسم عائلة كردية حكمت بين بغداد والموصل... ابتداؤهم مجهول، ونهايتهم في سنة 1265ه. "وقال": تاريخهم مضبوط من سنة 900ه الى سنة انقراضهم ببعض فواصل في أوائلها، كانوا مستقلين، وفي الأواخر صاروا تحت نفوذ إيران مرة، والعثمانيين أخرى... وتوسع نفوذهم مرة، وقصر أخرى... وهكذا استولوا مرة على بغداد سنة 1225ه. وبابان بمعنى آل بابا "وأنهى البحث بقوله": ومحرر هذه السطور أحمد حمدي بابان ابن محمد رشيد باشا ابن سليمان باشا الذي ضبط بغداد ابن محمد باشا ابن خالد باشا ابن سليمان بك المسمى بابا سليمان ابن سليمان بن مير محمد بن سليمان بن أحمد بن حسين بن عثمان بن مصطفى ابن حسين بن عمر بن إبراهيم بن محمود بن عيسى بن خضر بن مير أحمد أخي ضياء الدين بن مير عز الدين بن عبد الله."اه وكل ما نقوله هنا انه لم تكن قبيلة باسم بابان بل باسم بيشدر وأما بابان فانها "إمارة"، وقد حكمت لواء السليمانية، فهي في الأصل "إدارة عشائرية"، فتوسعت ودخلت في حوزتها كويسنجق واربل... ولم نجد من النصوص التاريخية لما قبل بيه سليمان ما يعين الصلة بإمارة من الإمارات السابقة في بابان، وأيامهم الأخيرة واضحة، ومعروفة بجلاء وأصلهم من بني خالد كما نطق به كثيرون، ويشتركون بهذه النسبة مع بيشدر وبلباس إلا أن الآلوسي قال لم تثبت هذه النسبة، وآخرون قالوا لفظ خالدي يرجع إلى أصل قديم، وللتفصيل محل آخر...