باب الجيم والتاء، الثاء

جتت

التَّهْذيبُ: أَهمله الليث. ثعلب عن ابن الأَعرابي: الجَتُّ الجَسُّ للكَبْش لتَنْظُرَ أَسَمِينٌ أَم لا.

جترف

التهذيب: جَتْرَفُ كُورة من كُوَرِ كِرْمانَ.

جثا

جَثَا يَجْثُو ويَجْثِي جُثُوّاً وجُثِيّاً، على فعول فيهما: جلس على ركبتيه للخصومة ونحوها. ويقال: جَثَا فلان على ركبتيه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إنَّا أُناسٌ مَـعَـدِّيُّونَ عـادَتُـنـا،

 

عنْدَ الصِّياحِ، جُثِيُّ المَوْتِ للرُّكَبِ

قال: أَراد جُثِيُّ الرُّكَب للموت فقلب. وأَجْثاه غيرُه. وقوْمٌ جُثِيٌّ وقومٌ جُثىً أَيضاً: مثل جلس جلوساً وقوم جُلوسٌ؛ ومنه قوله تعالى: ونذر الظالمين فيها جُثِيّاً، وجِثِيّاً أَيضاً، بكسر الجيم، لما بعدها من الكسر. وجاثَيْتُ ركبتي إلى ركبته وتَجاثَوْا على الرُّكَب. وفي حديث ابن عمر: إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثىً كلُّ أُمَّةٍ تَتْبع نبيَّها أَي جماعة، وتروى هذه اللفظة جُثِيٌّ، بتشديد الياء، جمع جاثٍ وهو الذي يجلس على ركبتيه؛ ومنه حديث علي، رصوان الله عليه: أَنا أَوّلُ من يَجْثُو للخُصومة بين يدي الله عز وجل. ابن سيده: وقد تَجاثَوْا في الخصومة مُجاثاةً وجِثاءً، وهما من المصادر الآتية على غير أَفعالها. وقد جَثَا جَثْواً وجُثُوّاً، كجَذَا جَذْواً وجُذُوّاً، إذا قام على أَطراف أَصابعه، وعدَّه أَبو عبيدة في البدل، وأَما ابن جني فقال: ليس أَحد الحرفين بدلاً من صاحبه بل هما لغتان.
والجاثي: القاعد. وفي التنزيل العزيز: وترى كل أُمَّةٍ جاثِيَةً؛ قال مجاهد: مُستوفِزينَ على الرُّكَب. قال أَبو معاذ: المُسْتَوْفِزُ الذي رفع أَلْيَتَيه ووضع ركبتيه؛ وقال عديّ يمدح النعمان:

عَالِمٌ بالذي يكونُ، نَقِيُّ الص

 

در، عَفٌّ على جُثاه نَحُور

قيل: أَراد ينحر النسك على جُثَى آبائِهِ أَي على قبورهم، وقيل: الجُثَى صَنَم كان يُذْبح له.
والجُثْوة والجَثْوَة والجِثْوَة، ثلاث لغات: حجارة من تراب متجمع كالقبر، وقيل: هي الحجارة المجموعة. والجثْوة: القبر سمي بذلك، وقيل: هي الرِّبْوة الصغيرة، وقيل: هي الكُومةُ من التراب. التهذيب: الجُثَى أَتْربة مجموعة، واحدته جُثْوة. وفي حديث عامر: رأَيت قبور الشهداء جُثىً يعني أَتْربة مجموعة. وفي الحديث الآخر: فإذا لم نَجِدْ حجراً جمعنا جُثْوَةً من تراب، ويجمع الجميع جُثىً، بالضم والكسر. وجِثَى الحَرَم: ما اجتمع فيه من حجارة الجِماروفي الحديث: ما دَعا دُعاءَ الجاهلية فهو من جُثَى جهنم. وفي الحديث: من دَعا يا لَفُلانٍ فإنما يدعو إلى جُثَى النار؛ هي جمع جُثْوة، بالضم، وهي الشيء المجموع. وفي حديث إتيان المرأَة مُجَبِّيةً رواه بعضهم مُجثَّاة، كأَنه أَراد قد جُثِّيَت فهي مُجَثَّاة أَي حُمِلت على أَن تَجْثُوَ على ركبتيها. وفي الحديث: فلان من جُثَى جهنم؛ قال أَبو عبيد: له معنيان أَحدهما أَنه ممن يَجْثُو على الركب فيها، والآخر أَنه من جماعات أَهل جهنم على رواية من روى جُثىً، بالتخفيف، ومن رواه من جُثِيِّ جهنم، بتشديد الياء، فهو جمع الجاثي. قال الله تعالى: ثم لنحضرنهم حول جهنم جُثِيّاً؛ وقال طرفة في جمع الجُثْوة يصف قبري أَخوين غني وفقير:

تَرَى جُثْوَتَيْن من تُرابٍ، عَلَيهما

 

صَفَائِحُ صُمٌّ من صفيحٍ مُصَمَّدِ

مُوَصَّد. وجُثْوة كلّ إنسان: جسده: والجُثْوة: البدن والوسط؛ عن ابن الأَعرابي؛ ومنه قول دغْفَل الذُّهْلي: والعَنْبَرُ جُثْوَتُها، يعني بَدَنَ عمرو بن تمِيم ووَسَطَها. ابن شميل: يقال للرجل إنه لعظيمُ الجُثْوةِ والجُثَّةِ. وجُثْوَة الرجل: جسدُه، والجمع الجُثَى؛ وأَنشد:

يَومَ تَرَى جُثْوَتَه في الأَقْبُرِ

قال: والقبر جُثْوَة، وما ارتفع من الأَرض نحو ارتفاع القبر جُثْوَة.والجُثْوة: التراب المجتمع. والجَثْوَة والجِثْوَة والجُثْوَة: لغة في الجَذْوة والجِذْوة والجُذْوة. الفراء: جَذْوة من النار وجَثْوة، وزعم يعقوب أَن الثاء هنا بدل من الذال. وسورة الجاثية: التي تلي الدخان.

جثث

الجَثُّ: القَطْعُ؛ وقيل: قَطْعُ الشيء من أَصله؛ وقيل: انتزاعُ الشجر من أُصوله؛ والاجْتثاث أَوْحى منه؛ يقال: جَثَثْتُه، واجْتَثَثْتُه، فانجَثَّ. ابن سيده: جَثَّه يَجُثُّه جَثّاً، واجْتَثَّه فانجَثَّ، واجْتَثَّ.
وشجرة مُجْتَثَّة: ليس لها أَصل في الأَرض.
وفي التنزيل العزيز في الشجرة الخبيثة: اجْتُثَّتْ من فَوقِ الأَرض ما لها من قَرار؛ فُسِّرَتْ بأَنها المُنْتزَعة المُقْتَلَعة، قال الزجاج: أَي اسْتُؤْصِلَتْ من فوق الأَرض. ومعنى اجْتُثَّ الشيءُ في اللغة: أُخِذَتْ جُثَّتُه بكمالها.
وجَثَّه: قَلَعه.
واجْتَثَّه: اقْتَلَعه. وفي حديث أَبي هريرة: قال رجل للنبي، صلى الله عليه وسلم: فما نُرى هذه الكَمْأَة إِلاّ الشجَرة التي اجْتُثَّتْ من فوق الأَرض؟ فقال: بل هي من المَنّ. اجْتُثَّتْ: قُطِعَتْ.
والمُجْتَثُّ: ضَرْبٌ من العروض، على التشبيه بذلك، كأَنه اجْتُثَّ من الخفيف أَي قُطع؛ وقال أَبو إِسحق: سمي مُجْتَثّاً، لأَنك اجْتَثَثْتَ أَصلَ الجُزء الثالث وهو مف فوقع ابتداء البيت من عولات مُسْ.
الأَصمعي: صِغارُ النخلِ أَوّلَ ما يُقْلَعُ منها شيء من أُمه، فهو الجَثيثُ، والوَدِيُّ والهِراء والفَسِيل.
أَبو عمرو: الجَثِيثةُ النخلة التي كانت نَواةً، فحُفِرَ لها وحُمِلَتْ بجُرْثُومَتها، وقد جُثَّتْ جَثّاً. أَبو الخطاب: الجَثِيثةُ ما تَساقط من أُصول النخل. الجوهري: والجَثِيثُ من النخل الفَسيل، والجَثيثة الفسيلة؛ ولا تَزالُ جَثيثة حتى تُطْعِم، ثم هي نخلة. ابن سيده: والجَثيثُ أَولُ ما يُقْلَعُ من الفَسيل من أُمه، واحدتُه جَثيثة؛ قال:

أَقْسَمْتُ لا يَذْهَبُ عنِّي بَعْلُها،

 

أَو يَسْتَوِي جثِيثُها وجَعْلُهـا

البَعْلُ من النخل: ما اكْتَفَى بماء السماء. والجَعْلُ: ما نالته اليَدُ من النخل. وقال أَبو حنيفة: الجَثيثُ ما غُرِسَ من فِراخِ النَّخْل، ولم يُغْرَسْ من النَّوى. الجوهري: المِجَثَّة والمِجْثاثُ حديدة يُقْلَع بها الفسيل. ابن سيده: المِجَثُّ والمِجْثاثُ ما جُثَّ به الجَثِيثُ.
والجَثِيثُ: ما يَسْقُط من العنب في أُصول الكرم. والجُثَّةُ: شخص الإِنسان، قاعداً أَو نائماً؛ وقيل جُثَّةُ الإِنسان شخصُه، مُتَّكِئاً أَو مُضْطَجعاً؛ وقيل: لا يقال له جُثَّة، إِلاّ أَن يكون قاعداً أَو نائماً، فأَما القائم فلا يقال جُثَّتُه، إِنما يقال قِمَّتُه؛ وقيل: لا يقال جُثَّةٌ إِلاّ أَن يكون على سرْج أَو رَحْل مُعْتَمّاً، حكاه ابن دريد عن أَبي الخطاب الأَخْفَشِ؛ قال: وهذا شيء لم يسمع من غيره، وجمعها جُثَثٌ وأَجْثاثٌ، الأَخيرة على طرح الزائد، كأَنه جمعُ جُثٍّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

فأَصْبَحَتْ مُلْقِيةَ الأَجْثاث

قال: وقد يجوز أَن يكون أَجْثاثٌ جمعَ جُثَثٍ الذي هو جمعُ جُثَّة، فيكون على هذا جمعَ جمعٍ. وفي حديث أَنس: اللهمَّ جافِ الأَرضَ عن جُثَّتِه أَي جَسَدِه.
والجُثُّ: ما أَشرف من الأَرض فصار له شخص؛ وقيل: هو ما ارتفع من الأَرض حتى يكون له شخص مثل الأَكَمَة الصغيرة؛ قال:

وأَوْفَى على جُثٍّ، ولِـلَّـيْلِ طُـرَّةٌ

 

على الأُفْقِ، لم يَهْتِكْ جَوانِبَها الفَجْرُ

والجَثُّ: خِرْشاءُ العسل، وهو ما كان عليها من فراخها أَو أَجْنِحَتِها. ابن الأَعرابي: جَثَّ المُشْتارُ إذا أَخذَ العَسلَ بجثِّه ومَحارينِه، وهو ما مات من النحل في العسل. وقال ساعدة بن جؤية الهذلي يذكر المُشْتارَ تَدَلَّى بحِباله للعسَل:

فما بَرِحَ الأَسْبابُ، حتى وَضَعْنَهُ

 

لدى الثَّوْلِ، يَنْفِي جَثَّها، ويَؤُومُها

يصف مُشْتارَ عسل رَبَطه أَصحابه بالأَسْباب، وهي الحبالُ، ودَلَّوْه من أَعلى الجبل إِلى موضع خَلايا النحل. وقوله يَؤُومُها أَي يُدَخِّنُ عليها بالأُيام، والأُيامُ: الدُّخانُ. والثَّوْلُ: جماعة النحل. الجوهري: الجَثُّ، بالفتح، الشَّمَع ويقال: هو كلُّ قَذى خالَطَ العسل مِن أَجنحة النَّحْل وأَبدانها. والجُثُّ: غِلافُ التَّمْرة. وجَثُّ الجرادِ: مَيِّتُه؛ عن ابن الأَعرابي.
الكسائي: جُئِثَ الرجلُ جَأْثاً، وجُثَّ جَثّاً، فهو مَجْؤُوثٌ ومَجْثُوث إذا فَزِعَ وخافَ. وفي حديث بدءِ الوَحْي: فَرَفَعْتُ رأْسي فإِذا المَلَك الذي جاءَني بحِراءٍ، فجُثِثْتُ منه أَي فَزعْتُ منه وخِفْتُ؛ وقيل: معناه قُلِعْتُ من مكاني؛ من قوله تعالى: اجْتُثَّتْ من فوق الأَرض؛ وقال الحَرْبيُّ: أَراد جُئِثْتُ، فجعل مكان الهمزة ثاء، وقد تقدَّم.
وتَجَثْجَثَ الشَّعَرُ: كثُرَ. وشَعَرٌ جَثْجاثٌ وجُثاجِثٌ.
والجَثْجاثُ: نَبات سُهْليٌّ رَبيعي إذا أَحَسَّ بالصيف وَلَّى وجَفَّ؛ قال أَبو حنيفة: الجَثْجاثُ من أَحرار الشجر، وهو أَخضر، ينبت بالقَيْظ، له زهرة صَفْراء كأَنها زَهْرةُ عَرْفَجةٍ طيبةُ الريح تأْكله الإِبل إذا لم تجد غيره؛ قال الشاعر:

فما رَوْضَةٌ بالحَزْن طَيِّبةُ الثَّرى،

 

يُمُجُّ النَّدَى جَثْجاثُها وعَرارُهـا

بأَطْيَبَ من فيها، إذا جِئْتَ طارِقاً،

 

وقَدْ أُوقِدَتْ بالمِجْمرِ اللَّدْنِ نارُها

واحدتُه جَثْجاثَةٌ. وفي حديث قُسِّ بن ساعدة: وعَرَصاتِ جَثْجاثٍ، الجَثْجاثُ: شَجر أَصفرٌ مُرٌّ طَيِّبُ الريح، تَسْتَطِيبُه العربُ وتكثر ذكره في أَشعارها.
وجَثْجَتَ البعيرُ: أَكل الجَثْجاثَ.
وبعيرُ جُثاجِثٌ أَي ضَخْم. وشَعَرٌ جُثاجثٌ، بالضم، ونبت جُثاجث أَي مُلْتَفٌّ.

جثر

ورَقٌ جِثْرٌ: واسع.
وثَجَّرَ الشيءَ وَسَّعَه. وانثَجر الماء: صار كثيراً. وانْثَجَر الدَّمُ: خرج دُفعَاً، وقيل: انْثَجَر كانْفَجَر؛ عن ابن الأَعرابي، فإِما أَن يكون ذهب إِلى تسويتهما في المعنى فقط، وإِما أَن يكون أَراد أَنهما سواء في المعنى، وأَن الثاء مع ذلك بدل من الفاء.
وثُجْرَةُ الوادي: حيث يتفرق الماء ويتسع، وهو معظمه.
وثُجْرَةُ الإِنسان وغيره: وسَطُه، وقيل: مُجْتَمَعُ أَعلى جسده، وقيل: هي اللَّبَّةُ وهي من البعير السَّبَلَةُ.
وسهم أَثْجَرُ: عريض واسع الجَرْحِ؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد لهذلي وذكر رجلاً احتمى بنبله:

وأَحْصَنَه ثُجْرُ الظُّبَاتِ كأَنَّها،

 

إِذا لم يُغَيِّبْها الجَفِيرُ، جَحِيمُ

وقيل: سهامٌ ثُجْرٌ غِلاظ الأُصول قصار.
والثُجْرَة: القِطْعَةُ المتفرِّقة من النبات.
والثَّجِيرُ: ثُفْلُ عصير العنب والتمر، وقيل: هو ثفل التمر وقشر العنب إذا عصر.
وثَجَر التمرَ: خلطه بِثَجِير البُسْرِ. وثَجْرٌ: موضع قريب من نجْرانَ؛ من تذكرة أَبي علي، وأَنشد: هَيْهَاتَ، حَتَّى غَدَوْا مِنْ ثَجْر، مَنْهَلُهم حِسْيٌ بِنَجْرانَ، صاحَ الدِّيكُ فاحْتَملُوا جعله اسماً للبقعة فترك صرفه. ومكان جَثْرٌ: فيه ترابٌ يخالطه سَبَخٌ.

جثعل

ابن الأَثير في ترجمة جعثل: في حديث ابن عباس ستة لا يدخلون الجنة منهم الجَعْثَل، فقيل: ما الجَعْثَل؟ فقال: هو الفظُّ الغليظ، قال: وقيل هو مقلوب الجَثْعَل وهو العظيم البطن. قال الخطابي: إِنما هو العَثْجَل وهو العظيم البطن، قال: وكذلك قال الجوهري.

جثل

الجَثْل والجَثِيل من الشجر والثِّيابِ والشَّعَر: الكثيرُ الملتف، وقيل: هو من الشعر ما غَلُظ وقَصُر، وقيل: ما كَثُف واسْوَدَّ، وقيل: هو الضَّخْم الكَثِيف من كل شيء.
جَثُل جَثَالة وجُثولة وجَثِل واجْثَأَلَّ النَّبْتُ: طال وغَلُظَ والتفَّ، وقيل: اجْثَأَلَّ النبتُ اهتز وأَمكن أَن يُقْبَض عليه. واجْثَأَلَّ الشَّعَرُ والريشُ: انتفش، وناصية جَثْلة، وتُسْتَحبُّ في نواصي الخيل الجَثْلَةُ وهي المعتدلة في الكثرة والطول، والاسم الجُثُولة والجَثَالة، وشجرة جَثْلة إذا كانت كثيرة الورق ضَخْمة. وشَعَر مُجْثَئِلٌّ أَي منتفش؛ قال الراجز:

مُعْتَدِلُ القامة مُحْزَئِلُّها

 

مُوَفَّرُ اللِّمَّةِ مُجْثَئِلُّها

واجْثَأَلَّ الطائر، بالهمز: تنفش للنَّدَى والبرد. واجْثَأَلَّ الرجلُ إذا غضب وتهيَّأَ للشَّرِّ والقتال. والمُجْثَئِلُّ: العَرِيض، والهمزة على هذا زائدة في كل ذلك. والجُثَال: القُبَّرُ. واجْثَأَلَّ: انتفشت قُنْزُعَته؛ قال جَنْدَل بن المثنى:

جاء الشِّتَاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ،

وطَلَعَتْ شَمْسٌ عليها مِغْفَرُ،

وجَعَلَتْ عَينُ الحَرُورِ تَسكَرُ

تَسْكَرُ أَي يذهب حَرُّها. واجْثَأَلَّ النبتُ إذا اهتزَّ وأَمكن لأَن يُقبض عليه. والمُجْثَئِلُّ من الرجال: المنتصب القائم.
والجَثْلة: النَّملة السوداء، وفي المحكم: النملة العظيمة، والجمع جَثْلٌ؛ قال:

وتَرَى الذَّمِيم على مَرَاسِنِهم

 

غِبَّ الهِيَاجِ، كَمَازِنِ الجَثْل

وعَمَّ بعضُهم به النَّمل. وثَكِلَتْكَ الجَثَل؛ قيل: الجَثَل هنا الأُم؛ عن أَبي عبيد، وقيل: قَيِّمات البيوت؛ عن ابن الأَعرابي. وجَثْلة الرجل: امرأَتُه. قال ابن سيده: وأُرَى الجَثَل في قولهم ثَكِلَتْكَ الجَثَل إِنما يُعْنى به الزوجات فيكون موافقاً لقول ابن الأَعرابي: إِن الجَثَل من قولهم ثَكِلَتْكَ الجَثَل إِنما يُعْنى به قَيِّمات البيوت لأَن امرأَة الرجل قَيِّمة بيته. قال ابن بري: ثَكِلَتْكَ الجَثَل، قال: هي الأُمُّ الرَّعْناء، وكذلك ثَكِلَتْك الرَّعْبَل. وجَثَلَتْه الريحُ: كجَفَلَتْه سواءً.
والجُثَالة: ما تناثر من ورق الشجر في بعض اللغات.

جثم

جثَم الإِنسانُ والطائرُ والنَّعامةُ والخِشْف والأَرْنبُ واليَرْبوعُ يَجْثِم ويَجْثُم جَثْماً وجثُوماً، فهو جاثِم: لَزِم مكانه فلم يَبْرَح أَي تَلَبَّد بالأَرض، وقيل: هو أَن يَقَعَ على صدره؛ قال الراجز:

إِذا الكُماةُ جَثَمُوا على الـرُّكَـبْ،

 

ثَبَجْتَ، يا عَمْرو، ثُبُوجَ المُحْتَطِبْ

قال: وهي بمنزلة البُرُوك للإِبل؛ ومنه الحديث: فلزِمها حتى تَجَثَّمَها تَجَثُّمَ الطير أُنْثاه إذا عَلاها للسِّفاد. وجَثَم فلان بالأَرضَ يَجْثُم جُثوماً: لصِق بها ولَزِمها؛ قال النابغة يصِف رَكَبَ امرأَةٍ:

وإذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَجْثَمَ جاثماً

 

مُتَحَيِّراً بمكانه مِـلْءَ الـيَدِ

الليث: الجاثِمُ اللاَّزِمُ مكانه لا يَبْرح. الليث: الجاثِمَةُ واللَّبِدُ الذي لا يَبْرحُ بيتَه؛ يقال: رجل جُثَمةٌ وجَثَّامة للنَّؤوم الذي لا يسافِر. ويقال: إن العسَل يَجْثُم على المَعِدة ثم يَقْذِف بالداء، وفي بعض الكلام: إذا شرِبت العسَل جَثَم على رأْس المَعِدة ثم قَذف الداء؛ وجمعُ الجاثِمِ جُثوم. وقوله تعالى: فأَصبَحوا في دِيارِهِمْ جاثِمين؛ أَي أَجساداً مُلْقاةً في الأَرض؛ وقال أَبو العباس: أَي أَصابهم البلاءُ فبَركوا فيها، والجاثِمُ: البارِك على رِجْليه كما يَجْثِمُ الطيرُ، أي أَصابهم العذابُ فماتوا جاثِمين أي بارِكين. الأَصمعي: جَثَمْت وجَثَوْت واحد. والجَثُومُ: الأَرْنَبُ لأَنها تَجْثِمُ، ومكانها مَجْثَمٌ.
والجُثامُ والجاثُومُ: الكابُوس يَجْثِمُ على الإنسان، وهو الدَّيَثانيُّ. التهذيب: ويقال للذي يقَع على الإنسان وهو نائم جاثُوم وجُثَم وجُثَمة ورازِمٌ ورَكَّاب وجَثَّامة؛ قال: وهو هذا النجت الذي يقَع على النائم. وجَثَمَ الليلُ جُثوماً: انتصَف؛ عن ثعلب.
والجَثَمَةُ والحَثَمة والجَثوم: الأَكَمَةُ؛ قال تأَبط شرّاً:

نَهَضْتُ إليها من جَثومٍ كأَنَّـهـا

 

عجوزٌ، عليها هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَلِ

والجَثَّامةُ: البَلِيدُ؛ قال الراعي:

مِنْ أَمْرِ ذي بَدَواتٍ لا تَزالُ له

 

بَزْلاءُ، يعيا بها الجَثَّامة اللُّبَـدُ

 ويروى اللَّبِدُ، بالكسر، وهي أَجود عند أَبي عبيد، والجَثَّامةُ: السيد الحليم: والمُجَثَّمةُ: المَحْبوسةُ. وفي الحديث: أَنه نَهى عن المَصْبُورة والمُجَثَّمةِ؛ قال أَبو عبيد: المُجَثَّمة التي نهى عنها هي المَصْبورة وهي كل حيوان يُنْصَب ويُرْمَى ويُقْتَل. قال أَبو عبيد: ولكن المُجَثَّمة لا تكون إلاَّ من الطير والأَرانِب وأَشْباهِها مما يَجْثِمُ بالأرض أي يَلْزمها، لأن الطير تَجْثِم بالأرض إذا لَزِمَتْها ولَبَدت عليها، فإنْ حَبَسَها إنسان قيل: قد جُثِّمتْ، فهي مُجَثَّمة إذا فُعِل ذلك بها، وهي المحبوسة، فإذا فَعَلَتْ هي من غير فِعْل أَحد قيل: جَثَمتْ تَجْثِمُ وتَجْثُمُ جُثُوماً، فهي جاثمة. شمر: المُجَثَّمة هي الشاة التي تُرْمى بالحجارة حتى تموت ثم تؤكل، قال: والشاة لا تَجْثِم إنما الجُثوم للطير ولكنه استُعِير. وروي عن عِكْرمة أَنه قال: المُجَثَّمة الشاة تُرمَى بالنَّبْل حتى تُقْتَل. وجَثَمَ الطِّين والترابَ والرَّماد: جَمَعها، وهي الجُثْمة. والجَثْمُ والجَثَم: الزَّرْع إذا ارتفع عن الأرض شيئاً واستقَلّ نباته، وقد جَثَم يجثِم. قال أَبو حنيفة: الجَثْمُ العِذْقُ إذا عَظُم بُسْرُه، والجمع جُثُومٌ. وجَثَمَت العُذُوق تَجْثُمُ، بضم الثاء، جُثوماً: عَظُم بُسْرُها شيئاً، وفي التهذيب: إذا عظُمت فلزِمتْ مكانها.
والجُثْمان: الجِسْم؛ وقول الفرزدق:

وباتَتْ بِجُثْمانِيَّةِ الماءِ نِيبُهـا،

 

إلى ذاتِ رَحْلٍ كالمآتِمِ حُسَّرا

جُثْمانِيَّة الماء: الماءُ نفسُه. ويقال: جُثْمانِيَّة الماءِ وسَطُه ومُجْتَمَعُه ومكانُه؛ وقول رؤبة:

واعْطِفْ على بازٍ تَراخى مَجْثَمُهْ

أي بعد وَكْره. التهذيب: الجُثْمان بمنزلة الجُسْمان جامع لكل شيء تريد به جِسْمه وأَلواحَه. ويقال: ما أَحسن جُثْمان الرجل وجُسْمانه أي جسده؛ قال الممزَّق العَبْديّ:

وقد دعَوْا ليَ أَقْواماً، وقد غَسَلوا،

 

بالسِّدْر والماءِ، جُثْماني وأَطْباقي

الأزهري: قال الأصمعي الجُثْمان الشخص، والجُسْمانُ الجِسْم؛ قال بِشْر:

أَمُونٌ كدُ كَّان العِباديِّ فَوْقَها

 

سَنامٌ كجُثْمان البَنِيَّةِ أَتْلَعـا

يعني بالبَنِيَّة الكعبة، وهو شخص وليس بجَسد؛ قال ابن بري: صوابُ إنْشاده أَمُوناً بالنصب لأنه منصوب بقوله فكَلَّفْت قبله، وهو:

فكَلَّفْت ما عندي، وإن كنتُ عامِداً

 

من الوَجْدِ كالثَّكْلان، بل أَنا أَوْجَعُ

وأَتْلَعُ بالرفع لأنه نعت لسَنام، والذي في شِعْره كجُثْمان البَلِيَّة، وهي الناقة تجعل عند قبر الميت؛ شبَّه سَنام ناقته بجُثْمانِها. ويقال: جاءني بثَريد مثل جُثْمان القَطاة.
والجُثُوم: جبل؛ قال:

جَبَل يَزيدُ على الجِبالِ إذا بدا،

 

بين الرَّبائِع والجُثُومِ مُـقِـيمُ