يونس بن متى

فكان فيما ذكر - من أهل قرية من قرى الموصل يقال لها: نينوى، وكان قومه يعبدون الأصنام، فبعث الله إليهم يونس بالنهي عن عبادتها، والأمر بالتوبة إلى الله من كفرهم، والأمر بالتوحيد. فكان من أمره وأمر الذين بعث اليهم ما قصة الله في كتابه، فقال عز وجل: " فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حينٍ ". وقال: " وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ".

وقد اختلف السلف من علماء أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ذهابه لربه مغاضباً وظنه أن لن يقدر عليه، وفي حين ذلك .
فقال بعضهم: كان ذلك منه قبل دعائه القوم الذين أرسل إليهم، وقبل إبلاغه إياهم رسالة ربه، وذلك أن القوم الذين أرسل إليهم لما حضرهم عذاب الله أمر بالمصير إليهم؛ ليعلمهم ما قد أظلهم من ذلك، لينيبوا مما هم عليه مقيمون مما يسخطه الله، فاستنظر ربه المصير إليهم، فلم ينظره، فغضب لاستعجال الله إياه للنفوذ لأمره وترك إنظاره .

ذكر من قال ذلك :

حدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن الأشيب، قال: سمعت أبا هلال محمد بن سليم، قال: حدثنا شهر بن حوشب، قال: أتاه جبريل عليه السلام - يعني يونس - وقال: انطلق إلى أهل نينوى، فأنذرهم أن العذاب قد حضرهم. قال: ألتمس دابة، قال: الأمر أعجل من ذلك، قال: ألتمس حذاء، قال: الأمر أعجل من ذلك، قال: فغضب، فانطلق إلى السفينة فركب، فلما ركب احتبست السفينة لا تقدم ولا تأخر. قال: فساهموا. قال: فسهم، فجاء الحوت يبصبص بذنبه، فنودي الحوت: أيا حوت، إنا لم نجعل يونس لك رزقاً، إنما جعلناك له حرزاً ومسجداً، فالتقمه الحوت، فانطلق به من ذلك المكان حتى مر به على الأيلة، ثم انطلق حتى مر به على دجلة، ثم انطلق به حتى ألقاه في نينوى .

حدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثناأبو هلال، قال: حدثنا شهر بن حوشب، عن ابن عباس، قال: إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت .

وقال آخرون: كان ذلك منه بعد دعائه من أرسل إليهم إلى ما أمره الله بدعائهم إليه، وتبليغه إياهم رسالة ربه، ولكنه وعدهم نزول ما كان حذرهم من بأس الله في وقت وقته لهم، ففارقهم إذ لم يتوبوا ولم يراجعوا طاعة الله والإيمان، فلما أظل القوم عذاب الله، فغشيهم - كما وصف الله في تنزيله - تابوا إلى الله، فرفع الله عنهم العذاب، وبلغ يونس سلامتهم وارتفاع العذاب الذي كان وعدهموه، فغضب من ذلك، وقال: وعدتهم وعداً، فكذب وعدي ! فذهب مغاضباً ربه، وكره الرجوع إليهم وقد جربوا عليه الكذب.

ذكر بعض من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن زياد، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: بعثه الله تعالى - يعني يونس - إلى أهل قريته، فردوا عليه ما جاءهم به، وامتنعوا منه، فلما فعلوا ذلك أوحى الله إليه: إني مرسل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا، فاخرج من بين أظهرهم. فأعلم قومه الذي وعدهم الله من عذابه إياهم، فقالوا: ارمقوه، فإن هو خرج من بين أظهركم فهو والله كائن ما وعدكم. فلما كانت الليلة التي وعدوا العذاب في صبيحتها أدلج وراءه القوم، فحذروا. فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم، وفرقوا بين كل دابة وولدها، ثم عجوا إلى الله واستقالوه فأقالهم. وتنظر يونس الخبر عن القرية وأهلها حتى مر به مار، فقال: ما فعل أهل القرية ؟ فقال: فعلوا أن نبيهم لما خرج من بين أظهرهم عرفوا أنه صدقهم ما وعدهم من العذاب، فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض، وفرقوا بين كل ذات ولدٍ وولدها، ثم عجوا إلى الله وتابوا إليه، فقبل منهم، وأخر عنهم العذاب. قال: فقال يونس عند ذلك وغضب: والله لا أرجع إليهم كذاباً أبداً، وعدتهم العذاب في يوم، ثم رد عنهم ! ومضى على وجهه مغاضباً لربه فاستزله الشيطان .

حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، قال: حدثنا رجل قد قرأ القرآن في صدره في إمارة عمر بن الخطاب، فحدث عن قوم يونس حيث أنذر قومه فكذبوه، فأخبرهم أنه مصيبهم العذاب وفارقهم، فلما رأوا ذلك وغشيهم العذاب؛ لكنهم خرجوا من مساكنهم، وصعدوا في مكان رفيع، وأنهم جأروا إلى ربهم، ودعوه مخلصين له الدين أن يكشف عنهم العذاب، وأن يرجع إليهم رسولهم، قال: ففي ذلك أنزل الله تعالى: " فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حينٍ ". فلم يكن قرية غشيها العذاب ثم أمسك عنها إلا قوم يونس خاصة، فلما رأى ذلك يونس، لكنه ذهب عاتباً على ربه، وانطلق مغاضباً، وظن أن لن يقدر عليه، حتى ركب سفينة، فأصاب أهلها عاصف من الريح. فقالوا: هذه بخطيئة أحدكم. وقال يونس - وقد عرف أنه هو صاحب الذنب: هذه بخطيئتي، فألقوني في البحر. وإنهم أبو عليه حتى أفاضوا بسهامهم، " فساهم فكان من المدحضين ". فقال لهم: قد أخبرتكم أن هذا الأمر بذنبي. وإنهم أبوا عليه أن يلقوه في البحر، حتى أفاضوا بسهامهم الثانية؛ " فكان من المدحضين ". فقال لهم: قد أخبرتكم أن هذا الأمر بذنبي، وإنهم أبوا عليه أن يلقوه في البحر حتى أفاضوا بسهامهم الثالثة، " فكان من المدحضين ". فلما رأى ذلك ألقى نفسه في البحر، وذلك تحت الليل، فابتلعه الحوت " فنادى في الظلمات " - وعرف الخطيئة - " أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ". وكان قد سبق له من العمل الصالح، فأنزل الله فيه فقال: " فلولا أنه كان من المسبحين، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون "؛ وذلك أن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر؛ " فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ ". وألقى على ساحل البحر، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين - وهي فيما ذكر - شجرة القرع يتقطر عليه من اللبن؛ حتى رجعت إليه قوته. ثم رجع ذات يوم إلى الشجرة فوجدها قد يبست، فحزن وبكى عليها، فعوتب فقيل له: أحزنت على شجرة، وبكيت عليها ولم تحزن على مائة ألف أو زيادة أردت هلاكهم جميعاً ! ثم إن الله اجتباه من الضلالة، فجعله من الصالحين، ثم أمر أن يأتي قومه ويخبرهم أن الله قد تاب عليهم. فعمد إليهم، حتى لقى راعياً، فسأله عن قوم يونس وعن حالهم، وكيف هم ؟ فأخبره أنهم بخير، وأنهم على رجاء أن يرجع إليهم رسولهم، فقال له: فأخبرهم أنى قد لقيت يونس. فقال: لا أستطيع إلا بشاهد، فسمى له عنزاً من غنمه، فقال: هذه تشهد لك أنك قد لقيت يونس، قال: وماذا ؟ قال: وهذه البقعة التي أنت فيها تشهد لك أنك قد لقيت يونس. قال: وماذا ؟ قال: وهذه الشجرة تشهد لك أنك قد لقيت يونس. وإنه رجع الراعي إلى قومه فأخبرهم أنه لقى يونس فكذبوه وهموا به شراً، فقال: لا تعجلوا على حتى أصبح، فلما أصبح غدا بهم إلى البقعة التي لقى فيها يونس، فاستنطقها، فأخبرته أنه لقى يونس، وسأل العنز، فاخبرتهم أنه لقى يونس، واستنطقوا الشجرة، فأخبرتهم أنه قد لقى يونس. ثم إن يونس أتاهم بعد ذلك. قال: " وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون، فآمنوا فمتعناهم إلى حينٍ ".

حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقزى، قال: حدثنا أبي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودى، قال: حدثنا ابن مسعود في بيت المال، قال: إن يونس كان وعد قومه العذاب؛ وأخبرهم أنه يأتيهم إلى ثلاثة أيام، ففرقوا بين كل والدة وولدها، ثم خرجوا فجأروا إلى الله، واستغفروه، فكف الله عنهم العذاب، وغدا يونس ينتظر العذاب، فلم ير شيئاً، وكان من كذب ولم يكن له بينة قتل فانطلق مغاضبا " فنادى في الظلمات " قال: ظلمة بطن الحوت، وظلمة الليل، وظلمة البحر.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عمن حدثه عن عبد الله بن رافع، مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قال سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش له لحماً، ولا تكسر عظماً، فأخذه، ثم هوى به إلى مسكنه من البحر. فلما انتهى به إلى أسفل البحر، سمع يونس حساً، فقال في نفسه: ما هذا ؟ فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت: إن هذا تسبيح دواب البحر. قال: فسبح وهو في بطن الحوت، قال: فسمعت الملائكة تسبيحه، فقالوا: يا ربنا، إنا لنسمع صوتاً ضعيفاً بأرض غريبة. قال: ذلك عبدي يونس، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر، قالوا العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح ! قال: نعم، قال: فشفعوا له عند ذلك. فأمر الحوت، فقذفه في الساحل كما قال الله: "وهو سقيمٌ "، وكان سقمه الذي وصفه الله به، أنه ألقاه الحوت على الساحل كالصبي المنفوس، قد بشر اللحم والعظم.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد ابن زياد، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: خرج به - يعنى الحوت - حتى لفظه في ساحل البحر، فطرحه مثل الصبي المنفوس، لم ينقص من خلقه شيء.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني أبو صخر. قال: أخبرني ابن قسيط أنه سمع أبا هريرة يقول: طرح بالعراء، فأنبت الله عليه يقطينةً، فقلنا: يا أبا هريرة، وما اليقطينة ؟ قال: شجرة الدباء، هيأ الله له أروية وحشية، تأكل من حشاش الأرض - أو هشاش الأرض - فتفشح عليه، فترويه من لبنها كل عشية وبكرة، حتى نبت.

ومما كان أيضاَ في أيام ملوك الطوائف:

إرسال الله رسله الثلاثة

الذين ذكرهم في تنزيله، فقال: " واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون، إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالثٍ فقالوا إنا إليكم مرسلون. ... "، الآيات التي ذكر تعالى ذكره في خبرهم .

واختلف السلف في أمرهم، فقال بعضهم: كان هؤلاء الثلاثة - الذين ذكرهم الله في هذه الآيات، وقص فيها خبرهم - أنبياء ورسلاً أرسلهم إلى بعض ملوك الروم، وهو أنطيخس، والقرية التي كان فيها هذا الملك الذي أرسل الله إليه فيها هؤلاء الرسل أنطاكية .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: كان من حديث صاحب يس - فيما حدثنا محمد بن إسحاق - قال: مما بلغه عن كعب الأحبار، وعن وهب بن منبه اليماني، أنه كان رجلاً من أهل أنطاكية، وكان اسمه حبيباً وكان يعمل الحرير، وكان رجلاً سقيماً قد أسرع فيه الجذام، وكان منزله عند باب من أبواب المدينة قاصياً، وكان مؤمناً ذا صدقة، يجمع كسبه إذا أمسى - فيما يذكرون - فيقسمه نصفين، فيطعم نصفاً عياله، ويتصدق بنصف، فلم يهمه سقمه ولا عمله ولا ضعفه حين طهر قلبه، واستقامت فطرته، وكان بالمدينة التي هو بها؛ مدينة أنطاكية، فرعون من الفراعنة يقال له أنطيخس بن أنطيخس بن أنطيخس، يعبد الأصنام، صاحب شرك فبعث الله المرسلين، وهم ثلاثة: صادق وصدوق وشلوم، فقدم الله إليه وإلى أهل مدينته منهم اثنين، فكذبوهما، ثم عزز الله بثالث .
وقال آخرون: بل كانوا من حواريي عيسى بن مريم، ولم يكونوا رسلاً لله، وإنما كانوا رسل عيسى بن مريم، ولكن إرسال عيسى بن مريم إياهم، لما كان عن أمر الله تعالى ذكره إياه بذلك، أضيف إرساله إياهم إلى الله، فقيل: "إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالثٍ" .

ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: " واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون، إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالثٍ فقالوا إنا إليكم مرسلون ". قال: ذكر لنا أن عيسى بن مريم بعث رجلين من الحواريين إلى أنطاكية، مدينة بالروم، فكذبوهما، فأعزهما بثالث، " فقالوا إنا إليكم مرسلون. .. "، الآية .

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق، فلما دعته الرسل، ونادته بأمر الله، وصدعت بالذي أمرت به، وعابت دينهم وما هم عليه، قال: أصحاب القرية لهم: " إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذابٌ أليمٌ ". قالت لهم الرسل: " طائركم معكم "، أي أعمالكم، "أئن ذكرتم بل أنتم قومٌ مسرفون ". فلما أجمع هو وقومه على قتل الرسل بلغ ذلك حبيباً، وهو على باب المدينة الأقصى، فجاء يسعى إليهم يذكرهم الله، ويدعوهم إلى اتباع المرسلين، فقال: " يا قوم اتبعوا المرسلين، اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون ". أي لا يسألونكم أموالكم على ما جاءوكم به من الهدى، وهم لكم ناصحون فاتبعوهم تهتدوا بهداهم .

حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد: قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: لما انتهى - يعني حبيباً - إلى الرسل، قال: هل تسألون على هذا من أجر ؟ قالوا: لا، فقال عند ذلك: " يا قوم اتبعوا المرسلين، اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون " .

رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق: ثم ناداهم بخلاف ما هم عليه من عبادة الأصنام، وأظهر لهم دينه وعبادة ربه، وأخبرهم أنه لا يملك نفعه ولا ضره غيره، فقال: " وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون، أأتخذ من دونه آلهةً " إلى قوله: " إني أمنت بربكم فاسمعون " أي آمنت بربكم، الذي كفرتم به، فاسمعوا قولي. فلما قال لهم ذلك وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه، استضعفوه لضعفه وسقمه، ولم يكن أحد يدفع عنه.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة: قال: حدثني ابن إسحاق، عن بعض أصحابه، أن عبد الله بن مسعود كان يقول: وطئوه بأرجلهم، حتى خرج قصبه من دبره.

وقال الله له: ادخل الجنة، فدخلها حياً يرزق فيها. قد أذهب الله عنه سقم الدنيا وحزنها ونصبها، فلما أفضى إلى رحمة الله وجنته وكرامته، قال: " يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ". وغضب الله له لاستضعافهم إياه غضبةً لم يبق معها من القوم شيئاً فعجل لهم النقمة بما استحلوا منه وقال: " وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السماء وما كنا منزلين "، يقول: ما كابدناهم بالجموع، أي الأمر أيسر علينا من ذلك " إن كانت إلا صيحةً واحدةً فإذا هم خامدون ". فأهلك الله ذلك الملك وأهل أنطاكية، فبادوا عن وجه الأرض، فلم يبق منهم باقية .

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الحسن ابن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم أبي القاسم، مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن مجاهد، عن عبد الله بن عباس، أنه كان يقول: كان اسم صاحب يس حبيباً، وكان الجذام قد أسرع فيه .

حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي مخلد، قال: كان اسم صاحب يس حبيب بن مري .
وكان فيهم: