ذكر جملة الغزوات

قال أبو جعفر : وكانت غزواته بنفسه ستاً وعشرين غزوة ؛ ويقول بعضهم : هن سبع وعشرون غزوة ؛ فمن قال : هي ست وعشرون ، جعل غزوة النبي صلى الله عليه وسلم خيبر وغزوته من خيبر إلى وادي القرى غزوة واحدة ؛ لأنه لم يرجع من خيبر حين فرغ من أمرها إلى منزله ؛ ولكنه مضى منها إلى وادي القرى ؛ فجعل ذلك غزوة واحدة . ومن قال : هي سبع وعشرون غزوة ، جعل غزوة خيبر غزوة ، وغزوة وادي القرى غزوة أخرى ؛ فيجعل العدد سبعاً وعشرين .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي بكر ، قال : كان جميع ما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ستاً وعشرين غزوة . أول غزوة غزاها ودان ؛ وهي غزوة الأبواء ، ثم غزوة بواط إلى ناحية رضوى ، ثم غزوة العشيرة من بطن ينبع ، ثم غزوة بدر الأولى يطلب كرز بن جابر ، ثم غزوة بدر الكبرى التي قتل فيها صناديد قريش وأشرافهم ، وأسر فيها من أسر ، ثم غزوة بني سليم حتى بلغ الكدر ؛ ماء لبنى سليم ، ثم غزوة السويق يطلب أبا سفيان حتى بلغ قرقرة الكدر ، ثم غزوة غطفان إلى نجد ؛ وهي غزوة ذي أمر ؛ ثم غزوة بحران ؛ معدن بالحجاز من فوق الفرع ، ثم غزوة أحد ، ثم غزوة حمراء الأسد ، ثم غزوة بني النضير ، ثم غزوة ذات الرقاع من نخل ، ثم غزوة بدر الآخرة ، ثم غزوة دومة الجندل ، ثم غزوة الخندق ، ثم غزوة بني قريظة ، ثو غزوة بني لحيان من هذيل ، ثم غزوة ذي قرد ، ثم غزوة بني المصطلق من خزاعة ، ثم غزوة الحديبية - لا يريد قتالاً ، فصده المشركون - ثم غزوة خيبر ؛ ثم اعتمر عمرة القضاء ، ثم غزوة الفتح ؛ فتح مكة ، ثم غزوة حنين ، ثم غزوة الطائف ، ثم غزوة تبوك . قاتل منها في تسع غزوات : بدر ، وأحد ، والخندق ، وقريظة ، والمصطلق ، وخيبر ، والفتح ، وحنين ، والطائف .

حدثنا الحارث ، قال : حدثنا ابن سعد ، قال : حدثنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حشمة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ستاً وعشرين غزوة . ثم ذكر نحو حديث ابن حميد ، عن سلمة .
قال محمد بن عمر : مغازي رسول الله معروفة مجتمع عليها ، ليس فيها اختلاف بين أحد في عددها ؛ وهي سبع وعشرون غزوة ؛ وإنما اختلفوا بينهم في تقديم مغزاة قبل مغزاة .

حدثني الحارث ، قال : حدثنا ابن سعد ، قال : حدثني محمد بن عمر ، قال : حدثنا معاذ بن محمد الأنصاري ، عن محمد بن ثابت الأنصاري ، قال : سئل ابن عمر : كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : سبعا وعشرين غزوة ، فقيل لابن عمر : كم غزوت معه ؟ قال : إحدى وعشرين غزوة ؛ أولها الخندق ، وفاتني ست غزوات ، وقد كنت حريصاً ، قد عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ كل ذلك يردني فلا يجيزني حتى أجازني في الخندق .

قال الواقدي : قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى عشرة ، ذكر من ذلك التسع التي ذكرتها عن ابن إسحاق ؛ وعد معها غزوة وادي القرى ، وأنه قاتل فيها فقتل غلامه مدعم ، رمى بسهم . قال : وقاتل يوم الغابة ، فقتل من المشركين ، وقتل محرز بن نضلة يؤمئذ .

ذكر جملة السرايا والبعوث واختلف في عدد سراياه صلى الله عليه وسلم ، حدثنا محمد بن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، قال : حدثني محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي بكر ، قال : كانت سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعوثه - فيما بين أن قدم المدينة وبين أن قبضه الله - خمساً وثلاثين بعثاً وسرية : سرية عبيدة بن الحارث إلى أحياء من ثنية المرة ، وهو ماء بالحجاز ، ثم غزوة حمزة بن عبد المطلب إلى ساحل البحر من ناحية العيص - وبعض الناس يقدم غزوة حمزة قبل غزوة عبيدة - وغزوة سعد بن أبي وقاص إلى الخرار من أرض الحجاز ، وغزوة عبد الله بن جحش إلى نخلة ، وغزوة زيد ابن حارثة القردة ؛ ماء من مياه نجد ، وغزوة مرثد بن أبي مرثد الغنوي الرجيع ، وغزوة المنذر بن عمرو بئر معونة ، وغزوة أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة من طريق العراق ، وغزوة عمر بن الخطاب تربة من أرض بني عامر ، وغزوة علي بن أبي طالب اليمن ، وغزوة غالب بن عبد الله الكلبي - كلب ليث - الكديد ، وأصاب بلملوح ، وغزوة علي بن أبي طالب إلى بني عبد الله بن سعد من أهل فدك ، وغزوة ابن أبي العوجاء السلمى أرض بني سليم ؛ أصيب بها هو وأصحابه جميعاً ، وغزوة عكاشة بن محصن الغمرة ، وغزوة أبي سلمة بن عبد الأسد قطناً ؛ ماء من مياه بني أسد من ناحية نجد قتل فيها مسعود بن عروة ، وغزوة محمد بن مسلمة ؛ أخي بني الحارث إلى القرطاء من هوازن ، وغزوة بشير بن سعد إلى بني مرة بفدك ، وغزوة بشير بن سعد أيضاً إلى يمن وجناب ؛ بلد من أرض خيبر - وقيل يمن وجبار ؛ أرض من أرض خيبر ، وغزوة زيد بن حارثة الجموم ؛ من أرض بني سليم ، وغزوة زيد بن حارثة أيضاً جذام من أرض حسمي - وقد مضى ذكر خبرها قبل - وغزوة زيد بن حارثة أيضاً وادي القرى ، لقي بني فزارة .

وغزوة عبد الله بن رواحة خيبر مرتين : إحداهما التي أصاب الله فيها يسير بن رزام - وكان من حديث يسير بن رزام اليهودي أنه كان بخيبر يجمع غطفان لغزو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعث إليه رسول الله عبد الله بن رواحة في نفر من أصحابه ؛ منهم عبد الله بن أنيس حليف بني سلمة ، فلما قدموا عليه كلموه وواعدوه وقربوا له ، وقالوا له : إنك إن قدمت على رسول الله استعملك وأكرمك ؛ فلم يزالوا به حتى خرج معهم في نفر من يهود ؛ فحمله عبد الله بن أنيس على بعيره وردفه حتى إذا كان بالقرقرة من خيبر على ستة أميال ندم يسير بن رزام على سيره إلى رسول الله ، ففطن له عبد الله ابن أنيس وهو يريد السيف ؛ فاقتحم به ؛ ثم ضربه بالسيف فقطع رجله وضربه يسير بمخرش في يده من شوحط ، فأمه في رأسه ، وقتل الله يسيرا ؛ ومال كل رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على صاحبه من يهود فقتله إلا رجلاً واحداً أفلت على راحلته ؛ فلما قدم عبد الله ابن أنيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم تفل على شجته فلم تقح ولم تؤذه .

وغزوة عبد الله بن عتيك إلى خيبر ؛ فأصاب بها أبا رافع ؛ وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث محمد بن مسلمة وأصحابه - فيما بين بدر وأحد - إلى كعب بن الأشرف فقتلوه ، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أنيس إلى خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي - وهو بنخلة أو بعرنة - يجمع لرسول الله ليغزوة ، فقتله .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عبد الله بن أنيس ، قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنه بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني - وهو بنخلة أو بعرنة - فأته فاقتله ، قال : قلت : يا رسول الله ؛ انعته لي حتى أعرفه ، قال : إذا رأيته أذكرك الشيطان ! إنه آية ما بينك وبينه أنك إذا رأيته وجدت له قشعريرة . قال : فخرجت متوشحاً سيفي حتى دفعت إليه وهو في ظعن يرتاد لهن منزلاً حيث كان وقت العصر ؛ فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة ، فأقبلت نحوه ، وخشيت أن تكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن الصلاة ، فصليت وأنا أمشي نحوه ، أومي برأسي إيماء ؛ فلما انتهيت إليه قال : من الرجل ؟ قلت : رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل ؛ فجاءك لذلك ، قال : أجل ، أنا في ذلك ؛ فمشيت معه شيئاً حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته ؛ ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه . فلما قدمت على رسول الله وسلمت عليه ورآني ، قال : أفلح الوجه ! قال : قلت : قد قتلته . قال : صدقت ! ثم قام رسول الله فدخل بيته ، فأعطاني عصا ، فقال : أمسك هذه العصا عندك يا عبد الله بن أنيس . قال : فخرجت بها على الناس ، فقالوا : ما هذه العصا ؟ قلت : أعطانيها رسول الله ، وأمرني أن أمسكها عندي ، قالوا : أفلا ترجع إلى رسول الله فتسأله لم ذلك ؟ فرجعت إلى رسول الله ، فقلت : يا رسول الله ، لم أعطيتني هذه العصا ؟ قال : آية ما بيني وبينك يوم القيامة ؛ إن أقل الناس المتخصرون يومئذ ؛ فقرنها عبد الله بسيفه ، فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ، ثم دفنا جميعاً .

ثم رجع الحديث إلى حديث عبد الله بن أبي بكر . قال : وغزوة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة إلى مؤتة من أرض الشام ، وغزوة كعب بن عمير الغفاري بذات أطلاح من أرض الشأم ، فأصيب بها هو وأصحابه ، وغزوة عيينة بن حصن بني العنبر من بني تميم ؛ وكان من حديثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إليهم ؛ فأغار عليهم ؛ فأصاب منهم ناساً ، وسبى منهم سبياً .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، أن عائشة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ؛ إن علي رقبة من بني إسماعيل ، قال : هذا سبى بني العنبر يقدم الآن فنعطيك إنساناً فتعتقينه . قال ابن إسحاق : فلما قدم سبيهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فيهم وفد من بني تميم ، حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ منهم ربيعة بن رفيع ، وسبرة بن عمرو ، والقعقاع بن معبد ، ووردان بن محرز ، وقيس بن عاصم ، ومالك بن عمرو ، والأقرع بن حابس ، وحنظلة بن درام ، وفراس بن حابس . وكان ممن سبى من نسائهم يومئذ أسماء بنت مالك ، وكأس بنت أرى ، ونجوة بنت نهد وجميعة بنت قيس ، وعمرة بنت مطر .

ثم رجع إلى حديث عبد الله بن أبي بكر . قال : وغزوة غالب بن عبد الله الكلبي - كلب ليث - أرض بني مرة ؛ فأصاب بها مرداس بن نهيك ؛ حليفاً لهم من الحرقة من جهينة ، قتله أسامة بن زيد ورجل من الأنصار ، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة : من لك بلا إله إلا الله ! وغزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل ، وغزوة ابن أبي حدرد وأصحابه إلى بطن إضم ، وغزوة ابن أبي حدرد الأسلمى إلى الغابة ، وغزوة عبد الرحمن ابن عوف .

وبعث سرية إلى سيف البحر ، وعليهم أبو عبيدة بن الجراح ؛ وهي غزوة الخبط .

حدثني الحارث بن محمد ، قال : حدثنا ابن سعد ، قال : قال محمد ابن عمر : كانت سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانياً وأربعين سرية .

قال الواقدي : في هذه السنة قدم جرير بن عبد الله البجلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً في رمضان ، فبعثه رسول الله إلى ذي الخلصة فهدمها .

قال : وفيها قدم وبر بن يحنس على الأنباء باليمن ، يدعوهم إلى الإسلام فنزل على بنات النعمان بن بزرج فأسلمن ، وبعث إلى فيروز الديلمي فأسلم ، وإلى مركبود وعطاء ابنه ، ووهب بن منبه ، وكان أول من جمع القرآن بصنعاء ابنه عطاء بن مركبود ووهب بن منبه .
قال : وفيها أسلم باذان ، وبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه .

قال أبو جعفر : وقد خالف في ذلك عبد الله بن أبي بكر من قال : كانت مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ستاً وعشرين غزوة ، من أنا ذاكره : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا زهير ؛ عن أبي إسحاق ، عن زيد بن أرقم ، قال : سمعت منه أن رسول الله غزا تسع عشرة غزوة ، وحج بعد ما هاجر حجة ، لم يحج غير حجة الوداع . وذكر ابن إسحاق حجة بمكة .

قال أبو إسحاق : فسألت زيد بن أرقم : كم غزوت مع رسول الله ؟ قال : سبع عشرة .

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ؛ أن عبد الله بن يزيد الأنصاري خرج يستسقي بالناس ، قال : فصلى ركعتين ثم استسقى . قال : فلقيت يومئذ زيد بن أرقم ، قال : ليس بيني وبينه غير رجل - أو بيني وبينه رجل - قال : فقلت : كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : تسع عشرة غزوة ، فقلت : كم غزوت معه ؟ قال : سبع عشرة غزوة ، فقلت : فما أول غزوة غزا ؟ قال : ذات العسير - أو العشير .

وزعم الواقدي أن هذا عندهم خطأ ؛ حدثني الحارث ، قال : حدثنا ابن سعد ، قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق الهمداني ، قال : قلت لزيد بن أرقم : كم غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : سبع عشرة غزوة ، قلت : كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : تسع عشرة غزوة . قال الحارث : قال ابن سعد : قال الواقدي : فحدثت بهذا الحديث عبد الله بن جعفر ، فقال : هذا إسناد أهل العراق ؛ يقولون هكذا ؛ وأول غزوة غزاها زيد بن الأرقم المريسيع ؛ وهو غلام صغير ، وشهد مؤتة رديف عبد الله بن رواحة ؛ وما غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاث غزوات أو أربعا .

وروى عن مكحول في ذلك ما حدثني الحارث ، قال : حدثنا ابن سعد ، قال : أخبرنا ابن عمر ، قال : حدجثني سويد بن عبد العزيز ، عن النعمان بن المنذر ، عن مكحول ، قال : غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة غزوة ؛ قاتل من ذلك في ثمان غزوات أولهن بدر وأحد والأحزاب وقريظة .

قال الواقدي : فهذان الحديثان : حديث زيد بن الأرقم وحديث مكحول جميعاً غلط .

ذكر الخبر عن حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني عبد الله بن أبي زياد ، قال : حدثنا زيد بن الحارث ، عن سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم حج ثلاث حجج : حجتين قبل أن يهاجر ، وحجة بعد ما هاجر ، معها عمرة .

حدثنا عبد الحميد بن بيان ، قال : أخبرنا إسحاق بن يوسف ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرتين قبل أن يحج ، فبلغ ذلك عائشة ، فقالت : اعتمر رسول الله أربع عمر ؛ قد علم ذلك عبد الله بن عمر ، منهن عمرة مع حجته .

حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، قال : سمعت أبي ، قال : حدثنا أبو حمزة ، عن مطرف ، عن أبي إسحاق ، عن مجاهد ، قال : سمعت ابن عمر يقول : اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عمر . فبلغ عائشة ، فقالت : لقد علم ابن عمر أنه اعتمر أربع عمر ، منها عمرته التي قرن معها الحجة .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد ؛ فإذا ابن عمر جالس عند حجرة عائشة ، فقلنا : كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : أربعاً ؛ إحداهن في رجب ، فكرهنا أن نكذبه ونرد عليه ، فسمعنا استنان عائشة في الحجرة ، فقال عروة بن الزبير : يا أمه ، يا أم المؤمنين ، أما تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن ! فقالت : وما يقول ؟ قال : يقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر : إحداهن في رجب ، فقالت : يرحم الله أبا عبد الرحمن ! ما اعتمر النبي عمرة إلا وهو شاهد ، وما اعتمر في رجب .